سفر إرميا – الإصحاح ٤١
اغتيال جدليا، والي يهوذا
أولًا. مذبحة في المصفاة
أ ) الآيات (١-٣): اغتيال جدليا
١وَكَانَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَامَاعَ، مِنَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمُلُوكِيِّ، جَاءَ هُوَ وَعُظَمَاءُ ٱلْمَلِكِ وَعَشَرَةُ رِجَالٍ مَعَهُ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ، وَأَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا فِي ٱلْمِصْفَاةِ. ٢فَقَامَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَٱلْعَشَرَةُ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ بِٱلسَّيْفِ فَقَتَلُوهُ، هَذَا ٱلَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. ٣وَكُلُّ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، أَيْ مَعَ جَدَلْيَا، فِي ٱلْمِصْفَاةِ وَٱلْكَلْدَانِيُّونَ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا هُنَاكَ، وَرِجَالُ ٱلْحَرْبِ، ضَرَبَهُمْ إِسْمَاعِيلُ.
١. وَأَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا فِي ٱلْمِصْفَاةِ: اجتمعوا معًا في نفس المكان حيث سبق أن حذّره بقية قادة جيش يهوذا. فالتقى جدليا إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا ورجاله. وستكون الخيانة القادمة أسوأ لأنها تنتهك مبادئ الضيافة والحماية المتضمَّنة في اشتراك المائدة (أَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا).
• إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَامَاعَ: جاء إسماعيل من خط مباشر من عائلة داود من خلال أليشاماع بن داود (انظر ٢ صموئيل ٥: ١٦).” فينبيرغ (Feinberg)
• وَأَكَلُوا هُنَاكَ خُبْزًا مَعًا: “بما أن مشاركة الوجبة تُعَد عهد إخوة (انظر مزمور ٤١: ٩؛ يوحنا ١٣: ١٨، ٢٦-٣٠)، ستكون خيانة هذا العمل أكثر استحقاقًا للوم والتوبيخ.” كندال (Cundall)
• “ربما توحي حقيقة وجود إسماعيل على مائدة جدليا بأن الاثنين عرفا أحدهما الآخر، وأن جدليا كان يبدي بادرة صداقة.” ثومبسون (Thompson)
• “رغم تحذير جدليا من مؤامرة اغتياله، لم يتخذ أية إجراءات احتياطية.” فينبيرغ (Feinberg)
• “أكلوا معًا. حدثت خيانات وقسوة كثيرة في مآدب. فقد قتل أبشالوم أمنون في مأدبة، وقتل زمري الملك أيلة في مأدبة، وقتل الإسكندر فيلوتاس في مأدبة.” تراب (Trapp)
٢. فَقَامَ… وَضَرَبُوا جَدَلْيَا: قتل إسماعيل ورجاله العشرة هَذَا ٱلَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، إضافة إلى كُلِّ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، والجنود البابليين الموجودين لحماية الوالي (وَٱلْكَلْدَانِيينَ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا هُنَاكَ، وَرِجَالُ ٱلْحَرْبِ). وقد فعل إسماعيل هذا لأن ملك العمونيين استأجره للقيام بهذا العمل (إرميا ٤٠: ١٤).
• كان إسماعيل من العائلة المالكة ومن نسل داود. وربما أحس بالغيرة بعد أن عُيِّن جدليا واليًا، ما جعله أكثر استعدادًا للقيام بما أراده ملك العمونيين.
