رسالة بطرس الأولى – الإصحاح ٤
خدمة الله في الأيّام الأخيرة
أوّلًا. مواقف المؤمنين القلبيّة في نهاية الزمان.
أ ) الآيات (١-٢): في الأيّام الأخيرة، يجب أن يتسلّح المؤمنون بموقف الإلتزام الجاد بإيمانهم.
١فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، ٢لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ، لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ.
- فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا بِٱلْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهَذِهِ ٱلنِّيَّةِ: الالتزام الذي يدعونا الله إليه ليس أعظم من الالتزام الذي تسلّح به يسوع أثناء تحمّله الألم من أجل خلاصنا. فصمودنا في الأيام الأخيرة أمام الصراعات الكبيرة سيتطلب التزامًا كبيرًا في علاقتنا بالله.
- وقد عبّر يسوع عن الفكرة نفسها عندما أخبرنا أنَّ كل من يأتي وراءه يجب أن يحمل صليبه ويتبعه متى ٢٤:١٦). فحَمْل الصليب يعني أنْ تكون ملتزمًا تمام الالتزام؛ فلا تنظر إلى الوراء.
- تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهَذِهِ ٱلنِّيَّةِ: يُمنَى الكثيرون منا بالهزيمة في معركتنا مع الخطيّة لأنّنا نرفض التضحية بأيّ شيء في المعركة. وكل ما نريده هو الانتصار إذا كان تحقيقه سهلًا فقط. ولكنَّ دعانا يسوع إلى التسلّح بموقف قلبيّ مستعدّ للتضحية في المعركة مع الخطيّة (متى ٢٩:٥-٣٠).
- فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي ٱلْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ: عندما يعاني شخص من الاضطهاد الجسديّ من أجل يسوع، فإنّ ذلك يغيّر نظرته للخطيّة وممارسة شهوات الجسد تغييرًا عميقًا. وعلى الأرجح أنَّ مثل هذا الشخص لن يَعِيشَ أَيْضًا ٱلزَّمَانَ ٱلْبَاقِيَ فِي ٱلْجَسَدِ لِشَهَوَاتِ ٱلنَّاسِ، بَلْ لِإِرَادَةِ ٱللهِ.
- “من تألَّم بسبب عمل الصواب، وظل يطيع الله على الرغم من التألُّم الناتج عن الطاعة، فمن الواضح أنّه كفّ (توقَّف) عن ارتكاب الخطيّة.” غرودِم (Grudem)
- يلاحظ هيبرت (Hiebert) أنَّ عبارة كُفَّ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ “تصوّر الحالة الروحيّة للمتألِّم المنتصر. إنَّها تحمل نبرة الانتصار، فهو قد أقلع فعليًّا عن حياة تسيطر عليها الخطيّة. ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أنّه لم يعد يرتكب أيّة خطيّة، ولكنَّ حياته القديمة، التي كانت قوة الخطيّة تسيطر عليها، قد انتهت.”
- إذا لم نعانِ جسديًّا بسبب اتّباع يسوع المسيح، فلا يزال بوسعنا أن نربط أنفسنا بالإيمان بيسوع، الذي تَأَلَّمَ … لِأَجْلِنَا بِٱلْجَسَدِ. “أترجّاكم أن تتذكّروا أنّ الصراع مع الخطيّة لن يتوقّف – فلا مفرّ من قوتها – إلاَّ عن طريق الاتّصال والاتّحاد بالرب يسوع المسيح.” سبيرجن (Spurgeon)
- لَا يَعِيشَ أَيْضًا ٱلزَّمَانَ ٱلْبَاقِيَ فِي ٱلْجَسَدِ: لقد قدّم لنا بطرس مرجِعين زمنيين يساعداننا في التحلّي بالنية السليمة في اتباعنا ليسوع المسيح.
- أوَّلًا، لَا ينبغي لنا أن نَعِيشَ بعد الآن في الخطيّة، بل يجب أن نردّ على كل إغراء ودافع خاطئ بقولنا: ’لن أعيش هكذا بعد الآن.‘
- ثانيًا، ينبغي أنْ ننظر بعناية في الطريقة التي نحيا بها ٱلزَّمَانَ ٱلْبَاقِيَ لنا. فقد عيّن لنا الله أيّامًا نعيشها على هذه الأرض؛ ويومًا ما سوف نقدم له حسابًا عن الطريقة التي عشنا بها هذا ٱلزَّمَانَ.
