سفر حزقيال – الإصحاح ١٦
زوجة يهوه الزانية
يمكن للمرء من خلال هذا الوصف الشعري لتاريخ إسرائيل، أن يطابق التفاصيل بأحداث في تاريخ إسرائيل – مثل القول أن ’عهد الزواج‘ الموصوف في حزقيال ١٦: ٨ هو العهد الذي قطعه يهوه على جبل سيناء (خروج ٢٤: ٧-٨). ومع ذلك، ليس علينا مقابلة حدث معين أو زمن معين من تاريخ إسرائيل لكل التفاصيل. وبالفعل هذا شعر نبوي ويصف العلاقة في انطباعاتها بصدق.
“هنا، في أطول إصحاح من سفر حزقيال، تُروى القصة بالتفصيل بكل طابعها الدنيء والبغيض، حتى يمكن رؤية بغضة الله اللامتناهية لخطية إسرائيل بوضوح. ووفقًا للمعلم اليهودي أليعازر بن هيركانوس في المشنا، لم يكن من المقرر قراءة الإصحاح أو ترجمته علنًا.” تشارلز فاينبرغ
(Charles Feinberg)
“يُعد الإصحاح السادس عشر من حزقيال إصحاحًا غير عاديًا للغاية! نادرًا ما يستطيع الخادم قراءته على الملأ: فهو بالتأكيد لا يرغب في شرح تشبيهاته لجمهور المستمعين العام.” تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon)
“على الرغم من وجود العديد من الاستعارات هنا، إلا أن الكل ليس مجازيًا. ولأنه كان هناك الكثير من عبادة الأصنام، فلا بد أنه كان هناك زنا، وفسق، ودعارة، وفساد من كل نوع.” آدم كلارك (Adam Clarke)
أولًا. إسرائيل تُنقذ وتُزيّن
أ ) الآيات (١-٥): بداية أورشليم المتواضعة.
١وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: ٢«يَا ابْنَ آدَمَ، عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا، ٣وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ. ٤أَمَّا مِيلاَدُكِ يَوْمَ وُلِدْتِ فَلَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُكِ، وَلَمْ تُغْسَلِي بِالْمَاءِ لِلتَّنَظُّفِ، وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا، وَلَمْ تُقَمَّطِي تَقْمِيطًا. ٥لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ لِتَصْنَعَ لَكِ وَاحِدَةً مِنْ هذِهِ لِتَرِقَّ لَكِ، بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ.
١. عَرِّفْ أُورُشَلِيمَ بِرَجَاسَاتِهَا: إن كلمة الرب هذه التي تكلّم بها بواسطة حزقيال تتعلق بأورشليم وبأعماق شرها. في هذا الإصحاح، تُستخدم أُورُشَلِيمَ كالممثل الصحيح لشعب إسرائيل ككل.
• “لقد كلّف الله حزقيال بإعلان رسالته إلى أورشليم كممثل لكل يهوذا، وحتى للأمة كلها.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ: لقد كان هذا صحيحًا بمعنى وعد الله لإبراهيم السابق (تكوين ١٢: ١-٣) وأيضًا عندما عاد إسرائيل كأمة إلى الأرض في أيام يشوع. كانت أرض إسرائيل مُحتلّة من قبائل كنعانية مثل قبائل الأموريين والحثيين.
• “كان الأموريون والحثيون أسماء عامة لأهل كنعان الذين كانوا محتلين الأرض قبل إبراهيم… ولكونهم أقوى الأمم في كنعان، فقد كانوا ممثلين لهم جميعًا.” فاينبرغ (Feinberg)
• مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ: “إن هذا التصريح مليء بالسخرية، ومع ذلك، فإن مصطلح ’كنعاني‘ كان مرادفًا للانحلال الأخلاقي.” تايلور (Taylor)
• أُمُّكِ حِثِّيَّةٌ: “أحيانًا يمكن لعذوبة الأم أن تصحح الطبيعة السيئة للأب في طفلها، لكنكم أنتم أيها اليهود لم تكونوا سعداء للغاية، فقد كانت أمكم سيئة تمامًا مثل والدكم.” بوله (Poole)
٣. يَوْمَ وُلِدْتِ: استخدم الله وصفًا حيًا ليبين كيف كانت بدايات إسرائيل متواضعة وفقيرة. لم يكن هناك من يعتني بها عند الولادة؛ وقد كانت كل الأمم الأخرى ضدها منذ البداية (لَمْ تَشْفُقْ عَلَيْكِ عَيْنٌ). كانت إسرائيل مكروهة منذ الولادة (بَلْ طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ بِكَرَاهَةِ نَفْسِكِ يَوْمَ وُلِدْتِ). ولولا رعاية إله عهدهم لكانوا قد هلكوا.
• وَلَمْ تُمَلَّحِي تَمْلِيحًا: “عند تمليح الطفل، يُفرك الجلد بالملح لجعله متماسكًا ونظيفًا.” فاينبرغ (Feinberg)
• “إن قطع الحبل السري وغسل المولود وفركه بالملح وإلباسه كانت أيضًا أعمال متعارف عليه وعرفية لإضفاء الشرعية. وفي حالة الإهمال والتخلي عن الرضيع في الحقل المفتوح، يتخلى الوالد بشكل قانوني عن جميع حقوقه في الطفل ومسئولياته نحوه.” بلوك (Block)
• طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ: “هذه إشارة إلى عادة بعض الأمم الوثنية والهمجية، الذين طرحوا هؤلاء الأطفال مكشوفين في الحقول المفتوحة، سواء الذين كانوا يعانون من التشوهات أو لم تستطع الأسرة دعمهم، حتى تلتهمهم الحيوانات البرية الشرسة.” كلارك (Clarke)
• طُرِحْتِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ: توضح هذه الكلمات كيف كانوا ضالين وضعفاء بدون الله. “لقد كانت مُلقاة في الحقل المفتوح، ومتروكة في برية حيث لا يوجد أي احتمال أن يمر أي شخص بها. كانت ملقاة حيث يضربها البرد ليلًا والحر نهارًا. لقد كانت متروكة حيث يتجول الوحش البري باحثًا عما يمكن التهامه – هذه حالة الطبيعة البشرية: عارية، عزلاء، عاجزة، معرضة لجميع أنواع المدمرات المفترسة.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٦-٧): نعمة الله تحوّل من حالة أورشليم.
٦فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ، فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي، قُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي. ٧جَعَلْتُكِ رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ، فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ. نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً.
١. فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ مَدُوسَةً: وباستمرار الصورة المدونة في الآيات السابقة، لاحظ الله إسرائيل في حالتها المتواضعة والمكروهة. لقد كانوا سيهلكون (مَدُوسَةً بِدَمِكِ) لولا تدخّل الله المملوء بالنعمة.
• أوضح الله سبب التفاته لإسرائيل ولإنقاذهم في تثنية ٧: ٧-٨ ’لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ. بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ الرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ الْقَسَمَ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ.‘
• لم يكن التفاف الرب لهم لأن إسرائيل كانت رائعة أو مقدسة للغاية. بل كانوا ضعفاء، فقراء، يصارعون، وعلى وشك الموت. لكن الله مَرّ عليهم وانتبه لحالهم.
٢. فَقُلْتُ لَكِ: بِدَمِكِ عِيشِي: عندما قالت كل الظروف وكل الأمم الأخرى لإسرائيل ’موتي،‘ قال الله ’عِيشِي.‘ لقد أعاد لهم الحياة وجَعَلْهم رَبْوَةً كَنَبَاتِ الْحَقْلِ.
• “لقد نطق الله بحكم الحياة على الطفل، وإلا لكان قد حُكم عليه بالموت المحقق. إن شفقته عليهم تنعكس في الإعلان المؤكّد ذو الشقين، بِدَمِكِ عِيشِي!” بلوك (Block)
٣. فَرَبَوْتِ وَكَبُرْتِ، وَبَلَغْتِ زِينَةَ الأَزْيَانِ: وتحت رعاية الله، أصبحت إسرائيل أكبر وأقوى وأكثر نضجًا. لقد أصبحت زِينَةَ الأَزْيَانِ وبلغت (نَهَدَ ثَدْيَاكِ، وَنَبَتَ شَعْرُكِ).
