سفر حزقيال – الإصحاح ١٤
نوح ودانيال وأيوب
أولًا. انتهار الشيوخ والأنبياء
أ ) الآيات (١-٣): التساؤل وأصنام شيوخ إسرائيل.
١فَجَاءَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَجَلَسُوا أَمَامِي. ٢فَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: ٣«يَا ابْنَ آدَمَ، هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ، وَوَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْهُمْ سُؤَالًا؟
١. فَجَاءَ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ: كان هؤلاء الشُيُوخِ قد زاروا حزقيال من قبل (حزقيال ٨: ١). أولئك هم قادة المجتمع الإسرائيلي الذي في السبي.
• “إن حكام ورؤساء المسبيين في بابل، متظاهرون بأنهم أفضل بكثير من شيوخ أورشليم، الذين قد اشتكوا عليهم في حزقيال ٨: ١١-١٢، لكن في الواقع هم ليسوا أفضل من أولئك، بل أسوأ بكثير، لأنهم فقدوا ثمر كل شدائدهم، وكانوا كالمرائين المتغطرسين.” تراب (Trapp)
• “من المفترض أنهم جاؤوا على أمل سماع صوت الله (الوحي) حول مدة سبيهم أو لكي يعرفوا شئون وطنهم، أورشليم. لقد أُعطيت كلمة الوحي بالفعل، ولكنها لم تكن كما توقعوا.” تايلور (Taylor)
• “إنهم يتظاهرون بأنهم يريدون الاستماع إلى النبي. تمامًا مثل القدوم إلى الكنيسة وفي يدك كتابًا مقدسًا كبيرًا تحت ذراعك، متظاهرًا بأنك تريد خدمة الرب.” ماكجي (McGee)
٢. هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ: لقد أعطى الله حزقيال بصيرة خارقة للطبيعة ليفهم قُلُوبِ هؤلاء القادة. ومثل القادة المذكورين في حزقيال ٨: ١٠-١٢ و٨: ١٦ كان هؤلاء عابدين للأوثان. لم تكن أَصْنَامَهُمْ ظاهرة من الخارج، بل كانت في قُلُوبِهِمْ. إن عبادة الأوثان السرية جعلتهم يتورطون في مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ.
• “أوضحت كلمة الرب له أنه مهما كان موقفهم الخارجي، فإنهم في قلوبهم عبدة أوثان. وقد كُلف حزقيال بأن يُعلن لهم أنه طالما كانت عبادة الأصنام باقية في قلوبهم، فهم حتمًا مغتربون عن يهوه.” مورجان (Morgan)
• إن التهمة الموجهة إليهم هي أنهم أُصيبوا بالعدوى من بيئتهم البابلية وجاذبية دياناتها الوثنية. لم يتغير شيء ظاهريًا في ولائهم للرب، ولكنهم قد أخذوا الأصنام في قلوبهم.” تايلور (Taylor)
• “لقد كانوا مثل الناس في أيام إشعياء الذين اقتربوا من الله بالكلام وبشفاههم ولكن ليس بقلوبهم (إشعياء ٢٩: ١٣). لقد قال يسوع أن الفريسيين في أيامه كانوا مذنبين بنفس الخطية (متى ١٥: ٨-٩).” ويرزبي (Wiersbe)
• حنانيا وسفيرة (أعمال الرسل ٥)، والشاب الغني (متى ١٩: ١٦-٢٦) هما مثالان في العهد الجديد لمن بدا من الخارج أنه شخص روحي، ولكن قلوبهم كان بها أصنام. ولا عجب أن يختم يوحنا رسالته الأولى بقوله: أيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. (يوحنا الأولى ٥: ٢١).
٣. فَهَلْ أُسْأَلُ مِنْهُمْ سُؤَالًا؟: ولأنه يعرف الخطية المخفية في حياتهم، سأل الله حزقيال سؤالًا واضحًا وهامًا. أظهر هذا السؤال، مع الإجابة المفترضة بـ “لا،” أن الله ليس ملزمًا بالإجابة على استفسار هؤلاء الرجال الذين كانوا يؤوون مثل هذه الخطية السرية.
