سفر إرميا – الإصحاح ٤٨
كلمة دينونة عن موآب
أولًا. الدينونة القادمة على موآب
أ ) الآيات (١-٥): دينونة قادمة على مدن موآب
١عَنْ مُوآبَ: «هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: وَيْلٌ لِنَبُو لِأَنَّهَا قَدْ خَرِبَتْ. خَزِيَتْ وَأُخِذَتْ قَرْيَتَايِمُ. خَزِيَتْ مِسْجَابُ وَٱرْتَعَبَتْ. ٢لَيْسَ مَوْجُودًا بَعْدُ فَخْرُ مُوآبَ. فِي حَشْبُونَ فَكَّرُوا عَلَيْهَا شَرًّا. هَلُمَّ فَنَقْرِضُهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةً. وَأَنْتِ أَيْضًا يَا مَدْمِينُ تُصَمِّينَ وَيَذْهَبُ وَرَاءَكِ ٱلسَّيْفُ. ٣صَوْتُ صِيَاحٍ مِنْ حُورُونَايِمَ، هَلَاكٌ وَسَحْقٌ عَظِيمٌ. ٤قَدْ حُطِّمَتْ مُوآبُ، وَأَسْمَعَ صِغَارُهَا صُرَاخًا. ٥لِأَنَّهُ فِي عَقَبَةِ لُوحِيتَ يَصْعَدُ بُكَاءٌ عَلَى بُكَاءٍ، لِأَنَّهُ فِي مُنْحَدَرِ حُورُونَايِمَ سَمِعَ ٱلْأَعْدَاءُ صُرَاخَ ٱنْكِسَارٍ.
١. عَنْ مُوآبَ: في سلسلة من الدينونات على الأمم المجاورة لإسرائيل، يحوّل إرميا انتباهه إلى جارة إسرائيل إلى الشرق عبر الجانب الآخر من نهر الأردن. وقد جاء سلف الموآبيين من سفاح قربى بين لوط وابنته (تكوين ١٩: ٣٧).
• كان الموآبيون بمثابة أبناء عم لبني إسرائيل. وقد خافوا عندما جاء بنو إسرائيل من مصر متجهين إلى كنعان (عدد ٢٢: ٣-٤). فاستأجر بالاق، ملك موآب، بلعام ليلعنهم (عدد ٢٢: ٥-٨). وعندما دخلوا فعلًا إلى كنعان، كان الموآبيون يشنون هجمات عليهم أحيانًا، ويحكمونهم أحيانًا (قضاة ٣: ١٢-١٤).
• وفي فترة لاحقة، كانت راعوث الموآبية الجدة الكبرى للملك داود. وأرسل داود أبويه للحماية هناك عندما كان شاول يطارده (١ صموئيل ٢٢: ٣-٤). وعندما صار داود ملكًا، حارب موآب وهزمها (٢ صموئيل ٨: ٢)، فصارت مملكة تابعة لإسرائيل تتمرد عليها أحيانًا (٢ ملوك ١: ١؛ ٢ ملوك ٣: ٤-٥).
• “كانت هنالك عداوة دائمة بين الأُمّتين. وهذه حقيقة تشهد عليها النبوات الموجهة إلى الشعوب الأجنبية وعلى موآب في إشعياء (الإصحاحين ١٥-١٦)، وعاموس (٢: ١-٣)، وصفنيا (٢: ٩)، وإرميا، وحزقيال (٢٥: ٨-١١).” ثومبسون (Thompson)
٢. هَكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: كان إله إسرائيل إله الأرض كلها، وتكلم بسلطان في دينونة على موآب. وكان رب الجنود، الإله المهيب الآمر للجيوش السماوية.
٣. وَيْلٌ لِنَبُو لِأَنَّهَا قَدْ خَرِبَتْ. خَزِيَتْ وَأُخِذَتْ قَرْيَتَايِمُ: بدأ إرميا بإدراج مدن رئيسية وأماكن كثيرة في موآب ستُسحق في الدينونة، بما فيها نبو، وقريتايم، وحشبون، وحورونايم، ولوحيت. وستُنهب، وتُخزى، وتقطّع، وتدمَّر.
