هوشع – الإصحاح ١
النبي والزانية
أولًا. حياة النبي هوشع وعصره
أ ) الآية (١أ): هوشع الرجل.
قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي.
١. قَوْلُ الرَّبِّ: يخبرنا النص ببساطة أن هوشع كان نبيًا. أي أنه أعلن قَوْلُ الرَّبِّ وعاشه في حياته وفي تعاملاته مع الناس وفي المواقف المحيطة به. لقد كان هوشع إنسانًا، لكنه إنسانًا استخدمه الله ليتكلّم من خلاله.
٢. هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي: معنى الاسم هُوشَع هو ’خَلَاص.‘ ويشترك في الجذر العبري نفسه (hoshea) مع الاسمين: يشوع ويسوع. يؤكد هوشع عبر كل السفر أن الخلاص الحقيقي يوجد في الرجوع إلى الرب والابتعاد عن خطيتنا.
٣. بْنِ بِئِيرِي: يُخبرنا هذا عن اسم وَالِد هوشع. كما نعلم أن له زوجة تُدعى جُومَر (هوشع ١: ٣)، وأنجب منها ابنين وابنه (هوشع ١: ٤، ١: ٦، ١: ٩). لا يوجد ذِكر لهوشع في أي موضع آخر من الكتاب المقدس.
ب) الآية (١ب): الأزمنة التي عاش فيها هوشع.
فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.
١. مُلُوكِ يَهُوذَا… مَلِكِ إِسْرَائِيل: استمرت خدمة هوشع بين عامي ٧٦٠ و٧٢٠ ق.م.، خلال عصر انقسام المملكة. وقد كان ذلك بعد عهدي داود وسليمان بوقت طويل، عندما انقسم شعب الله بسبب حرب أهلية إلى مملكتين منفصلتين، وهما مملكة إسرائيل في الشمال ويهوذا في الجنوب. وقد كان ذلك بعد حوالي ٢٥٠ عامًا من عهد الملك داود، وحوالي ٦٥٠ عامًا من دخول إسرائيل إلى أرض الموعد.
٢. عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا: كانت خدمة هوشع في مملكة إسرائيل الشمالية. ونعرف ذلك لأنه في هوشع ٧: ٥، يصف ملك إسرائيل بمَلِكِنَا، ولأن خدمته كانت موجّهة بشكل رئيسي نحو مملكة إسرائيل الشمالية وعاصمتها السامرة. لكن من أجل منفعة قرّائه في مملكة يهوذا الجنوبية، قدّم هوشع نقطة مرجعية لأيام خدمته بالإشارة إلى مُلُوكِ يَهُوذَا.
٣. يَرُبْعَامَ… مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: بدأ هوشع خدمته في أيام يربعام الثاني. ومن وجهة نظر سياسية واقتصادية، كان يربعام الثاني ملكًا ناجحًا وصالحًا (٢ ملوك ١٤: ٢٣-٢٩). ازدهرت إسرائيل سياسيًا وماديًا في عهده، ولكنها كانت أيضًا فترة انحطاط روحي وأخلاقي كبير. ولم تظهر النتائج الكارثية لهذا الانحلال بشكل واضح إلا بعد انتهاء حكم يربعام الثاني.
• يتجلّى مثالٌ صارخٌ على هذا في مصير الملوك الستة الذين خلفوا يَرُبْعَام الثاني خلال فترة خدمة هوشع. من بين هؤلاء الستة ملوك، أُطيح بأربعة منهم بالعنف، ومات واحدٌ في السبي بعد أن أسره أشور.
ملوك إسرائيل في عهد هوشع ٧٦٠ إلى ٧٢٠ ق.م.
سُلالَة يَاهُو |
||
سلم العرش لابنه | ٧٩٣-٧٥٢ ق.م. | يَرُبْعَام الثاني |
اغْتِيل | ٧٥٣-٧٥٢ ق.م. | زَكَرِيَّا |
سُلالَة شَلُّوم | ||
اغْتِيل | ٧٥٢ ق.م. (لمدة شهر واحد) | شَلُّوم |
سُلالَة مَنَحِيم | ||
سلم العرش لابنه | ٧٥٢-٧٤٢ ق.م. | مَنَحِيم |
أطيح به في انقلاب | ٧٤٢-٧٤٠ ق.م. | فَقَحْيَا |
سُلالَة فَقْح | ||
اغْتِيل | ٧٥٢-٧٣٢ ق.م. | فَقْح |
سُلالَة هُوشَع | ||
مات في السبي | ٧٣٢-٧٢٢ ق.م. | هُوشَع |
• بدأت خدمة هوشع في فترة مزدهرة سياسيًا واقتصاديًا، بحيث لم يعد الشعب يلجأ إلى الرب كما ينبغي. فالبذور التي زُرعت -أيام حكم يربعام الثاني- من عبادة الأوثان والانحدار الروحي والفساد الأخلاقي أثمرت في النهاية حصادًا مأساويًا في السنوات التي تلت ذلك.