• هذه الآية مهمة لأولئك الذين يأتون إلى الكتاب المقدس طالبين الإرشاد. لا يمكن إعطاء اتجاه حقيقي لأولئك الذين نصبّوا الأصنام في قلوبهم.” ألكسندر (Alexander)
• “هل يستطيع هؤلاء الرجال طلب مشورتي بجدية؟ هل يليق بي أن أعطي المشورة للعنيدين المذنبين الذين يأتون لطلب المشورة دون أن يسمعوا؟ هل أساعد الذين يعتمدون على الأصنام التي أكرهها، في محنتهم؟” بوله (Poole)
ب) الآيات (٤-٥): وعد الله للمتسائلون المحبين للأوثان.
٤لأَجْلِ ذلِكَ كَلِّمْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي يُصْعِدُ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ، وَيَضَعُ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ، ٥لِكَيْ آخُذَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِقُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا عَنِّي بِأَصْنَامِهِمْ.
١. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ: لقد وعد الله أن أولئك الذين لديهم عبادة أصنام خفية وخطية في حياتهم سيحصلون على إجابة منه، لكنها ستكون إجابة للدينونة. سيكون جوابًا حَسَبَ كَثْرَةِ أَصْنَامِهِ.
• “لن يعطى وحيًا أو كلمة، لكني أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ بِنَفْسِي، بالأفعال وليس بالأقوال. للكلمات نبرة شريرة.” تايلور (Taylor)
٢. لِكَيْ آخُذَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِقُلُوبِهِمْ: هذا بيان قوي وبليغ لواحد من الأسباب العظيمة لدينونة الله على إسرائيل في الغزو البابلي والسبي. لقد فعل ذلك ليأخُذَهم بِقُلُوبِهِمْ. لقد كانت قلوبهم بعيدة عن الله، وكان ينوي أن يجذبهم إليه مرة أخرى.
• “أخبر الله حزقيال أن الشعب اليهودي قد هجره ليتبعوا الأصنام وأنه سوف يؤدبهم من أجل [استعادة] قلوبهم.” ويرزبي (Wiersbe)
• “يشير الفعل [آخُذَ] إلى الاستيلاء بالقوة على الأسرى (١ صموئيل ١٥: ٨؛ ١ ملوك ١٣: ٤) أو على حيوان (حزقيال ١٩: ٤ ، ٨) والاستيلاء على مدينة (تثنية ٢٠ :١٩؛ يشوع ٨: ٨) أو يمسك الوالدان ابنًا متمردًا (تثنية ٢١: ١٩)، لذلك فإعلان قلب الرب لإسرائيل ليرجع إليه ظاهرًا في تمسكه بالذين ضلّوا في عبادة الأصنام.” ألكسندر (Alexander)
٣. لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا عَنِّي بِأَصْنَامِهِمْ: لهذا السبب كانت قلوبهم بعيدة عن الله. وكشريك زواج غير أمين قد يعطي قلبه لشخص آخر، هكذا بغير أمانة قد أعطى إسرائيل قلبه لأصنام الكنعانيين والأمم المحيطة الأخرى.
ج) الآيات (٦-٨): دعوة للتوبة والوعد بالدينونة.
