إنجيل متى – الإصحاح ١٠
إرسال الاثني عشر
أولًا. اختيار اثني عشر تلميذًا وإرسالهم
أ ) الآيات (١-٤): قائمة بأسماء التلاميذ الاثني عشر.
١ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. ٢وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولًا فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. ٣فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. ٤سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.
- ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ: إن السِمة الرئيسية لهذه القائمة هي تنوعها. فقد اختار يسوع تلاميذه من خلفيات متنوعة وخبرات مختلفة في الحياة. ويبدو أن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو عدم تميز أي منهم أو الانحدار من خلفية عالية المستوى. وهذا يتشابه إلى حد كبير بالروح مع ما جاء في كورنثوس الأولى ٢٦:١-٢٩.
- وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ: لم يدعُ يسوع الاثني عشر فقط؛ بل أيضًا أعطاهم القوة للقيام بما دعاهم للقيام به. وينطبق المبدأ ذاته على اليوم: إن من يدعوه الله، فهو يجهزه. فقد لا تكون التجهيزات واضحة تمامًا قبل بدء الخدمة، لكنها ستكون واضحة على طول الطريق.
- وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولًا فَهِيَ هذِهِ: هؤلاء الاثنا عشر (باستثناء يهوذا، بالطبع)، لهم مكانة مهمة في خطة الله للفداء، بما في ذلك الدور المحدد في الدينونة المستقبلية (متى ٢٨:١٩) وفي تأسيس الكنيسة (أفسس ٢٠:٢). ويعِد الكتاب المقدس أن مركزهم وعملهم سيتم تذكره طول الأبدية (رؤيا يوحنا ١٤:٢١).
- هذه هي المرة الأولى والوحيدة في إنجيل متى التي فيها الاثني عشر يُدعَون رسلًا. “إن كلمة ’رسول‘ تعني حرفيًا الشخص الذي يتم إرساله؛ وتطلق هذه الكلمة على المبعوث أو السفير.” باركلي (Barclay). “تم دعوتهم للمرة الأولى والأخيرة هنا بكلمة رسلًا، مع الإشارة في الحال إلى المهمة البسيطة المباشرة والمهمة العظيمة اللاحقة.” بروس (Bruce)
- يمكن أن تعني كلمة الرسول مجرد مبعوث، كما في إنجيل يوحنا ١٦:١٣، في اشارة الى من أُرْسِلَ.
- يُدعى يسوع رسولًا في العبرانيين ٣: ١ “لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ.”
- يستخدم بولس الكلمة في بعض الأحيان بمعنى الرسل أو المُمَثلين، كما في كورنثوس الثانية ٢٣:٨ “وَأَمَّا أَخَوَانَا فَهُمَا رَسُولاَ الْكَنَائِسِ”؛ وربما أيضًا في رومية ٧:١٦.
- مع ذلك، يستخدم بولس المصطلح بمعنى أضيق، في اشارة إلى الاثني عشر ونفسه بترتيب معين (كورنثوس الأولى ١:٩-٥، ٧:١٥-١٠، غلاطية ١٧:١، و١٩ وما يليها).
- هناك أربع قوائم مختلفة من الاثني عشر في العهد الجديد. هنا في إنجيل متى ٢:١٠-٤ وكذلك في إنجيل مرقس ١٦:٣-١٩، وإنجيل لوقا ١٣:٦-١٦؛ و أعمال الرسل ١٣:١. وفي هذه القوائم، يتم دائمًا سرد بطرس أولًا ويهوذا أخيرًا. ودائمًا ما يتم سرد ثنائي الأخوين (بطرس وأندراوس؛ يعقوب ويوحنا) أولًا. وفي القوائم يتم ترتيبهم بطريقة تشير إلى أنهم مرتبون في ثلاث مجموعات من أربع، ولكل منها قائد.
- في كل قائمة، تم ذكر بطرس أولًا، يليه أندراوس ويعقوب ويوحنا.
- في كل قائمة، يذكر فيلبس خامسًا، يليه بارثولماوس وتوما ومتى.
- في كل قائمة، يذكر يعقوب ابن حَلفي تاسعًا، يليه تداوس/ يهوذا شقيق يعقوب وسمعان الغيور ويهوذا.
