رسالة بطرس الأولى – الإصحاح ٥
للرعاة والرعيّة
أوّلًا. يجب أن يكون الشيوخ رعاة أمناء.
أ ) الآية (١): دعوة للشيوخ.
١أَطْلُبُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا ٱلشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَٱلشَّاهِدَ لِآلَامِ ٱلْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ ٱلْمَجْدِ ٱلْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ.
- أَطْلُبُ إِلَى ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ بَيْنَكُمْ: سوف يقدّم بطرس كلمة حضّ للشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ بين المؤمنين الذين يقرأون هذه الرسالة. فلدى هؤلاء الشيوخ مسؤوليات خاصّة تناولها بطرس.
- دخلت كلمة الشيخ إلى الكنيسة من الثقافة اليهودية (خروج ٣: ١٦،٢١:١٢،٧:١٩). وتدلّ كلمة ’الشيخ‘ ببساطة على النضج والحكمة اللتين يجب أن يتمتّع بهما الشخص الأكبر سنًّا، مما يجعله مؤهَّلًا للقيادة. وهي تتعلّق عمليًّا بالحكمة والنضج لا بسِنّ معيَّنة.
- قد درج بولس وبرنابا على تعيين شيوخ في الكنائس التي أسَّساها (أعمال الرسل ٢٣:١٤). ومن ذلك تطوّر أيضًا منصب الراعي (القسّ)، الذي كان أساسًا شيخًا قادرًا على التعليم (تيموثاوس الأولى ١٧:٥)، يعيّن ويرشد الشيوخ والقادة الآخرين (تيموثاوس الأولى ١:٣-١٣،تيموثاوس الثانية ٢:٢،تيطس ٥:١-٩).
- أَنَا ٱلشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ: كان بطرس مؤهَّلًا للتحدث لأنَّه شَيْخ رَفِيقهُمْ. ومع أنَّ بطرس كان تلميذًا بارزًا بين الاثني عشر، إلاَّ أنّه لم يطالب بأي امتياز أو منصب خاصّ، مثل منصب البابا للكنيسة الأولى. وبدلًا من ذلك، كان بطرس لا يعتبر نفسه إلاَّ شَيْخًا من بين جميع الشيوخ في الكنيسة.
- “من الحكمة دائمًا، أيها الأحبّاء، أن نضع أنفسنا – بقدر المستطاع – في مكان مَن نتعامل معهم. فمِن المؤسف أنْ يعظ أي شخص للناس وكأنه أعلى منهم؛ من الأفضل دائمًا أن تكون على نفس مستواهم بقدر المستطاع.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَٱلشَّاهِدَ لِآلَامِ ٱلْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ ٱلْمَجْدِ ٱلْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ: لقد كان بطرس مؤهَّلًا للحديث لأنَّه كان شاهدًا لِآلَامِ ٱلْمَسِيحِ، إذ رآه يتعذب ورُبَّما يصلب. وكان أيضًا شريكًا في مجد يسوع، الذي رُبَّما كان إشارةً إلى الوقت الذي شاهد فيه تجلِّي يسوع.
- “قد كان مع المسيح في البستان، وكان معه عندما قُبِض عليه، وكان معه في ساحة رئيس الكهنة. بَيْد أنَّنا لا نعلم إذا كان قد تبعه إلى موضع الصلب.” كلارك (Clarke)
- “لا تذكر الأناجيل أنَّ بطرس كان حاضرًا شخصيًّا عند صلب المسيح؛ يوحنا فقط هو الذي يُقال بالتحدّيد إنَّه كان هناك. ورُبَّما كان بطرس (وغيره من الرسل) من بين ’جَمِيع مَعَارِفِهِ‘ الذين كانوا يراقبون الحدث من بعيد (لوقا ٤٩:٢٣).” هيبرت (Hiebert)
- عِلمًا بأنَّ بطرس رُبَّما – أو على الأرجح – شاهد آلام يسوع على الصليب، فإنّ ذكرى ذلك المشهد من شأنها أنْ تقوّي حضّه لرفقائه الشيوخ. فكأنه قال: ’أنتم قادة الشعب الذي تألَّم يسوع المسيح ومات من أجلهم، وأنا قد شاهدته وهو يتألّم.‘
- ومع ذلك، فإننا نعلم أيضًا أنَّ الكثيرين شاهدوا يسوع يتألّم، ولم يؤثّر ذلك عليهم بالطريقة التي أثّر بها على بطرس والآخرين الذين شاهدوا بإيمان. “كان هناك الآلاف من شهود العيان على آلام السيّد. ومع ذلك فهم لم يروا معناها الحقيقي. لقد رأوا المتألِّم الأعظم مُلطَّخًا بدمه. لكنّهم لم ينظروا إلى جراحه بالإيمان. لقد رأى الآلاف المخلَّص وهو يموت، لكنّهم عادوا ببساطة إلى أورشليم، بعضهم يقرعون على صدورهم، ولكن لم يؤمن به أحد منهم، أو عرف حقيقة سر ذاك الموت العجيب.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (٢-٣): ما ينبغي لقادة الكنيسة أن يفعلوه.