ب) الآيات (٣-٦): في الأيّام الأخيرة، يجب أن يتسلّح المؤمنون بموقف الحكمة.
٣لأَنَّ زَمَانَ الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ الْمُحَرَّمَةِ، ٤الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هذِهِ الْخَلاَعَةِ عَيْنِهَا، مُجَدِّفِينَ. ٥الَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِلَّذِي هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ. ٦فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ.
- لِأَنَّ زَمَانَ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ ٱلْأُمَمِ: قد أدرك بطرس أنّنا جميعًا قضينا وقتًا كافيًا في العيش مثل أهل العالم. والآن نحن مدعُوّون للعيش مثل المؤمنين. إنَّها مضيعة كبيرة وحمقاء للوقت إذا عاش المؤمنون مثل أهل العالم، إنّما يجب علينا ببساطة أن نتوقّف عن هذا التردّد ونبدأ نعيش كمؤمنين.
- للأسف، يعتقد الكثيرون من المؤمنين (في صميم قلوبهم) أنّهم لم يقضوا ما يكفي من زَمَانَ ٱلْحَيَاةِ في عمل إرادة الأشرار (ٱلْأُمَمِ). بل يريدون الاستمتاع بالمزيد من العالم قبل الالتزام التامّ بالتقوى. وهذا خطأ مأساوي، يأخذ مرتكبَه في طريق يُبعِده عن الحياة الأبديّة.
- ٱلدَّعَارَةِ: تتصدّر هذه الكلمة قائمة من الآثام التي رأى بطرس أنّها لابُدَّ أن تنتمي إلى ماضي المؤمنين، لا حاضرهم. وهذه الكلمة تعني العيش دون أي شعور بضبط النفس الأخلاقي، خاصّة فيما يتعلق بالفجور الجنسي والعنف.
- ٱلدَّعَارَةِ: “تدل على الإفراط في جميع أنواع الشرور، بما في ذلك عدم ضبط النفس. وهذا المصطلح يصوّر الخطيّة على أنّها تمادٍ مفرط في الشهوة إلى حدٍّ يتنافى مع الذوق العام.” هيبرت (Hiebert)
- عندما ننظر إلى هذه القائمة (ٱلدَّعَارَةِ وَٱلشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ ٱلْخَمْرِ، وَٱلْبَطَرِ (العربدة)، وَٱلْمُنَادَمَاتِ (حفلات السُّكر)، وَعِبَادَةِ ٱلْأَوْثَانِ ٱلْمُحَرَّمَةِ)، نرى قلّة تقدُّم الإنسان الساقط على مدى الألفي سنة الماضية. ومن الواضح أن هذه المشكلات لم تُحلّ في الوقت الذي كتب فيه بطرس هذه الرسالة.
- ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي فِيهِ يَسْتَغْرِبُونَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَرْكُضُونَ مَعَهُمْ إِلَى فَيْضِ هَذِهِ ٱلْخَلَاعَةِ عَيْنِهَا: عندما ينظر أهل العالم إلى حياتنا التقيّة، فإنّهم يَسْتَغْرِبُونَ أنّنا لا نتبعهم في فَيْضِ هَذِهِ ٱلْخَلَاعَةِ (الإسراف). فالحياة التي نحياها بحسب الجسد ليست سوى مضيعة للوقت.
- مُجَدِّفِينَ (شاتمين إيّاكم): عندما لا نشارك مَن حولنا في الخطيّة، فإننا ندينهم ونبكّتهم على ما يمارسونه من خطيّة، وهم لا يحبون ذلك – لذلك ينالوننا بألسنتهم.
