سفر يشوع – الإصحاح ٢٤
تجديد العهد
أولًا. يتذكر يشوع أعمال الله العظيمة بالنيابة عن إسرائيل
أ ) الآية (١): يشوع يخاطب الأمة مرة ثانية من خلال قادتها.
١وَجَمَعَ يَشُوعُ جَمِيعَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى شَكِيمَ. وَدَعَا شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَرُؤَسَاءَهُمْ وَقُضَاتَهُمْ وَعُرَفَاءَهُمْ فَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ.
١. وَجَمَعَ يَشُوعُ جَمِيعَ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ إِلَى شَكِيمَ: كان هذا آخر تجمع مُمَيَّز لإسرائيل قبل وفاة يشوع. قد يكون هذا جزءً من نفس الخطاب الوداعي الموصوف في يشوع ٢٣ أم لا يكون. فلم يُذكر مكان محدد في يشوع ٢٣، لذا فمن الممكن جدًا أن يكون جزءً من نفس التجمع في شكيم.
• تُعرف شَكِيم حاليًا باسم ’تل بلاطة.‘ “تقع هذه المدينة القديمة عند قاع أحد الوديان بالقرب من مدخلها، ويُشكّل جبل جرزيم وجبل عيبال أسوارها. وقد خلقت منحنيات الأرض بيئة فريدة تشبه المدرج، مما يعزز المجال الصوتي ويسمح لصوت الإنسان بالانتقال لمسافات طويلة بشكل استثنائي.” بينك (Pink)
٢. إِلَى شَكِيم: كانت شكيم مكان مليء بالعبق التاريخي بالنسبة لإسرائيل، حيث حدث هناك أربعة أحداث بارزة على الأقل في حياة الآباء. ففي الحدثين الأولين نرى شكيم كمكان للدعوة والتكريس، بينما نرى في الحدثين الأخرين شكيم كمكان للعار.
• جاء إبراهيم إلى أرض الموعد وَنَصَبَ خيمته أولًا في شكيم. وهناك في شكيم ظهر الرب لإبراهيم وأكد وعده له. وبنى إبراهيم مذبحًا للرب في ذلك المكان (تكوين ٦:١٢-٧).
• عندما رجع يعقوب إلى أرض الموعد، خَيَّمَ أولًا في شكيم، واشترى أرضًا هناك وبنى مذبحًا. ودعا المكان El Elohe Israel – إِيلَ إِلهَ إِسْرَائِيل – أي الله هو إله إسرائيل (تكوين ٣٣: ١٦-٢٠).
• خدع شِمْعُون وَلاَوِي ابنا يعقوب أهل شكيم ودبروا مذبحة وقتلوا جميع رجال المدينة (تكوين ٣٤).
• عندما جدد يعقوب تكريسه لله، أمره الله بالذهاب إلى بيت إيل. أطاع يعقوب وأمر كل بيته بإزالة الأصنام. ثم أخذ تلك الأصنام ودفنها عند شجرة البطمة بالقرب من شكيم (تكوين ٣٥: ١-٥).
٣. وَدَعَا شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَرُؤَسَاءَهُمْ وَقُضَاتَهُمْ وَعُرَفَاءَهُمْ فَمَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ: لقد كان هذا اجتماعًا مُبهرًا. اجتمع قادة الأمة معًا في هذا المكان المهم، ووقفوا في حَضْرَةِ الرَّبِّ.
• يعتقد البعض أن معنى ’مَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ‘ أنهم فعلوا ذلك أمام خيمة الاجتماع (الْمَسْكَنِ)، والتي يبدو أنها كان في شيلوه في هذا الوقت (يشوع ١٨: ١). فإما أنهم مَثَلُوا أَمَامَ الرَّبِّ بدون الْمَسْكَن، أو تم نقله إلى شكيم من أجل تلك المناسبة.
• جاء الشعب أيضًا ليمثُل أمام الرب حتى يقطعوا العهد الذي في خروج ١٧:١٩.
ب) الآيات (٢-٤): أمانة الله نحو الآباء.
٢وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. ٣فَأَخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاكُمْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ وَسِرْتُ بِهِ فِي كُلِّ أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَكْثَرْتُ نَسْلَهُ وَأَعْطَيْتُهُ إِسْحَاقَ. ٤وَأَعْطَيْتُ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ وَعِيسُوَ، وَأَعْطَيْتُ عِيسُوَ جَبَلَ سَعِيرَ لِيَمْلِكَهُ. وَأَمَّا يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ فَنَزَلُوا إِلَى مِصْرَ.
١. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: نحن لا نفكر غالبًا في يشوع كنبي، لكنه هنا تكلّم كرسول مُلهَم من الله. فالنبوة ليست بالضرورة تُنبئ بأحداث المستقبل. فيمكن ببساطة أن تكون كلمة مباشرة فورية من الله.
٢. آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ… وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى: لقد ذكّر الرب شعب إسرائيل، من خلال يشوع، بأن آباءهم جاءوا من الضفة الأخرى لنهر الفرات (النَّهْرِ) وكانوا قد عبدوا آلهة وثنية هناك.
• هناك أساطير قديمة (هي فقط أساطير) تقول أن إبراهيم [أبرام] عبد الرب الإله بينما كان يعيش وسط عابدي الأوثان الذين كبر وسطهم. وتقول إحدى الأساطير أن تارح، والد إبراهيم، كان صانع للأصنام وكان يبيعها في متجره. وذات يوم كان لدى تارح بعض الأعمال ليقوم بها، فترك أبرام مسؤولًا عن المتجر. وأثناء غياب والده، أخذ أبرام أكبر صنم في المتجر ووضعه في الوسط، ثم رتب الأصنام الصغيرة في دائرة حوله. أخذ مطرقة وحطم كل الأصنام الصغيرة، ثم وضع المطرقة أمام الصنم الكبير. عندما عاد تارح، غضب جدًا وسأل أبرام لماذا حطم كل أصنامه. أوضح أبرام أنه لم يفعل شيئًا، وأن الصنم الكبير هو من فعل ذلك. ازداد غضب تارح وقال: “يا أبرام، أنت تعلم أن هذا الصنم هو مجرد تمثال، ولا يمكنه أن يفعل شيئًا مثل هذا.” فرد أبرام: “نعم يا أبي، هذا صحيح، إذا كانوا لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا، فلماذا نصنعها ونبيعها للناس ليعبدوها كآلهة؟”
• من الضروري هنا أن نُنَوه إلى أن إبراهيم، أبو الشعب اليهودي وهو اليهودي الأول، لم يولد كيهودي، بل نشأ في بيئة وثنية تتميز بعبادة الأوثان.
• “نحن نعلم أن أُور وحَارَان كانا مركزين لعبادة القمر. فكأن يشوع يقول للشعب: ’لا تنسوا تراثكم، فأنتم من شعب لم يعرف الله.‘” شيفر (Schaeffer)
• هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأُورُشَلِيمَ: “مَخْرَجُكِ وَمَوْلِدُكِ مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ. أَبُوكِ أَمُورِيٌّ وَأُمُّكِ حِثِّيَّةٌ.” (حزقيال ١٦: ٣)
٣. فَأَخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاكُمْ مِنْ عَبْرِ النَّهْرِ: قبل أن يتحدى الله إسرائيل، ذكّرهم بأمانته. لقد ظهر صلاحه في بداية تعاملاته مع إبراهيم ونسله.
ج) الآيات (٥-٧أ): أمانة الله في هروب الشعب من مصر.
٥وَأَرْسَلْتُ مُوسَى وَهَارُونَ وَضَرَبْتُ مِصْرَ حَسَبَ مَا فَعَلْتُ فِي وَسَطِهَا، ثُمَّ أَخْرَجْتُكُمْ. ٦فَأَخْرَجْتُ آبَاءَكُمْ مِنْ مِصْرَ، وَدَخَلْتُمُ الْبَحْرَ وَتَبعَ الْمِصْرِيُّونَ آبَاءَكُمْ بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ إِلَى بَحْرِ سُوفٍ. ٧فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ، فَجَعَلَ ظَلاَمًا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمِصْرِيِّينَ، وَجَلَبَ عَلَيْهِمِ الْبَحْرَ فَغَطَّاهُمْ. وَرَأَتْ أَعْيُنُكُمْ مَا فَعَلْتُ فِي مِصْرَ…
١. وَأَرْسَلْتُ مُوسَى وَهَارُونَ وَضَرَبْتُ مِصْرَ: لم يترك الله إسرائيل في عبودية في مصر إلى الأبد. وعندما حان الوقت المناسب، أَرْسَلْ مخلصًا لشعبه.
