أمثال 22
الأغنياء والفقراء، وتربية الأبناء
أمثال 22: 1
1الصِّيتُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْغِنَى ٱلْعَظِيمِ، وَٱلنِّعْمَةُ ٱلصَّالِحَةُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ.
- الصِّيتُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْغِنَى ٱلْعَظِيمِ: يأتي الغنى في أشكال كثيرة. وغنى الاحترام والتميز المعترف به في المعدن الأخلاقي أثمن من غنى عظيم.
الصِّيتُ أَفْضَلُ: “هذا الصيت الحسن النابع من ضمير صالح، هذه الكرامة من الفضيلة [إشعياء 43: 4]، هذا العطر من الإيمان والطاعة، روعة هذا ‘الحجر الأبيض’ وتلألؤه الذي لا يسطع إلا على القلوب السماوية – أكثر مرغوبية من الغنى العظيم.” تراب (Trapp)
“في حين أنه صحيح أن الصيت ومودة الآخرين مرغوبان أكثر من الغنى العظيم، لا يتوجب أن ننسى أنهما قد يكونان في حد ذاتهما غرورًا وفخًّا. فالكرامة الوحيدة الآمنة هي تلك التي تأتي من الله.” بريدجز (Bridges)
- وَٱلنِّعْمَةُ ٱلصَّالِحَةُ (الرضا المتسم بالمحبة) أَفْضَلُ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ: يدرك الإنسان الذي يقدّر قيمة الصيت الحسن ورضا الله والإنسان أن هذا يفوق الفضة والذهب قيمة.
“يُتمتع بالغنى حتى الموت فقط. لكن الصيت الحسن يبقى بعد الإنسان، ويُترَك وراءه كبركة.” تراب (Trapp)
وَٱلنِّعْمَةُ ٱلصَّالِحَةُ (الرضا المتسم بالمحبة): “ينقل يسوع هذا التعليم خطوة أخرى إلى الأمام في لوقا 20: 10 ليبيّن، على مستوى أعلى، أنه ليست القوة التي نمتلكها، بل المحبة التي تمسك بنا، هي فرحنا الحقيقي.” كيدنر (Kidner)
أمثال 22: 2
2اَلْغَنِيُّ وَٱلْفَقِيرُ يَتَلَاقَيَانِ، صَانِعُهُمَا كِلَيْهِمَا ٱلرَّبُّ.
- اَلْغَنِيُّ وَٱلْفَقِيرُ يَتَلَاقَيَانِ (هنالك شيء مشترك بينهما): يَظهر أن الفروق بين الأغنياء والفقراء في عالمنا الحالي كبيرة. وتُبرز قصة الرجل الغني ولعازر (لوقا 16: 20-31) هذه الفروق. غير أن هنالك أمورًا مشتركة بين الأغنياء والفقراء.
- صَانِعُهُمَا كِلَيْهِمَا ٱلرَّبُّ: يشترك الأغنياء والفقراء في نفس الخالق. فالله هو خالق الجميع. ويميل كل من الأغنياء والفقراء إلى أن يروا بعضهم بعضًا من خلال صور نمطية، وينبغي أن يتذكروا هذا.
“غالبًا ما ينسى الناس هذا، ويصدرون أحكامًا قيمية. ويَحْسُن بهم أن يعاملوا الناس باحترام، لأن الله يستطيع بسهولة أن يُنزل الأغنياء، وأن يرفع الفقراء بنفس السهولة.” روس (Ross)
“الكل مولود في هذا العالم. يأتي الكل إلى العالم كائنات عُراة عاجزة غير واعية. ويقف الكل أمام الله. والكل معتمد على الله في ولادتهم. وكلهم عرضة لنفس الأحزان والأمراض والتجارب. وعند بوابة العالم غير المنظور، يسقط التمييز بين الغنى والفقر.” بريدجز (Bridges)
أمثال 22: 3
3اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ ٱلشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَٱلْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ.
- اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ ٱلشَّرَّ فَيَتَوَارَى: لا تتورط الحكمة دائمًا في الشجارات. وهي تعلم أن هنالك أوقاتًا تكون فيها أفضل استجابة هي الاختباء (فيتوارى) إلى أن يمر الخطر.
“البصيرة أفضل وسيلة للوقاية.” تراب (Trapp)
2. وَٱلْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ: ليس لدى الحمقى والبسطاء القدرة على إدراك الخطر والاستجابة بشكل صحيح. وبسبب هذا، لا بد أن يحتملوا مزيدًا من الشر، وهذا نوع من العقاب.
أمثال 22: 4
4ثَوَابُ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ.
- ثَوَابُ ٱلتَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ: هاتان صفتان مرتبطتان. فالتواضع هو النظرة الصحيحة إلى الذات. ومخافة الرب هي النظرة الصحيحة إلى الله. ومن يمتلك هاتين الصفتين، فإنه يسير بالفعل على طريق الحكمة.
- هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ: تأتي البركة للإنسان الحكيم الذي يتواضع ويخاف الرب. ويمكنه فعلًا أن يتوقع غنى وكرامة وحياة. ويتوقع في الغالب أيضًا نفس الأشياء المادية في العالم.