- “لا يهم كيف يستقبل الناس أعمالك الصالحة. فإن فعلت الخير كما فعل الله، فستجدهم يستقبلونه بالاحتقار وعدم الشكر.” ماير (Meyer)
- “بما أنَّ الاحتفالات الدينيّة الوثنيّة كانت جزءًا لا يتجزأ من الحياة العاديّة (حيث كانت جميع الأنشطة المدنية والقومية مرتبطة بها)، فقد اضطرّ المسيحيّون إلى تجنب ما كان يبدو للآخرين مُجرَّد مجاراة للعادات والتقاليد، بل تمادوا إلى ما هو أبعد بعزل أنفسهم عن العبادة الوثنيّة الفعليّة.” هيبرت (Hiebert) نقلًا عن بِست (Best)
- ٱلَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِلَّذِي هُوَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ ٱلْأَحْيَاءَ وَٱلْأَمْوَاتَ: عندما يُطلَب تقديم هذا الحساب، سيرى بوضوح جميع الذين يعيشون في الخطايا، التي وصفها بطرس، مدى حماقتهم. حتّى ولو ظنّ الإنسان أنّه يعيش ’حياة طيبة وكريمة،‘ أي يعيش وفقًا لقواعد العالم، فإنّ حياته ستكون مضيعة للوقت بالنظر إلى الأبديّة.
- فَإِنَّهُ لِأَجْلِ هَذَا بُشِّرَ ٱلْمَوْتَى أَيْضًا: يقول بطرس أيضًا إنَّه بسبب هذه الدينونة الأبديّة، تم التبشير بالإنجيل للموتى. فٱلْمَوْتَى الأبرار عرفوا وعاشوا في وعي مستمر بواقعية الأبديّة – وسوف يُكافَأون بهذا الفهم بينما يَحْيَوْن حَسَبَ ٱللهِ بِٱلرُّوحِ.
- لقد أخبرنا بطرس بالفعل أنَّ يسوع كرز للأرواح التي في السجن مُعلِنًا رسالة دينونة (بطرس الأولى ١٩:٣). وعلى ما يبدو، في أثناء ذلك الوقت نفسه، أعلن يسوع أيضًا رسالة الخلاص للموتى المؤمنين الذين في حضن إبراهيم (لوقا ٢٢:١٦) الذين كانوا يتوقّعون عمل المسيح من أجلهم. وهذا التبشير للمَوْتَى لم يكن عرضًا لفرصة خلاص ثانية، ولكن إكمالًا لخلاص أولئك الذين كانوا أمناء مع الله عندما عرض عليهم فرصتهم الأولى.
- وبذلك حقّق يسوع ما وعد به حين قال إنه سيسبي سبيًا (مزمور ١٨:٦٨ وأفسس ٨:٤) وأنّه ’سيُنَادِي لِلْمَسْبِيِّينَ بِٱلْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْإِطْلَاقِ‘ (إشعياء ١:٦١ ولوقا ١٨:٤).
- ولعلّ بطرس هنا كان يفكّر أيضًا في جماعة المؤمنين الذين ماتوا بالفعل، رُبَّما كشهداء. فإذا كان هذا هو المقصود، فقد استخدم بطرس مثالهم البطولي كوسيلة لتشجيع القُرّاء الذين يتألّمون على الاقتداء بأمانتهم.
ج) الآية (٧): في الأيّام الأخيرة، يجب أن يتسلّح المؤمنون بموقف الصلاة الجادّة.
٧وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَٱصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ.
- وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ: إنْ كنّا نعتقد حقًا أننا نحيا في الأيّام الأخيرة، فمن الأنسب أن نكرّس أنفسنا للصلاة (فَتَعَقَّلُوا وَٱصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ).
- “كان التأكيد على أن نهاية الزمان قد اقتربت بالفعل وقد تأتي النهاية في أي لحظة، يمثل وجهة نظر الكنيسة الأولى.” هيبرت (Hiebert)
- كثيرون من المؤمنين الذين يعتقدون أنَّ يسوع آتٍ قريبًا، بناءً على المخططات النبوية والأحداث السياسية، يفشلون في تطبيق هذا الاعتقاد بالطريقة الصحيحة. فهم لا يكرّسون أنفسهم للصلاة الجادّة.
- فَتَعَقَّلُوا… لِلصَّلَوَاتِ: يجب أنْ نكرّس أنفسنا للصلاة الجادّة (فَتَعَقَّلُوا، أي جِدّوا). فعندما نرى ثقل الأبديّة يندفع نحونا، لا نجرؤ على الاستخفاف بالحاجة إلى الصلاة.