• وفقًا لبلوك (Block)، يشير نَبَتَ شَعْرُكِ إلى شعر العانة المجازي لدى المرأة، رمزًا للنضج الجسدي. “مع مرور عصر البراءة ووصول النضج الجنسي، يتخذ العري دلالات أخلاقية أخرى. ففي حين كان العري السابق قد جعل اللقيط عرضة للعوامل الجوية والحيوانات المفترسة، فإنها تقف الآن معرضة لأخطار من نوع مختلف.” بلوك (Block)
٤. وَقَدْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً: لقد نمت إسرائيل ونضجت، ولكنها لم تصبح مكتفية ذاتيًا لدرجة أن تستغني عن احتياجها لله.
• “أصبحت اللقيطة شابة جميلة، لكن يُذكر أنها كانت عارية وعريانة. وقد يكون المعنى هو أنها كانت بلا ثروة وبدون نفع ثقافي وحضاري كما يراها العالم.” فاينبرغ (Feinberg)
ج) الآية (٨): عهد محبة الله مع أورشليم.
٨فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي.
١. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ: نفهم من الصورة التي استخدمها الرب لوصف إسرائيل وعلاقته بهم أنهم قد كبروا ولكنهم لا يزالون مُهملين وفي احتياج كبير. لقد احتاجوا إلى حماية الله (فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ) وإمداده (وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ)، وبالفعل قد أعطاه الله كليهما.
• فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ: “إن العبارة الواردة في الآية ٨ تصف الفعل الرمزي الذي بموجبه أخذ الزوج زوجته تحت حمايته (راعوث ٣: ٩).” رايت (Wright)
٢. وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وبخلاف حماية الله لإسرائيل وإعالته لهم، دخل الله في علاقة عَهْدٍ معهم. لقد كان عهد زواج، فيمكن لله أن يقول، “فَصِرْتِ لِي.”
• “على مستوى العلاقات الدنيوية، تكون علاقة الزواج هي الأعلى في القداسة، لأنها الأعلى في تجربة الحب. وبهذه الصورة، حدد الله لنا ما بقلبه نحونا، وفي المقابل، ما يتوق له من جانبنا. إن محبته هي الأقوى والأكثر رقة، وهو يبحث عن مردود لهذا الحب وبأقصى ولاء.” مورجان (Morgan)
د ) الآيات (٩-١٤): كَرم الله ورعايته يزينان أورشليم.
٩فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، ١٠وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، ١١وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ. ١٢وَوَضَعْتُ خِزَامَةً فِي أَنْفِكِ وَأَقْرَاطًا فِي أُذُنَيْكِ وَتَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِكِ. ١٣فَتَحَلَّيْتِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلِبَاسُكِ الْكَتَّانُ وَالْبَزُّ وَالْمُطَرَّزُ. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ، وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ. ١٤وَخَرَجَ لَكِ اسْمٌ فِي الأُمَمِ لِجَمَالِكِ، لأَنَّهُ كَانَ كَامِلًا بِبَهَائِي الَّذِي جَعَلْتُهُ عَلَيْكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ: يصف الله هنا رعايته وتجميله لإسرائيل. فهو طهّرهم وَغَسَلْهم، ومَسَحْهم بِزَّيْتِ عطري. وقد أَلْبَسْهم ثيابًا جميلة ووضع حذاءً جلديًا ناعمًا في رجليهم (نَعَلْهم بِالتُّخَسِ). لقد زينهم الله (حَلَّيْتُكِ) بكل أنواع المجوهرات، بل وضع تَاجَ جَمَال عَلَى رَأْسِ إسرائيل.
• كَسَوْتُكِ بَزًّا: “إن كلمة ’بَزًّا‘ (حرير) في الآية ١٠ هي كلمة عبرية لا ترد في أي مكان آخر. لقد كانت الملابس باهظة الثمن.” فاينبرغ (Feinberg)
• مُطَرَّزَةً… بِالتُّخَسِ… بِالْكَتَّانِ: “تظهر هذه التعبيرات بشكل متكرر في أماكن أخرى مثل في أوصاف المسكن، وستائره، والأثواب الكهنوتية. والإشارات أيضًا هي إلى الجلد الفاخر الذي تُصنع منه الصنادل (الطحَّاس tahas) والتي تظهر فقط في السياقات التي بها ذكر لخيمة الاجتماع.” بلوك (Block)
• “جلد التّخس هو نفس المواد المستخدمة في غطاء المسكن (سفر العدد ٤: ٦ وما يليها). كما تقدم الترجمات المختلفة هذه الكلمة على أنها جلد حيوان الفقمة، أو جلد خنزير البحر، أو الجلد. ’التّخس‘ بالتأكيد ليس صحيحًا، لأنه يجب أن يكون الجلد مناسبًا للأحذية وأن يكون أيضًا كبيرًا بما يكفي ليُغطي التابوت. إن الجلد المرشح والأكثر احتمالًا هو جلد الأطوم، وهو حيوان شبيه بحيوان الفقمة من عائلة الخيلانيات، وهو يتواجد في البحر الأحمر. يستخدم البدو جلده في صنع الصنادل.” تايلور (Taylor)
٢. وَأَكَلْتِ السَّمِيذَ وَالْعَسَلَ وَالزَّيْتَ: لقد أمدّ الله إسرائيل بكل احتياجاته، بغنى.
• “علاوة على ذلك، احتل طعامها الخاص: ’السَّمِيذ‘ و’الزَّيْتَ‘ مكانة بارزة في القرابين المقدسة. باختصار، إن أورشليم، عروس الرب، لبست الثياب التي ’تكسو‘ المكان المقدس وتغذّت على ’طعام‘ ذبائحه.” بلوك (Block)
٣. وَجَمُلْتِ جِدًّا جِدًّا، فَصَلُحْتِ لِمَمْلَكَةٍ: بسبب محبة الله ورعايته السخيّة، تفوق شعب إسرائيل في الجمال ورفعه الله إلى مرتبة الملوك. لقد أصبحوا مشهورين بين الأمم، وكان كل ذلك بسبب بَهَاء الله الذي جَعَلْهُ عليهم. لم يكن أبدًا من ذواتهم.
• “في عهد الملك داود وخلال السنوات الأولى لسليمان، كانت أورشليم بالفعل المدينة الملكية، وكانت إسرائيل مملكة مزدهرة. وطالما أطاعت إسرائيل، زوجة يهوه، كلمته وحافظت على عهده، فقد باركها كثيرًا كما وعد. لقد أعطاها أطفالًا أصحاء، وقطعانًا وشعوبًا مثمرة، ومحاصيلًا وفيرة، وحماية من الأمراض والكوارث والغزو.” ويرزبي (Wiersbe)
• “إن التهمة التي وجهها حزقيال لاحقًا لملك صور تم تطبيقها على هذا اللقيط المسكين بشكل لا يمكن تصديقه: “قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ.” بلوك (Block)
• ومن منظور العهد الجديد، يصبح من المذهل التفكير وتصديق أن ما لدينا، في يسوع المسيح، هو أكثر مما كان لدى إسرائيل عندما كانوا مباركين بموجب العهد القديم. إن كل جانب من جوانب بركة الله لإسرائيل هو بموجب العهد القديم (الغسل، المسحة، الكساء، العطر، الحليّ، التتويج، إلخ) الكل مُعطى لنا بقدر أكبر ومجد أعظم في العهد الجديد.
• كتب ف. ب. ماير (F.B. Meyer) واصفًا كيف يجب أن نتجاوب مع عطايا الله الرائعة نحونا: “دعونا نتجرأ بأن نؤمن أن الأمر كذلك. اِقبل وضعك وقم بتقديره. ففي المسيح، نحن أكثر من مقبولين. نحن محبوبون. نحن أكثر من أن خطايانا غُفرت لنا. نحن نرتدي ملابس الجمال. إن الملك يفرح بنا جدًا. ففي نظره، وبسبب أن جماله علينا، فنحن جميعًا أمامه جميلون.”
