عبرانيين – الإصحاح ٤
الدخول إلى راحته
أولاً. كيف ندخل إلى راحة الله
أ ) الآيات (١-٢): تكرار التحذير: لا تفوتوا راحة الله.
١فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! ٢لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا.
- الفاء السببية في بداية الآية ١ نشير إلى أن الكاتب كان يستكمل كلامه من الأصحاح ٣ عن أن عدم الإيمان كان سبب حرمان الجيل الذي خرج من مصر من دخول كنعان. ولكن يبقى الوعد بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، حيث يمكننا الدخول إلى رَاحَتِهِ بالإيمان، أما عدم الإيمان فسيحرمنا مما أعده الله لنا.
- عدد المفسر جون أوين (John Owen) خمس ميزات لهذه الراحة:
- الراحة تعني السلام مع الله.
- الراحة تعني التحرر من العبودية في عبادتنا لله وفي خدمته.
- الراحة تعني الخلاص من ثقل الالتزام بوصايا الناموس.
- الراحة تعني حرية العبادة بحسب الإنجيل.
- الراحة تعني الراحة التي يتمتع بها الله نفسه.
- عدد المفسر جون أوين (John Owen) خمس ميزات لهذه الراحة:
- فَلْنَخَفْ … يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!: مكان الراحة مكان رائع للغاية، لذا علينا أن نقلق حين نفشل نحن أو يفشل الآخرون في الوصول إليه؛ فنحن لا نريد أن نفشل في الذهاب إليه.
- قال آدم كلارك (Adam Clarke) عن ’قَدْ خَابَ مِنْهُ‘: “إنه تلميح يتكرر كثيراً في رسالة بولس الرسول فيه إشارة إلى السباقات التي كانت تجري ضمن الألعاب الإغريقية: فالخاسر هو من يأتي وراء الفائز مهما كانت المسافة الفاصلة صغيرة.”
- لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ: سماع كلمة الله ليس كافيًا. فقد سمع شعب إسرائيل في القديم كلمة الله لكن لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ لأنهم لم يتلقوها بِالإِيمَان. فالاستماع كان مجرد فرصة، لكن الاستفادة من هذه الفرصة ممكن إن كان ممتزجاً بِالإِيمَان.
- مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ: يمكن للمرء أن يسمع كلمة الله وأن تكون لديه اختبارات روحية، ولكن ما لم يمتزج عمل الله بالإيمان فلن ينفعه هذا في شيء. وهذا يفسر لنا كيف يمكن لشخصين الاستماع لنفس العظة، فيتعظ أحدهما أما الآخر فلا. كما يرينا هذا أنه حين يزيد الإيمان ويتعاظم انتظار عمل الله ورحمته يكون هناك المزيد من البركة بالفعل.
- يعلق كلارك (Clarke) على كلمة ’مُمْتَزِجَةً‘: “إنه تشبيه فيه استعارة من طريقة تغذية جسم الإنسان حين يمتزج الغذاء الذي يصل المعدة مع اللعاب والعصارات الهضمية … فأساس القوة والصحة والحياة نفسها يعتمد على أن تتم هذه العملية بشكل سليم.”
- فكر في الفرح الذي كان لشعب إسرائيل حين خرجوا من مصر واقتربوا من أرض الموعد، ثم فكر في كل تلك القبور التي حفرت لهم في الصحراء. فقد كان لهؤلاء وعد رائع لكنه لم يتحقق. فقد فشلوا في الوصول لهدفهم رغم أنهم سمعوا كلمة الله لأن هذا الوعد لم يمتزج بالإيمان.
ب) الآيات (٣-٥): راحة شعب الله تشبه راحة الله ذاته
٣لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. ٤لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». ٥وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي».
- لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ: وهذا يأتي مقارنة بما سبق ذكره عن الذين لم يدخلوا راحة الله. فعدم الإيمان حرم الكثيرين من الدخول إلى راحة الله؛ أما الإيمان فيقود شعب الله إلى تلك الرَّاحَةَ.