- فَتَعَقَّلُوا وَٱصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ: يجب أن نكرّس أنفسنا للصلاة المنتبهة (وَٱصْحُوا)، فننتبه بقلوبنا وعقولنا ونستعدّ لعودة يسوع المسيح. لكنَّ هذا يعني أيضًا الانتباه إلى أنفسنا ومراقبة هذا العالم، وقياس استعدادنا لمجيء يسوع.
د ) الآيات (٨-١١): في الأيّام الأخيرة، يجب أن يتسلّح المؤمنون بموقف المحبّة.
٨وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. ٩كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ. ١٠لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ. ١١إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
- وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً: إذا كانت هذه هي الأيّام الأخيرة، فمن المهم بالنسبة إلينا أن نحب أولئك الذين سوف نقضي الأبديّة معهم. وعلى ضوء الأبديّة، يجب أن يكون لنا محبّة شَدِيدَة بعضنا للبعض.
- لِأَنَّ «ٱلْمَحَبَّةَ»: المحبّة تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا: فعلًا، تستر المحبة كَثْرَةً مِنَ ٱلْخَطَايَا، خطايا الحبيب وخطايا المحبوب على السواء.
- حيث تزداد المحبّة في شركة المؤمنين، يسهل التغاضي والإعراض عن العديد من الإساءات الصغيرة، بل وبعض الإساءات الكبيرة. ولكن عند انعدام المحبّة، يُنظَر إلى كل كلمة بشكّ، وكل عمل يكون عرضةً لسوء الفهم، وتكثر الصراعات – فيشمت الشيطان ويطرب.” غرودم (Grudem)
- كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلَا دَمْدَمَةٍ (تذمُّر): تُظهِر المحبّة نفسها في حسن الضيافة. إذ يجب على المؤمنين في الكثير من الأحيان فتح بيوتهم للآخرين وعمل كل ذلك دون تذمُّر – بِلَا دَمْدَمَةٍ.
- “’بِلَا دَمْدَمَةٍ‘ هذا اعتراف صريح بأن ممارسة الضيافة قد تكون مكلّفة ومرهقة ومزعجة. ويشير المصطلح اليونانيّ إلى الغمغمة أو الكلام المنخفض الدالّ على الاستياء. وهو يصوّر روحًا عكس البشاشة.” هيبرت (Hiebert)
- لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا: تُظهِر المحبّة نفسها حين نعطي لعائلة الكنيسة ما منحه الله لنا كهبات. وحين نفعل ذلك، نكون وُكَلَاءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ الأوجه الموهوبة لنا.
- في رسالة كورنثوس الأولى ١٠:١٥ يوضّح بولس أنه قد صار ما كان عليه بنعمة الله. لكن في الوقت نفسه: ’لَمْ تَكُنْ (نِعْمَة الله) نحوه بَاطِلَةً‘ لأن بولس بذل جهوده الملهمة من الله للتعاون مع نعمة الله. والمقصود هنا أننا إذا كنا وُكَلَاءَ أردياء على نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ، فكأنّ هذه النعمة قد أعطيت لنا باطلًا. إذ تتعرّض هذه النعمة للإهدار، لأنّها وصلت عندنا ثُمَّ لم تنتقل من خلالنا إلى أحد.
- “النعمة المتنوعة هي نعمة متعدّدة الأوان. تمامًا كما ينفجر الشعاع الضوئي إلى رذاذ متعدّد الألوان، فإنّ كل واحد منا يقبل نعمة الله بزاوية مختلفة، ثم يعكسها بلون جديدة.” ماير (Meyer)
- وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا ٱللهُ: كل جزء مهمّ؛ فلكل واحد وظيفة يعملها. بل إنَّ الجزء، الذي يبدو أنّه أصغر وأقل جزء من حيث الأهمّيّة في جسد المسيح، مهمّ أيضًا.
- قام رجل بإعادة تركيب محرّك جزّازة الحشائش، وعندما انتهى، بقيت قطعة صغيرة لم يتذكّر إلى أين جزء تنتمي. شغل المحرّك وكل شيء دار كما ينبغي، فاعتقد أنَّ تلك القطعة عديمة الفائدة – حتّى حاول إيقاف جزازة الحشائش، فلم تتوقف! إنَّ الجزء، الذي يبدو أنّه أصغر وأقل جزء من حيث الأهمّيّة في جسد المسيح، له أهمّيّة.