٦لِذلِكَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ أَصْنَامِكُمْ، وَعَنْ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمُ اصْرِفُوا وُجُوهَكُمْ. ٧لأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الْمُتَغَرِّبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، إِذَا ارْتَدَّ عَنِّي وَأَصْعَدَ أَصْنَامَهُ إِلَى قَلْبِهِ، وَوَضَعَ مَعْثَرَةَ إِثْمِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ لِيَسْأَلَهُ عَنِّي، فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ أُجِيبُهُ بِنَفْسِي. ٨وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ وَأَجْعَلُهُ آيَةً وَمَثَلًا، وَأَسْتَأْصِلُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ أَصْنَامِكُمْ، وَعَنْ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمُ اصْرِفُوا وُجُوهَكُمْ: كانت هذه كلمة الله لمن طلبوه من بني إسرائيل. إن كانوا يتساءلون، فلدى الله إجابة بسيطة: تُوبُوا. ثم عرّف الله التوبة على أنها الابتعاد عن الأَصْنَامِكُمْ والرَجَاسَاتِ.
• وشمل هذا كلًا من بَيْتِ إِسْرَائِيلَ والغرباء الذين في إسرائيل (الْغُرَبَاءِ الْمُتَغَرِّبِينَ فِي إِسْرَائِيلَ). “ما يقوله النص ببساطة هو أن جميع الإسرائيليين، من السكان الأصليين و[الغرباء]، قد قطعوا أنفسهم عن التواصل النبوي مع يهوه وذلك بسبب عبادة الأصنام. وسوف يتعامل الله معهم الآن بشكل مباشر.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ لِيَسْأَلَهُ عَنِّي: إن شعب إسرائيل (مثل الشيوخ الذين نقرأ عن مواصفاتهم في حزقيال ١٤: ١-٣)، كان قد انغمس سرًا في عبادة الأصنام، ومع ذلك ذهب الشعب إلى النَّبِيِّ لِيَسْأَلَ عن مشيئة الله.
٣. وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ وَأَجْعَلُهُ آيَةً وَمَثَلًا: وعد الله بمقاومة هؤلاء الرجال ذوي القلب المزدوج. عرف الله حقيقة أولئك الذين تظاهروا بخدمة الله ولكنهم كانوا ممتلئين بعبادة الأصنام داخليًا، وكان يقاومهم ويدينهم وفقًا لتلك الحقيقة.
• وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ذلِكَ الإِنْسَانِ: “سأتفرس فيه حتى الموت.” تراب (Trapp)
• مَثَلًا: “تمامًا كما أصبح اسم ’نمرود يُضرب به المثل في براعة الصيد (تكوين ١٠: ٩) ، و’بابل‘ صار يُضرب بها المثل في ’الكلام غير المفهوم‘ (تكوين ١١: ٩)، كذلك فإن اسم ’إسرائيل‘ سيُضرب به المثل في الكارثة المُحَتَّمة من الله.” بلوك (Block)
• “إن العقاب الموضح هو صدى لكلمات تثنية ٢٨: ٣٧ وللتحذير السابق في لاويين ٢٠: ٣، ٥-٦. كان الله ينصّب نفسه ضد ذلك الرجل حتى يُهلك من وسط إسرائيل.” فاينبرغ (Feinberg)
د ) الآيات (٩-١١): عقاب الله الموعود للأنبياء.
٩فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ، وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. ١٠وَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. كَإِثْمِ السَّائِلِ يَكُونُ إِثْمُ النَّبِيِّ. ١١لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ مَعَاصِيهِمْ، بَلْ لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
١. فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا: نحن نفهم من السياق أن حزقيال كان يتكلم هنا عن الأنبياء الكذبة. عندما ذهب الشعب الذي امتلأ قلبه بالأوثان إلى نبي كاذب ليسأل الرب، كان يمكن أن يجيبهم الله جيدًا (فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ).
