إنجيل متى – الإصحاح ١٤
يسوع يُظهر سلطانه على الطبيعة
أولًا. هيرودس ويوحنا المعمدان
أ ) الآيات (١-٢): هيرودس يخشى أن يكون يسوع هو يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات.
١فِي ذلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ، ٢فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ! وَلِذلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ».
- فِي ذلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ: انتشرت شهرة وخَبَرُ يسوع في جميع أنحاء المنطقة. وهيرودس هذا عُرف باسم هيرودس أنتيباس، وكان أحد أبناء هيرودس الكبير الذي كان يحكم عندما ولد يسوع.
- “إن مصطلح ’تيتراش (Tetrarch)‘ يعني حرفيًا ’حاكم الجزء الرابع‘؛ ولكنه أصبح يستخدم عمومًا، كما هو الحال هنا، لأي حاكم تابع لجزء من بلد ما.” باركلي (Barclay). كان رَئِيسُ الرُّبْعِ أقل من ملك. وقد أراد هيرودس أنتيباس أن يتم الاعتراف به كملك، ثم طلب من الإمبراطور كاليجولا الحصول على هذا اللقب، لكن كاليجولا رفض. فكان هذا الإذلال أحد الأسباب التي أدت إلى نَفْي هيرودس لاحقًا إلى بلاد الغال.
- حكم هيرودس رَئِيسُ الرُّبْعِ، المعروف أيضًا باسم هيرودس أنتيباس، على الجليل وبالتالي سمع الكثير عن يسوع. وحكم شقيقه أرخيلاوس الجنوب، وشقيقه فيليبُس حَكم الشمال.
- هذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ!: رغم أن هذا قد يبدو غير معقول في الماضي، إلا أن ذنب هيرودس وخرافاته قد قادته إلى هذا الخوف.
- “كان يتخيل أنه لا يزال يرى ويسمع ذلك الرأس المقدس يصرخ ويصيح ضده ويحدق به أيضًا عند كل منعطف. لقد وضع الله على أتباع الشر صليب ضمائرهم، لكي ما يعانون معاناة بعد الأخرى. وألدّ أعداءهم لا يطلبون المزيد من الأذى لهم.” تراب (Trapp)
- يستشهد باركلي (Barclay) بالكاتب المسيحي القديم أوريجانوس، الذي قال إن يسوع ويوحنا المعمدان كانا يشبهان بعضهما البعض في المظهر. وإذا كان هذا صحيحًا، فسيعطي ذلك مبررًا أكبر لاعتقاد هيرودس أنتيباس أن يسوع كان يوحنا وقد قام من الموت.
ب) الآيات (٣-١٢): مُعاملة هيرودس القاسية ليوحنا المعمدان.
٣فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، ٤لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ ٥وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. ٦ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي الْوَسْطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. ٧مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. ٨فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «أَعْطِني ههُنَا عَلَى طَبَق رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». ٩فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى ١٠فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. ١١فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَق وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا. ١٢فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ.
- لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ»: بعد أن أخبرنا بموت يوحنا المعمدان، يشرح لنا البشير مَتّى كيف ماتَ يوحنا المعمدان. بدأ الأمر عندما سَجنَ هيرودسُ يوحنا بسبب توبيخه إياه على خطيئته. ومع ذلك، لم يقتله على الفور لأنه كان يخشى الشَّعْبِ.
- تحدَّث يوحنا ضد زواج هيرودس لأنه طلَّق زوجته السابقة بطريقة غير شرعية ثم قام بإغواء والزواج من زوجة شقيقه فيليبُس المُسَماة هِيرُودِيَّا. كان والد زوجة هيرودس الأولى هو ملك البتراء، ثم شن حربًا ناجحة على هيرودس أنتيباس بسبب الطريقة التي أهان بها ابنة ملك البتراء.
