سفر نحميا – الإصحاح ٨
روح الله الذي يعمل من خلال كلمة الله، يأتي بنهضة
عرّف جي. إدوين أور (J. Edwin Orr) النهضة بأن “روح الله يعمل من خلال كلمة الله، في حياة شعب الله.” وهذا الإصحاح هو مثال رائع على ما قاله.
أولًا. سماع كلمة الله يشعل النهضة
أ) الآيات (١-٣): يجتمع الشعب ويطلب من عزرا قراءة كلمة الله.
١اجْتَمَعَ كُلُّ الشَّعْبِ كَرَجُل وَاحِدٍ إِلَى السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ. ٢فَأَتَى عَزْرَا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الْجَمَاعَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَكُلِّ فَاهِمٍ مَا يُسْمَعُ، فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ. ٣وَقَرَأَ فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ الَّتِي أَمَامَ بَابِ الْمَاءِ، مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، أَمَامَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْفَاهِمِينَ. وَكَانَتْ آذَانُ كُلِّ الشَّعْبِ نَحْوَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ.
١. وَقَالُوا لِعَزْرَا الْكَاتِبِ أَنْ يَأْتِيَ بِسِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى: يدل ذلك على أن روح الله كان يعمل حتى قبل قراءة كلمة الله. فعادة لا يجتمع الناس كَرَجُل وَاحِدٍ لأجل أمور الله إلا إذا حركهم روح الله، وهم لا يشتاقون لكلمة الله إلا إذا حركهم روح الله.
• إذا حضرت لسماع كلمة الله، فهذا دليل على أن روح الله يعمل معك. لكن من المهم أيضًا التعاون مع ذلك العمل وعدم مقاومته. نحتاج أن نتعاون ونتجاوب مع عمل روح الله إذا كنا نريد لكلمة الله أن تقوم بدورها الكامل فينا.
٢. سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى: هذا يشير إلى الكتب الخمسة الأولى من الكتاب المقدس (التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية). لقد كانت هذه الأسفار هي الدليل المرشد لإسرائيل عن كيفية السير أمام الله.
٣. عَزْرَا الْكَاتِبُ… عَزْرَا الْكَاهِنُ: كان عزرا هو المسؤول عن إعادة بناء الهيكل، وإعادة شعب الله إلى العبادة. وما قام به نحميا من عمل لإعادة بناء الأسوار كان لإكمال العمل الذي بدأه عزرا.
• نحن نعلم أن عزرا اهتم بكلمة الله لأنه كان كَاتِبًا – أي الشخص الذي كان ينسخ الكتاب المقدس باليد. ونعلم أيضًا أنه كان رجلًا مكرسًا لله نفسه لأنه كان كَاهِنًا تقيًا.
٤. وَكُلِّ فَاهِمٍ مَا يُسْمَعُ: إن هذه الكلمات تبين لنا من كان في احتياج لسماع كلمة الله. فكل من تمكن من فهمها احتاج لسماعها.
٥. وَقَرَأَ فِيهَا أَمَامَ السَّاحَةِ: قرأ عزرا كلمة الله مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ. لمدة حوالي ست ساعات قرأ كلمة الله واستمع الشعب.
• كانت هذه حركة روحية من صنع روح الله. فالشَّعْبِ الذي كان له آذَانُ نَحْوَ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ لمدة حوالي ست ساعات هم أشخاص لمسهم روح الله.
• مِنَ الصَّبَاحِ تعني حرفيًا “من وقت بزوغ النور.” لقد اجتمع هؤلاء الأشخاص من الفجر لسماع كلمة الله. كانوا على استعداد للتضحية بشيء من أجل سماع الكلمة – كانوا يريدونها، ومثل يعقوب، لن يتركوها حتى يحصلوا على بركتهم.
ب) الآيات (٤-٦): كيف تم استقبال كلمة الله.
٤وَوَقَفَ عَزْرَا الْكَاتِبُ عَلَى مِنْبَرِ الْخَشَبِ الَّذِي عَمِلُوهُ لِهذَا الأَمْرِ، وَوَقَفَ بِجَانِبِهِ مَتَّثْيَا وَشَمَعُ وَعَنَايَا وَأُورِيَّا وَحِلْقِيَّا وَمَعْسِيَا عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ فَدَايَا وَمِيشَائِيلُ وَمَلْكِيَّا وَحَشُومُ وَحَشْبَدَّانَةُ وَزَكَرِيَّا وَمَشُلاَّمُ. ٥وَفَتَحَ عَزْرَا السِّفْرَ أَمَامَ كُلِّ الشَّعْبِ، لأَنَّهُ كَانَ فَوْقَ كُلِّ الشَّعْبِ. وَعِنْدَمَا فَتَحَهُ وَقَفَ كُلُّ الشَّعْبِ. ٦وَبَارَكَ عَزْرَا الرَّبَّ الإِلهَ الْعَظِيمَ. وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «آمِينَ، آمِينَ!» رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ.