- “يمثل العدد الرسولي بشكل مناسب أسباط إسرائيل الاثني عشر؛ ولأغراض عملية، يشكل الرقم ١٢ مجموعة من الزعماء العاملين، وهيئة محلفين كافية، ومجموعة مؤَهَلة من الشهود.” سبيرجن (Spurgeon)
- غالبًا ما يتم ذِكر بارثولماوس مع نثنائيل المذكور في إنجيل يوحنا ٤٣:١-٥١ و ٢:٢١. “يرى كثيرون أن هذا كان نثنائيل، وعلى الأغلب هو نفسه ناثانائيل بار تلماي أو نثنائيل بن تلماي؛ وهنا، يتم اختصار اسمه، ويطلق عليه اسم بارثولماوس.” كلارك (Clarke)
- “لم يتم ذِكر بارثولماوس أبدًا بدون “أداة العطف )و(؛ فلقد كان رجلًا يعمل مع أشخاص آخرين.” سبيرجن (Spurgeon)
- “لا يجب أن نفهم أن كلمة ’الْقَانَوِيُّ‘ تعني ’الوثني،‘ (لأن المسيح لم يرسل سوى يهودًا)، بل هي تعني واحدًا من قانا.” بوله (Poole)
- “يُعتقد عادة أن الإسخريوطي تعني ’شخصًا من كيروت‘ (وهي مدينة في جنوب اليهودية)، ولكن تم تفسير الكلمة أيضًا بمعنى ’خائن‘ أو ’قاتل‘ أو ’حامل الحقيبة الجلدية‘ أو ’أحمر الشعر!‘” فرانس (France)
- يطلق عليهم تلاميذًا في إنجيل متى ١:١٠ ورسلًا في إنجيل متى ٢:١٠. “من الجدير بالملاحظة أن أولئك الذين كانوا رسل المسيح كانوا تلاميذه أولًا؛ فلكي يكونوا رجال الله، يجب أن يتعلموا من الله، قبل أن يرسلهم الله.” كلارك (Clarke)
- هذه هي المرة الأولى والوحيدة في إنجيل متى التي فيها الاثني عشر يُدعَون رسلًا. “إن كلمة ’رسول‘ تعني حرفيًا الشخص الذي يتم إرساله؛ وتطلق هذه الكلمة على المبعوث أو السفير.” باركلي (Barclay). “تم دعوتهم للمرة الأولى والأخيرة هنا بكلمة رسلًا، مع الإشارة في الحال إلى المهمة البسيطة المباشرة والمهمة العظيمة اللاحقة.” بروس (Bruce)
ب) الآيات (٥-٦): إلى أين من شأنهم أن يذهبوا: إلى إسرائيل (الشعب اليهودي) فقط
٥هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. ٦بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.
- هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ: كان يسوع يتجول في أنحاء منطقة الجليل يُعلم ويعِظ ويساعد المحتاجين بقوة خارقة (متى ٢٣:٤). وكان إرسال هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ امتدادًا واعيًا لهذا العمل. كانت الخدمة آنذاك تجري بواسطة أكثر من مجرد يسوع نفسه.
- وَأَوْصَاهُمْ: “إن الكلمة التي تُستخدم في اليونانية لنقل معنى توصية يسوع لتلاميذه أو إعطائهم أوامر مثيرة ومضيئة، هي كلمة ’باراجيلين (paragellein).‘ وهذه الكلمة باللغة اليونانية لها أربعة استخدامات لغوية خاصة: (١) إنها الكلمة العادية للقيادة العسكرية (٢) إنها الكلمة المستخدمة في دعوة أحدهم إلى مساعدة آخر (٣) إنها الكلمة التي يستخدمها المعلم الذي يعطي القواعد والتعليقات لطلابه ( ٤) إنها الكلمة التي تستخدم بانتظام لقيادة إمبراطورية.” باركلي (Barclay)
- وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا: هذا هو نمط الإنجيل؛ إنه لليهودي أولًا وكذلك لليونانيين (رومية ١٦:١). وفي وقت لاحق، ذهب الإنجيل إلى كل من السامريين والأمم، ولكن كان عليه أن يبدأ بخِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.
- “كون يسوع قد شعر أنه من الضروري أن يذكر السامريين في جميع الأحوال، يفترضُ مقدمًا يوحنا ٤. لأن التلاميذ كانوا سعداء بممارسة قدرتهم على أداء المعجزات، فربما أرادوا تبشير السامريين متذكرين نجاح يسوع هناك.” كارسون (Carson)
- “إن التركيز في كلمات يسوع لا يكمُن في المقام الأول في حَظر مهمة أوسع، ولكن في أولوية المهمة إلى إسرائيل.” فرانس (France)
- بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ: كانت نية الله الوصول إلى العالم كله، ولكن البدء بإسرائيل. ومن المؤكد أنه كان هناك ما يكفي من العمل للقيام به بين خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ لإبقاء الاثني عشر مشغولين، حتى أمرهم الله مباشرة بتوسيع خدمتهم.
- من المهم أن يسوع لا يزال يصف الشعب اليهودي بأنه ’بَيْتِ إِسْرَائِيلَ‘ على الرغم من أنهم فقدوا دولتهم اليهودية قبل عدة عقود من ذلك الوقت. فالله لا يزال ينظر إليهم على أنهم ’إِسْرَائِيلَ‘ حتى عندما لم يكن هناك كيان سياسي يُعرف باسم ’إِسْرَائِيلَ.‘
- من هم خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ؟ بمعنى ما، كانوا جميعًا كذلك. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ (إشعياء ٦:٥٣). وبمعنى آخر، كان هناك أيضًا خِرَافِ ضَّالَّةِ تعرضت للإيذاء والإهمال من قبل رعاتها الروحيين: الكتبة والكهنة والفريسيين. هذا هو المعنى في إرميا ٦:٥٠ “كَانَ شَعْبِي خِرَافًا ضَالَّةً، قَدْ أَضَلَّتْهُمْ رُعَاتُهُمْ.”