٢. وَرَأَتْ أَعْيُنُكُمْ مَا فَعَلْتُ فِي مِصْرَ: كان العديد من قادة وشيوخ إسرائيل مجرد أطفال عندما خرج شعب إسرائيل من مصر، ورأوا كيف أَهْلَك الله الجيش المصري في البحر الأحمر.
د ) الآيات (٧ب-١٠): أمانة الله في البرية.
٧… وَأَقَمْتُمْ فِي الْقَفْرِ أَيَّامًا كَثِيرَةً. ٨ثُمَّ أَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فَحَارَبُوكُمْ، وَدَفَعْتُهُمْ بِيَدِكُمْ فَمَلَكْتُمْ أَرْضَهُمْ وَأَهْلَكْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ. ٩وَقَامَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْسَلَ وَدَعَا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ لِكَيْ يَلْعَنَكُمْ. ١٠وَلَمْ أَشَأْ أَنْ أَسْمَعَ لِبَلْعَامَ، فَبَارَكَكُمْ بَرَكَةً وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِهِ.
١. وَأَقَمْتُمْ فِي الْقَفْرِ أَيَّامًا كَثِيرَةً: لقد لخص الرب، بواسطة يشوع، معظم رحلة الخروج بهذه الجملة البسيطة.
• من الجدير بالذكر أنه في هذه المراجعة السريعة لتاريخ إسرائيل تغيب الإشارة إلى خطيتهم وتمردهم وفشلهم. وعلى الرغم من توثيق الله لهذه الأحداث في سفر الخروج والعدد والتثنية، إلا أنه عندما راجع تاريخهم من خلال يشوع لم يذكرها. وفي وقت لاحق، قال الله وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْد (إرميا ٣١: ٣٤). وكأن الله هنا قد ” نَسِي” خطية إسرائيل السابقة.
٢. قَامَ… وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ: يوضح سفر العدد ٢٢-٢٥ أن الحرب التي شنها بالاق ضد إسرائيل كانت روحية بطبيعتها. لقد أراد القضاء عليهم إما من خلال لعنة بلعام، والتي فشلت في النهاية، أو من خلال غواية النساء الموآبيات وأيضًا عبادتهن للأوثان، وهو الأمر الذي حقق بعض النجاح. وعلى الرغم من أنها لم تكن حربًا تقليدية، بالسيوف والرماح، إلا أنها، على أية حال، كانت حربًا.
هـ) الآيات (١١-١٣): أمانة الله في أرض كنعان.
١١ثُمَّ عَبَرْتُمُ الأُرْدُنَّ وَأَتَيْتُمْ إِلَى أَرِيحَا. فَحَارَبَكُمْ أَصْحَابُ أَرِيحَا: الأَمُورِيُّونَ وَالْفِرِزِّيُّونَ وَالْكَنْعَانِيُّونَ وَالْحِثِّيُّونَ وَالْجِرْجَاشِيُّونَ وَالْحِوِّيُّونَ وَالْيَبُوسِيُّونَ، فَدَفَعْتُهُمْ بِيَدِكُمْ. ١٢وَأَرْسَلْتُ قُدَّامَكُمُ الزَّنَابِيرَ وَطَرَدْتُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، أَيْ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ، لاَ بِسَيْفِكَ وَلاَ بِقَوْسِكَ. ١٣وَأَعْطَيْتُكُمْ أَرْضًا لَمْ تَتْعَبُوا عَلَيْهَا، وَمُدُنًا لَمْ تَبْنُوهَا وَتَسْكُنُونَ بِهَا، وَمِنْ كُرُومٍ وَزَيْتُونٍ لَمْ تَغْرِسُوهَا تَأْكُلُونَ.
