سفر يشوع – الإصحاح ١٠
هزيمة ملوك الجنوب
أولًا. انتصار معجزي لإسرائيل
أ ) الآيات (١-٢): أَدُونِي صَادَق وخوفه من إسرائيل.
١فَلَمَّا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ قَدْ أَخَذَ عَايَ وَحَرَّمَهَا. كَمَا فَعَلَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا فَعَلَ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا، وَأَنَّ سُكَّانَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَكَانُوا فِي وَسَطِهِمْ، ٢خَافَ جِدًّا، لأَنَّ جِبْعُونَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَإِحْدَى الْمُدُنِ الْمَلَكِيَّةِ، وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ عَايٍ، وَكُلُّ رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ.
١. فَلَمَّا سَمِعَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ أَنَّ يَشُوعَ قَدْ أَخَذَ عَايَ وَحَرَّمَهَا: كان أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيم قَلِقًا عن حق عندما علم باحتلال أريحا وعَاي. لقد فهم أن جيوش إسرائيل ستستهدف جميع مدن كنعان قريبًا.
• إن الأخبار التي تفيد بأن شعب إسرائيل حَرَّمَ مدن أريحا وعَاي، وأنهم جلبوا دينونة الله الفريدة من نوعها على الكنعانيين، ولم يأخذوا من المدن أي غنائم، ولم ينتفعوا بشيء كانت مثيرة للقلق بشكل خاص. فكون بني إسرائيل يحاربون من أجل مجد الله ويعملون كأداة مميزة لدينونته قد غرس الخوف في نفوسهم عن حق.
• كان لدى أَدُونِي صَادَق سبب آخر للقلق من وجهة النظر الاستراتيجية. فالانتصارات السابقة التي تمت في قلب كنعان قد قسمت الأرض بين الشمال والجنوب. “سيطرت إسرائيل على هضبة بنيامين، وهي مفترق الطرق بين منطقة التل وبرية اليهودية. وكانت هذه المنطقة بمثابة بوابة إلى السهل الساحلي والأراضي المنخفضة نحو الغرب عبر ممر بيت حورون.” هيس (Hess)
٢. وَأَنَّ سُكَّانَ جِبْعُونَ قَدْ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ: بالإضافة لذلك، فإن استسلام الجبعونيين وخضوعهم لإسرائيل زاد من مخاوف أَدُونِي صَادَق. لقد كانت جِبْعُون مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ وكُل رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ – فإن كان أولئك قد استسلموا لإسرائيل فهذا يعني أن الأمور حتمًا سيئة بالنسبة للكنعانيين.
• لم تستسلم جِبْعُون لإسرائيل بسبب أن موقفها ضعيف؛ في الواقع، كان كل رِجَالِهَا جَبَابِرَةٌ. ولكن محبتهم وتقديرهم لإله إسرائيل هو الذي دفعهم إلى الالتزام الطوعي بالخدمة الدائمة في مسكنه.
٣. خَافَ جِدًّا: لم يدفع الخوف الكنعانيين إلى الاستسلام، بل حفزهم على التنظيم والانخراط في المعركة. وأصبح أَدُونِي صَادَق قائدًا لملوك الكنعانيين الجنوبيين.
• لقد استولى على أعداء إسرائيل خوف شديد. ومع ذلك، مثل أعدائنا الروحيين، لم ينسحبوا، بل شنوا هجمات أكثر جرأة، مثل حيوان برّي يقاتل بشراسة عندما يتعرض للتهديد.
ب) الآيات (٣-٥): اجتمع ملوك كنعان الجنوبيون للهجوم على جِبْعُون.
٣فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ، وَفِرْآمَ مَلِكِ يَرْمُوتَ، وَيَافِيعَ مَلِكِ لَخِيشَ، وَدَبِيرَ مَلِكِ عَجْلُونَ يَقُولُ: ٤«اصْعَدُوا إِلَيَّ وَأَعِينُونِي، فَنَضْرِبَ جِبْعُونَ لأَنَّهَا صَالَحَتْ يَشُوعَ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ». ٥فَاجْتَمَعَ مُلُوكُ الأَمُورِيِّينَ الْخَمْسَةُ: مَلِكُ أُورُشَلِيمَ، وَمَلِكُ حَبْرُونَ، وَمَلِكُ يَرْمُوتَ، وَمَلِكُ لَخِيشَ، وَمَلِكُ عَجْلُونَ، وَصَعِدُوا هُمْ وَكُلُّ جُيُوشِهِمْ وَنَزَلُوا عَلَى جِبْعُونَ وَحَارَبُوهَا.