المؤمن بالمسيح الأكثر تواضعًا هو الأكثر انتصارًا. قد يكون مرتبطًا، لكنه ممجَّد بشكل عالٍ. إذ لديه غنى النعمة والمجد. ولا يستطيع أحد أن يحرمه منهما.” بريدجز (Bridges)
أمثال 22: 5
5شَوْكٌ وَفُخُوخٌ فِي طَرِيقِ ٱلْمُلْتَوِي. مَنْ يَحْفَظْ نَفْسَهُ يَبْتَعِدْ عَنْهَا.
- شَوْكٌ وَفُخُوخٌ فِي طَرِيقِ ٱلْمُلْتَوِي: أخبرتنا أمثال 13: 15 أن طريق الأمناء صعب. وتشير الأشواك والفخاخ بشكل رمزي إلى طريق الملتوين.
“تشير هذه الاستعارة إلى إغراءات (تجارب) مثل الجنس السهل والمال السهل اللذين يجرِّبان الشباب. ويسير المنحطون في طريق خطر موبوء بهذه الأمور. فإذا أردت تجارب أقل، فغير الطريق الذي أنت فيه.” والتكي (Waltke)
“يعود هذا إلى محبة الله المبيّنة في بُنية العالم. فلو لم يكن قد وضع لنا إشارات تحذيرية للألم وليبيّن لنا أين نحن مخطئون ليلسعنا عندما ننحرف، لكان هذا خُبثًا منه.” ماير (Meyer)
- مَنْ يَحْفَظْ نَفْسَهُ يَبْتَعِدْ عَنْهَا: يراقب الإنسان الحكيم حياته ليحرسها ويحفظها ليبتعد عن الطريق المنحرف والأشواك والفخاخ المرتبطة بهذا الطريق.
“من يملكون انضباط الحكمة، يتجنبون أخطار الحياة.” روس (Ross)
أمثال 22: 6
6رَبِّ ٱلْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لَا يَحِيدُ عَنْهُ.
- رَبِّ ٱلْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ: يحتاج الولد إلى تربية. وليست مهمة الأب (الأم) أن يجعله ينمو بأية طريقة كانت، بل أن يربيه في الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه. وبالعبرية، لهذا الطريق الذي ينبغي أن يسلك فيه معنيان على الأقل يكمل أحدهما الآخر.
ü تتحدث كلمة الطريق الذي ينبغي للولد أن يسير فيه بالعبرية عن طريق الطفل الفردي وميله. وتشير إلى نقاط القوة والضعف لدى الطفل والتربية بطريقة تأخذ هذه الأمور في اعتبارها.
ü غالبًا ما يقدم سفر الأمثال مفهوم الطريق كسبيل الحكمة والحياة بالمقابلة مع طريق الحماقة والهلاك (كما في أمثال 22: 5 على سبيل المثال. ومن المؤكد أن هذا هو الطريق الذي ينبغي للطفل أن يربَّى فيه.
في طريقه: “يمكن أن يعني هذا تكريس الطفل حسب قدراته البدنية والعقلية للشاب النامي.” والتكي (Waltke)”التربية الموصوفة هنا هي حرفيًّا ‘حسب طريق الولد،’ ما يعني على ما يبدو احترام فرديته ودعوته، لكن ليس إرادته الذاتية.” كيدنر (Kidner)
“ما هو الطريق الذي ينبغي أن يذهب فيه الطفل؟ تجيب ترجمة أكثر حرفية للنص العبري على هذا السؤال. وهي كما يلي: ‘ربِّ (درِّب) الولد حسب طريقه.’ فلكل طفل قوى خاصة مميزة، ولهذا فإن العمل الحقيقي لتربية (تدريب) الطفل هو اكتشاف تلك القوى وتنميتها. وهنا يتم الكشف عن الحاجة إلى العمل الفردي. فلا يوجد طفلان متشابهان.” مورجان (Morgan)
ربِّ: “بالعبرية Chanac وتترجم إلى ’درِّب’ أو لقِّن مبادئ.‘ وتدل أيضًا على ‘كرِّس.’ وغالبًا ما تُستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى تكريس أي شيء، أو بيت، أو شخص لخدمة الله. ولهذا، في المقام الأول، كرِّس ابنك لله. قم برعايته، وعلِّمه، وأدِّبه كابن لله الذي ائتمنك عليه.” كلارك (Clarke)
- فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لَا يَحِيدُ عَنْهُ: هذا مبدأ رائع يحييه الروح القدس كوعد للآباء والأمهات القلقين على أبنائهم البالغين. فمع أنهم قد ينجرفون لفترة (ربما طويلة)، إلا أنهم من حيث المبدأ سيعودون ولن يحيدوا عن طرقهم.
أظهرت حياة سليمان أن هذا مبدأ وليس وعدًا مطلقًا. “تقر أمثال أخرى بأن للشباب حرية اختيار الخطية (انظر حزقيال 18: 20) والارتداد بانضمامهم إلى الأشرار (أمثال 2: 11-15) والساقطات (أمثال 5: 11-14).” والتكي (Waltke)
“السِّفر موجه إلى الشباب لا إلى الآباء والأمهات. فلو كان للوالدين مسؤولية في نهاية الأمر عن الاختيار الأخلاقي للطفل، فلن يكون منطقيًّا توجيهه إلى الشباب (انظر أمثال 1: 4). وفضلًا عن ذلك، توقف سليمان نفسه عن الاستماع إلى الإرشاد والتعليم، وضلّ عن المعرفة (أمثال 19: 27).” والتكي (Waltke)
أمثال 22: 7
7اَلْغَنِيُّ يَتَسَلَّطُ عَلَى ٱلْفَقِيرِ، وَٱلْمُقْتَرِضُ عَبْدٌ لِلْمُقْرِضِ.