- لأن الكثير منهم قد أُهْمِلوا روحيًا، أرسل يسوع هؤلاء الرسل. “كانت بدايات المهمة للخراف ’الضالة‘ المُهْمَلة في إسرائيل، في عيد كفرناحوم (متى ١٠:٩). ومع مرور الوقت، شعر يسوع بشكل متزايد بضغوط المشكلة والحاجة إلى بذل جهد على نطاق أوسع.” بروس (Bruce)
- “مثل الخراف، تلك المخلوقات السخيفة التي تحب الشرود، لم يعد أحد منهم.” تراب (Trapp)
ج) الآيات (٧-٨أ): ما يجب عليهم فعله: الخروج للوعظ والشفاء.
٧وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. ٨اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ…
- وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ: في وقت سابق (متى ١٧:٤) قيل لنا إن رسالة يسوع كانت “توبوا، لأن ملكوت السماوات قد اقترب.” فأخذ التلاميذ الرسالة ذاتها التي بشر بها يسوع، ونشروها ببساطة على مساحة أوسع بكثير من قدرة يسوع على نشرها وحده.
- قد نفترض أيضًا أنهم كرزوا بالعديد من الموضوعات الموجودة في العظة على الجبل (متى ٥-٧)، لأن هذه الرسالة تخبرنا كيف ينبغي أن تكون الحياة في مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.
- “هؤلاء الرجال سوف يفعلون الكثير للملكوت. ولا يوجد أقل من الملكوت، الذي في السماء، يستطيع تحرير الرجال من خطاياهم السائغة.” تراب (Trapp)
- لم يرد ذكر لهم وهم يعظون في المجامع اليهودية، كل ما ذكر هو أنه تم جلدهم فيها (متى ١٧:١٠). كانت هذه الإرسالية من بيت إلى بيت، وفي الحقول المفتوحة، وخدمة الوعظ في الشوارع.
- اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ: كان التلاميذ على حد سواء رسالة للتبشير وقوة للإعلان. وفي هذا، كانوا حقًا تلاميذًا لسيدهم.
- كان سلطان هؤلاء التلاميذ في إقامة الموتى ملحوظًا؛ ومع ذلك، فقد تم تسجيل إتمام هذا العمل اللاحق في أعمال الرسل ٩ و٢٠، ولم يكن هناك شك في وجود حالات أخرى غير مسجلة. فليس لدينا دليل على أن مثل هذا الأمر كان شائعًا أو أن هذا السُلطان قد سُحب نهائيًا. ومن الحكمة للمؤمنين اليوم أن يؤمنوا بقدرة الله على صنع المعجزات من خلال شعبه، وألا يصدقوا التقارير التي لا أساس لها من الصحة عن هذه المعجزات.
د ) الآيات (٨ب-١٥): كيف كان عليهم أن يعولوا أنفسهم.
٨… مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا. ٩لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ،١٠وَلاَ مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلاَ ثَوْبَيْنِ وَلاَ أَحْذِيَةً وَلاَ عَصًا، لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق طَعَامَهُ. ١١«وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِق، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا.١٢وَحِينَ تَدْخُلُونَ الْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ،١٣فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ، وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا فَلْيَرْجعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ. ١٤وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. ١٥اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالًا مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ.
- مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا: لم يُكلف يسوع تلاميذه شيئًا، وتوقع منهم أن يقدموا خدمة للآخرين دون مقابل. وهذا هو المبدأ الأساسي للوصايا التي تلي ذلك.
- “كم هي فضيحة عندما يتاجر رجل بهبات يدعي أنها ملكه، وأنه قد تلقاها من الروح القدس، والتي ليس هو سيدها، بل هو موزعها. فمن يعظ من أجل الحصول على لقمة العيش أو لكسب ثروة، هو مذنب في تدنيس أقدس الأماكن.” كلارك (Clarke)
- لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ: يجب أن يتوقعوا من الله أن يفي باحتياجاتهم، دون الاهتمام باحتياجاتهم الخاصة. علاوة على ذلك، ينبغي أن يتوقعوا أن الله سيلبي احتياجاتهم من خلال كَرم ضيافة الآخرين.