- بينما نخدم بعضنا بعضًا، نفعل ذلك من خلال القُوَّة التي يَمْنَحُهَا ٱللهُ بحيث يعود ٱلْمَجْدُ وَٱلسُّلْطَانُ له إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ.
ثانيًا. فهم الوقت الذي تمر به في التجربة
أ ) الآيات (١٢-١٣): تحمّل التجارب بالموقف القلبيّ السليم.
١٢أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، ١٣بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ.
- ٱلْبَلْوَى ٱلْمُحْرِقَةَ ٱلَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لِأَجْلِ ٱمْتِحَانِكُمْ: بدلًا من التفكير في التجربة (حتّى وإن كانت تجربة مُحْرِقَة) وكَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، لنعتبرها طرقًا للمشاركة فِي آلَامِ ٱلْمَسِيحِ. وما دمنا اشتركنا في آلامه، فسوف نشترك معه أيضًا في مَجْدِهِ وابتهاجه.
- طلب بطرس من يسوع ذات مَرَّة أنْ يتجنّب آلام الصليب (مرقس ٣٢:٨-٣٣). “بدا غريبًا للرسول بطرس أن يفكّر سيده في الألم يومًا. أمَّا الآن فيستغرب أنّه يمكن تصوّر أي شيء آخر.” ماير (Meyer)
- كَمَا ٱشْتَرَكْتُمْ فِي آلَامِ ٱلْمَسِيحِ: يمكننا الاشتراك في آلام يسوع لأنَّه اشترك في ناسوتنا وآلامنا. لقد تأنّس وتألَّم حتى لا تكون آلامنا بلا معنى. فمن الجيّد أن نتشارك مع يسوع في أي شيء، ولو في آلامه.
- بَلْ كَمَا ٱشْتَرَكْتُمْ فِي آلَامِ ٱلْمَسِيحِ، ٱفْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي ٱسْتِعْلَانِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ: أي افرحوا بقدر ما اشتركتم في آلام المسيح، لكي تفرحوا عند استعلان مجده. فنحن نميل إلى التهافت على المجد والفرح ونتجنّب أي مشاركة في التألُّم من أجل خاطر يسوع. أو أننا نركز على الألم بشكل مفرط وننسى أنّه مقدمة ضروريّة للــمجد والفرح.
- يجب أَلاَّ ننكر أبدًا أهمّيّة التألُّم في بناء التقوى في الحياة المسيحيّة. ورغم أن هناك الكثير من الألم الذي لا داعي له، والذي نتحمّله بسبب الجهل أو الإيمان، إلاَّ أنَّ هناك تألُّمًا ضروريًّا أيضًا. فإذا كان التألُّم أداة مناسبة لتعليم الآخرين عن يسوع (عبرانيين ٨:٥)، فهو أداة مناسبة لتعليم عبيده.
- تدلّ كلمة ’كَمَا‘ ضمنيًّا على تساوي مقدارين. فأولئك الذين تألّموا أكثر في يسوع سوف يفرحون أكثر عند مجيئه في المجد.
ب) الآيات (١٤-١٦): الفرق بين التألُّم كمؤمن والتألُّم كفاعل للشرّ.
١٤إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. ١٥فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. ١٦وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلاَ يَخْجَلْ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هذَا الْقَبِيلِ.
- إِنْ عُيِّرْتُمْ بِٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ: التألُّم من أجل ٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ بركة (فَطُوبَى لَكُمْ)، لأنه دليل على أننا نتبع يسوع فعلًا، وأننا نتألَّم لأننا متَّحدون معه.
- أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ: نحن نتوقّع أن يُجدِّف العالم على يسوع. ولكن يجب أن يُمَجَّد دائمًا بين المؤمنين.
- فَلَا يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ: التألُّم كفَاعِلِ شَرٍّ هو أمر مُستحقّ، ولكنه أيضًا يجلب العار على اسم يسوع. وقد أدرك بطرس أنّه ليس كل ألم يمر به المسيحيّون يكون بِٱسْمِ ٱلْمَسِيحِ.