٢ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّارًا، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، ٣وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ. ٤وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى.
- ٱرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ: هذا هو الجانب الأَوَّل من القيادة. ويبدو أنَّ بطرس يتذكّر تكليف يسوع المثلّث الأجزاء له في يوحنا ١٥:٢١-١٧. ففي تلك الفقرة، أوصى يسوع بطرس أن يُظهِر حُبّه ليسوع بإطعام خراف يسوع ورعايتهم.
- يباشر الراعي الروحيّ عمله بطريقتين رئيسيتين. فوظيفته الأولى هي إطعام الخراف. وقد أكّد يسوع على هذا لبطرس في يوحنا ١٥:٢١-١٧. أمَّا الجانب الآخر من عمله فهو رعاية الخراف، أي حمايتهم وإرشادهم وتنشئتهم والعناية بهم.
- ’الأداة‘ الأكثر أهمّيّة في رعاية رَعِيَّةَ ٱللهِ هي التمتّع بقلب يشبه قلب يسوع، أي شخص مستعد للتضحية بحياته لأجل الخراف، فيعتني ويهتم بهم حقًا (يوحنا ١١:١٠-١٤).
- نُظَّارًا (أي اخدِمُوهُمْ كَمُشرِفِينَ عَلَيْهِمْ): من وجهة نظر بطرس، يمكن فهم وظيفة الراعي على أنها إشراف (نُظَّارًا). فقد ورثت الكنيسة هذه الكلمة الدالّة على القيادة من الثقافة اليونانيّة، حيث كانت تدلّ على الشخص الذي يراقب أو يدير أو يشرف (أعمال الرسل ٢٨:٢٠،تيموثاوس الأولى ١:٣-٢،تيطس ٧:١).
- لَا عَنِ ٱضْطِرَارٍ بَلْ بِٱلِٱخْتِيَارِ: لا ينبغي أن يقوم الرعاة بعملهم لأنهم مضطرون (عَنِ ٱضْطِرَارٍ)، كما لو كانوا مجبورين على ممارسة مهمة يكرهونها. وبدلًا من ذلك، يجب أن يخدموا الله وشعبه بِٱلِٱخْتِيَارِ (عن طيب خاطر)، ومن قلب يحبّ شعب الله كالراعي الذي يحب الرعيّة ويريد خدمتها.
- “لا أحد من جنود الله مرتزق أو مُلزَم: كلهم متطوِّعون. فعلينا أن نتمتّع بقلب الراعي إذا كنّا سنقوم بعمل الراعي.” ماير (Meyer)
- وَلَا لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ: لا ينبغي للرعاة الروحيّين تأدية عملهم من أجل تحقيق رِبْحٍ قَبِيحٍ. فالمكسب قَبِيحٍ (غير شريف) طالما كان هو الدافع وراء العمل كرعاة. وبدلًا من ذلك، يجب أن يعملوا بِنَشَاطٍ (بشغفٍ)، أي مستعدّين للعمل بمعزل عن العائد الماديّ.