- يعلق آدم كلارك (Adam Clarke) على هِيرُودِيَّا، بقوله: “هذه المرأة سيئة السمعة كانت ابنة أرسطوبولس وبرنيس، وحفيدة هيرودس الكبير. وكان أول زواج لها بهيرودس فيليبُس، عمها، والتي منه أنجبت سالومي. وبعد مرور بعض الوقت، تركت زوجها، وعاشت علنًا مع هيرودس أنتيباس.
- في التحدث علنًا ضد هيرودس وهيروديا، هناك تلميح بأن يوحنا قد فعل هذا مرارًا وتكرارًا. “علاوة على ذلك، ربما كان أكثر من مجرد ملاحظة عابرة، فإن الفعل ’كَانَ يَقُولُ‘ يأتي في زمن الماضي الناقص، مما قد يشير إلى أن الأمر كان بمثابة ’حملة “ مستمرة.‘” فرانس (France)
- في خوفه من الشعب، يُشبه هيرودس الكثير من الناس اليوم. إنهم يخشون رأي الناس قبل أن يخشوا الله. فالشيء الوحيد الذي منع هيرودس من الشر العظيم كان الخوف من الإنسان.
- ومع ذلك، يجب على المرء أن يقول إن هيرودس بدا وكأنه يخشى زوجته هيروديا أكثر مما كان يخشى الشعب، لأنه سجن يوحنا مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا. “لقد حكمته بملذاتها، مثلما فعلت إيزابل بآخاب، لكن الأمر لا يسير على ما يرام عندما تصيح الدجاجة.” تراب (Trapp)
- رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي الْوَسْطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ: رقصت ابنة هيروديا دون خجل أمام هيرودس وأصدقائه، ونالت حظوةً وطلبًا خاصًا.
- وُصِفت هذه ابْنَةُ هِيرُودِيَّا بأنها فتاة (متى ١١:١٤). مما يعني أنها لم تكن فتاة صغيرة لطيفة. “إن مصطلح ’فتاة‘ يمكن استخدامه لوصف أولئك الذين في سن الزواج؛ فقد كانت على الأقل مراهِقة.” فرانس (France)
- “إن رقص مجرد فتاة لم يكن من شأنه أن يُمتِع المُعربدين الشهوانيين الحسيين، بل يكمن إمتاعها لهم في الفُحْش.” بروس (Bruce)
- كانت الرقصات التي ترقصها تلك الفتيات موحيّة وغير أخلاقية. وبالنسبة لأميرة ملكية، فإن الرقص في الأماكن العامة كان أمرًا مدهشًا على الإطلاق.” باركلي (Barclay)
- “في هذه الأيام، تشجّع الأمهات في كثير من الأحيان بناتهن أن يرتدين لباسًا نادرًا ما يكون لائقًا، ويُعَرّفهُن على رقصات نجسة. فلا يوجد خير يمكن أن ينتج عن هذا؛ قد ترضي هيرودس، لكنها تُغضِب الله.” سبيرجن (Spurgeon)
- فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «أَعْطِني ههُنَا عَلَى طَبَق رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ»: طلب هيروديا يدل على أن الأم خططت لهذا لبعض الوقت. لقد عرفت زوجها وعرفت الموقف، وعرفت أنها تستطيع الحصول على ما تريد بهذه الطريقة.
- كانت داهية بما فيه الكفاية للمطالبة بإنجاز الأمر على الفور، بينما كان الضيوف لا يزالون في الحفل. “كان ذلك جزءًا أساسيًا من الطلب، فلا يجب ترك أي وقت للتراجع؛ إذا لم يتم الطلب على الفور تحت تأثير النبيذ والإشباع اللحظي الذي قدمه الرقص الشهواني، فلن يتم الأمر على الإطلاق.” بروس (Bruce)
- “لقد كان الأمر سيئًا بدرجة كافية إذ أنها كانت هي نفسها قد سعت إلى إيجاد طرق للانتقام من رجل الله الذي واجهها بعارها. وكان من الأسوأ بلا حدود أن تستخدم ابنتها في أغراضها الشريرة، إذ جعلتها آثمة كبيرة مثلها.” باركلي (Barclay)
- فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى: لأن هيرودس كان يخشى أن يقف ضد زوجته أو أن يفقد ماء وجهه أمام أصدقائه، فلقد فعل أمرًا كان يعرف أنه خطأ.
