سفر عزرا – الإصحاح ٤
محاولات السامريين لوقف العمل
“من هذه النقطة حتى نهاية سفر نحميا، هناك صراع. لا شيء يُعمل الآن من أجل الله سيمر دون تحدي، وستكتشف المعارضة كل خطة تقريبًا.” ديريك كيدنر (Derek Kidner)
أولًا. عرض تحالف خطير
أ ) الآيات (١-٢): يحاول الأعداء الانضمام إلى أعمال بناء الهيكل.
١وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ أَنَّ بَنِي السَّبْيِ يَبْنُونَ هَيْكَلاً لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، ٢تَقَدَّمُوا إِلَى زَرُبَّابِلَ وَرُؤُوسِ الآبَاءِ وَقَالُوا لَهُمْ: «نَبْنِي مَعَكُمْ لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ، وَلَهُ قَدْ ذَبَحْنَا مِنْ أَيَّامِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ الَّذِي أَصْعَدَنَا إِلَى هُنَا».
١. وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ: لم تكن يهوذا خالية تمامًا من السكان لجيلين عندما تم سبي الكثير من السكان اليهود من يهوذا إلى بابل. كانت هناك بقية من نسل فقراء شعب الأرض التي تُركت هناك وراء السبي (إرميا ٣٩: ١٠)، جنبًا إلى جنب مع القلة الذين هُجِّروا قصرًا إلى المنطقة المقفرة جدًا. لم يكن هؤلاء الناس سعداء لأن يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ قد عادوا إلى اليهودية وبالتالي كانوا أَعْدَاء لهم.
· أولئك الذين قَدِموا إلى يهوذا كان لهم ارتباط بالسامريين، وهم الذين جُلبوا إلى أراضي مملكة إسرائيل السابقة بعد سقوطها في أيدي الآشوريين (٧٣٣ قبل الميلاد)، الذين تزاوجوا مع الذين ظلوا وراء السبي. ولجيلين من السبي بعد سقوط مملكة يهوذا، توسعوا أيضًا بعض الشيء في أراضي يهوذا.
· استمر السامريون كشعب في زمن العهد الجديد. ولأن السامريين كان لديهم بعض الصلة التاريخية بشعب إسرائيل، كان إيمانهم مزيجًا من النواميس والطقوس من شريعة موسى والخرافات المختلفة. لذلك كان معظم اليهود في زمن يسوع غالبًا يحتقرون السامريين، أكثر من الأمم لأنهم كانوا (من الناحية الدينية) ’غير نقيي السلالة‘ ويُعتقد أن لديهم إيمانًا انتقائيًا وهجينًا. وهذا السياق ضروري لفهم مثل السامري الصالح في لوقا ١٠: ٢٥-٣٧.
· تخبرنا ملوك الثاني ١٧: ٣٣ عن حال السامريين: أنهم كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ؛ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِم.
٢. وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ أَنَّ بَنِي السَّبْيِ يَبْنُونَ هَيْكَلاً لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: جذب ضجيج حفل التكريس في نهاية عزرا ٣ انتباه هذه الشعوب المشتتة، ونبههم إلى أن اليهود العائدين كانوا جادين في إعادة تأسيس وجود دائم في يهوذا.
٣. نَبْنِي مَعَكُمْ لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ: أرادوا أن يُصبحوا شركاء في أعمال البناء، لكنهم كانوا لا يزالون أَعْدَاءً. لقد أرادوا المشاركة في العمل إما لتدميره أو التأثير عليه لصالحهم.