- “هل كان منصب الأسقف في تلك الأيّام الأولى، وفي وقت الاضطهاد، منصبًا مربحًا يا تُرى؟ ألاَ يقود روح الله الرسول إلى الحديث عن هذه الأمور للأجيال القادمة؟” كلارك (Clarke)
- وَلَا كَمَنْ يَسُودُ عَلَى ٱلْأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ: لا ينبغي للرعاة أنْ يُؤدّوا عملهم ويتسلطوا كالسادة، لأنَّ الرعيّة لا تنتمي لهم. فقد استأمنكم الربّ على رعيّته. لذلك يجب أن يقود الرعاة بخدمتهم كأَمثِلة، لا كحُكّام مستبدّين.
- تبيّن عبارة ’وَلَا كَمَنْ يَسُودُ‘ أنَّ الرعاة – في رأي بطرس – كانوا يملكون سلطانًا كبيرًا في الكنيسة الأولى. فلو كان منصب الراعي عاجزًا إلى درجة أنّ الراعي لم يحكم أو يَقُد، لَمَا أمكنهم أنْ يَسُودُوا (يتسيّدوا ويتسلّطوا). ولكن نظرًا لأنَّ بطرس يعطي هذا التحذير، فإنّ ذلك يدلّ على أنّه كان محتملًا أنْ يتسيّدوا أو يتسلّطوا.
- الحقيقة المثيرة للانتباه هي أن الرعاة (القساوسة) قدوة للرعيّة، سواء قصدوا ذلك أو لا. ومن اللافت للنظر أن الكنيسة تتشبّه بشخصيّة قسيسها سواء كان ذلك إيجابيًّا أو سلبيًّا.
- ٱلْأَنْصِبَةِ (أولئك الذي استُئمنتم عليهم): “تعني هذه الكلمة أصلًا «نصيب أو قُرعة»، ومن ثَمَّ «ما تم تخصيصه بالقرعة»، أي جزء أو حصة من شيء. فقد استودع الله أجزاء مختلفة من ممتلكاته الثمينة في رعايتهم الشخصيّة.” هيبرت (Hiebert). والمقصود هو أنّ الله استأمن رعاة معيّنين على مسؤولية الرعاية الروحيّة لبعض الأفراد.
ج ) الآية (٤): مكافأة القادة في الكنيسة.
٤وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ ٱلرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ ٱلْمَجْدِ ٱلَّذِي لَا يَبْلَى.
- وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ ٱلرُّعَاةِ: ذكّر بطرس الرعاة في الكنيسة بأنهم سوف يقدّمون حسابًا يومًا ما لـرَئِيس ٱلرُّعَاةِ، الذي سوف يطالبهم بإطلاعه على ما فعلوه برعيّته.
- من المهم أنْ يدرك الرعاة – القساوسة – أنّهم يقودون رعيّة يسوع. فهو الراعي، وهو المشرف (الأسقف) (بطرس الأولى ٢٥:٢). وبهذا المعنى، فإنّ الراعي المسيحيّ لا يعمل لحساب الرعيّة، بل لحساب رَئِيس ٱلرُّعَاةِ.
- تَنَالُونَ إِكْلِيلَ ٱلْمَجْدِ: الرعاة الأمناء موعودون بـإِكْلِيل ٱلْمَجْدِ، ولكنه ليس مثل أكليل الغار الذي كان يُهدَى للأبطال الأولمبيين القدماء. فهذا الإكليل لاَ يَبْلَى (يذبل ويتلاشى).
- الأكاليل ليست قصرًا على الرعاة وحدهم، بل هي أيضًا لكل من كان أمينًا ليسوع ومن قام بما دعاه إلى عمله (كورنثوس الأولى ٢٥:٩،تيموثاوس الثانية ٨:٤،يعقوب ١٢:١).
ثانيًا. يجب أن يكون الجميع متواضعين وساهرين
أ ) الآيات (٥-٧): وعد للمتواضعين.
٥كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً». ٦فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، ٧مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.
- كَذَلِكَ أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ: وجّه بطرس كلمة التواضع هذه لـلْأَحْدَاثُ أوّلًا، على عكس الشيوخ الذين سبق ووجّه لهم الحديث. ولكن سرعان ما أدرك أنَّ الكلام ينطبق عليهم جَمِيعًا. تنطبق عبارة كُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَتَسَرْبَلُوا بِٱلتَّوَاضُعِ، على الجميع، ولكن رُبَّما على الشباب على نحو خاصّ.
