سفر حزقيال – الإصحاح ٧
فتعلمون أني أنا الرب
أولًا. تعلن النهاية عن يهوه الرب لشعبه
أ ) الآيات (١-٢أ): مقدمة.
١وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: ٢وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ…
١. وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: يذكّرنا تكرار هذه العبارة بأن حزقيال كان في الأساس نبيًا. كان هو الرجل الذي جاءت إليه كَلاَمُ الرَّبِّ، والذي كان عليه فورًا أن ينقل هذه الكلمة إلى الشعب.
٢. لأَرْضِ إِسْرَائِيل: كان حزقيال في بابل، وكان المستمعون الأكثر قربًا هم أشقاءه المسبيبون. ومع هذا، ففي الوقت الذي تكلم فيه لم يكن تدمير أورشليم قد تم بعد ولم يتم احتلال يهوذا بالكامل. كانت هذه رسالة لأَرْضِ إِسْرَائِيل، لإعلان القضاء القادم عليهم.
ب) الآيات (٢ب-٤): إعلان النهاية.
… نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ. ٣اَلآنَ النِّهَايَةُ عَلَيْكِ، وَأُرْسِلُ غَضَبِي عَلَيْكِ، وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. ٤فَلاَ تَشْفُقُ عَلَيْكِ عَيْنِي، وَلاَ أَعْفُو، بَلْ أَجْلِبُ عَلَيْكِ طُرُقَكِ وَتَكُونُ رَجَاسَاتُكِ فِي وَسْطِكِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
١. نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَع: كان حزقيال قادرًا – من خلال النبوة – على رؤية النهاية الآتية على جميع أرجاء أرض إسرائيل. لن ينجو أي مكان. لن يتبقّى أيّ أرض تحت سيطرة أسباط إسرائيل، لقد انتهت ’حفلة‘ تمردهم وعبادتهم للأصنام – اَلآنَ النِّهَايَةُ عَلَيْكِ.
• “إن كلمة ‘نهاية’ تحمل تعبير عن التعجب. هذه هي الرسالة بأكملها – ’نهاية!‘ لقد انتهى وقت الصبر، ولن يكون هناك المزيد من الانتظار.” مورجان (Morgan)
• لقد قيل مرة: إن كان أمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، فلن يستمر. من الحكمة أن تعتبر النهاية قبل أن تحدث بالفعل. كان حزقيال يأمل في توصيل هذه الحكمة إلى إسرائيل المتمردة.
• “إن تأكيد حزقيال على التواجد والطابع المُلّح لنبرته يمثل رد فعله على اللامبالاة العامة والرفض في اتخاذ التهديدات الإلهية على محمل الجد.” بلوك (Block)
٢. وَأُرْسِلُ غَضَبِي عَلَيْكِ، وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ: وعد الله أن يحقق العدالة البسيطة لشعب يهوذا وأورشليم. وكمملكة، ستحدد طرقهم القضاء الآتي عليهم، وسيكون القضاء شديدًا: فَلاَ تَشْفُقُ عَلَيْكِ عَيْنِي، وَلاَ أَعْفُو.
٣. فتعلمون أني أنا الرب: كان لهذا القضاء العظيم غرض، وهو غرض جيد. سيكون هذا القضاء هو الطريقة التي سيرجع بها شعب الله إلى علاقة حقيقية، ومعرفة، بإله عهدهم.
ثانيًا. رد الله على رجاساتهم يعلن عن يهوه الرب لشعبه
أ ) الآيات (٥-٧): يوم الشر.
٥«هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: شَرٌّ! شَرٌّ وَحِيدٌ هُوَذَا قَدْ أَتَى. ٦نِهَايَةٌ قَدْ جَاءَتْ. جَاءَتِ النِّهَايَةُ. انْتَبَهَتْ إِلَيْكِ. هَا هِيَ قَدْ جَاءَتْ. ٧انْتَهَى الدَّوْرُ إِلَيْكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي الأَرْضِ. بَلَغَ الْوَقْتُ. اقْتَرَبَ يَوْمُ اضْطِرَابٍ، لاَ هُتَافُ الْجِبَالِ.