• “جاءت كلمة ’النَّبِيّ‘ هنا بمعنى الشخص الذي يجعل هذه تجارته وكسبه، النبي الكذاب، الذي يتكلم بكل سكون وهدوء آملًا في الحصول على المكافأة بسبب إجابته الطيبة لمن أرادوا أن يسمعوا ما قد يرضيهم أكثر مما أمر به الله أو وعد به أو هدد به.” بوله (Poole)
• فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ: “لم أكن متساهلًا فحسب، بل كانت يدي فاعلة في هذا الخداع؛ ليس كخطية، بل كعقاب على خطايا أخرى. انظر ١ ملوك ٢٢: ٢٠، أيوب ١٢: ١٦، إرميا ٤: ١٠، تسالونيكي الثانية ٢: ١١.” تراب (Trapp)
• “يجيب الرب على عدم الإخلاص بعدم إخلاص. فالملوك والأشخاص غير التائبين، الذين يسعون لتأكيد طرقهم الفاسدة، والذين يصرخون من أجل تطمينات تحفظ لهم رفاهيتهم، لا يستحقون إجابة مباشرة.” بلوك (Block)
• “عندما يستشعر النبي الكذاب رغبات المستفسرين الذين امتلأت قلوبهم بالأصنام، ويعطيهم تكهنًا، وكلمة نبوية تتماشى مع رغباتهم مما يساعدهم على ارتدادهم وخداعهم، كان النبي قد انخدع هو ذاته من قلبه الشرير. وفي النهاية كان الرب هو الذي أغراه. يوجد قضاء على الأسباب الثانوية للخطية كما هو مذكور في إشعياء ٤٥: ٧ وعاموس ٣: ٦.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ: سيكون رد الله النهائي على هذا النبي الكذاب هو تدميره. حتى لو استخدم الله النبي الكذاب ليعطي عابد الأوثان المشورة الخادعة التي يتوق إليها، فإنه لا يزال يتعين عليه إرسال دينونته على النبي الكذاب والشرير.
• “بإعطاء الناس أنبياء كذبة يعلنون لهم بالضبط ما يريدون سماعه، يضمن الرب تحقيق الدينونة على الناس.” بلوك (Block)
• رأى رايت (Wright) في هذا تحذيرًا لأولئك الذين لديهم موهبة ولكنهم غير مخلصين في استخدامها. “إذا كان لدينا موهبة عظيمة ونستخدمها في خدمة الله، ثم حاولنا استخدامها لمصلحتنا الخاصة، أو فصلناها عن متطلبات الحياة المسيحية، فقد يقلب الله هذه الموهبة ضدنا. الشخص اللاهوتي، الذي يتخلى عن الحق المعلن مقابل أفكار ذكية خاصة، فهو يخدع نفسه أولًا، ثم بعد ذلك، يصير أعمى عن الحقيقة، بحكم إلهي.”
٣. وَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. كَإِثْمِ السَّائِلِ يَكُونُ إِثْمُ النَّبِيِّ: سيدين الله النبي الكذاب بنفس القدر الذي سيدين به عابد الأصنام المُختَفي الذي طلب مشورة النبي الكذاب.
• “هناك قدر كبير من التكافؤ في الحماقة وعدم التقوى بين كل من الأنبياء الخادعين والناس المخدوعين، بحيث يصعب القول من منهم خطيته أكبر. سيكون عقابهم من قبل الرب، وسيقُطع كلاهما من شعب الرب ويهلكا.” بوله (Poole)
• “ولن يكون أحدًا عذرًا للآخر؛ وكما أخطأوا معًا، هكذا سيتألمون معًا.” تراب (Trapp)
٤. لِكَيْ لاَ يَعُودَ يَضِلُّ عَنِّي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ: مرة أخرى، أوضح الله السبب النهائي لدينونته العظيمة على إسرائيل. كان من أجل تصحيح خطاياهم وحتى لا يَضِلُّوا ثانية كما كان حدث من قبل. سيسترد شعب إسرائيل في النهاية علاقته مع الله (لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا).
• “إن رغبة الرب هي نحو شعب لن يبتعد عنه مرة أخرى. كلمة [يَضِلُّ] مشتقة من عالم تربية الحيوانات، ولكنها تنطبق أيضًا على الأشخاص الضالين.” بلوك (Block)
• إن هذا الغرض المُعلن من الله قد تحقق تاريخيًا عندما عاد شعب إسرائيل إلى الأرض في أيام عزرا ونحميا، لم يكن لديهم نفس المشكلة مع عبادة الأصنام كما في السابق. وبمعنى آخر، لقد أدى الغزو البابلي والسبي إلى ’شفاء‘ إسرائيل من عبادة الأصنام.