ثانيًا. إسرائيل الزانية الفخورة
أ ) الآيات (١٥-١٩): أورشليم تتصرف كزانية.
١٥«فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ، وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ. ١٦وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ، وَزَنَيْتِ عَلَيْهَا. أَمْرٌ لَمْ يَأْتِ وَلَمْ يَكُنْ. ١٧وَأَخَذْتِ أَمْتِعَةَ زِينَتِكِ مِنْ ذَهَبِي وَمِنْ فِضَّتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكِ، وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا. ١٨وَأَخَذْتِ ثِيَابَكِ الْمُطَرَّزَةَ وَغَطَّيْتِهَا بِهَا، وَوَضَعْتِ أَمَامَهَا زَيْتِي وَبَخُورِي. ١٩وَخُبْزِي الَّذِي أَعْطَيْتُكِ، السَّمِيذَ وَالزَّيْتَ وَالْعَسَلَ الَّذِي أَطْعَمْتُكِ، وَضَعْتِهَا أَمَامَهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ. وَهكَذَا كَانَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
١. فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ: كان هذا الكبرياء هو أساس انحدار إسرائيل. لقد نسوا أنهم لا شيء عندما وجدهم الله وأنه منحهم جمالهم. وبعد أن حصلوا على الجمال ببركة الله، اتَّكَلْوا على البركة التي أعطاها الله لهم بدلًا من أن يتكلوا على الله نفسه.
• حزقيال ١٦: ١٥-٣٥ هي واحدة من أقوى إدانات خطية إسرائيل الموجودة في الكتاب المقدس بأكمله. “إنه توبيخ الله من أجل خطية إسرائيل التي أدانها بواسطة أنبياء إسرائيل الكثيرين والمعروفين، لكن ليس هناك ما هو حي، وقاسٍ، وبغيض، وخارق مثل هذه الكلمات.” فاينبرغ (Feinberg)
• “لقد حذّر الله إسرائيل من نسيانه بعد أن حصلت على كل البركات التي سيعطيها إياها في أرض الموعد (تثنية ٦: ١٠-١٢). ولكن سرعان ما نسي قادة الأمة هذا التحذير.” ألكسندر (Alexander)
• لكي يستحق إسرائيل مثل هذا التوبيخ القوي، كان قد بدأ بنسيان مبدأ هام، ألا وهو: أن كل ما كانوا فيه من خير، وكل ما لديهم من جود، كان عطية من نعمة الله لهم. وقد كتب الرسول بولس، بعد عدة قرون، عن نفس المبدأ للمؤمنين: لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟” (١ كورنثوس ٤: ٧).
• وإذا كان من الممكن لإسرائيل المباركة أن تتكل على جمالها، فهكذا يمكن أيضًا لتلميذ يسوع. تحدث ف. ب. ماير (F.B. Meyer) عن الموقف الصحيح للمؤمن وقال: “دعونا ألا نفترض. فنحن ليس لدينا شيء خاص بنا. فعندما نُجرب بأن نتكبر ونفتخر بصلاحنا، أو أن نعطي لأنفسنا مكانة خاصة بسبب تميّزنا على الآخرين، أو نفترض أنه يمكننا أن نكون مستقلين عن حبيبنا الخالد – عندها دعونا نتذكر ما كنّا عليه من قبل.”
٢. وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ: لقد أعطى الله إسرائيل وضعًا ومكانة مَلَكية بين الأمم، لكنهم استخدموا هذا الاسْمِ ليسعوا وراء أصنام الأمم الوثنية. لقد ركضوا وراء الأصنام الوثنية مثل ما تجري الزانية وراء الزبائن (وَسَكَبْتِ زِنَاكِ عَلَى كُلِّ عَابِرٍ فَكَانَ لَهُ.)
• “إنها علامة سيئة في أيّ منا عندما تتحول بركات الله إلى أصنام. إذا بدأت في عبادة ثروتك، أو صحتك، أو أطفالك، أو تعليمك، أو أي شيء أعطاك إياه الله، فهذا أمر مثير لغضب العلّي؛ إنه خرق لعهد الزواج بين روحك والله.” سبيرجن (Spurgeon)
• وَزَنَيْتِ: يتكرر فعل الزنى”[harlot، وجذر الفعل znh] والمشتقات الأخرى لهذا الفعل واحدًا وعشرين مرة في هذا الوصف لمغامرات أورشليم الشريرة غير المنضبطة مع عشاقها.” بلوك (Block)
• “قد لا يكون من المستغرب إذا شعر القارئ المؤمن بالغثيان من الواقعية الرديئة للغة حزقيال، لكن حزقيال كان يعنيها على هذا النحو. فقد كان يروي ما هو من أقبح الخطايا فجعل المثل يتناسب مع الحقائق.” تايلور (Taylor)
• “على الرغم من أن جذر الكلمة ’ناب (naap)‘ [الزنا] هو أكثر ملاءمة لوصف خيانة إسرائيل العهدية، فإن كلمة znh [العهر] تقدم أداة بلاغية أكثر قوة. إن الشابة البريئة التي تم بكل لطف ترقيتها إلى مرتبة الملكة، أصبحت عاهرة.” بلوك (Block)
٣. وَأَخَذْتِ مِنْ ثِيَابِكِ وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ: أخذت إسرائيل البركات التي زينها الله بها واستخدمت تلك البركات لتزين أماكن عبادة الأصنام الوثنية. تم استخدام الذهَبِ والفِضَّة التي أعطاهم الله إياهم في عبادة الأوثان المملؤة ممارسات جنسية (وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ صُوَرَ ذُكُورٍ وَزَنَيْتِ بِهَا).
• مُرْتَفَعَاتٍ مُوَشَّاةٍ: “تظهر المزارات ذات الزخارف المبهجة الستائر الملونة للخيام التي أقيمت في المرتفعات (انظر الملاحظة في ٦: ٣)، والتي رآها حزقيال على أنها أماكن للولائم والزنا وعبادة الأصنام وتقديم الأطفال كذبائح.” تايلور (Taylor)
• صُوَرَ ذُكُورٍ: “المقصود هنا القضيب (Priapi)، وهو ما كان يستخدم في طقوس أوزوريس وباخوس وأدونيس؛ وكانوا شيئًا يشبه القضيب (اللينجام) بين الهندوس… كانت تستخدم هذه عند عبادة باخوس في مصر. والذين يرغبون في رؤية المزيد يمكنهم استشارة كتب هيرودوت التاريخية (Herodotus lib. ii, c. ٤٨, ٤٩)… ففي العبادة ’القضيبية‘ هذه كانت النساء هم موضع الاهتمام بالدرجة الأولى.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (٢٠-٢٢): أورشليم تقدم أولادها وبناتها للأوثان.
٢٠«أَخَذْتِ بَنِيكِ وَبَنَاتِكِ الَّذِينَ وَلَدْتِهِمْ لِي، وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا. أَهُوَ قَلِيلٌ مِنْ زِنَاكِ ٢١أَنَّكِ ذَبَحْتِ بَنِيَّ وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ لَهَا؟ ٢٢وَفِي كُلِّ رَجَاسَاتِكِ وَزِنَاكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، إِذْ كُنْتِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً وَكُنْتِ مَدُوسَةً بِدَمِكِ.
١. وَذَبَحْتِهِمْ لَهَا طَعَامًا: أصبحت إسرائيل منحطة جدًا في إخلاصها للأوثان لدرجة أنها أَخَذْتِ بَنِيها وَبَنَاتِها وَذَبَحْتِهِمْ للأصنام الوثنية مثل مولك البغيض.
• طَعَامًا: “بدلًا من تقديم أولادها ليهوه، الذي هو زوجها، قدمتهم هذه المرأة كطعام للصور الوثنية التي صنعتها! والتعبير le ekol (والذي يعني حرفيًا ’للأكل‘) يصور الأطفال على أنهم وجبة الأصنام.” بلوك (Block)
٢. وَجَعَلْتِهِمْ يَجُوزُونَ فِي النَّارِ: لقد ذهبت عبادة الأوثان إلى حد أنهم شاركوا بالفعل في عبادة الكنعانيين بتقديم الأطفال كذبائح. حتى أن الملك آحاز (ملوك الثاني ١٦: ٣) والملك منسى (ملوك الثاني ٢١: ٦) شاركوا في هذه الممارسة المروعة. كان يُعبد الإله الوثني (أو، الشيطان، بشكل أكثر دقة) مولك عن طريق تسخين تمثال معدني يمثل الإله حتى يصبح حارًا، ثم يوضع رضيع حي على يدي التمثال الممدودتين، بينما تتعالى دقات الطبول تتراجع صرخات الطفل حتى يحترق لحد الموت.