١. شَرٌّ! شَرٌّ وَحِيدٌ هُوَذَا قَدْ أَتَى: لقد كُشف لحزقيال عن الشَرٌّ المستقبلي الذي سيحدث بفعل جيوش بابل. وهكذا تم تلفظ هذه العبارات القصيرة والمثيرة وكأنها في فم شخص يشاهد هذا الجيش الهائل يُحدث الدمار.
٢. نِهَايَةٌ قَدْ جَاءَتْ. جَاءَتِ النِّهَايَةُ: سيواجه الشعب فجرًا (انْتَهَى الدَّوْرُ إِلَيْكَ)، ولكنه سيكون دور الهلاك لاَ هُتَافُ الْجِبَال، سينتهي وقت هتاف إسرائيل على الجبال، على مذابحهم الوثنية، وعبادتهم الملتوية.
• انْتَهَى الدَّوْرُ إِلَيْكَ: “بتلاعب جميل بالكلمات، الذي من المستحيل إعادة صياغته في اللغة العربية، صوّر حزقيال تلك النهاية كما لو كانت هادئة أو نائمة، ولكنها ستستيقظ وتُثار لتأتي ضد شعب أرض إسرائيل.” فاينبرغ (Feinberg)
• “يبدو أن انتقام الله نائمًا، والخطاة يحلمون أنه لن يستيقظ، ولكن النبي يؤكد هنا على خطاة أورشليم وشعبها بأن الله قد أيقظ نقمته، وهي تترقب الآن لتتخذ أول فرصة لها، أو بالأحرى لإسراعها.” بوله (Poole)
• “هكذا أخبر النبي المسبيّين في بابل ما قد أخبرهم به أرميا في أورشليم، وهو أن الفرصة للاسترداد قد مضت، وأن الأمة قد تجاوزت حدود صبر الله وانتظاره.” مورجان (Morgan)
ب) الآيات (٨-٩): الرد على رجاساتهم.
٨اَلآنَ عَنْ قَرِيبٍ أَصُبُّ رِجْزِي عَلَيْكِ، وَأُتَمِّمُ سَخَطِي عَلَيْكِ، وَأَحْكُمُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَأَجْلِبُ عَلَيْكِ كُلَّ رَجَاسَاتِكِ. ٩فَلاَ تَشْفُقُ عَيْنِي، وَلاَ أَعْفُو، بَلْ أَجْلِبُ عَلَيْكِ كَطُرُقِكِ، وَرَجَاسَاتُكِ تَكُونُ فِي وَسْطِكِ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الضَّارِبُ.
١. وَرَجَاسَاتُكِ تَكُونُ فِي وَسْطِكِ: كما هو الحال في أماكن أخرى، فإن كلمة ’رجاسات‘ تعني بصورة أساسية الوثنية الرهيبة، بل والمثيرة للاشمئزاز. سيأتي غضب الله وغيظه عليهم بسبب هذه العبادة الوثنية.
٢. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الضَّارِبُ: مرة أخرى، إن الاسترداد الأخير هو في فكر الله. فالقضاء الشديد على وثنيتهم سيُظهر أن أصنامهم عاجزة عن إنقاذهم. يمكنهم العودة إلى علاقة حقيقية مع الرب عندما يتركوا اعتمادهم على الأصنام.
• “واختُتمت الرسالة بصدمة للمسبييّن بتقديم اسم جديد لله: ’الرَّبُّ الضَّارِب‘ (يهوه مكِّيه makkeh)، الذي سيحاكم يهوذا الآن.” ألكسندر (Alexander)
ثالثًا. اليوم الآتي لإعلان يهوه عن نفسه لشعبه
أ ) الآيات (١٠-١٣): في ذلك اليوم، سيأتي القضاء على الجميع.