• من الجدير بالملاحظة أن يربعام الأول كان أول ملوك إسرائيل بعد الانقسام، حيث قاد ثورة شعبية ضد الضرائب الباهظة التي فرضها رحبعام بن سليمان (ملوك الأول ١٢). وقد سار يربعام الثاني على خطى يربعام الأول الشريرة.
ثانيًا. خيانة إسرائيل والوعد بالاسترداد
أ ) الآية (٢): وصية الزواج من امْرأةٍ زَانِيَة.
٢أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ».
١. قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: كانت كلمة الله الأولى التي قالها الله لهوشع تتعلق بحياته الشخصية. هكذا يعمل الله في أغلب الأحيان. ربما كان هوشع يُفضّل لو أن الرب أعطاه رسالة لشخص آخر. لكن قبل أن يتكلم النبي إلى الأمة، عليه أن يسمع هو من الله أولًا.
٢. اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى: لم تكن كلمة الله لهوشع سهلة. فقد أمره الرب بأن يتزوج من امْرَأَةَ زِنًى. لماذا؟ لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ.
• من خلال أمره لهوشع، يُجسّد الله بوضوح صورةً متكررةً في العهد القديم: الربّ زوجًا أمينًا لإسرائيل، واشتياق إسرائيل المستمر لعبادة الأوثان الذي يشبه شهوة الزاني. لقد كان شعب الله خائنًا وغير أمينًا للرب تمامًا كما تكون الزانية لزوجها.
• في هذه الصورة الحيّة، نرى كيف يشعر الله تجاه عبادتنا للأوثان ورفضنا له. فعندما نعطي الأولوية لأي شيء على الرب، فإن ذلك يجرحه بنفس الطريقة التي تؤذي بها الخيانة شريك الزواج البريء. وبأمره لهوشع أن يأخذ لنفسه امْرَأَةَ زِنًى، كان الله يضع النبي في موضع يسمح له بأن يشعر بمشاعر الرب – ولن يكون هذا الشعور سهلًا أو مريحًا.
• “لا يمكننا أن نقول إن الله يحزن بالطريقة ذاتها التي نحزن بها، وذلك ببساطة لأنه يضبط كل الأمور، ويُدبّرها دائمًا بحسب مسرّته الصالحة. ومع ذلك، هناك نوع من التوازي بين مشاعر الله ومشاعرنا.” بويس (Boice)
• يشدّد العديد من المفسّرين على فكرة أن جُومَر لم تكن زانية عندما التقى بها هوشع وتزوجها، لكنها أصبحت كذلك لاحقًا، وقد عرف هوشع من الرب أن هذا سيحدث. قد يكون هذا هو الحال، ولكن النص لا يُؤكّده صراحةً، مما يُتيح المجال لأيٍّ من الاحتمالين.
ب) الآيات (٣-٥): زواج هُوشَع من جُومَر وابنهما البكر.
٣فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا، ٤فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ يَزْرَعِيلَ، لأَنَّنِي بَعْدَ قَلِيل أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو عَلَى دَمِ يَزْرَعِيلَ، وَأُبِيدُ مَمْلَكَةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. ٥وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنِّي أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ».
١. فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَر: يمكننا أن نفترض أن هوشع ما كان ليتزوج زانية لولا أمر الرب. إن استعداده لطاعة هذا الأمر الصعب يُظهر قدرًا كبيرًا من طاعة الله.
• وكما سيتضح لاحقًا، سنجد أن جومر لم تتخلّ عن حياتها كزانية بعد أن تزوجت بهوشع. لم تكن القصة أن هوشع وجد امرأة ساقطة وأعادها إلى الطريق المستقيم بفضل محبته ولطفه. بل هو تزوّج زانية – على الأرجح أملًا في أن تترك خطيتها وتظل مُخلِصة له وحده، لكنها بقيت على حالها، واستمرّت في زناها.
• لا شك أن ما حدث كان يعكس طبيعة النفس البشرية. فعندما تزوّج هوشع من جومر، من المحتمل أنها وعدته بالحب الأبدي والإخلاص، مُظهرةً كل علامات الالتزام تجاهه. لكن مع مرور الوقت، وفي ظل ظروف صعبة، عادت مرة أخرى إلى حياة الزنى. ربما كان ذلك بدافع الملل، أو ربما بسبب شعور بالإهمال، أو لعله بدافع الحاجة. ومن المؤسف أننا نشاركها نفس الأسباب غير المُبرَّرة في عبادتنا للأصنام، عندما نفضّل إلهًا آخر على الرب الإله.