• “إن كل ما يتعلق به يُلحِق العار باسم سلفه داود الذي قاوم كل حافز للخوض في بحر الدماء ليصل إلى العرش، فانتظر توقيت الله وإرادته. فلم يكن (إسماعيل) شبيهًا بداود، بل بياهو.” كيدنر (Kidner)
• “كانت جريمة إسماعيل أكثر مدعاة للصدمة، لأنه عاش كل العرض الدرامي لدينونة الله في سقوط أورشليم ويهوذا. لكن هذا لم يجعله يخاف الله أو يكرمه. “ومع ذلك، قد يسمع الناس كلمة الله، ويعيشون خبرات يتم فيها توكيد صحة هذه الكلمة. ومع ذلك، فإنهم يتجاهلونها.” مورجان (Morgan)
• “كان موت جدليا مأساة. ولسنوات طويلة بعد ذلك، كان اليهود يصومون ندبًا عليه في ذكرى رحيله.” رايكن (Ryken) “وفي القرون التالية، كان على اليهود أن يصوموا إحياءً لذكرى هذه المأساة (زكريا ٧: ٥؛ ٨: ١٩).” ثومبسون (Thompson)
• “كان أمرًا محتمًا أن تؤدي هذه الحادثة المخزية بأكملها إلى أعمال انتقامية صارمة من قبل البابليين.” ثومبسون (Thompson)
ب) الآيات (٤-٧): اغتيال الرجال الذين جاءوا لتقديم قرابين
٤وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي بَعْدَ قَتْلِهِ جَدَلْيَا وَلَمْ يَعْلَمْ إِنْسَانٌ، ٥أَنَّ رِجَالًا أَتَوْا مِنْ شَكِيمَ وَمِنْ شِيلُوَ وَمِنَ ٱلسَّامِرَةِ، ثَمَانِينَ رَجُلًا مَحْلُوقِي ٱللُّحَى وَمُشَقَّقِي ٱلثِّيَابِ وَمُخَمَّشِينَ، وَبِيَدِهِمْ تَقْدِمَةٌ وَلُبَانٌ لِيُدْخِلُوهُمَا إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٦فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا لِلِقَائِهِمْ مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ سَائِرًا وَبَاكِيًا. فَكَانَ لَمَّا لَقِيَهُمْ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «هَلُمَّ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ». ٧فَكَانَ لَمَّا أَتَوْا إِلَى وَسْطِ ٱلْمَدِينَةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا قَتَلَهُمْ وَأَلْقَاهُمْ إِلَى وَسْطِ ٱلْجُبِّ، هُوَ وَٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ.
١. وَكَانَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي بَعْدَ قَتْلِهِ جَدَلْيَا وَلَمْ يَعْلَمْ إِنْسَانٌ: قتل إسماعيل ورجاله جدليا ومن معه في مستوطنة المصفاة بشكل فعال حتى إن الأمر استغرق بعض الوقت لتُعرف أخبار هذه المذبحة.
٢. أَنَّ رِجَالًا أَتَوْا مِنْ شَكِيمَ وَمِنْ شِيلُوَ وَمِنَ ٱلسَّامِرَةِ: كان هؤلاء عابدين للرب في أراضٍ كانت في ما مضى جزءًا من مملكة إسرائيل التي غزاها الأشوريون قبل أكثر من مئة عام. ربما تأثروا بإصلاحات يوشيا، أو ربما جاءوا من مملكة يهوذا الجنوبية.
• “ربما كان هؤلاء الحجاج من يهوذا أصلًا، وانتقلوا شمالًا بعد سقوط السامرة في ٧٢٢ ق. م.” هاريسون (Harrison)
• “توحي أسماء المدن، وكلها من مملكة إسرائيل الشمالية قديمًا، بتأثيرات إصلاحات حزقيا ويوشيا في هذه المنطقة (٢ ملوك ٢٣: ١٥-٢٠؛ ٢ أخبار الأيام ٣٠: ١-١٢.” كندال (Cundall)
• “هدم يوشيا المذبح في بيت إيل (كان هذا أحد الإصلاحات الدائمة ليوشيا)، فكانوا يجلبون قرابينهم إلى هيكل أورشليم.” فينبيرغ (Feinberg)
• “كانت هذه علامات حزن عميق، ربما بسبب دمار المدينة.” كلارك (Clarke)
• رَجُلًا مَحْلُوقِي ٱللُّحَى وَمُخَمَّشِينَ: “ربما يكون هؤلاء رجالًا ذوي عقلية وميول جيدة، لكنهم تمادوا في تعبيراتهم الخارجية عن الحزن، جزئيًّا بسبب جهلهم بالشريعة في تلك الأزمنة العمياء، وجزئيًّا بسبب العاطفة المفرطة الشبيهة بالوثنيين [لاويين ١٩: ٢٧؛ تثنية ١٤: ١] عن الكارثة العامة التي أصابت بلادهم.” تراب (Trapp)
٣. تَقْدِمَةٌ وَلُبَانٌ لِيُدْخِلُوهُمَا إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ: جاءت هذه المجموعة الكبيرة من الرجال من الشمال لتقديم قرابين وتقدمات. وبما أن البابليين دمروا الهيكل (٢ ملوك ٢٥: ٩)، جاءوا في حداد جليل ليأتوا بالدقيق والبخور إلى حطام الهيكل.