١. وَوَقَفَ عَزْرَا الْكَاتِبُ عَلَى مِنْبَرِ الْخَشَبِ: أخذوا الوقت لبناء منصة خشبية، حتى يمكن سماع كلمة الله. قاموا بأشياء عملية، حتى تحقق كلمة الله أكبر تأثير.
• وبالنسبة لنا، هناك أشياء عملية يمكننا القيام بها أيضًا لنساهم في أن تحقّق كلمة الله أكبر تأثير؛ عندما يكون هناك غرفة مريحة، ليس بها أمور تشتت الانتباه، وصوت الواعظ واضح، فإن ذلك يساعد كلمة الله على تحقيق أكبر تأثير.
• ولكن بلا شك، يجب أن يكون التحضير الأكبر في القلب. يجب أن نأتي، على استعداد لنسيان أنفسنا وجدول أعمالنا الخاص، ونخضع أنفسنا لكلمة الله – ليس العظة، ولكن كلمة الله.
٢. عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ: كان على يمين عزرا وعلى يساره رجال يدعمونه في خدمة تعليم كلمة الله. يكون لخدمة كلمة الله أكبر تأثير عندما يمكن للناس رؤية رجالًا يدعمونها ويطيعونها.
٣. وَعِنْدَمَا فَتَحَهُ وَقَفَ كُلُّ الشَّعْبِ: كان لديهم احترام لكلمة الله. تعرفوا عليها كما هي – كلمة الله، وليست كلمة الإنسان، وكرموها.
• هذا دليل على شيئين. أولًا، أن روح الله يعمل؛ ثانيًا، أن شيئًا جيدًا سيحدث.
٤. وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: كان لعمل كلمة الله وروح الله ثلاث نتائج فورية.
• شكر الناس الله (بقولهم آمِين عندما بارك عزرا الرب)
• صلى الناس لله (رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ)
• عبد الناس الله (خَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ)
إن الشكر والصلاة والتسبيح هي كلها مقاييس جيدة لكيفية عمل روح الله وكلمة الله فينا.
ج) الآيات (٧-٨): تقديم كلمة الله حتى يفهمها الشعب.
٧وَيَشُوعُ وَبَانِي وَشَرَبْيَا وَيَامِينُ وَعَقُّوبُ وَشَبْتَايُ وَهُودِيَّا وَمَعْسِيَا وَقَلِيطَا وَعَزَرْيَا وَيُوزَابَادُ وَحَنَانُ وَفَلاَيَا وَاللاَّوِيُّونَ أَفْهَمُوا الشَّعْبَ الشَّرِيعَةَ، وَالشَّعْبُ فِي أَمَاكِنِهِمْ. ٨وَقَرَأُوا فِي السِّفْرِ، فِي شَرِيعَةِ اللهِ، بِبَيَانٍ، وَفَسَّرُوا الْمَعْنَى، وَأَفْهَمُوهُمُ الْقِرَاءَةَ.
١. أَفْهَمُوا الشَّعْبَ الشَّرِيعَةَ: تم تعيين رجال خاصين لمساعدة الشعب على أن يفْهَمُوا كلمة الله. بعد القراءة، كانوا بحاجة إلى فهمها لأنه إذا لم يفهموها، فلن تفيدهم كثيرًا.
• يجب أن يكون الفهم هو الهدف الأول لأي واعظ أو مُعلم. فعندما يقف الواعظ أمام شعب الله، هناك بعض الأشياء يجب تذكرها:
إذا غادر الشعب الكنيسة وهم يعرفون خمس نصائح مفيدة لحياة أفضل، لكن ليس لديهم فهم أعمق لكلمة الله، فقد فشل الواعظ.
إذا غادر الشعب الكنيسة وقد تمتعوا بالفكاهة أو بالحكايات، أو مأسورين بالقصص الدرامية، لكن ليس لديهم فهم أعمق لكلمة الله، فقد فشل الواعظ.
إذا غادر الشعب الكنيسة وهم متحفزين للعمل، أو يصلّون صلوه، لكن لم يكن هذا مبنيًا ومؤسسًا على فهم أعمق لكلمة الله، فقد فشل الواعظ.
إذا غادر الشعب الكنيسة وهم معجبون بالواعظ، لكن ليس لديهم فهم أعمق لكلمة الله، فقد فشل الواعظ – وسيُحاسب أمام الله.
