أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٣٠
احتفال حزقيا بالفصح
أولًا. رسالة الدعوة
أ ) الآيات (١-٥): دعوة أسباط إسرائيل إلى الاحتفال بالفصح.
١وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَكَتَبَ أَيْضًا رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى أَنْ يَأْتُوا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. ٢فَتَشَاوَرَ الْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، ٣لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ، لأَنَّ الْكَهَنَةَ لَمْ يَتَقَدَّسُوا بِالْكِفَايَةِ، وَالشَّعْبَ لَمْ يَجْتَمِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. ٤فَحَسُنَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ وَعُيُونِ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. ٥فَاعْتَمَدُوا عَلَى إِطْلاَقِ النِّدَاءِ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانَ أَنْ يَأْتُوا لِعَمَلِ الْفِصْحِ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوهُ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ.
١. وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا: يصعُب إلى حد ما تحديد تاريخ هذه الدعوة على نحو دقيق. ويبدو أن هذا حدث عندما هُزمت إسرائيل وركعت أمام أشور، لكن ربما قبل إخلاء المملكة بأكملها من سكانها بسبب السبي (٢ أخبار الأيام ٣٠: ٦).
• “يُحتمل أنه احتُفِل بآخر عيد فصح بعد انتقال المملكة الشمالية إلى السبي.” مورجان (Morgan)
• “حُظِر أي امتثال لمثل هذا الاحتفال أثناء القرنين اللذين أعقبا تقسيم يربعام لإمبراطورية سليمان (٢ أخبار الأيام ٣٠: ٥، ٢٦؛ ١ ملوك ١٢: ٢٧-٢٨). والآن تعرّضت عاصمة الملك هوشع في السامرة لحصار أشوري (٢ أخبار الأيام ٣٠: ٦؛ ٢ ملوك ١٧: ٥)، وكان الملك عاجزًا عن التدخل.” باين (Payne)
٢. لِيَعْمَلُوا فِصْحًا: احتفل بهذا العيد العظيم بخلاص الله العظيم المجيد لإسرائيل في أيام الخروج (خروج ١٢). فكان هذا تذكيرًا مقصودًا ورمزيًّا لعمل الفداء المركزي في العهد القديم (التحرر من عبودية مصر).
• وكسر الخبز أيضًا تذكير مقصود ورمزي لعمل الفداء المركزي في العهد الجديد (والكتاب المقدس ككل). وسيكون إهمال أسباط إسرائيل لعيد الفصح مدة طويلة مثل عدم احتفال كنيسة بمائدة الرب فترة طويلة جدًّا.
• “يسوع هو حمل الفصح النهائي الذي وضع بجسده ودمه عهدًا جديدًا (انظر لوقا ٢٢: ١٤-٢٠). وكما تم تطهير جماعة حزقيا وشفاؤهم، كذلك يُجعل المؤمنون بالمسيح طاهرين بذبيحة المسيح، باستثناء أن ذبيحة يسوع، الفصح النهائي، غير قابلة للتكرار.” سيلمان (Selman)
٣. فَتَشَاوَرَ ٱلْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَكُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَعْمَلُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي: كان يُحتفل بالفصح عادة في الشهر الأول (سفر العدد ٩: ١-٥). غير أنه كانت هنالك ظروف خاصة تسوّغ الاحتفال به فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي (سفر العدد ٩: ٥-١٤). ولِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ، فقد احتفلوا به هنا في عهد حزقيا فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي.
• “ولهذا، فكّر حزقيّا ومستشاروه في توسيع الاحتفال ليشمل الشعب كله بسبب التأخير الناجم بالضرورة عن تطهير الهيكل. فكانت هذه منحة للأفراد في مثل هذه الحالة. وبيّنت النتيجة أنهم لم يخطئوا قراءة فكر الرب حول هذا الموضوع.” كلارك (Clarke)
٤. لِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوهُ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ: رغم أن الفصح كان أحد الأعياد التي كانت تستحق تركيزًا خاصًّا (خروج ٢٣: ١٤-١٧)، إلا أنه لم يُحتفل به لفترة طويلة. وكان حزقيا مكرّسًا لتصحيح هذا الخطأ.
ب) الآيات (٦-٩): الرسالة إلى الأسباط.