• “كانت قرابينهم (حرفيًّا ’الهدية‘ أو ’الجزية‘) تقدمات غير دموية، لأنهم لم تكن هنالك مرافق متاحة لتقديم ذبائح حيوانية (انظر تثنية ١٢: ١٣-١٤، ١٧-١٨.” فينبيرغ (Feinberg)
• “ربما كانت قرابينهم مقصودة لطقس ما في منطقة المذبح.” هاريسون (Harrison)
• “رغم تدمير الهيكل نفسه، جاءوا إلى موقعه، والذي كان ما زال يستخدم للعبادة من قبل أولئك الناجين من سقوط المدينة. إذ كانت الحطام نفسها تُعَد مقدسة تمامًا كما أن الحائط الغربي للهيكل في أورشليم مقدس حتى هذا اليوم. وفضلًا عن ذلك، ربما بُني مقْدِس رمزي هناك.” فينبيرغ (Feinberg)
٤. فَخَرَجَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا لِلِقَائِهِمْ مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ سَائِرًا وَبَاكِيًا: عرف إسماعيل الشرير الذي لا قلب له كيف يقدم عرضًا تمثيليًّا ليبدو غير مؤذٍ لمجموعة من الرجال المقتربين.
٥. أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا قَتَلَهُمْ وَأَلْقَاهُمْ إِلَى وَسْطِ ٱلْجُبِّ: قتل إسماعيل وعصابته أكبر عدد ممكن من العابدين، ثم قاموا بإلقاء جثثهم بقسوة في جُرن (حفرة).
• “حالما غمس كلب الجحيم لسانه في الدم مرة، لم يستطع أن يتوقف عن قسوته التي لا مثيل لها.” تراب (Trapp)
• “وفضلًا عن ذلك، فإن إمدادات المياه في فلسطين كانت عزيزة، كان تلوث الخزان عملًا تخريبيًّا غير مسؤول على نحو غريب.” كندال (Cundall)
• “هذا الإصحاح ممتلئ بالفظائع المروّعة. إذ تتلاحق الضربات على بقية اليهود الذين تناقصت أعدادهم.” ماير (Meyer)
• “يبدأ المرء بتصوُّر إسماعيل على أنه قاتل وحشي استمتع بالقتل لأجل القتل.” ثومبسون (Thompson)
• “أورد إرميا ملاحظة تاريخية تبيّن أن آسا، ملك يهوذا (٩١٣-٨٧٣ ق. م.)، كان قد أمر بصنع هذا الجرن لتأمين كمية كافية من المياه للمصفاة عندما حصّنها ضد ملك إسرائيل بعشا (٩١٠-٨٨٧ ق. م.) (انظر ١ ملوك ١٥: ٢٢؛ ٢ أخبار الأيام ١٦: ٦).” فينبيرغ (Feinberg)
• “ربما أدت الحفريات في تل النصبة إلى إلقاء ضوء على هذا الجرن.” ثومبسون (Thompson)
ج) الآيات (٨-١٠): إسماعيل يأخذ أحياء أسرى ويعود إلى ربة عمون.
٨وَلَكِنْ وُجِدَ فِيهِمْ عَشَرَةُ رِجَالٍ قَالُوا لِإِسْمَاعِيلَ: «لَا تَقْتُلْنَا لِأَنَّهُ يُوجَدُ لَنَا خَزَائِنُ فِي ٱلْحَقْلِ: قَمْحٌ وَشَعِيرٌ وَزَيْتٌ وَعَسَلٌ». فَٱمْتَنَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ. ٩فَٱلْجُبُّ ٱلَّذِي طَرَحَ فِيهِ إِسْمَاعِيلُ كُلَّ جُثَثِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ قَتَلَهُمْ بِسَبَبِ جَدَلْيَا، هُوَ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلْمَلِكُ آسَا مِنْ وَجْهِ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. فَمَلَأَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا مِنَ ٱلْقَتْلَى. ١٠فَسَبَى إِسْمَاعِيلُ كُلَّ بَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمِصْفَاةِ، بَنَاتِ ٱلْمَلِكِ وَكُلَّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي بَقِيَ فِي ٱلْمِصْفَاةِ، ٱلَّذِينَ أَقَامَ عَلَيْهِمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ، سَبَاهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَذَهَبَ لِيَعْبُرَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ.
