إنجيل يوحنا – الإصحاح ٩
شفاء المولود أعمى
أولاً. شِفاءُ رَجُلٍ
أ ) الآيات (١-٢): سؤال التلاميذ
١وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ، ٢فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟».
- وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ: انتهى الأصحاح السابق بخروج يسوع من الهيكل مُجْتَازاً فِي وَسْطِ أولئك الذين أرادوا رجمه لأنهم اعتقدوا أنه أجدف. ثم يتابع يوحنا روايته ويقول: وفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ.
- تدفق النص يعطينا الإحساس بأن يسوع لم يخف أو يتضايق من المواجهة العنيفة التي حدثت للتو مع القادة الدينيين. “نجده هادئاً ومتماسكاً ويتصرف دون اعتبار لأعدائه وكراهيتهم.” بويس (Boice)
- كان يسوع هدفاً للشجب، ولكن هذا لم يكدره أبداً. “أحد الأمور الجديرة بالملاحظة في شخصية ربنا هو هدوء روحه الرائع، وخصوصاً مع وجود أولئك الذين يخطئون بالحكم عليه ويهينونه ويشوهون سمعته.” سبيرجن (Spurgeon)
- كَانَ الأعمى يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي (يوحنا ٨:٩)، ربما مؤكداً على حقيقة أنه قد ولد هكذا، وإلا لما سأل التلاميذ السؤال التالي.” آلفورد (Alford)
- يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟: اعتبر التلاميذ أن هذا الرجل عبارة عن لغز مبهم. ولكنهم لم يظهروا أي نية لمساعدة الرجل، بل أرادوا أن يناقشوا أسباب حالته فقط.
- سيكشف يسوع قريباً عن سبب آخر مختلف تماماً. فهو لا يُسهب في التفكير لحل اللغز اللاهوتي، بل في مساعدة الرجل. “فمن واجبنا، وفقاً لرسالة الإنجيل، ليس التكهن بل تقديم أعمال الرحمة والمحبة للآخرين. فدعونا إذاً نقلل من فضولنا ونصبح عمليين أكثر، وألا نصرف وقتاً في تحليل العُقد اللاهوتية بل نعمل أكثر على توفير خبز الحياة للجموع الجائعة.” سبيرجن (Spurgeon)
- كثيراً ما نعتقد أنه كلما كان المرض أصعب، كلما كانت الخطية أكبر. والتلاميذ كانوا مقتنعين بهذا تماماً، لذا تساءلوا إن كان الرجل قد أخطأ فعلاً قبل ولادته وأدى هذا إلى فقدانه للبصر. “لم يتقدم التلاميذ في تفكيرهم حول دينونة الله إلى أبعد من موقف أصدقاء أيوب.” بروس (Bruce)
- “كان الاعتقاد السائد أن المعاناة، خاصة مأساة كفقدان البصر، كانت بسبب الخطية. وهو المبدأ العام الذي وضعه المعلم اليهودي آمي (Ammi)، إذ قال: ’لا موت دون خطية، ولا معاناة دون إثم.‘” موريس (Morris)
- اقترح دودز (Dods) خمسة أسباب محتملة وراء سؤالهم:
- آمن بعض اليهود في ذلك العصر بالوجود السابق لروح الإنسان وبإمكانية تلوث تلك الروح بالخطية.
- آمن بعض اليهود في ذلك العصر بالتناسخ، وربما قد أخطأ الرجل في حياته السابقة.
- آمن بعض اليهود في ذلك العصر أن الطفل قد يخطئ في الرحم.
- لقد ظنوا أن العقاب كان بسبب خطية سيرتكبها الإنسان فيما بعد.
- لقد كانوا مرتبكين ومشوشين للغاية لدرجة أنهم طرحوا احتمالاً غريباً دون أي تفكير.