· “كان سلوكهم اللاحق سيئًا ينم عن طبيعة المرارة، الأمر الذي يدفعنا للاعتقاد بأن هؤلاء كان لديهم بعض الأهداف الأنانية من البداية.” أديني (Adeney)
· “كان اقتراح الاتحاد في بناء الهيكل خطوة سياسية؛ لأنه، في أفكار العالم القديم، كان التعاون في بناء الهيكل هو الاندماج في الوحدة الوطنية. وكان الحساب، بلا شك، أنه إذا أمكن توحيد المسبيين العائدين مع السامريين الأكثر عددًا، فسيتم دمجهم في المجتمع سريعًا.” ماكلارين (Maclaren)
· لقد فعلوا هذا بدعوى أَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ. ربما قالوا هذا بكل صدق. لقد آمنوا حقًا أنهم سعوا إلى نفس الإله بنفس الطريقة. وأضافوا أيضًا، “وَلَهُ قَدْ ذَبَحْنَا مِنْ أَيَّامِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ.” وهذا يعني أنهم ذبحوا بدون هيكل أو كهنوت، ومن الواضح أن هذا ضد وصية الله. ويتناقض تمامًا مع ادعائهم، “لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلهَكُمْ.”
· بالنسبة للسامريين، كان الرب (يهوه) واحدًا من العديد من الآلهة القوية. وعبادة الأصنام هذه مثلت خطرًا جسيمًا لأن إسرائيل تم سبيها بسبب عبادة الأوثان. وبالتالي كانت هذه شراكة خطيرة بالنسبة للمسبيين العائدين.
· “قد يبدو أن هناك خسارة كبيرة وتضحية لا داعي لها في الاستغناء عن مساعدة رحوم وشمشاي؛ ولكن إذا قبلنا مساعدتهم، فسنكتشف أنهم لا زالوا أعداءً، وأن رغبتهم الوحيدة هي تأخير جهودنا.” ماير (Meyer)
ب) الآية (٣): زربابل يرفض بحق عرضهم.
٣فَقَالَ لَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَبَقِيَّةُ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ: «لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا أَنْ نَبْنِيَ بَيْتًا لإِلهِنَا، وَلكِنَّنَا نَحْنُ وَحْدَنَا نَبْنِي لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَنَا الْمَلِكُ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ».
١. فَقَالَ لَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَبَقِيَّةُ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ: المهم في الأمر، أن ردهم كان موحدًا. فقد اتفق جميع المسبيين العائدين على هذا الجواب للسامريين.
٢. لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا أَنْ نَبْنِيَ بَيْتًا لإِلهِنَا: بصوت واحد، رفضوا مساعدة السامريين. لقد فعلوا ذلك وهم يعلمون أن لديهم إذنًا (بل أَمَرًا) من الْمَلِك كُورَش، ويعرفون أنهم يفتقرون إلى الموارد البشرية والمالية.
· لقد كانت خطوة إيمانية مهمة لرفض شراكة قد تبدو مفيدة. لكن يمكننا أن نتخيل أن هناك عدد قليل من المتذرعيين بينهم الذين قالوا: “نحن بحاجة إلى أي مساعدة يمكننا الحصول عليها. ويمكننا أن نحمي أنفسنا من التأثيرات الشريرة التي قد يجلبوها.” ففي الظروف الضعيفة أو المبكرة لأعمال البناء، غالبًا ما يكون هناك إغراء خطير لتلقي أي مساعدة وتجاهل مخاطر الشراكات غير الحكيمة والشريرة.
· “لم يعبد السامريون يهوه كاليهود، بل عبدوا آلهتهم (٢ ملوك ١٧: ٢٥-٤١). إن تقسيم سيادة الله مع الآخرين يعني خلع سيادته تمامًا. لذلك أصبح هذا فعل أمانة ليهوه أن يُرفض التحالف المشترك.” ماكلارين (Maclaren)
· “لو كانوا قد أخذوا نصيبًا فاعلًا وعملوا وقدموا تضحيات في بناء الهيكل، لما كان من الممكن استبعادهم بعد ذلك من المشاركة في العبادة في الهيكل.” أديني (Adeney)
· “غالبًا ما يقع رجال الإيمان في هذا الخطأ الفادح، ويربطوا أنفسهم بأولئك الذين لا يشاركونهم إيمانهم، وبالتالي سَيَجِدون أعمق معارضة لمشاريعهم. ولكن هؤلاء القادة لم ينخدعوا. واكتشفوا الخطر فورًا.” مورغان (Morgan)
· “علاوة على ذلك، فإن مثل هذا الدمج غير المثمر هو خطأ لهم، لأنه يمنحهم إحساسًا زائفًا بالأمان.” مورغان (Morgan)
ثانيًا. الخطوط العريضة للمقاومة السامرية للعمل في أورشليم
أ ) الآيات (٤-٥): المقاومة في عهد كورش [٥٣٩-٥٣٠ قبل الميلاد].