١. فَأَرْسَلَ أَدُونِي صَادَقَ مَلِكُ أُورُشَلِيمَ إِلَى هُوهَامَ مَلِكِ حَبْرُونَ: أخذ أدوني صادق، بدافع الخوف، في تنظيم ملوك كنعان الجنوبية. ومع احتلال إسرائيل للأرض الواقعة إلى شمالهم، لم يتمكن من طلب المساعدة من ملوك كنعان الشمالية.
• لم تكن تصرفات أَدُونِي صَادَق غير معتادة. ففي نفس الإطار الزمني تقريبًا، “كتب قائد أورشليم خمس رسائل على الأقل إلى فرعون فيما يتعلق بمدينته وأمنها. وقد تميزت هذه الرسائل، المحفوظة ضمن المجموعة المعروفة باسم رسائل تل العمارنة، بطولها ومستواها الأدبي الرفيع مقارنة بالمراسلات المعاصرة لقادة المدن الفلسطينية الأخرى.” هيس (Hess)
٢. مَلِكُ أُورُشَلِيمَ… مَلِكِ حَبْرُونَ… مَلِكِ يَرْمُوتَ… مَلِكِ لَخِيشَ… مَلِكِ عَجْلُونَ: يُظِهر هذا مرة أخرى أن الكنعانيين كانوا منظمين كدول ذات سيادة مستقلة، بدلًا من أمة موحدة. وقد تَطَلَّب الأمر قيادة أَدُونِي صَادَق لتوحيدهم.
• كانت كل من هذه المدن – أُورُشَلِيم، حَبْرُون، يَرْمُوت، لَخِيش، وعَجْلُون – تتمتع بأهمية خاصة إما بسبب موقعها الاستراتيجي أو بسبب طرق التجارة المرتبطة بها.
• “ومثلما أَدُونِي صَادَق، يوجد تماثل بين أسماء القادة الأربعة وأسماء مشابه في النصوص والشعوب سواء في فلسطين أو ما حولها، وذلك خلال نفس الفترة الزمنية التي يتحدث عنها سفر يشوع.” هيس (Hess)
٣. فَنَضْرِبَ جِبْعُون: لقد كانوا أذكياء رُغم خوفهم. فخوفًا من مهاجمة إسرائيل مباشرة، هاجموا رعاياهم الجبعونيين.
ج) الآية (٦): أهل جِبْعُون يطلبون المساعدة.
٦فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ يَقُولُونَ: «لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلًا وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا، لأَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْنَا جَمِيعُ مُلُوكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي الْجَبَلِ».
١. فَأَرْسَلَ أَهْلُ جِبْعُونَ إِلَى يَشُوعَ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ: كان لا يزال يشوع وجيوش إسرائيل يمكثون فِي الْجِلْجَالِ. لقد كان هذا مكانًا مهمًا لاحتلال كنعان.
• الْجِلْجَال هو مكان الحجارة التذكارية لعبور الأردن (يشوع ٤: ٢٠).
• الْجِلْجَال هو مكان الطاعة الكاملة (يشوع ٥: ٢-٣).
• الْجِلْجَال هو المكان الذي أُزيل فيه العار (يشوع ٥: ٩).
• الْجِلْجَال هو مكان الطاعة وذكرى الخلاص (يشوع ٥: ١٠).
• الْجِلْجَال هو المكان الذي توقّف فيه المن، وبدأوا يعيشون من خيرات أرض الموعد (يشوع ٥: ١١-١٢).
٢. لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلًا وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا: كان الجبعونيون يعتبرون شعب إسرائيل كحلفاء وحماة لهم. ولم يسمحوا للكبرياء بأن يعوق طلبهم للمساعدة.
• مثلما طلب الجبعونيون الحماية على أساس العهد، كذلك نحن أيضًا نطلب الحماية من خلال مشاركتنا في العهد الجديد. وطلبتنا في ضوء عهدنا مع الله ’لاَ تُرْخِ يَدَيْكَ عَنْ عَبِيدِكَ. اصْعَدْ إِلَيْنَا عَاجِلًا وَخَلِّصْنَا وَأَعِنَّا‘ بمثابة طلبة جيدة للصلاة.