• للأسف، حتى رجل مثل سليمان أجاز عبادة مولك وبنى هيكلًا لهذا الصنم (ملوك الأول ١١: ٧). كانت إحدى الجرائم العظيمة التي ارتكبتها قبائل إسرائيل الشمالية هي عبادتهم لمولك، مما أدى إلى السبي الأشوري (ملوك الثاني ١٧: ١٧). لقد قدم منسى ملك يهوذا ابنه لمولك (ملوك الثاني ٢١: ٦). حتى أيام يوشيا ملك يهوذا، استمرت عبادة مولك، لأنه بعد أن ملك دمر مكان عبادة لهذا الصنم (ملوك الثاني ٢٣: ١٠).
• هناك القليل من الأدلة الأثرية أو يكاد لا يوجد أي دليل على تقديم الأطفال ذبائح بين بني إسرائيل في هذه الفترة. هذا يعني أن هذه الممارسة إما أنها كانت نادرة جدًا أو تم التستر عليها بجدية. وربما هذه هي طريقة الله للقول إنه حتى لو كانت هذه الممارسة نادرة، فقد كانت مكروهة له.
٣. لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ: تعود جذور كبرياء إسرائيل المتغطرس إلى فشلهم في التَذْكُرِ. فها هم لم يعودوا يتذكرون بدايتهم الفقيرة والمتواضعة، وكيف أن كل الحماية والرعاية والزينة التي تمتعوا بها كانت نعمة وعطية من الله.
ج) الآيات (٢٣-٢٦): شر أورشليم العظيم.
٢٣وَكَانَ بَعْدَ كُلِّ شَرِّكِ. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ! يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، ٢٤أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ. ٢٥فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ. ٢٦وَزَنَيْتِ مَعَ جِيرَانِكِ بَنِي مِصْرَ الْغِلاَظِ اللَّحْمِ، وَزِدْتِ فِي زِنَاكِ لإِغَاظَتِي.
١. وَيْلٌ، وَيْلٌ لَكِ: لقد كان هذا هو رثاء الله الحزين على شر إسرائيل. إن اعتراض الله جاء من أعماق مشاعره نحوهم.
• “يعني تكرار الويل أنه كان هناك تهديد من ناحية، ورثاء من ناحية أخرى.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. أَنَّكِ بَنَيْتِ لِنَفْسِكِ قُبَّةً وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً فِي كُلِّ شَارِعٍ: ومع ازدياد شرهم سوءًا، بدأت إسرائيل تضاعف عبادتها الوثنية. انتشرت العبادة في جميع أنحاء الأرض.
• وَصَنَعْتِ لِنَفْسِكِ مُرْتَفَعَةً: “أو بيت دعارة وفقًا لكتابي المقدس، أو ’لقد قمت ببناء بيوت الدعارة في كل مكان.‘ وفقًا لترجمة قديمة أخرى (Coverdale’s Bible, ١٥٣٥). إن كلمة Bordel هي كلمة إيطالية: ولست أعرف كيف دخلت في وقت مبكر إلى اللغة الإنجليزية. إن الكلمة الحديثة ’بيت الدعارة‘ التي نستخدمها الآن هي مَسْخٌ عنها.” كلارك (Clarke)
٣. وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ: لم تكن خيانة إسرائيل لله في كل مكان فحسب، بل كانت مع كل إله وثني أيضًا، حتى آلهة بَنِي مِصْرَ. لقد فعلت كل شيء لإِغَاظَة غضب الله.
• وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ: إن الترجمة الحرفية هي ’أنت فتحت قدميك.‘ كانت هذه طريقة غير محتشمة للقول “أنتِ فتحتِ رجليك للجميع.” استخدم حزقيال هذه اللغة المروعة لصدمة مستمعيه المتعثرين.
• جِيرَانِكِ… الْغِلاَظِ اللَّحْمِ: هذه لغة أكثر إثارة للصدمة. “النبي يصف هذا العاشق بمصطلحات جسدية فاحشة: جيرانك ذو أعضاء ضخمة” بلوك (Block). هناك عدة أماكن في العهد القديم يُشار فيها إلى القضيب بكلمة اللحم: حزقيال ٢٣: ٢٠، ٤٤: ٧، ٩؛ تكوين ١٧: ١١، ١٤، ٢٣-٢٥؛ خروج ٢٨: ٤٢؛ ولاويين ١٥: ٢-١٩.
ثالثًا. أعماق خطية إسرائيل الزانية
أ ) الآيات (٢٧-٢٩): المحبين الغرباء ينقلبون على أورشليم الزانية.
٢٧«فَهأَنَذَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي عَلَيْكِ، وَمَنَعْتُ عَنْكِ فَرِيضَتَكِ، وَأَسْلَمْتُكِ لِمَرَامِ مُبْغِضَاتِكِ، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، اللَّوَاتِي يَخْجَلْنَ مِنْ طَرِيقِكِ الرَّذِيلَةِ. ٢٨وَزَنَيْتِ مَعَ بَنِي أَشُّورَ، إِذْ كُنْتِ لَمْ تَشْبَعِي فَزَنَيْتِ بِهِمْ، وَلَمْ تَشْبَعِي أَيْضًا. ٢٩وَكَثَّرْتِ زِنَاكِ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَبِهذَا أَيْضًا لَمْ تَشْبَعِي.
١. فَهأَنَذَا قَدْ مَدَدْتُ يَدِي عَلَيْكِ: بعد وقت طويل واستفزاز كبير، بدأ الله يتصرف ضد إسرائيل. مَنَعْ رزقهم وأعطاه لأعدائهم الفلسطينيين (وَأَسْلَمْتُكِ لِمَرَامِ مُبْغِضَاتِكِ). لقد كانت عبادة الأصنام في إسرائيل عظيمة لدرجة أنها جعلت الْفِلِسْطِينِيِّينَ يحمرون خجلًا.
• وَمَنَعْتُ عَنْكِ فَرِيضَتَكِ: “لقد كان غضب الرب المُثار هو رد فعله (٢٦)، الذي لأجله عين عقوبته وهو التقليل من النصيب المخصص لها (٢٧)، والذي يشير إلى خسارتهم للأرض بضم العدو لها. نعلم من حوليات أو موشور تايلور (Taylor Prism) أن سنحاريب فعل ذلك بالضبط عام ٧٠١ قبل الميلاد.” تايلور (Taylor)
٢. وَزَنَيْتِ مَعَ بَنِي أَشُّورَ: ازدادت عبادة الأوثان سوءًا، وتضاعفت حتى ذلك الوقت، ولم يقتصر الأمر على ملاحقة آلهة الأَشُّورَيين والبابليين (إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ). بل قاموا أيضًا بتشكيل تحالفات سياسية مع تلك الأمم. لم يكن الإغراء فقط لعبادة الأصنام، ولكن أيضًا للاعتماد على الدول الأجنبية وإقامة تحالفات معها.
• “في الوقت المناسب وعندما كان ذلك لمسرتها، التفتت إلى الأشوريين. هذا ما ترويه الكتب التاريخية السياسة المؤيدة للآشوريين عن كلٍ من آحاز ومنسى (انظر الملوك الثاني ١٦: ٧ وما يليها؛ هوشع ٥: ١٣؛ ٨: ٩ ؛ عاموس ٥: ٢٦).” فاينبرغ (Feinberg)
ب) الآية (٣٠): تدهور حالة أورشليم.
٣٠مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ.
١. مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ: لقد رأى الله أن مشكلة إسرائيل تمتد إلى أعمق بكثير من مجرد أفعالهم. إن قَلْبَهم أصبح متكبرًا وغير مكتفي بإله عهدهم. كان هذا التراجع ممْرَضًا حقًا.