- اَلْغَنِيُّ يَتَسَلَّطُ عَلَى ٱلْفَقِيرِ: أخبرتنا أمثال 22: 2 أن هنالك جانبًا يشترك فيه الأغنياء والفقراء. ويذكّرنا هذا المثل الحالي بالاختلاف بينهما. فللأغنياء سلطة أكبر وصوت أعلى في المجتمع من الفقراء.
“غالبًا ما يحكم الأغنياء الفقراء بطريقة فظة. وبالفعل، من دون الخضوع لسلطة الله علينا، لا يمكن الوثوق بنا عندما نتمتع بسلطة على إخواننا من البشر.” بريدجز (Bridges)
- وَٱلْمُقْتَرِضُ عَبْدٌ لِلْمُقْرِضِ: أولئك الذين يقترضون المال هم في مكان أدنى من أولئك الذين يقرضونهم. والتطبيق الواضح لهذا المثل هو أن الحكماء سيفعلون ما بوسعهم للمضي في طريق الرخاء الإلهي، وسيسعون إلى أن يكونوا مقرضين لا مقترضين.
“قد تشير الآية إلى الممارسة الشائعة على ما يظهر لقيام بني إسرائيل ببيع أنفسهم عبيدًا كتسديد لديونهم (انظر
7). ولا يختلف هذا بشكل ملحوظ عن المدين الحديث الذي يعمل على تسديد فواتيره.” روس (Ross)
“الفكرة هنا هي أنه يتوجب على المرء أن ينظر إلى المديونية كآخر ملاذ فقط (احذر من الذين يعرضون عليك إقراض المال)، ويسعى إلى الخروج من المديونية بأسرع وقت ممكن. فالدَّين منهك ومحبط للمعنويات.” جاريت (Garrett)
أمثال 22: 8
8ٱلزَّارِعُ إِثْمًا يَحْصُدُ بَلِيَّةً، وَعَصَا سَخَطِهِ تَفْنَى.
- ٱلزَّارِعُ إِثْمًا يَحْصُدُ بَلِيَّةً (حزنًا): خطايا المرء مثل بذرة تُبذَر. وستأتي في الوقت المناسب بحصاد. وسيحصد الآثم بلية (حزنًا).
“لا بد أن يكون المحصول ملائمًا للبذرة. فإن كان الإنسان يبذر بذرة شوك، فهل سيحصد حنطة؟ وإذا زرع للجسد، أفلن يكون حصاد الجسد هلاكًا؟” كلارك (Clarke)
2. وَعَصَا سَخَطِهِ تَفْنَى: يرجح أن لهذا المزج بين الاستعارات فكرة أنه في الوقت الملائم سيحصد الآثم حصاده من بذار الإثم. ولن يكون لديه دفاع ضد هذا.
أمثال 22: 9
9اَلصَّالِحُ ٱلْعَيْنِ هُوَ يُبَارَكُ، لِأَنَّهُ يُعْطِي مِنْ خُبْزِهِ لِلْفَقِيرِ.
- اَلصَّالِحُ ٱلْعَيْنِ (ذو العين الجوّادة) هُوَ يُبَارَكُ: وفقًا لهذا المبدأ، فإن الله يبارك من يكون كريمًا مع الآخرين. وعندما يكون الناس كرماء مع الله وعمله، فلن يسمح لهم بأن يكونوا أكثر كرمًا منه.
من المفارقات أن الإنسان الجشع يخسر أملاكه وسلطته، بينما يشارك الكريم في دورة من الإثراء اللانهائي.” والتكي (Waltke)
- لِأَنَّهُ يُعْطِي مِنْ خُبْزِهِ لِلْفَقِيرِ: من الطرق المهمة للتعبير عن كرمنا أن نعطي الفقراء والمحتاجين. وكرمه هنا مشاركة بسيطة، حيث يعطي من خبزه.
من خبزه: “حرم بطنه من الطعام المخصص له شخصيًّا ليعطيه للجائع، كما يُفهم من تعبير ‘من خبزه،’ أي الطعام المعيّن لتناوُله الخاص. فهو يصوم طوعًا عن وجبة ليمنحها للمحتاج. ولن يفقد مكافأته.” تراب (Trapp)
“لدى هذا الشخص نزعة لمحبة الخير، وضمير اجتماعي قوي، واهتمام بالفقراء. والمفارقة هي لأنه غير مستعبد لرغباته الأنانية، فإنه يحقق أعلى درجة من التحقيق الذاتي.” روس (Ross)
أمثال 22: 10
10أُطْرُدِ ٱلْمُسْتَهْزِئَ فَيَخْرُجَ ٱلْخِصَامُ، وَيَبْطُلَ ٱلنِّزَاعُ وَٱلْخِزْيُ.
- أُطْرُدِ ٱلْمُسْتَهْزِئَ فَيَخْرُجَ ٱلْخِصَامُ: يتسبب المستهزئ الذي ينشر الخلاف الساخر في الخصام. وعندم يُطرد هذا المستهزئ، يخرج الخصام معه.