٦فَذَهَبَ السُّعَاةُ بِالرَّسَائِلِ مِنْ يَدِ الْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَحَسَبَ وَصِيَّةِ الْمَلِكِ كَانُوا يَقُولُونَ: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، ارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، فَيَرْجعَ إِلَى النَّاجِينَ الْبَاقِينَ لَكُمْ مِنْ يَدِ مُلُوكِ أَشُّورَ. ٧وَلاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمْ وَكَإِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ خَانُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ فَجَعَلَهُمْ دَهْشَةً كَمَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ. ٨الآنَ لاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ كَآبَائِكُمْ، بَلِ اخْضَعُوا لِلرَّبِّ وَادْخُلُوا مَقْدِسَهُ الَّذِي قَدَّسَهُ إِلَى الأَبَدِ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ فَيَرْتَدَّ عَنْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِهِ. ٩لأَنَّهُ بِرُجُوعِكُمْ إِلَى الرَّبِّ يَجِدُ إِخْوَتُكُمْ وَبَنُوكُمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ يَسْبُونَهُمْ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، وَلاَ يُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِ».
١. يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ: كانت مملكة إسرائيل الشمالية قد سقطت، وكان كل الذين بقوا بعد السبي هم الذين نجوا من يد ملوك أشور. ومع ذلك، ظل حزقيا يؤمن بمفهوم بَنِي إِسْرَائِيلَ، أي أولئك الأسباط الذين انحدروا من الآباء العظام.
• كانت هنالك محاولات في تاريخ الممالك المنقسمة لتوحيدها بالقوة، لكنها باءت بالفشل. “وبالمقارنة مع الإخفاقات السابقة، تُظهر هذه الحادثة أن النهج الوحيد الفعال حقًّا للوحدة ينبغي أن يقوم على مبدأ العبادة الأمينة.” سيلمان (Selman)
• “ينبغي أن نضع في اعتبارنا مصلحة إخوتنا في الممالك الأخرى أيضًا.” تراب (Trapp)
٢. لَا تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ كَآبَائِكُمْ: هذه الرسالة ذات صلة خاصة ببقية المملكة الشمالية على نحو خاص، لأنهم أهملوا الاحتفال بالفصح في أورشليم مدة طويلة.
• “عرف حزقيا أن بقية إسرائيل المساكين كانوا في محنة عظيمة، ولهذا حثّهم على التوبة والعودة إلى الرب، كما لو أنهم كانوا بخطيتهم يهربون منه. ورأى حزقيا أن الطَّرْق سيكون مجديًا عندما يكون الحديد ساخنًا.” تراب (Trapp)
٣. لِأَنَّهُ بِرُجُوعِكُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ: وعدتْ رسالة الدعوة إلى الرجوع إلى الرب بأمرين. أولًا، تحت بركة الله، سيكون هذا مفيدًا للذين سباهم الأشوريون بالفعل. ثانيًا، سيرد الله المملكة الشمالية، ويسمح بالمسبيين إلى الرجوع إلى أرضهم.
• ارتكزت هذه الوعود على مبدأ أبدي متعلق بمعدن الله الأدبي. وهو أنه لن يحوّل وجهه عنك إذا رجعت إليه. إذ يعد الله بالاقتراب من الذين يقتربون إليه.
ج) الآيات (١٠-١٢): ردود الفعل على الرسالة في إسرائيل ويهوذا.
١٠فَكَانَ السُّعَاةُ يَعْبُرُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى زَبُولُونَ، فَكَانُوا يَضْحَكُونَ عَلَيْهِمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ. ١١إِلاَّ إِنَّ قَوْمًا مِنْ أَشِيرَ وَمَنَسَّى وَزَبُولُونَ تَوَاضَعُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ. ١٢وَكَانَتْ يَدُ اللهِ فِي يَهُوذَا أَيْضًا، فَأَعْطَاهُمْ قَلْبًا وَاحِدًا لِيَعْمَلُوا بِأَمْرِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ.
١. فَكَانُوا يَضْحَكُونَ عَلَيْهِمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ: لم يكن الاستقبال بين بقية المملكة الشمالية دافئًا. وهو يعكس نفس النظرة القلبية التي أوصلت مملكة إسرائيل الشمالية إلى السبي. فقد استهزأ شعبها بالرسل الذين دعوهم إلى عيد الفصح العظيم في أورشليم وسخروا بهم.
• نلاحظ هنا كل غياب لحجة عقلانية ضد هذه الدعوة. فقد عارضوها بمجرد السخرية والاستهزاء. فحلّت هذه النظرة التافهة السطحية محل التفكير الجاد.
• “قال يوسيفوس إن هؤلاء الإسرائيليين قتلوا كلاًّ من الرسل الذين دعوهم والأنبياء الذين حثّوهم على الذهاب.” تراب (Trapp)
٢. إِلَّا إِنَّ قَوْمًا مِنْ أَشِيرَ وَمَنَسَّى وَزَبُولُونَ تَوَاضَعُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ: كان أمرًا مفرحًا أنه كانت هنالك بقية تقية تجاوبت مع الرسالة، وجاءت من المملكة الشمالية.