٢. فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ: إن التراجع الذي حدث لإسرائيل بدأ في القَلْبَ، لكنه لم ينته عند هذا الحد. ففي شرهم وعبادة الأصنام فَعَلْتِ فِعْلَ العاهرات غير الخجولات.
ج) الآيات (٣١-٣٤): أورشليم أسوأ من زانية.
٣١بِبِنَائِكِ قُبَّتَكِ فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق، وَصُنْعِكِ مُرْتَفَعَتَكِ فِي كُلِّ شَارِعٍ. وَلَمْ تَكُونِي كَزَانِيَةٍ، بَلْ مُحْتَقَرةً الأُجْرَةَ. ٣٢أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ مَكَانَ زَوْجِهَا. ٣٣لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً، أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ، وَرَشَيْتِهِمْ لِيَأْتُوكِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ لِلزِّنَا بِكِ. ٣٤وَصَارَ فِيكِ عَكْسُ عَادَةِ النِّسَاءِ فِي زِنَاكِ، إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ، بَلْ أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً وَلاَ أُجْرَةَ تُعْطَى لَكِ، فَصِرْتِ بِالْعَكْسِ.
١. وَلَمْ تَكُونِي كَزَانِيَةٍ، بَلْ مُحْتَقَرةً الأُجْرَةَ: مارس شعب إسرائيل الزنى في كل مكان (رَأْسِ كُلِّ طَرِيق وفِي كُلِّ شَارِعٍ)، ولكن بطريقة ما كانوا أسوأ بكثير من الزَانِيَةِ – لم ينتفعوا بأي فائدة من أي نوع من عبادة الأصنام، ومع ذلك استمروا فيها.
• “في مقطع من السخرية الجميلة يصور لنا حزقيال في ١٦: ٣٠-٣٤ إسرائيل حرفيًا على أنها كتلة من الشهوة وقد تسببت لها شهوتها المختلطة إلى ما هو عكس المعتاد المتبع في الدعارة. لقد وظفها عملاءها بدلًا من أن توظفهم هي.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
٢. أَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ، تَأْخُذُ أَجْنَبِيِّينَ: المعنى هنا هو أن الزانية تفعل ذلك مقابل أجر، أما الزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ فتفعل ذلك بالمجان لمجرد لذة التعدي ومزيج من الضعف وقساوة القلب.
• إسرائيل كالزَّوْجَةُ الْفَاسِقَةُ هو موضوع أسلاف حزقيال، مثل النبي هوشع – بالإضافة إلى العديد من الأنبياء الآخرين.
٣. لِكُلِّ الزَّوَانِي يُعْطُونَ هَدِيَّةً، أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ أَعْطَيْتِ كُلَّ مُحِبِّيكِ هَدَايَاكِ: كانت إسرائيل مثل الزوجة الفاسقة التي لا تقدم نفسها مجانًا فحسب، بل تشتري أيضًا هدايا سخيّة لمُحِبِّيها غير الشرعيين.
٤. إِذْ لَمْ يُزْنَ وَرَاءَكِ: في زناها المجازي، لم يكن لإسرائيل قواد. لم يتم إجبارها أو إقناعها بفعل ما فعلته؛ لقد جاء ذلك من قلبها الفاسد (حزقيال ١٦: ٣٠). وعلى الرغم من أن ذلك كلّفها الكثير (أَنْتِ تُعْطِينَ أُجْرَةً)، إلا أنها استمرت في عدم الإخلاص لإلهها.
• لكن هل تُعدّ الكنيسة اليوم أقل ذنبًا؟ يرتكب أعضاء الكنائس المحلية نفس الخطايا التي نقرأ عنها في الصحف، لكن أخبارهم لا تصل دائمًا إلى العناوين الرئيسية. ينقسم شعوب الكنائس بسبب القادة المسيحين المتورطين في دعاوى قضائية، وحالات طلاق، وفجور، ونزاعات عائلية، وصفقات تجارية ملتوية، وفضائح مالية، ومجموعة من الأنشطة الأخرى التي تنتمي للعالم.” ويرزبي (Wiersbe)
رابعًا. رسالة الله لإسرائيل الزانية
أ ) الآيات (٣٥-٣٩): إعلان الدينونة على أورشليم الزانية.
٣٥«فَلِذلِكَ يَا زَانِيَةُ اسْمَعِي كَلاَمَ الرَّبِّ: ٣٦هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أُنْفِقَ نُحَاسُكِ وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُكِ بِزِنَاكِ بِمُحِبِّيكِ وَبِكُلِّ أَصْنَامِ رَجَاسَاتِكِ، وَلِدِمَاءِ بَنِيكِ الَّذِينَ بَذَلْتِهِمْ لَهَا، ٣٧لِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ الَّذِينَ لَذَذْتِ لَهُمْ، وَكُلَّ الَّذِينَ أَحْبَبْتِهِمْ مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ، فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ حَوْلِكِ، وَأَكْشِفُ عَوْرَتَكِ لَهُمْ لِيَنْظُرُوا كُلَّ عَوْرَتِكِ. ٣٨وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ أَحْكَامَ الْفَاسِقَاتِ السَّافِكَاتِ الدَّمِ، وَأَجْعَلُكِ دَمَ السَّخْطِ وَالْغَيْرَةِ. ٣٩وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِهِمْ فَيَهْدِمُونَ قُبَّتَكِ وَيُهَدِّمُونَ مُرْتَفَعَاتِكِ، وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ، وَيَأْخُذُونَ أَدَوَاتِ زِينَتِكِ، وَيَتْرُكُونَكِ عُرْيَانَةً وَعَارِيَةً.
١. فَلِذلِكَ يَا زَانِيَةُ اسْمَعِي كَلاَمَ الرَّبِّ: لم يخاطب الله إسرائيل باسم نبيل. لقد استحق قلبها الفاسد لقبًا صادمًا.
• يَا زَانِيَةُ: “إنه اسم جيد بالقدر الكافي لربة منزل بغيضة، وعار لجنسها. إن إسرائيل لا يستحق اسمًا أمينًا إذ أن أفعاله ليست أمينة.” تراب (Trapp)
• قَدْ أُنْفِقَ نُحَاسُك: يعتقد بلوك (Block) أن هذا يشير إلى “السائل التناسلي الأنثوي الذي يتم إفرازه عند الإثارة الجنسية.” بينما يعتقد معظم المفسرين أن في هذه إشارة إلى مشكلة مرض تناسلي: “قذارتك تنبع منك بسبب زناك المتكرر والمفرط. إنه يقصد تدفقات العاهرات سيئة السمعة، كما يقول ديودات” تراب (Trapp). إن الكلمة مترجمة بشكل صحيح في نسختنا بكلمة القذارة، القذارة السامة. ألا يشير هذا إلى ذلك الفيروس التناسلي الذي ينتج عن علاقات غير شرعية؟” كلارك (Clarke)
٢. هأَنَذَا أَجْمَعُ جَمِيعَ مُحِبِّيكِ الَّذِينَ لَذَذْتِ لَهُمْ، وَكُلَّ الَّذِينَ أَحْبَبْتِهِمْ مَعَ كُلِّ الَّذِينَ أَبْغَضْتِهِمْ: تكلّم الرب كالذي يعرف الطبيعة البشرية. كان يعلم أنه عندما يلاحق الناس عشاقًا غير شرعيين – سواء بالمعنى الحرفي أو الروحي – قد يحبون البعض منهم، بينما يكرهون البعض الآخر.
• “وبطريقة مناسبة يكون ’عشاق‘ إسرائيل هم الذين سينفذون نقمة الله، وبذلك يزيدون من عمق عارها. فهم يظهرون كيف أنهم قدّروا ما كانت ستقدمه لهم بثمن بخس وكيف أن مكانتها عندهم كانت هي الازدراء الحقيقي.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “ولهذه الأسباب كان الله يجمع كل محبيها، الذين أحبتهم، أي المصريين، والذين كرهتهم، أي الكلدانيين. سيأتي كل هؤلاء ضد أورشليم من كل جهة.” سميث (Smith)
٣. فَأَجْمَعُهُمْ عَلَيْكِ مِنْ حَوْلِكِ، وَأَكْشِفُ عَوْرَتَكِ لَهُمْ: وعد الله أن يضع – بل ويذل – إسرائيل أمام جيرانها الوثنيين. سيُنزع الجمال والزينة التي تاجرت بهما أمام الأمم، وسوف يرون ما هي إسرائيل بدون الله.
