إشعياء ٤٢
ترنيمة العبد
أولًا. الرب يتحدث عن عبده
أ ) الآيات (١-٤): الطبيعة الأدبية لعبده
١«هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ. ٢لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. ٣قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ. ٤لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
١. هُوَذَا عَبْدِي: يدعو الرب كل الناس – شعب إسرائيل وأهل الأراضي البعيدة – طالبًا منهم أن ينظروا إلى عبده، أن يتأملوه.
• “تشير الكلمة العبرية (ebed) إلى عبد (خروج ٢١: ٢٠-٢١) أو إلى ملك تابع (تكوين ٢١: ٢٥) أو إلى أُمّة رافدة (١ أخبار ١٨: ٢، ٦، ١٣). وفي كل هذه الحالات، يشير هذا التعبير إلى شخص أو مجموعة تتميز بالتبعية والاستعباد.” ليندسي (Lindsey)
• تستخدم نسخة ترجمة الملك جيمس حرفًا كبيرًا في بداية كلمة عبد أو خادم (Servant) على نحو ملائم، لأن السياق يبيّن أنه إشارة واضحة إلى يسوع. وفضلًا عن ذلك، يقتبس متّى إشعياء ٤٢: ١-٥ قائلًا بوضوح إن هذه نبوة تحققت في يسوع (متى ١٢: ١٦-٢١). ولهذا، فإن الرب يأمر كل الشعوب بالتركيز على يسوع.
• وصف يسوع نفسه كعبد في متى ٢٠: ٢٥-٢٨، ومتى ٢٣: ١١، ومرقس ٩: ٣٥، ومرقس ١٠: ٤٣-٤٥. ويعطي بطرس في عظته في أعمال الرسل ٣ مخلّصنا لقب عبد (أعمال ٣: ١٣؛ ٣: ٢٦). وفي أعمال الرسل ٤، يتحدث الله إلى شعبه المصلّي عن فتاه (عبده) القدوس، يسوع (أعمال الرسل ٤: ٢٧؛ ٤: ٣٠). لكن يسوع ليس مجرد عبد. فهو العبد، وينبغي للجميع أن ينظروا إليه ويتأملوه عندما يقول الرب: هُوَذَا عَبْدِي.
• ماذا نرى عندما ننظر إلى يسوع، عبد الرب؟ نحن نراه، من بين أشياء كثيرة، بصفته العبد. وكما قال يسوع في متى ٢٠: ٢٦-٢٨ (وهذا مدون في مرقس ١٠: ٤٣-٤٥): “فَلَا يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ.” عندما قال يسوع، “فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا،” فإن هذا يعني أن كونك عبدًا أمر اختياري. وعندما قال يسوع، “فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، أظهر مدى الخدمة التي ينبغي أن نصل إليها. وعندما قال، إنه “لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ،” فإن هذ هو القلب الأساسي للعبد. وعندما قال، “وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ،” بيّن إلى أي مدى ينبغي أن يمضي الخدام في خدمتهم.
• لكن يسوع العبد أكثر من مجرد مثال لنا. فهو خادمنا. فهو يخدمنا لا في ما فعله من أجلنا في الماضي فحسب، بل هو يخدمنا كل يوم من خلال محبته ورعايته وإرشاده وشفاعته المستمرة. فلم يتوقف يسوع عن الخدمة عندما ذهب إلى السماء. وهو يخدم شعبه كله بشكل أكثر فاعلية من أي وقت مضى من سمائه.
٢. عَبْدِي ٱلَّذِي أَعْضُدُهُ: من المؤكد أن هذا كان صحيحًا بالنسبة ليسوع. وهو صحيح أيضًا بالطريقة التي يتعامل بها الرب مع كل خدامه. فهو يعد بأن يعضدهم أيضًا. وعندما يتوقع شخص ما أن يكون خادمًا لآخر، فإنه يتوقع منه أن يكرس كل خدمته وطاعته للسيد. لكنْ مطلوبٌ من السيد أيضًا أن يعتني بخادمه. ويستطيع الرب أن يقول دائمًا: هُوَذَا عَبْدِي ٱلَّذِي أَعْضُدُهُ.