ب) الآيات (٣-٥): أجابهم يسوع دون الرد على السؤال
٣أَجَابَ يَسُوعُ: «لَا هَذَا أَخْطَأَ وَلَا أَبَوَاهُ، لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللهِ فِيهِ. ٤يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. ٥مَا دُمْتُ فِي ٱلْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ».
- لَا هَذَا أَخْطَأَ وَلَا أَبَوَاهُ: أولاً، قال يسوع إن عمى الرجل، وهو عيب خلقي في الأساس، لم يكن ناجماً عن خطية محددة من جانب الرجل أو أَبَوَاهُ.
- العيوب الخلقية والمآسي الأخرى ترجع أحياناً لسلوك خاطئ من الوالدين. ولكن في كثير من الأحيان، وفي الحالة التي تحدث عنها يسوع هنا، يرجع السبب ببساطة إلى طبيعة الإنسان الساقطة بشكل عام، وليس إلى خطية محددة. فخطية آدم وضعت مبدأ الموت والدمار المرتبط به في العالم، وكان علينا التعامل معه منذ ذلك الحين.
- لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللهِ فِيهِ: في حديثه عن حالة هذا الرجل الأعمى، أخبرهم يسوع أنه حتى هذا الأمر كان في خطة الله ولِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللهِ فِيهِ.
- فكر في عدد المرات التي سأل فيها الولد الصغير الأعمى أمه: “لماذا أنا أعمى؟” ولعلها لم تشعر قط أنها تملك الإجابة المناسبة. ولكن شرح يسوع أن هذا كان لأن الله يريد أن يعمل في هذا المرض ومن خلاله. وهكذا وجه يسوع نظرهم عن معرفة السبب وعن الفكرة، إلى ما يستطيع الله أن يفعله من خلاله.
- في حالة هذا الرجل بالذات سيتم قريباً الكشف عن عمل الله المحدد: شفاؤه من عماه. وقد يكشف الله أعماله في نفوس أخرى بطرق مختلفة، مثل إعطاء الفرح وقدرة على الاحتمال وسط الأزمات.
- “بموجب العناية الإلهية كان هناك هدف لمعاناته: لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللهِ في شفائه من قبل الفادي.” آلفورد (Alford)
- “يعزز الشر عمل الله في العالم. فعندما يُقهر الشر ويُبطل يتجلى الله أكثر. والسؤال المطروح علينا ليس من أين تأتي المعاناة، ولكن كيف نتصرف حيالها.” دودز (Dods)
- “لا يعني هذا أن الله قصد أن يولد الطفل أعمى حتى يتمجد في شفائه بعد سنوات عدة، فالتفكير بهذه الطريقة ما هو إلا افتراء على صفات الله. ولكنه يعني أن الله تسيد على كارثة عمى الطفل بحيث، عندما ينمو إلى مرحلة الرجولة ويستعيد بصره، سيرى مجد الله في وجه المسيح، وقد يؤمن آخرون عندما يروا أعمال الله وينتقلوا إلى نور العالم الحقيقي.” بروس (Bruce)
- “يجب أن نفترض أن كل شخص يعاني سيعرف يوماً ما، دوره في تمجيد الله؛ ورغم أنه يعاني من العمى اليوم، لكنه لم يدرك هذا الامتياز.” ترينش (Trench)
- يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ: بدلاً من التركيز على الأعمى كمشكلة لاهوتية، رآه يسوع كفرصة ليعمل أَعْمَالَ الله. شعر يسوع بأهمية القيام بذلك مَا دَامَ نَهَارٌ، أي فترة خدمته الأرضية.
