سفر يشوع – الإصحاح ٨
النصرة على عَاي
أولًا. خطط للغلبة
أ ) الآيات (١-٢): الله يشجع يشوع ويزوده ببعض الإرشادات.
١فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ، وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ، ٢فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِينًا لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا».
١. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ: كان هذا بمثابة المفتاح الأول لاِستِرجَاع الغلبة. كان عليهم أن يستقبلوا تشجيع الله. وعلى الرغم من تعثّر إسرائيل بسبب خطية عخان، كما هو موضح في يشوع ٧، إلا أنهم تعاملوا مع الفشل وأصبحوا الآن على استعداد للمضي قدمًا.
• إن استعادة أرض مفقودة، كما في حالة مدينة عاي، يمكن أن يكون أمرًا صعبًا. عندما نواجه فشل في رحلتنا الروحية، فعندئذ نحتاج أن نعرف كيفية الرجوع للمسار الصحيح.
• ما مضى قد مضى، وعلينا أن نتعامل مع الأمر أمام الله بالتوبة وإنكار الذات، ثم نتطلع على الفور إلى ما يذخره لنا الله.
• يريد الله أن نستفيد من إخفاقاتنا بشكل إيجابي، ونستخدمها كأساس لتحقيق انتصار كبير في الرب.
٢. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ، وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ: لم يكن الله مهمومًا أو مكتئبًا، وهو لم يرد أن يشعر يشوع أو أمة إسرائيل بهذا أيضًا. لقد حان الوقت الآن لينشغلوا ويسعوا لتحقيق النصرة لأجل الرب، لأنه لم يتركهم.
٣. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ: سمح لهم الله أن يحتفظوا بالغنائم من مدينة عَاي. كم تبدو خطية عخان تافهة الآن! كان بإمكانه أن ينال كل ما يتمناه قلبه لو كان قد انتظر الرب.
٤. اجْعَلْ كَمِينًا لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا: زود الله يشوع بخطة لهزيمة مدينة عَاي، والآن يجب عليه أن يلتزم بها. عندما نسعى لاسترجاع الغلبة، علينا أن نلتزم بخطة الله.
ب) الآيات (٣-٨): التخطيط لنصب كمين على عَاي.
٣فَقَامَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ لِلصُّعُودِ إِلَى عَايٍ. وَانْتَخَبَ يَشُوعُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُل جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ وَأَرْسَلَهُمْ لَيْلًا، ٤وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «انْظُرُوا! أَنْتُمْ تَكْمُنُونَ لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَاءِ الْمَدِينَةِ. لاَ تَبْتَعِدُوا مِنَ الْمَدِينَةِ كَثِيرًا، وَكُونُوا كُلُّكُمْ مُسْتَعِدِّينَ. ٥وَأَمَّا أَنَا وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي مَعِي فَنَقْتَرِبُ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَيَكُونُ حِينَمَا يَخْرُجُونَ لِلِقَائِنَا كَمَا فِي الأَوَّلِ أَنَّنَا نَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ، ٦فَيَخْرُجُونَ وَرَاءَنَا حَتَّى نَجْذِبَهُمْ عَنِ الْمَدِينَةِ. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُمْ هَارِبُونَ أَمَامَنَا كَمَا فِي الأَوَّلِ. فَنَهْرُبُ قُدَّامَهُمْ. ٧وَأَنْتُمْ تَقُومُونَ مِنَ الْمَكْمَنِ وَتَمْلِكُونَ الْمَدِينَةَ، وَيَدْفَعُهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ بِيَدِكُمْ. ٨وَيَكُونُ عِنْدَ أَخْذِكُمُ الْمَدِينَةَ أَنَّكُمْ تُضْرِمُونَ الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. كَقَوْلِ الرَّبِّ تَفْعَلُونَ. انْظُرُوا. قَدْ أَوْصَيْتُكُمْ».
١. وَانْتَخَبَ يَشُوعُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُل جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ: هذه المرة لم يرسل يشوع ثلاثة آلاف رجل كما في السابق (يشوع ٧: ٤)، لكنه أرسل الآن ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُل جَبَابِرَةَ الْبَأْسِ. عندما نحتاج إلى استرداد النصرة، يجب أن نستخدم كل الموارد، بل أفضل الموارد لتحقيق الغلبة.
٢. وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: انْظُرُوا! أَنْتُمْ تَكْمُنُونَ لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَاءِ الْمَدِينَةِ: على الرغم من أن الله قد زود يشوع بخطة شاملة في يشوع ٨: ٢، إلا أنه ترك تفاصيل خطة المعركة لخبرة وحِسّ يشوع المقدس.
