عبرانيين – الإصحاح ١٣
الحياة المسيحية الإيجابية
أولاً. إرشادات لحياة سليمة ضمن جسد المسيح.
أ ) الآيات (١-٣): المحبة بين المؤمنين: مارسوا المحبة الأخوية.
١لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. ٢لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. ٣اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ.
- لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ: استخدم كاتب العبرانيين هنا الكلمة اليونانية القديمة ’فيلادلفيا‘ مفترضاً وجود الْمَحَبَّة الأَخَوِيَّة بين المؤمنين وطالباً ببساطة أن تستمر هذه المحبة.
- في اللغة اليونانية القديمة التي كُتب بها العهد الجديد كانت هناك أربع كلمات لوصف الحب أو المحبة في لغتنا اليوم.
- كانت كلمة إيروس (Eros) تصف الحب الشهواني أو الجنسي.
- وكانت كلمة ستورج (Storge) تصف المحبة العائلية التي بين الوالد والطفل أو بين أفراد الأسرة بشكل عام.
- أما كلمة أغابي (Agape) فكانت تصف النوع الأقوى من المحبة وهي الكلمة التي استخدمها العهد الجديد وغالبًا ما كانت تستخدم لوصف محبة الله نحونا، وهي محبة ثابتة غير متغيرة تعطي وتضحي دون أن تطلب أو تنتظر محبة متبادلة. وهي محبة فياضة تشمل حتى من لا يستحقها ومن لا يُحَب. وهي محبة تقدم الحب حتى حين يرفض ذلك الحُب. وهذه المحبة تُقدم عن طيب خاطر، ولا تطلب أو تحتاج محبة الطرف الآخر، فهي تعطي دون توقع. محبة أغابي (Agape) لا تقوم على المشاعر لكنها فعل مبني على قرار.
- أما كلمة الْمَحَبَّة ’فيلادلفيا‘ المستخدمة في الرسالة إلى العبرانيين ١:١٣ فتشير إلى المودة الأخوية والصداقة العميقة والشركة، وهو نوع المحبة المطلوب وجوده واستمراره بين المؤمنين.
- في اللغة اليونانية القديمة التي كُتب بها العهد الجديد كانت هناك أربع كلمات لوصف الحب أو المحبة في لغتنا اليوم.
- لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ: وهذه طريقة بسيطة وعملية لممارسة الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ بين المؤمنين. فالضيافة فضيلة وميزة من المهم وجودها لدى المؤمنين والقادة (رومية ١٠:١٢-١٣ ، تيموثاوس الأولى ٢:٣، تيطس ٧:١-٨ ، بطرس الأولى ٩:٤). ففي العالم القديم كانت الفنادق والنُزل سيئة السمعة بسبب الأمور اللاأخلاقية المرتبطة بها، فكان من الضروري على المؤمنين المرتحلين أن يجدوا منازل مؤمنين آخرين مستعدين لاستضافتهم.
- بسبب هذه الوصية بضيافة الغرباء كان على المؤمنين الانتباه إلى من يتظاهرون بالإيمان للاستفادة من كرم شعب الله. وبمرور الوقت علّم قادة الكنيسة شعوبهم كيفية اكتشاف هؤلاء المخادعين.