- رَاحَتِي: هذا الاقتباس من مزمور ١١:٩٥ يؤكد أن هذه الراحة هي راحة الله. فقد أكمل الله عمل الخلق قبل وقت طويل من دخول إسرائيل إلى مصر أو قبل أن يكتب داود مزمور ٩٥ (سفر التكوين ٢:٢). ومع أن الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، إلا أنه يتحدث هنا عن ’رَاحَتِي‘ التي تشير إلى أن هذه الراحة هي راحة الله.
- هذه الرَّاحَةَ هي ذات الراحة المقصودة في ’اسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ‘ والمقتبسة من سفر التكوين ٢:٢.
- قَالَ فِي مَوْضِعٍ: يذكرنا هذا أن المخطوطات القديمة كانت غير عملية إلى حد ما، ولم يكن من السهل تحديد بعض المقاطع وفقاً لطرقنا الحديثة في ذكر الأصحاح والآية.
ج ) الآيات (٦-٩): الراحة التي بَقِيَتْ لشعب الله.
٦فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، ٧يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». ٨لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. ٩إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!
- فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا: لم يخلق الله مكان الراحة هذا عبثاً. فإن فشلت إسرائيل (الَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلًا) في الدخول إلى هذه الراحة لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ فسيدخلها غيرهم.
- الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ: الدعوة في مزمور ٧:٩٥-٨ تثبت لنا أنه لا زال هناك راحة ليدخلها شعب الله تتجاوز تتميم الوعد أيام يشوع. فلو كان الوعد تحقق كاملاً في يشوع لما كانت الدعوة على لسان دَاوُدَ القائل ’الْيَوْمَ‘ هنا تعني شيئاً.
- إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ: كل هذا يثبت لنا أن هناك رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ. ورغم أن هذه الرَّاحَة ذات معنى روحي لكنها تُقدم على منوال ما قُدم لإسرائيل من خلال يشوع.
- ذكر يَشُوع هنا يذكرنا أن اسم ’يسوع‘ هو نفسه ’يَشُوع.‘ فيشوع الثاني سوف يكمل ما ابتدأه يشوع الأول. فيسوع أعظم من موسى ويشوع الأول.
- هذه الراحة تتجسد في شخص يسوع المسيح لا في العقائد والأفكار. فإن قابلت طفلاً وحيداً يبكي وحاولت أن تهدئه باستخدام الأفكار والمنطق، فلن يفيدك هذا، لكن سيكون الطفل سعيداً حين يرى أمه ثانية.
- أولئك من يكرزون أو يتحدثون عن هذه الراحة يجب أن يتمتعوا بها شخصياً. “منذ وقت ليس ببعيد، كان أحد الخدام يعظ عن الخلاص وعن عمل الروح في القلب، عندما نهض أحد الحضور وسأله باحترام: ’سيدي، هل تعرف كل هذا مما قاله الآخرون أم تتحدث بناء على تجربتك الخاصة؟‘ لم يزعج السؤال الواعظ بل فرح به؛ لأنه كان بإمكانه أن يرد بصدق: ’لقد وضعت ثقتي في المسيح ونلت الخلاص، وقد اختبرت السلام الذي نتج عن ذلك.‘ ولو لم يكن بإمكان الواعظ الإدلاء بهذا التصريح لما كان لعظاته أي تأثير على الشخص الذي طرح السؤال.” سبيرجن (Spurgeon)
د ) الآية (١٠): الراحة تعني عدم الاستمرار في الأعمال.
١٠لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ.
- لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ: الدخول إلى هذه الراحة يعني أننا لسنا بحاجة للأعمال الصالحة بعد. وليس المقصود هنا أنه لم يعد بإمكاننا أن نقوم بأي عمل خيِّر أو صالح، لكنه يقول أنه لم يعد هناك أي مجال لتكون أعمالنا هي أساس برنا.
- “الدخول إلى دائرة خلاص المسيح يعني التوقف عن الاعتماد على أعمال الذات والاتكال على ما فعله المسيح.” موريس (Morris)
- اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ: هذا التوقف عن الأعمال كأساس للبر هو تحقيق ’لاستراحة السبت.‘ فقد استراح الله من عمله في اليوم السابع (السبت) في سفر التكوين ٢:٢ لأن العمل قد تم. وهكذا نحن نتوقف عن أعمال البر الذاتي لأن يسوع قد أكمل العمل على الصليب.
