سفر يشوع – الإصحاحات ١٥، ١٦، ١٧
نصيب يهوذا وأفرايم ونصف سبط مَنَسَّى الغَربِيّ
أولًا. نصيب يهوذا
أ ) (١:١٥-١٢): حدود نصيب يهوذا.
١وَكَانَتِ الْقُرْعَةُ لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: إِلَى تُخُمِ أَدُومَ بَرِّيَّةَ صِينَ نَحْوَ الْجَنُوبِ، أَقْصَى التَّيْمَنِ. ٢وَكَانَ تُخُمُهُمُ الْجَنُوبِيُّ أَقْصَى بَحْرِ الْمِلْحِ مِنَ اللِّسَانِ الْمُتَوَجِّهِ نَحْوَ الْجَنُوبِ. ٣وَخَرَجَ إِلَى جَنُوبِ عَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ وَعَبَرَ إِلَى صِينَ، وَصَعِدَ مِنْ جَنُوبِ قَادَشِ بَرْنِيعَ وَعَبَرَ إِلَى حَصْرُونَ، وَصَعِدَ إِلَى أَدَّارَ إِلَى الْقَرْقَعِ، ٤وَعَبَرَ إِلَى عَصْمُونَ وَخَرَجَ إِلَى وَادِي مِصْرَ. وَكَانَتْ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ الْبَحْرِ. هذَا يَكُونُ تُخُمُكُمُ الْجَنُوبِيُّ. ٥وَتُخُمُ الشَّرْقِ بَحْرُ الْمِلْحِ إِلَى طَرَفِ الأُرْدُنِّ. وَتُخُمُ جَانِبِ الشِّمَالِ مِنْ لِسَانِ الْبَحْرِ أَقْصَى الأُرْدُنِّ. ٦وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى بَيْتِ حُجْلَةَ وَعَبَرَ مِنْ شِمَالِ بَيْتِ الْعَرَبَةِ، وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى حَجَرِ بُوهَنَ بْنِ رَأُوبَيْنَ، ٧وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى دَبِيرَ مِنْ وَادِي عَخُورَ وَتَوَجَّهَ نَحْوَ الشِّمَالِ إِلَى الْجِلْجَالِ الَّتِي مُقَابِلَ عَقَبَةِ أَدُمِّيمَ الَّتِي مِنْ جَنُوبِيِّ الْوَادِي. وَعَبَرَ التُّخُمُ إِلَى مِيَاهِ عَيْنِ شَمْسٍ، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ إِلَى عَيْنِ رُوجَلَ. ٨وَصَعِدَ التُّخُمُ فِي وَادِي ابْنِ هِنُّومَ إِلَى جَانِبِ الْيَبُوسِيِّ مِنَ الْجَنُوبِ، هِيَ أُورُشَلِيمُ. وَصَعِدَ التُّخُمُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ الَّذِي قُبَالَةَ وَادِي هِنُّومَ غَرْبًا، الَّذِي هُوَ فِي طَرَفِ وَادِي الرَّفَائِيِّينَ شِمَالًا. ٩وَامْتَدَّ التُّخُمُ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى مَنْبَعِ مِيَاهِ نَفْتُوحَ، وَخَرَجَ إِلَى مُدُنِ جَبَلِ عِفْرُونَ وَامْتَدَّ التُّخُمُ إِلَى بَعَلَةَ، هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ. ١٠وَامْتَدَّ التُّخُمُ مِنْ بَعَلَةَ غَرْبًا إِلَى جَبَلِ سَعِيرَ، وَعَبَرَ إِلَى جَانِبِ جَبَلِ يَعَارِيمَ مِنَ الشِّمَالِ، هِيَ كَسَالُونُ. وَنَزَلَ إِلَى بَيْتِ شَمْسٍ وَعَبَرَ إِلَى تِمْنَةَ. ١١وَخَرَجَ التُّخُمُ إِلَى جَانِبِ عَقِرُونَ نَحْوَ الشِّمَالِ وَامْتَدَّ التُّخُمُ إِلَى شَكْرُونَ وَعَبَرَ جَبَلَ الْبَعَلَةِ وَخَرَجَ إِلَى يَبْنِئِيلَ. وَكَانَ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ الْبَحْرِ. ١٢وَالتُّخُمُ الْغَرْبِيُّ الْبَحْرُ الْكَبِيرُ وَتُخُومُهُ. هذَا تُخُمُ بَنِي يَهُوذَا مُسْتَدِيرًا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ.