• “شارك إسرائيليون أكثر مما فعلوا في الماضي. وقد عنى سقوط المملكة الشمالية في عام ٧٢٢ قبل الميلاد أن أورشليم صارت تقدِّم الآن البديل الوحيد لعبادة الله الجماعية.” سيلمان (Selman)
٣. وَكَانَتْ يَدُ ٱللهِ فِي يَهُوذَا: كانت الاستجابة بين سكان مدن يهوذا وقراها مختلفة تمامًا. فقد أعطاهم الله قَلْبًا وَاحِدًا لِيَعْمَلُوا بِأَمْرِ الْمَلِكِ وَالرُّؤَسَاءِ، حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ.
ثانيًا. الاحتفال بالفصح
أ ) الآيات (١٣-١٧): التحضيرات وتقديم الذبائح.
١٣فَاجْتَمَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ شَعْبٌ كَثِيرٌ لِعَمَلِ عِيدِ الْفَطِيرِ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا. ١٤وَقَامُوا وَأَزَالُوا الْمَذَابحَ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَأَزَالُوا كُلَّ مَذَابحِ التَّبْخِيرِ وَطَرَحُوهَا إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. ١٥وَذَبَحُوا الْفِصْحَ فِي الرَّابعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي. وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ خَجِلُوا وَتَقَدَّسُوا وَأَدْخَلُوا الْمُحْرَقَاتِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، ١٦وَأَقَامُوا عَلَى مَقَامِهِمْ حَسَبَ حُكْمِهِمْ كَنَامُوسِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ. كَانَ الْكَهَنَةُ يَرُشُّونَ الدَّمَ مِنْ يَدِ اللاَّوِيِّينَ. ١٧لأَنَّهُ كَانَ كَثِيرُونَ فِي الْجَمَاعَةِ لَمْ يَتَقَدَّسُوا، فَكَانَ اللاَّوِيُّونَ عَلَى ذَبْحِ الْفِصْحِ عَنْ كُلِّ مَنْ لَيْسَ بِطَاهِرٍ لِتَقْدِيسِهِمْ لِلرَّبِّ.
١. شَعْبٌ كَثِيرٌ… جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا: كان هذا أعظم تجمّع احتشد للاحتفال بعيد الفصح على مدى أجيال. فلم يكن الفصح مهملًا في يهوذا لسنوات كثيرة فحسب، لكنه شمل أيضًا البقية التقية من المملكة الشمالية التي تجاوبت مع الدعوة.
٢. وَقَامُوا وَأَزَالُوا ٱلْمَذَابِحَ ٱلَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ: كانت هذه إما مذابح لآلهة وثنية أو مذابح غير مصرح بها للإله الحقيقي. فكلاهما ممنوع. وقد تم تطهير المدينة من كل عبادة وثنية أو غير مصرح بها إظهارًا للاستعداد لهذا الفصح العظيم.
• “لذلك يتوجب علينا أن نلقي بالأمتعة في النهر قبل أن نأتي إلى مائدة الرب.” تراب (Trapp)
٣. وَذَبَحُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلرَّابِعِ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي: يبيّن هذا أن الاحتفال تم حسب الوصايا الكتابية (باستثناء الاحتفال به في الشهر الثاني حسب سفر العدد ٩: ٥-١٤.) فقد حرصوا على إكرام الله وطاعته في احتفالهم بهذا العيد المهم.
ب) الآيات (١٨-٢٠): الله يرحم العابدين الجهلة.
١٨لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الشَّعْبِ، كَثِيرِينَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَيَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ لَمْ يَتَطَهَّرُوا، بَلْ أَكَلُوا الْفِصْحَ لَيْسَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. إِلاَّ إِنَّ حَزَقِيَّا صَلَّى عَنْهُمْ قَائِلاً: «الرَّبُّ الصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ ١٩كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ اللهِ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِ، وَلَيْسَ كَطَهَارَةِ الْقُدْسِ». ٢٠فَسَمِعَ الرَّبُّ لِحَزَقِيَّا وَشَفَى الشَّعْبَ.
١. لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الشَّعْبِ… لَمْ يَتَطَهَّرُوا: يبدو أن هذا الجمهور الكبير في غالبيته جاء من بقية أسباط الشمال الذين يُتوقع منهم بشكل طبيعي أن يجهلوا كيفية الاستعداد السليم لعيد الفصح.