• ربما يكون هنالك معنى آخر في هذا. إذ يعتقد ريدباث (Redpath) أن هذا يتحدث عن ثقة الآب بالابن والاعتماد عليه. “الصورة مأخوذة من محكمة شرقية، حيث يمشي الملك في موكب متكئًا على أحد رجال البلاط الملكي المفضّلين. ويمكن أن تترجم هذه الآية هكذا: “هوذا عبدي الذي أتكئ عليه.” وهذا مؤشر على رضا خاص وثقة خاصة. وهنا نرى صورة الله الآب وهو يتكئ على الله الابن، معتمدًا عليه وواثقًا بأنه سيحقق كل مقاصده.
٣. مُخْتَارِي ٱلَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي: يسوع هو المختار النهائي، واختيارنا في واقع الأمر هو مسألة اختيارنا في المسيح. فكما كتب بولس في أفسس ١: ٤ “كَمَا ٱخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلَا لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ.” وتبيّن عبارة ’ٱلَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي‘ أن اختيار الرب ليس باردًا، ومحسوبًا، وآليًّا. فهو مرتبط بمحبته واستحسانه. فعندما يختار الله شخصًا، فإن نفسه تُسَر به. فإن كنتَ مختارًا في يسوع منذ تأسيس العالم، فإن الله يقول لك: سرَّتْ بك نفسي.
• من شأن فهم هذا أن يساعدنا على تلقّي رضا الله بدلًا من أن نعطيه سببًا ليُسَر بنا! يحاول كثيرون أن أن يكتسبوا استحسان الله بدلًا من أن يدركوا أن هذا عطية مجانية من الله نقبلها بالإيمان، لأنه انتقانا واختارنا ليُسَر بنا.
٤. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ: امتلأ يسوع بالروح القدس. وعندما قام يسوع بخدمته، فإنه قام بها بقوة الروح القدس وتدفُّقه. (متى ١٣: ١٦)
٥. فَيُخْرِجُ ٱلْحَقَّ لِلْأُمَمِ: لن تقتصر خدمة العبد، المسيّا، على الشعب اليهودي. إذ ستمتد خدمته إلى الأمم، جالبًا لهم العدالة (الحق) والبر.
٦. لَا يَصِيحُ وَلَا يَرْفَعُ وَلَا يُسْمِعُ فِي ٱلشَّارِعِ صَوْتَهُ: لا يعني هذا أن يسوع لم يكن يتكلم بصوت عالٍ. بل يشير هذا إلى قلبه الوديع وتصرفاته اللطيفة. فلم يكن يسوع يشق طريقه بالتهديد والوعيد والكلام الجارف، لكن بروح الله الذي حلَّ عليه.
• “لم يكن يؤكد ذاته. فالأفعال الثلاثة المستخدمة هنا تراكمية تؤكد السلوك الهادئ وغير العدواني. وتوحي ’لَا يَصِيحُ‘ بأنه لم يكن يهدف إلى ترويع الآخرين بالصراخ، ولا الهيمنة على الآخرين، وإخراسهم بصوته العالي. وهو لا يرفع صوته ليعلن عن نفسه.” موتير (Motyer)
• “فكّر للحظة في تواضع الله. فهو يعمل دائمًا: يرشد الشمس والنجوم والكون. ويسيطر على كل مجرة. وينعش الأرض باستمرار. لكنه يعمل بهدوء شديد لدرجة أن كثيرين الآن يحاولون إثبات أنه لا يوجد إله على الإطلاق. وهذه هي السمة المميزة في الخدمة. إذ لا يضع فنّانو الله توقيعاتهم على الصور والرسوم التي يصنعونها. ولا يركض سفراؤه وراء المصور لالتقاط صورهم. إذ يكفيهم أنهم حملوا شهادة للرب.” ريدباث (Redpath)
٧. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ: هذه إشارة أخرى إلى طبيعة يسوع الأدبية اللطيفة. فالقصب نبات هش إلى حد ما. وإذا تعرّض للرضوض والكدمات، فإن ’العبد‘ سيتعامل معه برفق حتى لا يُكسَر. وإذا لم تكن فتيلة تشتعل بشكل سليم، لكنها تدخن، فإن ’العبد‘ لن يطفئها. وبدلًا من ذلك، سينفخ على الفتيلة لكي تشتعل مرة أخرى.