هـ) الآية (١١): تطبيق الفكرة والدعوة لدخول راحة الله من خلال الإيمان.
١١فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا.
- فَلْنَجْتَهِدْ: تظهر هذه الكلمة أو الفكرة مرارًا في رسالة العبرانيين. حيث يقدم الكاتب حق حول عقيدة إيماننا وهي في هذه الحالة عن الراحة المتاحة لنا بالإيمان، ثم يتم تطبيق ذلك الحق.
- فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ: الراحة هناك بانتظارنا، لكن الله لا يفرضها علينا. إذ علينا أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ بالإيمان الحقيقي الدؤوب. وهذا يؤكد لنا أن الإيمان لا يمكن أن يكون إيماناً صامتاً خاملاً، لكن يتطلب الأمر منا أن نثق في يسوع وعمله من أجلنا وأن نعتمد عليه.
- لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا: إذا لم نجتهد أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ قد تكون النتائج كارثية. إذ قد نسْقُطَ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا كما فعل بنو إسرائيل في البرية.
و ) الآيات (١٢-١٣): كلمة الله تكشف الأمور.
١٢لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. ١٣وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.
- لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ: تشخص كلمة الله حالة الإنسان كما يشخصها الطبيب الجراح. إذ أن القلب مفتوح أمامها وتحدد الصحة الروحية بدقة. فالذين خاطبهم كاتب العبرانيين أولاً كانوا على وشك الاستمرار على نهج فشل بني إسرائيل وعلى وشك التخلي عن إيمانهم.
- حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ: عندما تكشف كَلِمَةَ اللهِ عن ضعفنا وعدم إيماننا بهذه الطريقة تظهر القوة الكامنة فيها وحكمتها ودقتها. فهي تذكرنا دائماً أننا إذ نسلم أنفسنا لكَلِمَةَ اللهِ نفعل ذلك لهدف أسمى بكثير من مجرد اكتساب المعرفة الفكرية أو لتعلم حقائق الكتاب المقدس. فنحن نفعل ذلك من أجل خدمة الكلمة لأننا نلتقي بالله في كلمته ولأن الروح القدس يعمل بقوة من خلال كَلِمَةَ اللهِ. وهذا العمل الروحي لكلمة الله يتجاوز مجرد تعليمنا حقائق الكتاب المقدس.
- كلمة الله تجلب الصحة الحقيقية والثمر والنجاح لكل ما نقوم به. (مزمور ٣:١)
- كلمة الله فيها قوة شافية وفيها قوة للخلاص من الظلم. (مزمور ٢٠:١٠٧، متى ٨:٨ ، متى ١٦:٨)
- كلمة الله تنقينا وتنقي طرقنا إن عملنا بحسبها. (مزمور ٩:١١٩، يوحنا ٣:١٥، أفسس ٥:٢٦)
- حفظنا لكلمة الله في قلوبنا يبعدنا عن الخطية. (مزمور ١١:١١٩)
- كلمة الله هي مرشدنا. فحين نتلذذ بكلمة الله تصبح المصدر الأول لتعزيتنا وإرشادنا. (مزمور ٢٤:١١٩)
- كلمة الله هي مصدر قوتنا. (مزمور ٢٨:١١٩)
- كلمة الله تعطي حياة وهي مصدر الحياة. (مزمور ٩٣:١١٩، متى ٤:٤)
- كلمة الله هي مصدر المعرفة والإرشاد. فحيثما تكون كلمة الله يشرق النور. فهي تصيّر الجاهل حكيماً. (مزمور ١٠٥:١١٩، ١٣٠:١١٩)
- كلمة الله تمنح السلامة لمن يحبونها، ففيها الأمان. (مزمور ١٦٥:١١٩)
- عندما تسمع كلمة الله وتفهمها ، فإنها تؤتي ثمارها. (متى ٢٣:١٣)