• “ليس نبو المذكور هنا جبلًا، بل المدينة الموآبية المذكورة في عدد ٣٢: ٣، ٣٨، والتي بناها سبط رأوبين.” هاريسون (Harrison)
• كانت معظم المدن المذكورة هنا مدنًا سبق أن خصّصها موسى لسبط رأوبين (عدد ٣٢: ٣٣-٣٨؛ يشوع ١٣: ١٥-٢٣.” هاريسون (Harrison)
• لَيْسَ مَوْجُودًا بَعْدُ فَخْرُ مُوآبَ: “بالنسبة لنا من هذه المسافة، فإن مجرد ذكر شهرتها أمر مثير للسخرية، لأنه يمكننا أن نرى كيف كانت شهرتها محلية ومؤقتة. وقد عنت لها الكثير.” كيدنر (Kidner)
• صَوْتُ صِيَاحٍ مِنْ حُورُونَايِمَ: “يأبون أن يبكوا على خطاياهم، ولهذا سيبكون على تعاستهم بدموع يائسة لا يسمعها أحد. وسيكون حالهم أسوأ مستقبلًا.” تراب (Trapp)
• يَصْعَدُ بُكَاءٌ عَلَى بُكَاءٍ: “هذه هي الترجمة الحرفية للنص العبري. وتعني هذه العبارة أنهم سيبكون بغزارة.” تراب (Trapp)
ب) الآيات (٦-٩): رعب الدينونة القادمة على موآب
٦ٱهْرُبُوا نَجُّوا أَنْفُسَكُمْ، وَكُونُوا كَعَرْعَرٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. ٧فَمِنْ أَجْلِ ٱتِّكَالِكِ عَلَى أَعْمَالِكِ وَعَلَى خَزَائِنِكِ سَتُؤْخَذِينَ أَنْتِ أَيْضًا، وَيَخْرُجُ كَمُوشُ إِلَى ٱلسَّبْيِ، كَهَنَتُهُ ورُؤَسَاؤُهُ مَعًا. ٨وَيَأْتِي ٱلْمُهْلِكُ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ، فَلَا تُفْلِتُ مَدِينَةٌ، فَيَبِيدُ ٱلْوَطَاءُ، وَيَهْلِكُ ٱلسَّهْلُ كَمَا قَالَ ٱلرَّبُّ. ٩أَعْطُوا مُوآبَ جَنَاحًا لِأَنَّهَا تَخْرُجُ طَائِرَةً وَتَصِيرُ مُدُنُهَا خَرِبَةً بِلَا سَاكِنٍ فِيهَا.
١. ٱهْرُبُوا نَجُّوا أَنْفُسَكُمْ: ستكون هذه هي الصيحة التي ستُسمع في موآب لدى تقدم جيوش بابل إليها.
• “الصورة التي ينقلها هذا الإصحاح هي تحطيم الرضا عن النفس والاكتفاء الذاتي في غزو شامل، مع ما يرافقه من وحشية: نهبٌ، وذبحٌ، وسبيٌ، وبؤس لا يوصف، وندبٌ مر.” كندال (Cundall)
٢. فَمِنْ أَجْلِ ٱتِّكَالِكِ عَلَى أَعْمَالِكِ وَعَلَى خَزَائِنِكِ: كانت موآب غنية بفضل الطرق التجارية التي كانت تمر عبرها. فجعلتها كنوزها متكبرة ومعتمدة على الذات، وجاهزة لدينونة الرب.
• “من ناحية جغرافية، كانت موآب أكثر عزلة من إسرائيل ويهوذا اللتين كانتا على الطرق التجارية الرئيسية والمحاطتين بممالك أخرى. فساعدت عزلة موآب إياها في تجنُّب اضطرابات دولية كثيرة أضعفت جيرانها. وكانت في الغالب قادرة على تقوية نفسها على حسابهم.” كندال (Cundall)
٣. وَيَخْرُجُ كَمُوشُ إِلَى ٱلسَّبْيِ: كان كموش إله الموآبيين القديم، وكان يُستخدم لتمثيل الشعب. وعندما غزا البابليون موآب، أخذوا معهم أصنام كموش وشعبه إلى السبي.
• “كان كموش هو الإله الموآبي الرئيسي (عدد ٢١: ٢٩)، وكان تقديم الأطفال ذبيحة له جزءًا من عبادته (٢ ملوك ٣: ٢٧).” هاريسون (Harrison)
• “أقام سليمان مرتفعًا لعبادة كموش في أورشليم (١ ملوك ١١: ٧)، لكنه هُدِم في عهد يوشيا (٢ ملوك ٢٣: ١٣).” هاريسون (Harrison)
• “رغم تعَطُّش كموش للدم، كان في الغالب جذابًا لإسرائيل. ففي أيام بلعام، غررت النساء الموآبيات برجال بني إسرائيل ليعبدوا آلهتهن. وفي وقت لاحق، تزوج سليمان الحكيم من نساء موآبيات، وأقام مذبحًا لكموش (١ ملوك ١١: ١-١٣).” رايكن (Ryken)
• “كان حمل أصنام الآلهة أمرًا شائعًا في الشرق الأدنى القديم (انظر عاموس ٥: ٢٥؛ إشعيا ٤٦: ١، ٢).” ثومبسون (Thompson)
٤. أَعْطُوا مُوآبَ جَنَاحًا لِأَنَّهَا تَخْرُجُ طَائِرَةً: سيكون الدمار تامًّا (وَتَصِيرُ مُدُنُهَا خَرِبَةً بِلَا سَاكِنٍ)، بحيث سيكون القادرون على النجاة أو الهروب محظوظين.