• غالبًا ما نشعر بأن الله يتعامل بقسوة مع نقاط ضعفنا وإخفاقاتنا. والعكس تمامًا هو الصحيح. فهو يتعامل معها برفق وثقة مساعدًا إياها إلى أن تصبح القصبة المرضوضة قوية، والفتيلة المدخنة ممتلئة باللهب.
• “فكِّر مرة أخرى في تلك القصبة. إنها شيء سُحق، أو أصابه أذى بسبب عدم اللطف، حياة منحنية بطريقة ما، مرضضة ومهشمة من دون قوة أو جمال. فلا يوجد شيء جذاب في القصبة. ومن المؤكد أنه لا يوجد ما هو مسِر حول الظروف التي تعيش فيها. إذ عادة ما تنمو في مستنقع نتن كريه الرائحة.” ريدباث (Redpath)
• “نحن ندعو أنفسنا مسيحيين. لكن إن كنت مثلي، فإنك أحيانًا تخجل كثيرًا من ضآلة نورك. إذ هنالك دخان أكثر من النار: قليل من الصلاة، وقليل من الشهادة الحقيقية، وكثير من الاكتئاب والإحباط. لكن الرب يقول إنه لن يطفئ فتيلة مدخّنة.” ريدباث (Redpath)
• “لا يزدري بالآخرين، مهما كانوا عديم الفائدة، أو غير قابلين للإصلاح (قضية مرضوضة)، ومهما استُهلِكوا وقاربوا على الانقراض (فتيلة مدخّنة). وتوحي العبارات السلبية (التي تتضمن النفي) بمعادلاتها الإيجابية. فهو يقدر أن يصلح القصبة المكسورة، وأن يشعل الفتيلة المدخنة. تضرّرت الأولى داخليًّا، بينما افتقرت الثانية إلى تغذية خارجية من الزيت. و’العبد‘ مؤهل للشفاء والتزويد.” موتير (Motyer)
• رأى يسوع القيمة في قصبة مرضوضة حتى عندما لا يستطيع أي أحد أن يراها. ويستطيع أن يخرج موسيقى من قصبة مرضوضة! ورغم أن الفتيلة – المستخدمة عادة لإشعال مصباح زيتي – بلا فائدة الآن، إلا أن يسوع يعرف أنها ثمينة لما يمكن أن تكون عليه عندما تُنعش بالزيت. ويشبه كثيرون منا القصبة المرضوضة، ونحن نحتاج إلى أن نتغذى بروحه في الإنسان الباطن (أفسس ٣: ١٦). وبعضهم مثل الفتيلة المدخنة، ولا يمكن أن يشتعلوا ثانية إلا عندما يُنقعون في الزيت، بإمدادات متواصلة منه، عندما نمتلئ بالروح القدس.
• يريد يسوع منا أن نمتلك قلبه تجاه الوضيعين، والمكسورين، والمتألمين. قد نتجاوزهم بسرعة متجاهلين إياهم، كما فعل الكاهن واللاوي مع الرجل على الطريق إلى أريحا. “ويتجاهل العامل المسيحي هذا النوع من المواقف. فهو يريد مجالًا ليخدم فيه يستحق موهبته. يريد مهمة حيث يتم الاعتراف بقدراته واستخدامها. يريد شيئًا كبيرًا بما يكفي لتبرير كل التدريب الذي تلقّاه. لكن امتحان الخادم الحقيقي في عيني الرب هو إن كان ينحني بتواضع المسيح على القصبة المرضوضة والفتيلة المدخنة.” ريدباث (Redpath)
٨. إِلَى ٱلْأَمَانِ يُخْرِجُ ٱلْحَقَّ. لَا يَكِلُّ وَلَا يَنْكَسِرُ: العبد وديع لكن غير ضعيف. إذ يجلب العدل (يُخْرِجُ ٱلْحَقَّ). ولا توجد إلا طريقة واحدة لهذا فقط. وسيحدث هذا، ولن يوقف الإحباط أو الفشل العبد.