- “إن الوعود المتهورة، وحتى الأقْسام، ليست عُذرًا لفعل الخطأ. لقد كان الوعد في حد ذاته لاغيًا وباطلًا، لأنه ليس من حق أي إنسان أن يَعِد بفعل الخطأ.” سبيرجن (Spurgeon). “مثل معظم الرجال الضعفاء، كان هيرودس يخشى أن يعتقد الناس أنه ضعيفًا.” بلومبتر (Plumptre)، مُستشْهَدًا به في كارسون (Carson).
- “كانت كل المؤشرات تدل على التنفيذ الفوري بقطع رأس يوحنا المعمدان والإتيان بها على طبق أمام الضيوف في قاعة المأدُبة… يا له من مشهد شنيع!” بروس (Bruce)
- “كانت الرأس في حوزة هيروديا، التي، على الأرجح، قد سُرَّت بطريقة شيطانية برؤية ذلك الفم الصامت الذي كان غالبًا ما كان كالشوك مؤرقًا إياها وهي على سريرها الإجرامي؛ وكانت تزدري بذلك اللسان الذي لم تعد قادرة على الارتياع من تأنيبه.” كلارك (Clarke)
- كانت نهاية هيرودس نهاية مروعة. فمن أجل أن يأخذ هيروديا زوجة شقيقه، صَرَف زوجته الأولى، وقد كانت أميرة من مملكة مجاورة في الشرق. فاستاء والدها بسبب هذه الإهانة، وجاء ضد هيرودس بجيش، وهزمه في المعركة. ثم اتهمه شقيقه أغريباس بالخيانة ضد روما، ونُفي إلى مقاطعة الغال الرومانية البعيدة. وفي الغال، انتحر كل من هيرودسُ وهيروديا.
- فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ: لقد كرَّم تلاميذ يوحنا المعمدان حياته وذِكراه بأفضل ما في وسعهم، إذ كان قد عاش ومات رجلًا عظيمًا وبارًا.
- “لا يقول كاتب الإنجيل أنهم دفنوا يوحنا، لكنهم ’أخذوا جسده ودفنوه‘؛ لقد دفنوا الجسد، وليس يوحنا. فلم يستطع أي أحد دفن يوحنا الحقيقي، وسرعان ما اكتشف هيرودس أن يوحنا كان لا يزال يتكلم حتى بعد موته.” سبيرجن (Spurgeon)
ج ) الآية (١٣): يسوع يغادر، غير راغبٍ في الاصطدام بهيرودس.
١٣فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدًا. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ.
- فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ: مرة أخرى، هذا لم يكن من الجُبن، ولكن من فَهْم لتوقيت الآب، وكذلك تبعًا لتوقيت نبوي.
- مِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً: كان بإمكان يسوع أن يفلت من عنف هيرودس المُحتمل، لكنه لم يستطع أن يفلت من انتباه الْجُمُوع. فعلى الرغم من أن كل من القادة الدينيين والسياسيين يعارضون يسوع، إلا أنه كان لا يزال يتمتع بشعبية بين الْجُمُوع.
- أبدى المُفسر التطهري جون تراب (John Trapp) إعجابه بالاجتهاد الذي أبداه هؤلاء الجموع، “إن اجتهاد وتكريس هؤلاء يجعلاننا نعيد النظر في خمولنا وولائنا؛ فإذا أقام المسيح منبرًا عند باب حانة، فإن البعض سيسمعه أيضًا.”
ثانيًا. يسوع يُطعِم الخمسة الآلاف
أ ) الآيات (١٤-١٦): يسوع يتعاطف مع الجموع.
١٤فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. ١٥وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا». ١٦فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا».
- فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ: لقد دفع التعاطف العظيم ليسوع مع الجموع إلى شفاء المرضى وتعليمهم (مرقس ٣٤:٦). وقد فعل يسوع هذا طوال الوقت حتى الْمَسَاء. كانت رحمته الكريمة للحشود المُلّحة ملحوظة.
- “لقد جاء يسوع ليجد السلام والهدوء والوحدة؛ بدلًا من ذلك، وجد حشدًا كبيرًا يطالبون بفارغ الصبر ما يمكنه أن يقدمه. كان بإمكانه رفضهم بسهوله. فأي حق كان لديهم لغزو خصوصيته بمطالبهم المستمرة؟” باركلي (Barclay)
- كان بإمكان يسوع والتلاميذ أن يقدموا الكثير من الأعذار المشروعة مثل “هذا ليس هو المكان المناسب” أو “هذا ليس هو الوقت المناسب” أو “يمكن للناس الاعتناء بأنفسهم.” بل في الواقع، لم تكن هناك ضرورة مادية لإطعام هذا الجمهور. فهؤلاء كانوا من الناس الذين اعتادوا على إغفال وجبات الطعام، ومن المؤكد أنهم لم يتوقعوا شيئًا. ومع ذلك، فقد تَحَنَّنَ يسوعُ عليهم.
- كان تعاطفه عظيمًا. “إن الكلمة الأصلية معبرة جدًا؛ فقد تحرك كيانه كله إلى أدنى عمق له، وبالتالي شرع فورًا في عمل معجزات الرحمة بينهم.” سبيرجن (Spurgeon).
- أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا: مع هذا، حث يسوع كلًا من عَطف وإيمان التلاميذ. ولكنه لم يطلب منهم القيام بأي شيء لتلبية الحاجة دون توجيههم خلال العمل.
- “إذا تذكروا معجزة الخمر في قانا (يوحنا ١:٢-١١)، لكانوا قد طلبوا من يسوع تلبية الحاجة، وليس إرسال الناس بعيدًا.” كارسون (Carson)
- كان كل من يسوع والتلاميذ مدركين للْجُمُوعِ الكثيرة وعرفوا احتياجاتهم. ومع ذلك، فإن تحنُن يسوع ووعيه بقوة الله هي التي دفعته إلى إطعام الجموع.
- الناس جائعون، فيقدم لهم المتدين الفارغ بعض الاحتفالات أو الكلمات الفارغة التي لا يمكن أن تشبعهم أبدًا.
- الناس جائعون، فيحاول الملحدون والمتشككون إقناعهم أنهم ليسوا جائعين على الإطلاق.
- الناس جائعون، فيقدم لهم رجل الدين الاستعراضي عرضًا متلفزًا وإضاءة خاصة وموسيقى متطورة.
- الناس جائعون، فيقدم لهم المُسامر عرضًا مليئًا بالإثارة، لدرجة أنهم ليس لديهم وقت للتفكير فيه.
- الناس جائعون، فمن سيعطيهم خبز الحياة؟
- استخدم سبيرجن (Spurgeon) الكلمات ’لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا‘ كمحور لإحدى العظات. فكان موضوع العظة هو أنه إذا لم تكن هناك حاجة لمغادرة هؤلاء المستمعين العابرين الشركة مع يسوع، فحتمًا ليست هناك حاجة لاتباع يسوع أَنْ يَمْضُوا ويتركوا الشركة مع يسوع.
- لا تسمح للظروف بأن تجعلك تمضي. فليس لديك أمور صعبة أو سهلة للغاية لدرجة أنك لا تحتاج إلى يسوع.
- لا يوجد شيء في يسوع من شأنه أن يجعلك ترغب في أن تمضي.
- لا يوجد شيء في المستقبل من شأنه أن يجعلك بحاجة إلى أن تمضي.
ب) الآيات (١٧-١٩): يسوع يوزع الخبز على الجموع.
١٧فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». ١٨فَقَالَ: «ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا». ١٩فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.
- لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ: تم الحصول عليها من ولد صغير بين الحشد (يوحنا ٩:٦). ويرجع الفضل في التلاميذ إلى أنهم سافروا هم أنفسهم غير حاملين لشيء، دون حمل الكثير من الطعام لأنفسهم. ووثقوا في يسوع وتأكدوا من أنه سوف يسدد احتياجاتهم.
- فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ: يشير هذا الأمر إلى أن هذا كان أكثر من مجرد وضع الطعام في معداتهم، فقد كان يمكن لهذا أن يتم وهم وقوف. ولكن كانت الفكرة أنه كان هناك جو من المتعة.
- “يا لها من وليمة كانت هذه! المسيح هو سيد الوليمة، والرسل هم الخَدم، والحاضرون بالآلاف، والمعجزات لتسديد الاحتياجات!” سبيرجن (Spurgeon)
- وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ: بارك يسوع الآب على الطعام الذي كان معه. وربما كان يصلي صلاة يهودية مألوفة قبل تناول الوجبة: “مُبارك أنت، يهوه إلهنا، ملك الكون، الذي يخرج الخبز من الأرض.”
- وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوع: تعرض هذه المعجزة سلطة يسوع الكاملة على الخلق. ومع ذلك أصر على القيام بهذه المعجزة من خلال التلاميذ. فكان بإمكانه أن يفعل ذلك مباشرة، لكنه أراد استخدام التلاميذ.
- لا أحد يعلم من أين جاء هذا الخبز بالفعل. أظهر لنا يسوع أن الله قادر على توفير موارد لا نستطيع رؤيتها أو إدراكها بأي طريقة. فمن الأسهل أن يكون لدينا إيمان عندما نعتقد أننا نعرف كيف يمكن أن يسدد الله، لكن غالبًا ما يسدد الله بطرق غير متوقعة وغير قابلة للاكتشاف.
ج) الآيات (٢٠-٢١): الجموع تَشْبَعُ.
٢٠فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. ٢١وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.
- فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا: لم يكن تدبير الله وفيرًا فحسب، بل لم يرد الله أيضًا أن تضيع بقايا الطعام. لذلك اتخذوا تدابيرًا للحفاظ على ما تبقى (رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً).
- “يجب أن يسير العطاء السخي لله واستخدامنا الحكيم له جنبًا إلى جنب.” باركلي (Barclay)
- وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ: إن عدد الرجال البالغ ٥٠٠٠ رجلًا يشير إلى ما مجموعه، ربما من ١٥٠٠٠ إلى ٢٠٠٠٠ شخصًا عندما يتم تضمين النساء والأطفال في الحِساب.
- تظهر أهمية هذه القصة، المسجلة في الأناجيل الأربعة، في أن كل من الروح القدس والكنيسة الأولى اعتقدوا في أن هذه القصة مهمة، ومهمة أكثر من مجرد مثال على قوة يسوع المعجزية.
- تُظهر القصة أن يسوع يمكنه إطعام شعب الله، كما كان يتم إطعام إسرائيل في البرية. وكان هناك توقع شائع بأن يستعيد المسيا توفير المنّ، وهذا يضيف إلى أوراق اعتماد يسوع المسيانية.
- توضح القصة أن يسوع كان لديه تحننًا ورعاية لشعب الله، حتى لو كنا نتوقع أن يكون صبره قد استُنفذ.
- توضح القصة أن يسوع اختار العمل من خلال التلاميذ، حتى عندما لم يكن ذلك ضروريًا للنتيجة المباشرة.
- تُظهر القصة مثالًا عمليًا على المأدبة المسيانية الكبيرة التي سيستمتع بها المسيا مع شعبه.
- إن إشباع الخمسة الآلاف شخص يعطينا أيضًا ثلاثة مبادئ تتعلق بتدبير الله.
- اشكر لله على ما لديك واستخدمه بحكمة.
- ثق في موارد الله غير المحدودة.
- لا تُضِعْ ما يعطيك.