• فَيَبِيدُ ٱلْوَطَاءُ: “الإشارة هنا هي إلى وادي الأردن الذي يلامس موآب غربًا. وستشترك مدن موآب كلها بالهلاك. و’الهضبة‘ هي المنطقة التي تقع فيها معظم مدن موآب.” فينبيرغ (Feinberg)
ج) الآيات (١٠-١٣): موآب الراضية عن نفسها لا بد أن تُفرَّغ.
١٠مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ ٱلدَّمِ. ١١مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ، وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى ٱلسَّبْيِ. لِذَلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ. ١٢لِذَلِكَ هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَأُرْسِلُ إِلَيْهِ مُصْغِينَ فَيُصْغُونَهُ، وَيُفَرِّغُونَ آنِيَتَهُ، وَيَكْسِرُونَ أَوْعِيَتَهُمْ. ١٣فَيَخْجَلُ مُوآبُ مِنْ كَمُوشَ، كَمَا خَجِلَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْتِ إِيلَ مُتَّكَلِهِمْ.
١. وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ ٱلدَّمِ: كانت جيوش بابل خدامًا لله من دون أن يعرفوا ذلك في تنفيذهم دينونة الله على يهوذا وموآب والشعوب الأخرى. فكان عليهم أن يقوموا بعملهم من دون تراخٍ، بل بشكل تام.
• “لاحِظِ اللّيّ المخيف لما قد صار مثلًا أو نصًّا للواعظ في الآية ١٠أ، ’مَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ ٱلدَّمِ،‘ وكيف تحوّلت إلى تهمة لجلّادي موآب.” كيدنر (Kidner)
• وصف أ. س. بيك إرميا ٤٨: ١٠ على أنها آية متعطشة للدم، وعَدَّها دسًّا وإقحامًا، ولا ينبغي تفسيرها حرفيًّا، بل كعبارة متسمة بالغُلُو حول اكتمال الدينونة وشيكة الوقوع. وإنه لأمر محتم أن يتضمن مثل هذا الحدث سفك دماء. لكن الرب لا يُسَر بموت أكثر خاطئ تمردًا (انظر ٢ بطرس ٣: ٩.).” كندال (Cundall)
٢. مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ: تكلم الله على لسان إرميا مستخدمًا صورة مذهلة لخطية موآب وحالتها. لقد كانت مرتاحة وخالية البال لفترة طويلة، مستقرة على الثمالة (وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ).
• الصورة هنا هي لعملية تكرير النبيذ القديمة. فبعد التخمير، كان النبيذ يوضع في جرة أو زجاجة، بينما تستقر الشوائب في القاع كما تترسب ثمالة القهوة في الإناء الأول. وتتكرر هذه العملية عدة مرات حتى تقل الشوائب التي تفسد الطعم.
• “كان أحد أسباب فساد موآب هو راحتها وسهولة حياتها النسبية.” مورجان (Morgan)
• “كانت تقع خارج المسار الطبيعي لغزاة الشرق الأوسط. ونادرًا ما كانت تتعرض للإزعاج.” ثومبسون (Thompson)
• “كانت لدى موآب أجراف شاهقة للحماية، وقطعان هائلة من الغنم للثروة. وهي ثروات تجدد نفسها بنفسها. لكن ملجأ هذه الأشياء ولّد فيهم رضًا عن الذات أكثر مما ولّد طبيعة أخلاقية جيدة.” كيدنر (Kidner)
٣. وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ: “لم تُخَض موآب لفترة طويلة، وقد استقرت على حالة من الرضا المريح عن الذات. ووفقًا للصورة، فإن الثمالة المتبقّية تغيّر طعم النبيذ وتفسده. وستستفيد موآب، شأنها شأن كثيرين اليوم، من إفراغها من إناء إلى إناء. وكان يعني هذا لها السبي القادم.