ج) الآيات (٩-١٠): مكث يشوع مع الشعب.
٩فَأَرْسَلَهُمْ يَشُوعُ، فَسَارُوا إِلَى الْمَكْمَنِ، وَلَبِثُوا بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ عَايٍ. وَبَاتَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ. ١٠فَبَكَّرَ يَشُوعُ فِي الْغَدِ وَعَدَّ الشَّعْبَ، وَصَعِدَ هُوَ وَشُيُوخُ إِسْرَائِيلَ قُدَّامَ الشَّعْبِ إِلَى عَايٍ.
١. وَبَاتَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي وَسَطِ الشَّعْبِ: خلال هذه الفترة الحرجة لاسترجاع الغلبة، ظل يشوع قريبًا بشكل خاص من شعبه. لقد كانوا بحاجة إلى الشعور بقربه، كما كانوا بحاجة لاتباع قيادته.
٢. فِي وَسَطِ الشَّعْبِ: إن كنا نريد استعادة النصرة في حياتنا، علينا أن نعيش مع يسوع ونتبعه، الذي هو يشوعنا الحقيقي. إنه قريب منا دائمًا وقت الأزمات في مسيرتنا الروحية، وهو يتقدمنا دائمًا ليقودنا في المعركة.
ثانيًا. النصرة على عَاي
أ ) الآيات (١١-١٣): الاستعداد للمعركة: يفعل يشوع والشعب تمامًا كما أمرهم الرب.
١١وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا وَأَتَوْا إِلَى مُقَابِلِ الْمَدِينَةِ، وَنَزَلُوا شِمَالِيَّ عَايٍ، وَالْوَادِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَايٍ. ١٢فَأَخَذَ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل وَجَعَلَهُمْ كَمِينًا بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايٍ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. ١٣وَأَقَامُوا الشَّعْبَ، أَيْ كُلَّ الْجَيْشِ الَّذِي شِمَالِيَّ الْمَدِينَةِ، وَكَمِينَهُ غَرْبِيَّ الْمَدِينَةِ. وَسَارَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلَى وَسَطِ الْوَادِي.
١. وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ مَعَهُ صَعِدُوا وَتَقَدَّمُوا: إذا أرادت إسرائيل استرداد النصرة، كان عليهم أن يبدأوا بالهجوم. لم ينتظروا حتى تهاجمهم عَاي؛ بل هم نقلوا المعركة إلى عَاي.
٢. وَسَارَ يَشُوعُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ إِلَى وَسَطِ الْوَادِي: كثيرًا ما ننظر إلى المعركة ضد الخطية من منظور سلبي، فنركز على ما يجب ألا نفعله. ولكن علينا أن نتخذ موقفًا هجوميًا ضد قوى الظلمة والتجارب، وننشغل بعمل ما يريدنا الرب أن نفعله.
ب) الآيات (١٤-١٧): الكمين ينجح، ويغادر مقاتلو عَاي المدينة.
١٤وَكَانَ لَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايٍ ذلِكَ أَنَّهُمْ أَسْرَعُوا وَبَكَّرُوا، وَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ لِلْحَرْبِ، هُوَ وَجَمِيعُ شَعْبِهِ فِي الْمِيعَادِ إِلَى قُدَّامِ السَّهْلِ، وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ كَمِينًا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ. ١٥فَأَعْطَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ انْكِسَارًا أَمَامَهُمْ وَهَرَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ. ١٦فَأُلْقِيَ الصَّوْتُ عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْمَدِينَةِ لِلسَّعْيِ وَرَاءَهُمْ، فَسَعَوْا وَرَاءَ يَشُوعَ وَانْجَذَبُوا عَنِ الْمَدِينَةِ. ١٧وَلَمْ يَبْقَ فِي عَايٍ أَوْ فِي بَيْتِ إِيل رَجُلٌ لَمْ يَخْرُجْ وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ. فَتَرَكُوا الْمَدِينَةَ مَفْتُوحَةً وَسَعَوْا وَرَاءَ إِسْرَائِيلَ.
١. وَكَانَ لَمَّا رَأَى مَلِكُ عَايٍ ذلِكَ أَنَّهُمْ أَسْرَعُوا وَبَكَّرُوا، وَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ لِلْحَرْبِ: لقد حاول رجال عَاي اتباع نفس الخطة ضد إسرائيل كما فعلوا سابقًا. وبشكل عام، يميل الشيطان إلى الاستمرار في نفس الخطة التي يتبعها ضدنا إلى أن تصبح بلا تأثير علينا.