• لم يكن هذا عارًا من أجل العار. كان هذا من أجل التوبة والاسترداد.
• “لقد كشفت إسرائيل جسدها على جميع المارة. الآن الله يزودها بكل ما تريده وأكثر. فإذا كانت تريد أن تكون فُرجة عامة، فإنه يعرض مساعدته. عارية وجدها. وعارية سيتركها. إن الجحيم الذي كان ينتظرها لم يكن من صنع بعض القوة الشيطانية أو القوة الخارجية، ولكنه كان من صنعها هي.” بلوك (Block)
٤. وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ أَحْكَامَ الْفَاسِقَاتِ السَّافِكَاتِ الدَّمِ: إن الله سيجلب عقوبة الموت على إسرائيل. لم يكن ليقتل الأمة بأكملها، بل سيسود الموت عليهم بالدينونة. لقد وعد الله بكل قلبه أن يصدر هذه الدينونة: وَأَجْعَلُكِ دَمَ السَّخْطِ وَالْغَيْرَةِ.
• “ستكون الخطوة الأولى في الحكم الجزائي الواقع عليها بيد الرب هو عرضها العلني أمام عشاقها وأعدائها على حدٍ سواء. لقد كان كشف النساء السافرات العلني ورجمهن من العادات المعروفة في إسرائيل القديمة.” فاينبرغ (Feinberg)
٥. وَأُسَلِّمُكِ لِيَدِهِمْ: وعد الله أن الدينونة القادمة على إسرائيل ستأتي من خلال المحبين الذين قدمت لهم نفسها. إن الدول المجاورة وآلهتها سيفوضهم الله ليغزوا ويذلوا إسرائيل العنيدة.
• وَيَنْزِعُونَ عَنْكِ ثِيَابَكِ: “إنه عار على الرجل أن يُجرد من ملابسه، الأمر الذي هو أكثر عارًا للمرأة؛ سيتم تجريد هذه الزانية اليهودية حتى يظهر عُريها.” بوله (Poole)
ب) الآيات (٤٠-٤٣): وصف الدينونة القادمة ضد أورشليم الزانية.
٤٠وَيُصْعِدُونَ عَلَيْكِ جَمَاعَةً، وَيَرْجُمُونَكِ بِالْحِجَارَةِ وَيَقْطَعُونَكِ بِسُيُوفِهِمْ، ٤١وَيُحْرِقُونَ بُيُوتَكِ بِالنَّارِ، وَيُجْرُونَ عَلَيْكِ أَحْكَامًا قُدَّامَ عُيُونِ نِسَاءٍ كَثِيرَةٍ. وَأَكُفُّكِ عَنِ الزِّنَا، وَأَيْضًا لاَ تُعْطِينَ أُجْرَةً بَعْدُ. ٤٢وَأُحِلُّ غَضَبِي بِكِ فَتَنْصَرِفُ غَيْرَتِي عَنْكِ، فَأَسْكُنُ وَلاَ أَغْضَبُ بَعْدُ. ٤٣مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ، بَلْ أَسْخَطْتِنِي فِي كُلِّ هذِهِ، فَهأَنَذَا أَيْضًا أَجْلِبُ طَرِيقَكِ عَلَى رَأْسِكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَلاَ تَفْعَلِينَ هذِهِ الرَّذِيلَةَ فَوْقَ رَجَاسَاتِكِ كُلِّهَا.
١. وَيُصْعِدُونَ عَلَيْكِ جَمَاعَةً: ستأتي جيوش الأمم المحيطة بإسرائيل ضدها في قضاء معين من الله. ويكون القضاء كاملًا بِحِجَارَةِ الهجوم وبِسُيُوفِ الحرب وبنَّارِ الدمار.
٢. وَأَكُفُّكِ عَنِ الزِّنَا، وَأَيْضًا لاَ تُعْطِينَ أُجْرَةً بَعْدُ: إن الدينونة التي سيجلبها الله عليهم ستكون شيئًا من علاج إسرائيل من عبادة الأوثان الجسيمة. وبعد هذه الدينونة والسبي، لن يواجهوا نفس المشكلة مع أصنام الأمم.
٣. وَأُحِلُّ غَضَبِي بِكِ: إن دينونة الله وغضبه على إسرائيل لن يدوم إلى الأبد. فعندما تبتعد قلوبهم عن عبادة الأصنام الجسيمة، كان الله سيغير وضعه تجاههم.
٤. لَمْ تَذْكُرِي أَيَّامَ صِبَاكِ: يكرر الله الفكرة الموجودة في حزقيال ١٦: ٢٢. كان كبريائهم المدمر للذات مؤسسًا على فشلهم في تذكّر أن كل الخير الذي لديهم هو نعمة وهبة من الله.
• “ولكي يتذكر إسرائيل ذلك مرة ثانية، كان الله سيجلب عليه هذا التأديب. وعلى الرغم من أن الإنسان قد ينسى الله، إلا أن حبه يمنعه من نسيان خاصته. إن الله يلتزم بالتزاماته في العلاقات الشخصية بشكل جاد.” ألكسندر (Alexander)
خامسًا. ماضي، وحاضر، ومستقبل أورشليم الزانية و’أسرتها‘
أ ) الآيات (٤٤-٤٥): أم أورشليم الزانية.
٤٤«هُوَذَا كُلُّ ضَارِبِ مَثَل يَضْرِبُ مَثَلًا عَلَيْكِ قَائِلًا: مِثْلُ الأُمِّ بِنْتُهَا. ٤٥اِبْنَةُ أُمِّكِ أَنْتِ، الْكَارِهَةُ زَوْجَهَا وَبَنِيهَا. وَأَنْتِ أُخْتُ أَخَوَاتِكِ اللَّوَاتِي كَرِهْنَ أَزْوَاجَهُنَّ وَأَبْنَاءَهُنَّ. أُمُّكُنَّ حِثِّيَّةٌ وَأَبُوكُنَّ أَمُورِيٌّ.
١. مِثْلُ الأُمِّ بِنْتُهَا: سيقال هذا المثل بدقة عن إسرائيل في أيام حزقيال. تتكرر الفكرة الموجودة في حزقيال ١٦: ٣ ’أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ‘ – وهكذا تصرفت إسرائيل تمامًا مثل تلك الأمم الوثنية.
٢. اِبْنَةُ أُمِّكِ أَنْتِ… وَأَنْتِ أُخْتُ أَخَوَاتِكِ: دعا الله إسرائيل لتكون مختلفة عن الأمم الوثنية، وبدلًا من ذلك أصبحت مثلهم تمامًا.
٣. الْكَارِهَةُ زَوْجَهَا: العجيب والصادم أن تكون إسرائيل مثل أولئك اللاتي يكرهن أزواجهن. من الجانب الروحي، كان الرب هو زوج العهد لإسرائيل، وقد كان زوجًا مثاليًا. وتقع مسئولية هذا الزواج السيئ على طرف واحد بالكامل، وليس كليهما.
• إسرائيل “سئمت من أفضل زوج. وبينما كانت تحب الزناة البغيضين، تجاهلت زوجها بازدراء وتخلت عنه.” بوله (Poole)
ب) الآيات (٤٦-٤٧): أخوات أورشليم الزانية.
٤٦وَأُخْتُكِ الْكُبْرَى السَّامِرَةُ هِيَ وَبَنَاتُهَا السَّاكِنَةُ عَنْ شِمَالِكِ، وَأُخْتُكِ الصُّغْرَى السَّاكِنَةُ عَنْ يَمِينِكِ هِيَ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا. ٤٧وَلاَ فِي طَرِيقِهِنَّ سَلَكْتِ، وَلاَ مِثْلَ رَجَاسَاتِهِنَّ فَعَلْتِ، كَأَنَّ ذلِكَ قَلِيلٌ فَقَطْ، فَفَسَدْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ فِي كُلِّ طُرُقِكِ.