- وَتَسَرْبَلُوا بِٱلتَّوَاضُعِ: يتجلّى التواضع في الخضوع. وهو القدرة على الاستغناء عن أجندتنا الخاصّة في سبيل أجندة الله بروح مبتهج، حتى إذا تطلّبت أجندة الله استخدام شخص آخر.
- تشير كلمة ’جَمِيعًا‘ أنَّ هذا الأمر ينطبق على الجميع: الشيوخ والأحداث. “حاولوا جميعًا خدمة بعضكم البعض؛ ليجتهد الرعاة لخدمة الشعب والشعب لخدمة الرعاة؛ ولا يكُن بينكم خلاف، بل ابذلوا قصارى جهدكم لفائدة ومنفعة الجميع.” كلارك (Clarke)
- وَتَسَرْبَلُوا بِٱلتَّوَاضُعِ: الفعل ’تَسَرْبَلُوا‘ ترجمة لكلمة نادرة تدلّ على ارتداء العبد مريلة قبل تقديم الخدمة، كما فعل يسوع قبل غسل أقدام التلميذ (يوحنا ٤:١٣).
- بعض علامات التواضع:
- الاستعداد لأداء أدنى وأقل الخدمات من أجل يسوع.
- إدراك أننا عاجزون عن عمل أي شيء بمعزل عن الله.
- الاستعداد لتجاهل الناس لنا.
- لا أنْ نكره الذات أو نقلّل من شأن أنفسنا، بقدر ما ننسى الذات، ونركّز على الآخرين بدلًا من التركيز على أنفسنا.
- بعض علامات التواضع:
- لِأَنَّ: «ٱللهَ يُقَاوِمُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»: استشهد بطرس بالآية في سفر الأمثال ٣٤:٣ ليبيّن أنَّ التواضع ضروريّ لعلاقتنا مع الله. فإذا كنا نريد أن نعيش في نِعْمَة الله (أي فضله غير المُستَحَقّ) فعلينا إذًا، أنْ نتخلَّى عن كبريائنا ونكون متواضعين – ليس فقط أمامه، ولكن مع بعضنا البعض أيضًا.
- يُقَاوِمُ: “يصوّر هذا الفعل الله تصويرًا حيًّا على أنّه يصطفّ في ميدان المعركة ضد هؤلاء الأفراد.” هيبرت (Hiebert)
- النعمة والكبرياء عدوّان أزليّان. فالكبرياء تطالب بأن يباركني الله على ضوء ما أعتقد أنني أستحقه. أمَّا النعمة فتتعامل معي على أساس فضل الله واستحقاقاته، لا على أساس أي شيء فيَّ.
- “الكبرياء واحدة من أبشع الخطايا. ومع ذلك فإنها تسكن في النفوس المُخلِصة، إِلَّا أننا كثيرًا ما نسمّيها باسم أخف. فقد نسميها استقلالًا أو اعتمادًا على الذات. فنحن لا نميز الكبرياء عندما تجرح مشاعرنا وكيف ندفنه في أعماقنا ليتحول سريعًا إلى استياء… بل نفخر بتواضعنا ونُعجَب بوداعتنا. وبعدما نتظاهر بأقدس المظاهر، نتساءل إذا كان جميع من حولنا مُعجبين بنا بفضل تواضعنا.” ماير (Meyer)
- “إذا كنت مستعدًّا لأن تكون «لا شيء»، فسوف يصنع الله منك «شيئًا». فالطريق إلى أعلى يبدأ بالدرجة السُفلى. وفي الواقع، الطريق إلى أعلى في كنيسة الله هو بالنزول إلى أسفل. ولكنَّ الذي يطمَح إلى الوصول إلى القمة، لا يلبث أنْ يجد نفسه في القاع.” سبيرجن (Spurgeon)
- لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ: إن كان الله قد وضعنا في مكان متواضع في الزمن الحاضر، فيجب علينا الخضوع لخطَّته. فهو يعلم الوقت المناسب (فِي حِينِهِ) ليرفعنا (يعززنا ويشجعنا)، رغم أننا كثيرًا ما نظنّ أننا نعرف ذلك الوقت أفضل من الله.
- مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ: يَظهَر التواضع الحقيقي في قدرتنا على إلقاء همّنا على الله. إنَّه تجاسر متكبّر أن نعول الهمّ ونقلق على الأمور التي وعد الله أنْ يهتمّ بها (متى ٣١:٦-٣٤).
- إذا راعينا الوصية في الآية ٦ وتواضعنا فعلًا تحت يد الله القوية، فسيقل عدد الهموم التي يجب إلقاؤها عليه بحسب الوصية في الآية ٧. فهموم الشهوة والطموح والشعبية، كلها تتبخّر بتأثير وصية: تَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَوِيَّةِ.
- استخدم سبيرجن (Spurgeon) صورة توضيحيّة لرجل جاء لينقل أثاث بيتك، لكنه هو نفسه يحمل حقيبة ظهر ضخمة وثقيلة. ثُمَّ يشتكي أنّه يصعب عليه القيام بمهمة نقل أثاثك. ألا تقترح عليه أنْ يطرح عِبأه جانبًا ليتمكن من حمل عبئك؟ بالطريقة نفسها، لا يمكننا القيام بعمل الله عندما يكون كاهلنا مُثقَّلًا بهمومنا وأعبائنا الخاصّة. ألقها عليه، ثم احمل عبء الرب – وهو عبء خفيف، ونير هيّن يناسبنا تمامًا.
- هناك العديد من الهموم التي لا نستطيع أن نلقيها على الله، وكلمة بطرس هنا تطهّرنا من هذه الهموم الأثيمة.
- هَمّ الغنى.
- هَمّ عدم تمتعي بالملذات الشريرة بينما يتمتّع بها الغير.
- هَمّ الشهرة أو الشعبية.
- هَمّ العجز عن الانتقام مِمَّن ظلموني.
- “كل هموم الشهوة والغضب والكبرياء والطموح والعناد يجب إلقاؤها جانبًا. إنَّها جريمة أن نحلم بإلقائها على الله. فلا تصلِّ من أجلها، سوى أن يخلّصك الله منها. اسمح لرغباتك بالبقاء داخل دائرة ضيقة، فتقلّ همومك في طرفة عين.” سبيرجن (Spurgeon)
- كلمة ’مُلْقِينَ‘ كلمة تدلّ على النشاط. فهو لم يقل: ’واضعين كل همّكم عليه،‘ لأن عمل ذلك يتطلّب منا نشاطًا أكبر من ذلك. والفكرة هي: ’ارمِها بعيدًا عنك.‘ فضغوط حياتك وأعباؤها ثقيلة وصعبة للغاية إلى درجة أنّها تتطلب جهدًا كبيرًا جدًّا لوضعها على يسوع.
- يمكن أن يكون الإلقاء صعبًا إلى درجة أننا نحتاج إلى استخدام يَدَين لعمل ذلك: يد الصلاة ويد الإيمان. “الصلاة تخبر الله بما يُقلقنا، وتطلب من الله المساعدة، في حين يصدّق الإيمان أنَّ الله قادر على تولّي الأمر وأنه سوف يفعل ذلك فعلًا. فالصلاة تنشر عريضة المتاعب والأحزان أمام الرب، وتطرح عليه كل الأسقام، والإيمان يصيح: «أومن أن الله يهتم ويعتني بي؛ أومن أنه سيُخرِجني من ضيقي، ويجعله يعزّز مجده».” سبيرجن (Spurgeon)
- لِأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ: أقصى تصوّر لله في ديانات الثقافة اليونانيّة كان أنّه صالح. ولكنّها لم تتوصّل أبدًا إلى الاعتقاد بإله يهتم ويعتني بالبشر. أمَّا إله الكتاب المُقدَّس – الله الحقّ – فهو الإله الذي يَعْتَنِي بِكُمْ.