٢. فَأَعْطَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ انْكِسَارًا أَمَامَهُمْ: أوصى الله يشوع أن يستخدم خطة مختلفة تمامًا ضد عَاي. وعندما نرى هذا التنوع في أساليب الله نتذكر أن سبب ذلك إنما هو لأنه إله شخصي.
ج) الآيات (١٨-٢٩): هزيمة عَاي وحرقها تمامًا.
١٨فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «مُدَّ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِكَ نَحْوَ عَايٍ لأَنِّي بِيَدِكَ أَدْفَعُهَا». فَمَدَّ يَشُوعُ الْمِزْرَاقَ الَّذِي بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ. ١٩فَقَامَ الْكَمِينُ بِسُرْعَةٍ مِنْ مَكَانِهِ وَرَكَضُوا عِنْدَمَا مَدَّ يَدَهُ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَأَخَذُوهَا، وَأَسْرَعُوا وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. ٢٠فَالْتَفَتَ رِجَالُ عَايٍ إِلَى وَرَائِهِمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا دُخَانُ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَكَانٌ لِلْهَرَبِ هُنَا أَوْ هُنَاكَ. وَالشَّعْبُ الْهَارِبُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ انْقَلَبَ عَلَى الطَّارِدِ. ٢١وَلَمَّا رَأَى يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْكَمِينَ قَدْ أَخَذَ الْمَدِينَةَ، وَأَنَّ دُخَانَ الْمَدِينَةِ قَدْ صَعِدَ، انْثَنَوْا وَضَرَبُوا رِجَالَ عَايٍ. ٢٢وَهؤُلاَءِ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لِلِقَائِهِمْ، فَكَانُوا فِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ، هؤُلاَءِ مِنْ هُنَا وَأُولئِكَ مِنْ هُنَاكَ. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ. ٢٣وَأَمَّا مَلِكُ عَايٍ فَأَمْسَكُوهُ حَيًّا وَتَقَدَّمُوا بِهِ إِلَى يَشُوعَ. ٢٤وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى إِسْرَائِيلُ مِنْ قَتْلِ جَمِيعِ سُكَّانِ عَايٍ فِي الْحَقْلِ فِي الْبَرِّيَّةِ حَيْثُ لَحِقُوهُمْ وَسَقَطُوا جَمِيعًا بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى فَنُوا، أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ رَجَعَ إِلَى عَايٍ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. ٢٥فَكَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ سَقَطُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنْ رِجَال وَنِسَاءٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، جَمِيعُ أَهْلِ عَايٍ. ٢٦وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَايٍ. ٢٧لكِنِ الْبَهَائِمُ وَغَنِيمَةُ تِلْكَ الْمَدِينَةِ نَهَبَهَا إِسْرَائِيلُ لأَنْفُسِهِمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ. ٢٨وَأَحْرَقَ يَشُوعُ عَايَ وَجَعَلَهَا تَلًا أَبَدِيًّا خَرَابًا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. ٢٩وَمَلِكُ عَايٍ عَلَّقَهُ عَلَى الْخَشَبَةِ إِلَى وَقْتِ الْمَسَاءِ. وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَمَرَ يَشُوعُ فَأَنْزَلُوا جُثَّتَهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَطَرَحُوهَا عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ الْمَدِينَةِ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا رُجْمَةَ حِجَارَةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
١. وَضَرَبُوهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ شَارِدٌ وَلاَ مُنْفَلِتٌ: إن غلبة الله ودينونته قد تحققا بالكامل. ونظرًا لأمانة الله لإسرائيل وأمانة إسرائيل مع الله، فهذا الانتصار لم يكن انتصارًا جزئيًا.
٢. وَيَشُوعُ لَمْ يَرُدَّ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا بِالْمِزْرَاقِ حَتَّى حَرَّمَ جَمِيعَ سُكَّانِ عَاي: إذا أرادت إسرائيل استرداد النصرة، فيجب عليها ألا تظهر أي رحمة تجاه خصومها، بل عليها سحقهم تمامًا في كل فرصة.
• يمكننا من هذا الإصحاح تلخيص مفاتيح النصرة:
تشدد وتشجع.
اتبع خطة الرب.
استخدم كل الموارد، وأفضل الموارد.
عش مع يسوع وانظر إليه.
خذ موقف الهجوم.
لا تظهر لعدوك أي رحمة.