• “مرة أخرى أكد حزقيال أن لهذه الدينونة هدف إيجابي. فسوف تتسبب الدينونة في عدم ترك بيت إسرائيل للرب بعد الآن أو تدنيس أنفسهم بتجاوزاتهم.” سميث (Smith)
ثانيًا. نوح، دانيال، وأيوب
أ ) الآيات (١٢-١٤): لا أمل ليهوذا أثناء المجاعة.
١٢وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: ١٣«يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً، فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ، وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، ١٤وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً، فَمَدَدْتُ يَدِي عَلَيْهَا: قال الله أن الأرض يمكن بمعنى ما أن تخطئ ضده. وبالطبع، البشر هم الذين يخطئون وليس العقارات. ومع ذلك، فنظرًا لأن الله يعطي مسئولية لبعض الأشخاص على بعض العقارات، فهناك معنى يمكن به للأرض أن تخطئ بالفعل – وأن تصبح هدفًا عندها لدينونة الله.
• وَخَانَتْ خِيَانَةً: “يُستخدم هذا المصطلح على خطية عاخان فيما يتعلق بالشيء المُحرَّم (herem، يشوع ٧: ١)، كما يطلق على فعل خيانة زوجة (سفر العدد ٥: ١٢). كليهما استحقا العقاب بالموت. وبطريقة مماثلة، يشير المعنى هنا إلى أرض تستحق أقصى عقاب بسبب عدم اخلاصها.” تايلور (Taylor)
٢. وَكَسَرْتُ لَهَا قِوَامَ الْخُبْزِ، وَأَرْسَلْتُ عَلَيْهَا الْجُوعَ: هذه هي الدينونة التي وعد بها الله بشأن الأرض – فشل زراعي، والْجُوعَ الذي ينتج عن ذلك، فيُقطع مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ على حد سواء.
٣. وَكَانَ فِيهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ: كانت خطية إسرائيل عميقة وخطيرة إلى درجة أنه حتى لو كان ثلاثة من أتقى رجال تاريخ إسرائيل حاضرين في الأرض، لن يوقفوا حكم الله ضد الأرض. فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ، وليس الأمة بأكملها.
• ” يشير حزقيال هنا إلى أن الأمة لا يمكن أن تستظل تحت ظلال الخير الذي يقدمه القليل من الأفراد.” رايت (Wright)
• “في هذا تأكيد على المسئولية الشخصية والفردية التي تعارض الفكرة القديمة للفضيلة والخطية المجتمعية التي يشارك فيها الجميع كشعب.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “حتى شفاعة أتقى الرجال لن تصرف دينونتي. فنوح، رغم كونه رجلًا بارًا لم يستطع بشفاعته أن ينجي العالم القديم من الغرق. وأيوب، رغم كونه رجلًا بارًا، لم يستطع حماية أولاده من الموت بسقوط منزلهم. ودانيال، رغم كونه رجلًا بارًا، لم يستطع منع بلاده من الأسر.” كلارك (Clarke)
• “كانت أورشليم أكثر ذنبًا من سدوم. فبضعة رجال صالحين فقط كانوا كفيلين بإنقاذ سدوم. ولكن هنا لا يمكن لأحد أن يحول دون (يقف أمام) الغضب.” ألكسندر (Alexander)
• يعلّمنا هذا النص “أن صلوات أعظم المتشفعين لن تفيد إذا استمروا الناس في عدم الإيمان.” سبيرجن (Spurgeon)
٤. نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ: اختيار هؤلاء الرجال الثلاثة أمر مثير للاهتمام. فجميعهم كانوا رجالًا تم اختبارهم وثبت إخلاصهم. هم رجال إيمان تم إنقاذهم بسبب ثقتهم في الله.