١٠«هَا هُوَذَا الْيَوْمُ، هَا هُوَذَا قَدْ جَاءَ! دَارَتِ الدَّائِرَةُ. أَزْهَرَتِ الْعَصَا. أَفْرَخَتِ الْكِبْرِيَاءُ. ١١قَامَ الظُّلْمُ إِلَى عَصَا الشَّرِّ. لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ وَلاَ مِنْ ثَرْوَتِهِمْ وَلاَ مِنْ ضَجِيجِهِمْ، وَلاَ نَوْحٌ عَلَيْهِمْ. ١٢قَدْ جَاءَ الْوَقْتُ. بَلَغَ الْيَوْمُ. فَلاَ يَفْرَحَنَّ الشَّارِي، وَلاَ يَحْزَنَنَّ الْبَائِعُ، لأَنَّ الْغَضَبَ عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهِمْ. ١٣لأَنَّ الْبَائِعَ لَنْ يَعُودَ إِلَى الْمَبِيعِ، وَإِنْ كَانُوا بَعْدُ بَيْنَ الأَحْيَاءِ. لأَنَّ الرُّؤْيَا عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهَا فَلاَ يَعُودُ، وَالإِنْسَانُ بِإِثْمِهِ لاَ يُشَدِّدُ حَيَاتَهُ.
١. هَا هُوَذَا الْيَوْمُ، هَا هُوَذَا قَدْ جَاءَ: في عصر حزقيال، كان هناك العديد من الأنبياء الكذبة الذين قالوا إن الله سينقذ يهوذا وأورشليم من السبي. وهذه الآمال الكاذبة جعلت من الصعب تصديق أن يَوْمُ الدينونة حتمًا آتٍ، لكنه بالفعل قد أتى. لقد حاول حزقيال إعدادهم لذلك اليوم.
٢. أَزْهَرَتِ الْعَصَا. أَفْرَخَتِ الْكِبْرِيَاءُ: هذا إشارة شيقة إلى عصا هارون التي أفرخت (سفر العدد ١٧). كان هذا الإنبات الإعجازي إيضاحًا خارقًا للطبيعة على رضى الله وموافقته على موسى وهارون. هكذا سيكون القضاء الذي سيأتي على أورشليم هو أيضًا خارق، ولكنه سيبين غضب الله وكِبْرِيَاءُ شعبه العاصي.
• “لقد عكس حزقيال ما كان في الأصل رمزًا إيجابيًا للاختيار والسلطة الشرعية إلى عصا رمزية للظلم والشر.” بلوك (Block)
• يقدم سميث (Smith) مثالًا على أولئك الذين يربطون العصا ببابل: “سيبدأ يوم القضاء على أورشليم بازدهار القوة العظمى المتعجرفة بابل، عصا القضاء الإلهي. إن شر سكان يهوذا وأعمالهم العنيفة هي التي خلقت الحاجة لهذه العصا التأديبية.”
٣. لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ… وَلاَ مِنْ ثَرْوَتِهِمْ… وَلاَ مِنْ…: بلغة شعرية قوية وبأسلوب تكرار، أكد حزقيال عليهم بأنه لن ينجو أحد من الكارثة القادمة. سيكون لدى الشَّارِي والْبَائِعُ أسباب للحزن، لأَنَّ الْغَضَبَ عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهِمْ.
• الشَّارِي… الْبَائِعُ: ” المعنى هنا هو أن الشراء والبيع سيفقدان أهميتهما أمام هذه الكارثة الشاملة التي ستأتي على المشتري والبائع على حد سواء.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• لأَنَّ الْبَائِعَ لَنْ يَعُودَ إِلَى الْمَبِيعِ: “في سخرية مريرة من شرائع اليوبيل القديمة، يعلن النبي أن الممتلكات الأبوية التي فُقدت لن تعود، وسيتم إلغاء سنة اليوبيل.” بلوك (Block)
٤. فَلاَ يَعُودُ: في معظم الأحيان في الكتاب المقدس، عندما يعلن الله عن دينونته، فإنه يدعو ضمنًا إلى التوبة، وبعد ذلك سيتراجع الله عن الدينونة المعلنة. في هذه النبوة من حزقيال، لم يكن هذا هو الحال. كانت الدينونة قادمة بكل تأكيد.