- ’يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ‘ يا لها من عبارة رائعة قالها يسوع. فلقب ’العامل‘ يلائم الرب يسوع المسيح كثيراً. فهو العامل، بل هو رئيس العمال، والمثل الأعلى لكل العمال.” سبيرجن (Spurgeon)
- “كان يعمل في إطار المحدودية البشرية، مُدركاً قِصر هذه الحياة، مما جعله يعمل دول كلل وبكل عزيمة.” ماكلارين (Maclaren)
- كلما رأيت شخصاً حزيناً يعاني، أفضل طريقة للتعامل مع الأمر هي عدم إلقاء اللوم عليه والاستفسار عن السبب، بل القول ببساطة: ’هذا باب مفتوح ليعبر الله عن محبته العظيمة. وهذه فرصة رائعة لإظهار نعمة الله وصلاحه.‘” سبيرجن (Spurgeon)
- يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ: عَلِمَ يسوع أن فرص الخدمة والعمل الصالح لا تدوم إلى الأبد. وعلم أيضاً أن شفاء هذا الرجل يوم السبت سيؤدي إلى معارضة شديدة من القادة اليهود الذين أرادوا إسكاته وقتله فوراً. ومع ذلك، وبدافع محبته وحنانه نحو الرجل، قام بشفاءه على أية حال.
- “كان وقت الرب الذي صار في هيئة إنسان هنا على الأرض قصير للغاية، وكأنه يوم قصير جداً أو فترة زمنية محدودة ليست بطويلة. فلم يكن ممكناً أن تكون المدة أطول، لأنها بترتيب من الرب القدير.” سبيرجن (Spurgeon)
ج) الآيات (٦-٧): شفاء الرجل
٦قَالَ هَذَا وَتَفَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ ٱلتُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِٱلطِّينِ عَيْنَيِ ٱلْأَعْمَى. ٧وَقَالَ لَهُ: «ٱذْهَبِ ٱغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً.
- وَتَفَلَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ ٱلتُّفْلِ طِيناً: استخدم يسوع ما كان بلا شك أغرب الطرق للقيام بهذه المعجزة. ويمكننا أن نتصور أن يسوع أراد التأكيد على شيئين على الأقل.
- مثلما استخدم الله التراب والطين ليخلق العالم في سفر التكوين، هكذا قام يسوع بعملية الخلق مستخدماً التراب والطين مع هذا الرجل.
- لقد أراد يسوع أن يغير أسلوبه في الشفاء كي لا يصبح ما فعله نمطاً أو وصفة للشفاء. فالقوة تكمن في الله وليس في الطريقة.
- “يبدو أن تركيز يوحنا كان على حنان يسوع وليس على عملية الخلق نفسها. فلمسة يد صديقة ستبعث الاطمئنان في النفس. ووزن الطين سيكون الدليل على أن شيئاً ما قد حدث له، مما يدفعه للامتثال لأمر يسوع.” تيني (Tenney)
- “في خدمته للناس، لم يتبنَ يسوع نمطاً معيناً، بل تعامل مع كل شخص حسب احتياجه الشخصي.” موريس (Morris)
- لاحظ العديد من المفسرين أن استخدام البصاق هنا، كدواء للعين، قد يبدو في نظرنا شيئاً غريباً ولكنه كان شيئاً عادياً في تلك العصور القديمة.
- “لقد كان القدامى يعتقدون بأن البصاق، وبخاصة بصاق إنسان عظيم، له خواص شافية.” باركلي (Barclay)
- “كان بصاق الصائم دواءاً معروفاً لشفاء أمراض العين في تلك العصور السحيقة في القدم.” آلفورد (Alford)
- سجل مرقس معجزتان للشفاء صنعهما يسوع باستخدام البصاق (مرقس ٣٣:٧ و٢٣:٨).
- ٱذْهَبِ ٱغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ: أخذ يسوع زمام المبادرة في هذه المعجزة، فهو من جاء إلى الأعمى وليس العكس. ومع ذلك، كان يتوقع من الأعمى أن يستجيب بكل إيمان. فلن يحدث الشفاء ما لم يستجب الرجل بأعمال تدل على الطاعة والإيمان.
- لن يرضى كثيرون بوضع الطين المصنوع من البصاق على أعينهم. وقد ينظر البعض إلى ما فعله يسوع في هذه المعجزة ويعترض قائلاً أن ما فعله كان مسيئاً أو غير كافٍ أو حتى ضاراً بعين الرجل.