١. وَكَانَتِ الْقُرْعَةُ لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا: قد يبدو كل هذا مملًا بالنسبة لنا، لكنه بالتأكيد لم يكن مملًا لأولئك الذين سيمتلكون هذه الأرض.
ب) الآيات (١٣-١٩): الأرض المخصصة لكالب وعائلته.
١٣وَأَعْطَى كَالَبُ بْنَ يَفُنَّةَ قِسْمًا فِي وَسَطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ لِيَشُوعَ: قَرْيَةَ أَرْبَعَ أَبِي عَنَاقَ، هِيَ حَبْرُونُ. ١٤وَطَرَدَ كَالَبُ مِنْ هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ: شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ، أَوْلاَدَ عَنَاقَ. ١٥وَصَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى سُكَّانِ دَبِيرَ. وَكَانَ اسْمُ دَبِيرَ قَبْلًا قَرْيَةَ سِفْرٍ ١٦وَقَالَ كَالَبُ: «مَنْ يَضْرِبُ قَرْيَةَ سِفْرٍ وَيَأْخُذُهَا أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». ١٧فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالَبَ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. ١٨وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِهَا أَنَّهَا غَرَّتْهُ بِطَلَبِ حَقْل مِنْ أَبِيهَا. فَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ فَقَالَ لَهَا كَالَبُ: «مَا لَكِ؟» ١٩فَقَالَتْ: «أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى.
١. مَنْ يَضْرِبُ قَرْيَةَ سِفْرٍ وَيَأْخُذُهَا أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً: لم يكن كالب معروفًا بأفعاله الرائعة والشجاعة فحسب (طَرَدَ… بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ)، بل كان أيضًا رجلًا يشجع الآخرين على أعمال عظيمة وجريئة. لقد أظهر ذلك من خلال تقديم ابنته للزواج من أي رجل شجاع بما يكفي ليَضْرِب قَرْيَةَ سِفْرٍ.
٢. أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ: قلدت ابنة كالب نفس جرأة أبيها وذلك بطلبها بركة خاصة منه. لم تتردد في أن تطلب من أبيها بعض يَنَابِيعَ مَاءٍ مختارة.
ج) الآيات (٢٠-٦٢): المدن والقرى والمناطق التي سكنها سبط يهوذا.
٢٠هذَا نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي يَهُوذَا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: ٢١وَكَانَتِ الْمُدُنُ الْقُصْوَى الَّتِي لِسِبْطِ بَنِي يَهُوذَا إِلَى تُخُمِ أَدُومَ جَنُوبًا: قَبْصِئِيلَ وَعِيدَرَ وَيَاجُورَ، ٢٢وَقَيْنَةَ وَدِيمُونَةَ وَعَدْعَدَةَ، ٢٣وَقَادَشَ وَحَاصُورَ وَيِثْنَانَ، ٢٤وَزِيفَ وَطَالَمَ وَبَعَلُوتَ، ٢٥وَحَاصُورَ وَحَدَتَّةَ وَقَرْيُوتَ وَحَصْرُونَ، هِيَ حَاصُورُ، ٢٦وَأَمَامَ وَشَمَاعَ وَمُولاَدَةَ، ٢٧وَحَصَرَ جَدَّةَ وَحَشْمُونَ وَبَيْتَ فَالَطَ، ٢٨وَحَصَرَ شُوعَالَ وَبِئْرَ سَبْعٍ وَبِزْيُوتِيَةَ، ٢٩وَبَعَلَةَ وَعَيِّيمَ وَعَاصَمَ، ٣٠وَأَلْتُولَدَ وَكِسِيلَ وَحُرْمَةَ، ٣١وَصِقْلَغَ وَمَدْمَنَّةَ وَسَنْسَنَّةَ، ٣٢وَلَبَاوُتَ وَشِلْحِيمَ وَعَيْنَ وَرِمُّونَ. كُلُّ الْمُدُنِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٣٣فِي السَّهْلِ: أَشْتَأُولُ وَصَرْعَةُ وَأَشْنَةُ، ٣٤وَزَانُوحُ وَعَيْنُ جَنِّيمَ وَتَفُّوحُ وَعَيْنَامُ، ٣٥وَيَرْمُوتُ وَعَدُلاَّمُ وَسُوكُوهُ وَعَزِيقَةُ، ٣٦وَشَعَرَايِمُ وَعَدِيتَايِمُ وَالْجُدَيْرَةُ وَجُدَيْرُوتَايِمُ. أَرْبَعَ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٣٧صَنَانُ وَحَدَاشَةُ وَمَجْدَلُ جَادَ، ٣٨وَدِلْعَانُ وَالْمِصْفَاةُ وَيَقْتِئِيلُ، ٣٩وَلَخِيشُ وَبَصْقَةُ وَعَجْلُونُ، ٤٠وَكَبُّونُ وَلَحْمَامُ وَكِتْلِيشُ، ٤١وَجُدَيْرُوتُ بَيْتُ دَاجُونَ وَنَعَمَةُ وَمَقِّيدَةُ. سِتَّ عَشَرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٤٢لِبْنَةُ وَعَاتَرُ وَعَاشَانُ، ٤٣وَيَفْتَاحُ وَأَشْنَةُ وَنَصِيبُ، ٤٤وَقَعِيلَةُ وَأَكْزِيبُ وَمَرِيشَةُ. تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٤٥عَقْرُونُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا. ٤٦مِنْ عَقْرُونَ غَرْبًا كُلُّ مَا بِقُرْبِ أَشْدُودَ وَضِيَاعِهَا. ٤٧أَشْدُودُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا، وَغَزَّةُ وَقُرَاهَا وَضِيَاعُهَا إِلَى وَادِي مِصْرَ وَالْبَحْرِ الْكَبِيرِ وَتُخُومِهِ. ٤٨وَفِي الْجَبَلِ: شَامِيرُ وَيَتِّيرُ وَسُوكُوهُ، ٤٩وَدَنَّةُ وَقَرْيَةُ سَنَّةَ، هِيَ دَبِيرُ. ٥٠وَعَنَابُ وَأَشْتِمُوهُ وَعَانِيمُ، ٥١وَجُوشَنُ وَحُولُونُ وَجِيلُوهُ. إِحْدَى عَشْرَةَ مَدِينَةً مَعَ ضِيَاعِهَا. ٥٢أَرَابُ وَدُومَةُ وَأَشْعَانُ، ٥٣وَيَنُومُ وَبَيْتُ تَفُّوحَ وَأَفِيقَةُ، ٥٤وَحُمْطَةُ وَقَرْيَةُ أَرْبَعَ، هِيَ حَبْرُونُ، وَصِيعُورُ. تِسْعُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٥٥مَعُونُ وَكَرْمَلُ وَزِيفُ وَيُوطَةُ، ٥٦وَيَزْرَعِيلُ وَيَقْدَعَامُ وَزَانُوحُ، ٥٧وَالْقَايِنُ وَجِبْعَةُ وَتِمْنَةُ. عَشَرُ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٥٨حَلْحُولُ وَبَيْتُ صُورٍ وَجَدُورُ، ٥٩وَمَعَارَةُ وَبَيْتُ عَنُوتَ وَأَلْتَقُونُ. سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا. ٦٠قَرْيَةُ بَعْل، هِيَ قَرْيَةُ يَعَارِيمَ، وَالرَّبَّةُ. مَدِينَتَانِ مَعَ ضِيَاعِهِمَا. ٦١فِي الْبَرِّيَّةِ: بَيْتُ الْعَرَبَةِ وَمِدِّينُ وَسَكَاكَةُ، ٦٢وَالنِّبْشَانُ وَمَدِينَةُ الْمِلْحِ وَعَيْنُ جَدْيٍ. سِتُّ مُدُنٍ مَعَ ضِيَاعِهَا.
د ) الآية (٦٣): امتلاك غير كامل: بقيت أورشليم في أيدي الكنعانيين.
٦٣وَأَمَّا الْيَبُوسِيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو يَهُوذَا عَلَى طَرْدِهِمْ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
١. السَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ فَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو يَهُوذَا عَلَى طَرْدِهِمْ: يمكننا أن نفهم لماذا كانت أورشليم مدينة يصعب هزيمتها. فموقعها المرتفع على تلة جعل من السهل الدفاع عنها.
٢. فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي يَهُوذَا فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ: مع ذلك، وبغض النظر عن صعوبة التحديات، فمن خلال وعد الله ومعونته، يمكننا أن ننتصر – لا يوجد حقًا سبب وجيه لبقاء هذه المدينة تحت سيطرة الكنعانيين حتى زمن داود (٢ صموئيل ٥: ٦-١٠).