١. ثُمَّ عَبَرْتُمُ الأُرْدُنَّ وَأَتَيْتُمْ إِلَى أَرِيحَا… فَدَفَعْتُهُمْ بِيَدِكُمْ: ومن خلال يشوع، ربط الله تاريخ إسرائيل القديم (رجوعًا لإبراهيم) بتاريخهم الحالي. فهذا ما فعله الله في وسطهم في زمنهم.
٢. لاَ بِسَيْفِكَ وَلاَ بِقَوْسِكَ. وَأَعْطَيْتُكُمْ أَرْضًا لَمْ تَتْعَبُوا عَلَيْهَا… وَمِنْ كُرُومٍ وَزَيْتُونٍ لَمْ تَغْرِسُوهَا: هناك إحساس عام بأن كل بركة هي بركة غير مستحقة، لكن عدم استحقاق بعض البركات يُعد أكثر وضوحًا من غيرها. فعندما تمتع شعب إسرائيل بكروم العنب وبساتين الزيتون في كنعان، كان ينبغي أن يزيد ذلك من امتنانهم للرب بشكل خاص من جهة هذه البركات التي لا يستحقونها.
• كان عليهم أيضًا أن يتذكروا أن أولئك الذين زرعوا الكروم والبساتين قد طُردوا بسبب دينونة الله العادلة، وأنه هم أنفسهم إن عصوا الله ورفضوه، فقد يُدانون أيضًا.
ثانيًا. اختيار العهد مع الرب
أ ) الآية (١٤): التحدي: اعبدوا الرب دون سواه.
١٤فَالآنَ اخْشَوْا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَال وَأَمَانَةٍ، وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ.
١. فَالآنَ اخْشَوْا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَال وَأَمَانَةٍ: لم يكن هذا الطلب بمثابة قفزة إيمان عمياء. لقد شهدوا أعمال الله واختبروا بركاته، لذلك كان من المنطقي بالنسبة لهم أن يعبدوا الله وحده، فهو الذي فعل الكثير من أجلهم.
• “كان الوعد الذي قدمه يشوع للمستقبل متجذرًا في الماضي الزماني-المكاني. فهو لم يطالب الشعب بقفزة إيمانية شبيهة بفلسفة كيركجارد. بدلًا من ذلك، أكد باستمرار على تدخل الله في التاريخ طوال خطابه الوداعي.” شيفر (Schaeffer)
٢. وَاعْبُدُوا الرَّبَّ: يمكننا القول بأنه، في هذه المراجعة السريعة لتاريخ شعب إسرائيل، قام الله بعمله العظيم بالتباين مع ثلاث آلهة، ترتبط كل منها بثلاثة مسطحات مائية.
• يشير يشوع ٢٤: ٢-٤ إلى أنه على الجانب الآخر من نهر الفرات كان هناك آلهة الثقافة السومرية والبابلية – آلهة التراث.
• يشير يشوع ٢٤: ٥-٧أ إلى أنه على الجانب الآخر من البحر الأحمر كان هناك آلهة مصر القديمة – آلهة التنشئة.
• يشير يشوع ٢٤: ٧ب-١٣ و٢٤: ١٥ إلى أنه على الجانب الآخر من نهر الأردن كان هناك آلهة الأموريين – آلهة الثقافة.
طبق يشوع المبدأ بأن الرب إله إسرائيل أعظم من كل هذه الأصنام، لذا، اعْبُدُوا الرَّبَّ!
٣. وَاعْبُدُوهُ بِكَمَال وَأَمَانَةٍ: لقد دعاهم يشوع بجرأة إلى أن يعبدوا الرب بالتزام عميق وحقيقي.
• “ليس الاختبار الأمثل للإخلاص هو أثناء مواجهة مباشرة مع الخصوم، إذ قد تؤدي هذه المواجهة إلى تحفيز الطاقات القتالية بداخلنا، وتوضيح مسار ما يجب أن نفعله. وأيضًا لا يكون اختبار الإخلاص في وقت النصرة على الأعداء، حيث لا يكون هناك تجربة للتمرد. إن الاختبار الحقيقي لأمانتنا لله غالبًا ما يكون في قدرتنا على الثبات في سلوكنا عندما تختفي الحماسة التي تصاحب الصراع، ويصبح الأعداء الذين نواجههم هم الإغراءات الخفية للراحة أو السلوكيات المعتادة في خِضم مهام الحياة اليومية العادية.” سبينس (Spence) في كتابه بعنوان تفسير المنبر (The Pulpit Commentary)
ب) الآية (١٥): اختاروا الله أو اختاروا البديل لأنفسكم.