١. لَا تَقْتُلْنَا لِأَنَّهُ يُوجَدُ لَنَا خَزَائِنُ فِي ٱلْحَقْلِ: قَمْحٌ وَشَعِيرٌ وَزَيْتٌ وَعَسَلٌ: من بين الثمانين رجلًا الذين جاءوا إلى المصفاة من الشمال، استطاع عشرة منهم أن يقنعوا إسماعيل بالعفو عنهم مقابل كل الأشياء التي جلبوها ليقدموها قرابين للرب.
• “أبقى إسماعيل عشرة رجال أحياء لأنهم أخبروه أنه يوجد لهم ’خَزَائِنُ فِي ٱلْحَقْلِ: قَمْحٌ وَشَعِيرٌ وَزَيْتٌ وَعَسَلٌ،‘ وسيطلعونه عليها. ولا يخبرنا النص إن كان قد حفظ وعده لهم. فلا يستطيع أن يفعل شيئًا صالحًا أو عظيمًا. ومن المحتمل أنه، بعد حصوله على كنوزهم، عاملهم كما سبق أن عامل رفقاءهم.” كلارك (Clarke)
٢. هُوَ ٱلَّذِي صَنَعَهُ ٱلْمَلِكُ آسَا مِنْ وَجْهِ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: يوصف عهد آساف في ١ ملوك ١٥: ١١-١٦. وربما صنع هذا الجرن كإعداد للمعركة ضد بعشا، ملك إسرائيل.
• “انظر ١ ملوك ١٥: ٢٢. لقد صنع آسا هذا الجرن كخزان لتزويد المكان بالماء، لأنه بنى المصفاة وحصّنها عندما كان في حرب مع بعشا، ملك إسرائيل.” كلارك (Clarke)
٣. بَنَاتِ ٱلْمَلِكِ…سَبَاهُم: أخذ إسماعيل المتوحش والماكر الناجين، والعبيد، والخدام إلى بني عمون، ربما ليبيعهم كعبيد للملك الأجنبي.
• بَنَاتِ ٱلْمَلِكِ: “لا يمكننا أن نتأكد من هوية هؤلاء النساء، سواء أكنّ بنات صدقيا، أم نساء أخريات من أصل ملكي، وربما كان هنالك عدد كبير منهن من فروع أخرى للعائلة المالكة.” ثومبسون (Thompson)
• “ربما كان دافع إسماعيل في نقل البقية إلى عمون ثلاثيًّا. ١. للهروب من العقاب ٢. لإيجاد ملجأ عند بعليس الذي حرّض على اغتيال جدليا (إرميا ٤٠: ١٤) ٣. لبيع البقية كعبيد لبني عمون. فينبيرغ (Feinberg)
• “مرة أخرى، نتأثر ونتعجب للمحنة الرهيبة لهذا الشعب.” مورجان (Morgan)
ثانيًا. استجابة يوحانان
أ ) الآيات (١١-١٥): إنقاذ الأسرى وهروب إسماعيل
١١فَلَمَّا سَمِعَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ بِكُلِّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي فَعَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا، ١٢أَخَذُوا كُلَّ ٱلرِّجَالِ وَسَارُوا لِيُحَارِبُوا إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا، فَوَجَدُوهُ عِنْدَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي فِي جِبْعُونَ. ١٣وَلَمَّا رَأَى كُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَ إِسْمَاعِيلَ يُوحَانَانَ بْنَ قَارِيحَ وَكُلَّ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ فَرِحُوا. ١٤فَدَارَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي سَبَاهُ إِسْمَاعِيلُ مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ، وَرَجَعُوا وَسَارُوا إِلَى يُوحَانَانَ بْنِ قَارِيحَ. ١٥أَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا فَهَرَبَ بِثَمَانِيَةِ رِجَالٍ مِنْ وَجْهِ يُوحَانَانَ وَسَارَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ.