2. وَيَبْطُلَ ٱلنِّزَاعُ وَٱلْخِزْيُ (التوبيخ): يتوقف جو النزاع والشتائم المخزية والتوبيخ عندما يرحل المستهزئ المتسبب في الانقسام. ويذكّرنا هذ بأن جو الخصام والنزاع والتوبيخ يتسبب فيه الناس.
أمثال 22: 11
11مَنْ أَحَبَّ طَهَارَةَ ٱلْقَلْبِ، فَلِنِعْمَةِ شَفَتَيْهِ يَكُونُ ٱلْمَلِكُ صَدِيقَهُ.
- مَنْ أَحَبَّ طَهَارَةَ ٱلْقَلْبِ، فَلِنِعْمَةِ شَفَتَيْهِ (وكانت النعمة على شفتيه): غالبًا ما تُظهر الطهارة القلبية نفسها من خلال الكلمات الممتلئة نعمة. وهاتان علامتان على أشخاص أتقياء حكماء.
- يَكُونُ ٱلْمَلِكُ صَدِيقَهُ: تكوِّن هاتان الفضيلتان – التقوى والحكمة – الموجودتان في كل من داخل الإنسان وفي كلماته المنطوقة – صداقات على أعلى مستوى. ومن المؤكد أنها ستسهم في الشركة المستمرة مع الله، لأن مثل هذا الشخص يسلك في النور كما أن الله نور (1 يوحنا 1: 6-7).
يكون الملك صديقه: سيرغب أعظم الأشخاص (أو يفترض فيهم) في التعرف بمثل هؤلاء مثمّنين إياهم ونصائحهم بدلًا من المنشقين المتملقين الذين هم أكثر إزعاجًا.” بولي (Poole)
أمثال 25: 12
12عَيْنَا ٱلرَّبِّ تَحْفَظَانِ ٱلْمَعْرِفَةَ، وَهُوَ يَقْلِبُ كَلَامَ ٱلْغَادِرِينَ.
- عَيْنَا ٱلرَّبِّ تَحْفَظَانِ ٱلْمَعْرِفَةَ: يرى الله، ويلاحظ، ويحرس بحكمة ومعرفة. وبهذا المعنى، يمكن أن يقال إن عينيه تحفظان معرفة.
- وَهُوَ يَقْلِبُ كَلَامَ ٱلْغَادِرِينَ: بالنسبة للحمقى غير الأمناء (الغادرين)، يمكنهم أن يتوقعوا أن يقلب الله كلماتهم. فلن يقف مع كلماتهم غير الأمينة أو يدعمها.
سيفضح الله تشويههم للحق ويبيّن حقيقتهم.” جاريت (Garrett)
أمثال 22: 13
13قَالَ ٱلْكَسْلَانُ: «ٱلْأَسَدُ فِي ٱلْخَارِجِ، فَأُقْتَلُ فِي ٱلشَّوَارِعِ!”
- قَالَ ٱلْكَسْلَانُ: «ٱلْأَسَدُ فِي ٱلْخَارِجِ: هذه صرخة الكسلان. يتخيل أن العالم الخارجي والعمل المطلوب منه مخيفان ينبغي تجنبهما. وعذره جنوني وسخيف، لكنه ملاذ الرجل الكسول.
قال الكسلان: تحدث سبيرجن (Spurgeon) عن أمثال 22: 13 و26: 13: “في كلا النصّين، يقدَّم الكسول على أن لديه ما يقوله. وأعتقد أن الأشخاص الذين يتحدثون كثيرًا هكذا لا يفعلون الكثير. إذ لا يتم فعل شيء حول شيء يتم الحديث عنه كثيرًا.”
- “يصوَّر الكسلان على أنه يحاول إيجاد أعذار رائعة وغير معقولة لإثبات أنه ما من فكرة غريبة أو رائعة بالنسبة له تمنعه من سعادته. وليست حياته ومجتمعه في خطر من أسد وهمي في الشوارع، بل من أسلوب حياته الكسول.” والتكي (Waltke)
“الكسل خالق عظيم للأسود. فمن يفعل القليل يحلم كثيرًا. ويمكّنه خياله لا من خلْقِ أسد فقط، بل مجموعة كاملة من الوحوش البرية. وإذا تمكّن صيّاد جبّار من اصطياد كل الأسود التي أطلقها خياله، سرعان ما يُطلق قطعانًا أكبر من الحيوانات البرية مع الذئاب والدببة والنمور لتناسب خياله.” سبيرجن (Spurgeon)
أشار جون تراب (John Trapp) أن هذا الأسد المتخيل ليس إبليس ولا يسوع المسيّا. “لا يتحدث المثل هنا عن إبليس كأسد يزأر يرقد مع الكسول في فراشه ويدفعه إلى اختلاق هذه الأعذار التي لا معنى لها. ولا يتحدث عن أسد يهوذا الذي سيستدعي ذات يوم النائمين ويمزق قلوبهم ويرسلهم إلى الجحيم.”
- فَأُقْتَلُ فِي ٱلشَّوَارِعِ: يبالغ الكسول في المخاطر والمتاعب خارج باب بيته، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالعمل.