- “لقد صمم مخلصنا على منحهم تجربة العناية الإلهية، وتعليمهم أن يثقوا بها.” بوله (Poole)
- “كان يتحدث مرة أخرى بكلمات كانت مألوفة جدًا لليهودي. يخبرنا التلمود أنه: “لا أحد يذهب إلى جبل الهيكل بعصا أو أحذية أو منطقة نقود أو قدمين متربتين.” فكانت الفكرة أنه عندما كان يدخل إنسان إلى الهيكل، يجب عليه أن يوضح أنه ترك وراءه كل ما له علاقة بالتجارة والأعمال والشؤون الدنيوية.” باركلي (Barclay)
- “لا يحدد متى باستخدامه لكلمة ’تَقْتَنُوا‘ المعدات المناسبة للسفر، لكنه يؤكد للتلاميذ أنه لا يلزمهم جمع الدعم، ولا يحتاجون إلى الحصول على معدات خاصة. فيمكن أن يذهبوا كما هم، فالمهمة مُلحّة.” فرانس (France)
- “قد ينشأ التباين المشهور حول العصا (يسمح مرقس ٨:٦ لهم على وجه التحديد بحمل واحدة) من الاختلاف في الأفعال: تمنع صيغة إنجيل متى شراء عصا للرحلة، بينما تسمح صيغة إنجيل مرقس لهم بالقيام بذلك (فقط واحدة) تلك التي لديهم بالفعل.” فرانس (France)
- “انظر لوقا ٣٦:٢٢ ’مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ…‘ توجد أساليب مختلفة من الإجراءات يجب اعتمادها في أوقات مختلفة. أوه، لو كان بعض إخواننا الروحيين لديهم القليل من الحس السليم! لكُنا قدمنا الصلاة بقلب خافت للغاية.” سبيرجن (Spurgeon)
- لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِق طَعَامَهُ: عندما يأتوا إلى الناس، من شأنهم أن يكونوا فعلة بينهم؛ فعليهم أن يعملوا بينهم روحيًا وعمليًا. ويمكننا أن نتخيلهم وهم يبشرون بكلمة الله، ويصلوا من أجل الناس ومعهم، ويساعدونهم في العمل في المزرعة.
- على الرغم من أن الاثني عشر يتوقعون تلبية احتياجاتهم من خلال الأشخاص الذين يخدمونهم، لكن يجب عليهم ألا يطلبوا أبدًا تلبية احتياجاتهم بدفعات مادية. فالمبدأ الأساسي هو: مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا.
- فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقًّا… وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقًّا: يمكن أن يتوقع أولئك الذين استقبلوا التلاميذ أن يكونوا مباركين (فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ)؛ لكن تلك الأماكن التي رفضتهم قد تتوقع معاملتهم كمدن غير اليهود (انْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ)، وعلى هذا النحو، أولئك الرافضون هم في خطر شديد من الدينونة.
- “إن الإقامة في منزل شخص ’مستحق‘ تعني أن على التلاميذ ألا يختاروا الأماكن الأكثر راحة.” كارسون (Carson)
- “من السهل القيام بهذا، ولكن ليس من السهل القيام به بروح صحيحة؛ قد تكون النتيجة الغضب وخيبة الأمل وقد يقول الخادم: ’لم يقدرونني، سأتخلى عنهم وأتركهم لمصيرهم. كان المسيح يعني الفعل لكي يؤكد أن النتيجة تقع على عاتق السكان.” بروس (Bruce)
- “توجد علامتان مؤكَدتان للرفض: (١) عدم استقبال خدام المسيح في المنزل والمأوى، حاسبين أنفسهم (الناس) سعداء في مثل هذا الترفيه. (٢) عدم سماع كلمات خدام المسيح.” تراب (Trapp)
ثانيًا. يسوع يُعِد تلاميذه للاضطهاد
أ ) الآيات (١٦-١٨): الاضطهاد قادم.
١٦«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. ١٧وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. ١٨وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ.
- هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ: لقد حذَّر يسوع تلاميذه بحرية وبأمانة من أنهم سيواجهون الاضطهاد. ولأنهم خرجوا من دون الشُرطة أو حماية عسكرية، فأرسلهم كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ.
- “هنا ترى الأغنام تُرسل بين الذئاب، كما لو كانت الطرف المهاجم، وكانت مصممة على إخماد أعدائها الرهيبين. إنه مشهد جديد، لا يوجد أبدًا مثله في الطبيعة، لكن النعمة مليئة بالأعاجيب.” سبيرجن (Spurgeon)
- “رغم ذلك، فإرسالية الغنم في وسط الذئاب هي مهمة تبعث على الأمل، لأننا نرى في العالم الطبيعي أن الخراف، على الرغم من ضعفها، تفوق عددًا بكثير الذئابَ الضارية للغاية.” سبيرجن (Spurgeon)
- فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ: على الرغم من موقفهم الضعيف، لم يكن أتباع يسوع يدافعون عن أنفسهم بأشكال القوة الدنيوية. فكان عليهم أن يظلوا بُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ، ولكن حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ.
- الحكمة من شأنها أن تمنعهم من اجتذاب المتاعب دون داع أو تبين لهم كيفية تجنبها دون تساهُل. فالجميع يهاجم الْحَيَّاتِ، لذا يجب عليها استخدام الإبداع والحكمة للبقاء على قيد الحياة.
- البساطة تمنعهم من الاستسلام لإغراء الانتقام.
- “يجب أن يكون المُرسَل حذرًا، لتجنب الأذى؛ لكنه يجب أيضًا أن يكون لديه ذهنًا طيب السريرة بحيث يكون غير مؤذٍ.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ: حذرهم يسوع أيضًا من أن الناس سوف يضطهدونهم في الساحة المدنية (المجالس) والساحة الدينية (المجامع اليهودية). ويمكن أن نتوقع معارضة من كل من النظام المدني والنظام الديني.
- وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي: لقد كانت هذه عبارة رائعة، إدراكًا بالتأثير الكبير الذي سيحظى به الإنجيل وخدام الإنجيل. فقد يلاحظهم الولاة والملوك، ويعتقلونهم ويقدمونهم للمحاكمة.