٤وَكَانَ شَعْبُ الأَرْضِ يُرْخُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُذْعِرُونَهُمْ عَنِ الْبِنَاءِ. ٥وَاسْتَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ لِيُبْطِلُوا مَشُورَتَهُمْ كُلَّ أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ.
١. وَكَانَ شَعْبُ الأَرْضِ يُرْخُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا: هذا الرد على رفض الشراكة كشف عن نواياهم الشريرة. فإن لم يتمكنوا من مهاجمة العمل من خلال شراكة تخريبية، فسوف يهاجمون العمل من خلال تثبيط العمال، وإزعاج البنائين، وممارسة الضغط ضدهم في بلاط الملك كورش.
· “تعني كلمة ’التثبيط‘ حرفيًا ’إرخاء اليدين،‘ وهو مصطلح عبري (راجع إرميا ٣٨: ٤).” ياماوتشي (Yamauchi)
٢. كُلَّ أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ: هذا القسم (عزرا ٤: ٤-٢٣) هو نظرة عامة واسعة للمقاومة السامرية لأعمال إعادة بناء الهيكل ومدينة أورشليم، والتي امتدت إلى أيام نحميا. في الواقع، تُعد هذه الكلمات قسمًا في حد ذاته، إذ يقطع إلى حد ما تدفق النص في الإصحاح ٤.
· عند أخذ هذا القسم وقراءة عزرا ٤: ٣ متبوعًا بعزرا ٤: ٢٤، نرى أن أعمال بناء الهيكل قد توقفت لعدة سنوات في أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ.
· هناك ملكان آخران موصوفان في هذا الإصحاح: أحشويروش (زركسيس، الذي حكم بين ٤٨٥ و ٤٦٥ قبل الميلاد) وأرتحشستا الأول (الذي حكم بين ٤٦٤ و ٤٢٤ قبل الميلاد). حتى بعد الانتهاء من الهيكل في عهد زربابل، استمر السامريون في معارضة عمل إعادة بناء مدينة أورشليم، وهذه المقاومة المستمرة مسجلة باختصار في هذا القسم من عزرا ٤: ٤-٢٣.
ب) الآية (٦): المقاومة في عهد أحشويروش [٤٨٥-٤٦٥ قبل الميلاد].
٦وَفِي مُلْكِ أَحَشْوِيرُوشَ، فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِهِ، كَتَبُوا شَكْوَى عَلَى سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.
١. وَفِي مُلْكِ أَحَشْوِيرُوشَ… كَتَبُوا شَكْوَى: سعى السامريون لمعاداة شعب يهوذا بإيقاف العمل بهذه الطريقة من خلال التأثير على الملك ليقف ضد البنائين.
٢. فِي ابْتِدَاءِ مُلْكِهِ: أظهر هذا روح جرأة حقيقية بين خصوم شعب الله. لقد كانوا مخطئين، لكنهم كانوا نشيطين وجريئين في عملهم الذي قاموا به.
· “أحشويروش، المألوف لنا من سفر أستير… إن ذكره هنا يشير ببساطة إلى أن الوقت الذي انقضى، لم يُطفئ بعد عداوة العدو. ولكن من الواضح أن هذه المحاولة لم تأتِ بشيء.” كيدنر (Kidner)
ج) الآيات (٧-١٦): المقاومة في عهد أرتحشستا الأول [٤٦٤-٤٢٤ قبل الميلاد].