١٥وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ».
١. وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ: حثهم يشوع بقوة على أَنْ يعْبُدُوا الرَّبَّ (يشوع ٢٤: ١٤). ولكن، ماذا عن الأشخاص بينهم الذين لا يريدون أَنْ يعْبُدُوا الرَّبَّ؟
٢. فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: فإذا اختاروا ألا يعبدوا الرب، فعليهم أن يختاروا لأنفسهم الإله الذي سيعبدونه. قد يختارون أن يعبدوا آلهة تراثهم (الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ) أو ربما يختارون آلهة كنعان (آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ). لا يزال يتعين عليهم أن يختاروا. فكل إنسان يعبد إله من نوع ما (أو، الله).
• “إن اختيارنا لله هو اختيار بذهن فاهم للبدائل الأخرى المتاحة. يشعر بعضهم أن تكريس الحياة لله هو خيار سيئ، ولكن بماذا يقارنونه؟ فالخيارات الأخرى أسوأ بكثير. وكما قال بطرس «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ» (يوحنا ٦: ٦٨).
٣. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ: لقد قدم يشوع بديلًا لأولئك الذين لا يريدوا أن يَعْبُدُوا الرَّبَّ عندما شجعهم في الآية ١٤. ومع ذلك كان مساره هو واضحًا ومنطقيًا، لقد اختار أن يَعْبُدُ الرَّبَّ.
• “في اللغة الإنجليزية، يتم استخدام صيغة المستقبل في هذا السياق، ولكن الصيغة في اللغة العبرية، وهكذا العربية، فلها معنى أشمل. إنها تعبر عن فعل مستمر يشمل المستقبل، ولكنه قد يشمل الماضي أيضًا. فهنا، يؤكد يشوع على أنه قد اختار، وسوف يختار عبادة الرب.” شيفر (Schaeffer)
• استطاع يشوع أن يصرح بهذا لأنه عاش حياة اختار فيها باستمرار أن يَعْبُدُ الرَّبَّ.
اختار يشوع أن يحارب العماليق – اختيار قد يكلفه كل شيء.
اختار يشوع أن يرفض العجل الذهبي – اختيار في الوقت الذي يكون فيه الجسد (أي الطبيعة العتيقة) راضيًا.
اختار يشوع أن يعبد الرب من خلال خدمته لموسى – اختيار مكانة متواضعة.
اختار يشوع أن يصدق وعد الله بشأن أرض الموعد – اختيار ضد الأغلبية.
اختار يشوع أن يعترف بقيادة رئيس جند الرب – اختيار الاستسلام للرب.
اختار يشوع أن يتولى قيادة إسرائيل ويقودهم إلى الأرض – اختيار الإيمان بدلًا من عدم الإيمان.
• الله يعطينَا خيَارات. إنه إله الاختيارات، ونحن مخلوقون على صورته. وهو يريدنا أن نختار أيضًا.
٤. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ: يوضح هذا فهم يشوع لدوره ككاهن لعائلته، المُكَلَّف بالتأكّد من أن بيته بأكمله يَعْبُدُ الرَّبَّ. لقد تحمل مسؤولية تمثيل بيته بأكمله أمام الله.
• المعنى الضمني هنا هو أن يشوع كان ملتزمًا بفعل كل ما هو صالح ليضمن أن كل بيته يَعْبُدُ الرَّبَّ. سيعبدون الرب معًا كأسرة، ولهذا أعلن يشوع: أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ.
٥. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ: إن كلمة ’أَمَّا‘ تظهر التناقض، وتؤكد تصميم يشوع الثابت على اتباع الطريق الذي اختاره بغض النظر عن رأي الآخرين. لم تكن علاقته مع الله مبنية على أي إنسان، بل على الرب وحده، وسوف يعبد الله مهما كان ما يفعله الآخرون من حوله.