• يعتقد بعض المفسرين أن ما حدث مع هوشع لم يكن أمرًا واقعيًا، بل مجرد قصة رمزية قوية يرويها النبي. فهم يرون أن الله لا يمكن أن يأمر نبيًا بالزواج من زانية. ومع ذلك، كان بويس (Boice)، محقًا حينما علّق قائلًا: “إذا لم تكن قصة هوشع حقيقية (لأنه من المستحيل أن يأمر الرب رجل أن يتزوج بزانية)، فحينها تكون قصة الخلاص غير حقيقية أيضًا، لأن هذا هو بالضبط ما فعله المسيح لأجلنا.”
٢. ادْعُ اسْمَهُ يَزْرَعِيل: سُمّي الابن البكر لهوشع وجومر ’يَزْرَعِيل،‘ وكان لهذا الاسم دلالتان واضحتان. أولًا، اِسم يَزْرَعِيل يعني ’مُشَتَّت،‘ مما يدل على أن إسرائيل ستُبَدد قريبًا في السبي على يد الأشوريين. ثانيًا، يُشير يَزْرَعِيل أيضًا إلى وادي يزرعيل، حيث ذبح يَاهُو، مؤسس السلالة التي أوصلت يربعام الثاني إلى العرش، جميع أحفاد أَخْآب، مُرسّخًا بذلك حكمه (٢ ملوك ١٠: ١١). وقد أمر الله هوشع أن يُسمّي ابنه يَزْرَعِيل، تأكيدًا لوعده بأن يُنزل القضاء على بَيْتَ يَاهُو انتقامًا لدَمِ يَزْرَعِيل.
• من الواضح أن هذه لم تكن أخبارًا سارة ليربعام الثاني، إذ كانت تعني أن سلالته، سلالة ياهو، شارفت على نهايتها. وبالفعل، بعد موت يربعام الثاني عام ٧٥٢ ق.م.، لم يملك ابنه زكريا سوى ستة أشهر فقط قبل اغتياله (٢ ملوك ١٥: ٨-١٠)، وكانت تلك نهاية بَيْتَ يَاهُو.
٣. وَأُبِيدُ مَمْلَكَةَ بَيْتِ إِسْرَائِيل: وكما سيسقط بيت ياهو، كذلك ستسقط مَمْلَكَةَ إسرائيل بأكملها. فقبل أن تنتهي خدمة هوشع النبوية، كانت إسرائيل قد هُزمت، ودُمّرت، وسُبيت على يد الإمبراطورية الأشورية القوية (٢ ملوك ١٧: ٢٠-٢٣).
• أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ: “كان القوس رمزًا للقوة في زمن كان فيه السلاح الرئيسي للحرب. لذا، فإن كسر القوس كان يرمز إلى فقدان القوة.” هوبارد (Hubbard)
ج) الآيات (٦-٧): ولادة ابنة لهوشع وجومر.
٦ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتْ بِنْتًا، فَقَالَ لَهُ: «ادْعُ اسْمَهَا لُورُحَامَةَ، لأَنِّي لاَ أَعُودُ أَرْحَمُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا، بَلْ أَنْزِعُهُمْ نَزْعًا. ٧وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ وَأُخَلِّصُهُمْ بِالرَّبِّ إِلهِهِمْ، وَلاَ أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْل وَبِفُرْسَانٍ».
١. ادْعُ اسْمَهَا لُورُحَامَة: الاسم لُورُحَامَةَ يعني ’لا أرحم.‘ وفي كل مرة تُنادى فيها هذه الطفلة ذات الاسم المؤلم، كان يذكّر هوشع والجميع من حوله بالدينونة والسبي الوشيكين.
٢. وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ: إن الجيش الأشوري الذي دمّر مملكة إسرائيل هاجم أيضًا مملكة يهوذا، لكنه لم يستطع إخضاعها. بل تدخّل الله بشكل معجزي لصالح يهوذا، عندما ضرب ملاك الرب ١٨٥,٠٠٠ من جيش أشور في ليلة واحدة (٢ ملوك ١٩: ٣٥).
• إن حقيقة أن الله لم يُظهر رحمة لإسرائيل، بل رحم يهوذا، تُبيّن أمرين.
أولًا، أظهر يهوذا وملوكها إخلاصًا أكبر للرب خلال تلك الفترة، كما يتّضح في مثال الملك حزقيا (٢ ملوك الثاني ١٨: ١-٨).