• أليس رائعًا أن يسوع لا يُحبط ولا يفشل؟ فعندما نفكر في المهمة التي يتعين عليه القيام بها، والعقبات التي كان عليه التغلب عليها، والأدوات التي يحتاج إلى أن يعمل من خلالها، فإن من المذهل أنه لا يصاب بالإحباط أو الفشل، لأن لديه القوة والسلطان.
• الفشل هو نفس كلمة ’المدخنة‘ في الفتيلة المدخنة التي يرفض أن يطفئها. والإحباط هو نفس كلمة ’المرضوضة‘ في القصبة المرضوضة التي يرفض أن يكسرها. “فها هو عبد الرب… لا توجد فيه رضوض أو فتيلة مدخنة. وهو قادر على القيام بمهمة الفداء، لأنه خالٍ من الضعفات والإخفاقات التي يعاني منها شعبه. لا توجد فيه عيوب أو نقائص. فهو الكمال ويملك قوة جليلة.” ريدباث (Redpath)
٩. حَتَّى يَضَعَ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ ٱلْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ: سيمتد عمل العبد إلى الأرض كلها وإلى كل الشعوب. وحتى الذين في الأراضي البعيدة سيخدمونه.
ب) الآيات (٥-٩): رب المجد ووعده لعبده.
٥هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا: ٦«أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلأُمَمِ، ٧لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. ٨«أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ. ٩هُوَذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ، وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا».
١. هَكَذَا يَقُولُ ٱللهُ ٱلرَّبُّ: إن وعد الرب وخدمته رائعان بحيث ينبغي لقاطع العهد أن يقدم أوراقه الثبوتية. فكما يكون الحال عندما نريد الحصول على قرض، يطلب البنك ضمانًا بأننا قادرون على الوفاء بوعدنا بالتسديد، كذلك تمثل هذه الآية ’فحص الائتمان‘ بالنسبة لله. ويُسَر الرب بأن يفعل هذا. أولًا، انظر إلى فوق، لأنه خَالِقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، ثم انظر إلى تحت، لأنه بَاسِطُ ٱلْأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا. ثم انظر في مرآة، لأنه مُعْطِي ٱلشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا. فالإله الذي فعل مثل تلك الأشياء العظيمة يستطيع أن يفي بوعوده حول العبد.
٢. أَنَا ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِٱلْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ: هذا وعد محدد من الرب للعبد، يسوع المسيح. ولا بد أن يسوع تلقّى تشجيعًا عظيمًا من نصوص كهذه عندما واجه أوقاتًا صعبة ومرهقة أثناء خدمته الأرضية.
• دَعَوْتُكَ بِٱلْبِرِّ: “لأنه ليس هنالك شيء غير مقدس أو غير بار في دعوتي، يمكنك أن تثق بأن الدعوة ستتم.”
• فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ: “أنا معك دائمًا لأحبك ولأرشدك. لن أتركك أبدًا. وأنا أمسك بيدك كل الوقت.”
• وَأَحْفَظُكَ: “لن تضيع ولن تتخلف عن الركب. وأنا موجود لأسهر عليك وأحفظك.”
• وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا لِلْأُمَمِ: “سيتحقق القصد الذي دعوتك من أجله. وستجلب الخلاص، لا إلى شعبك فحسب، بل أيضًا للذين من بعيد، الذين يبدو أنهم جاوزا احتمال الخلاص.”
• لِتَفْتَحَ عُيُونَ ٱلْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ ٱلْحَبْسِ ٱلْمَأْسُورِينَ: “سأستخدمك لتقوم بأعمال معجزية من الاسترداد والشفاء جسميًّا وروحيًّا. وسأستخدمك لجلب البصر والحرية لكثيرين.”