• “كان حشدًا متنوعًا، وكان الكثيرون منهم يجهلون تمامًا الترتيبات الإلهية للاستعداد. وتجلّى حنان حزقيا في الشفقة التي أحس بها تجاه أولئك الأشخاص، وفي الصلاة التي رفعها عنهم.” مورجان (Morgan)
• “سخاء القلب هذا سمة دائمة للرجال الذين في شركة مع الله، لأن هذا ينسجم مع قلب الله.” مورجان (Morgan)
٢. أَكَلُوا ٱلْفِصْحَ لَيْسَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: يمكن أن نتوقع أن يؤدي هذا إلى عقاب أو دينونة كبيرة ضدهم. وعوضًا عن ذلك، صلّى حزقيا طالبًا من الرب الصالح أن يكفّر عنهم. فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِحَزَقِيَّا وَشَفَى ٱلشَّعْبَ.
• يبيّن هذا رحمة الله الرائعة والدافئة. فحسب أمر الله الحرفي، استحق الشعب الدينونة على عصيانهم. غير أن الله أظهر رحمته وصلاحه للذين أعدّوا قلوبهم لطلبه، مع أنهم في جهلهم لم يفعلوا حسب كل وصاياه.
• “لم يعتد هؤلاء استخدام الهيكل، وكانوا غرباء عنه. ولهذا شاركوا في احتفالات هذا الفصح العظيم من دون الخضوع للوضوء اللازم. وكانت قلوبهم مسنعدة لطلب الله، وكانوا فخورين بالماضي العظيم، وأرادوا أن يكونوا في علاقة سليمة بالرب إله آبائهم. لكن من المؤسف أنهم كانوا جاهلين ومهمِلين. والشيء الوحيد الذي ينبغي أن يُفعل هو الدعاء ليغفر الله جهلهم وإهمالهم.” ماير (Meyer)
• ربما لا تفهم العقائد، أو قانون الإيمان، أو الشعائر، لكن عليك أن تحرص على طلب الله. ولا يمكن لاحتفالات رائعة أو آداب صارمة للسلوك أن تعترض طريق النفس طالبة الله.” ماير (Meyer)
• إن نمط الإعداد لتلقّي الفصح أمر مفيد للذين يأتون إلى مائدة الشركة، ولا سيما الذين يشعرون بأنهم غير مستحقين للمشاركة فيها.
نسوا خلافاتهم واجتمعوا كشعب واحد.
أزالوا أوثانهم.
أعدّوا قلوبهم.
اعترفوا بخطاياهم وجهلهم.
صلّوا.
ج) الآيات (٢١-٢٢): العبادة، والتعليم، والشركة.
٢١وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَوْجُودُونَ فِي أُورُشَلِيمَ عِيدَ الْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ وَالْكَهَنَةُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ يَوْمًا فَيَوْمًا بِآلاَتِ حَمْدٍ لِلرَّبِّ. ٢٢وَطَيَّبَ حَزَقِيَّا قُلُوبَ جَمِيعِ اللاَّوِيِّينَ الْفَطِنِينَ فِطْنَةً صَالِحَةً لِلرَّبِّ، وَأَكَلُوا الْمَوْسِمَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَذْبَحُونَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَيَحْمَدُونَ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ.
١. وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْمَوْجُودُونَ فِي أُورُشَلِيمَ: كانت هنالك سعادة خاصة لأولئك القادمين من أسباط الشمال. فلم يسبق لهم أن اختبروا مثل هذه العبادة المطيعة والمُبهجة، حيث كانوا يُسَبِّحُونَ ٱلرَّبَّ يَوْمًا فَيَوْمًا بِآلَاتِ حَمْدٍ لِلرَّبِّ.
٢. ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْفَطِنِينَ فِطْنَةً (الذين علّموا معرفة) صَالِحَةً لِلرَّبِّ: لم يكن هذا التجمع في هذا الفصح للعبادة فحسب، بل كان للتعليم أيضًا. والتعليم مفيد في جميع الأوقات. وربما كان ضروريًّا للغاية بشكل مُلِح مع وجود أسباط الشمال.
• جاءت هذه البقية من أسباط الشمال إلى الله في جهل، وقبلهم الرب في رحمته (٢ أخبار الأيام ٣٠: ١٨-٢٠). لكن الله لم يُرِد أن يتركهم في جهلهم. ولهذا استخدم اللاويين الذين علّموا معرفة الله الصالحة.