• “هذا التشبيه مناسب تمامًا بسبب التقدير الذي حظيت به كروم موآب (انظر إشعياء ١٦: ٨-١١).” هاريسون (Harrison)
• “قد يتذكر قُرّاء كتاب “هدسون في سنواته الأولى” – وهو كتاب كلاسيكي حول هذا المرسل الشهير – الترويسة المناسبة، ’مُفرَغ من إناء إلى إناء،‘ والذي يصف موضوعه عدة شهور قلقة لكنها كانت في نهاية المطاف مثمرة في السنة الثانية لهذا المرسل في الصين.” كيدنر (Kidner)
٤. لِذَلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ: تبقى الصورة صحيحة. فإذا لم نُفْرَغ من إناء إلى إناء من وقت إلى آخر، فلن ننمو أبدًا، ولن تتغير رائحتنا. لقد وعد الله بأن يرسل عمال النبيذ إلى موآب ليقلبوها ويفرغوا آنيتها، ويقوموا بعمل مشابه بأمانة في حياة شعبه اليوم.
• كان هذا بالنسبة لموآب إظهارًا لدينونة الله وغضبه. وأما بالنسبة للمؤمن بموجب العهد الجديد، فإنه إظهار لصلاح الله ورأفته.
• “سيتعامل الله مع موآب – على نقيض جرة فخارية مائلة بعناية لا تفقد رواسب النبيذ – بقسوة، حيث ستُفرَغ إلى الخارج. سيفرغها كجرار، ويحطمها كأباريق.” فينبيرغ (Feinberg)
٥. فَيَخْجَلُ مُوآبُ مِنْ كَمُوشَ: وعد الله موآب، من خلال الغزو والسبي البابليين، بأن يكسر ثقتها بإلهها المحلي كموش، كما كسّر ثقة مملكة إسرائيل الشمالية ببيت إيل، مركز عبادتها الوثنية.
د ) الآيات (١٤-١٧): الكارثة القادمة على موآب
١٤كَيْفَ تَقُولُونَ نَحْنُ جَبَابِرَةٌ وَرِجَالُ قُوَّةٍ لِلْحَرْبِ؟ ١٥أُهْلِكَتْ مُوآبُ وَصَعِدَتْ مُدُنُهَا، وَخِيَارُ مُنْتَخَبِيهَا نَزَلُوا لِلْقَتْلِ، يَقُولُ ٱلْمَلِكُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ. ١٦قَرِيبٌ مَجِيءُ هَلَاكِ مُوآبَ، وَبَلِيَّتُهَا مُسْرِعَةٌ جِدًّا. ١٧اُنْدُبُوهَا يَا جَمِيعَ ٱلَّذِينَ حَوَالَيْهَا، وَكُلَّ ٱلْعَارِفِينَ ٱسْمَهَا قُولُوا: كَيْفَ ٱنْكَسَرَ قَضِيبُ ٱلْعِزِّ، عَصَا ٱلْجَلَالِ؟
١. جَبَابِرَةٌ وَرِجَالُ قُوَّةٍ لِلْحَرْبِ: كانت هذه نظرة موآب في وجه التهديد البابلي. فبيّن الله لهم مدى حمقهم وعقم ثقتهم بالنفس. إذ سيُنهبون ويُسبون (صَعِدَتْ مُدُنُهَا).
• “لم تختبر موآب السبي قط، وكان أحد أسباب ذلك هو عزلتها، مع أنها كانت تُغزى وتُحتل بشكل دوري.” هاريسون (Harrison)
٢. يَقُولُ ٱلْمَلِكُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ: لم يكن إلهًا محلّيًّا ذاك الذي جلب هذه الرسالة إلى موآب. فهو الملك على الجميع. إنه يهوه الذي تأتمر بأمره جيوش السماء (رَبُّ ٱلْجُنُودِ).
٣. ٱنْكَسَرَ قَضِيبُ ٱلْعِزِّ: ستكون هذه استجابة الشعوب المحيطة. لقد بدت موآب قضيبًا جميلًا وقويًّا، لكن البابليين سيكسرون ذلك القضيب.