- كانت رسالة “الديداخي” عبارة عن دليل للخدمة في الكنيسة الأولى وهذه كتبت ربما بين عامي ٩٠ و ١١٠ للميلاد، وكان فيها إرشادات لاكتشاف أولئك المتنكرين كرُسل للاستفادة من كرم ضيافة الكنيسة: “استقبل كل رسول يأتي إليك وكأنك تستقبل الرب نفسه. ولكن هذا لا يبيت إلا يوماً واحداً، وإن لزم، فيومين. أما إن بقي ثلاثة أيام فهو رسول كاذب. وحين يغادر، لا يأخذ معه شيئًا سوى الخبز. وإن طلب مالاً فهو رسول كاذب. ولا تحكم على رسول يتكلم بالروح، لأن كل خطية تُغفر أما هذه الخطية فلا مغفرة لها. وليس كل من يتكلم بالروح نبي ما لم يحفظ طرق الرب. لهذا، فمن طرقهم تعرفون الرسول الكاذب والرسول الحقيقي.” (من كتاب: آباء الكنيسة الأولى، المجلد ٧، صفحة ٣٨٠)
- الْغُرَبَاءِ: كانت النقطة التي يريد الكاتب إيصالها هي أن عليهم أن يفعلوا ذلك مع جميع المؤمنين الذين يعدّون من الْغُرَبَاءِ. فإن دعوت أحد أصدقائك لتناول طعام الغداء، فهذا رائع لكنه لا يتمم هذه الوصية. ولكن تتميم هذه الوصية يكون من خلال مصادقة الْغُرَبَاءِ في الكنيسة واستضافتهم عند الحاجة.
- الكلمة اليونانية القديمة التي ترجمت إلى ’إِضَافَةَ‘ هنا (كما في رومية ١٣:١٢) يمكن ترجمتها حرفيًا إلى ’محبة الغرباء.‘ فالْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ إذاً تعني محبة جميع إخوتنا وأخواتنا في يسوع، وليس فقط من هم أصدقاؤنا.
- لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ: عندما نكون مضيافين للآخرين فنحن بهذا نكرم يسوع نفسه (متى ٣٥:٢٥) وربما ملائكة أيضاً. فإبراهيم (سفر التكوين ١-٢٢:١٨) ولوط (سفر التكوين ١:١٩-٣) كانا مثالين على أولئك من استضافوا مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ.
- اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ: ربما كانت هذه الإشارة الأولى إلى المؤمنين الذين سجنوا من أجل الإيمان برسالة الإنجيل، ولكن يمكن أن يمتد معنى العبارة ليشمل جميع من في السجن الذين علينا أن نخدمهم بقلب عطوف (كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ). وهذه مجرد طريقة أخرى للتعبير عن الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ باستمرار.
- يمكننا أن نفعل هذا من خلال ما نسميه خدمة السجون التي تقدم الحق والرجاء في يسوع لمن يقبعون في السجون.
- يمكننا أن نفعل هذا من خلال تذكر أولئك المسجونين من أجل الإنجيل حول العالم وفي الشرق الأوسط مثلاً.
ب) الآية (٤): إكرام المحبة الزوجية.
٤لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.
- لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ: يعطي الكتاب المقدس مكانة عليا للحياة الزوجية ولمؤسسة العائلة.
- وهذا قد يصعب الحديث عنه اليوم بسبب أن غير المتزوجين يزعجهم التركيز على مواضيع الزواج والأسرة في الكنيسة.
- وهذا قد يصعب الحديث عنه اليوم أيضاً لأن وصية مثل (لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ) أصبحت بعيدة عن واقع مجتمعنا الحالي.
- الطلاق لا يُكرم الزواج، إن كان له ما يبرره أم لا.
- العيش معاً دون زواج لا يُكرم الزواج.
- الزنى لا يُكرم الزواج.
- إهمال الطرف الآخر لا يُكرم الزواج.
- اختراع مسميات أخرى للعلاقات غير الشرعية لا يُكرم الزواج.
- لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ: وهذا موضع آخر يؤكد فيه الكتاب المقدس أن الجنس تعبير عن الحب الزوجي الصادق، وهذا هو تعليم الكتاب عبر صفحاته، مثل سفر نشيد الإنشاد على سبيل المثال.
- يتحدث الكتاب المقدس بوضوح عن الغرض من الجنس.
- فهو ليس للتكاثر فقط رغم أن هذا أحد أغراضه.
- وهو ليس للمتعة فقط رغم أن هذه أحد أغراضه.
- الغرض الرئيسي من الجنس هو أن يلتحم الزوجان في علاقة جسدية توحدهما، وهذا ما يعطي الجنس معنى يتخطى المتعة الوقتية، وهو الدور الذي يريده الله للجنس في علاقاتنا، وهو ما لا يمكن للعالم أن يقدمه أو يوازيه.