• نُوحٌ كان رجلًا صالحًا ومطيعًا (على الرغم من أنه لاحقًا أظهر عيوبًا)، ومع ذلك فإن بره لم ينقذ عالمه، بل نجا هو وعائلته المقربة فقط.
• دَانِيآل كان يعيش في بابل في عهد حزقيال. وكانت قيادته وتقواه واضحة للجميع بحيث يمكن لله أن يستشهد به كمثال للبر العظيم حتى عندما كان لازال حيًا.
• أَيُّوب لم يكن حتى إسرائيليًا (يمكن قول الشيء نفسه عن نوح). وقد تم تجسيد حقيقة علاقته مع الله من خلال أصعب التجارب وأكثرها بؤسًا.
“لقد أُثيرت تساؤلات حول إدراج اسم دانيال، لكنه كان معروفًا في بلاط بابل، ومعاصرًا لحزقيال. لقد ذاع صيت دانيال بالحكمة والتقوى على نطاق واسع في أيام حزقيال.” فاينبرغ (Feinberg)
“كان دانيال لازال حيًّا وفي منصبه القيادي. ولم يكن حزقيال النبي المعاصر في هذا الوقت يحسد دانيال بل كان يشاركه ويفرح لأجله. وهكذا فعل بطرس ببولس أيضًا. [٢ بطرس ٣: ١٥-١٦].” تراب (Trapp)
“يمكننا من هذه الرواية أن نستنتج أن أيوب كان شخصًا حقيقيًا مثل نوح أو دانيال؛ ولم يشك أحد في هويتهم.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (١٥-١٦): لا رجاء ليهوذا أثناء الخراب.
١٥إِنْ عَبَّرْتُ فِي الأَرْضِ وُحُوشًا رَدِيئَةً فَأَثْكَلُوهَا وَصَارَتْ خَرَابًا بِلاَ عَابِرٍ بِسَبَبِ الْوُحُوشِ، ١٦وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ. هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ وَالأَرْضُ تَصِيرُ خَرِبَةً.
١. إِنْ عَبَّرْتُ فِي الأَرْضِ وُحُوشًا رَدِيئَةً فَأَثْكَلُوهَا وَصَارَتْ خَرَابًا: وصف الله في الآيات السابقة دينونة المجاعة. تحدث الله هنا عن دينونة الوحُوش الرَدِيئَةً التي ستطرد شعب الأرض.
• عندما أفرغ البابليون أرض إسرائيل من سكانها أعطى هذا للُوحُوش المزيد من الأراضي في الغابة والبرية. إن هذا يحدث حتى في الوقت الحاضر عندما تُفرغ القرى والبلدات من سكانها؛ تأتي حيوانات مثل الذئاب وتجعل الحياة خطرة على أي شخص قد يبقى هناك.
• “لقد أعطى الله نصرة لليهود على السكان ’شيئًا فشيئًا‘ حتى لا تعود الأرض إلى حالتها الطبيعية فتعود تسيطر عليها وحوش البرية (تثنية ٧: ٢٢).” ويرزبي (Wiersbe)
• “كان الضرر كبيرًا ليس فقط من قِبل الأسود والذئاب والدببة والثعابين، إلخ. كما هو مدوّن في سفر العدد ٢١: ٦، ٢ ملوك ٢: ٢٤؛ ٢ ملوك ١٧: ٢٥-٢٦، يشوع ٢٤: ١٢؛ ولكن أيضًا بواسطة المخلوقات المروّضة التي يحرضها الله.” تراب (Trapp)
٢. وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: لقد وعد الله أنه حتى وجود الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ (نوح ودانيال وأيوب) لن يعفي أرض إسرائيل من دينونة الوحوش التي ستأتي قريبًا عليهم.