- يتعامل البعض بنفس الطريقة مع الإنجيل ويقولون أنه مُسيء. وهذا صحيح، لأنه يسيء إلى كبرياء الإنسان وحكمته البشرية، ولكن الله اختارَ أنْ يُخَلِّصَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالبِشارَةِ الَّتِي هِيَ حَماقَةٌ فِي نَظَرِ العالَمِ (كورنثوس الأولى ٢١:١).
- يتعامل البعض بنفس الطريقة مع الإنجيل ويقولون أنه غير ملائم. ولكن هل أستطاعت كل البرامج النفسية والسياسية والاجتماعية في العالم أن تصنع خيراً أكثر من إنجيل يسوع المسيح الذي يغير الحياة؟
- يتعامل البعض بنفس الطريقة مع الإنجيل ويقولون أنه مضر، وأن العرض المجاني للنعمة في يسوع سيجعل الناس يخطئون لكي تزداد النعمة. ولكن الإنجيل يغير حياتنا ويجعلنا أنقياء وصالحين لا أشرار.
- “مجرى النبع الذي يُغذي بِرْكَةِ سِلْوَامَ كان يمر في قناة حزقيا، وكان أحد أبرع الأعمال الهندسية في العالم القديم. ويقال أن لقب سِلْوَامَ معناه ’مُرسَل‘ لأن الماء فيها تُرسل عبر القناة إلى المدينة.” باركلي (Barclay)
- “كان الماء الذي سُكب على المذبح الكبير في عيد المظال السابق من بركة سلوام، واعتقد مُعلمو اليهود حينها (واليوم أيضاً) بأن هذا كان رمزاً لإنسكاب الروح في ‘الأيام الأخيرة.'” ترينش (Trench)
- ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ: “يشير يوحنا مراراً وتكراراً إلى أن يسوع كان مُرسلاً من قبل الآب. وها هو العمى يزول من خلال عمل المُرسل.” موريس (Morris)
- فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ: تطلب هذا الكثير من الإيمان من الأعمى، فيسوع لم يَعِدُه بالبصر إن فعل ذلك، ولكنه من المؤكد فهم ذلك ضمنياً. فقد تصرف هذا الرجل بالإيمان حتى دون الوعد المباشر من يسوع.
- وكشخص أعمى كان عليه أن يجد طريقه ليصل إلى بركة سلوام. ومن المحتمل أنه فكر بمئات الأسباب التي تمنعه من هذا التصرف الأحمق، ومع ذلك، مَضَى وَٱغْتَسَلَ بالإيمان وبكل طاعة، لأن يسوع طلب منه ذلك (وبسبب وجود الطين على عينيه).
- وَأَتَى بَصِيراً: هذه هي المرة الأولى في الكتاب المقدس التي نقرأ فيها عن شفاء مولود أعمى. فمن سفر التكوين إلى إنجيل يوحنا، لم يمنح أي نبي أو كاهن أو رسول البصر لشخص ولد أعمى.
- بما أن الله (يهوه) هو من يفتح عيون العمي، فما حدث يُظهر أن يسوع هو الله: ٱلرَّبُّ يَفْتَحُ أَعْيُنَ ٱلْعُمْيِ (مزمور ٨:١٤٦).
- وقد تنبأ في القديم أن فتح عيون العمي سيكون من عمل المسيا: حِينَئِذٍ تَتَفَقَّحُ عُيُونُ ٱلْعُمْيِ (إشعياء ٥:٣٥).