ثانيًا. هزيمة الملوك الجنوبيين لكنعان
أ ) الآية (٧): يشوع وشعب إسرائيل يحترمون عهدهم مع الجبعونيين.
٧فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ.
١. فَصَعِدَ يَشُوعُ مِنَ الْجِلْجَالِ: في يشوع ٩، عرف يشوع والرؤساء وكل شعب إسرائيل أنهم قطعوا عهدًا سيئًا مع الجبعونيين، ومع ذلك، احترموا عهدهم معهم ولم يديروا ظهورهم لهذا العهد.
• هذا هو أول مثال في سفر يشوع للهجوم المضاد – أي أن العدو هو الذي بدأ بشن الحرب. “هنا، وللمرة الأولى، لا تبادر إسرائيل بالهجوم، بل تتجاوب مع نداء أحد الحلفاء.” هيس (Hess)
٢. هُوَ وَجَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ مَعَهُ وَكُلُّ جَبَابِرَةِ الْبَأْسِ: لم يكتف يشوع بالوفاء بالعهد الذي قطعه للجبعونيين فحسب، بل فعل ذلك بحماسة والتزام رائعين. وأرسل خيرة جنوده للدفاع عن جبعون في هذه المعركة.
• السماح لهؤلاء الملوك الكنعانيين بإبادة الجبعونيين سيكون الحل المناسب للتهرب من عهد لم يكن ينبغي قطعه أبدًا، لكنهم رفضوا هذا الخيار بشدة.
• يجب أن نتحلى بحس يشوع الأخلاقي النبيل. فمع أن التزامه بعدم قتل الجبعونيين كان لنفسه فقط (يشوع ٩: ١٥)، إلا أنه وجد نفسه مضطرًا بالالتزام بروح العهد الذي قطعه معهم.
ب) الآية (٨): أمْر الرب ووعده ليشوع.
٨ فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْهُمْ، لأَنِّي بِيَدِكَ قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ. لاَ يَقِفُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِوَجْهِكَ».
١. لاَ تَخَفْهُمْ: هذا كان أمرًا. على الرغم من وجود أسباب لخوف يشوع، نظرًا لأن إسرائيل كانت تواجه اتحاد الْمُلُوك الْخَمْسَة، إلا أن الرب أمَرَ يشوع ألا يخاف من أعدائه.
٢. لأَنِّي بِيَدِكَ قَدْ أَسْلَمْتُهُمْ. لاَ يَقِفُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِوَجْهِكَ: كان الأمر مقترنًا بوعد. فاستطاع يشوع أن يلتزم بأمر الرب بعدم الخوف، لأن لديه وعد من الرب بالنصرة.
• الخوف يسلبنا قدرتنا على خوض معارك الله. وحتى عندما واجه يشوع أعداء أقوياء، أُمره الرب ألا يخَاف. فبالنسبة ليشوع، كان الخوف يعادل عدم الإيمان، أي عدم تصديق وعد الله. وهكذا الأمر بالنسبة لنا اليوم.
ج) الآية (٩): استجابة يشوع بالإيمان.
٩فَأَتَى إِلَيْهِمْ يَشُوعُ بَغْتَةً. صَعِدَ اللَّيْلَ كُلَّهُ مِنَ الْجِلْجَالِ.
١. فَأَتَى إِلَيْهِمْ يَشُوعُ بَغْتَةً: وحتى مع ضمان وعد الله (يشوع ٨:١٠)، لم يجلس يشوع وهو يراقب عمل الله دون مشاركة. لكنه بذل جهدًا كبيرًا للمشاركة في تحقيق مشيئة الله.
٢. صَعِدَ اللَّيْلَ كُلَّهُ مِنَ الْجِلْجَالِ: لقد تطلب ذلك جهدًا كبيرًا ومبادرة من جانب يشوع. شملت الرحلة من الجلجال إلى جبعون صعودًا يبلغ ارتفاعه ٣٣٠٠ قدم (١٠٠٠ متر)، وامتدت حوالي ٢٠ ميلًا (٣٢ كيلومترًا). وقد استغرقت الرحلة من ثماني إلى عشر ساعات من السير الشاق، واستمرت طوال الليل.
• إن الله يقوم بعمله، ومع ذلك فهو يدعونا للعمل معه. وكثيرًا ما ينتظر ليرى مبادرتنا واستعدادنا لنكون شركاء معه قبل أن يفعل ما يستطيع هو وحده أن يفعله.