• القضيب: “يشير التعبيران ’قَضِيبُ ٱلْعِزِّ‘ و’عَصَا ٱلْجَلَالِ‘ إلى الأيام التي كانت فيها موآب قادرة على ممارسة بعض النفوذ في المناطق المجاورة (إرميا ٢٧: ٣؛ ٢ ملوك ١: ١؛٣: ٤-٥؛ ٢٤: ٢).” ثومبسون (Thompson)
هـ) الآيات (١٨-٢٤): الطبيعة الكاملة لغزو موآب
١٨اِنْزِلِي مِنَ ٱلْمَجْدِ، ٱجْلِسِي فِي ٱلظَّمَاءِ أَيَّتُهَا ٱلسَّاكِنَةُ بِنْتَ دِيبُونَ، لِأَنَّ مُهْلِكَ مُوآبَ قَدْ صَعِدَ إِلَيْكِ وَأَهْلَكَ حُصُونَكِ. ١٩قِفِي عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَتَطَلَّعِي يَا سَاكِنَةَ عَرُوعِيرَ. ٱسْأَلِي ٱلْهَارِبَ وَٱلنَّاجِيَةَ. قُولِي: مَاذَا حَدَثَ؟ ٢٠قَدْ خَزِيَ مُوآبُ لِأَنَّهُ قَدْ نُقِضَ. وَلْوِلُوا وَٱصْرُخُوا. أَخْبِرُوا فِي أَرْنُونَ أَنَّ مُوآبَ قَدْ أُهْلِكَ. ٢١وَقَدْ جَاءَ ٱلْقَضَاءُ عَلَى أَرْضِ ٱلسَّهْلِ، عَلَى حُولُونَ وَعَلَى يَهْصَةَ وَعَلَى مَيْفَعَةَ، ٢٢وَعَلَى دِيبُونَ وَعَلَى نَبُو وَعَلَى بَيْتِ دَبْلَتَايِمَ، ٢٣وَعَلَى قَرْيَتَايِمَ وَعَلَى بَيْتِ جَامُولَ وَعَلَى بَيْتِ مَعُونَ، ٢٤وَعَلَى قَرْيُوتَ وَعَلَى بُصْرَةَ وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ أَرْضِ مُوآبَ ٱلْبَعِيدَةِ وَٱلْقَرِيبَةِ. عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ.
١. اِنْزِلِي مِنَ ٱلْمَجْدِ، أَيَّتُهَا ٱلسَّاكِنَةُ بِنْتَ دِيبُونَ: كلم الله موآب في مدنها ومعالمها طالبًا منها أن تتواضع وتستعد للدينونة القادمة لأن ناهبها قد جاء (لِأَنَّ مُهْلِكَ مُوآبَ قَدْ صَعِدَ إِلَيْكِ).
• “كانت ديبون (ديبان الحديثة) تقع على بعد أربعة أميال شمال أرنون وثلاثة عشر ميلًا شرقي البحر الميت. وقد اكتُشف ’حجر موآب‘ هناك في ١٨٦٨.” هاريسون (Harrison)
٢. عَلَى كُلِّ مُدُنِ أَرْضِ مُوآبَ ٱلْبَعِيدَةِ وَٱلْقَرِيبَةِ: أدرج إرميا ما لا يقل عن أربع عشرة مدينة ومكانًا في موآب لإعطاء فكرة عن شمولية الدينونة واكتمالها.
ثانيًا. سبب الدينونة: كبرياء موآب
أ ) الآيات (٢٥-٢٨): اعتقاد موآب أنها أفضل من إسرائيل
٢٥عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ.٢٦ اسْكِرُوهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى ٱلرَّبِّ، فَيَتَمَرَّغَ مُوآبُ فِي قُيَائِهِ، وَهُوَ أَيْضًا يَكُونُ ضُحْكَةً. ٢٧أَفَمَا كَانَ إِسْرَائِيلُ ضُحْكَةً لَكَ؟ هَلْ وُجِدَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ حَتَّى أَنَّكَ كُلَّمَا كُنْتَ تَتَكَلَّمُ بِهِ كُنْتَ تَنْغَضُ ٱلرَّأْسَ؟ ٢٨خَلُّوا ٱلْمُدُنَ، وَٱسْكُنُوا فِي ٱلصَّخْرِ يَا سُكَّانَ مُوآبَ، وَكُونُوا كَحَمَامَةٍ تُعَشِّشُ فِي جَوَانِبِ فَمِ ٱلْحُفْرَةِ.
١. عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ: كان القرن والذراع يمثّلان القوة. فكان الأول من عالم الحيوان، بينما الثاني من عالم الإنسان. وسيجعل الله موآب خالية من كل قوة.
• “عُضِبَ قَرْنُ مُوآبَ، وَتَحَطَّمَتْ ذِرَاعُهُ، أو قدرته، أو قوته، ومجده، وممالكه، وسلاطينه، ورؤساؤه، يقول الكلداني!” تراب (Trapp)
٢. اسْكِرُوهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى ٱلرَّبِّ: اعتقد الموآبيون أنهم أعظم من الرب، إله عهد إسرائيل، كما اعتقدوا أنهم أعظم من إسرائيل، فاستهزأوا بها. وأحسوا بالتفوق عندما غزا الأشوريون مملكة إسرائيل الشمالية، بينما هم نجوا.