٧وَفِي أَيَّامِ أَرْتَحْشَسْتَا كَتَبَ بِشْلاَمُ وَمِثْرَدَاثُ وَطَبْئِيلُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمْ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ. وَكِتَابَةُ الرِّسَالَةِ مَكْتُوبَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ وَمُتَرْجَمَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ. ٨رَحُومُ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ كَتَبَا رِسَالَةً ضِدَّ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ هكَذَا: ٩كَتَبَ حِينَئِذٍ رَحُومُ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ الْكَاتِبُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمَا الدِّينِيِّينَ وَالأَفَرَسْتِكِيِّينَ وَالطَّرْفِلِيِّينَ وَالأَفْرَسِيِّينَ وَالأَرَكْوِيِّينَ وَالْبَابِلِيِّينَ وَالشُّوشَنِيِّينَ وَالدَّهْوِيِّينَ وَالْعِيلاَمِيِّينَ، ١٠وَسَائِرِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ أُسْنَفَّرُ الْعَظِيمُ الشَّرِيفُ وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ السَّامِرَةِ، وَسَائِرِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ وَإِلَى آخِرِهِ. ١١هذِهِ صُورَةُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ، إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ: ١٢لِيُعْلَمِ الْمَلِكُ أَنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ عِنْدِكَ إِلَيْنَا قَدْ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَبْنُونَ الْمَدِينَةَ الْعَاصِيَةَ الرَّدِيَّةَ، وَقَدْ أَكْمَلُوا أَسْوَارَهَا وَرَمَّمُوا أُسُسَهَا. ١٣لِيَكُنِ الآنَ مَعْلُومًا لَدَى الْمَلِكِ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يُؤَدُّونَ جِزْيَةً وَلاَ خَرَاجًا وَلاَ خِفَارَةً، فَأَخِيرًا تَضُرُّ الْمُلُوكَ. ١٤وَالآنَ بِمَا إِنَّنَا نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ الْمَلِكِ، وَلاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى ضَرَرَ الْمَلِكِ، لِذلِكَ أَرْسَلْنَا فَأَعْلَمْنَا الْمَلِكَ، ١٥لِكَيْ يُفَتَّشَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ آبَائِكَ، فَتَجِدَ فِي سِفْرِ الأَخْبَارِ وَتَعْلَمَ أَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ مَدِينَةٌ عَاصِيَةٌ وَمُضِرَّةٌ لِلْمُلُوكِ وَالْبِلاَدِ، وَقَدْ عَمِلُوا عِصْيَانًا فِي وَسَطِهَا مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ، لِذلِكَ أُخْرِبَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ. ١٦وَنَحْنُ نُعْلِمُ الْمَلِكَ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هذِهِ الْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يَكُونُ لَكَ عِنْدَ ذلِكَ نَصِيبٌ فِي عَبْرِ النَّهْرِ».
١. وَمُتَرْجَمَةٌ بِالأَرَامِيَّةِ: بدءًا من عزرا ٤: ٨ واستمرارًا حتى عزرا ٦: ١٨، استخدمت اللغة الأَرَامِيَّة (بدلًا من العبرية) لكتابة هذا النص. عزرا ٧: ١٢-٢٦ هو أيضًا باللغة الآرامية.
· “ربما تم إملاء الرسالة باللغة الفارسية على ناسخ قام بترجمتها إلى الآرامية وكتبها بالخط الآرامي.” ياماوتشي (Yamauchi)
٢. وَيَبْنُونَ الْمَدِينَةَ الْعَاصِيَةَ الرَّدِيَّةَ، وَقَدْ أَكْمَلُوا أَسْوَارَهَا وَرَمَّمُوا أُسُسَهَا: هذا يشير إلى أن العمل الذي اشتكوا منه لم يكن عمل إعادة بناء الهيكل، لأن ذلك العمل قد اكتمل بالفعل. فكانت هذه مقاومة لعمل إعادة بناء المدينة وأسوارها.