- وحين نفهم هذا المبدأ يمكننا أن نفهم وصايا الله فيما يتعلق بالجنس ولماذا يقول الكاتب هنا ’وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ.‘ ويفسر هذا أيضًا محاولات الشيطان المستمرة لترويج وتشجيع ممارسة الجنس خارج مَضْجَعُ الزواج ومحاولاته المستمرة أيضاً لإفساد الجنس داخل الزواج. ولهذا يجب على المؤمنين أن يدركوا ويفهموا طريقة عمل الشيطان هذه وألا يعطوها مكاناً.
- على الرغم من أن الله يمنحنا حرية كبيرة في التعبير عن الحب من خلال الجنس في الزواج، إلا أن كل هذا يجب أن يكون باهتمام ومحبة للطرف الآخر وبمراعاة لاحتياجاته أو احتياجاتها (كورنثوس الأولى ٢:٧-٥ و >أفسس ٢١:٥-٣٣).
- يتحدث الكتاب المقدس بوضوح عن الغرض من الجنس.
- وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ: كما أن الكتاب المقدس يشدد على ويؤيد التعبير عن الحب من خلال الجنس في الزواج، فهو يدين أيضًا الجنس خارج إطار عهد الزواج لأن الزنى والنجاسة يناقضان ويعطلان قصد الله وإرادته من نحو الجنس، حتى وإن كانا يحققان غرض المتعة الوقتية.
- ففي هذا السياق كلمة الْعَاهِرُونَ تشير هنا إلى من يمارسون الجنس دون زواج.
- وكلمة الزُّنَاةُ تشير إلى يمارسون الجنس خارج إطار عهد الزواج.
- “كلمتا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ لا تشيران للأمر ذاته في العهد الجديد: فالزنا يعني خيانة عهد الزواج من أي من الطرفين، أما كلمة ’الْعَاهِرُونَ‘ فتشير إلى طيف واسع من الممارسات الجنسية غير المقبولة.” بروس (Bruce)
ج ) الآيات (٥-٦): تعلموا القناعة لا الطمع.
٥لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» ٦حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟».
- لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ: مَحَبَّةِ الْمَالِ عكس القناعة. ومجتمعنا اليوم يقبل مَحَبَّةِ الْمَالِ والطمع ويشجعهما ويسميهما طموحاً.
- كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ: الاكتفاء في الواقع مرتبط بشكل أكبر برضاك عن حقيقتك الداخلية وليس بما تمتلك. فقد كان لدى الرسول بولس التشخيص الصحيح لهذا الحال عندما قال في فيلبي ١١:٤-١٣: “لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي.”
- سأل أحدهم الملياردير برنارد باروخ (Bernard Baruch): “ما كم المال الذي يجعل الشخص الغني يصل مرحلة الاكتفاء؟” فأجاب باروخ: “مليون واحد أكثر مما لديه.”
- لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ: هذا الوعد من الله من سفر التثنية ٦:٣١ هو مفتاح الوصول للقناعة والاكتفاء، إذ لا يمكننا أن نعتمد على الأمور المادية، لكن يمكننا أن نتكل كل الاتكال على الله ومواعيده.