- تظهر أهمية هذه القصة، المسجلة في الأناجيل الأربعة، في أن كل من الروح القدس والكنيسة الأولى اعتقدوا في أن هذه القصة مهمة، ومهمة أكثر من مجرد مثال على قوة يسوع المعجزية.
ثالثًا. يسوع بمشي على الماء ويهدئ التلاميذ
أ ) الآيات (٢٢-٢٤): عاصفة أخرى على بحر الجليل.
٢٢وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ. ٢٣وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. ٢٤وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً.
- وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ: شعر يسوع أنه من المهم له هو وأتباعه مغادرة المنطقة بسرعة. وربما كان هذا لتجنب تعلُق الجموع به كمصدر محتمل للخبز المستمر. لذلك، أجبر يسوع (أَلْزَمَ) التلاميذ على الدخول في القارب.
- في الواقع، كانت هناك عدة أسباب وراء قيام يسوع بهذا. فقد فعل هذا لأنه أراد أن يختلي في الصلاة؛ لأنه أراد الهرب من الحشد والحصول على قسط من الراحة. ولأنه أراد أن يتفرق الحشد لتجنب الضجَّة (يوحنا ١٥:٦).
- يخبرنا (يوحنا ١٤:٦-١٥) أن الحشد استجاب للإشباع المُعجزي مدفوعًا بتوقعاتهم المسيانية. فإذا شارك التلاميذ هذا الحماس – ربما الشعور بأن الوقت قد حان لترويج يسوع علانية كالمسيح الملك – فقد كان من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يُبعد يسوعُ التلاميذَ عن الحشد المُتحمس.
- صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّيَ: كان يسوع يتوق إلى الوقت الذي يمضيه وحده مع أبيه. ففي خضَّم خدمته العظيمة للآخرين، لم يهمل الصلاة، أو بالحري لم يستطع.
- “الصلاة السرية تُغذي الروح، كما تغذي اللقمة الجسمَ.” تراب (Trapp)
- “بينما كان التلاميذ في خطر، وهلاك قريب، كان المسيح يصلي من أجلهم: لذلك فهو لا يزال بالنسبة لنا، في يمين العظمة في الأعالي.” تراب (Trapp)
- وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسْطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً: بحر الجليل معروف بعواصفه المفاجئة، وخلال هذه العاصفة لم يكن يسوع في القارب مع تلاميذه.
ب) الآيات (٢٥-٢٧): يسوع يأتي لمساعدة وتهدئة تلاميذه.
٢٥وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ. ٢٦فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ:«إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! ٢٧فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قِائِلًا: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».
- وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ: كان هذا في وقت ما بين الساعة الثالثة صباحًا والسادسة صباحًا. ووفقًا لمرقس (مرقس ٤٧:٦-٥٢)، جاء يسوع إلى التلاميذ عندما كان القارب في منتصف البحر وبعد أن استنفدوا أنفسهم في التجديف ضد الأمواج والعاصفة العاتية.
- مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ: لابد وأن المشي على الماء كان بمثابة صدمة كبيرة للتلاميذ؛ لقد كانوا مضطربين بالفعل وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا.
- تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا: لم يأتِ يسوع إلى التلاميذ لإزعاجهم أو تخويفهم. لذلك، تحدث إليهم على الفور (لِلْوَقْت) بهذه الكلمات المريحة.
- هناك سببان وجيهان للتخلي عن الخوف. وقد يكون أحد الأسباب أن المشكلة ليست بالسوء الذي فكر به المرء؛ ربما أنت خائف لأنك تبالغ في الخطر. والسبب الآخر هو أنه على الرغم من أن المشكلة قد تكون حقيقية، إلا أن هناك حلًا أكبر ومساعدة في متناول اليد.
ج) الآيات (٢٨-٣٣): خطوة بطرس الجريئة يتبعها افتقارٌ للإيمان.
٢٨فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». ٢٩فَقَالَ:«تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. ٣٠وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلًا:«يَا رَبُّ، نَجِّنِي!». ٣١فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» ٣٢وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. ٣٣وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».
- يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ: ليس لدينا أية فكرة عما دفع بطرس إلى طرح مثل هذا السؤال، ولكن إيمانه بيسوع كان ملحوظًا. لقد استجاب حقًا لدعوة يسوع وخرج من القارب.
- “إن عبارة بطرس (إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ) تعني حقًا: ’نظرًا لأنك أنت هو.‘ فالطلب جريء، ولكن تم تدريب التلاميذ لبعض الوقت واعطوا القدرة على القيام بنفس نوع المعجزات التي كان يسوع يقوم بها (متى ١:١٠). فمن الطبيعي أن يرغب صياد، يعرف مخاطر بحر الجليل، في إتباع يسوع في هذا الإظهار الجديد لقوة خارقة للطبيعة؟” كارسون (Carson)
- وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ: هذه صورة رائعة للسير بالإيمان، تُظهر أن بطرس كان قادرًا على فعل المعجزة طالما كان يتطّلع إلى يسوع. وعندما رأى أن الرِّيحَ شَدِيدَةً، اضطرب من الخوف وابْتَدَأَ يَغْرَقُ.
- “مشى بطرس على الماء ولكنه خاف من الريح: هذه هي الطبيعة البشرية، غالبًا تحقق أمور عظيمة، لكنها تفشل خوفًا من أمور صغيرة.” بروس (Bruce)
- وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قِائِلًا: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!»: حتى عندما فشل بطرس، كان يسوع هناك لإنقاذه. فقد عرف بطرس من الذي يجب أن يناديه في لحظة الأزمة. ثم أعاد يسوع بطرس إلى القارب.
- “يا له من منظر! يسوع وبطرس، يدًا بيد، يمشيا على البحر!” سبيرجن (Spurgeon)
- يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ: بمجرد أن أنقذ يسوعُ بطرسَ، تحدث إلى بطرس عن إيمانه القليل. فهذا الإيمان القليل أدى إلى الشك والارتباك، الذي جعل بطرس يغرق تحت الريح والأمواج.
- “لم يكن عنف الرياح، ولا غضب الأمواج، هو الذي عرَّض حياته للخطر، بل قلة إيمانه.” كلارك (Clarke)
- “ليس هناك سوى كلمة واحدة في الأصل اللغوي لعبارة ’يا قليل الإيمان.‘ فالرب يسوع يخاطب بطرس فعليًا باسم ’قليل الإيمان‘ في كلمة واحدة.” سبيرجن (Spurgeon)
- بطرس هنا يبين لنا ضعف القَلِيلِ في الإِيمَانِ.
- غالبًا ما يوجد القليل الإيمان في الأماكن التي قد نتوقع فيها إيمانًا كبيرًا.
- القليل الإيمان حريص جدًا على ظهور معجزات.
- القليل الإيمان يميل بشدة لأن يكون لديه رأي مُغالٍ في قوته.
- القليل الإيمان يتأثر كثيرًا بالمحيط.
- القليل الإيمان سريع للغاية في المبالغة في المخاطرة.
- ومع ذلك، يُظهر لنا بطرس أيضًا بعض نقاط قوة الإيمان القليل.
- القليل الإيمان لديه إيمان حقيقي.
- القليل الإيمان يطيع كلمة يسوع.
- القليل الإيمان يكافح من أجل المجيء إلى يسوع.
- القليل الإيمان سينجز أمور عظيمة لبعض الوقت.
- القليل الإيمان سيصلي عندما يكون في ورطة.
- قليل الإيمان يشعر بالأمان لأن يسوع قريب منه.