• قرار يشوع يعني غياب التردد.
• قرار يشوع يعني أنه عاش فوق التأثير الشرير للآخرين.
• قرار يشوع كان قرارًا عميقًا، وهادئًا، وواضحًا، وثابتًا، وراسخًا، وجليلًا.
• قرار يشوع كان قرارًا علنيًا.
• قرار يشوع تم تنفيذه بجدية.
• قرار يشوع لم يتغير طوال حياته كلها.
٦. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ: يتضمن إعلان يشوع بأنه سيَعْبُدُ الرَّبَّ فقط، فهو لن يقسم ولاءه بين عْبادة الرَّبَّ وأي أحد أو شيء آخر. ففي حياته، لم يكن هناك سوى إله واحد، وكان هذا الإله هو الرب.
ج) الآيات (١٦-١٨): ردّ إسرائيل: هم أيضًا سيعبدون الرب.
١٦فَأَجَابَ الشَّعْبُ وَقَالُوا: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَتْرُكَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، ١٧لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَالَّذِي عَمِلَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَحَفِظَنَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا وَفِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَبَرْنَا فِي وَسَطِهِمْ. ١٨وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِنَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ، وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ الأَرْضَ. فَنَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا».
١. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: من الملاحظ أن إعلانهم كان مبنيًا على تعاملات الله معهم في الماضي. فكيف لا يمكنهم أن يعبدوا مثل هذا الإله العظيم؟
٢. فَنَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا: هذا يشبه في الأساس الموقف الذي عكسه تلاميذ يسوع في يوحنا ٦: ٦٦-٦٩ «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ». إن بدت عبادة الرب أحيانًا صعبة، ففكر في البدائل.
د ) الآيات (١٩-٢١): يحذر يشوع من الالتزام غير الجاد.
١٩فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلهٌ قُدُّوسٌ وَإِلهٌ غَيُورٌ هُوَ. لاَ يَغْفِرُ ذُنُوبَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ. ٢٠وَإِذَا تَرَكْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً يَرْجعُ فَيُسِيءُ إِلَيْكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». ٢١فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: « لاَ. بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ».
١. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلهٌ قُدُّوسٌ: لا يحاول يشوع أن يضعف إيمانهم، لكنه يحاول أن يثبط الالتزام السطحي في تبعية الرب. إنهم يحتاجون لمن يذّكرهم بأن عبادتهم لله يحكمها عهد يتضمن الوعد باللعنات في حالة العصيان.
• لقد نقل يسوع تحذيرًا مشابهًا، مؤكدًا على أن اتباعه يتطلب التزامًا كاملًا (لوقا ١٤: ٢٥-٣٣). لم يكن الأمر أن يسوع لم يكن يريد أتباع، لكنه سعى إلى تبعيّة جديّة ثابتة، لا يتم الاستخفاف بها أو كسرها بسهولة.
• “لذلك يجب أن نتحدث عن قدرتنا على الطاعة بقدر كبير من الوقار والمرونة. فمن المحتمل أننا نبالغ في تقدير قدراتنا.” ماير (Meyer)
٢. لاَ. بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ: كان هذا هو الرد الذي أراده يشوع: التزام تام، ولكن مع فهم كامل للعواقب.
هـ) الآيات (٢٢-٢٨): تجديد العهد.
٢٢فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ». فَقَالُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». ٢٣«فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ». ٢٤فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ». ٢٥وَقَطَعَ يَشُوعُ عَهْدًا لِلشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، وَجَعَلَ لَهُمْ فَرِيضَةً وَحُكْمًا فِي شَكِيمَ. ٢٦وَكَتَبَ يَشُوعُ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ. ٢٧ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «إِنَّ هذَا الْحَجَرَ يَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْنَا، لأَنَّهُ قَدْ سَمِعَ كُلَّ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَنَا بِهِ، فَيَكُونُ شَاهِدًا عَلَيْكُمْ لِئَلاَّ تَجْحَدُوا إِلهَكُمْ». ٢٨ثُمَّ صَرَفَ يَشُوعُ الشَّعْبَ كُلَّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ.