• فَيَتَمَرَّغَ مُوآبُ فِي قُيَائِهِ: “الكلمة العبرية المترجمة إلى ’يتمرغ‘ هي Sapaq وهي تعني التصفيق باليدين (سفر العدد ٣٤: ١٠؛ مراثي ٢: ١٥)، والتصفيق على الفخذ (إرميا ٣١: ١٩). ويفترض أن تكون الإشارة هنا إلى شخص يمسك ببطنه وهو يتقيّأ.” هاريسون (Harrison)
• “إن خدر سِكّير موآب إنذار لكل من يهزأ بالله أو يشمخ عليه. إذ يتألم الله من استهزاء مخلوقاته به. لكنه لن يُستهزَأ به أو يُشمخ عليه إلى الأبد. فهنالك شيء مضحك في تمرغ موآب في قيئها.” رايكن (Ryken)
• إن صورة رجل مخمور يتقيّأ مثيرة للاشمئزاز، وربما تكون مدعاة للسخرية. وحالما سخرت موآب بإسرائيل، شربت كأس غضب الرب، لأنها عدَّتْها أضحوكة.” ثومبسون (Thompson)
٣. خَلُّوا ٱلْمُدُنَ، وَٱسْكُنُوا فِي ٱلصَّخْرِ: ستجعل الدينونة القادمة أهل موآب لاجئين من مدنهم، وسيُضطرون إلى اللجوء إلى الجبال وصخورها.
ب) الآيات (٢٩-٣٥): إذلال موآب
٢٩قَدْ سَمِعْنَا بِكِبْرِيَاءِ مُوآبَ. هُوَ مُتَكَبِّرٌ جِدًّا. بِعَظَمَتِهِ وَبِكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ وَٱرْتِفَاعِ قَلْبِهِ. ٣٠أَنَا عَرَفْتُ سَخَطَهُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، إِنَّهُ بَاطِلٌ. أَكَاذِيبُهُ فَعَلَتْ بَاطِلًا. ٣١مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أُوَلْوِلُ عَلَى مُوآبَ، وَعَلَى مُوآبَ كُلِّهِ أَصْرُخُ. يُؤَنُّ عَلَى رِجَالِ قِيرَ حَارِسَ. ٣٢أَبْكِي عَلَيْكِ بُكَاءَ يَعْزِيرَ، يَا جَفْنَةَ سَبْمَةَ. قَدْ عَبَرَتْ قُضْبَانُكِ ٱلْبَحْرَ، وَصَلَتْ إِلَى بَحْرِ يَعْزِيرَ. وَقَعَ ٱلْمُهْلِكُ عَلَى جَنَاكِ، وَعَلَى قِطَافِكِ. ٣٣وَنُزِعَ ٱلْفَرَحُ وَٱلطَّرَبُ مِنَ ٱلْبُسْتَانِ، وَمِنْ أَرْضِ مُوآبَ. وَقَدْ أُبْطِلَتِ ٱلْخَمْرُ مِنَ ٱلْمَعَاصِرِ. لَا يُدَاسُ بِهُتَافٍ. جَلَبَةٌ لَا هُتَافٌ. ٣٤قَدْ أَطْلَقُوا صَوْتَهُمْ مِنْ صُرَاخِ حَشْبُونَ إِلَى أَلْعَالَةَ إِلَى يَاهَصَ، مِنْ صُوغَرَ إِلَى حُورُونَايِمَ، كَعِجْلَةٍ ثُلَاثِيَّةٍ، لِأَنَّ مِيَاهَ نِمْرِيمَ أَيْضًا تَصِيرُ خَرِبَةً. ٣٥وَأُبَطِّلُ مِنْ مُوآبَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، مَنْ يُصْعِدُ فِي مُرْتَفَعَةٍ، وَمَنْ يُبَخِّرُ لِآلِهَتِهِ.
١. قَدْ سَمِعْنَا بِكِبْرِيَاءِ مُوآبَ: هناك الكثير مما يقال عن كبرياء موآب. فقد وصفها الله بأنها متكبرة للغاية (هُوَ مُتَكَبِّرٌ جِدًّا). وقد ظهر هذا في تعظُّمها وتكبُّرها وغطرستها وارتفاع قلبها (بِعَظَمَتِهِ وَبِكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ وَٱرْتِفَاعِ قَلْبِهِ).