· نحن نعلم أن الهيكل قد اكتمل عاجلًا وليس آجلًا لعدة أسباب. الأول هو أن زربابل نفسه الذي بدأ العمل رآه أيضًا مكتملًا (زكريا ٤: ٩). والسبب الآخر هو أن بعض الأشخاص الذين رأوا مجد هيكل سليمان عاشوا أيضًا لفترة كافية لرؤية هيكل زربابل مكتملًا (حجي ٢: ٣).
· “لا حاجة للتأكيد أن هذه الجدران والأساسات هي تلك الخاصة بالمدينة، وليس الهيكل؛ لكن غالبًا ما يتم الخلط بين العمليتين. في عهد أرتحشستا، كان الهيكل الجديد قائمًا منذ نصف قرن.” كيدنر (Kidner)
٣. لاَ يُؤَدُّونَ جِزْيَةً وَلاَ خَرَاجًا وَلاَ خِفَارَةً: كانت هذه كذبة واتهامًا كاذبًا. لقد تذكروا خطايا أورشليم السابقة (الْمَدِينَةَ الْعَاصِيَةَ الرَّدِيَّةَ) ونسبوها إلى هؤلاء المسبيين المعاقبين العائدين.
٤. وَلاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى ضَرَرَ الْمَلِكِ: لقد صاغوا كلماتهم بمهارة ليزعموا أنهم يدعمون الملك ويحمونه.
· وَالآنَ بِمَا إِنَّنَا نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ الْمَلِكِ: “أي أننا نعيش على فضل الملك، وعلينا أن نكون مخلصين لمن أحسن إلينا.” كلارك (Clarke)
٥. هذِهِ الْمَدِينَةَ مَدِينَةٌ عَاصِيَةٌ وَمُضِرَّةٌ لِلْمُلُوكِ وَالْبِلاَدِ: لفت السامريون الانتباه بذكاء إلى ماضي أورشليم الشرير، وأن السماح لأعمال البناء بالاستمرار سيحرم ملك بلاد فارس أن يَكُونُ لَهُ عِنْدَ ذلِكَ نَصِيبٌ فِي عَبْرِ النَّهْرِ.
· إن هجومهم برسالة كان مزيجًا بارعًا من الحقيقة والأكاذيب. صحيح أن أورشليم كان لها ماض شرير؛ ولكن مع هؤلاء المسبيين العائدين، كان هذا يشير حقًا إلى الماضي وليس الحاضر. وهذه الحقيقة ليست ذات صلة تمامًا بسبب الكذبة الكبرى – الكذبة القائلة بأن اليهود وبناة أورشليم كان لديهم نية متمردة.
· في نمط مماثل، غالبًا ما يهاجمنا خصومنا – الشيطان وملائكته، أعداء نفوسنا – بمزيج من الحقيقة والأكاذيب. يخبروننا عن خطايانا العظيمة (اتهام غالبًا ما يكون صحيحًا)، لكنهم يكذبون بشأن عمل يسوع الأعظم. وبما أن الشيطان يتهمنا أيضًا أمام الله (رؤيا ١٢: ١٠)، فإنه يقدم تقرير اتهامه ضدنا أمام الملك العظيم.
ج) الآيات (١٧-٢٣): يأمر الملك بوقف العمل حتى إشعار آخر.
١٧فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ جَوَابًا: «إِلَى رَحُومَ صَاحِبِ الْقَضَاءِ وَشَمْشَايَ الْكَاتِبِ وَسَائِرِ رُفَقَائِهِمَا السَّاكِنِينَ فِي السَّامِرَةِ وَبَاقِي الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ. سَلاَمٌ إِلَى آخِرِهِ. ١٨الرِّسَالَةُ الَّتِي أَرْسَلْتُمُوهَا إِلَيْنَا قَدْ قُرِئَتْ بِوُضُوحٍ أَمَامِي. ١٩وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَمْرٌ فَفَتَّشُوا وَوُجِدَ أَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ تَقُومُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَقَدْ جَرَى فِيهَا تَمَرُّدٌ وَعِصْيَانٌ. ٢٠وَقَدْ كَانَ مُلُوكٌ مُقْتَدِرُونَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَتَسَلَّطُوا عَلَى جَمِيعِ عَبْرِ النَّهْرِ، وَقَدْ أُعْطُوا جِزْيَةً وَخَرَاجًا وَخِفَارَةً. ٢١فَالآنَ أَخْرِجُوا أَمْرًا بِتَوْقِيفِ أُولئِكَ الرِّجَالِ فَلاَ تُبْنَى هذِهِ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَصْدُرَ مِنِّي أَمْرٌ. ٢٢فَاحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَقْصُرُوا عَنْ عَمَلِ ذلِكَ. لِمَاذَا يَكْثُرُ الضَّرَرُ لِخَسَارَةِ الْمُلُوكِ؟». ٢٣حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ.
