سفر أيوب – الإصحاح ٨
الحديث الأول لبِلْدَد
أولًا. بِلْدَد يُوبِّخ أيوب
أ ) الآيات (١-٧): لو كان أيوب بارًا فعلًا، لَباركه الله ودافع عنه.
١فَأَجَابَ بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَقَالَ: ٢«إِلَى مَتَى تَقُولُ هذَا، وَتَكُونُ أَقْوَالُ فِيكَ رِيحًا شَدِيدَةً؟ ٣هَلِ اللهُ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ، أَوِ الْقَدِيرُ يَعْكِسُ الْحَقَّ؟ ٤إِذْ أَخْطَأَ إِلَيْهِ بَنُوكَ، دَفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مَعْصِيَتِهِمْ. ٥فَإِنْ بَكَّرْتَ أَنْتَ إِلَى اللهِ وَتَضَرَّعْتَ إِلَى الْقَدِيرِ، ٦إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَكِيًّا مُسْتَقِيمًا، فَإِنَّهُ الآنَ يَتَنَبَّهُ لَكَ وَيُسْلِمُ مَسْكَنَ بِرِّكَ. ٧وَإِنْ تَكُنْ أُولاَكَ صَغِيرَةً فَآخِرَتُكَ تَكْثُرُ جِدًّا.
١. إِلَى مَتَى تَقُولُ هذَا: بِلْدَد (الذي يعتقد البعض أنه من نسل شُوح، ابن إبراهيم من قَطُورَة، كما في تكوين ٢٥: ١-٢) يتحدث الآن. وبخ بِلْدَد أيوب على توبيخه لأَلِيفَاز، أَلِيفَاز الذي كان قد وبخ أيوب من قبل. رفض بِلْدَد دفاع أيوب كما هو مسجل في أيوب ٦-٧ باعتباره رِيحًا شَدِيدَةً.
• “إنه لم يبدأ بلباقة مثل أَلِيفَاز، لكنه يتهم أيوب صراحة بأنه ثرثار، وكلامه عنيف لكنه فارغ.” أندرسن (Andersen). “لا توجد كلمة اعتذار أو أي لمسة من التعاطف الودي. لا توجد محاولة لراحة وتهدئة المتألم.” برادلي (Bradley)
• “إن كان أَلِيفَاز قد أدهشنا باعتباره العضو الأكثر تهذيبًا في هذه المجموعة، مرن ومتطور نسبيًا، يظهر بِلْدَد الشُّوحِيّ بصفته شخصًا تقليديًا قويًا راسخًا، يرى جميع القضايا بالأبيض والأسود ويفخر بنهجه المباشر الذي لا معنى له.” ماسون (Mason)
• سارع بِلْدَد إلى توبيخ أيوب على كلماته القوية، لكنه لم يتوقف ليفكر في سبب تحدث أيوب بهذه الطريقة. سمع كلمات أيوب، لكنه لم يفكر في ألمه.
٢. أَوِ الْقَدِيرُ يَعْكِسُ الْحَقَّ؟: ثقة بِلْدَد هي في عدالة الله، وفي فكرة أن أيوب لا يمكن أن يتلقى مثل هذه الكارثة من الله إلا كعقاب على بعض الخطايا.
• تكلم بِلْدَد مع أيوب بكل وقاحة وقسوة عن موت أبناءه (إِذْ أَخْطَأَ إِلَيْهِ بَنُوكَ، دَفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مَعْصِيَتِهِمْ). “لم يكن بِلْدَد لا مباليًا بمحنة أيوب فحسب، بل كان متأكدًا أيضًا وبكل عجرفة بأن أبناء أيوب حصلوا تمامًا على ما يستحقونه وأن أيوب كان في طريقه إلى نفس المصير.” سميك (Smick)
• “لا بد أن أولاد أيوب قد أخطأوا. كان هذه موضوع حساسًا جدًا بالنسبة لأيوب. كان أيوب مهتمًا بهذه النقطة بالذات، ولهذا كان يقوم بتقديسهم، ويقدم المحرقات حتى عن خطاياهم الخفية.” أندرسن (Andersen)
٣. فَإِنْ بَكَّرْتَ أَنْتَ إِلَى اللهِ … إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَكِيًّا (نَقِيًّا) مُسْتَقِيمًا، فَإِنَّهُ الآنَ يَتَنَبَّهُ لَكَ: كان بِلْدَد مثل أي شخص آخر في هذه الدراما، غير قادر على رؤية الأحداث الدرامية التي حدثت خلف الكواليس في العالم الروحي. لذلك، كانت طريقته الوحيدة لتفسير موقف أيوب هي تطبيق مبدأ السبب والنتيجة (العِلّةُ والمَعْلُول) ودعوة أيوب إلى التوبة.