- كلمة الله فيها قوة وسلطان ضد القوى الشيطانية. (لوقا ٣٦:٤)
- يسوع هو الكلمة. وحين نكون في كلمة الله، فنحن في يسوع. (يوحنا ١:١)
- الإصغاء إلى كلمة الله مهم لحياتنا الأبدية، إذ لا يمكن للمرء أن ينتقل من الموت إلى الحياة دون أن يسمع كلمة الله. (يوحنا ٢٤:٥، يعقوب ٢١:١، بطرس الأولى ٢٣:١)
- التمسك والتشبث بكلمة الله دليل على التلمذة الحقيقية. (يوحنا ٣١:٨)
- كلمة الله وسيلتنا لتطهير ذواتنا. (يوحنا ١٧:١٧)
- الروح القدس يعمل بقوة عظيمة حيثما يكرز بكلمة الله. (أعمال الرسل ٤٤:١٠)
- كلمة الله تبني الإيمان. (رومية ١٧:١٠)
- التمسك بكلمة الله يعطينا تأكيداً للخلاص. (كورنثوس الأولى ٢:١٥)
- التعامل مع كلمة الله بأمانة يعطي خدام الكلمة ضميراً صالحاً، عالمين أنهم بذلوا كل جهدهم أمام الله. (كورنثوس الثانية ٢:٤، فيلبي ١٦:٢)
- كلمة الله هي سيف الروح في معركتنا الروحية، وهي سلاح هجومي. (أفسس ١٧:٦)
- كلمة الله مؤيدة بالروح القدس بيقين شديد. (تسالونيكي الأولى ٥:١)
- كلمة الله تعمل بقوة في المؤمنين. (تسالونيكي الأولى ١٣:٢)
- كلمة الله تقدس حتى الطعام الذي نأكله! (تيموثاوس الأولى ٥:٤)
- “لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.” (عبرانيين ١٢:٤)
- كلمة الله هي مصدر نمو المؤمن الروحي. (بطرس الأولى ٢:٢، كورنثوس الأولى ١:٢-٥)
- حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ: من خلال فهمه للطبيعة الروحية للكتاب المقدس كان لكاتب العبرانيين أن يكتب هذه العبارة بثقة. فالكتاب المقدس ليس مجموعة من القصص التاريخية والأساطير، لكن فيه تكمن الحياة والقوة. فالخدام والوعاظ لا يجعلون الكلمة تنبض بالحياة، فالكلمة حيّة في ذاتها وهي تقدم الحياة للخادم ولكل من يستقبلها بالإيمان.
- فَعَّالَةٌ: يدل استخدام هذه الكلمة على وجود الحياة وعدم الخمول. فكلمة الله حيّة وفعالة، أي أنها نشِطة.
- وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ: كلمة الله تصفنا وتكلمنا بدقة مذهلة، والروح القدس يمكّن خدمة الكلمة من العمل بقوة في قلوبنا.
- كثيراً ما يتساءل الناس كيف تمكن الواعظ من خلال عظته من وصف حياتهم بدقة، وقد يتساءل البعض إن كان لدى الواعظ معلومات مسبقة عن حياتهم. لكن السر ليس في الواعظ لكنه في فعالية كلمة الله التي تصل إلينا في اللحظة والمكان المناسبين.
- “السيف ذو الحدين قاطع من الجهتين. وهكذا إعلان كلمة الله في الكتاب المقدس. فالكلمة حية في كل جزء وقادرة على أن تصل الضمير والقلب. فلنتكل على كلمته لأن ليس في الكتاب المقدس آية زائدة أو أصحاح لا طائل منه.” سبيرجن (Spurgeon)
- “رغم أنها قاطعة كالسيف، إلا أنها أيضاً مدببة كالرمح، ’لتصل إلى مفاصل النفس والروح.‘ وفي الواقع يصعب أحياناً الوصول إلى قلب بعض الناس إلا من خلال هذا السلاح الثاقب، كلمة الله.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ: يميز الكاتب إلى العبرانيين بين النَّفْسِ والرُّوحِ مشيراً أن بينهما مَفْرَق (حُدُود فَاصِلَة).