١. أَنْتُمْ شُهُودٌ… إِنَّ هذَا الْحَجَرَ يَكُونُ شَاهِدًا: طلب يشوع أن يتم التصديق على العهد بشهادة شاهدين: الشعب والحجر. وبالتالي، كان هذا بمثابة عهد ملزم قانونًا أمام الله (تثنية ١٩: ١٥).
• وكما لاحظ هيس (Hess)، هناك بعض أوجه التشابه بين هذا العهد والإجراء المعتاد للدخول في معاهدات في العالم القديم بين الملك أو الحاكم وشعبه، وخاصة بين الحثيين.
٢. فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ: لقد قالوا إنهم على استعداد للدخول في عهد مع الله والالتزام به. وفي الحال، دعاهم يشوع إلى التصرف بناءً على أقوالهم.
• “وكما تعهدتم بالإصلاح، لتبدأوا بالعمل المرتبط بالإصلاح في الحال. فالتزام المرء بعبادة الله سرعان ما يفقد تأثيره الأخلاقي على ضميره إذا لم يبدأ على الفور في ممارسته. إن النعمة التي تمكنه من قطع الوعد هي نفسها التي بقوتها يبدأ تنفيذ التزامه.” كلارك (Clarke)
٣. وَقَطَعَ يَشُوعُ عَهْدًا لِلشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: “المعنى الحرفي في النص الأصلي (كما هو في العربية) للآية ’قَطَعَ يَشُوعُ عَهْدًا‘ إشارة إلى الذبيحة المقدمة بهذه المناسبة.” كلارك (Clarke)
ثالثًا. موت يشوع وأَلِعَازَار
أ ) الآيات (٢٩-٣١): مرثاة جميلة ليشوع.
٢٩وَكَانَ بَعْدَ هذَا الْكَلاَمِ أَنَّهُ مَاتَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ عَبْدُ الرَّبِّ ابْنَ مِئَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ. ٣٠فَدَفَنُوهُ فِي تُخُمِ مُلْكِهِ، فِي تِمْنَةَ سَارَحَ الَّتِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ شِمَالِيَّ جَبَلِ جَاعَشَ. ٣١وَعَبَدَ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ، وَكُلَّ أَيَّامِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَالَّذِينَ عَرَفُوا كُلَّ عَمَلِ الرَّبِّ الَّذِي عَمِلَهُ لإِسْرَائِيلَ.
١. ابْنَ مِئَةٍ وَعَشْرِ سِنِينَ: مات يشوع بعد عمر مديد ودُفن في أرض ميراثه. ويبدو أنه لم تكن هناك جنازة أو مناحة عظيمة، وهو ما يتماشى مع رغبته الأكيدة في أن يُذكر ببساطة كعَبْدُ الرَّبِّ.
٢. وَعَبَدَ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ: كانت هذه الكلمات أعظم تكريم ليشوع. فقد انتقل تأثيره التقي بشكل فعّال إلى الأمة بأكملها ومن خلالها.
ب) الآية (٣٢): دفن عظام يوسف.
٣٢وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ، فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكًا.
١. عِظَامُ يُوسُفَ: قد تبدو هذه تفاصيل غير مهمة، ولكنها تحقق ما ورد في تكوين ٥٠: ٢٥. يحب الله ربط النهايات العالقة. وهذا مذكور أيضًا في عبرانيين ١١: ٢٢ كمثال لإيمان يوسف.
ج) الآية (٣٣): موت أَلِعَازَار ودفنه.
٣٣وَمَاتَ أَلِعَازَارُ بْنُ هَارُونَ فَدَفَنُوهُ فِي جِبْعَةِ فِينْحَاسَ ابْنِهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ.
١. وَمَاتَ أَلِعَازَارُ بْنُ هَارُونَ: إن موت أَلِعَازَار يعني انقطاع صلة أخرى بجيل البرية. والآن أصبح فينحاس رئيسًا للكهنة.
٢. فَدَفَنُوه: مع تعاقب الأجيال، يواجه كل منهم تحديًا للاستيلاء على أرض البركة والوعد التي من الله لهم – وسننجح في هذا الأمر، بينما نحن نستمع جيدًا إلى يشوعنا، الذي هو يسوع المسيح.