- من المنطقيّ أنْ يكتب بطرس عن الألم التي قد يلحق بالقاتل أو السارق أو فَاعِلِ شَرٍّ. ومع ذلك، يجب ألا نُفاجَأ من أنّ بطرس يشمل أيضًا المُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ. فمثل هؤلاء الناس يعانون الكثير من الحزن والألم، ولكن ليس من أجل يسوع.
- وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ، فَلَا يَخْجَلْ: إنَّ التألُّم كمسيحيّ (أو كمؤمن) ليس شيئًا نخجل منه، رغم أنَّ العالم قد يحتقر المؤمن المتألّم. وبدلًا من ذلك، يجب أن نمجد الله في هذه الأوقات.
- إننا لا نمجّد الله على الألم. بل نمجّده في الألم، ونمجّده على ما سيحقّقه فينا ومن خلالنا بالألم.
- “اسم «مسيحيّ» (خريستيانوس)، مشتق من اسم المسيح (خريستوس) مع لاحقة ’يانوس‘ التي تدلّ على تابع في حزب… فالاسم «مسيحيّ» كان يصنّف أتباع المسيح على أنّهم «أعضاء في حزب المسيح»: وليس معناه «مسيح مُصغَّر» كما ورد في بعض التفسيرات الشعبية.” هيبرت (Hiebert)
- عُرِف المسيحيّون أوَّلًا باسم ’التلاميذ‘ أو ’المؤمنين‘ أو ’تلاميذ الرب‘ أو ’أتباع الطريق‘ قبل أن يُعرفوا باسم مسيحيّين، وذلك في أعمال الرسل ٢٦:١١. وهذا هو أوّل مكان من ثلاثة أماكن في العهد الجديد يُدعَى فيه أتباع يسوع بالمسيحيّين.
- نعلم من أعمال الرسل ٢٦:١١ أنَّ التلاميذ دُعُوا مسيحيّين في أنطاكية أوَّلًا.
- في أعمال الرسل ٢٨:٢٦، قال أغريباس لبولس: «بِقَلِيلٍ تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا!». وهذا يدلّ على أنّه بين أعمال الرسل ٢٦:١١ وأعمال الرسل ٢٨:٢٦، أصبح اسم مسيحيّ اسمًا شائعًا للدلالة على أتباع يسوع.
- الفكرة في رسالة بطرس الأولى ١٦:٤ هي أنَّ البعض يتألّمون لأنهم مسيحيّون. وهذا دليل على أن الاسم قد أصبح يستخدم على نطاق واسع للغاية، إلى درجة أنَّه كان يمكن اضطهاد شخص ما لمجرد أنّه من عِداد المسيحيّين.
ج) الآيات (١٧-١٩): تسليم نفسك لله وسط الألم.
١٧لأَنَّهُ الْوَقْتُ لابْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟ ١٨وَ«إِنْ كَانَ الْبَارُّ بِالْجَهْدِ يَخْلُصُ، فَالْفَاجِرُ وَالْخَاطِئُ أَيْنَ يَظْهَرَانِ؟» ١٩فَإِذًا، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ،فِي عَمَلِ الْخَيْرِ.
- لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ: في سياق الحديث عن الألم، يخبرنا بطرس أنَّ القضاء (الدينونة) يبدأ في بَيْتِ ٱللهِ. وفي الوقت الحاضر، يستخدم الله الألم باعتباره قَضَاءً (بالمعنى الإيجابي، أي تنقية) للمؤمنين (مِنْ بَيْتِ ٱللهِ).