• وَالإِنْسَانُ بِإِثْمِهِ لاَ يُشَدِّدُ حَيَاتَهُ: “أشار حزقيال إلى حماقة الرجل الذي يعتقد أنه يستطيع تقوية نفسه وهو في الإثم الذي يستدعي غضب الله. فإن تقسّي الإنسان بالخطية لن يحصّنه من العقاب، بل على العكس، فإنه سيؤكد العقاب بشكل أكبر.” فاينبرغ (Feinberg)
ب) الآيات (١٤-١٨): في ذلك اليوم، سيكون الخزي والرعب على الجميع.
١٤قَدْ نَفَخُوا فِي الْبُوقِ وَأَعَدُّوا الْكُلَّ، وَلاَ ذَاهِبَ إِلَى الْقِتَالِ، لأَنَّ غَضَبِي عَلَى كُلِّ جُمْهُورِهِمْ. ١٥«اَلسَّيْفُ مِنْ خَارِجٍ، وَالْوَبَأُ وَالْجُوعُ مِنْ دَاخِل. الَّذِي هُوَ فِي الْحَقْلِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ، وَالَّذِي هُوَ فِي الْمَدِينَةِ يَأْكُلُهُ الْجُوعُ وَالْوَبَأُ. ١٦وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ مُنْفَلِتُونَ وَيَكُونُونَ عَلَى الْجِبَالِ كَحَمَامِ الأَوْطِئَةِ. كُلُّهُمْ يَهْدِرُونَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى إِثْمِهِ. ١٧كُلُّ الأَيْدِي تَرْتَخِي، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً. ١٨وَيَتَنَطَّقُونَ بِالْمَسْحِ وَيَغْشَاهُمْ رُعْبٌ، وَعَلَى جَمِيعِ الْوُجُوهِ خِزْيٌ، وَعَلَى جَمِيعِ رُؤُوسِهِمْ قَرَعٌ.
١. وَلاَ ذَاهِبَ إِلَى الْقِتَالِ: ستكون المقاومة ضعيفة أمام غزو بابل القادم. ربما أراح الناس أنفسهم بهذه الفكرة: ’سيقاتل جنودنا بشجاعة لإنقاذ أرضنا من البابليين.‘ وجاء حزقيال وأخبرهم بأنهم لن يقاتلوا على الإطلاق، ولن يتحلوا بالشجاعة.
• “أول مظهر سيكون هو شلل الشعب، حتى عندما يُنفخ في البوق إعلانًا عن المعركة، والكل مستعدًا، لن يتقدم أحد، لأن الرعب والحزن سيغلبهم.” مورجان (Morgan)
٢. الَّذِي هُوَ فِي الْحَقْلِ يَمُوتُ بِالسَّيْفِ: وصف حزقيال بطريقة منهجية مصير أولئك الذين فِي الْحَقْلِ، وأولئك الذين فِي الْمَدِينَةِ، والمُنْفَلِتُينَ أي الذين سينجون. فالكل سيواجه الكارثة القادمة بطريقته الخاصة، ولكن لن ينجو أحد.