١. فَلَمَّا سَمِعَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ بِكُلِّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي فَعَلَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا: لا بد أن هذا كان خبرًا مأساويًّا للغاية ليوحانان، لأنه سبق أن حذّر جدليا من المؤامرة على قتله ((إرميا ٤٠: ١٥).
٢. أَخَذُوا كُلَّ ٱلرِّجَالِ وَسَارُوا لِيُحَارِبُوا إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا: لن يسمح يوحانان في بطولته أن تمر هذه الجريمة بلا عقاب. فقام ورجاله بملاحقة جماعة إسماعيل ومحاربتهم. ومن الواضح أن رؤساء الجيوش الذين مع إسماعيل فرحوا برؤية يوحانان ووقفوا إلى جانبه. إذ كان إسماعيل عنيفًا حتى إنه كان يرهب رجاله.
• “اكتشف إسماعيل أن الانتصار الذي لا يفوز بالقلوب باطل، حيث سعِدَ رفقاؤه (الذين كانوا بمثابة أسرى له) بهجره.” كيدنر (Kidner)
• ٱلْمِيَاهِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي فِي جِبْعُونَ: “تطلق عليها تسمية ’البركة العظيمة‘ أو ’بركة جبعون‘ (انظر ٢ صموئيل ٢: ١٣.).” فينبيرغ (Feinberg)
• “كشفت الحفريات الأخيرة في الجيب على بعد حوالي ستة أميال شمال غربي أورشليم عن حفرة كبيرة محفورة في الصخر يبلغ عمقها ٨٢ قدمًا. وقد نُحتت درجات حول جدرانها من الأعلى إلى الأسفل لتمكين الناس من الوصول إلى المياه المخزونة هناك.” ثومبسون (Thompson)
٣. فَهَرَبَ بِثَمَانِيَةِ رِجَالٍ مِنْ وَجْهِ يُوحَانَانَ وَسَارَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ: تمكن إسماعيل من الفرار قبل أسره عندما داهمه يوحانان ورجاله. ونجح هو وثمانية من رجاله إلى الوصول إلى ربة عمون.
ب) الآيات (١٦-١٨): قيادة يوحانان
١٦فَأَخَذَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ، كُلَّ بَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَرَدَّهُمْ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَثَنْيَا مِنَ ٱلْمِصْفَاةِ، بَعْدَ قَتْلِ جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ، رِجَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْمُقْتَدِرِينَ وَٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَطْفَالَ وَٱلْخِصْيَانَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَرَدَّهُمْ مِنْ جِبْعُونَ. ١٧فَسَارُوا وَأَقَامُوا فِي جَيْرُوتَ كِمْهَامَ ٱلَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، لِكَيْ يَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ ١٨مِنْ وَجْهِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنْهُمْ، لِأَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا كَانَ قَدْ ضَرَبَ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ ٱلَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١. يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ: أخذ يوحانان ورجاله كل الناجين من مذبحة المصفاة، وأحضروهم إلى كِمْهَامَ ٱلَّتِي بِجَانِبِ بَيْتِ لَحْمٍ، إلى أن ذهبوا في نهاية الأمر إلى مصر.
• جَيْرُوتَ كِمْهَامَ: “هذه هي العزبة التي أعطاها داود لكمهام بن برزلاي (انظر ٢ صموئيل ١٩: ٣٧، إلخ). وقد اتخذها كمجرد مكان راحة، حيث خطّط أن يحمل الجميع إلى مصر خوفًا من الكلدانيين الذين سيسعون إلى الانتقام لموت جدليا.” كلارك (Clarke)
٢. لِأَنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنْهُمْ: تم تضمين هذه الرواية الرهيبة لإظهار كيف كانت الظروف فوضوية وغير آمنة في يهوذا والمنطقة بعد سقوط مملكة يهوذا. ولهذا شعر كثيرون أنه أكثر أمانًا لهم أن يعيشوا في مصر من هذه الأرض الخارجة عن القانون.
• لِكَيْ يَسِيرُوا وَيَدْخُلُوا مِصْرَ: “قرر يوحانان الآن أن يذهب إلى مصر بأسرع ما يمكن. إذ كان هو وضباط الجيش معه يخشون من الانتقام عند وصول خبر اغتيال جدليا إلى بابل.” فينبيرغ (Feinberg)