١. وَأُخْتُكِ الْكُبْرَى السَّامِرَةُ: هنا ركز الله على أورشليم والمملكة الجنوبية التي كانت هي عاصمتها. كانت مدينة السَّامِرَة عاصمة لمملكة إسرائيل الشمالية التي احتلت منذ فترة طويلة (ملوك الأول ١٦: ٢٤-٢٩). أصبحت أورشليم التي كانت وفيّة يوم من الأيام فاسدة مثل أُخْتُها الْكُبْرَى، السَّامِرَةُ.
٢. وَأُخْتُكِ الصُّغْرَى… هِيَ سَدُومُ: لقد كان الأمر سيئًا بما يكفي لكي يرتبط اسمها بالسَّامِرَة، لكن أورشليم كانت أسوأ بكثير من ذلك. كانت مثل سَدُوم، بكل أنواع فسادها السيئ السمعة (تكوين ١٣: ١٣، ١٩: ١-٢٤).
• “إن حزقيال يدعو السامرة ’الأخت الكبرى‘ ويدعو سدوم ’بالأخت الصغرى‘ وذلك ليس من منطلق زمني (المصطلحات العبرية لهاتين الكلمتين، هم حرفيًا، ’كبيرة‘ و’صغيرة‘ على التوالي). ويرى حزقيال الأهمية التاريخية لهاتين اللتان خاطبهم النبي.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• يعتقد بعضهم أن الارتباط بالسَّامِرَة وسَدُوم كان ارتباطًا شعريًا فقط. “ربما كان لدى حزقيال مجموعتان في الاعتبار. السامرة تمثل أولئك الذين انفصلوا عن يهوذا في الماضي. بينما تمثل سدوم ثمالة المجتمع الكنعاني، وأولئك الذين لم يكن لهم أي ولاء ليهوه (راجع متى ١٠: ١٥؛ ١١: ٢٣-٢٤).” رايت (Wright)
٣. كَأَنَّ ذلِكَ قَلِيلٌ فَقَطْ، فَفَسَدْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ فِي كُلِّ طُرُقِكِ: والأسوأ من ذلك أن أورشليم فَسَدْت أَكْثَرَ من سدوم. كان هذا اتهامًا صادمًا من الله ليوجهه لها، ومع ذلك كان صحيحًا.
• “لقد كانت خطية أورشليم هي الأشد بشاعة لأنها زعمت أنها تضع المعايير لأخواتها، في حين أنها كانت أكثر بشاعة منهم.” مورجان (Morgan)
ج) الآيات (٤٨-٥٠): مقارنة أورشليم بأختها سدوم.
٤٨حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنَّ سَدُومَ أُخْتَكِ لَمْ تَفْعَلْ هِيَ وَلاَ بَنَاتُهَا كَمَا فَعَلْتِ أَنْتِ وَبَنَاتُكِ. ٤٩هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: الْكِبْرِيَاءُ وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا، وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ، ٥٠وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ أَمَامِي فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ.
١. إِنَّ سَدُومَ أُخْتَكِ لَمْ تَفْعَلْ هِيَ وَلاَ بَنَاتُهَا كَمَا فَعَلْتِ أَنْتِ: بتقديم هذه الكلمة مصحوبًا بقسم رسمي (حَيٌّ أَنَا)، كرر الله الاتهام المذكور في الآية السابقة.
٢. هذَا كَانَ إِثْمَ أُخْتِكِ سَدُومَ: أشار الله الى بعض خطايا سدوم من خلال سرد نقطة تلو الأخرى. وكان قد تم الإشارة إلى الخطايا المذكورة هنا في سفر التكوين، لكن لم يتم تفصيلها بشكل محدد. يعتقد البعض خطًأ أن الله لم يعتبر الفساد الجنسي الموصوف في تكوين ١٩: ١-٢٤ أنه خطية، ولكن هذا سوء فهم للنص واضح ومتعمد. كانت هذه خطايا في أصل الفساد الموصوف في تكوين ١٩، بالإضافة إلى ذلك الانحراف.
• الْكِبْرِيَاءُ… كَانَ لَهَا وَلِبَنَاتِهَا: يقول تكوين ١٣: ١٠ أن أرض سدوم كَجَنَّةِ الرَّبِّ. كانت كتلك المدينة التي يفتخر بها مواطنيها.
• وَالشَّبَعُ مِنَ الْخُبْزِ وَسَلاَمُ الاطْمِئْنَانِ: ولما كانت المياه تسقي أرضها في كل مكان، كجنة الرب (تكوين ١٣: ١٠)، كان هناك وفرة في الزراعة في سدوم. وهذا جعلهم يتكلون على أنفسهم، ويصيروا مستقلين عن الله بشكل خاطئ، كما كانوا يفرطون في استغلالهم لوسائل الترفيه ووسائل الراحة.
• وَلَمْ تُشَدِّدْ يَدَ الْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ: وبمثل هذه الوفرة الكبيرة في كل شيء، كان على شعب سدوم أن يكونوا أكثر كرمًا وعطاءً للْفَقِيرِ وَالْمِسْكِينِ. لكنهم في أنانيتهم ووفرة كسلهم لم يكونوا كرماء أو مساعدين.
• وَتَكَبَّرْنَ وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ: كانت سدوم القديمة مليئة بالكبرياء وعبادة الأصنام الرهيبة (رِّجْسَ). لا شك أن الفساد الجنسي الموصوف في تكوين ١٩ مرتبط ببيئة عبادة الأصنام غير المنضبطة.
• “إن خطايا سدوم هنا تتضمن ما نعرفه من سفر التكوين ١٨: ٢٠- ١٩: ١١، ولكنها تتسع لتشمل رفاهيات وخطايا الرخاء الحضاري (تكوين ١٣: ١٠).” رايت (Wright)
• “إن هذا التحرر المادي عزز الانحراف الجنسي (تكوين ١٣: ١٣؛ ١٨: ٢٠؛ ١٩: ٤-٥). ويمثل هذا المقطع تحذيرًا وتحريضًا ضد مثل هذا الشر وأنماط الحياة في يومنا هذا.” ألكسندر (Alexander)
• وَعَمِلْنَ الرِّجْسَ: “تلك القذارة غير الطبيعية والتي أصبحت تأخذ اسمها منهم. ففي بلاد الشام لا يعتبر هذا من الرذيلة، وفي المكسيك يُعدّ ذلك من الفضائل الإسبانية.” تراب (Trapp)
٣. فَنَزَعْتُهُنَّ كَمَا رَأَيْتُ: لقد جلب الله دينونته على سدوم، وسيأتي بها إلى أورشليم ويهوذا، اللتين كانا على نحو أسوأ من سدوم من نواحٍ كثيرة.
د ) الآيات (٥١-٥٢): مقارنة إسرائيل بأختها السامرة.
٥١وَلَمْ تُخْطِئِ السَّامِرَةُ نِصْفَ خَطَايَاكِ. بَلْ زِدْتِ رَجَاسَاتِكِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ، وَبَرَّرْتِ أَخَوَاتِكِ بِكُلِّ رَجَاسَاتِكِ الَّتِي فَعَلْتِ. ٥٢فَاحْمِلِي أَيْضًا خِزْيَكِ، أَنْتِ الْقَاضِيَةُ عَلَى أَخَوَاتِكِ، بِخَطَايَاكِ الَّتِي بِهَا رَجَسْتِ أَكْثَرَ مِنْهُنَّ. هُنَّ أَبَرُّ مِنْكِ، فَاخْجَلِي أَنْتِ أَيْضًا، وَاحْمِلِي عَارَكِ بِتَبْرِيرِكِ أَخَوَاتِكِ.
١. وَلَمْ تُخْطِئِ السَّامِرَةُ نِصْفَ خَطَايَاكِ: منذ سقوط السامرة قبل أورشليم بحوالي ١٣٠ سنة، كان لدى يهوذا المزيد من الوقت للانغماس في الخطية. وأيضًا بالإضافة إلى ذلك، كان لديهم المزيد من النور مع وجود الهيكل، والكهنوت، والملوك الأفضل.