- وَأَتَى بَصِيراً: “أتت الكلمة ’بَصِيراً‘ بالمعنى الحرفي هنا وتعني استعاد بصره. يعتبر النظر أمر طبيعي للإنسان، والحرمان منه يعتبر خسارة، وعودته، رغم عدم الاستمتاع به من قبل، يعتبر استعادة للبصر.” آلفورد (Alford)
- يمكننا النظر إلى الرجل المشلول في الأصحاح الخامس الذي شُفي بعد ثمانية وثلاثين عاماً من المرض، وكأنه يمثل نوع من اليهود الذين لم يتم شفاؤهم بعد، وبنفس الطريقة يمكننا النظر إلى هذا الرجل في الأصحاح التاسع، الأعمى منذ الولادة، وكأنه يمثل الأمم الذين سيبدأ شفاءهم قريباً وهم على وشك الإيمان بيسوع المُرسل من الله.” ترينش (Trench)
ثانياً: الجدل الدائر حول الشفاء
أ ) الآيات (٨-١٢): ردة فعل الجيران على شفاء الرجل
٨فَٱلْجِيرَانُ وَٱلَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟». ٩آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ». ١٠فَقَالُوا لَهُ: «كَيْفَ ٱنْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟». ١١أَجَابَ ذَاكَ وقَالَ: «إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: ٱذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَٱغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَٱغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». ١٢فَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ ذَاكَ؟». قَالَ: «لَا أَعْلَمُ».
- وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»: كان يصعب تصديق ما حدث، ولكن الرجل أقنعهم بأنه في الواقع شُفي من عماه الذي لازمه منذ ولادته. وقد كان التغيير في حياته هاماً جداً حتى أن الكثيرين لم يصدقوا أنه كان نفس الرجل.
- إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ: عند هذه المرحلة، كان الرجل يعرف القليل جداً عن يسوع. ويبدو أنه لم يعرف أن يسوع كان من الناصرة، أو أنه المسيا، أو ادعى أنه الله، أو نور العالم، حتى أنه لم يعرف أين كان يسوع. فيبدو أن الرجل لا يعرف شيئاً عن يسوع سوى اسمه وأنه الشخص الذي شفاه.
- الرجل الأعمى لم يرَ يسوع حتى وقت لاحق في القصة. وكان أول تعامل له مع يسوع بينما كان لا يزال أعمى، فيسوع لم يكن موجوداً عندما غسل عينيه في بركة سلوام واستعاد نظره.
ب) الآيات (١٣-١٦): أخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين
١٣فَأَتَوْا إِلَى ٱلْفَرِّيسِيِّينَ بِٱلَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. ١٤وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. ١٥فَسَأَلَهُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَٱغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ». ١٦فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا ٱلْإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ ٱللهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ ٱلْآيَاتِ؟». وَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْشِقَاقٌ.
- وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ ٱلطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ: أخذ يسوع زمام المبادرة في هذه المعجزة، وكان بإمكانه أن يفعل ذلك في أي يوم يختاره. واختار يسوع أن يصنع هذه المعجزة يوم السبت ليتحدى التقاليد التافهة للقادة الدينيين، تلك التقاليد التي أصبحت كالقوانين الملزمة.
- “كان العجن ممنوعاً يوم السبت حسب تفسيرهم للناموس. لهذا اعتبروا أن صنع الطين أو الصلصال بمكونات بسيطة مثل التراب واللعاب شكلاً من أشكال العجن.” بروس (Bruce)
- “أعمال الرحمة لا يمكنها أن تتوقف في ذلك اليوم من صاحب الرحمة، وطبيعته المحبة، لأن السبت قد جُعل للإنسان وليس الإنسان للسبت، وإلا لأصبح السبت لعنة لا بركة.” كلارك (Clarke)
- هَذَا ٱلْإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ ٱللهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ ٱلسَّبْتَ: لم يكن يسوع بالنسبة للفريسيين من الله لأنه لم يحفظ تقاليدهم وتعصبهم.
- هَذَا ٱلْإِنْسَانُ: “كان هذا تعبير يدل على الإزدراء.‘” تاسكر (Tasker)
- وَكَانَ بَيْنَهُمُ ٱنْشِقَاقٌ: غالباً ما كان يسوع يقسم الناس بدلاً من توحيدهم. فحدث اِنشقاقٌ بين الذين قبلوه وآمنوا به، والذين لم يفعلوا ذلك.