• وَيَكُونُونَ عَلَى الْجِبَالِ كَحَمَامِ الأَوْطِئَةِ: “ما يبدو أن النبي يصوره هو الدمار الكلي للقرى والمدن في يهوذا، مما يجبر الناجين على اللجوء إلى الجبال. إن صوت نواحهم سيشبه اللحن الحزين للحمام.” بلوك (Block)
• كُلُّ الأَيْدِي تَرْتَخِي، وَكُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً: “هنا وصف حيّ للرعب الذي سيتبع ذلك. إن معنى عبارة ’كُلُّ الرُّكَبِ تَصِيرُ مَاءً‘ في النسخة القياسية المنقحة (RSV) هو كناية عن فقدان السيطرة على المثانة في لحظات الرعب.” فوتر (Vawter) وهوب (Hoppe)
• “ومع ذلك، فإن مترجمي الإصدار الإغريقي القديم (LXX) استوعبوا معناها كما يلي: ’ستبتل ركبهم ببولهم.‘ بموجب هذا يشير النبي إلى فقدان السيطرة على المثانة الذي يحدث في لحظة أزمة شديدة.” بلوك (Block)
٣. وَيَغْشَاهُمْ رُعْبٌ، وَعَلَى جَمِيعِ الْوُجُوهِ خِزْيٌ: عندما تأتي الكارثة، لن يكون الأمر خفيفًا. فقد كان الأمر يفوق الإزعاج. وعلى طريقتهم الخاصة، فالجميع سيشترك في الرعب والخزي.
ج) الآيات (١٩-٢٢): في ذلك اليوم، لن تكون الأشياء المادية ذو نفع.
١٩يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ، وَذَهَبُهُمْ يَكُونُ لِنَجَاسَةٍ. لاَ تَسْتَطِيعُ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ إِنْقَاذَهُمْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ. لاَ يُشْبِعُونَ مِنْهُمَا أَنْفُسَهُمْ، وَلاَ يَمْلأُونَ جَوْفَهُمْ، لأَنَّهُمَا صَارَا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ. ٢٠أَمَّا بَهْجَةُ زِينَتِهِ فَجَعَلَهَا لِلْكِبْرِيَاءِ. جَعَلُوا فِيهَا أَصْنَامَ مَكْرُهَاتِهِمْ، رَجَاسَاتِهِمْ، لأَجْلِ ذلِكَ جَعَلْتُهَا لَهُمْ نَجَاسَةً. ٢١أُسْلِمُهَا إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ لِلنَّهْبِ، وَإِلَى أَشْرَارِ الأَرْضِ سَلْبًا فَيُنَجِّسُونَهَا. ٢٢وَأُحَوِّلُ وَجْهِي عَنْهُمْ فَيُنَجِّسُونَ سِرِّي، وَيَدْخُلُهُ الْمُعْتَنِفُونَ وَيُنَجِّسُونَهُ.
١. لاَ تَسْتَطِيعُ فِضَّتُهُمْ وَذَهَبُهُمْ إِنْقَاذَهُمْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ: إن اكتمال القضاء القادم يعني أنه سيؤثر أيضًا على الأغنياء والفقراء على حد سواء. فثراء الأغنياء لن يمنحهم أي ميزة.
• يُلْقُونَ فِضَّتَهُمْ فِي الشَّوَارِعِ: “كما لو أنها عبئًا وليست مفيدة لهم. هكذا فعل يهوذا عندما ألقى بعيدًا أجرة الشر التي حصل عليها. وكثيرون وهم على فراش الموت مقتوا أكوام البضائع غير المشروعة الملعونة، قائلين، كما فعل تشارلز الخامس مرة، ابتعدوا عني، بعيدًا، بعيدًا.” تراب (Trapp)
• “عمومًا، الفضة والذهب يعنوا الكثير عند بني البشر؛ إنها مفاتيح كنوز الحياة. ولكن عندما تأتي الأزمات العظيمة؛ عندما تصبح جميع الأيدي ضعيفة، وجميع الركب خائرة كالماء؛ عندما يحل يوم غضب الرب – لا توجد معونة في الفضة والذهب؛ فهما لا يمكنهما أن يشبعا أو ينقذا.” ماير (Meyer)
٢. لأَنَّهُمَا صَارَا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ: لقد جلبت ثرواتهم لهم المشاكل؛ لم يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم من المشاكل.