ثانيًا. نصيب أبناء يُوسُف
أ ) (١:١٦-٤): حدود التخوم التي لأبناء يُوسُف وأَفْرَايِم ونصف سبط مَنَسَّى الذين استقروا عبر الأردن غربًا.
١وَخَرَجَتِ الْقُرْعَةُ لِبَنِي يُوسُفَ مِنْ أُرْدُنِّ أَرِيحَا إِلَى مَاءِ أَرِيحَا نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ الصَّاعِدَةِ مِنْ أَرِيحَا فِي جَبَلِ بَيْتِ إِيلَ. ٢وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى لُوزَ وَعَبَرَتْ إِلَى تُخُمِ الأَرَكِيِّينَ إِلَى عَطَارُوتَ، ٣وَنَزَلَتْ غَرْبًا إِلَى تُخُمِ الْيَفْلَطِيِّينَ إِلَى تُخُمِ بَيْتِ حُورُونَ السُّفْلَى، وَإِلَى جَازَرَ، وَكَانَتْ مَخَارِجُهَا عِنْدَ الْبَحْرِ. ٤فَمَلَكَ ابْنَا يُوسُفَ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ.
ب) الآيات (٥-١٠): حدود نصيب سبط أَفْرَايِم.
٥وَكَانَ تُخُمُ بَنِي أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. وَكَانَ تُخُمُ نَصِيبِهِمْ شَرْقًا: عَطَارُوتَ أَدَّارَ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ الْعُلْيَا. ٦وَخَرَجَ التُّخُمُ نَحْوَ الْبَحْرِ إِلَى الْمَكْمَتَةِ شِمَالًا، وَدَارَ التُّخُمُ شَرْقًا إِلَى تَآنَةِ شِيلُوهَ وَعَبَرَهَا شَرْقِيَّ يَنُوحَةَ. ٧وَنَزَلَ مِنْ يَنُوحَةَ إِلَى عَطَارُوتَ وَنَعَرَاتِ وَوَصَلَ إِلَى أَرِيحَا وَخَرَجَ إِلَى الأُرْدُنِّ. ٨وَجَازَ التُّخُمُ مِنْ تَفُّوحَ غَرْبًا إِلَى وَادِي قَانَةَ، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ الْبَحْرِ. ٩هذَا هُوَ نَصِيبُ سِبْطِ بَنِي أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ مَعَ الْمُدُنِ الْمُفْرَزَةِ لِبَنِي أَفْرَايِمَ فِي وَسَطِ نَصِيبِ بَنِي مَنَسَّى. جَمِيعُ الْمُدُنِ وَضِيَاعِهَا. ١٠فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ.
١. فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ: إن فشلهم في طرد الكنعانيين تمامًا هو أمر مألوف بالنسبة لجميع الأسباط. فحتى داخل أرض الموعد، لا تزال هناك أعمال مهمة يجب تحقيقها ومعارك يجب خوضها.
٢. فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِ أَفْرَايِمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَكَانُوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ: ربما كان سبط أفرايم مذنبًا بهذه المساومة بسبب أنهم أرادوا عَبِيدًا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. لكن هذه الراحة والرفاهية لا تبرر عصيانهم لأمر الله.
• إن كانوا قادرين على تسخير شعب جَازَر كعبيد، فمن المؤكد أنهم كانوا قادرين على هزيمتهم بالكامل، ولا سيما أن جَازَر كانت مدينة قد هزمها يشوع بالفعل (يشوع ٣٣:١٠ ويشوع ١٢:١٢).
• قد تبدو مثل هذه المساومات أنها بريئة، لكنها أصبحت هي الطريق الذي من خلاله تبنّى شعب إسرائيل الكثير من عبادة الأوثان والممارسات غير الأخلاقية. وهذا هو أحد الأسباب وراء الصراعات العديدة التي نراها خلال فترة حُكم القضاة.
٣. فَلَمْ يَطْرُدُوا الْكَنْعَانِيِّينَ: لم يمتلك إسرائيل الأرض بشكل كامل لسببين. أولًا، أرادوا السلام بأي ثمن. ثانيًا، أرادوا الغِنى والثروة. وفي سبيل اليُسر والمال، عصوا الله ولم ينالوا ما قدمه لهم – تمامًا كما نفعل نحن اليوم أيضًا.
ج) (١:١٧-٢): توزيع الأرض بين الأُسر المتبقية من سبط مَنَسَّى.