- إن اختيارهم يعني تبنيهم أحد الرأيين فيما يتعلق بيسوع:
- يسوع إِنْسَانٌ خَاطِئٌ وينبغي رفضه
- فهمنا وتطبيقنا لقانون السبت خطأ
- كان هناك أدلة على الرأي الثاني أكثر من الأول، ومع ذلك يبدو أن الأكثرية تبنوا الرأي الأول. وفعلوا هذا على الرغم من الأدلة، وليس بسببها.
- “لا بد وأن المجموعة التي أيدت يسوع كانت صغيرة للغاية. ولكننا لا نسمع شيئاً عنهم في الآيات اللاحقة من الأصحاح، ويستمر سرد القصة بالتركيز على المجموعة الأكبر.” موريس (Morris)
- “سألت الأقلية: ’كيف يمكن لإِنْسَان خَاطِئ أن يفعل مثل هذه المعجزات؟‘ ويشبه هذا ما قاله نيقوديموس ليسوع في مستهل كلامه: “لِأنَّهُ ما مِنْ أحَدٍ يَسْتَطِيْعُ أنْ يَصْنَعَ المُعجِزاتِ الَّتِي تَصْنَعُها أنتَ إنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ (يوحنا ٢:٣).” تيني (Tenney)
- إن اختيارهم يعني تبنيهم أحد الرأيين فيما يتعلق بيسوع:
ج) الآيات (١٧-١٨): القادة الدينيين يستجوبون الأعمى
١٧قَالُوا أَيْضاً لِلْأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟». فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ!». ١٨فَلَمْ يُصَدِّقِ ٱلْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ ٱلَّذِي أَبْصَرَ.
- مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟: اتخذ معظم القادة اليهود قرارهم بشأن يسوع، قائلين إنه لم يكن من الله، ولكن البعض عارضهم (يوحنا ١٦:٩). لهذا قرروا استجواب الأعمى ويسألوه عن يسوع.
- “بسبب حيرتهم وانقسامهم سألوا الأعمى عن رأيه في يسوع. وهذا التصرف لم يكن طبيعياً من طرفهم لأنهم لم يتخيلوا يوماً أخذ رأي شخص عادي مثله بشأن قضية دينية كهذه.” موريس (Morris)
- «إِنَّهُ نَبِيٌّ!»: لم يقل يسوع على وجه التحديد لهذا الرجل أنه سيُشفى إذا اغتسل في بركة سلوام (يوحنا ٧:٩)، ولكنه كان مفهوماً ضمنياً من الفعل. وعلى الرغم من أن يسوع لم يكن حاضراً عندما أبصر ثانية، إلا أننا نستطيع القول أن يسوع تنبأ بأنه سيستعيد نظره إذا أطاع.
- نقرأ في يوحنا ١١:٩ بأن كل ما عرفه الناس عن يسوع كان اسمه. ونرى هنا الرجل الأعمى يُعلن ’بإِنَّهُ نَبِيٌّ.‘ لقد نضج في فهمه وإعلانه عن يسوع.
- “وفقاً لمبدأ يهودي، يحل للنبي ألا يحفظ السبت (انظروا غروتيوس). فإن وافقوا على أن يسوع كان نبياً، إذن، يحق له خرق شريعة السبت، وبالتالي فهو غير مذنب.” كلارك (Clarke)
- فَلَمْ يُصَدِّقِ ٱلْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى: كان من الأسهل على القادة الدينيين أن يصدقوا أن الرجل لم يكن أعمى أبداً من أن يصدقوا بأن يسوع شفى الرجل.