- “من هم على دراية بالنص اليوناني يعلمون أن هناك خمس أدوات نفي هنا، وهو أمر لا يمكن وجوده في لغتنا. ولأدوات النفي في هذا النص قوة مضاعفة وتأكيد مكرر، وكأني أقول: ’لاَ ولن أُهْمِلُكَ لن وَلاَ ولن أَتْرُكُكَ.‘” سبيرجن (Spurgeon)
- “ها هو يقول لنا: ’لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ،‘ ولهذا السبب علينا أن نشعر بالقناعة وبالاكتفاء، إذ ليس هناك سبب أو عذر يبرر الطمع أو الاشتهاء، لأن الله قد قال: ’لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.‘ فإن لم نكن راضين قانعين فكأن الله لم يقل أبداً ’لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.‘ سبيرجن (Spurgeon)
- “لا يمكنني بأي شكل من الأشكال بعد قراءة هذه الكلمات العظيمة أن أجد أي تبرير للشك أو الخوف. ولا يمكنني أن أجد تبريراً للحزن ليلاً، فليس من سبب يدعوني لعدم التمسك بكلمات كهذه ’لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.‘ وأتحدى الشيطان نفسه ليذكر لي ظروفاً تدعوني للحزن إن كانت هذه الكلمات صحيحة. يا أيها المؤمن، لن يعود هناك سبب للحزن عندما تفهم وتدرك هذه الكلمات الغالية.” سبيرجن (Spurgeon)
- حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟»: يؤكد لنا هذا الاقتباس من مزمور ٦:١١٨ إلى حقيقة أننا لن نحظى بالرضا والاكتفاء الحقيقي ما لم نثق بأن الله سيلبي كل احتياجاتنا وأن أماننا فيه. ومن الغريب أننا غالبًا ما نجد الأمان والقناعة في أشياء أقل موثوقية وأماناً بكثير من الله نفسه.
د ) الآية (٧): أطيعوا قادتكم.
٧اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.
- اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ: علينا أن نحترم سلطان وقيادة المسؤولين والقادة رجال الله في جسد المسيح الذين تثبتت قيادتهم بأمانتهم لكلمة الله وسِيرَتِهِمْ كما يحق للإنجيل.
- نصح بولس تيموثاوس بكلمات مشابهة حين قال: لاحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا. (تيموثاوس الأولى ١٦:٤)
- فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ: علينا الاعتراف بهؤلاء القادة (اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ) واتباعهم. ومثلما تحتاج الكنيسة إلى قادة هم رجال الله، تحتاج الكنيسة أيضاً إلى أعضاء يطيعون الله.
- انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ: لا يتوقع من القادة أن يكونوا مثاليين كاملين، لكن يجب أن تظهر في حياتهم قوة عمل يسوع التي تغيّر الحياة الشخصية، والتي تثمر في إيمان هؤلاء الأشخاص وتجعلنا نخضع لهم.
ثانياً. نصائح من ناحية العبادة.
أ ) الآية (٨): مبدأ الاستمرارية: طبيعة يسوع الثابتة.
٨ يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ.
- يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ: الطبيعة غير المتغيرة (والتي يسميها اللاهوتيون الثبات) ليسوع المسيح يمكن استنتاج أنها تعود لألوهيته حتى وإن لم يذكر الكتاب هذا صراحة. فالله لا يتغير على مر العصور، وكذلك يسوع الذي هو الله.
- أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ: توفر طبيعة يسوع الثابتة مقياساً للسلوك المسيحي، خاصة من ناحية الكلمة وفي العبادة. إذ لا ينبغي لنا أن نتوقع شيئًا “جديدًا” تمامًا كما لو كان هناك يسوع “جديد.” فطبيعة يسوع كما كشف عنها الكتاب المقدس هي ذات طبيعة يسوع التي يجب أن نراها في الكنيسة اليوم.
ب ) الآيات (٩-١٤): اتباع يسوع المرفوض.
٩لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. ١٠لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. ١١فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. ١٢لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. ١٣فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. ١٤لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ.
- لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ: كنيسة اليوم لا ينقصها أي تَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ. أما التعاليم الغريبة التي يشير إليها الكاتب هنا فتتعلق بالعودة إلى ممارسات الناموس والشريعة التي قد أكملت أو انتهت في يسوع.
- لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ: لن تثبت قلوبنا إلا بالنعمة. فنحن قد تثبتنا بفهمنا وقبولنا لتبرير الله غير المستحق لنا، وليس بقبوله لنا من خلال ممارستنا للائحة من الشرائع والقوانين (لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا).
- لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ: كان أصدقاء وأقارب هؤلاء المؤمنين اليهود من بقوا في اليهودية التقليدية يصفونهم بأنهم باتوا “غير شرعيين” لأنهم هجروا النظام اللاويّ. ولكن كاتب العبرانيين يشير هنا إلى أنه لَنَا مَذْبَحٌ هو مذبح لا يحق لأولئك من يتمسكون بالنظام اللاويّ الاقتراب منه.
- وكأنه يقول أن مذبحنا هو الصليب، الذي هو جوهر رسالة الإنجيل والإيمان المسيحي (كورنثوس الأولى ١٨:١-٢٤ و ١:٢-٥).
- يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ: إن كان مخلصنا قد رُفض واعتبرت ذبيحته التي على الصليب (مذبحنا) غير شرعية، فلسنا ننتظر شيئًا أفضل. أي أن إدراكنا لعمل يسوع يعني أن نكون حَامِلِينَ عَارَهُ، وهو ما لا يرغب كثيرون في فعله.
- خَارِجَ الْمَحَلَّةِ: تعبير الْمَحَلَّةِ يشير إلى اليهودية التقليدية التي رفضت يسوع ورفضت المسيحية. فرغم أن هؤلاء المؤمنين من خلفيات يهودية قد اعتادوا اعتبار كل ما هو خَارِجَ الْمَحَلَّةِ نجسًا وشريراً، بات عليهم الآن أن يتبعوا يسوع إلى خَارِجَ مؤسسة اليهودية التقليدية.
- “وكأن الكاتب يقول لنا ليكن لنا أولاً شركة معه، فقد احتُقر، ولم يذكر أحد من شعبه خير صنيعه، فسخروا منه في الشوارع وعيّروه وضربوه. فإن كنت أنا لا أعاني مثله فكيف لي أن أكون على شركة معه، فالشركة معه تتطلب أن نجتاز فيما اجتاز هو.” سبيرجن (Spurgeon)
- “يا للحياة الأليمة التي عاشها سيدنا، فقد ألقت عليه تلك الأيدي الأثيمة كل قذارة الأرض. فنعتوه بأسوأ الصفات حتى بات أضحوكة للجميع، وجلسوا حوله يشتمونه ويعيرونه. كان هذا عذاب المسيح. لهذا علينا أن لا نستغرب إن واجهنا ما يشبهه. وقد يقول أحدهم: ’لن أكون مسيحيًا إن كان علي تحمل كل ذلك،‘ وأقول لهذا هنيئاً لك إذاً هلاكك الأبدي أيها الجبان! أما أولئك من يحبون الله ويسعون وراء المكافأة الأبدية فأدعوكم ألا تخشوا هول الصليب بل أن تحملوه.” سبيرجن (Spurgeon)
- “إن استطعت أن تسكن مع الأشرار وأن تعيش كما يعيشون وأن تصادقهم، وإن كانت ملذاتهم هي ملذاتك، فإلههم هو إلهك وأنت واحد منهم. فلا يمكنك أن تكون مسيحياً حقيقياً دون أن تخرج من مَحَلَّةِ العالم.” سبيرجن (Spurgeon)
- لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ: المهمة الصعبة المتمثلة في كوننا ’حَامِلِينَ عَارَهُ‘ ستكون أسهل حين نتذكر أن المدينة أو المجتمع الذي نُطرد منه مجرد مكان مؤقت. إذ أننا نَطْلُبُ ونسعى إلى المدينة الدائمة الْعَتِيدَةَ (القادمة).
- كوننا حَامِلِينَ عَارَهُ ينطوي على صعوبات كبيرة ومعاناة، لكن الخبر السار في هذا هو أنه بالنسبة لأولئك فإن هذا العالم سيكون أسوأ ما سيواجهون. أما الجبناء الذين أداروا ظهورهم ليسوع فستكون هذه الحياة أفضل مما سيواجهون.
ج ) الآيات (١٥-١٦): ذبيحتنا.
١٥فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ. ١٦وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ.
- فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ: لأنه بات لدينا مذبح هو الصليب، ولأن لنا رئيس كهنة هو يسوع، فالأحرى بنا أن نقدم له ذبائحنا، لكن هذه لن تكون ذبائح دموية بحسب شرائع العهد القديم بل ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ.
- يشرح كاتب العبرانيين بعض أساسيات التسبيح الحقيقي.
- التسبيح الذي يرضي الله يُقدم بِهِ، أي بيسوع المسيح ، بناء على بره هو الذي يرضي الله.
- التسبيح الذي يرضي الله يُقدم فِي كُلِّ حِينٍ، أي أن نمجده ونسبحه دون انقطاع.
- التسبيح الذي يرضي الله هو ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ التي قد تكلفنا أو تشعرنا بعدم الارتياح.
- التسبيح الذي يرضي الله هو ثَمَرَ شِفَاهٍ وليست مجرد أفكار في خواطرنا من ناحية الله. فهي كلمات نسبح بها إلهنا، نثراً كانت أم شعراً. “فكل ما يخرج من الشفاه هو ثمر يكشف عن حقيقة مصدره كما تكشف ثمرة الشجرة عن طبيعة الشجرة.” غوثري (Guthrie)
- “القلوب التي تغمرها المحبة لا بد أن تنطق بها. فما رأيك بزوج لم يشعر في يوم أن عليه أن يعبر عن محبته لزوجته، أو بأم لم تجد أبدًا حاجة إلى نثر حنان قلبها على طفلها الصغير بضمه إلى صدرها؟ لهذا يبدو لي أن من الغباء أن يكون المؤمن شاكراً لأجل ذبيحة المسيح دون أن يشعر أبدًا بالحاجة إلى أن يعبر عن هذا الشكر.” ماكلارين (Maclaren)
- “علينا إذاً أن ننطق بتسبيحنا وحمدنا لله، لا أن نكتفي بمشاعرنا الداخلية.” سبيرجن (Spurgeon)
- يشرح كاتب العبرانيين بعض أساسيات التسبيح الحقيقي.
- وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ: التسبيح ليس الذبيحة الوحيدة التي ترضي الله، لكننا نفرح قلب الله أيضاً عندما نمارس فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ. التسبيح والعبادة مهمان، لكن دورك كمسيحي مؤمن لا يتوقف عندهما.
د ) الآية (١٧): أطيعوا مرشديكم.
١٧أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ.
- أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا: علينا أن نكون خاضعين للقادة الذين يسمح الله بوجودهم طالما توفرت فيهم الصفات المذكورة في عبرانيين ٧:١٣). فيطلب منا الكاتب هذا ببساطة قائلاً أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ، فمن ناحية سلطان كلمة الله يحق للقادة أن يبدوا رأيهم في حياتنا الروحية.
- للأسف يتمادى البعض في تطبيق مبدأ الخضوع للقادة في الكنيسة. وكانت “حركة الرعاة” مثالاً واضحًا على هذا النوع من سوء التطبيق، فكثيرون رحبوا بهذا الفكر وأرادوا أن يكون هناك شخص آخر يدير أمور حياتهم. وقد علق تشاك سميث (Chuck Smith) على هذا وقال: “على المعلم أو القائد أن يعلمنا الخضوع لله وليس له هو.”
- كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً: نحن نطيع قادتنا ونخضع لهم لأن الله وضعهم في موقع المسؤولية هذا. وهذا بالطبع لا يعفينا من المسؤولية الفردية لكنه يضع مسؤولية إضافية على أولئك القادة.
- لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ: السلوك الجماعي بطاعة وتعاون ليس مصدر فرح لهؤلاء القادة فحسب، لكنه مفيد لجسد المسيح ككل. فمن مصلحتنا نحن أيضاً أن نطيع ونخضع للقادة الذين عينهم الله.
ثالثاً. الملاحظات الختامية.
أ ) الآيات (١٨-١٩): طلب للصلاة.
١٨صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. ١٩وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ.