١. وَوُجِدَ أَنَّ هذِهِ الْمَدِينَةَ مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ تَقُومُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَقَدْ جَرَى فِيهَا تَمَرُّدٌ وَعِصْيَانٌ: كانت الرسالة السامرية لوقف العمل مزيجًا من الحقيقة والأكاذيب، وهنا ركز الملك الفارسي على الحقيقة في الرسالة – الماضي الشرير والمأساوي لأورشليم.
٢. وَقَدْ كَانَ مُلُوكٌ مُقْتَدِرُونَ عَلَى أُورُشَلِيمَ: لاحظ أرتحشستا الأول أيضًا أنه في الأزمنة الماضية كان هناك في الواقع ملوك مقتدرون في يهوذا، الذين لديهم القدرة على فرض الخَرَاج (الضرائب) وفرض الجِزْيَة على جيرانهم. وفي ذهنه، كان هذا يعني أن يهوذا لديه القدرة للعودة إلى هذا الماضي القوي.
· وَتَسَلَّطُوا عَلَى جَمِيعِ عَبْرِ النَّهْرِ: “أي الفرات. امتدت فتوحات كل من داود وسليمان إلى ما وراء هذا النهر. انظر ٢ صموئيل ٨: ٣ وما يليه، و١ ملوك ٤: ٢١، حيث يقال، وَكَانَ سُلَيْمَانُ مُتَسَلِّطًا عَلَى جَمِيعِ الْمَمَالِكِ مِنَ النَّهْرِ (الفرات) إِلَى أَرْضِ فِلِسْطِينَ؛ وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ.” كلارك (Clarke)
٣. فَالآنَ أَخْرِجُوا أَمْرًا بِتَوْقِيفِ أُولئِكَ الرِّجَالِ: كانت رسالة الخصوم السامريين ناجحة. أمر أرتحشستا ملك بلاد فارس، الذي ربما كان أقوى رجل في العالم في ذلك الوقت، بإيقاف العمل.
٤. وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ: استفاد الخصوم إلى أقصى حد من مرسوم أرتحشستا واستخدموه لجعل العمل يتوقف على الفور.
هـ) الآية (٢٤): أعادة النظر في أعمال إعادة بناء الهيكل السابقة في أيام داريوس مرة أخرى.
٢٤حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ.
١. حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ: من خلال أساليب السامريين المتنوعة المذكورة في المسح الواسع لعزرا ٤: ٤-٢٣، نجح هؤلاء الخصوم في إيقاف أعمال البناء لمدة ١٥ عامًا.
· “ستوجهنا كلمة ُحينئذٍ‘ [ ُهكذا‘]في البداية إلى الآية التي تسبقها مباشرة؛ لكن هذا منطقي فقط إن كانت تلتقط خيط الآية ٥ الذي تَوَضَّح في الآيات (٦-٢٣). فالوقت هو مرة أخرى وقت زربابل.” كيدنر (Kidner)
٢. إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ: هذا يوضح لنا أن العمل لم يتوقف إلى الأبد. فمن خلال شراكتهم التخريبية، وبالأكاذيب التي قالوها للسلطات، هاجمهم خصومهم، وبدا أنهم نجحوا في خطتهم الثانية، لكنهم لم يتمكنوا من النجاح إلى الأبد ضد الله وشعبه. كان انتصارهم الوحيد هو تأخير العمل وليس توقيفه