• هذا التشجيع على إِنْ بَكَّرْتَ أَنْتَ إِلَى اللهِ يأتي مباشرة بعد إدانة أبناء أيوب. “دَفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مَعْصِيَتِهِمْ، لكنه أنقذك أنت. وهذا دليل على أنه ينتظر كي يكون كريمًا معك.” كلارك (Clarke)
• بالنسبة لأيوب، كانت هذه نصيحة جوفاء، كالنصيحة التي تقول: ’انظر إلى الجانب المشرق.‘ “يعمل ’إنجيل الحالة المزاجية أو الغريزة‘ بشكل جيد للغاية إن كنت تعاني فقط من الألآم العصبية النفسية، إذا صح التعبير، وكل ما تحتاجه هو كوب من الشاي. ولكن إن كانت لديك شكوى حقيقية عميقة، فإن قول عبارات مثل: ’ابتهج! لا تَحْزن!‘ يُعد إهانة. فما فائدة أن تقول لامرأة فقدت زوجها وأبناءها في الحرب: “ابتهجي وانظري إلى الجانب المشرق؟” لا يوجد جانب مشرق هنا، بل سواد مطلق، وإن لم يستطع الله أن يأتي لمساعدتها، فهي حقًا في حالة يرثى لها.” شامبرز (Chambers)
• لكن لاحظ ما قاله بِلْدَد: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَكِيًّا (نَقِيًّا) مُسْتَقِيمًا، فَإِنَّهُ الآنَ يَتَنَبَّهُ لَكَ. “بيّن بِلْدَد من خلال كلامه أن أيوب لم يكن طاهرًا ومستقيمًا لأن الله لم يخلصه من آلامه بعد.” ماير (Meyer)
٤. وَإِنْ تَكُنْ أُولاَكَ صَغِيرَةً فَآخِرَتُكَ تَكْثُرُ جِدًّا: عندما قال بِلْدَد هذا، كان مُحقًا ومخطئًا في الوقت نفسه.
• لقد كان مخطئًا في أنه افترض أن أيوب بسبب عدم كونه حاليًا في ازدهار ورخاء، فهذا يُثبت أنه لم يتضَرَّع ولم يكن زَكِيًّا ومُسْتَقِيمًا. “أراد أن يثبت أن أيوب لا يمكن أن يكون رجلًا مستقيمًا، لأنه لو كان كذلك، لتزايد ازدهاره بصورة مستمرة.” سبيرجن (Spurgeon)
• لقد كان مُحقًا في أن أيوب، في نهاية محنته، سيكون له أكثر جدًا مما كان له في الماضي. “هذا صحيح، كما تثبت حقائق سفر أيوب: لأن أيوب في النهاية امتلك الكثير جدًا. كانت بدايته صغيرة: لقد نزل إلى الفقر! إلى الرماد والمزبلة حيث كان لديه العديد من القبور، ولكن ليس أبناء. لقد تكبد العديد من الخسائر، ولم يتبق لديه الآن شيء ليخسره. ومع ذلك استيقظ الله من أجله. خرج بره من الظلمة التي طغت عليه. أشرق في رخاء سبعة أضعاف حتى أن كلمات بِلْدَد كانت نبوية، رغم أنه لم يكن يعرف ذلك. وضع الله في فمه لغة تحققت، برغم كل ذلك.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٨-١٠): يتحتم على أيوب أن يحترم الأجيال السابقة.
٨اِسْأَلِ الْقُرُونَ الأُولَى وَتَأَكَّدْ مَبَاحِثَ آبَائِهِمْ، ٩لأَنَّنَا نَحْنُ مِنْ أَمْسٍ وَلاَ نَعْلَمُ، لأَنَّ أَيَّامَنَا عَلَى الأَرْضِ ظِلٌّ. ١٠فَهَلاَّ يُعْلِمُونَكَ؟ يَقُولُونَ لَكَ، وَمِنْ قُلُوبِهِمْ يُخْرِجُونَ أَقْوَالاً قَائِلِينَ…
١. اِسْأَلِ الْقُرُونَ الأُولَى: طلب بِلْدَد من أيوب أن يستشير حكمة القرون الأولى وأن يفكر فيما يمكن أن تُعْلِّمه وتقُولُه له.
• “إذا كان أيوب سيأخذ الوقت الكافي للنظر في التقاليد القديمة، فسيجد أن الله وحده يفعل الصواب. فالخطاة يحصلون على عقاب عادل، والأبرار مباركون بالصحة والرخاء.” سميك (Smick)
• اقتبس بِلْدَد من القدماء، لكن حتى في تاريخ الكتاب المقدس القديم كان بإمكانهم أن يروا أنه لا توجد علاقة يسهل رؤيتها بين البر والبركة. حتى في بداية الزمان، كان هابيل بارًا ولكنه كوفئ بالقتل على يد أخيه قايين.