- “الاعتقاد بأنّ الله يعتني بنا هو ما يميّز المسيحيّة عن جميع الديانات الأخرى التي تسعى – بشتى الطرق – إلى جعل الله يعتني بالبشر، أو إيقاظ الإله غير المهتمّ أو النائم وحثّه على العمل بواسطة ذبيحة أو صلاة.” هيبرت (Hiebert) نقلًا عن ماسترمان (Masterman)
- كثيرًا ما نحكم على الآباء من واقع أولادهم. فعندما يكون أولاد الله ممتلئين بالقلق والخوف، ألاَ يحقّ للعالم الاعتقاد بأنّ أباهم السماوي لا يهتمّ بهم؟ إنَّ همّنا وخوفنا ينعكسان بشكل سيّئ على الله دون ذنب منه.
ب) الآيات (٨-٩): احترسوا من الشيطان.
٨اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. ٩فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ.
- إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ… يَجُولُ: يحثّنا بطرس على البقاء صافين الذهن (اُصْحُوا) ويقظين (ٱسْهَرُوا)، لأنَّ الشيطان لم يُقيَّد ويُحبَس لمدة ١٠٠٠ سنة بعد كما تقول الآية في رؤيا يوحنا ١:٢٠-٢. حتّى الآن، نرى أن إِبْلِيس يَجُولُ.
- “يَجُولُ – أي إنَّه يستطيع الوصول إليك في كل مكان؛ فهو يعرف مشاعرك ونزواتك، ومطّلع على كل ظروفك. الله وحده هو الذي يعرف أكثر ويفعل أكثر منه، لذلك ينبغي إلقاء همّك على الله.” كلارك (Clarke)
- الشيطان يَجُولُ بالتأكيد؛ فهو كائن محدود ولا يمكن أن يكون إلاَّ في مكان واحد، لكنَّ جهوده وطاقته وشركاءه يمكّنونه من توسيع نفوذه في جميع أنحاء العالم وفي كل مجال من مجالات الحياة.
- كَأَسَدٍ زَائِرٍ: بالنسبة للمؤمنين، فإنّ الشيطان أسد يزأر، لكنَّ مخالبه قد نُزِعَت عند الصليب (كولوسي ١٥:٢). ومع ذلك، فإنَّ صوت زئيره – أي أكاذيبه المخادعة – لا يزال قوي وهو يقدر أنْ يَبْتَلِع النفوس ويحرم المؤمنين من فعاليتهم.
- يشير مزمور ٣:٩١ إلى أنَّ الشيطان قد يهجم علينا مثل صيّاد الطيور. فالصيّاد يلزم الهدوء والسرّيّة، فهو لا يريد أبدًا الكشف عن مكانه. أمَّا الآية في رسالة كورنثوس الثانية ١٤:١١ فتخبرنا أنَّ الشيطان يمكن أن يظهر كملاك نور، فيبدو مجيدًا وصالحًا وجذّابًا. ويخبرنا بطرس أنَّ الشيطان قد يهاجمنا كَأَسَدٍ زَائِرٍ، عالي الصوت ومليء بالتهديدات والتخويف.
- إنَّه يزأر بواسطة الاضطهاد.
- إنَّه يزأر بواسطة التجارب الشديدة.
- إنَّه يزأر بواسطة التجديف والاتهامات الموجَّهة ضدّ الله.
- دعونا نتأمّل هدف الشيطان: مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فهو لا يلتمس أنْ يداعب أو يخمش فريسته فقط؛ إنَّه يريد أنْ يَبْتَلِعها. “إنَّه لا يشبع إِلَّا بالتهام المؤمن تمامًا. فغايته أنْ يمزّقه أشلاءً ويطحن عظامه ويدمّره بالكامل إن أمكن. لذلك لا تنسَق وراء فكرة أنَّ الغرض الرئيسي للشيطان هو إتعاسك. تعاستك تُسعِده، لكنّها ليست قصده النهائي. فهو قد يجعلك سعيدًا أحيانًا، لأنه يملك سمومًا لذيذة حلوة المذاق يدسّها لشعب الله. إذا شعر أنَّ تدميرنا يتحقّق بسهولة أكبر عن طريق الحلاوة أكثر من المرارة، فمن المؤكَّد أنّه سيفضّل الوسيلة التي توصله إلى غايته على أفضل نحو.” سبيرجن (Spurgeon)
- يشير مزمور ٣:٩١ إلى أنَّ الشيطان قد يهجم علينا مثل صيّاد الطيور. فالصيّاد يلزم الهدوء والسرّيّة، فهو لا يريد أبدًا الكشف عن مكانه. أمَّا الآية في رسالة كورنثوس الثانية ١٤:١١ فتخبرنا أنَّ الشيطان يمكن أن يظهر كملاك نور، فيبدو مجيدًا وصالحًا وجذّابًا. ويخبرنا بطرس أنَّ الشيطان قد يهاجمنا كَأَسَدٍ زَائِرٍ، عالي الصوت ومليء بالتهديدات والتخويف.
- فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ: سرّ الحرب الروحيّة بسيط: المقاومة الراسخة. وطالما كنا رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ، فإنّنا نقاوم أكاذيب الشيطان وتهديداته وتخويفه.
- “يحثّ الكتاب المُقدَّس المؤمنين على الهرب من شرور شتَّى (كورنثوس الأولى ١٨:٦؛ ١٤:١٠؛ تيموثاوس الأولى ١١:٦؛ تيموثاوس الثانية ٢٢:٢)، لكنّهم لا يُنصَحون إطلاقًا بالهرب من الشيطان. فذلك مجهود لا جدوى منه.” هيبرت (Hiebert)
- يأتي الفعل ’قَاوِمُوهُ‘ من كلمتين يونانيّتين بمعنى الوقوف ضدّ. فيوصينا بطرس أن نقف ضد الشيطان. ويمكن لأضعف مؤمن، نجح في استعمال سلطان ما فعله يسوع على الصليب، أنْ يجعل الشيطان يهرب.
- “قاوموا! تسلّح بالمزيد من الصلاة في كل مَرَّة يزداد فيها نشاط الشيطان. وسريعًا ما سيستسلم إذا وجد أنَّ هجماته تقرّبك من المسيح. ففي كثير من الأحيان، لم يكن الشيطان سوى كلب أسود كبير يدفع خراف المسيح نحو السيد.” سبيرجن (Spurgeon)
- عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَذِهِ ٱلْآلَامِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ: نحن نتعزّى أيضًا إذ نعرف أننا لسنا وحدنا في حربنا الروحيّة. لقد جاهد إخوتنا وأخواتنا في يسوع، ويجاهدون، في نفس المعارك عينها.
- “هذه نظرة عامّة لصراع القديسين الكلّيّ. حيث يُنظَر إليه على أنّه صراع واحد. فما مِن نفس تجاهد وحدها. وكل نفس تَدعَم باقي النفوس وتُدعَم منها في آن واحد.” مورغان (Morgan)
ج) الآيات (١٠-١١): صلاة لتقويتهم روحيًّا.
١٠وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ. ١١لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
- وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ… يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ: مع علمه بالآلام والمخاطر التي يواجهها المؤمنون، لا يَسَع بطرس إِلَّا أنْ يختتم بالصلاة. فيسأل الله أن يقوم بعمله المتمثّل في التكميل والتثبيت والتقوية والتمكين.
- هذه الأمور هي عمل الله فينا ومن خلالنا. فقد عرف بطرس عبث محاولة مواجهة الألم والخطر بقوته الشخصيّة. فقد علّمه فشله الخاصّ الحاجة إلى الاتّكال المستمرّ على عمل الله في حياتنا، لذا فهو يصلّي من أجل أحبّائه المؤمنين.
- بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا: تحدونا الرغبة أن نسأل بطرس: ’لماذا قلت ذلك؟‘ ولكنها الحقيقة. فنحن فقط نُدعَى… إِلَى مَجْدِهِ ٱلْأَبَدِيِّ … بَعْدَمَا نتألم يَسِيرًا. كنا نتمنّى أن نُدعَى إلى مجده الأبديّ دون المرور بالألم. ولكنَّ الله يستخدم الألم لكي يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ.
- نحن مدعُوّون إِلَى مَجْدِهِ ٱلْأَبَدِيِّ. ولكن ماذا يستلزم هذا المجد؟
- إنه مجد الطبيعة المُنقَّاة.
- إنه مجد الإنسانية الكاملة.
- إنه مجد النصرة الكاملة.
- إنه مجد الإكرام من الملك.