- يصحّ أن يبدأ القضاء من بيت الله. “هذا عدل؛ فالمؤمنون يصرّحون بأنهم أفضل من غيرهم، ويجب أن يكونوا كذلك. فهم يقولون إنَّهم قد تجدّدوا، لذلك يجب أن يكونوا متجدِّدين. ويقولون إنَّهم شعب مُقدَّس، مكرَّس للمسيح. لذلك يجب أن يكونوا مُقدَّسين، ومنفصلين عن الخطاة، كما كان هو.” سبيرجن (Spurgeon)
- حان الآن وقت البلوى (الامتحان) المُحرِقة (بطرس الأولى ١٢:٤)؛ أمَّا الفجّار فسوف ينالون نارهم في وقت لاحق. النار التي نتحمّلها الآن تطهّرنا؛ أمَّا النار التي سوف يقاسيها الأشرار فستعاقبهم. ومع ذلك، نتذكّر دائمًا أنّه لا يوجد أي عقاب لنا من الله في تألّمنا، إنّما هو تنقية فقط. فبالنسبة إلى المؤمن، قد حُسِمت مسألة العقاب مَرَّة واحدة وإلى الأبد على الصليب، حيث تحمّل يسوع العقاب كله الذي يمكن أن يقع على المؤمن من الله.
- النار التي تلتهم القش هي نفسها ستصفِّي الذهب. فالنار هي نفسها، لكنَّ القصد منها يختلف في التطبيق، وكذلك يختلف تأثيرها على القش عنه على الذهب. ومع ذلك، فإن المؤمنين يعانون بعض الأشياء التي يعانيها الأشرار، لكنَّ قصد الله يختلف والتأثير يختلف.
- فَإِنْ كَانَ أَوَّلًا مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ ٱللهِ؟ تطبيق بطرس جادّ وواضح. فإن كان هذا حال أبناء الله، فكيف يكون حال مَن ناصبوا الله العداء؟ كيف يمكنهم أن يأملوا في الوقوف أمام دينونة الله وغضبه؟
- يمكن للمؤمنين أن يفرحوا بأن الألم الذي يواجهونه في هذه الحياة هو أسوأ ما سيواجهونه على الإطلاق على مدى الأبديّة. فنحن قد اختبرنا الأسوأ؛ أمَّا الذين يرفضون يسوع المسيح فقد اختبروا في الحياة أفضل ما سوف يرونه في وجودهم الأبديّ.
- إِنْ كَانَ ٱلْبَارُّ بِٱلْجَهْدِ يَخْلُصُ: نظرًا لصحة ذلك – أي أنَّ خلاص البارّ لا يتحقّق بدون صعوبة – فيجب أن نتوقّف وننتبه إن بدى لنا أنَّ خلاصنا أو خلاص غيرنا سهل.
- ليس المقصود أنَّ نوال الخلاص أمر صعب؛ فالخلاص بكامله عطيّة مجانية من يسوع المسيح. ولكنَّ خلاصنا صعب بمعنى أن مطالب التلمذة تتحدّانا وتطالبنا بأن نُلقِي أوثاننا وخطايانا بعيدًا. فالتلمذة الحقيقية والاتّباع الحقيقي ليسوع المسيح أمر صعب أحيانًا، لذلك نحن نفهم لماذا اقتبس بطرس الآية من سفر الأمثال ٣١:١١ ’ٱلْبَارُّ بِٱلْجَهْدِ يَخْلُصُ.‘
- ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ: ميّز بطرس مَرَّة أخرى بين ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ والذين يتألّمون على خلاف ذلك. فليس كل ألم بحسب مشيئة الله.
- فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ: الكلمة اليونانيّة المترجمة ’يستودع‘ هي اصطلاح متخصّص، يُستخدَم عند ترك المال وديعةً مع صديق موثوق به. وكانت هذه الثقة تعتبر من أقدس الأمور في الحياة، وكان الصديق مُلزَمًا بشرفه أنْ يردّ المال كاملًا. إنَّها الكلمة التي استخدمها يسوع عندما قال: ’يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي‘ (لوقا ٤٦:٢٣).
- لذلك عندما يستودع المؤمنون أنفسهم له، يتركون أنفسهم في مكان آمن. فالله خَالِق أَمِين، نستطيع أن نستودع نفوسنا كخزف طيّع في يديه.
- كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ: الكثير من العذاب الذي نعرِّض أنفسها له في أزمنة التجربة والتألُّم يتعلّق بتجاهلنا لأمانة الله أو مكانته كخالق. إنَّه خالقنا، صاحب السيادة علينا، صاحب الحق أنْ يفعل بنا ما يشاء. ومع ذلك فهو أَمِين، ولن يفعل إِلَّا الأفضل لنا في نهاية المطاف.