- “هذا يوفر دليلًا صارخًا بالعِلم الكُلي الذي للمسيح. فمن كان يظن، في ذلك الوقت، أن هؤلاء الرجال المحتقرين والأمييّن يمكنهم إثارة هذا القدر من الاهتمام، ويُدعون للدفاع عن معتقداتهم أمام محاكم أكثر الشخصيات شهرة في الأرض؟” ويكفيلد (Wakefield) مُسْتشْهَدًا به في كلارك (Clarke).
- مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ: لأنهم تعرضوا للاضطهاد من أجل يسوع، يمكن أن يكونوا شَهَادَةً لمضطهديهم الدينيين والمدنيين على حد سواء.
- “الإشارة المحددة للأمم تشير إلى أن المهمة الأوسع لفترة ما بعد القيامة أصبحت بالفعل قيد النظر.” فرانس (France)
ب) الآيات (١٩-٢٠): عندما يتم تقديم تلاميذ يسوع إلى الحكام، فإن الله سيدافع عنهم ويتحدث نيابة عنهم.
١٩فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، ٢٠لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.
- فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ: يمكن لتلاميذ يسوع أن يثقوا بالله تمامًا في تلك اللحظة، مع العِلم أنه سيتحدث من خلالهم حتى لو كانوا غير مستعدين.
- “لم يكن الإذلال هو الذي كان يخافه المسيحيون الأوائل، ولا حتى الألم القاسي والمعاناة. لكن الكثير منهم كانوا يخشون أن يؤدي عدم تمكنهم من الكلام والدفاع إلى إلحاق الضرر بالحق بدلًا من الإشادة به. إنه وعد الله أنه عندما يُحاكم إنسانٌ بسبب إيمانه، فإن الكلمات ستأتي إليه.” باركلي (Barclay)
- لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ: أعطاهم هذا الثقة بأن روح الآب سيتحدث إليهم ومن خلالهم في اللحظة الضرورية، حتى لو لم يكونوا مستعدين ببيان.
- هذا ليس مبررًا للإعداد السيء في تعليم كلمة الله والوعظ بها، ولكنه وعد بالقوة والإرشاد للمُضْطَهَدين الذين لديهم فرصة للإدلاء بالشهادة عن يسوع.
ج) الآيات (٢١-٢٣): مدى الاضطهاد: حتى بين العائلات، من مدينة إلى أخرى.
٢١وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، ٢٢وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ. ٢٣وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
- وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ: علم يسوع أن الإنجيل في بعض الحالات سوف يقسم أفراد الأسرة، وأن بعض أكثر حالات الاضطهاد مرارة ستحدث بين العائلات.
- وَيَقْتُلُونَهُمْ: قال يسوع بوضوح أن الاضطهاد قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الموت. وعلى الرغم من أن معظم المسيحيين قد تحملوا الاضطهاد في الساحات الاقتصادية أو الاجتماعية، لكن ضحى الملايين منهم حرفيًا بحياتهم ليسوع.
- وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي: في بعض الأحيان كان هذا صحيحًا؛ عندما كرِهَت ثقافات بأكملها أتباع يسوع. ويبدو غريبًا أن الناس الذين يعيشون حسب توقعات الملكوت المذكورة في إنجيل متى ٥-٧ يجب أن يُكْرَهوا بشدة، لكن المفارقة ذاتها هي التي ألهمت العالم لإدانة وصلب الإنسان الوحيد الذي لم يخطئ في حياته.
- يجب الاعتراف بشكل مؤلم أنه توجد أوقات يتم فيها كُره المؤمنين لسبب وجيه، بسبب الخيانة العظمى أو المجاهرة الخاطئة بالإيمان. ومع ذلك، لا يمكن أن يُكْرَهَ لسبب وجيه أيُ شخص ممتلئ بوجود يسوع ويعيش كما عاش هو.
- وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ: قوة التحمل والصبر مطلوبين لأولئك الذين سيتغلبون على عواصف الاضطهاد. فنحن الذين نواجه القليل من الاضطهاد الحقيقي ليس لدينا فهم كبير لمدى صعوبة تحمله.
- “إذا تم خلاص كل إنسان وبدأ بإتباع يسوع، فمن سيكون ملعونًا؟ في مثل هذا البلد، فإن معظم الناس لديهم تشنج ديني واحد على الأقل في حياتهم.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى: في هذا، علَّم يسوع تلاميذه أنه كان من الخطأ بالنسبة لهم أن يسعوا إلى الاستشهاد. فليس من شأنهم أن يركضون نحو الاضطهاد، أو حتى البقاء إذا كانت لديهم فرصة للهروب المُشرَّف. وإذا تمكنوا من الفرار إلى مكان آخر، فمن شأنهم أن يفعلوا ذلك.
- لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ: هذه العبارة تعتبر من أصعب عبارات يسوع فهمًا في إنجيل متى. فهل قصد يسوع أنه سيعود فعلًا إلى هذه الأرض قبل أن يصل التلاميذ إلى كل مدن إسرائيل؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا من شأنه أن يجعل يسوع مخطئًا بوضوح في هذا التوقع. وبدلًا من ذلك، من الأفضل رؤية “مجيئه” في هذا المقطع باعتباره مجيئه في الحُكم على اليهودية في عام ٧٠م الذي حدث قبل أن يأتي الإنجيل إلى كل مدينة في إسرائيل.
- هذا هو تحقيق يوم الدينونة الذي تم التحذير منه في إنجيل متى ١٥:١٠. وفي نواح كثيرة، كانت الدينونة التي سكبها الله على اليهودية من خلال الجيوش الرومانية في عام ٧٠م أسوأ من الدينونة التي أتت على سدوم وعمورة.
- “عندما يواجهون الاضطهاد، يجب عليهم ألا يعتبروا الأمر أكثر من مجرد إشارة للانسحاب الاستراتيجي إلى المدينة التالية حيث يجب أن تستمر الشهادة، لأن الوقت مُقصَّر. لن يكونوا قد انتهوا من تبشير مدن إسرائيل قبل أن يحكم ابن الإنسان على إسرائيل.” كارسون (Carson)
د ) الآيات (٢٤-٢٥): لماذا يجب أن يتوقع تلاميذ يسوع الاضطهاد.
٢٤«لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ، وَلاَ الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. ٢٥يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ لَقَّبُوا رَبَّ الْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَهْلَ بَيْتِهِ!
- لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَلِّمِ: ببساطة، يجب ألا يتوقع التلاميذ معاملتهم بشكل أفضل من معاملة يسوع. إذا كانوا قد دعوا يسوع نفسه بالشيطان (بَعْلَزَبُولَ)، فكم يكون مدى السوء الذي على التلاميذ توقعه!
- هذه بالفعل هي الإشارة الثانية لدينا في إنجيل متى عن يسوع، حيث قرنه أعداؤه بالشيطان. “ما جاء في متى ٣٤:٩ يوحي بأنه كان إفتراءًا متكررًا.” كارسون (Carson)
- “الحمد لله، قد يطلقون علينا ما يحلو لهم، لكنهم لا يستطيعون أن يجعلونا أشرارًا. لقد افتُري على الله في السماء، وعلى المسيح على الجلجثة؛ فكيف يمكننا أن نأمل في أن نُستثنى من ذلك؟” سبيرجن (Spurgeon)
- يَكْفِي التِّلْمِيذَ أَنْ يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَالْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ: هذا هو هدف كل من تلميذ وخادم ليسوع. فنحن نريد ببساطة أن نكون مثل معلمنا وسيدنا، لنكون مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ (رومية ٢٩:٨).
هـ) الآيات (٢٦-٣١): حتى في خضم الاضطهاد، يجب على تلاميذ يسوع ألا يخافوا، وأن يكونوا جريئين في إعلانهم عن الإنجيل.
٢٦فَلاَ تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. ٢٧اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ، ٢٨وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ. ٢٩أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. ٣٠وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. ٣١فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!
- فَلاَ تَخَافُوهُمْ: يمكن لتلاميذ يسوع أن يثقوا في أن الحق سينتصر، لذلك يجب عليهم الخروج والوعظ بها بجرأة، على الرغم من خطر الاضطهاد.
- إذا كان الاضطهاد أو تهديد الاضطهاد يجعلنا نتراجع عن الكلام والوعظ بكلمة الله، فقد حقق الشيطان نصرًا إلى حد ما. وربما لم ينجح تهديده بالاضطهاد في إيذائنا، ولكن في كبح عمل كلمة الله.
- “لا تخف ما لا يمكنك تجنبه إذا كنت تريد أن تكون نافعًا. فالخوف لا يناسب الرسول تمامًا مثل الجندي أو البحار، فكلاهما يتحمل ببراعة مخاطر دعوتهما.” بروس (Bruce)
- لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ: لقد وعد يسوع أتباعه المُضْطَهَدين بأن تكون حقيقة تضحياتهم المُشرّفة معروفة، حتى لو بذل المضطهدون قصارى جهدهم لإخفائها بين صفحات التاريخ. فالله سيكشف الكل وسيبرر عبيده وسيكشف جريمة أولئك الذين ظنوا أنهم خبأوها.
- إن الدينونة الأبدية تعطينا ثقة كبيرة في عدالة الله المُطْلقة. وأولئك الذين يبدو أنهم يخدعون العدالة على الأرض لن يغشوها أبدًا في الأبدية.
- اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي الظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي النُّورِ، وَالَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي الأُذُنِ نَادُوا بِهِ عَلَى السُّطُوحِ: كانت رسالة يسوع علنية بشكل مجيد. فلم يكن الأمر بالنسبة لقلة سرية ولم يتم إخفاؤها بأي شكل من الأشكال. فلا توجد رسالة للدائرة الداخلية وأخرى للذين في الخارج. قد لا يفهم الأشخاص الموجودين في الخارج الرسالة، لكن يمكنهم سماعها ولا يجب إخفاءها عنهم.
- وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ: الله هو الذي يجب أن نخافه، وليس البشر الذين يضطهدون أتباع يسوع. فإن أسوأ ما يمكنهم أن يفعلوه هو قتل الجسد، لكن كونك جبانًا أمام الله يمكن أن يكون له عواقب أبدية.
- “لا يوجد علاج للخوف من البشر مِثل الخوف من الله.” سبيرجن (Spurgeon)
- “من هنا نجد أن الجسد والروح مبدآن متميزان، فالجسد قد يقتل والروح قد تهرب؛ وثانيًا، الروح غير مادية، فلن يتمكن قتلة الجسد من إلحاق الأذى بها.” كلارك (Clarke)
- فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ: لا يحتاج تلاميذ يسوع إلى الخوف لأن الله يهتم بهم حقًا، حتى في أدق التفاصيل. فإذا كان الله يهتم بالعصافير، ويرقم شعر رؤوسنا ذاتها، فسيهتم أيضًا باحتياجاتنا بعناية. يشعر المُضْطَهَدون بسهولة أن الله قد نسيهم، لكنه لم يفعل.
- الله يعرفنا بشكل أفضل مما يعرفنا أصدقاؤنا؛ أفضل من معرفة زوجنا أو زوجتنا بنا؛ إنه يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا. نحن لا نعرف عدد الشعرات المرقمة على رؤوسنا. إن الله الذي يعرفنا جيدًا سيعتني بنا.
- من الواضح أن التركيز في هذا المقطع القصير هو على عبارة ’لاَ تَخَافُوا.‘ “هذه هي المرة الثالثة، في ست آيات، نحن مطالبون بطرد هذا الشغف العميق للجُبن، وهذا الخوف الذي لا مبرر له، الذي بلا جدوى، الضار، الخوف الخاطئ من البشر. فالذي يخاف الله لا يحتاج للخوف من أي إنسان.” تراب (Trapp)
و ) الآيات (٣٢-٣٩): الموقف الذي على تلاميذ يسوع أن يتسلحوا به.
٣٢فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ،٣٣وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ٣٤«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. ٣٥فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. ٣٦وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. ٣٧مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، ٣٨وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. ٣٩مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.
- فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ: يجب على التلميذ أن يعترف بيسوع علانية: قُدَّامَ النَّاسِ. فإذا لم نكن علنيين بشأن ولاءنا له، فلا يمكننا أن نتوقع منه أن يكون علنيًا بشأن ولائه لنا.
- كل من دعاه يسوعُ قد دعاه علنًا. فلا يوجد حقًا شيء اسمه مؤمن ’سِرّي،‘ على الأقل ليس بالمعنى الدائم. فهناك تناقض كبير بين الكلمتين.
- يجب أن تقدم حياة كل مؤمن أدلة كافية يمكن للعالم رؤيته يثبت أنهم مؤمنون بالفعل. ونخشى أن العديد من المؤمنين المعاصرين، إذا تم القبض عليهم لارتكابهم جريمة إتباع يسوع ومحاكمتهم في محكمة، سوف يتم رفض التهم بسبب عدم كفاية الأدلة.
- “بمقدار ما يكون المسيح بالنسبة لك على الأرض، سيكون مقدارك بالنسبة للمسيح في السماء. سأكرر هذا الحق. بالكيفية التي يكون المسيح بالنسبة لك على الأرض، ستكون له في يوم الدينونة. فإن كان عزيزًا وثمينًا بالنسبة لك، فستكون ثمينًا وعزيزًا بالنسبة له. إذا كان هو كل ما تفكر به، فستكون أنت هو كل ما يفكر به.” سبيرجن (Spurgeon)
- ومع ذلك، لا نجرؤ على تفويت أن يسوع هنا أعلن أن مصير الفرد الأبدي يعتمد على موقف الفرد تجاه يسوع. “هذا ’التمركز حول الذات‘ هو سمة ملفتة للنظر في تعاليم يسوع. ’فلا يوجد نظير ليسوع‘ (جريماياس Jeremias). والأكثر بروزًا هو أن القول مُصاغ في (صموئيل الأول ٣٠:٢)؛ حيث يكون الشخص المكرَّم أو المُحْتَقَر هو الله نفسه.” فرانس (France)
- لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا: رسالة يسوع – كما تتضح في العظة على الجبل – هي في الواقع رسالة سلام. ولكن بما أنها تدعو الفرد إلى التزام جذري بيسوع نفسه، فهي رسالة سلام تنقسم بين من يختارونها وبين من يرفضونها. ويفسر الانقسام بين هذين الخيارين كيف أن يسوع لم يأتِ ليحقق السلام بل السيف.
- إِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ … وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ: الخط الفاصل بين أولئك الذين يقبلون يسوع والذين يرفضونه سوف يكون بين العائلات. إن السيف الذي تكلم به يسوع كان يفصل الأسر أحيانًا.
- مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي: بعبارات قوية، أوضح يسوع أن التلميذ يجب أن يحب ويتبع يسوع بشكل تام. ويجب أن يكون إخلاصنا ليسوع يفوق عائلاتنا.