- “أنت تؤمن بالفعل، فإذا كنت تؤمن، فلماذا تشك؟ إذا كان هناك إيمان، فلماذا إيمانك ضعيف؟ وإذا كنت تشك، فلماذا تؤمن؟ وإذا كنت تؤمن، فلماذا تشك؟” سبيرجن (Spurgeon)
- لِمَاذَا شَكَكْتَ؟: لقد طرح يسوع هذا السؤال فقط عندما كان بطرس آمنًا وفي القارب مرة أخرى. ولكن في تلك المرحلة كان السؤال منطقيًا تمامًا. لماذا شك بطرس؟
- “الشك يعني حرفيًا ’الانقسام إلى جزئين.‘ ولكن الإيمان الحقيقي يعني التركيز بشكل فردي على يسوع.” فرانس (France)
- “إذا كنت تؤمن بأمر ما فأنت تريد دليلًا، وقبل أن تشك في شيء ما، يجب أن يكون لديك دليل أيضًا. فالإيمان بدون دليل هو أن تكون متيقن، والشك بدون دليل هو أن تكون أحمقَ. فيجب أن يكون لدينا أساس لشكوكنا وكذلك أساس لإيماننا.” سبيرجن (Spurgeon)
- يمكننا القول أنه من الناحية النظرية، قد تكون هناك أسباب للشك في يسوع ووعوده.
- إذا كنت في مناسبات سابقة، قد وجدت الله غير صادق في وعده.
- إذا أخبرك أحد أتباع يسوع القدامى أن الله لا يمكن الوثوق به.
- إذا كانت مشكلتك مشكلة جديدة وصعبة للغاية، أي من المؤكد أن الله لا يمكنه مساعدتك.
- إذا كان الله قد ألغى وعوده، وجعلها لم تعد سارية المفعول.
- إذا كان الله قد تغير.
- “شكوكنا غير معقولة: ’لِمَاذَا شَكَكْتَ؟‘ إذا كان هناك سبب لقلة الإيمان، فهناك سبب واضح لثقة كبيرة. وإذا كان من الصواب أن لا تثق في يسوع على الإطلاق، فلماذا لا تثق به بالتمام؟” سبيرجن (Spurgeon)
- من المفيد لنا أن نواجه شكوكنا.
- هل كان هناك سببًا وجيهًا للشك؟
- هل كان هناك أي مبرر مناسب لذلك؟
- هل نتج أي خير من شكِك؟
- وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ: لقد انتقلوا بسرعة من الخوف من العاصفة إلى عبادة يسوع. وكان هذا ردَ فعل منطقي بالنظر إلى السُلطان الذي أظهره يسوع في المشي على الماء، والمحبة التي أظهرها في رعاية بطرس الغارِق.
- “هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها به بكل وضوح وصراحة مقرّين بأنه ابن الله.” بوله (Poole)
د ) الآيات (٣٤-٣٦): جموع كثيرة تُشفى بلمسة من يسوع.
٣٤فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ، ٣٥فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذلِكَ الْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ الْمَرْضَى، ٣٦وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ.
- فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ: يخبرنا إنجيل يوحنا أن هذا العبور كان معجزة. فعندما دخل يسوع القارب معهم، تم نقل القارب بأعجوبة على الفور إلى الجانب الآخر (يوحنا ٢١:٦).
- “كانت جَنِّيسَارَتَ منطقة (وليس مجرد مدينة) على الشاطئ الغربي جنوب كفرناحوم. [كانت هذه] عودة مفاجئة إلى إقليم أنتيباس.” فرانس (France)
- وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ: حتى هُدب ثوب يسوع كان يمثل نقطة اتصال مهمة لإيمانهم. ومثل مناديل بولس (أعمال الرسل ١١:١٩-١٢) وظِل بطرس (أعمال الرسل ١٥:٥)، كان هُدب ثوب يسوع شيئًا ماديًا ساعدهم على تصديق الله لشفائهم في تلك اللحظة.
- “إن المجموعات الأكثر صرامة، مثل الفريسيين والأسينيين، كانوا يعتبرون احتكاك الأكتاف رجسًا في أي حشد من الناس، فلم يعرف أحد أبدًا ما قد يلمسه، معرضًا نفسه لأداء طقوس التطهير من النجاسة.” كارسون (Carson)