• وهذا ليس تحت مبدأ أن “الله يساعد فقط أولئك الذين يساعدون أنفسهم،” بل المبدأ هنا هو أن الرب يريد أن يجذب شعبه إلى علاقة الشراكة معه لرؤية مقاصده وهي تتحقق.
د ) الآيات (١٠-١١): أرسل الله حجارة بَرَد عملاقة لقهر الكنعانيين.
١٠فَأَزْعَجَهُمُ الرَّبُّ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَضَرَبَهُمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً فِي جِبْعُونَ، وَطَرَدَهُمْ فِي طَرِيقِ عَقَبَةِ بَيْتِ حُورُونَ، وَضَرَبَهُمْ إِلَى عَزِيقَةَ وَإِلَى مَقِّيدَةَ. ١١وَبَيْنَمَا هُمْ هَارِبُونَ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي مُنْحَدَرِ بَيْتِ حُورُونَ، رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ.
١. فَأَزْعَجَهُمُ الرَّبُّ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ: إن عمل الرب مع شراكة يشوع في العمل قد أنجزا معًا شيئًا رائعًا، فقد أَزْعَجَ الرب أعداء إسرائيل.
٢. رَمَاهُمُ الرَّبُّ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ: يبدو واضحًا أن نزول حِجَارَةِ الْبَرَد التي قتلت جيوش الكنعانيين المنسحبة كان أمرًا معجزيًا. وفي حين أن الْبَرَد نفسه يمكن أن يكون حدثًا طبيعيًا، إلا أن اتجاهه وتوقيته كانا دليلًا على يد الله المتدخلة في الأحداث.
• “لا بد أن الكنعانيين، الذين عبدوا آلهة الطبيعة، ظنوا أن آلهتهم تساند بني إسرائيل.” مادفيج (Madvig)
• في كتابه ’عوالم في تصادم‘ (Worlds in Collision)، اقترح إيمانويل فيليكوفسكي (Immanuel Velikovsky) أن هذا الوابل من حبات البَرَد كان في الواقع عرضًا مستمرًا لنيزك، أو ما يطلق عليه اسم ’قطار المُذَنّب.‘ كما افترض أيضًا أن مرور المذنب كان مرتبطًا بعمل الله العجيب التالي الذي سيقوم به لصالح إسرائيل ويشوع.
٣. وَالَّذِينَ مَاتُوا بِحِجَارَةِ الْبَرَدِ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالسَّيْفِ: لقد تجاوز تدخل الله العجيب جهود إسرائيل بكثير. ومع ذلك نلاحظ أن يشوع لم يتكاسل منتظرًا نزول الْبَرَد، لكنه فعل ما يمكنه فعله بالشراكة مع الله، بينما فعل الله ما كان يستطيع وحده أن يفعله.
هـ) الآيات (١٢-١٥): الله يطيل ساعات النهار لتعظيم انتصار إسرائيل.
١٢حِينَئِذٍ كَلَّمَ يَشُوعُ الرَّبَّ، يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». ١٣فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. ١٤وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ سَمِعَ فِيهِ الرَّبُّ صَوْتَ إِنْسَانٍ، لأَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. ١٥ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ فِي الْجِلْجَالِ.
١. يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ. فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ: إن رؤية عمل الله العجيب شجع يشوع على طلب معجزة أعظم، وهي إطالة النهار ومنع غروب الشمس، من أجل إعطاء إسرائيل الفرصة لتحقيق نصر كامل قبل حلول الظلام.
• لقد انتظرا الشمس والقمر لفترة طويلة كشاهدين صامتين على خطية الكنعانيين وشرهم وديانتهم الشيطانية. والآن، بأمر الله، قد ساعدا يشوع على تتميم هزيمة الكنعانيين.
٢. فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذلِكَ الْيَوْمِ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ: بمعجزة استثنائية بالتمام، استجاب الله لصلاة يشوع الجريئة، وحَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بطريقة فريدة أثناء غزو إسرائيل لكنعان.
• يتساءل بعضهم عن الكيفية التي بها امتدت ساعات النهار. من الممكن أن يكون ذلك بسبب تباطؤ دوران الأرض، أو ميل محور الأرض، أو معجزة انعكاس للضوء، أو ببساطة حضور الله ذاته مستعلنًا في نور.