في الشوارع: يضاف هذا ليبيّن سُخف العذر، لأن الأسود تسكن في الغابات والحقول، لا في البلدات والمدن.” بولي (Poole)
“لكن لماذا يقول هذا؟ لأنه رجل كسول. أزِلْ كسله، وستزول كل الصعوبات والمخاطر الوهمية.” كلارك (Clarke)
ينبغي للإنسان أن ينظر إلى الرب لينتصر على خطاياه. “أسدك في الطريق. فاصرخ إلى صديقك ليأتي إليك ويساعدك. ويوجد ضمن هذا النداء شخص رائع قاتل للأسود. إنه ابن داود.” سبيرجن (Spurgeon)
أمثال 22: 14
14فَمُ ٱلْأَجْنَبِيَّاتِ هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ. مَمْقُوتُ ٱلرَّبِّ يَسْقُطُ فِيهَا.
- فَمُ ٱلْأَجْنَبِيَّاتِ (المنحلة أخلاقيًّا) هُوَّةٌ عَمِيقَةٌ: غالبًا ما تنصب الأجنبيات فخاخها بكلماتها. ولهذا، فإن فمها فخ يؤدي إلى الموت. عرف سليمان شيئًا عن هذا الخطر، لأنه رأى أباه يسقط في هوة الانحلال الأخلاقي.
هوة عميقة: “هوة يسهل السقوط فيها، لكن يصعب، إن لم يكن مستحيلًا، الخروج منها. فمن النادر أن تجد إنسانًا دخل في طريق الدعارة يتوب ويبتعد عنها.” بولي (Poole)
“على خلاف تخيُّل الكسلان لأسد يزمجر في الشوارع، فإن الأجنبيات (الساقطات) حيوانات مفترسة مميتة حقيقية في الشوارع.” والتكي (Waltke)
2. مَمْقُوتُ ٱلرَّبِّ يَسْقُطُ فِيهَا: يتمتع الحكماء الأتقياء بتمييز كافٍ للابتعاد عن الهوة العميقة هذه. لكن من المرجح أن الأحمق – ممقوت الرب – سيسقط فيها.
أمثال 22: 15
15اَلْجَهَالَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِقَلْبِ ٱلْوَلَدِ. عَصَا ٱلتَّأْدِيبِ تُبْعِدُهَا عَنْهُ.
- اَلْجَهَالَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِقَلْبِ ٱلْوَلَدِ: لا يولد الأطفال ككائنات محايدة أخلاقيًّا. إذ توجد مشكلة أخلاقية (موصوفة هنا على أنها الحماقة) مرتبطة بقلب الطفل. والدليل على ذلك أن أطفالنا يخطئون بشكل طبيعي من دون أن نعلّمهم كيف يفعلون ذلك. فهذه هي طبيعتنا الموروثة عن أبوينا، آدم وحواء.
لا ينبغي للأب أن يستهين بصعوبة مهمته. فهو يصارع العناد والانحراف الفطريين. ويتوجب عليه أن يهدم ويبني معًا، أن يستأصل ويزرع.” والتكي (Waltke)
“لاحظ هنا أن الحديث عن الحماقة، لا عن الصبيانية. وينبغي أن يعاقَب الطفل، كما أشار السيد سكوت بحكمة، لا على أنه طفل، بل على أنه طفل شرير.” بريدجز (Bridges)
- عَصَا ٱلتَّأْدِيبِ تُبْعِدُهَا عَنْهُ: التأديب البدني إحدى الطرق المهمة التي يمكن بها تربية الطفل أخلاقيًّا. فعندما يطبّق التأديب البدني بحكمة وبشكل سليم، يمكن أن يساعد في التخلص من حماقة الطفل الفطرية.
أعطى كيدنر (Kidner) عنوانًا لهذا المثل (22: 15)، وهو ’إخراج الهراء من الطفل.‘
“سيزيل التأديب ميل الطفل إلى الحماقة. فهو غير ناضج أخلاقيًّا، ويتوجب أن يقمع التدريب الحماقة ويطور الإمكانيات.” روس (Ross)
يعطي الكتاب المقدس أمثلة لأشخاص لم يتبعوا حكمة هذا المثل. “ربّى عالي ابنيه فهدما بيته. وفسد أبناء داود بسبب ولع أبيهم. فكما يقولون، فإن اليد المتساهلة تضع جرحًا قاتلًا.” تراب (Trapp)
أمثال 22: 16
16ظَالِمُ ٱلْفَقِيرِ تَكْثِيرًا لِمَا لَهُ، وَمُعْطِي ٱلْغَنِيِّ، إِنَّمَا هُمَا لِلْعَوَزِ.
1. ظَالِمُ ٱلْفَقِيرِ تَكْثِيرًا لِمَا لَهُ: هنالك دائمًا أشخاص يفترسون إخوتهم من الفقراء، وهم مستعدون لقمعهم لزيادة غناهم.
2. وَمُعْطِي ٱلْغَنِيِّ، إِنَّمَا هُمَا لِلْعَوَزِ: إن من يعطي الأغنياء مثل الذي يقمع الفقراء. فهو لا يترأف على المحتاجين. وتطبيق هذا المبدأ على مثل هذا الشخص هو أن نهايته هي الفقر. فلن تكون بركة الله على حياة الأشخاص المفتقرين إلى الرأفة وعلى غناهم.
