شُهُود الْقِيَامَة
وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا. (١ كورنثوس ٥:١٥-٨)
لم يرَ أحد قيامة يسوع الفعلية؛ لم يكن هناك أحد في القبر معه عندما تحول جسده إلى جسد قيامة. إذا كان لشخص أن يكون هناك وقت القيامة، ربما كان سيرى جسد يسوع يتحول في لمح البصر متبخترًا خارج الأربطة. ونحن نعلم أن يسوع كان يستطيع أن يفعل ذلك بعد قيامته؛ فقد ظهر بشكل معجزي في غرفة ذات أبواب ونوافذ مُغَلَّقَة (يوحنا ١٩:٢٠، ٢٦). لم يكن شبحًا؛ بل كان له جسد حقيقي من عظم ولحم.
برغم أن أحدًا لم يشهد حَدَث القيامة الفعلية ليسوع، إلا أن كثيرين رأوا يسوع المُقام. والآن يدعو بولس هؤلاء الشهود على القيامة، ليثبت، بما لا يجعل مجالًا للشك، أن يسوع قد قام من بين الأموات في جسد قيامة.
الشاهد الأول كان صَفَا. ظَهَرَ يسوع ظهورًا خاصًا لبطرس (صَفَا) في لوقا ٣٤:٢٤. ويمكننا أن نفترض أن بطرس كان بحاجة إلى تعزية خاصة وتشجيع.
يقدم بولس الاثْنَيْ عَشَرَ كشهود على القيامة. يشير هذا على الأرجح إلى اللقاء الأول ليسوع مع تلاميذه مجتمعين، كما هو مذكور في مرقس ١٤:١٦، لوقا ٣٦:٢٤-٤٣، ويوحنا ١٩:٢٠-٢٥. كان هذا هو الاجتماع الذي ظهر فيه يسوع في الغرفة ذات الأبواب والنوافذ المُغلقة، ونفخ في التلاميذ مانحًا إياهم الروح القدس.
إن اجتماع يسوع بأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ ليس مُفصلًا في الأناجيل، لكن ذكره متى في إنجيله ١٠:٢٨، ١٦-١٧. فخلال الفترة التي أعقبت قيامته وقبل صعوده، التقى يسوع مع أتباعه في مناسبات عديدة مختلفة. وكأن بولس يقول، “اذهب واسأل هؤلاء الذين رأوا يسوع المُقام. هم ليسوا مجموعة صغيرة من النفوس المخدوعة؛ فهناك المئات الذين رأوا يسوع المُقام بعيونهم، وهم يعلمون أن يسوع قام من بين الأموات.”
إن يَعْقُوب المذكور هنا هو شقيق يسوع، الذي كان يُنظر إليه كقائد بارز في الكنيسة الأولى (أعمال الرسل ١٣:١٥-٢١). كان إخوة يسوع بحسب الأناجيل معادين له ولإرساليته (يوحنا ٣:٧-٥)، لكن بعد القيامة، كان إخوة يسوع من بين أتباعه (أعمال الرسل ١٤:١).
ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ: يشير هذا إلى عدد قليل من اللقاءات المختلفة، كما هو مذكور في يوحنا ٢٦:٢٠-٣١، يوحنا ١:٢١-٢٥، متى ١٦:٢٨-٢٠، ولوقا ٤٤:٢٤-٤٩. وفي هذه اللقاءات، أكل معهم وعزَّاهم وأوصاهم بأن يكرزوا بالإنجيل، ثم طلب منهم البقاء في أورشليم لانتظار سكيب الروح القدس بعد صعوده.
أخيرًا، تمكن بولس من تقديم شهادته الخاصة (وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا). فقد التقى مع المخلص المُقام بعد صعود يسوع إلى السماء.
إن التغيير الجذري الذي حدث في شخصيات الرسل، واستعدادهم للموت من أجل شهادة القيامة يقضي على فكرة الخداع كتفسير للقبر الفارغ.
فهمك وتقديرك لكل هذه الأدلة هو أمر جيد، ولكن قم بتضمين دليلك الأخير – اختبارك الشخصي مع يسوع المُقام.
اضغط هنا للحصول على تفسير كامل لرسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح ١٥