- إنه مجد يعكس مجد الله.
- إنه مجد الحضور المباشر والمستمر لله.
- إنه مجد التلذُّذ بالله ذاته.
- لَهُ ٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ: الله، القادر أنْ يصنع هذا العمل العظيم في حياتنا، يستحق تسبيحنا ولا شكّ.
د ) الآيات (١٢-١٤): خاتمة الرسالة.
١٢بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ،كَمَا أَظُنُّ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ وَاعِظًا وَشَاهِدًا، أَنَّ هذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ. ١٣تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي. ١٤سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ. سَلاَمٌ لَكُمْ جَمِيعِكُمُ الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. آمِينَ.
- بِيَدِ سِلْوَانُسَ… كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: رُبَّما كتب بطرس هذا الجزء بيده، بعد أن قام (وفقًا للعُرف السائد) بإملاء الجزء الأكبر من الرسالة على سِلوَانُس. رُبَّما كان هذا الرجل سِلوَانُس هو نفسه المعروف باسم سيلا في الكثير من رسائل بولس.
- هَذِهِ هِيَ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْحَقِيقِيَّةُ ٱلَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ: لقد لخَّص بطرس رسالته بأنها حضّ على فهم وتمييز نِعْمَة ٱللهِ ٱلْحَقِيقِيَّة ٱلَّتِي فِيهَا تَقُومُونَ. فلا يجب علينا أن نفهم ما هي نعمة الله فحسب، ولكن أنَّ هذه النعمة هي مكان إقامتنا الحالي أمام الله أيضًا.
- تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ ٱلَّتِي فِي بَابِلَ: رُبَّما كانت هذه إشارة إلى الكنيسة، حيث أنَّ الكنيسة مؤنثة في اللغة اليونانيّة. ويبدو أن بطرس كتب من بَابِلَ. وقد تكون هذه مدينة بابل الحرفية (التي لم تزل قائمة في يوم بطرس)، أو قد تكون أسلوبًا رمزيًّا للإشارة إلى روما أو أورشليم. فهاتان المدينتان قد اشتهرتا في أيّام بطرس بشرّهما وتمردهما الروحيّ، تمامًا مثل بَابِل القديمة. وعلى أية حال، كانت هذه تحية من كنيسة إلى أخرى.
- بالطبع كان هناك مدينة بابل الحرفية على نهر الفرات. وهناك أيضًا المكان المعروف باسم بابل (حِصن بابليون) في مصر، أي القلعة العسكرية الرومانية بالقرب من مدينة القاهرة الحالية. ومع ذلك يعتقد الكثيرون أن بطرس كان يقصد ’بابل‘ بالمعنى الرمزي، أي مدينة روما. وفي المفهوم الكتابي، تتعارض ’بابل‘ كمدينة عالمية مع ’أورشليم‘ المدينة الإلهية. ورُبَّما كان يقصد الإشارة إلى روما على أنّها بابل باعتبارها ’مركز الدنيوية.‘
- وَمَرْقُسُ ٱبْنِي: تربط هذه الآية مَرْقُس ببطرس، حيث يبدو أنَّه مرقس الوارد ذكره في سفر أعمال الرسل ١٢:١٢، ٢٥:١٢، ٣٧:١٥-٣٩. إنَّ النظرة المتأنيّة لأسلوب إنجيل مرقس ووجهة نظره، تجعل الكثيرين يعتقدون أنَّ بطرس هو المصدر الأساسي الذي مدّ مرقس بالمعلومات لكتابة إنجيله.
- سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ ٱلْمَحَبَّةِ: ختامًا، يطلب بطرس منهم التسليم بعضهم على البعض وإظهار محبة الله بعضهم للبعض. وهذان الشيئان – ٱلْمَحَبَّة بعضهم للبعض والسَلَام – ضروريّان جدًّا للذين يتألّمون ويجتازون أوقات عصيبة.
- “تجدر الإشارة إلى أنَّ الرُسل لم يبتكروا هذا النوع من التحيات؛ بل كانت هذه التحية السائدة. فغاية الأمر أنّهم استحسنوا استخدامها كتعبير صادق عن المحبّة المسيحيّة.” هيبرت (Hiebert)