حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله

حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله

فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ. (تكوين ٢٤:٣)

في اليوم الأخير من الخلق – اليوم السادس، قبل أن يستريح من عمله كخالق في اليوم السابع – خلق الله الإنسان (تكوين ١: ٢٦-٣١). يخبرنا تكوين ٢ كيف خلق الله الإنسان: وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ.

خلق الله آدم، ثم خلق حواء من آدم. أعطاهما سلطانًا على الأرض، لكنهما أهدرا هذا الامتياز العظيم من خلال الاستسلام لإغواء الشيطان، وأكلا من الشجرة المحرَّمة. آدم وحوَّاء حاولا الاختباء من الله، لكن الله واجههما بخطيَّتهما، وأصدر سلسلة من اللعنات ضدَّ كل من الحيَّة (الشيطان)، والمرأة، والرجل. ثم كسى الله آدم وحوَّاء جلود الحيوانات التي قدمت كذبيحة.

حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله

 

ثم طَرَدَ الله آدم وحواء من جَنَّةِ عَدْنٍ. بالرحمة، حفِظ الله آدم وحوَّاء من المصير المرعِب بأن يكون لهم حياة أبديَّة كخطاة وذلك بمنعهم من الأكل من شجرة الحياة.

لم يمنعهما الله من الأكل من شجرة الحياة فحسب، بل أيضًا طَرَدَهما من الجنة. لا نعرف ما إذا كان آدم وحواء يريدان البقاء في جنَّة عدن أم لا. ربَّما شعرا أنَّه إذا غادرا الجنَّة، قد لا يلتقيان بالله مرَّة أخرى لا سيَّما أنَّها كانت المكان الوحيد اللَّذين التقيا به فيه.

لم يطلب الله من آدم وحواء أن يغادرا جنة عدن فحسب، بل طَرَدَهما منها. ووضع حارسًا – مجموعة من الكائنات الملائكية المعروفة باسم الْكَرُوبِيمَ – عند المدخل. يرتبط الكروبيم دائمًا بحضور ومجد الله (حزقيال ١٠، إشعياء ٦، رؤيا ٤). عندما يتمُّ تمثيل الكروبيم على الأرض (كما في خيمة الاجتماع، خروج ١٠:٢٥-٢٢)، فهُم يشيرون إلى مكان الاجتماع مع الله. وإن كان آدم وحوَّاء ونسلهما قد مُنِعوا من أكل ثمر شجرة الحياة (برحمة الله)، لا يزال بإمكانهم القدوم إلى هناك للقاء الله. كان هذا ’قدسَ أقداسٍ‘ بالنسبة إليهم. لذلك، كان من المهمِّ إرسال الكروبيم وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ من أجل حِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.

لقد قاموا بحراسة الطريق حتى يتمكن آدم وحواء من الوقوف أمام الرب، ربما وقفوا عند مدخل الجنة أو شجرة الحياة. هذا هو آخر ذكرٍ تاريخيّ لجنَّة عدن في الكتاب المقدَّس. يمكننا التَّخمين بأنَّ الله لم يُدمِّرها، بل تركها لتتأثَّر بنتائج اللَّعنة، فتآكلت وتدهورت من حالتها الأصليَّة، منصهرةً مع محيطها الجغرافيّ.

يمكننا تشبيه هذا بيسوع حارس بوابة جنة الله. عندما وعد يسوع اللص على الصليب (لوقا 23: 43) بأنه سيكون معه فِي الْفِرْدَوْسِ، استخدم كلمة تعني ‘جنة،‘ وهي نفس الكلمة المستخدمة في النصوص اليونانية القديمة لوصف جنة عدن.

يسوع هو الذي يعيد الإنسان إلى جنة الله – التي في السماء وليس على الأرض (2 كورنثوس 12: 4، رؤيا 2: 7). اليوم، ومن خلال يسوع المسيح، يمكنك أن تقف أمام الله – فيسوع يحرس الطريق.

اضغط هنا للحصول على تفسير كامل لسفر التكوين الإصحاح ٣

حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله

حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله

حِرَاسَة الطريق المؤدي إلى الله