- بالتأكيد، هناك بعض الفروق بين النَّفْس والرُّوح. “استخدم العهد الجديد كلمة pneuma أو الروح ليشير إلى الروح الإنسانية بالتركيز على الجانب الروحي للإنسان، أي ما يتعلق بالله، في حين أن psyche أو النفس تشير إلى دواخل الإنسان بغض النظر عن تجربته الروحية، أي ما يتعلق بنفسه كعواطفه وفكره. وهناك تباين واضح بين الاثنين في لاهوت بولس.” غوثري (Guthrie)
- لكن هذا المقطع لا يهدف لبيان الفرق بين النَّفْس والرُّوح. “إن محاولة تفسير هذه الكلمات بناءً على أسس نفسية أمر غير مجد. فأسلوب التعبير هنا فيه استعارة تشبيهية تعني أن الكلمة تصل إلى أعماق كياننا الروحي كسيف يخترق مفاصل ونخاع الجسد.” فينسنت (Vincent)
- مع ذلك، من المهم أن نفهم ما يقصده الكتاب المقدس بكلمتي النَّفْس والرُّوح. فالكتاب المقدس يخبرنا أن للبشر طبيعتان ’داخلية‘ و’خارجية‘ (تكوين ٧:٢، كورنثوس الثانية ١٦:٤). فالإنسان الداخلي ’الباطن‘ يوصف باستخدام كلمة ’الروح‘ في أعمال الرسل ٥٩:٧ ومتى ٤١:٢٦ ويوحنا ٢٣:٤-٢٤، وبكلمة ’النفس‘ في بطرس الأولى ١١:٢ وعبرانيين ١٩:٦ وعبرانيين ٣٩:١٠، وغالبًا ما يتم استخدام الكلمتين بشكل متبادل للإشارة لدواخل الإنسان. ولكن في بعض الأحيان هناك تمييز بين النَّفْس والرُّوح، فيمكننا القول أن النَّفْس تشير لما يتعلق بالحياة الداخلية للإنسان التي غالبًا يتم تعريفها على أنها العقل والإرادة والعواطف، بينما تستخدم كلمة الرُّوح لتشير إلى تواصلنا بما هو فوق الطبيعة وللقوة الكامنة في دواخلنا.
- هناك بعض التمييز الواضح بين النَّفْس والرُّوح في مقاطع مثل عبرانيين ١٢:٤ وتسالونيكي الأولى ٢٣:٥. بينما تظهر مقاطع مثل أيوب ١١:٧ وإشعياء ٩:٢٦ أن كلا المصطلحين يستخدمان للإشارة عمومًا إلى الإنسان الباطن.
- لأن كلمتي النفس والروح تشيران إلى ’الإنسان الباطن‘ يتم الخلط بينهما بسهولة. فبعض الاختبارات التي تهدف لبناء الرُّوح قد تبني أو تبارك النَّفْس فقط. وليس هناك ما يمنع البركة أو الاستمتاع باختبارات لطيفة، لكن هذه قد لا يكون فيها ما يبنينا روحياً. وهذا هو السبب الذي يجعل العديد من المؤمنين ينتقلون من اختبار إلى آخر دون نمو روحي حقيقي، لأنهم يغذون أنفسهم لا أرواحهم. ولهذا السبب كلمة الله قوية ودقيقة وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ، وهذا ليس بالأمر السهل.
- “تُميّز النفس عن الروح بأنها الكيان الذي يتعلق بما نفكر فيه ونرغب به من ناحية كياننا الجسماني واحتياجاته، أما الروح فهي قوة أسمى نُفضل من خلالها أمور المستقبل على أمور الحاضر.” كلارك (Clarke)
- تعبير الجسد في كولوسي ٥:٢ ومتى ٤١:٢٦ وغلاطية ١٦:٥-١٧ ورومية ٦:٦ و١٣:٨ وكورنثوس الأولى ١٣:٦و١٩:٦-٢٠ يشير للإنسان الخارجي. كما أنه يشير أيضاً للجوانب المتعلقة بالجسد والشخصية مثل الحواس والعادات. فحين نسمح لجسدنا بتوجيه أفكارنا وأعمالنا ينتهي بنا هذا إلى السقوط والفشل الروحي. فالله يريد منا أن لا نكون مسيرين بالرُّوح أو الجسد ولا حتى النَّفْسِ.
- بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا: ليس من شيء خفي على الله، فهو يرى قلوبنا ويعرف كيف يتعامل معنا، وعلينا أن نعطي حساباً عن أننا سنقدم له حساباً عن تجاوبنا مع عمله.
- كلمة ’عُرْيَانٌ‘ هنا تذكّرنا بنظرة الله إلينا ونحن في حالة آدم الضعيف العريان المختبئ. فالله يرانا كيفما اختبأنا.