• “في جميع إجراءات وتدبيرات الدينونة الإلهية، لا يمكن أبدًا التراخي عن مبدأ المسئولية الفردية. فمن ثم تأتي الحاجة إلى التقوى الشخصية – والضرورة المطلقة أن يصلي الرجال والنساء لأنفسهم – وأن يتوب كل واحد عن نفسه، وأن يؤمن كل واحد بنفسه. وأن كل واحد يجب أن يولد من جديد بصفة شخصية بعمل الروح القدس الفعّال. لا يوجد نائب يمكن أن يقوم بهذه الأمور عن أحد.” سبيرجن (Spurgeon)
ج) الآيات (١٧-١٨): لا رجاء ليهوذا أثناء الحرب.
١٧أَوْ إِنْ جَلَبْتُ سَيْفًا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ وَقُلْتُ: يَا سَيْفُ اعْبُرْ فِي الأَرْضِ، وَقَطَعْتُ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، ١٨وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ بَنِينَ وَلاَ بَنَاتٍ، بَلْ هُمْ وَحْدَهُمْ يَخْلُصُونَ.
١. أَوْ إِنْ جَلَبْتُ سَيْفًا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ: لم تكن المجاعة (حزقيال ١٤: ١٢-١٤) والوحوش البرية (حزقيال ١٤: ١٥-١٦) هي الأحكام الوحيدة التي يمكن أن يرسلها الله ضد إسرائيل. كان يمكنه أيضًا أن يجلب سَيْف الجيوش الغازية ضدهم.
٢. وَفِي وَسْطِهَا هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: لقد وعد الله أنه حتى وجود الرجال الثلاثة (نوح ودانيال وأيوب) لن يعفي أرض إسرائيل من حكم السيف الذي سيأتي قريبًا عليها.
د ) الآيات (١٩-٢٠): لا رجاء ليهوذا أثناء الوباء.
١٩أَوْ إِنْ أَرْسَلْتُ وَبًَا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ، وَسَكَبْتُ غَضَبِي عَلَيْهَا بِالدَّمِ لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ، ٢٠وَفِي وَسْطِهَا نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ، فَحَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّهُمْ لاَ يُخَلِّصُونَ ابْنًا وَلاَ ابْنَةً. إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ.
١. أَوْ إِنْ أَرْسَلْتُ وَبًَا عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ: يمكننا أن نفكر في هذه الأحكام الأربعة على أنها نسخة حزقيال من الفرسان الأربعة: المجاعة، ووحوش البرية، والحرب، والآن الوباء.
٢. وَفِي وَسْطِهَا نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ: لقد وعد الله أنه حتى وجود الرجال الثلاثة (نوح ودانيال وأيوب) لن يعفي أرض إسرائيل من دينونة الوباء التي ستأتي قريبًا عليهم.
• “إنه لأمر مدهش للغاية كيف يؤمن الأشرار بالصلاح، وفي ساعات الخطر يأملون أن يحميهم هذا الصلاح. ذات مرة أخبرني مليونير، كان يجسّد المادية بشكل تام، وأصبح يسخر مما يتعلق بالمسيحية بتفاخر، أن تقوى زوجته ربما ستضمن له دخول السماء.” مورجان (Morgan)
هـ) الآيات (٢١-٢٣): درسًا للتعلم من البقية.