• أيًا كان المُسبب، فقد كانت النتيجة واضحة. لقد بدا أن الشمس وقفت ساكنة في السماء، وتمكّن إسرائيل من إكمال النصرة.
• اقترح إيمانويل فيليكوفسكي (Immanuel Velikovsky)، في كتابه ’عوالم في تصادم‘ (Worlds in Collision)، أن اليوم الممتد قد نتج عن مرور مذنب بالقرب من الأرض كان قويًا بقدر يكفي لإمالة محور الأرض. “إن تغير مدار الأرض ومحورها قد يخلق ظاهرة بصرية تتمثل في ظهور الشمس وكأنها تتحرك للخلف أو تظل ثابتة؛ وكلما كان الانحراف أكبر، كلما زاد ضوء النهار أو الظلمة” [صفحة ٣٨٥]. وقد أشار أيضًا بأن هناك روايات بين الأمريكيين القدماء تصف ليلة طويلة استثنائية حدثت في نفس الفترة تقريبًا.
• ينتقد البعض هذه الرواية قائلين إنه من الواضح بما أن الشمس ساكنة والأرض تدور حول الشمس، فإن يشوع مخطئ عندما يقول إن الشمس وَقَفَت. لا يزال هذا النوع من النقد لا يراعي أسلوبنا الطبيعي في التعبير. فنحن نستخدم بشكل روتيني مصطلحات مثل “الشروق” و”الغروب” بدون أدنى تفكير. بالإضافة إلى ذلك، يشير علم الفلك المعاصر إلى أن الشمس في حالة حركة مستمرة؛ وربما قد توقفت الشمس آنذاك حرفيًا.
• استخدم الله، بعد قرون، النبي إشعياء ليتنبأ للشعب عن الدينونة الصعبة القادمة عليهم. في هذه النبوة، ذكر الله الأحداث التي وقعت في جبعون، حيث حقق انتصارًا كبيرًا لإسرائيل في زمن يشوع (إشعياء ٢٠:٢٨-٢٢). وقد حذّر إشعياء الشعب من أن نفس قوة الله العجيبة تلك، التي استُخدمت ذات يوم لصالحهم، سوف تنقلب ضدهم إذا لم يتوبوا. وبحسب صياغة إشعياء لتلك الكلمات، فإن استخدام الله لقوته هذه ضد شعبه يُعد فَعْلَهُ الرهيب، أو كما تصيغها ترجمة كينج جيمس والترجمة السبعينية بعَمَلَهُ الْغَرِيبَ (أي مغاير لطبيعته).
٣. حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ: لم يطلب يشوع أن يحارب الله نيابةً عنه، على الرغم من أن الله قد حارب عنهم بعض الشيء فعلًا. لكنه طلب ببساطة أن يمنحه الله الفرصة بطريقة معجزيه ليحارب هو من أجله.
• ومثل يشوع، كثيرًا ما نجد أنفسنا نتمنى أن يتوقف الزمن. سيكون من المفيد أن نتبع نفس أسباب يشوع في رغبته في إطالة الوقت. فقد أراد يشوع أن يتوقف الزمن من أجل أن:
يتمجد الله.
يُطاع الله.
يستمر عمل الله دون عوائق.
ينتصر شعب الله.
و) الآيات (١٦-٢١): انتهاء المعركة.
١٦فَهَرَبَ أُولئِكَ الْخَمْسَةُ الْمُلُوكِ وَاخْتَبَأُوا فِي مَغَارَةٍ فِي مَقِّيدَةَ. ١٧فَأُخْبِرَ يَشُوعُ وَقيِلَ لَهُ: «قَدْ وُجِدَ الْمُلُوكُ الْخَمْسَةُ مُخْتَبِئِينَ فِي مَغَارَةٍ فِي مَقِّيدَةَ». ١٨فَقَالَ يَشُوعُ: «دَحْرِجُوا حِجَارَةً عَظِيمَةً عَلَى فَمِ الْمَغَارَةِ، وَأَقِيمُوا عَلَيْهَا رِجَالًا لأَجْلِ حِفْظِهِمْ. ١٩وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَقِفُوا، بَلِ اسْعَوْا وَرَاءَ أَعْدَائِكُمْ وَاضْرِبُوا مُؤَخَّرَهُمْ. لاَ تَدَعُوهُمْ يَدْخُلُونَ مُدُنَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ قَدْ أَسْلَمَهُمْ بِيَدِكُمْ». ٢٠وَلَمَّا انْتَهَى يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ ضَرْبِهِمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا حَتَّى فَنُوا، وَالشَّرَدُ الَّذِينَ شَرَدُوا مِنْهُمْ دَخَلُوا الْمُدُنَ الْمُحَصَّنَةَ. ٢١رَجَعَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى يَشُوعَ فِي مَقِّيدَةَ بِسَلاَمٍ. لَمْ يَسُنَّ أَحَدٌ لِسَانَهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.