• يا لها من وعود مجيدة تحققت في خدمة يسوع! وبالتبعية، فإن هذه الوعود تخصنا أيضًا. فقد صلى يسوع إلى الآب: “كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى ٱلْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ” (يوحنا ١٧: ١٨). أرسلنا الله كما أرسل يسوع ويمكننا التمتع بهذه الوعود أيضًا.
٣. أَنَا ٱلرَّبُّ هَذَا ٱسْمِي: تحتاج هذه الوعود المجيدة إلى تثبيت. ولدينا التأكيد أن ذاك الذي يقطع الوعود هذه قادر على تحقيقها.
• أَنَا ٱلرَّبُّ: “هذا هو اسم الرب رباعيّ الحروف الشهير، يهوه. وهو يُكتب أيضًا: (Jehovah, Yehovah, Yehveh, Yeveh, Jhuh, Javah,) ونُطْقُه الحقيقي غير معروف تمامًا.” كلارك (Clarke)
٤. وَمَجْدِي لَا أُعْطِيهِ لِآخَرَ: لا يستطيع أحد أن يحقق هذه الوعود لأن الله لن يشارك مجده مع آخر.
• من المهم أن نفهم أن يسوع يشارك في مجد الآب. فقد صلّى في يوحنا ١٧: ٥ “وَٱلْآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ ٱلْعَالَمِ.” فإن كان الآب والابن يشارك كلاهما مجد الآخر، وأن الرب لا يشارك مجده مع آخر، فإن هذا يعني أن الآب والابن هما الرب الإله. فالرب الإله، يهوه، إله واحد في ثلاثة أقانيم.
٥. هُوَذَا ٱلْأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ، وَٱلْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا: الله هو سيد الماضي (ٱلْأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ)، وسيد المستقبل (وَٱلْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا). ولأنه سيد كل من الماضي والمستقبل، فإن الحاضر في يده أيضًا.
• نرى في هذا على نحو خاص الطريقة التي يعلن بها الله الأشياء الجديدة (الحديثات) قبل ظهورها. وكما قال بطرس في ٢ بطرس ١: ١٩ “وَعِنْدَنَا ٱلْكَلِمَةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، ٱلَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ ٱنْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ.” وتبيّن الكلمة النبوية المتحققة الثقة التي بها يمكن لنا أن نتمتع بالثقة بكلمته.
ثانيًا. عمل عبد الرب
أ ) الآيات (١٠-١٢): مديح لانتصار العبد
١٠غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، ١١لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. ١٢لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.
١. غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً: يبدو هذا كمزمور (مزمور ٣٣: ٣؛ ٤٠: ٣؛ ٨٩: ١، إلخ)، لأنها ترنيمة حمد. إن هوية ’العبد‘ وأفعاله مجيدة جدًّا، ولهذا ينبغي أن تُبرَز في ترنيمة حمد.
٢. وَٱلْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا: من سيرنم الأغنية الجديدة؟ كل من لمَسَه عمل العبد. وبما أن أهل السواحل والجزائر تباركوا بالعبد (إشعياء ٤٢: ٤)، ينبغي لهم أن يحمدوه.
ب) الآيات (١٣-١٧): الرب يجلب دينونة على كل من يخدم الآلهة الزائفة.
١٣الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ. ١٤«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. ١٥أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، ١٦وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. ١٧قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!
١. الرَّبُّ كَٱلْجَبَّارِ يَخْرُجُ: يوم الحمد هذا انتصار للرب على كل الآلهة الزائفة. إذ سيتغلب على أعدائه.
٢. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ… كَٱلْوَالِدَةِ أَصِيحُ: يقوم الرب بعمل الدينونة هذا بقوة. فالله ليس سلبيًّا أو باردًا في أحكامه. فعندما يصوب الأمور على الأرض، فإنه سيفعل هذا بحماسة (يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ).
• يبيّن الفرق بين ’يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ‘ هنا و’لَا يَصِيحُ وَلَا يَرْفَعُ وَلَا يُسْمِعُ فِي ٱلشَّارِعِ صَوْتَهُ‘ (إشعياء ٤٢: ٢) الفرق بين المجيء الأول والثاني ليسوع. كان المجيء الأول وديعًا ومتواضعًا. وسيكون المجيء الثاني صاخبًا ومعبّرًا.