١وَكَانَتِ الْقُرْعَةُ لِسِبْطِ مَنَسَّى، لأَنَّهُ هُوَ بِكْرُ يُوسُفَ. لِمَاكِيرَ بِكْرِ مَنَسَّى أَبِي جِلْعَادَ، لأَنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ، وَكَانَتْ جِلْعَادُ وَبَاشَانُ لَهُ. ٢وَكَانَتْ لِبَنِي مَنَسَّى الْبَاقِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. لِبَنِي أَبِيعَزَرَ وَلِبَنِي حَالَقَ، وَلِبَنِي أَسْرِيئِيلَ، وَلِبَنِي شَكَمَ، وَلِبَنِي حَافَرَ، وَلِبَنِي شَمِيدَاعَ، هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، الذُّكُورُ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ.
د ) الآيات (٣-٦): نصيب بنات صَلُفْحَاد.
٣وَأَمَّا صَلُفْحَادُ بْنُ حَافَرَ بْنِ جِلْعَادَ بْنِ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ. وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنَاتِهِ: مَحْلَةُ وَنُوعَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَتِرْصَةُ. ٤فَتَقَدَّمْنَ أَمَامَ أَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ وَأَمَامَ يَشُوعَ بْنِ نُونَ وَأَمَامَ الرُّؤَسَاءِ وَقُلْنَ: «الرَّبُّ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَنَا نَصِيبًا بَيْنَ إِخْوَتِنَا». فَأَعْطَاهُنَّ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ نَصِيبًا بَيْنَ إِخْوَةِ أَبِيهِنَّ. ٥فَأَصَابَ مَنَسَّى عَشَرُ حِصَصٍ، مَا عَدَا أَرْضَ جِلْعَادَ وَبَاشَانَ الَّتِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ. ٦لأَنَّ بَنَاتِ مَنَسَّى أَخَذْنَ نَصِيبًا بَيْنَ بَنِيهِ، وَكَانَتْ أَرْضُ جِلْعَادَ لِبَنِي مَنَسَّى الْبَاقِينَ.
١. وَأَمَّا صَلُفْحَاد… فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ: يذكر النص هذا لأنه لم يكن من المعتاد للمرأة أن تحصل على ميراث. ولكن بقاء الأرض مع عائلات الأجداد كان أهم بكثير من اتباع التقليد الذي يجيز للذكور فقط وراثة الأرض. وبالتالي، استطاعت بنات صَلُفْحَاد أن يتمتعن بميراث أبيهن.
٢. الرَّبُّ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَنَا نَصِيبًا بَيْنَ إِخْوَتِنَا: كان هذا مجرد تنفيذ للقرار الذي توصل إليه موسى في سفر العدد ٢٧: ١-١١.
هـ) الآيات (٧-١٣): حدود تخوم نصف سبط مَنَسَّى غرب الأردن وامتلاكهم غير الكامل لتلك الأرض.
٧وَكَانَ تُخُمُ مَنَسَّى مِنْ أَشِيرَ إِلَى الْمَكْمَتَةِ الَّتِي مُقَابِلَ شَكِيمَ، وَامْتَدَّ التُّخُمُ نَحْوَ الْيَمِينِ إِلَى سُكَّانِ عَيْنِ تَفُّوحَ. ٨كَانَ لِمَنَسَّى أَرْضُ تَفُّوحَ. وَأَمَّا تَفُّوحُ إِلَى تُخُمِ مَنَسَّى هِيَ لِبَنِي أَفْرَايِمَ. ٩وَنَزَلَ التُّخُمُ إِلَى وَادِي قَانَةَ جَنُوبِيَّ الْوَادِي. هذِهِ مُدُنُ أَفْرَايِمَ بَيْنَ مُدُنِ مَنَسَّى. وَتُخُمُ مَنَسَّى شِمَالِيُّ الْوَادِي، وَكَانَتْ مَخَارِجُهُ عِنْدَ الْبَحْرِ. ١٠مِنَ الْجَنُوبِ لأَفْرَايِمَ، وَمِنَ الشِّمَالِ لِمَنَسَّى. وَكَانَ الْبَحْرُ تُخُمَهُ. وَوَصَلَ إِلَى أَشِيرَ شِمَالًا، وَإِلَى يَسَّاكَرَ نَحْوَ الشُّرُوقِ. ١١وَكَانَ لِمَنَسَّى فِي يَسَّاكَرَ وَفِي أَشِيرَ بَيْتُ شَانَ وَقُرَاهَا، وَيَبْلَعَامُ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ عَيْنِ دُوَرٍ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا، وَسُكَّانُ مَجِدُّو وَقُرَاهَا الْمُرْتَفَعَاتُ الثَّلاَثُ. ١٢وَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو مَنَسَّى أَنْ يَمْلِكُوا هذِهِ الْمُدُنَ، فَعَزَمَ الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي تِلْكَ الأَرْضِ. ١٣وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ، وَلَمْ يَطْرُدُوهُمْ طَرْدًا.