معطي الغني: يشير وضع الشخص الذي يأخذ مالًا من الفقراء الذين يحتاجون إليه، إلى جانب من يعطي الأغنياء غير المحتاجين، إلى الحماقة. فعلى سبيل المثال، “يحدث هذا عندما يتقاضى المديرون التنفيذيون مبالغ باهظة، بينما يجعلون بقية الموظفين يعملون فوق طاقتهم.” والتكي (Waltke)
“لعل الآية تقول ببساطة إنه يسهل قمع الفقراء من أجل الكسب، لكن محاولة شراء مدير (أو أي غني غير محتاج) مضيعة للمال.” روس (Ross)
أولًا. كلام الحكماء
تبدأ أمثال 22: 17 قسمًا جديدًا من المجموعة. ونحن ننتقل من القسم الطويل (أمثال 10: 1 حتى 22: 16) الذي يحتوي بالكامل تقريبًا على حكم من عبارتين مع ترتيب ضئيل وفق الموضوع أو السياق. وبدءًا من هنا، غالبًا ما تكون بُنية أقوال الحكمة أطول، وهي أكثر ترتيبًا وفق موضوع ما.
ويعتقد معظم المفسرين أن هذا القسم يبدأ هنا في
22: 17 وينتهي في
24: 22. وتستخدم أمثال 22: 20 عبارة ’أَلَمْ أَكْتُبْ لَكَ أُمُورًا شَرِيفَةً (ثلاثين قولًا).‘ ومن المحتمل أن سليمان كتب هذا القسم على نمط حكمة أمينيموب المصري، حيث نجد ثلاثين من أقوال الحكمة هناك. ويوضح والتكي (Waltke) أن سليمان استخدم بعضًا من بُنية أمينيموب في ترتيب هذا القسم، لكن لم يستخدم مضمون الكتابة المصرية نفسها.
أ ) الآيات (17-21): قيمة كلمات الحكماء.
17أَمِلْ أُذْنَكَ وَٱسْمَعْ كَلَامَ ٱلْحُكَمَاءِ، وَوَجِّهْ قَلْبَكَ إِلَى مَعْرِفَتِي، 18لِأَنَّهُ حَسَنٌ إِنْ حَفِظْتَهَا فِي جَوْفِكَ، إِنْ تَتَثَبَّتْ جَمِيعًا عَلَى شَفَتَيْكَ. 19لِيَكُونَ ٱتِّكَالُكَ عَلَى ٱلرَّبِّ، عَرَّفْتُكَ أَنْتَ ٱلْيَوْمَ. 20أَلَمْ أَكْتُبْ لَكَ أُمُورًا شَرِيفَةً مِنْ جِهَةِ مُؤَامَرَةٍ وَمَعْرِفَةٍ؟ 21لِأُعَلِّمَكَ قِسْطَ كَلَامِ ٱلْحَقِّ، لِتَرُدَّ جَوَابَ ٱلْحَقِّ لِلَّذِينَ أَرْسَلُوكَ.
1. أَمِلْ أُذْنَكَ وَٱسْمَعْ كَلَامَ ٱلْحُكَمَاءِ: هذه دعوة أخرى لقبول كلمات الحكمة. فما لم يكن قلب المرء وعقله مستعدّين لتلقّي الحكمة، فلن يفيده كثيرًا تقديمها. إذ ينبغي أن يكون هنالك استعداد واعٍ للقلب والفكر لقبولها.
“الأُذن هي العضو الخارجي الذي يستقبل المعلومات، والقلب هو العضو الداخلي الذي يوجه الجسد كله (أمثال 4: 20-27).” والتكي (Waltke)
2. لِأَنَّهُ حَسَنٌ إِنْ حَفِظْتَهَا فِي جَوْفِكَ: اكتساب المعرفة وحفظها أمر حسن ومُسِر. ربما نحس أحيانًا بأن طريق الحكمة صعب لنسير عليه، لكنه أفضل بكثير من طريق الحمقى.
حَفِظْتَهَا فِي جَوْفِكَ: “هي بالعبرية كما في الترجمة العربية ‘في جوفك،’ أي في قلبك، ما يوحي بقبولها بمحبة واحتفاظها في العقل والذاكرة.” بولي (Poole)
أمور شريفة: “الإشارة إلى أمور شريفة (ثلاثين قولًا) أمر ذو دلالة، لأنه كانت لدى أميميموب ثلاثون قولًا.” روس (Ross)
3. لِيَكُونَ ٱتِّكَالُكَ عَلَى ٱلرَّبِّ: تجعلنا الحكمة أكثر، لا أقلّ، اعتمادًا على الله. فنحن ننمو في ثقتنا بالرب مدركين أن السعي إلى الحكمة يبدأ ويستمر بنظرة سليمة إلى الله.
عَرَّفْتُكَ أَنْتَ ٱلْيَوْمَ: “حتى أكثر الأقوال عبقرية وأخلاقية تبقى عاجزة من دون تطبيق شخصي. وتشير كلمة ‘اليوم’ إلى كل يوم من حياة الابن، لأنه ينبغي أن تكون كل هذه الأقوال جاهزة على لسانه.” (والتكي) (Waltke)
4. لِأُعَلِّمَكَ قِسْطَ (يقين) كَلَامِ ٱلْحَقِّ: يجعلنا السعي إلى الحكمة أكثر ثقة بالحق، لا أقل. ومن المؤكد أن الحكمة تكتشف أن بعض الأشياء أكثر تعقيدًا والتباسًا. لكنها، بشكل عام، ترى الله وحقّه بوضوح أكبر وبيقين.