٢١«لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: كَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ أَرْسَلْتُ أَحْكَامِي الرَّدِيئَةَ عَلَى أُورُشَلِيمَ: سَيْفًا وَجُوعًا وَوَحْشًا رَدِيئًا وَوَبًَا، لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ! ٢٢فَهُوَذَا بَقِيَّةٌ فِيهَا نَاجِيَةٌ تُخْرَجُ بَنُونَ وَبَنَاتٌ. هُوَذَا يَخْرُجُونَ إِلَيْكُمْ فَتَنْظُرُونَ طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، وَتَتَعَزَّوْنَ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبْتُهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ عَنْ كُلِّ مَا جَلَبْتُهُ عَلَيْهَا. ٢٣وَيُعَزُّونَكُمْ إِذْ تَرَوْنَ طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَصْنَعْ بِلاَ سَبَبٍ كُلَّ مَا صَنَعْتُهُ فِيهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
١. كَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ أَرْسَلْتُ أَحْكَامِي الرَّدِيئَةَ عَلَى أُورُشَلِيمَ: لقد وعد الله أن يرسل هذه الأَحْكَامِ الرَّدِيئَةَ الأربعة على أورشليم ويهوذا. وعندما تحل، ستكون هذه هي أَحْكَامِ الله الرَّدِيئَةَ، وستجلب الموت لكل من الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ.
٢. فَهُوَذَا بَقِيَّةٌ: هذه إشارة غير عادية إلى بَقِيَّةٌ، لأنها لا تشير إلى البقية الصالحة، لكنها تشير إلى البقية الشريرة. نحن نفهم هذا من عبارة طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، والتي غالبًا ما تنطوي على معنى سلبي.
• طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ: “يدرك معظم المفسّرين المعاصرين أن السياق يتطلب أن تشير هذه الكلمات إلى ’أفعال شريرة‘ لأجلها تم فرض العقوبة المناسبة عليهم، ويشير كوك (Cooke) إلى أن أفعال حزقيال كان لها دائمًا معنى سيىء. لذلك فالبقية هنا تشير إلى أن بقية الهاربين هم رجال أشرار.” تايلور (Taylor)
• “ستقدم هذه ’البقية غير الروحية‘ دليلًا على عدالة يهوه الرب في إبادة الأمة. وبدلًا من تجاوبهم مع هروبهم الصعب بتغيير سلوكهم، فإن نمط سلوكهم الشرير سيُكشف للمجتمع المسبي بأكمله فيلاحظونه.” بلوك (Block)
٣. فَتَنْظُرُونَ طَرِيقَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ: في الوقت الذي تكلم فيه حزقيال بهذه الكلمات، كان لا يزال هناك الكثير من المسبيين القادمين من أورشليم ويهوذا إلى بابل. وعندما نجت هذه البَقِيَّة ووصلت إلى بابل، عندئذ ستُكشف حياتهم الشريرة لهؤلاء اليهود الموجودون في بابل فيعرفون أن الدينونة التي تكلّم عنها حزقيال كانت بالفعل مُستحقة.
• “وبالطبع، فهذا لا يستبعد أيضًا الناجين الصالحين (حزقيال ٩: ٤-٦)، لكنه يخبر المسبيين أنهم عندما يجدون هؤلاء المسبيين الجدد يتدفقون إلى بابل، سيعلمون أن حزقيال لم يبالغ في الصورة السوداء التي رسمها لهم.” رايت (Wright)
٤. تَتَعَزَّوْنَ: تأتي الراحة في فهم طرق الله وأحكامه. سيرسل الله هؤلاء البَنِينَ وَالبَنَات ليكونوا مثالًا حيًا على بر الله في الخَرَاب الناجم عن دينونة الله المستحقة.
• ” سيحدث كل هذا لإقناع المسبين بعدالة الله، وأنه لم يتسبب في تدمير أورشليم بدون سبب.” تايلور (Taylor)
٥. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَصْنَعْ بِلاَ سَبَبٍ: في النهاية، سيختبر شعب إسرائيل شيئًا من تعزية الله، وسيختبرون أيضًا بره. سيفهمون أن الله كان بارًا في كل ما فعله، حتى في أَحْكَامِه الرَّدِيئَةَ.
• نحن لا نعرف سببًا لكل الذي يسحقنا على الأرض. ولكن إذا عرفناه، كما سنعرفه بالفعل يومًا ما، فلن نجد صعوبة في التوفيق بين معاملات الله ومحبته الكاملة.” ماير (Meyer)