٣. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ الَّذِي أَمَرَ بِهِ يَشُوعَ: حتى هذه اللحظة، فرحلة إسرائيل تعكس تاريخهم بأكمله، بل وتعكس أيضًا المسيرة الروحية لكثيرين من المؤمنين.
• الطاعة يتبعها نصرة.
• النصرة يتبعها بركة.
• البركة يتبعها كبرياء وعدم طاعة.
• عدم الطاعة يتبعها هزيمة.
• الهزيمة يتبعها دينونة.
• الدينونة يتبعها توبة.
• التوبة يتبعها طاعة.
• الطاعة يتبعها نصرة، وهكذا تستمر الدورة.
ثالثًا. البركة واللعنة على عيبال وجرزيم
أ ) الآيات (٣٠-٣١): بناء مذبح على جبل عيبال.
٣٠حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ، ٣١كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى. مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيدًا، وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ.
١. حِينَئِذٍ بَنَى يَشُوعُ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فِي جَبَلِ عِيبَالَ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ تَوْرَاةِ مُوسَى: كان هذا الحدث تحقيقًا لما جاء في تثنية ٢٧-٢٨. هناك أمر الرب إسرائيل بأنه عند دخولهم أرض الموعد، عليهم أن يجتمعوا عند هذه الجبال، ويبنوا مذبحًا، ويقدموا ذبيحة للرب، ويقرأوا الشريعة.
٢. وَأَصْعَدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ: هنا نرى عبادة لائقة وتكريسًا حقيقيًا لله قد تبع النصرة العظيمة. فلابد أن يعود المجد دائمًا لإلهنا. حتى عندما ينظر الشعب إلى المذبح، لا يروا نقوشًا مُتقَنة تلفت الانتباه إلى عمل الإنسان – رغم جمال المذبح (مَذْبَحَ حِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ عَلَيْهَا حَدِيدًا).
ب) الآيات (٣٢-٣٥): قراءة البركات من جبل جرزيم، واللعنات من جبل عيبال.
٣٢وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٣٣وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَشُيُوخُهُمْ، وَالْعُرَفَاءُ وَقُضَاتُهُمْ، وَقَفُوا جَانِبَ التَّابُوتِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ مُقَابِلَ الْكَهَنَةِ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ. الْغَرِيبُ كَمَا الْوَطَنِيُّ. نِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَنِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ عِيبَالَ، كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ أَوَّلًا لِبَرَكَةِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. ٣٤وَبَعْدَ ذلِكَ قَرَأَ جَمِيعَ كَلاَمِ التَّوْرَاةِ: الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ، حَسَبَ كُلِّ مَا كُتِبَ فِي سِفْرِ التَّوْرَاةِ. ٣٥لَمْ تَكُنْ كَلِمَةٌ مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى لَمْ يَقْرَأْهَا يَشُوعُ قُدَّامَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَالْغَرِيبِ السَّائِرِ فِي وَسَطِهِمْ.
١. وَكَتَبَ هُنَاكَ عَلَى الْحِجَارَةِ نُسْخَةَ تَوْرَاةِ مُوسَى الَّتِي كَتَبَهَا: يُظهر عمل الطاعة هذا أن يشوع رجل ’كتاب الله،‘ فقد أطاع الوصية الواردة في يشوع ١: ٨. كما نرى شعب إسرائيل أنهم شعب ’كتاب الله‘ يعيشون حياتهم بحسب كلمة الله.
• لقد كان هذا الأمر غير سهل ومُكلِّف، فالمسافة من عَاي إلى عيبال وجرزيم التي كان على إسرائيل أن يقطعها كانت مسافة طويلة، حوالي ٢٠ إلى ٢٥ ميلًا.
٢. نِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ جِرِزِّيمَ، وَنِصْفُهُمْ إِلَى جِهَةِ جَبَلِ عِيبَالَ: لقد كان موقعًا خلابًا لهذه المناسبة، مما يضمن أن الأمة بأكملها يمكنها سماع الشريعة وهي تُقرأ. تشكل التضاريس هناك مدرجًا طبيعيًا نظرًا لمحيط التلال.
• بحسب تثنية ٢٧-٢٨، تم بناء المذبح على جبل عيبال، المعروف بجبل اللعنة. فنحن بحاجة لذبيحة تسترنا حين تنكشف خطايانا وإخفاقاتنا، وأن تُنطق لعنة الله على خطايانا.
• هذا الحدث، الذي وقع في هذا المكان، يوضح سيطرة إسرائيل على منطقة وسط كنعان، وخاصة المرتفعات، وباقي الأمر ما هو إلا الاستفادة من هذا الوضع الاستراتيجي.