ب) الآيات (22-23): عامل الفقراء بإنصاف.
22لَا تَسْلُبِ ٱلْفَقِيرَ لِكَوْنِهِ فَقِيرًا، وَلَا تَسْحَقِ ٱلْمِسْكِينَ فِي ٱلْبَابِ، 23لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ، وَيَسْلُبُ سَالِبِي أَنْفُسِهِمْ.
1. لَا تَسْلُبِ ٱلْفَقِيرَ لِكَوْنِهِ فَقِيرًا: يحتاج الفقراء بيننا إلى مزيد من الحماية والرأفة. وحتى لو كان المرء فقيرًا بسبب فشله الأخلاقي أو سلوكه الأحمق، لا ينبغي استغلاله وسلبه.
“سيكون أولئك الذين لا يريحون الفقراء ملعونين، ومن المؤكد أن الذين سلبوهم ملعونين بشكل مضاعف.” تراب (Trapp)
في الباب: “نقص الموارد المالية لحماية الفقراء وحقوقهم المشروعة هدف مغرٍ لممارسات أقربائه الأثرياء والأقوياء ومظالمهم الصارخة.” والتكي (Waltke)
2. لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ: حتى لو سلب الأغنياء الفقراء، فما زال للفقراء مدافع عنهم. فالله نفسه يقيم دعواهم، ويسلب سَالِبِي أَنْفُسِهِمْ. وتقودنا الحكمة، من خلال فهم اهتمام الله بالفقراء وحمايتهم، إلى معاملتهم بشكل كريم.
لا يستطيع الفقراء أن يدافعوا عن أنفسهم بموارد عظيمة وتأثير كبير. وتقول معاملة الغني للفقير الكثير عن معدنه الأخلاقي. ويوضح هذا كيف أنه يعامل الذين تقول الثقافة والمجتمع إنهم ‘دونه.’ ويكشف هذا قلب الإنسان بطرق كثيرة.
“الاهتمام بالفقراء أمر شائع في أدب الحكمة الكتابي والوثني. غير أن المنظور الإسرائيلي المتميز هو أنه ينظر إلى الرب كحامٍ للمظلومين.” جاريت (Garrett)
“ويل لمن يظلمونهم، لأن الله، لا الفقراء، هو الذي سيتعامل معهم.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (24-25): تحذيرات من الرجل الغضوب.
24لَا تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا، وَمَعَ رَجُلٍ سَاخِطٍ لَا تَجِيءْ، 25لِئَلَّا تَأْلَفَ طُرُقَهُ، وَتَأْخُذَ شَرَكًا إِلَى نَفْسِكَ.
1. لَا تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا: يُظهر الشخص الذي غالبًا ما لا يسيطر على غضبه معدنًا أخلاقيًّا سيئًا، ويمكن أن يكون رفيقًا خطرًا. وتختار الحكمة الأصحاب بعناية، ولا ينبغي إقامة صداقة مع رجل غضوب.
“الغضب جنون قصير. إنه برص يتفشى كنار محرقة (لاويين 13: 25). وهو يجعل الإنسان غير لائق للمجتمع المدني.” تراب (Trapp)
2. لِئَلَّا تَأْلَفَ طُرُقَهُ: هذا أحد الأسباب المهمة التي تجعل الصداقة مع الرجل الغضوب حماقة. إذ ستؤثر عاداته في عاداتك. وعندما تصبح شخصًا غضوبًا نوعًا ما، فسينصب هذا شَرَكًا لنفسك. فنحن نتأثر بعادات أصحابنا. فاختر أصحابك بعناية.
“هنالك أشخاص نعاشرهم فنكتسب عاداتهم، ونتعلم طرقهم، ونتشرب روحهم، ونُظهر عصبيتهم، ونسير في خطاهم. ولهذا ينبغي أن نختار أصحابنا بأقصى عناية، لأننا قد نتعلم سريعًا جدًّا أن هذا سيكون شَرَكًا لنفسنا.” كلارك (Clarke)
“مصادقة رجل سريع الغضب مثل العيش في بيت تشتعل فيه النيران. وما أسرع أن يتحول شاب يعيش مع شخص متكبر إلى شخص متعجرف!” بريدجز (Bridges)
د ) الآيات (26-27): ابتعد عن ديون الآخرين.
26لَا تَكُنْ مِنْ صَافِقِي ٱلْكَفِّ، وَلَا مِنْ ضَامِنِي ٱلدُّيُونِ. 27إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ مَا تَفِي، فَلِمَاذَا يَأْخُذُ فِرَاشَكَ مِنْ تَحْتِكَ؟
1. لَا تَكُنْ مِنْ صَافِقِي ٱلْكَفِّ (في تَعَهُّد): كما أوضحت أمثال سابقة، فإنه أمر خطر أن تصبح مسؤولًا عن ديون الآخرين. إذ ينبغي تجنُّب الدين الشخصي (أمثال 22: 7). فكم بالأحرى أن تصبح كفيلًا لشخص آخر.