٣. لأَجْلِ ذلِكَ جَعَلْتُهَا لَهُمْ نَجَاسَةً: تشير الكلمة المستخدمة هنا وفي الآية ١٩ والتي ترجمت إلى ’النجاسة‘ إلى النجاسة الجنسية، مثل النجاسة الطقسية المرتبطة بالطمث عند المرأة.
• نَجَاسَة: “هذه الكلمة، نِدَّة (nidda)، تنتمي إلى لغة النجاسة الأنثوية وتعبر عن الاشمئزاز الذي سيشعر به الناس ليس فقط تجاه ثرواتهم، ولكن أيضًا تجاه زينتهم المزخرفة الجميلة (حزقيال ٧: ٢٠)، أي أصنامهم المزينة الباهظة الثمن.” تايلر (Taylor)
• “سيتم إلقاء المال بعيدًا كشيء نجس جنسيًا (لاويين ٢٠-٢١).” ألكسندر (Alexander)
٤. أَمَّا بَهْجَةُ زِينَتِهِ فَجَعَلَهَا لِلْكِبْرِيَاءِ. جَعَلُوا فِيهَا أَصْنَامَ مَكْرُهَاتِهِمْ: بارك الله إسرائيل بالثروة والموارد، ولكنهم استخدموا تلك الأشياء لتعزيز وترويج الوثنية. وبطريقة مناسبة، سيتم تسليم تلك الثروة إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ كغنيمة لِلنَّهْبِ.
٥. فَيُنَجِّسُونَ سِرِّي: حتى أن الله أعلن أن الْمُعْتَنِفُونَ سينهبون هيكله، بما في ذلك المكان السِرِّي (قدس الأقداس). سيكون هذا القضاء القادم كاملًا، ولن ينجو حتى الهيكل.
د ) الآيات (٢٣-٢٧): في ذلك اليوم، ستفشل كل المساعدات البشرية.
٢٣«اِصْنَعِ السِّلْسِلَةَ لأَنَّ الأَرْضَ قَدِ امْتَلأَتْ مِنْ أَحْكَامِ الدَّمِ، وَالْمَدِينَةُ امْتَلأَتْ مِنَ الظُّلْمِ. ٢٤فَآتِي بِأَشَرِّ الأُمَمِ فَيَرِثُونَ بُيُوتَهُمْ، وَأُبِيدُ كِبْرِيَاءَ الأَشِدَّاءِ فَتَتَنَجَّسُ مَقَادِسُهُمْ. ٢٥اَلرُّعْبُ آتٍ فَيَطْلُبُونَ السَّلاَمَ وَلاَ يَكُونُ. ٢٦سَتَأْتِي مُصِيبَةٌ عَلَى مُصِيبَةٍ، وَيَكُونُ خَبَرٌ عَلَى خَبَرٍ، فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ، وَالشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَالْمَشُورَةُ عَنِ الشُّيُوخِ. ٢٧الْمَلِكُ يَنُوحُ وَالرَّئِيسُ يَلْبَسُ حَيْرَةً، وَأَيْدِي شَعْبِ الأَرْضِ تَرْجُفُ. كَطَرِيقِهِمْ أَصْنَعُ بِهِمْ، وَكَأَحْكَامِهِمْ أَحْكُمُ عَلَيْهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
١. اِصْنَعِ السِّلْسِلَةَ لأَنَّ الأَرْضَ قَدِ امْتَلأَتْ مِنْ أَحْكَامِ الدَّمِ: كان هذا على الأرجح سِّلْسِلَةَ لتقيد المجرمين العنيفين والذين يرتكبون أَحْكَامِ الدَّمِ (أي جرائم القتل.) سيسمح الله بقضاء عظيم كعقاب وكبح وضابط لشعبه العنيف الشرير.