• “يكدّس إرميا عددًا من التعابير المترادفة لتوكيد كبرياء موآب.” ثومبسون (Thompson)
٢. أَنَا عَرَفْتُ سَخَطَهُ: ارتبطت كبرياء موآب بغضبها. فقد اعتقد أهلها أنهم أفضل من الآخرين، فوجدوا أنه سهل عليهم أن يشعروا ويتصرفوا بطريقة غاضبة. وعرف الله أن هذا ليس صوابًا. لقد فسّرت كبرياؤهم غضبهم، لكنها لم تبرره.
٣. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أُوَلْوِلُ عَلَى مُوآبَ: رغم أن الدينونة كانت مستحقة بسخاء، إلا أن الله ونبيه لم يفرحا بها. إذ سيصرخان ويندبان بسبب الدمار القادم على موآب وأهلها.
٤. وَنُزِعَ ٱلْفَرَحُ وَٱلطَّرَبُ مِنَ ٱلْبُسْتَانِ: سيتحول ازدهار موآب السابق في الحق والمعصرة إلى حزن وخراب. وسيحدث هذا في جميع أنحاء أرض موآب. وستتوقف ذبائحهم للأوثان على المرتفعات.
• لَا يُدَاسُ بِهُتَافٍ: “الآية ٣٣ صيغة مختلفة لإشعياء ١٦: ١٠. والتضمين هنا هو أن الهتاف لن يكون صيحة فرح لقاطفي الكروم، بل صوت المحاربين العازمين على التدمير.” هاريسون (Harrison)
• “كَعِجْلَةٍ ثُلَاثِيَّةٍ وهي تنزل من مكان إلى آخر بحثًا عن عجلها الذي ضاع أو أُخِذ منها.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (٣٦-٤٢) البكاء على موآب
٣٦مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يُصَوِّتُ قَلْبِي لِمُوآبَ كَنَايٍ، وَيُصَوِّتُ قَلْبِي لِرِجَالِ قِيرَ حَارِسَ كَنَايٍ، لِأَنَّ ٱلثَّرْوَةَ ٱلَّتِي ٱكْتَسَبُوهَا قَدْ بَادَتْ. ٣٧لِأَنَّ كُلَّ رَأْسٍ أَقْرَعُ، وَكُلَّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ، وَعَلَى كُلِّ ٱلْأَيَادِي خُمُوشٌ، وَعَلَى ٱلْأَحْقَاءِ مُسُوحٌ. ٣٨عَلَى كُلِّ سُطُوحِ مُوآبَ وَفِي شَوَارِعِهَا كُلِّهَا نَوْحٌ، لِأَنِّي قَدْ حَطَمْتُ مُوآبَ كَإِنَاءٍ لَا مَسَرَّةَ بِهِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٣٩يُوَلْوِلُونَ قَائِلِينَ: كَيْفَ نُقِضَتْ؟ كَيْفَ حَوَّلَتْ مُوآبُ قَفَاهَا بِخِزْيٍ؟ فَقَدْ صَارَتْ مُوآبُ ضُحْكَةً وَرُعْبًا لِكُلِّ مَنْ حَوَالَيْهَا. ٤٠لِأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَا هُوَ يَطِيرُ كَنَسْرٍ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ عَلَى مُوآبَ. ٤١قَدْ أُخِذَتْ قَرْيُوتُ، وَأُمْسِكَتِ ٱلْحَصِينَاتُ، وَسَيَكُونُ قَلْبُ جَبَابِرَةِ مُوآبَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ كَقَلْبِ ٱمْرَأَةٍ مَاخِضٍ. ٤٢وَيَهْلِكُ مُوآبُ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَعْبًا، لِأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى ٱلرَّبِّ.
١. يُصَوِّتُ قَلْبِي لِمُوآبَ كَنَايٍ: لم يحتفل الله ونبيّه بالهلاك القادم على موآب. فرغم أنها استحقت الدينونة، إلا أنه كان ما زال من المؤلم أن يريا هذا يصيب ابن عم إسرائيل وجارها.
٢. لِأَنَّ كُلَّ رَأْسٍ أَقْرَعُ، وَكُلَّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ: يذكر إرميا هنا مظاهر كثيرة لحدادهم، بما في ذلك طقوس تجريح اليدين ولبس المسوح.
٣. قَدْ حَطَمْتُ مُوآبَ كَإِنَاءٍ لَا مَسَرَّةَ بِهِ: كانت القدور الفخارية أو الآنية الخزفية تُصنع بشكل رخيص في العالم القديم. فكان عند انتهاء الإناء، كان يُكسر بسرعة أو بسهولة. فكانت هذه صورة لكيفية حلول دينونة الله على موآب. وكان من السيئ للغاية أن يُظهر الرجال نوع الألم والخوف اللذين تُظهرهما المرأة في المخاض.