- يجب أن نتوقع هذا في العادة، فإن تبعيتنا ليسوع تجعلنا أفضل الأزواج والآباء والزوجات والأمهات والأبناء والبنات وما إلى ذلك. ومع ذلك، فهناك أوقات يكون فيها وجود يسوع قاسمًا لا موحِدًا.
- إن الخطر الأكبر من الزنى الروحي لا يأتي مما هو سيء، ولكن مما هو جيد مثل المحبة في العلاقات الأسرية.
- وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي: يجب أن يتبع التلميذ يسوع حتى إلى مكان حَمْل صليبه. وعندما كان شخص يحمل صليبًا في زمن يسوع، كان ذلك لسبب واحد: الموت. فالصليب الروماني القديم لم يكن يتفاوض، ولم يكن يساوم، ولم يكن ليعقد صفقات. فلا توجد هناك نظرة إلى الوراء عندما تحمل صليبك، ويكون أملك الوحيد هو حياة القيامة.
- صَلِيبَهُ: إن صليبك ليس حقًا محاكمتك أو مشكلتك المحددة. الصليب يعني شيئًا واحدًا: الموت؛ موت الذات، لكن حياة القيامة التي لله.
- هذا هو أول ذكر للصليب في إنجيل متى، ولا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بصلب يسوع نفسه. فمثل هذه العبارة المتطرفة – تشبيه التلمذة برعب الصلب، الذي هو أمر فظيع للغاية لا يمكن ذكره يبن رفقة مهذبة – لابد وأنها قد صدمَت التلاميذ.
- ومع ذلك كانوا يعرفون تمامًا ماذا كان يعني الصليب. “لم يكن الصلب نفسه مشهدًا غير مألوف في فلسطين الرومانية؛ فالحديث عن ’حمل الصليب‘ كان مألوفًا تمامًا لهم، حتى قبل أن يدركوا أنه هو نفسه سيجسده حرفيًا.” فرانس (France)
- “عندما أخمد الجنرال الروماني ڤاروس (Varus) ثورة يهوذا في الجليل (عام ٤ ق.م.)، قام بصلب ألفَيْ يهوديًا، ووضع الصلبان على طول الطريق المؤدي إلى الجليل.” باركلي (Barclay)
- مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا: التلميذ يعيش في مفارقة. يمكن أن يجد الحياة فقط من خلال فقدانها، ويمكن أن يعيش فقط بالموت. فلا يمكن أن تأتي حياة القيامة إلا بعد أن نحمل صليبنا ونتبع يسوع.
- “ونحن حاملون الصليب، علينا أن نتبع يسوع؛ إن حمل الصليب دون اتباع المسيح هو قصية سقيمة. فالمؤمن الذي يتجنب الصليب ليس مؤمنًا. ولكن حامل الصليب الذي لا يتبع السيد المسيح يفتقد للعلامة على نحو متساوٍ.” سبيرجن (Spurgeon)
ز ) الآيات (٤٠-٤٢): المكافأة المستحقة لأولئك الذين يستقبلون تلاميذ يسوع، على عكس المضطهدين.
٤٠مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ٤١مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارًّا بِاسْمِ بَارّ فَأَجْرَ بَارّ يَأْخُذُ، ٤٢وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ».
- مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي: إن الخير الموجَّه إلى تلاميذ يسوع هو كما لو كان موجهًا إلى يسوع نفسه، لأنهم ممثلوه، وهم يحملون رسالته.
- مَنْ يَقْبَلُ نَبِيًّا بِاسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ: يمكننا أن نشارك في أجر عبيد الله من خلال دعمهم في عملهم. فحتى الأعمال اللطيفة التي تبدو ضئيلة (كأس من الماء البارد) الموجه لأجل شعب الله، له قيمة في نظر الله.
- ما الذي قد يبدو أقل أهمية من إعطاء الشخص كوبًا من الماء البارد؟ في وقت قصير، سوف يشعر بالعطش مرة أخرى. ومع ذلك، فإن هذه الإيماءة الصغيرة سوف يتذكرها الله ويكافئها دائمًا. فلاَ يُضِيعُ أَجْرُهُ بأي حال من الأحوال.
- “تقول الأساطير القديمة أن مَيْداس كان يحول كل ما يلمسه إلى ذهب. فمن المؤكد أن اليد المعطاءة التي تلمس أي شيء، سواء كان ذلك كوب من الماء البارد، سيتحول ليس إلى ذهب، بل إلى شيء سماوي.” تراب (Trapp)
- “مرة أخرى، ليس العمل الخيري هو الذي في المشهد، بل استقبال التلميذ لأنه تلميذ (مرة أخرى حرفيًا ’بِاسْمِ تِلْمِيذٍ‘). فرانس (France). “إن الوعد هو أن أولئك الذين هم تلاميذه يمثلونه حقًا، مع كل من التكلفة والمكافأة.
- “إن ’هؤُلاَءِ الصِّغَارِ‘ يشملون بكل تأكيد جميع الرسل والأنبياء والأبرار؛ إنهم جميعًا ’صغار‘ لأنهم جميعًا أهداف لعدوانية العالم.” كارسون (Carson)