• “هذا وصف رائع معبّر عن معدنهم الأخلاقي (ٱلْفَطِنِينَ فِطْنَةً صَالِحَةً لِلرَّبِّ). وهذا هو العمل العظيم، أو هو العمل الذي ينبغي أن يقوم به كل خادم مؤمن بالمسيح. إذ ينبغي له أن ينقل معرفة الله إلى الناس ليخلصوا بها، أي معرفة الله الصالحة.” كلارك (Clarke)
٣. وَأَكَلُوا ٱلْمَوْسِمَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَذْبَحُونَ ذَبَائِحَ سَلَامَةٍ وَيَحْمَدُونَ (معترفين للرب) ٱلرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ: كان العنصر الثالث في تجمُّعهم هو الشركة. لقد تقاسموا الطعام نفسه، والعلاقة نفسها بالله (كما بيّنت ذبائح السلامة هذا)، والاحتياج نفسه (اعترافهم بالخطية).
• “الاعتراف هنا إما أن يكون: ١) الاعتراف بخطاياهم، وهو أمر يصاحب كثيرًا من ذبائحهم (انظر لاويين ٥: ٥؛ ١٦: ٢١)، أو ٢) الاعتراف بصلاح الله، أو حمده (حسب الترجمة العربية) والذي يدخل تحت هذا الاسم، كما في ١ أخبار الأيام ١٦: ٨، ٢٤، وهو أكثر ملاءمة لموسم الفرح هذا.” بوله (Poole)
د) الآيات (٢٣-٢٧): الفرح الناتج والصلاة المستجابة.
٢٣وَتَشَاوَرَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ أَنْ يَعْمَلُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى، فَعَمِلُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ. ٢٤لأَنَّ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَدَّمَ لِلْجَمَاعَةِ أَلْفَ ثَوْرٍ وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ، وَالرُّؤَسَاءُ قَدَّمُوا لِلْجَمَاعَةِ أَلْفَ ثَوْرٍ وَعَشَرَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ، وَتَقَدَّسَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكَهَنَةِ. ٢٥وَفَرِحَ كُلُّ جَمَاعَةِ يَهُوذَا، وَالْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ، وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ الآتِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَالْغُرَبَاءُ الآتُونَ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ وَالسَّاكِنُونَ فِي يَهُوذَا. ٢٦وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ كَهذَا فِي أُورُشَلِيمَ. ٢٧وَقَامَ الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ وَبَارَكُوا الشَّعْبَ، فَسُمِعَ صَوْتُهُمْ وَدَخَلَتْ صَلاَتُهُمْ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِهِ إِلَى السَّمَاءِ.
١. وَتَشَاوَرَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَعْمَلُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى: كانت هذه استجابة رائعة لخبرة العبادة، والتعليم، والشركة. إذ أرادوا أن يقدموا الذبائح الضرورية لمواصلة العيد لأسبوع آخر. وقد فعلوا هذا بفرح.
• لا يوجد في النص ما يشير إلى أنهم قدّموا حملانًا أخرى للفصح، أو أنهم استمروا في تناول الفطير، وهو أمر يخص مواسم معينة من هذه الأعياد. فالتركيز هنا ينصب على استمرار العبادة، والتعليم، والشركة.
• دعم الملك حزقيا هذا الأمر بشكل كبير. “إن ما قدّمه حزقيا – أَلْفَ ثَوْرٍ وَسَبْعَةَ آلَافٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ – يدل على كرم كبير من جانبه، لأن هذا كان في بداية حكمه، عندما وجد الخزينة الملكية منهكة وخاوية، وبعد أن تكبّد نفقات كبيرة لتطهير الهيكل وتجديده، والقيام بالاستعدادات لهذا العيد العظيم.” بوله (Poole)
٢. لِأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ كَهَذَا فِي أُورُشَلِيمَ: منذ تلك الأيام، لم يُحتفَل بالفصح في أورشليم على هذا النطاق الواسع والحماسي.
٣. وَقَامَ ٱلْكَهَنَةُ ٱللَّاوِيُّونَ وَبَارَكُوا ٱلشَّعْبَ: حسب سفر العدد ٦: ٢٢-٢٧، كان واجب الكهنة أن يباركوا الشعب بهذه الكلمات: “يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ ٱلرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ ٱلرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلَامًا.” وعندما أطاع الكهنة هذا الأمر، سُمِعَ صَوْتُهُمْ وَدَخَلَتْ صَلَاتُهُمْ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وبورِك الشعب حقًّا.
• “تقول بعض الترجمات ’وَقَامَ ٱلْكَهَنَةُ وَٱللَّاوِيُّونَ،‘ لكن الترجمة العربية ’وَقَامَ ٱلْكَهَنَةُ ٱللَّاوِيُّونَ‘ أفضل، لأن الكهنة هم المخوّلون لمباركة الشعب.” باين (Payne)