• “أمر حزقيال بأداء فعل رمزي من خلال صنع سلسلة ترمز إلى الأسر الذي ينتظرهم (انظر إلى أرميا ٢٧: ٢؛ ناحوم ٣: ١٠).” فاينبرغ (Feinberg)
• “في ناحوم ٣: ١٠، تصف هذه الكلمة معاملة أسرى الحرب، وفي هذه الحالة كانوا أشخاص من الطبقة العليا. وقد استخدمت السلسلة لربط الأسرى معًا لتشكيل قطار طويل يتجه إلى المنفى.” بلوك (Block)
• أَحْكَامِ الدَّمِ: “جرائم القتل القضائي، والتي تظهر فقط هنا… يُفهم التعبير بشكل أفضل على أنه ’أحكام قضائية قاتلة‘ أكثر من أنه ’جرائم العنف.‘” بلوك (Block)
٢. فَآتِي بِأَشَرِّ الأُمَمِ: لم يدّعي الله أن الغزاة سيكونون جيدين أو بارين. إنهم أدوات لتصحيح شديد من قبل الله ضد شعبه، لكنهم ليسوا جيدين – بل هم أَشَرِّ الأُمَمِ.
• “كان اليهود سيئين بما فيه الكفاية، لكن الكلدانيين كانوا أسوأ، وذلك إن كانت كلمة أسوأ تعني أنهم ’خبثاء بشكل لا يصدق،‘ إنهم يتنفسون الشياطين. ويقول المثل ’يجب أن يكون للعقدة الصلبة وتد أكثر صلابة.‘” تراب (Trapp)
• “إن استخدام سكانًا أكثر شرًا لمعاقبة آخرون أقل شرًا قد يخلق مشاكل لاهوتية لدى العقول البشرية، ولكنه متسق مع سيادة الله على كل شيء.” بلوك (Block)
٣. فَيَطْلُبُونَ السَّلاَمَ وَلاَ يَكُونُ: لن يكون هناك معاهدة سلام سريعة أو دفع الجزية لمنع وقوع المُصِيبَة. إن المُصِيبَةٌ ستأتي حتمًا.
٤. فَيَطْلُبُونَ رُؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ: الخوف من المُصِيبَة والارتباك بسبب الخَبَر الكاذب والشائعات، سيجعل بعضهم يبحث عن كلمة من الله. وفي ذلك اليوم من القضاء لن يكون هناك أي كلمة. الشَّرِيعَةُ تُبَادُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَالْمَشُورَةُ عَنِ الشُّيُوخِ.
• يبدو أن حزقيال ٧: ٢٦ يشكل إجابة على ما قيل في أورشليم في ذلك الوقت، كما هو مسجل في أرميا ١٨: ١٨ ’فَقَالُوا: «هَلُمَّ فَنُفَكِّرُ عَلَى إِرْمِيَا أَفْكَارًا، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لاَ تَبِيدُ عَنِ الْكَاهِنِ، وَلاَ الْمَشُورَةَ عَنِ الْحَكِيمِ، وَلاَ الْكَلِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ. هَلُمَّ فَنَضْرِبُهُ بِاللِّسَانِ وَلِكُلِّ كَلاَمِهِ لاَ نُصْغِي».‘
• الْمَلِكُ يَنُوحُ: “في نظر حزقيال، كان الملك يهوياكين (١: ٢) وكان الأمير صدقيا. وعلى الرغم من أن صدقيا كان آخر ملوك يهوذا، إلا أن النبي لم يعترف بملكه، ولكن اعتبره فقط أميرًا/ رَّئِيسُ (١٢: ١٠، ١٢).” ويرزبي (Wiersbe)
٥. كَطَرِيقِهِمْ أَصْنَعُ بِهِمْ، وَكَأَحْكَامِهِمْ أَحْكُمُ عَلَيْهِمْ: كان هذا وعدًا مريعًا. لقد أخطأ إسرائيل بشدة، لذلك كان سيأتي قضاءً عظيمًا عليهم.
٦. فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: التكرار الثلاثي في هذا الإصحاح يجعل منه نقطة قوية. كان هدف الله ليس أن يؤلم إسرائيل، بل إعادتهم إلى علاقة صحيحة معه.