• “إن أكبر بركة يمكن أن يجدها أحد في شخص آخر ليست في كلماته، ولكن ما وراء الكلمات: ’لا أعرف إجابة مشكلتك، كل ما يمكنني قوله هو أن الله وحده يعلم. فدعنا نلجأ إليه.‘ … أفضل ما يمكنك عمله للمتألمين هو عدم التحدث عن التفاهات، وعدم طرح الأسئلة، ولكن ربطهم بالله، وسنحصل على ’أعمال أعظم‘ عن طريق الصلاة.” شامبرز (Chambers)
٢. لأَنَّنَا نَحْنُ مِنْ أَمْسٍ وَلاَ نَعْلَمُ: أعطى بِلْدَد أيوب عذرًا لطيفًا لما اعتبره حماقته السابقة. كان ذلك ببساطة لأن أيوب لم يفكر في الحكمة القديمة ويستشيرها.
• لأَنَّ أَيَّامَنَا عَلَى الأَرْضِ ظِلٌّ: “قرأت هذا الشعار الجميل على ساعة شمسية في مبنى في لندن: ’نحن ظلال…! تمامًا مثل الوقت، هكذا أنت؛ عابر، مؤقت، وعديم الأهمية. هذه الظلال ضاعت، والوقت ضاع. الوقت يضيع، وكذلك الروح تضيع! أيها القارئ انتبه!” كلارك (Clarke)
• “من المؤكد أنه يمكننا اليوم أن نتعلم من الماضي، لكن الماضي يجب أن يكون دفة لإرشادنا إلى المستقبل وليس مرساة تعيقنا. وحقيقة أن شيئًا ما قيل قبل سنوات لا يضمن أنه صحيح. فالماضي يحتوي على حماقة بقدر ما يحتوي على حكمة .” ويرزبي (Wiersbe) مقتبس في لوسون (Lawson)
ثانيًا. بِلْدَد يطبق حكمته البديهية على حالة أيوب
أ ) الآيات (١١-١٨): تطبيق قاعدة العِلّةُ والمَعْلُول على حالة أيوب
١١هَلْ يَنْمُي الْبَرْدِيُّ فِي غَيْرِ الْغَمِقَةِ، أَوْ تَنْبُتُ الْحَلْفَاءُ بِلاَ مَاءٍ؟ ١٢وَهُوَ بَعْدُ فِي نَضَارَتِهِ لَمْ يُقْطَعْ، يَيْبَسُ قَبْلَ كُلِّ الْعُشْبِ. ١٣هكَذَا سُبُلُ كُلِّ النَّاسِينَ اللهَ، وَرَجَاءُ الْفَاجِرِ يَخِيبُ، ١٤فَيَنْقَطِعُ اعْتِمَادُهُ، وَمُتَّكَلُهُ بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ! ١٥يَسْتَنِدُ إِلَى بَيْتِهِ فَلاَ يَثْبُتُ. يَتَمَسَّكُ بِهِ فَلاَ يَقُومُ. ١٦هُوَ رَطْبٌ تُجَاهَ الشَّمْسِ وَعَلَى جَنَّتِهِ تَنْبُتُ خَرَاعِيبُبهُ. ١٧وَأُصُولُهُ مُشْتَبِكَةٌ فِي الرُّجْمَةِ، فَتَرَى مَحَلَّ الْحِجَارَةِ. ١٨إِنِ اقْتَلَعَهُ مِنْ مَكَانِهِ، يَجْحَدُهُ قَائِلاً: مَا رَأَيْتُكَ!
١. هَلْ يَنْمُي الْبَرْدِيُّ فِي غَيْرِ الْغَمِقَةِ (مُسْتَنقع)؟: استخدم بِلْدَد مثل زراعة نَبَاتُ البَرْدِيِّ ليوضح شيئين: أولًا، ليوضح مبدأ السبب والنتيجة (العلة والمعلول)، فالماء يتسبب في نمو النبات. ثانيًا، يكون هذا النمو هشًا لأنه يَيْبَسُ قَبْلَ كُلِّ الْعُشْبِ.
• يشبه الْحَلْفَاء (القَصَب) الشخص المنافق أو الشخص الذي يقوم فقط بإظهار الإيمان دون ثقة حقيقية بالله. استخدم سبيرجن (Spurgeon) مثل بِلْدَد التوضيحي للقَصَب في أيوب ٨: ١١-١٨ كوصف للمنافق.
مثل الْحَلْفَاء (القَصَب)، يكبُر المنافقون بسرعة.
مثل الْحَلْفَاء (القَصَب)، المنافقون مجوّفون وبدون جوهر.
مثل الْحَلْفَاء (القَصَب)، يتم ثني المنافقين بسهولة.