2. فَلِمَاذَا يَأْخُذُ فِرَاشَكَ مِنْ تَحْتِكَ؟: بموجب القوانين والأعراف المتعلقة بعدم تسديد الديون في عالم الكتاب المقدس، يمكن مصادرة ممتلكات المدين (أو الكفيل) بسهولة، وإجباره على أن يصبح عبدًا كتسديد لديونه. فلا تتحمل ديون آخر.
“تتمثل المخاطرة في أنه إذا لم يتمكن الكفيل من تسديد الديون، قد يأخذ الدائن فراشه، أي آخر ممتلكاته (انظر تعبيراتنا ‘يأخذ قميصه عن ظهره،’ أو ‘يأخذ مجلى المطبخ.’) روس (Ross)
هـ) الآية (28): احترم الطرق والحكمة القديمة.
28لَا تَنْقُلِ ٱلتُّخْمَ ٱلْقَدِيمَ ٱلَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ.
1. لَا تَنْقُلِ ٱلتُّخْمَ ٱلْقَدِيمَ: منذ الأيام التي قسّم فيها يشوع أرض الموعد لشعب إسرائيل، كانت هنالك معالم تبيّن حدود (تخم) ممتلكات كل سبط وشخص. فكانت جريمة عظيمة أن تُزال تلك المعالم.
تُخْم: “كانت تحدَّد حدود الأراضي الخاصة بوساطة أعمدة أو كومة من الحجارة بين ممتلكات شخصين لتمييز الملكية القانونية.” والتكي (Waltke)
“لا تلجأ في حرثك أو تقسيمك لحقل مجاور لجارك إلى إبعاد حجارة التقسيم بينكما داخل حقله لكي توسع ممتلكاتك. ولا تأخذ ما ليس لك في أي حال. ولتبقَ كل التقسيمات القديمة أو الأعراف المرتبطة بها مقدسة.” كلارك (Clarke)
“كانت الحدود مقدسة لأن الله، وهو مالك الأرض، هو الذي أعطاها للآباء كميراث. فكان توسيع الأمر على حساب شخص آخر انتهاكًا كبيرًا للعهد والقسَم.” روس (Ross)
“لا تفعل هذا ما لم تطمع في لعنة [تثنية 27: 17]. لينظرْ دعاة إلغاء كل الحدود المختلفة إلى هذا، ليعرفوا أن الملكية هي أمر من الله [أعمال الرسل 5: 4؛ مزمور 17: 14].” تراب (Trapp)
2. ٱلَّذِي وَضَعَهُ آبَاؤُكَ: كما نفهم هذا المثل بمعنى روحي. لا ينبغي أن يُزال التخم – عادة، تقليد، قيمة – باستخفاف. ولا ينبغي أن نفترض أبدًا أن آباءنا وضعوا هذه التخم أو المعالم بلا سبب أو لسبب سيئ. ولا ينبغي أن ندافع عن التقاليد من أجل التقاليد، لكن لا ينبغي لنا أن ندمرها من أجل تدميرها.
“لسوء الحظ، كان ارتكاب الجريمة أمرًا سهلًا وإثباته صعبًا. ربما كان حجر الحدود يُنقل نصف بوصة سنويًّا، ومع مرور الزمن كان يسهم هذا في انتزاع كبير للأرض.” والتكي (Waltke)
و ) الآية (29): مكافأة العمل المتميز.
29أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟ أَمَامَ ٱلْمُلُوكِ يَقِفُ. لَا يَقِفُ أَمَامَ ٱلرَّعَاعِ.
1. أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ؟: تدفعنا الحكمة إلى الاجتهاد والتميز. وقد أعطى الله كل إنسان عملًا ليقوم به، وينبغي أن يقوم به باجتهاد وتميُّز، كما لله لا للناس (كولوسي 3: 23).
مُجْتَهِدًا فِي عَمَلِهِ: “هو شخص يحسّن مواهبه طوال الوقت، ويستفيد من فُرَصِه أفضل فائدة. إنه مثل هنري مارتن (Henry Martyn) الذي عُرِف عنه في الجامعة أنه لم يهدر ساعة واحدة.” بريدجز (Bridges)
“أي شخص يضع براعته قبل الأبراج المتوقعة، وفوق متسلّقي الأقسام المجاورة.” كيدنر (Kidner)
2. أَمَامَ ٱلْمُلُوكِ يَقِفُ: يمكن لعمل المرء المتميز أن يمنحه مكانة عظيمة في العالم. وأهم من هذا أنه يعطيه مكانة أمام ملك الملوك الذي يعد بأن يكافئ من يعمل من أجله باجتهاد (كولوسي 3: 23-24).
كم كان دانيال عزيزًا على داريوس لأنه، رغم مرضه، قام بعمل الملك. وكان وولسي، وكرانمر، وكرومويل أعزاء على قلب الملك هنري الثامن لسبب مماثل! فلا يجلس الرجل المجتهد في مكان وضيع طويلًا.” تراب (Trapp)
علّم يسوع أن المؤتمن في الأمور الصغيرة في هذا العالم سيعطى عشر مدن في ملكوته الآتي (متى 25: 14-30؛ لوقا 19: 11-27؛ انظر يوحنا 12: 26).” والتكي (Waltke)