١. دَحْرِجُوا حِجَارَةً عَظِيمَةً عَلَى فَمِ الْمَغَارَةِ، وَأَقِيمُوا عَلَيْهَا رِجَالًا لأَجْلِ حِفْظِهِمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَقِفُوا، بَلِ اسْعَوْا وَرَاءَ أَعْدَائِكُمْ وَاضْرِبُوا مُؤَخَّرَهُمْ: كان يشوع مصممًا على ألا يدع أي شيء، ولا حتى أسر الملوك شخصيًا، يعيق النصر لإسرائيل. لقد فهم أنه يمكن أسر الملوك والتعامل معهم لاحقًا.
٢. وَلَمَّا انْتَهَى يَشُوعُ وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ ضَرْبِهِمْ ضَرْبَةً عَظِيمَةً جِدًّا: تُكرر هذه الكلمات موضوعًا هامًا في كل سفر يشوع، وهو أنه كان عليهم أن يشنوا حرب دينونة فريدة ضد الكنعانيين.
٣. لَمْ يَسُنَّ أَحَدٌ لِسَانَهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: لقد عرف سكان كنعان – بشكل لا لبس فيه – أن الله كان مع يشوع وأمة إسرائيل.
• ومن خلال التشبيه والتطبيق، فإن الكنيسة – تمامًا مثلها مثل إسرائيل – يجب أن يكون لها مهابة، بمعنى أنها يجب أن تكون مكانًا يعرف الناس أن الله سيغلبهم فيه. يجب أن تكون لديهم الفكرة بأنه “إذا واصلت المجيء إلى هنا، فسوف يغلبني الله. وسيتوجب عليّ أن أسلم له حياتي.” تُقدم العديد من الكنائس نوعًا من الله غير مؤذي، لا يطلب حياة التسليم الكامل من شعبه.
ز) الآيات (٢٢-٢٧): إعدام ملوك كنعان الخمسة.
٢٢فَقَالَ يَشُوعُ: «افْتَحُوا فَمَ الْمَغَارَةِ وَأَخْرِجُوا إِلَيَّ هؤُلاَءِ الْخَمْسَةَ الْمُلُوكِ مِنَ الْمَغَارَةِ». ٢٣فَفَعَلُوا كَذلِكَ، وَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ أُولئِكَ الْمُلُوكَ الْخَمْسَةَ مِنَ الْمَغَارَةِ: مَلِكَ أُورُشَلِيمَ، وَمَلِكَ حَبْرُونَ، وَمَلِكَ يَرْمُوتَ، وَمَلِكَ لَخِيشَ، وَمَلِكَ عَجْلُونَ. ٢٤وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجُوا أُولئِكَ الْمُلُوكَ إِلَى يَشُوعَ أَنَّ يَشُوعَ دَعَا كُلَّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لِقُوَّادِ رِجَالِ الْحَرْبِ الَّذِينَ سَارُوا مَعَهُ: «تَقَدَّمُوا وَضَعُوا أَرْجُلَكُمْ عَلَى أَعْنَاقِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ». فَتَقَدَّمُوا وَوَضَعُوا أَرْجُلَهُمْ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ. ٢٥فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَعِبُوا. تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لأَنَّهُ هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ بِجَمِيعِ أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ تُحَارِبُونَهُمْ». ٢٦وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ، وَبَقُوا مُعَلَّقِينَ عَلَى الْخَشَبِ حَتَّى الْمَسَاءِ. ٢٧وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَنَّ يَشُوعَ أَمَرَ فَأَنْزَلُوهُمْ عَنِ الْخَشَبِ وَطَرَحُوهُمْ فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي اخْتَبَأُوا فِيهَا، وَوَضَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً عَلَى فَمِ الْمَغَارةِ حَتَّى إِلَى هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ.