٢. أَفْهَمُوا الشَّعْبَ الشَّرِيعَةَ: من المهم أن نرى لماذا يحتاج شعب الله إلى مساعدة خاصة في فهم كلمة الله.
• أولًا، لأننا ندرك أمور الله ونميزها روحيًا وليس ذهنيًا. يستخدم الروح القدس المعلمين الموهوبين ليجلبوا لنا التمييز الروحاني، ويساعدونا على فهم ما تقوله كلمة الله.
• ثانيًا، لأنها كُتبت أولًا بلغة مختلفة، في ثقافة مختلفة، في مكان مختلف، وفي وقت بعيد جدًا. لذا يساعدنا المعلمون على فهمها في إطار زمننا الحالي.
• ثالثًا، لأن عقولنا غالبًا ما تكون بطيئة في فهم الأشياء التي ستدين قلوبنا. غالبًا ما نحتاج إلى أن يُقال لنا ذلك بوضوح.
• أخيرًا، الفهم ليس فقط ضروريًا لأولئك الذين لا يعرفون الكتاب المقدس. ففي بعض الأحيان، نعجز عن فهم الكلمة حقًا حتى بعد سماعها عشر مرات قبلًا. عندما ينظف مرمّم الفنون لوحة، فإنه يكشف عن أشياء كانت دائمًا موجودة باللوحة، لكن الألوان لم تكن زاهية بهذا الشكل، والتفاصيل لم تكن واضحة، ذلك لأنها كانت مطموسة – لكن عندما تكون اللوحة نظيفة، يمكن رؤية التأثير الحقيقي لعمل الرسام.
٣. وَقَرَأُوا… بِبَيَانٍ (بِوُضُوح): يجب أن يتحدث الواعظ بطريقة واضحة وسهلة الفهم. فهدفه الرئيسي هو جعل الناس يفهمون، وليس إثارة إعجابهم أو تسليتهم.
٤. وَفَسَّرُوا الْمَعْنَى، وَأَفْهَمُوهُمُ الْقِرَاءَةَ: يجب أن ينقل الواعظ معنى النص الكتابي، ولا يسير بحسب جدول أعماله الخاص أو مواضيعه المفضلة. لابد أن يغادر شعب الكنيسة وهم فاهمون كلمة الله بشكل أفضل، وليس فاهمون آراء الواعظ بشكل أفضل.
ثانيًا. التجاوب مع كلمة الله يشعل ويحفز النهضة
أ ) الآيات (٩-١١): الشعب يستجيب بالبكاء.
٩وَنَحَمْيَا أَيِ التِّرْشَاثَا، وَعَزْرَا الْكَاهِنُ الْكَاتِبُ، وَاللاَّوِيُّونَ الْمُفْهِمُونَ الشَّعْبَ قَالُوا لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هذَا الْيَوْمُ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ، لاَ تَنُوحُوا وَلاَ تَبْكُوا». لأَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكَوْا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ. ١٠فَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لأَنَّ الْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ». ١١وَكَانَ اللاَّوِيُّونَ يُسَكِّتُونَ كُلَّ الشَّعْبِ قَائِلِينَ: «اسْكُتُوا، لأَنَّ الْيَوْمَ مُقَدَّسٌ فَلاَ تَحْزَنُوا».
١. جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكَوْا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ: لقد عملت كلمة الله عملها المقصود. وتخبرنا رسالة تيموثاوس الثانية ٣: ١٦ عن شيئين مفيدين لكلمة الله: التَّوْبِيخِ والتَّقْوِيم. أحيانًا يكون التوبيخ والتقويم مؤلمًا، وكانت هذه الدموع دليلًا على بعض من هذا الألم.
٢. لاَ تَنُوحُوا وَلاَ تَبْكُوا: لم يرغب عزرا ونحميا واللاويون في أن يُحزنوا الشعب وأن ينوحوا، على الرغم من أنه من الجيد أن نحزن بسبب تبكيت الروح القدس بواسطة الكلمة. ولكن إذا كان الشعور بالإدانة أكبر من الشعور بأن الله يقوم بعمل جيد ومقدس، فإن هذه الدموع ليست جيدة.
• يجب ألا تكون معرفتنا بخطيتنا أكبر من معرفتنا بيسوع كمخلص لنا. نحن خطاه عظام، لكنه هو مخلّص أعظم.
• لذلك، فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ – حتى مع تبكيت الروح القدس. فتبكيت الروح هو دليل على أن الله يعمل فينا، لذا يمكننا أن نفرح.