١. وَلَمْ يَقْدِرْ بَنُو مَنَسَّى أَنْ يَمْلِكُوا هذِهِ الْمُدُنَ: إن فشلهم هنا يتبع نفس نمط فشل سبط أفرايم الوارد في يشوع ١٦: ١٠.
٢. فَعَزَمَ الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي تِلْكَ الأَرْضِ: بالطبع سيصمم الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي تِلْكَ الأَرْضِ، بينما كان التصميم الكامل هو ما افتقده شعب إسرائيل. فقد كانوا راضين بأن يجعلوا الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ.
و ) الآيات (١٤-١٨): يشوع يرد على شكوى أبناء يوسف.
١٤وَكَلَّمَ بَنُو يُوسُفَ يَشُوعَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَعْطَيْتَنِي قُرْعَةً وَاحِدَةً وَحِصَّةً وَاحِدَةً نَصِيبًا وَأَنَا شَعْبٌ عَظِيمٌ، لأَنَّهُ إِلَى الآنَ قَدْ بَارَكَنِيَ الرَّبُّ؟» ١٥فَقَالَ لَهُمْ يَشُوعُ: «إِنْ كُنْتَ شَعْبًا عَظِيمًا، فَاصْعَدْ إِلَى الْوَعْرِ وَاقْطَعْ لِنَفْسِكَ هُنَاكَ فِي أَرْضِ الْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ، إِذَا ضَاقَ عَلَيْكَ جَبَلُ أَفْرَايِمَ». ١٦فَقَالَ بَنُو يُوسُفَ: «لاَ يَكْفِينَا الْجَبَلُ. وَلِجَمِيعِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ الْوَادِي مَرْكَبَاتُ حَدِيدٍ. لِلَّذِينَ فِي بَيْتِ شَانٍ وَقُرَاهَا، وَلِلَّذِينَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ». ١٧فَكَلَّمَ يَشُوعُ بَيْتِ يُوسُفَ، أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى، قَائِلًا: «أَنْتَ شَعْبٌ عَظِيمٌ وَلَكَ قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ، لاَ تَكُونُ لَكَ قُرْعَةٌ وَاحِدَةٌ. ١٨بَلْ يَكُونُ لَكَ الْجَبَلُ لأَنَّهُ وَعْرٌ، فَتَقْطَعُهُ وَتَكُونُ لَكَ مَخَارِجُهُ. فَتَطْرُدُ الْكَنْعَانِيِّينَ لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ لأَنَّهُمْ أَشِدَّاءُ».
١. لِمَاذَا أَعْطَيْتَنِي قُرْعَةً وَاحِدَةً وَحِصَّةً وَاحِدَةً نَصِيبًا وَأَنَا شَعْبٌ عَظِيمٌ: كان حجم سبطي مَنَسَّى وأَفْرَايِم كبيرًا جدًا. وكان عددهما مجتمعين أكبر من أي سبط آخر. وهنا، يشتكيان من عدم تخصيص أرض كافية لهما.
٢. إِنْ كُنْتَ شَعْبًا عَظِيمًا: إن جواب يشوع حكيم ورائع في نفس الوقت. فيقول لهما: “إِنْ كُنْتَ شَعْبًا عَظِيمًا، اذهبوا واحصلوا على الأرض بأنفسكم. امتلكوا ما قسّمه الرب لكم بالكامل.” لم يتملك هذان السبطان كل المناطق الجبلية المخصصة لهم بعد، لأنها كانت مهمة شاقة وخطيرة.
• كم يختلف موقفهم عن موقف كالب (يشوع ١٤: ١١-١٢)! إنهم يرغبون في الحصول على “أرض سهلة” بدلًا من التمسك بمواعيد الله والخروج لنوال ما أعطاهم الله. إن هذا المبدأ ينطبق علينا اليوم؛ فإن كنا نرغب في المزيد من شيء ما، فإن أول شيء نفعله هو أن نبقى أمناء قدر استطاعتنا حيثما نكون.
• لعلهم لجأوا إلى يشوع لأنه من سبط أفرايم أيضًا، ولأنه من نسل يوسف.