- صَلُّوا لأَجْلِنَا: اعتبر كاتب العبرانيين أنه من المهم أن يصلي الآخرون من أجله، وجميعنا كذلك علينا أن نرحب بصلوات الآخرين لأجلنا.
- الفعل المستخدم هنا في اللغة اليونانية القديمة هو المضارع المستمر مما يعني أن قارئيه كانوا يصلون بالفعل من أجله.
- لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ: بعض العقبات حالت دون عودة الكاتب إلى قارئي الرسالة، لكنه يعلم أن الصلاة يمكنها أن تزيل تلك العقبات.
- وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا: وكأن كاتب رسالة العبرانيين يقول إن صلواتهم ستحدد ما إذا سيعود إليهم أم لا، وهذا يدلل على الأهمية التي كان يوليها لصلواتهم له.
ب) الآيات (٢٠-٢١): البركة الختامية.
٢٠وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، ٢١لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
- وَإِلَهُ السَّلاَمِ: هذه بركة تشابه البركة الكهنوتية التي نقرأها في سفر العدد ٢٢:٦-٢٧: “يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا.”
- بعد طلبه من قارئي الرسالة الصلاة من أجله يصلي كاتب العبرانيين لأجلهم. “يحث الرسول هؤلاء المؤمنين اليهود على الصلاة من أجله بعبارة: ’صَلُّوا لأَجْلِنَا،‘ وليريهم بعدها أنه لم يطلب منهم ما لم يفعله هو نفسه، ينطق بهذه الصلاة الرائعة لأجلهم. فمن يطلب بثقة من كنيسته أن يصلوا لأجله ها هو يصلي من أعماقه بشكل صريح من أجلهم.” سبيرجن (Spurgeon)
- وَإِلَهُ السَّلاَمِ: نرى في هذه البركة صفات الله: سلامه وسلطانه (الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ) ورعايته (رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ) ومحبته اللامتناهية (بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ).
- يرى البعض أن الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ هو العهد الذي كان قبل تأسيس العالم بين أقانيم الثالوث الإلهي العاملة معاً لأجل خلاص الإنسان. والمقاطع الأخرى التي قد تشير إلى هذا الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ هي رؤيا يوحنا ٨:١٣، أفسس ٤:١، وتيموثاوس الثانية ٩:١.
- بينما يرى البعض الآخر ببساطة أن الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ هنا هو مجرد اسم آخر للعهد الجديد.
- لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ: تفصح هذه الكلمات عن الرغبة في البركة للقارئين طالباً أن يكون الله عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ج ) الآيات (٢٢-٢٥): خاتمة رسالة العبرانيين.
٢٢وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ. ٢٣اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. ٢٤سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ إِيطَالِيَا. ٢٥اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ
- أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: يذكرنا كاتب العبرانيين هنا بقصده من كتابة الرسالة والتي هي كَلِمَةَ الْوَعْظِ لتشجيع المؤمنين المحبطين آنذاك والآن.
- في أعمال الرسل ١٥:١٣ تشير عبارة ’كَلِمَةَ الْوَعْظِ‘ إلى عظة. فلربما يريد كاتب العبرانيين أن يقول هنا إنه يرسل لقارئيه عظة مكتوبة.
- اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً: تمنحنا هذه الكلمات الأخيرة بعض التلميحات عن هوية الكاتب. ولكن هذه تخبرنا فقط أن الكاتب كان يعرف تيموثاوس وأنه يعتزم زيارة قرائه قريبًا. كما تخبرنا أيضاً أن قرائه كانوا مقيمين في إيطاليا (يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ إِيطَالِيَا)، وعلى الأرجح في مدينة روما.
- اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ: هذه نهاية مناسبة لرسالة توثق نهاية العهد القديم وتزف لنا العهد الجديد. ولهذا لتكن اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ فعلاً في ضوء ما قد أعطانا الله من خلال المخلص الأعظم يسوع المسيح! آمِينَ!