ثانيًا، لا يهم حقًا إن كان يهوذا أحق بالرحمة من إسرائيل، لأن الرحمة، بطبيعتها، ليست استحقاقًا. فإن كان أحدهم يستحق الرأفة، فذلك يصبح مسألة عدل، لا رحمة. الرحمة لا تُمنح إلا للمذنبين. لذلك، فمن حق الله، بحسب حكمته ومحبته، أن يرحم من يشاء (رومية ٩: ١٥)، لكن لا أحد يُعتبر غير عادل لعدم إظهاره الرحمة.
د ) الآيات (٨-٩): ابنٌ ثانٍ لهوشع وجومر.
٨ثُمَّ فَطَمَتْ لُورُحَامَةَ وَحَبِلَتْ فَوَلَدَتِ ابْنًا، ٩فَقَالَ: «ادْعُ اسْمَهُ لُوعَمِّي، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ.
١. ادْعُ اسْمَهُ لُوعَمِّي: الاسم ’لُوعَمِّي‘ يعني ’لستم شعبي.‘ لقد كان كل نداء لهذا الطفل الذي يحمل هذا الاسم المؤلم بمثابة تذكير لهوشع وكل شخص يسمعه بأن شعب إسرائيل قد رفض الرب الإله تمامًا، ولم يعد من يُحسب شَعْبًا له.
• بما أن جومر لم تتخلَّ عن زناها، فقد يكون في اسم “لُوعَمِّي” سخرية قاسية. ربما لم يكن هذا الابن ابن هوشع فعلًا، بل ابن رجلٍ آخر – وربما كان مظهر الطفل يوحي بذلك بوضوح. كانت رسالة الله لإسرائيل من خلال هوشع قاسية بما يكفي، لكن الله أيضًا جعل هوشع يعيشها.
٢. لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ: لم يكن هذا عقابًا أو جزاءً بقدر ما كان ببساطة تأكيدًا لحقيقة قائمة. لم يكن الأمر أن شعب إسرائيل أراد حقًا أن يكون شعب الله، وقد رفضهم الله. إن شعب إسرائيل هو من رفض الله، وكان الرب ببساطة يُقرّ بهذه الحقيقة. لن يشارك الرب في لعبة “دعونا نتظاهر بأننا…”: “تظاهروا أنتم بأنكم شعبي، وأنا أتظاهر أنني إلهكم.” لقد انتهى وقت اللعب.
هـ) الآيات (١٠:١-١:٢): وعد باسترداد مستقبلي.
١٠لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضًا عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ. ١١وَيُجْمَعُ بَنُو يَهُوذَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مَعًا وَيَجْعَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَأْسًا وَاحِدًا، وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ.
١«قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ».
١. لكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مع أن الله وعد بالدينونة، إلا أن أيام الدينونة لن تدوم إلى الأبد. فبعد الدينونة، سيأتي ازدهار ونمو وبركة.
٢. لَسْتُمْ شَعْبِي… أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ: سيُتمم الله وعد لُوعَمِّي (هوشع ١: ٩)، لكن الدينونة لن تدوم إلى الأبد. فسيأتي يوم يرجع فيه إسرائيل إلى الرب، ويُدعَون من جديد أَبْنَاءُ اللهِ الْحَيِّ.
٣. وَيُجْمَعُ بَنُو يَهُوذَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مَعًا: وَعَد الله باسترداد كامل بحيث أن الانقسام الذي سببته الحرب الأهلية بين رحبعام ويربعام الأول – الذي استمر لمدة ١٧٠ عامًا – سيُمحى يومًا ما.
• يمكننا القول إن إحدى طرق تحقيق هذا الوعد يتمثّل في الكنيسة، حيث يجمع الله إسرائيل ويهوذا، وحتى الأمم، في جسد واحد (أفسس ٢: ١٤-١٦).
٤. لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ: سُمّيَ الابن الأول لهوشع وجومر يَزْرَعِيل كعلامة على الدينونة. إلا أن الله وعد باسترداد كامل، حيث سيُذكر يَزْرَعِيل يومًا ما ليس للدينونة، بل للعظمة.
٥. قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ»: هذا يُظهر أن الفداء سيكون كاملًا. فقد تم فداء الطفل الأول يَزْرَعِيل، ثم تم أيضًا فداء الطفلين الآخرتين: لُورُحَامَة (لا أرحم) ولُوعَمِّي (لستم شعبي) إذ عاد إسرائيل مرة أخرى ليُدعى ’شَعْبِي،‘ وستُمنح لهم “الرحمة.” إن ما كان في السابق علامة دينونة سيتحول إلى دليل على الفداء.