٣. وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ: شعر الشعب بالحزن لأنهم أدركوا خطيتهم. ولكن يمكنهم أن يعيشوا في الفرح لأن الله كان يعمل عملًا عظيمًا. إن مشاعرنا ليست خارجة عن نطاق سيطرتنا؛ ويمكننا أن نتمم مشيئة الله حتى عندما لا نرغب في ذلك.
ب) الآية (١٢): الشعب يختار الابتهاج.
١٢فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَبْعَثُوا أَنْصِبَةً وَيَعْمَلُوا فَرَحًا عَظِيمًا، لأَنَّهُمْ فَهِمُوا الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمُوهُمْ إِيَّاهُ.
١. أَنَّهُمْ فَهِمُوا الْكَلاَمَ الَّذِي عَلَّمُوهُمْ إِيَّاهُ: لقد ذهبوا وهم يسبحون الله لأن فهم كلمة الله يجلب شعورًا حلوًا بالفرح.
ج) الآية (١٣): يجتمع القادة لمزيد من دراسة كلمة الله.
١٣وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي اجْتَمَعَ رُؤُوسُ آبَاءِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيُّونَ إِلَى عَزْرَا الْكَاتِبِ لِيُفْهِمَهُمْ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ.
١. اجْتَمَعَ رُؤُوسُ آبَاءِ جَمِيعِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيُّونَ: إن القادة لديهم احتياج خاص لفهم كلمة الله والسلوك بمقتضاها. فجهلهم للكلمة وعدم طاعتها له تأثير على ما هو أكثر من أنفسهم – إنه يؤثر على كل واحد لهم تأثير عليه.
د ) الآيات (١٤-١٨): يحتفل الشعب بعيد المَظَالّ.
١٤فَوَجَدُوا مَكْتُوبًا فِي الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسْكُنُونَ فِي مَظَالَّ فِي الْعِيدِ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، ١٥وَأَنْ يُسْمِعُوا وَيُنَادُوا فِي كُلِّ مُدُنِهِمْ وَفِي أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «اخْرُجُوا إِلَى الْجَبَلِ وَأْتُوا بِأَغْصَانِ زَيْتُونٍ وَأَغْصَانِ زَيْتُونٍ بَرِّيٍّ وَأَغْصَانِ آسٍ وَأَغْصَانِ نَخْل وَأَغْصَانِ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ لِعَمَلِ مَظَالَّ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ». ١٦فَخَرَجَ الشَّعْبُ وَجَلَبُوا وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَظَالَّ، كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى سَطْحِهِ، وَفِي دُورِهِمْ، وَدُورِ بَيْتِ اللهِ، وَفِي سَاحَةِ بَابِ الْمَاءِ، وَفِي سَاحَةِ بَابِ أَفْرَايِمَ. ١٧وَعَمِلَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ الرَّاجِعِينَ مِنَ السَّبْيِ مَظَالَّ، وَسَكَنُوا فِي الْمَظَالِّ، لأَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ هكَذَا مِنْ أَيَّامِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ، وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا. ١٨وَكَانَ يُقْرَأُ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ يَوْمًا فَيَوْمًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ الأَخِيرِ. وَعَمِلُوا عِيدًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ اعْتِكَافٌ حَسَبَ الْمَرْسُومِ.
١. فَوَجَدُوا مَكْتُوبًا فِي الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى: كان هذا طاعة بسيطة ورائعة. كان توجههم هو أن الله قال ذلك، لذا سنفعلها. وعلى الرغم من أن التقليد لم يخبرهم بالاحتفال بعيد المَظَالّ (لم يتم الاحتفال به مِنْ أَيَّامِ يَشُوعَ بْنِ نُون)، ولكنهم اعتمدوا على كلمة الله، وليس على التقليد.
٢. أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَسْكُنُونَ فِي مَظَالَّ فِي الْعِيدِ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ: كان عيد المَظَالّ يتعلق بتذكّر كيف بارك الله إسرائيل وعالهم في البرية أثناء خروجهم وبعده. وكان باستطاعتهم أن يروا بركة الله وتوفيره لاحتياجاتهم في ذلك الوقت، وهذا جعل لشيء قديمًا أن يبدو جديدًا جدًا بالنسبة لهم.
٣. وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا: بسبب طاعتهم العظيمة لكلمة الله، كان هناك فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا. غالبًا ما ننخدع بالتفكير في أن طريق الفرح يكمن في القيام بما نريد القيام به، لكن الفرح والحرية يأتيان فقط من خلال الطاعة.
٤. وَكَانَ يُقْرَأُ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ يَوْمًا فَيَوْمًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ الأَخِيرِ: لقد بدأت هذه النهضة بعمل روح الله من خلال كلمة الله؛ واستمرت أيضًا بهذه الطريقة.