١. افْتَحُوا فَمَ الْمَغَارَةِ وَأَخْرِجُوا إِلَيَّ هؤُلاَءِ الْخَمْسَةَ الْمُلُوكِ: أرجأ يشوع التعامل مع الملوك حتى يتمكن من إنهاء المعركة. لكنه في الوقت المناسب تعامل معهم. لم يخطئ يشوع كما سيفعل شاول لاحقًا عندما فشل في تنفيذ حكم الله على أَجَاج (صموئيل الأول ١٥).
• كان مَلِكَ أُورُشَلِيم، أَدُونِي صَادَق، من بين هؤلاء الملوك الخمسة. وستكون هذه نهاية حُكمه وحياته. وبشكل عام، يُعد هذا الملك صورة أو رمز كتابي مذهل ورائع.
يعني اسمه ’سيد البر.‘
كان ملك أورشليم الوثني.
قاد اتحاد الملوك.
حارب يشوع.
قاوم امتلاك الله للأرض.
بقي مع الملوك الخمسة في الكهوف.
• يخبرنا الكتاب المقدس عن المسيا الْكَذَّاب الآتي (رؤيا ٣:١٣)، الذي سيحكم على أورشليم (تسالونيكي الثانية ٣:٢-٤)، وسيقود اتحاد الملوك (رؤيا ١٢:١٧-١٣)، ويحارب ضد يشوع الحقيقي (رؤيا ١٧: ١٤)، ويقاوم امتلاك الله للأرض (رؤيا ١٩: ١٩)، ويختبئ في الكهوف (رؤيا ٦: ١٥- ١٧). وفي المجمل، أَدُونِي صَادَق هو صورة مذهلة لضِدّ الْمَسِيحِ الآتي.
٢. تَقَدَّمُوا وَضَعُوا أَرْجُلَكُمْ عَلَى أَعْنَاقِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ: لقد كان هذا عملًا دراميًا وحشيًا لا يمكن إنكاره. لقد أراد يشوع، بتوجيه من الله، أن يمنح قُوَّادِ رِجَالِ الْحَرْبِ الشجاعة والشعور بالانتصار في طاعة لله. وكأنه يقول: “الله هو الذي سمح لكم بهزيمة هؤلاء الملوك.”
• إن فكرة الشراكة مع الله في السعي لتحقيق النصرة تتكرر مرة أخرى في يشوع ٢٥:١٠. لقد وعدكم الله بالنصرة على أَعْدَائِكُمُ الَّذِينَ تُحَارِبُونَهُمْ.
٣. وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ: من خلال هذا الإعدام الدراميّ المثير، أوضح يشوع أنه لا يمكن أن يكون هناك أي تسوية مع هؤلاء الملوك الكنعانيين. ومن خلال تنفيذ عملية الإعدام شخصيًا، قَبِل يشوع مخاطرة كبيرة. ففي كثير من الأحيان، كان الحُكام يعفون عن الحُكام الآخرين، معتقدين أنهم قد يصبحون يومًا على الجانب الخاسر. فمن خلال قيامه بهذا، عرف يشوع أنه إذا هُزمت جيوش إسرائيل في المستقبل، فمن المرجح أنه سيواجه نفس المصير.
• وفقًا لهذا النموذج، لا يمكننا أن نمنح أي موطئ قدم لخصومنا الروحيين في حياتنا. فكل الأرض هي بحق ليسوع ويجب أن تخضع له.
• “الشنق حيًا قد يبدو وكأنه ممارسة همجية. فعند العبرانيين، كان المجرمون يذبحون أولًا، وهي العقوبة التي تطالب بها العدالة، ثم يُعلقون، ربما من اليدين بدلًا من الرقبة. وقد تم ذلك كعبرة لردع الآخرين عن ارتكاب الجرائم التي عانى منها أولئك.” كلارك (Clarke)
ثالثًا. الانتهاء من احتلال الجنوب
“يتوافق الجانب التاريخي بشكل وثيق، مثل أي رواية تتعلق بغزو الشرق الأدنى القديم، مع السرد الذي نعرفه في التاريخ.” هيس (Hess)
أ ) الآية (٢٨): سقوط مدينة مَقِّيدَة الكنعانية.
٢٨وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقِّيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقِّيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا.
ب) الآيات (٢٩-٣٠): سقوط مدينة لِبْنَة الكنعانية.