• هَا هُوَ يَطِيرُ كَنَسْرٍ: “كان النسر المستعد للانقضاض على فريسته صورة ملائمة لتمثيل نبوخذ نصّر (انظر تثنية ٢٨: ٤٩؛ إرميا ٤٩: ٢٢).” هاريسون (Harrison)
٤. وَيَهْلِكُ مُوآبُ عَنْ أَنْ يَكُونَ شَعْبًا: لن يعود شعب موآب شعبًا منفصلًا محددًا. فبمعنى ما، سيضيعون في التاريخ، على خلاف إسرائيل. وقد جاء هذا كله “لِأَنَّهُ قَدْ تَعَاظَمَ عَلَى ٱلرَّبِّ”.
• “بدأ الانقراض المتوقع لموآب باستيطان كثيف للأنباط في القرن الأول ق. م. وبلغ ذروته في عهد العرب في الفترة البيزنطية.” هاريسون (Harrison)
• “يبدو أن نهاية موآب كأمّة مستقلة جاءت في عام ٥٨٢ ق. م. عندما هجم نبوخذنصر موآب وعمّون بسبب تمردهما. وفي وقت لاحق، طغى الغزو العربي على الدول الصغيرة في شرق الأردن، فلم يعد لها وجود كأمة.” ثومبسون (Thompson)
د ) الآيات (٤٣-٤٧): دينونة لا هوادة فيها، وبصيص من الأمل
٤٣خَوْفٌ وَحُفْرَةٌ وَفَخٌّ عَلَيْكَ يَا سَاكِنَ مُوآبَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٤٤ٱلَّذِي يَهْرُبُ مِنْ وَجْهِ ٱلْخَوْفِ يَسْقُطُ فِي ٱلْحُفْرَةِ، وَٱلَّذِي يَصْعَدُ مِنَ ٱلْحُفْرَةِ يَعْلَقُ فِي ٱلْفَخِّ، لِأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهَا، أيْ عَلَى مُوآبَ، سَنَةَ عِقَابِهِمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٤٥فِي ظِلِّ حَشْبُونَ وَقَفَ ٱلْهَارِبُونَ بِلَا قُوَّةٍ، لِأَنَّهُ قَدْ خَرَجَتْ نَارٌ مِنْ حَشْبُونَ، وَلَهِيبٌ مِنْ وَسْطِ سِيحُونَ، فَأَكَلَتْ زَاوِيَةَ مُوآبَ، وَهَامَةَ بَنِي ٱلْوَغَى. ٤٦وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ! بَادَ شَعْبُ كَمُوشَ، لِأَنَّ بَنِيكَ قَدْ أُخِذُوا إِلَى ٱلسَّبْيِ وَبَنَاتِكَ إِلَى ٱلْجَلَاءِ. ٤٧وَلَكِنَّنِي أَرُدُّ سَبْيَ مُوآبَ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ.
١. خَوْفٌ وَحُفْرَةٌ وَفَخٌّ عَلَيْكَ: وعد الله بأن الدينونة القادمة على موآب ستكون شاملة. فإذا نجا أحد من جانب ما من جوانب هذه الدينونة، فسيلحق به جانب آخر منها.
• علّق ثومبسون (Thompson) على إرميا ٤٨: ٤٥-٤٦: “يبدو أن هاتين الآيتين تتألفان من اقتباس حر من أغنية قديمة لحشبون ترِد في عدد ٢١: ٢٨-٢٩ و٢٤: ١٧. ويمكننا أن نرى في هذه الكلمات ادعاء بأن وحي بلعام على موآب على وشك الحدوث.” ثومبسون (Thompson)
٢. وَلَكِنَّنِي أَرُدُّ سَبْيَ مُوآبَ: رغم الطبيعة التامة للدينونة القادمة على شعب موآب، إلا أن الله وعد بقدر من الرحمة فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ.
• “ربما يعني الاسترداد الذي يتكلم عنه النص هنا، والذي سيحدث فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ اهتداء هؤلاء الأشخاص في بقيتهم الموجودة إلى الإيمان بالإنجيل. ويؤيد عدة مفسرين حكماء هذا الرأي. فقد استُرِد الموآبيون جزئيًّا، لكن ليس إلى وجودهم الوطني، حسبما نعلم. فلا بد أن يكون تحوّلهم إلى الإيمان المسيحي هو الغاية الرئيسية التي حددتها النبوة.” كلارك (Clarke)