مثل الْحَلْفَاء (القَصَب)، يمكن للمنافقين خفض رؤوسهم في تواضع زائف.
مثل الْحَلْفَاء (القَصَب)، المنافقون لا يحملون ثمارًا.
• يَيْبَسُ قَبْلَ كُلِّ الْعُشْبِ: “قبل أن يأتي الرب ليقطع المنافق بوقت طويل، سيجفف المستنقع الذي يعيش فيه. فالإثارة والتشجيع والقدوة والربح والاحترام والازدهار الذي عاش عليه سيخذله، وسيسقط أيضًا.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. هكَذَا سُبُلُ كُلِّ النَّاسِينَ اللهَ: وكما تذبل الْبَرْدِيُّ وتموت بسرعة، كذلك كل أولئك الذين يديرون ظهورهم لله. قد يزدهرون لبعض الوقت، لكنهم سيأتون في النهاية إلى الخراب.
• “بَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ. الذي على الرغم من أنه يتشكل بفن وصناعة عظيمة، وقد يتسبب بالكثير من الأذى للآخرين، إلا أنه الأكثر هشاشة وضعفًا، ويمكن إزالته أو تفتيته إلى قطع بسهولة، وهو غير قادر على الدفاع عن العنكبوت الذي صنعه.” بوله (Poole)
• استخدم بِلْدَد صورًا قوية وحية من العالم الطبيعي، لكنه أساء تطبيقها على أيوب كما لو كان منافقًا خاطئًا وضحلًا. “إذا أخذت توضيحًا من الطبيعة وطبقته على حياة الإنسان الأخلاقية أو الحياة الروحية، فلن تكون وفيًا للحقيقة أو الواقع لأن القانون الطبيعي لا يعمل في العالم الروحي… يقول الله: وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ… هذا ليس قانونًا طبيعيًا، ومع ذلك هذا ما يحدث في العالم الروحي.” تشامبرز (Chambers)
• “ونقول مرة أخرى أن بِلْدَد كان محقًا تمامًا في تصريحاته عن الحقيقة، ومخطئًا تمامًا في استنتاجاته المقصودة فيما يتعلق بأيوب.” مورغان (Morgan)
ب) الآيات (١٩-٢٢): وعد الله بالبركة للْكَامِل.
١٩هذَا هُوَ فَرَحُ طَرِيقِهِ، وَمِنَ التُّرَابِ يَنْبُتُ آخَرُ. ٢٠«هُوَذَا اللهُ لاَ يَرْفُضُ الْكَامِلَ، وَلاَ يَأْخُذُ بِيَدِ فَاعِلِي الشَّرِّ. ٢١عِنْدَمَا يَمْلأُ فَاكَ ضِحْكًا، وَشَفَتَيْكَ هُتَافًا، ٢٢يَلْبِسُ مُبْغِضُوكَ خَزْيًا، أَمَّا خَيْمَةُ الأَشْرَارِ فَلاَ تَكُونُ».
١. هذَا هُوَ فَرَحُ طَرِيقِهِ… هُوَذَا اللهُ لاَ يَرْفُضُ الْكَامِلَ: كانت رسالة بِلْدَد أكثر صراحة وأقل دبلوماسية من رسالة أَلِيفَاز، لكن رسالته الأساسية كانت هي نفسها. يمكن لأيوب أن يعود ثانيةً إلى مكان الفرح والضحك إذا لجأ إلى الله مرة أخرى.
• “في لاهوته البسيط يمكن تفسير كل شيء من خلال نوعين من الرجال – بلا لوم (أيوب ٨ :٢٠أ، أيوب ١: ١) والأشرار في الخفاء (أيوب ٨: ١٣ب). مع أنهم يتشابهون ظاهريًا، لكن الله يميزهم من خلال ازدهار أحدهما وتدمير الآخر.” أندرسن (Andersen)
٢. يَلْبِسُ مُبْغِضُوكَ خَزْيًا: كان إحباط أيوب يتصاعد بسبب هذه الحوارات المثيرة للجدل مع أصدقائه. فبعد الكلمات القاسية بين أَلِيفَاز وأيوب (أيوب ٤-٥ و٦-٧)، دعا بِلْدَدُ أيوب ليجد التبرير من خلال التوبة.
• كان لدى بِلْدَد حكمته من القدماء ونظام معتقداته الخاصة، وبدا كلاهما ثابتًا وعلى اتفاق. وما لم يكن لديه حقًا هو الله نفسه. يتحدث بِلْدَد ومستشارو أيوب الآخرون كثيرًا، لكن ما لا يفعلونه هو الصلاة. يبدو أن بِلْدَد كان لديه خبرة حقيقية قليلة جدًا مع الله. ولكن أيوب كان مستعدًا ليختبر الله عن كثب لدرجة أنه يستطيع أن يقول، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي (أيوب ٤٢: ٥).