٢٩ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقِّيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. ٣٠فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أَيْضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا.
ج) الآيات (٣١-٣٢): سقوط مدينة لَخِيش الكنعانية.
٣١ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لَخِيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. ٣٢فَدَفَعَ الرَّبُّ لَخِيشَ بِيَدِ إِسْرَائِيلَ، فَأَخَذَهَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ.
د ) الآية (٣٣): سقوط مدينة جَازَر الكنعانية.
٣٣حِينَئِذٍ صَعِدَ هُورَامُ مَلِكُ جَازَرَ لإِعَانَةِ لَخِيشَ، وَضَرَبَهُ يَشُوعُ مَعَ شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِدًا.
هـ) الآيات (٣٤-٣٥): سقوط مدينة عَجْلُون الكنعانية.
٣٤ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لَخِيشَ إِلَى عَجْلُونَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَحَارَبُوهَا، ٣٥وَأَخَذُوهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ كُلَّ نَفْسٍ بِهَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِلَخِيشَ.
و) الآيات (٣٦-٣٧): سقوط مدينة حَبْرُون الكنعانية.
٣٦ثُمَّ صَعِدَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ عَجْلُونَ إِلَى حَبْرُونَ وَحَارَبُوهَا، ٣٧وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا وَكُلِّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ بِعَجْلُونَ، فَحَرَّمَهَا وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا.
ز) الآيات (٣٨-٣٩): سقوط مدينة دَبِير الكنعانية.
٣٨ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى دَبِيرَ وَحَارَبَهَا، ٣٩وَأَخَذَهَا مَعَ مَلِكِهَا وَكُلِّ مُدُنِهَا، وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَحَرَّمُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، كَمَا فَعَلَ بِحَبْرُونَ كَذلِكَ فَعَلَ بِدَبِيرَ وَمَلِكِهَا، وَكَمَا فَعَلَ بِلِبْنَةَ وَمَلِكِهَا.
ح) الآيات (٤٠-٤٣): ملخص إخضاع الممالك الكنعانية الجنوبية.
٤٠فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. ٤١فَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ إِلَى غَزَّةَ وَجَمِيعَ أَرْضِ جُوشِنَ إِلَى جِبْعُونَ. ٤٢وَأَخَذَ يَشُوعُ جَمِيعَ أُولئِكَ الْمُلُوكِ وَأَرْضِهِمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ. ٤٣ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ.
١. فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ: في غضون أسابيع (وربما أشهر) هُزمت هذه المدن الست، دون أن تخسر إسرائيل معركة واحدة. فكل معركة كانت بمثابة اختبار. بالتأكيد، لم تكن أي منها سهلة، ولكن تحت قيادة يشوع، انتصروا عليها كلها.
• لقد كانت هذه حروبًا كثيرة. “تبقى الحقيقة الخالدة أن أرض البركات الوفيرة غالبًا ما تكون أرض لحرب مكثفة.” ريدباث (Redpath)
• إن رغبة قلب الله هي أن نتمتع بنفس حياة النصرة. وَنَحْنُ جَمِيعًا… نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ. (٢ كورنثوس ١٨:٣).
٢. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ حَارَبَ عَنْ إِسْرَائِيلَ: لقد كان هذا العامل هو الأكثر أهمية في الأحداث. وهذا يبين الجانب الأساسي في معركتنا ضد أعدائنا الروحيين. فنحن يمكننا أن ننتصر فقط عندما نرى الرب يحارب عنا، فهو يمنحنا النصرة ونحن نسير في موكبها.
• نعلم يقينًا أن النصرة قد تمت على الصليب، والآن علينا أن نعيش في هذه النصرة. تتكلم كولوسي ١٥:٢ عن هذه الفكرة: إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ [أي الصليب]. وبهذا المعنى يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. (رومية ٣٧:٨)
• أن الشعور بخيبة الأمل في نفسك مصدره وضع ثقتك في نفسك. كما أنه يشير إلى أننا حاولنا خوض المعركة بقوتنا ومواردنا الذاتية، بدلًا من الثقة في نصرة الرب.
٣. ثُمَّ رَجَعَ يَشُوعُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى الْجِلْجَالِ: لقد أتت كل انتصارات إسرائيل من الجلجال. لقد كان هذا هو مكان الإيمان الكامل والالتزام والشركة مع الله، والمكان الذي فيه غلب الله إسرائيل.