٣. أَخْرِبُ ٱلْجِبَالَ وَٱلْآكَامَ: لن تقف أية عقبة أمام عمل الرب. فلا تستطيع الجبال والآكام أن تعترض سبيله. ولن توقفه الأنهار والجداول. حتى عمى الآخرين لن يمنع خطته. وفي النهاية، فإن من المؤكد أن المتكلين على التماثيل المنحوتة سيخجلون كثيرًا.
ج) الآيات (١٨-٢٠): الصُّم والعُمي يأتون إلى العبد.
١٨«أَيُّهَا الصُّمُّ اسْمَعُوا. أَيُّهَا الْعُمْيُ انْظُرُوا لِتُبْصِرُوا. ١٩مَنْ هُوَ أَعْمَى إِلاَّ عَبْدِي، وَأَصَمُّ كَرَسُولِي الَّذِي أُرْسِلُهُ؟ مَنْ هُوَ أَعْمَى كَالْكَامِلِ، وَأَعْمَى كَعَبْدِ الرَّبِّ؟ ٢٠نَاظِرٌ كَثِيرًا وَلاَ تُلاَحِظُ. مَفْتُوحُ الأُذُنَيْنِ وَلاَ يَسْمَعُ».
١. أَيُّهَا ٱلصُّمُّ ٱسْمَعُوا. أَيُّهَا ٱلْعُمْيُ ٱنْظُرُوا لِتُبْصِرُوا: من هم الصُّمّ والعُمي الذين يتكلم الرب معهم؟ إنهم الصُّمّ والعُمي بين شعبه. وقد سبق أن تكلم الرب عن العمى بين الأمم (إشعياء ٤٢: ١٦)، وهو الآن يتحدث عن الأعمى الذي يدعوه ’عبدي‘ والأصمّ الذي يدعوه ’رسولي‘ بين شعبه.
• من الواضح أن الأعمى سيجد صعوبة في أن يكون خادمًا صالحًا، وسيجد الأصمّ صعوبة في أن يكون رسولًا جيدًا.
٢. نَاظِرٌ كَثِيرًا وَلَا تُلَاحِظُ: هذه كلمة للعمي الذين يظنون أنهم يستطيعون أن يروا. يتصرفون وكأنهم يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يستطيعون أن يلاحظوا شيئًا. وسيبقون عُميانًا وصُمًّا ما داموا لا يعترفون باحتياجهم.
٣. لَا يَسْمَعُ: فما هو العلاج؟ إنه يبدأ بمعرفة حالتنا. فعندما يعرف الصم أنهم كذلك، ويعرف العُمي أنهم كذلك، فإنهم يعرفون احتياجهم ولا يخدعون أنفسهم بشأن حالتهم.
• شفى يسوع رجلًا كان أعمى منذ ولادته. واستخدم هذه المناسبة للحديث عن العمى الروحي وعلاجه. ففي تشخيص يسوع، فإن الذين يعرفون أنهم عميان يمكن أن يُشفَوا من عماهم. “فَقَالَ يَسُوعُ: لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ. فَسَمِعَ هَذَا ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَانٌ؟. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ ٱلْآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ.” (يوحنا ٩: ٣٩-٤١).
د ) الآيات (٢١-٢٥): الرب يحامي عن شعبه الذي تعرَّض للاحتيال.