- كلمة ’مَكْشُوفٌ‘ هي ترجمة للكلمة trachelizo اليونانية القديمة والتي استخدمت هنا فقط في العهد الجديد. وكانت هذه تستخدم لوصف المصارعين الذين كانوا يحكمون قبضتهم القوية على عنق خصمهم ليحققوا انتصارهم. لذلك يمكن أن تعني الكلمة ’الإخضاع‘ أو ’الاستسلام‘؛ لكن العديد من المفسرين يعتمدون ببساطة كلمة ’مكشوف‘ بمعنى الاستسلام للطرف الآخر.
- تذكر السياق. يعلم كاتب العبرانيين أنه قد وصل لما يضمره قلب قارئيه الذين يفكرون في التراجع عن إيمانهم بيسوع. وهو هنا يؤكد أن ليس بإمكانهم إخفاء هذا عن الله، فكلمة الله تكتشف عن حالتهم.
ثانياً. يسوع رئيس كهنتنا
أ ) الآية (١٤): رؤيتنا ليسوع، رئيس كهنتنا العظيم.
١٤فَإِذْ لَنَا رَئِيسُكَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ.
- فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ: ذكر الكاتب قبلاً أن يسوع هو رئيس كهنتنا (عبرانيين ١٧:٢ و١:٣)، لكنه الآن سيتناول الفكرة بشكل أعمق.
- فَإِذْ لَنَا: يلفت كاتب العبرانيين الانتباه هنا إلى الشخصية الفريدة والمميزة ليسوع كرئيس كهنتنا.
- لم يوصف رَئِيسُ كَهَنَةٍ آخر بكلمة عَظِيم.
- ليس هناك رَئِيسُ كَهَنَةٍ آخر… قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ.
- ليس هناك رَئِيسُ كَهَنَةٍ آخر هو ابْنُ اللهِ.
- فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ: من الرائع أن نعرف أن لنا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عظيمًا، وأن ندرك تفرده وعِظم مجده. ومن الأروع أن نعرف أنه قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ وأنه صعد إلى السماء وأنه الآن يشفع فينا، وإدراكنا لهذه الحقائق ينبغي أن يشجعنا لْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ(لِنَتَمَسَّكْ بِالإيمَانِ الَّذِي نَعْتَرِفُ بِهِ).
ب ) الآية (١٥): رئيس كهنتنا يدرك ظروفنا ويرثي لضعفاتنا.
١٥لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.
- لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا: لهذا حرص كاتب العبرانيين على توثيق وتأكيد ألوهية يسوع (عبرانيين ٤:١-١٤) مع الحرص أيضًا على بيان إنسانيته وتعاطفه معنا (عبرانيين ٥:٢-١٨). وهذا يعني أن يسوع، الله الابن، الجالس على عرشه في السماء، رئيس كهنتنا الأعظم، يمكنه أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا.
- بالنسبة لليونانيين القدماء كانت السمة الأساسية في الله هي عدم تأثره بأي شيء على الإطلاق. لكن ليس يسوع هكذا. فهو يعرف ويشعر بما نمر به، والكلمة اليونانية القديمة المترجمة إلى ’يرثي‘ تعني حرفيًا أن ’يعاني مع.‘
- الشيء المهم هنا هو أن يسوع أضاف الإنسانية إلى ألوهيته وعاش بيننا. فحين تعيش الحالة أو الظرف يمكنك أن تتعاطف معه بشكل مختلف. قد نسمع عن مصيبة أو كارثة في مدرسة ما ونشعر بقدر من الحزن، لكن الألم لن يكون ذاته لو كانت هذه المدرسة هي مدرستك.
- بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ: يعرف يسوع تماماً ما هي التجربة والصراع ضد الخطيئة، رغم أنه لم يخطئ أبداً. “قد حقق النصر تلو النصر في معركته المستمرة مع تجارب الحياة في هذا العالم.” موريس (Morris)
- نعتقد أحياناً، ولأن يسوع هو الله، فلا يمكنه أبدًا أن يُجرب كما نُجرب نحن. وهذا صحيح جزئياً، لكن يسوع واجه في الواقع تجارب أشد بكثير مما يمكن أن نتعرض له نحن. فهذا الذي بلا خطية تعرض للمغريات وللتجارب بطرق لا يمكننا نحن أن نختبرها، لأن من لا يستسلم للخطية أبداً هو الوحيد الذي أتيح له أن يعيش وطأة وقوة التجربة في شكلها الكامل. صحيح أن يسوع لم يواجه أبداً إغراء التجربة بدوافعها الداخلية كما نحن لأن ليس له طبيعة شريرة تشده إلى الخطية، لكنه اختبر قوة وإغراء التجربة بطريقة وإلى حدود لا يمكننا نحن أن نعرفها. فهو إذاً يعرف ما نمر به وقد واجه ما هو أسوأ.
- “ومع ذلك تحمل وانتصر في كل التجارب التي خاضها دون أي فتور في إيمانه بالله أو تراخٍ في طاعته له. وصموده المستمر هذا كان ينطوي على معاناة أكبر، وليس أقل، مما يعانيه الإنسان العادي.” بروس (Bruce)
- يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا: يمكن ليسوع أن يتعاطف مع ضعفنا وتجاربنا، لكن لا يمكنه أبداً أن يتعاطف مع خطيتنا. ولا ينبغي لنا أن نعتقد أن هذا يجعل يسوع أقل تعاطفاً معنا أو يفهمنا بشكل أفضل لو أخطأ هو بنفسه.
- “اسمع، لا تتخيل أبداً أنه لو كان الرب يسوع قد أخطأ لكان رأفة بحالك؛ فالخطيئة تقسّي القلب، ولو كان المسيح قد أخطأ لفقد كمال طبيعته التي يمكنها أن ترثي لضعفاتنا.” سبيرجن (Spurgeon)
ج ) الآية (١٦): دعوة: تعال إلى عرش النعمة.
١٦فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ.
- فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ: لأن لنا رئيس كهنة عظيماً كلي القدرة ويتعاطف معنا، يمكننا أن نَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إلى عرشه. وما يمكن أن يثنينا عن هذا هو الخطة التي يستخدمها الشيطان دائماً. فالشيطان يريدنا منا أن نعتقد أننا غير قادرين على الوصول إلى يسوع، وقد يشجعنا على محاولة الوصول إليه عن طريق القديسة مريم أو باقي القديسين. وقد يريدنا الشيطان أحياناً أن نعتقد أن يسوع يعجز عن مساعدتنا كما الآب الذي على العرش في السماء.
- كلمة ’بثقة‘ لا تعني أننا نأتي إليه بفخر أو بغطرسة أو بافتراض مسبق.
- بثقة تعني أنه يمكننا أن نأتي إليه باستمرار.
- بثقة تعني أنه يمكننا أن نأتي إليه دون تحفظ.
- بثقة تعني أنه يمكننا أن نأتي إليه بحرية دون كلام منمق.
- بثقة تعني أنه يمكننا أن نأتي إليه بجرأة.
- بثقة تعني أنه يمكننا أن نأتي إليه بإصرار.
- كلمة ’بثقة‘ لا تعني أننا نأتي إليه بفخر أو بغطرسة أو بافتراض مسبق.
- إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ: عرش الله هو عَرْشِ النِّعْمَةِ الذي حين نأتي إليه نَنَالَ رَحْمَةً (وهذا ليس جزاؤنا العادل) وَنَجِدَ نِعْمَةً (وهذا ليس جزاؤنا العادل) فِي حِينِهِ.
- كان معلمو اليهود يقولون أن لله عرشان، واحد للرحمة والآخر للدينونة. ولا بد أنهم كانوا يقولون هذا لأنه لم يمكنهم التوفيق بين هاتين الصفتين في الله. فتخيلوا أن لله عرشين يمارس من خلالهما هاتين الوظيفتين. لكننا هنا نتيجة عمل يسوع الكامل نرى التوفيق والجمع بين الرحمة والدينونة في عَرْشِ النِّعْمَةِ.
- تذكر أن النعمة لا تتغاضى عن عدل الله لكنها تعمل على تحقيقه من خلال الصليب.
- نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ: نشكر الله لأنه يوفر لنا العون وقت حاجتنا. فكل ما نطلب مهم في نظره، لأنه يريدنا أن لا نهتم بشيء، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. (فيلبي ٦:٤)