• “لقد كانت يهوذا أكثر ذنبًا لأنه كان لها امتيازات أكبر من قِبل الرب.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. وَبَرَّرْتِ أَخَوَاتِكِ بِكُلِّ رَجَاسَاتِكِ الَّتِي فَعَلْتِ: كان قلب أورشليم وأعمالها سيئة للغاية لدرجة أنها جعلت السامرة وسدوم يبدوان مبَرَّرْتِين بالمقارنة بها.
• لقد عقد يسوع مقارنة مشابهة لهذا أكثر من مرة (مت ١٠: ١٥، ١١: ٢٣-٢٤).
• “أي امرأة تضع عن هؤلاء النساء في صورة جيدة يجب أن تخجل من نفسها.” بلوك (Block)
٣. فَاحْمِلِي أَيْضًا خِزْيَكِ، أَنْتِ الْقَاضِيَةُ عَلَى أَخَوَاتِكِ: اعتقدت كل من أورشليم ويهوذا أنهما أفضل من السامرة وسدوم، لكن هذا الحكم المتكبّر جعلهما أكثر ذنبًا. فَستخْجَلِ، وستحْمِل أورشليم أَيْضًا خِزْيَها.
• “يعيش حزقيال بين الناس الذين يشعرون بالخزي بسبب تفكيرهم أن الرب، الذي وضعوا ثقتهم فيه، قد نكث عهده وفشل في الدفاع عنهم. كان الغرض من هذا الوحي برمته هو قلب الموائد على شكوى الإسرائيليين. إن تهمة الخيانة يجب الا توجه الى الرب بل إلى أنفسهم.” بلوك (Block)
هـ) الآيات (٥٣-٥٩): وعد باسترداد أورشليم وأخواتها.
٥٣وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ، سَبْيَ سَدُومَ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ السَّامِرَةِ وَبَنَاتِهَا، وَسَبْيَ مَسْبِيِّيكِ فِي وَسْطِهَا، ٥٤لِكَيْ تَحْمِلِي عَارَكِ وَتَخْزَيْ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلْتِ بِتَعْزِيَتِكِ إِيَّاهُنَّ. ٥٥وَأَخَوَاتُكِ سَدُومُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَالسَّامِرَةُ وَبَنَاتُهَا يَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِهِنَّ الْقَدِيمَةِ، وَأَنْتِ وَبَنَاتُكِ تَرْجِعْنَ إِلَى حَالَتِكُنَّ الْقَدِيمَةِ. ٥٦وَأُخْتُكِ سَدُومُ لَمْ تَكُنْ تُذْكَرْ فِي فَمِكِ يَوْمَ كِبْرِيَائِكِ، ٥٧قَبْلَ مَا انْكَشَفَ شَرُّكِ، كَمَا فِي زَمَانِ تَعْيِيرِ بَنَاتِ أَرَامَ وَكُلِّ مَنْ حَوْلَهَا، بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ اللَّوَاتِي يَحْتَقِرْنَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. ٥٨رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا، يَقُولُ الرَّبُّ. ٥٩«لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنِّي أَفْعَلُ بِكِ كَمَا فَعَلْتِ، إِذِ ازْدَرَيْتِ بِالْقَسَمِ لِنَكْثِ الْعَهْدِ.
١. وَأُرَجِّعُ سَبْيَهُنَّ: وعد الله بنوع من الإصلاح لسَدُومَ والسَّامِرَةِ، وأن أورشليم ستُسترد أيضًا، وأن أسراهم سيُعادون. إن الوعد بإعادة المسبيين من السامرة يمكن فهمه بسهولة وقد نرى تحقيقه. لكن من الصعب فهم تتميم هذا الوعد الخاص بسدوم.
• “لكن استرداد سدوم لن يشكل أي صعوبة لقدرة الله المطلقة؛ لقد ورد استردادها أولًا للتخلص من كل افتخار.” فاينبرغ (Feinberg)
٢. لِكَيْ تَحْمِلِي عَارَكِ: لقد كان جزء من سبب استرداد سبي السامرة وسدوم هو من أجل أن تتضع أورشليم ويهوذا، ولكي يعرفوا أنهم لم يكونوا الهدف الفريد لرضا الله واسترداده. لقد كانت محبته أشمل من ذلك.
• “وعلى الرغم من ذلك، فهناك يوم استرداد لسدوم والسامرة وأورشليم، لكن هذا لن يجلب سوى إحساس متزايد بالخزي والمذلة للمدينة الزانية.” تايلور (Taylor)
• وَأُخْتُكِ سَدُومُ لَمْ تَكُنْ تُذْكَرْ: “في الأزمنة السابقة، لم تكن أورشليم التي تشعر ببرها الذاتي تذكر حتى اسم سدوم. لكن أورشليم قد أُذلت عندما أُعلن شرها من خلال الدينونة الإلهية.” سميث (Smith)
٣. رَذِيلَتُكِ وَرَجَاسَاتُكِ أَنْتِ تَحْمِلِينَهَا: سيأتي اليوم الذي سيمضي فيه موسم تأديب الله ودينونته على أورشليم ويهوذا. بمعنى ما، سيتعافوا من عبادة الأصنام السابقة، وسيتمكنوا من المضي قدمًا في التواضع بدلًا من الكبرياء.
و ) الآيات (٦٠-٦٣): تذكّر العهد القديم، والوعد بعهد أبدي.
٦٠وَلكِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَكِ فِي أَيَّامِ صِبَاكِ، وَأُقِيمُ لَكِ عَهْدًا أَبَدِيًّا. ٦١فَتَتَذَكَّرِينَ طُرُقَكِ وَتَخْجَلِينَ إِذْ تَقْبَلِينَ أَخَوَاتِكِ الْكِبَرَ وَالصِّغَرَ، وَأَجْعَلُهُنَّ لَكِ بَنَاتٍ، وَلكِنْ لاَ بِعَهْدِكِ. ٦٢وَأَنَا أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكِ، فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، ٦٣لِكَيْ تَتَذَكَّرِي فَتَخْزَيْ وَلاَ تَفْتَحِي فَاكِ بَعْدُ بِسَبَبِ خِزْيِكِ، حِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
١. وَلكِنِّي أَذْكُرُ عَهْدِي مَعَكِ فِي أَيَّامِ صِبَاكِ: على الرغم من يقين الدينونة القادمة، إلا أن الله لن ينسى عَهْدِه مع إسرائيل. سيستمرون في التمتع بالمكانة الخاصة في خطته للأجيال، وبالتالي في قلبه.
٢. فَتَتَذَكَّرِينَ طُرُقَكِ وَتَخْجَلِينَ: سيأتي الاسترداد بالتواضع لإسرائيل، ليس فقط تجاه الله ولكن أيضًا تجاه أولئك الذين احتقروهم وأدانوهم سابقًا (إِذْ تَقْبَلِينَ أَخَوَاتِكِ الْكِبَرَ وَالصِّغَرَ).
٣. وَأَنَا أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكِ: تتكرر الفكرة مرة أخرى للتأكيد. ستكون الدينونة القادمة عظيمة جدًا لدرجة أن إسرائيل ستميل إلى الاعتقاد بأنه لم يعد هناك رجاء لهم مع الله. مرارًا وتكرارًا وعد يهوه الرب بأُقِامة عَهْده معهم مرة أخرى.
• “يقول الله أنه لن يفي بالعهود السابقة فحسب، بل سيقطع معهم أيضًا عهدًا جديدًا. للأسف، لم يتم دراسة هذه المقاطع الكتابية بشكل كبير على الإطلاق. ولكن عندما يتم دراستها جيدًا، فإنها ستوضح أن الله لا يزال له هدف مستقبلي لأمة إسرائيل.” ماكجي (McGee)
٤. حِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ: لمّح الرب، من خلال حزقيال، إلى طبيعة العهد المستقبلي. إن فكرة الغْفِران التي يقدمها الله هي جانب مهم من العهد الجديد، والذي سبق ذكره في حزقيال ١١: ١٧-٢١. وهذا سيكون هو الاسترداد الحقيقي والنهائي لإسرائيل.