٢١الرَّبُّ قَدْ سُرَّ مِنْ أَجْلِ بِرِّهِ. يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا. ٢٢وَلكِنَّهُ شَعْبٌ مَنْهُوبٌ وَمَسْلُوبٌ. قَدِ اصْطِيدَ فِي الْحُفَرِ كُلُّهُ، وَفِي بُيُوتِ الْحُبُوسِ اخْتَبَأُوا. صَارُوا نَهْبًا وَلاَ مُنْقِذَ، وَسَلَبًا وَلَيْسَ مَنْ يَقُولُ: «رُدَّ!». ٢٣مَنْ مِنْكُمْ يَسْمَعُ هذَا؟ يَصْغَى وَيَسْمَعُ لِمَا بَعْدُ؟ ٢٤مَنْ دَفَعَ يَعْقُوبَ إِلَى السَّلَبِ وَإِسْرَائِيلَ إِلَى النَّاهِبِينَ؟ أَلَيْسَ الرَّبُّ الَّذِي أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ وَلَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِشَرِيعَتِهِ. ٢٥فَسَكَبَ عَلَيْهِ حُمُوَّ غَضَبِهِ وَشِدَّةَ الْحَرْبِ، فَأَوْقَدَتْهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَلَمْ يَعْرِفْ، وَأَحْرَقَتْهُ وَلَمْ يَضَعْ فِي قَلْبِهِ.
١. ٱلرَّبُّ قَدْ سُرّ … يُعَظِّمُ ٱلشَّرِيعَةَ وَيُكْرِمُهَا: يُسَر الرب بجلب الحق والعدل إلى الأرض. وهو يعظّم الشريعة.
• رغم أننا تحت العهد الجديد، وأننا لا نأتي إلى الله على أساس الشريعة، إلا أن هذا لا يعني أن شريعة الله غير صالحة. فكما كتب بولس في رومية ٧: ١٢ “ٱلنَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَٱلْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ.” فضعف الناموس لا يكمن في الناموس نفسه، بل فينا. فالناموس يناسب الغرض الذي قُصِد له، وهو أن يُظهر مقياس الله، ويكشف الخطية، ويُظهر حاجتنا إلى الخلاص في يسوع.
٢. وَلَكِنَّهُ شَعْبٌ مَنْهُوبٌ وَمَسْلُوبٌ: ينظر الله إلى شعبه ويرى الألم والدمار اللذين أحدثهما العالم والجسد وإبليس فيهم. إنهم شعب منهوب مسلوب. إنهم فريسة، وما مِن منقذ. وأسوأ من ذلك أنه ما مِن أحد يطالب بالاسترداد (وَلَيْسَ مَنْ يَقُولُ: رُدَّ!)
٣. مَنْ دَفَعَ يَعْقُوبَ إِلَى ٱلسَّلَبِ وَإِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلنَّاهِبِينَ؟: من فعل هذا؟ إن إجابة إشعياء صادمة تقريبًا. أَلَيْسَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ وَلَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِشَرِيعَتِهِ؟ ففي هذا الظرف، سمح الله لإسرائيل بأن تصل إلى مكان متدنٍّ من الهزيمة كتأديب على خطيتها، على عماها وصممها الروحيين.
٤. وَلَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِهِ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِشَرِيعَتِهِ: كان يُقصد بالوضع المتدني لإسرائيل أن يجذبها إلى الرب ثانية. ونحن نعرف أن الرب لا يستخدم هذه الإجراءات إلا بعد أن يكون استنفد إجراءات ألطف. غير أن هذه الإجراءات الحادة لم تنجح (وَلَمْ يَعْرِفْ، وَأَحْرَقَتْهُ وَلَمْ يَضَعْ فِي قَلْبِهِ).
٥. فَأَوْقَدَتْهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ: كان هذا التأديب الإلهي مثل نار بالنسبة لإسرائيل، غير أنها لم تتجاوب معه. وفي ١ بطرس ٤: ١٢-١٩، يربط الرسول المحن والتأديب من الرب بالنار: “أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، لَا تَسْتَغْرِبُوا ٱلْبَلْوَى ٱلْمُحْرِقَةَ ٱلَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ … لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلًا مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ ٱللهِ؟” إن غرض الله من المحنة الصعبة هو أن يأتي بنا إلى التوبة ورقّة القلب. وكلما قاومنا عمله، زادت النار اشتعالًا. وينبغي أن نتجاوب كما ينصحنا بطرس في ١ بطرس ٤: ١٩ “فَإِذًا، ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ، فِي عَمَلِ ٱلْخَيْرِ.” هل تحرق نار تقويم الرب الخطية والنجاسة في حياتك، أم أنها تجعلك أكثر سوادًا وقساوة؟