- “ولأنهم لم يكونوا قادرين على تفسير هذه الظاهرة غير المسبوقة لرجل ولد أعمى وصار يبصر، قرروا ألا يعترفوا بأن هذا حدث بالفعل.” تاسكر (Tasker)
د ) الآيات (١٩-٢٣): تحقيق الفريسيين مع وَالِدَيِّ الأعمى
١٩فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: «أَهَذَا ٱبْنُكُمَا ٱلَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ؟». ٢٠أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالَا: «نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ٱبْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. ٢١وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ فَلَا نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ ٱلسِّنِّ. ٱسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ». ٢٢قَالَ أَبَوَاهُ هَذَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ ٱلْيَهُودِ، لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ. ٢٣لِذَلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ ٱلسِّنِّ، ٱسْأَلُوهُ».
- أَهَذَا ٱبْنُكُمَا ٱلَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟: طلب القادة الدينيون من الأهل أن يثبتوا أن ابنهم قد ولد أعمى بالفعل. وتدل نبرة صوتهم بأنهم تساءلوا إذا كان الأهل جزءً من هذه المؤامرة. ومع ذلك، أكد أَبَوَاهُ وقالا: “نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ٱبْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى.”
- كان ينبغي لهذا الأعمى أن يقنع القادة الدينيين بأن رجلاً تقياً كان في وسطهم. ولكن هذا لم يقنعهم وواصلوا استجوابهم العدائي.
- وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ ٱلْآنَ فَلَا نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ: تعرف الوالدان على ابنهما وأكدا أنه ولد أعمى. ولكنهما لم يتحدثا عن كيفية حدوث الشفاء خوفاً من عزلهما (لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ ٱعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ ٱلْمَجْمَعِ).
- سفر عزرا ٨:١٠ هو مثال من العهد القديم على العزل من المجمع.
- كتب دودز (Dods) عن ممارسة العزل من المجمع في العالم اليهودي القديم: “كانت هناك ثلاث درجات من الحرمان أو العزل: استمرت الأولى لمدة ثلاثين يوماً، يلحقها تحذير ثاني، وإذا لم يندم الجاني كان يعاقب مدة ثلاثين يوماً أخرى؛ وإذا لم يتوب أيضاً كان يوضع تحت الحرمان ’شيريم‘ أو العزل، وكانت مدته غير محددة، وكان يمنع من الاختلاط بالآخرين كلية، وكان يعامل كما لو كان أبرص.”
- آمن الكثير من الحكام في أورشليم بيسوع حقاً، ولكنهم بسبب خوفهم من العزل والحرمان من المجمع لم يعلنوا إيمانهم (يوحنا ٤٢:١٢).
- لا تعني فكرة الحرمان أو العزل أو الفصل شيئاً في العالم الغربي الحديث، لأنه من السهل على الفرد المعزول أن يذهب ببساطة إلى كنيسة أخرى متظاهراً أن شيئاً لم يحدث. ولكن الأكثر شيوعاً اليوم هو ما يطلق عليه اسم ’العزل الشخصي‘ حيث يعزل المؤمن نفسه عن العبادة في الكنيسة والشركة دون سبب وجيه.
- «إِنَّهُ كَامِلُ ٱلسِّنِّ، ٱسْأَلُوهُ»: من الطبيعي أن يحمي الآباء أطفالهم، حتى عندما يصبحون بالغين. وبسبب خوفهم من الحرمان قام هؤلاء الوالدان بإبعاد الشبهة عنهما وتحويلها إلى ابنهما.
- “من الواضح أنهما أدركا الخطر المحدق، فأرادا أن ينأيا بنفسهما عن قضية ابنهما.” موريس (Morris)
- “وجها الحديث إلى الابن. “هناك تشديد على الضمائر في الجزء الأخير من الآية: مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ ٱلسِّنِّ. ٱسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ.” آلفورد (Alford)
ثالثاً. القادة الدينيين يستجوبون الأعمى الذي نال بَصَرَهُ
أ ) الآيات (٢٤-٢٥): شهادة الأعمى البسيطة
٢٤فَدَعَوْا ثَانِيَةً ٱلْإِنْسَانَ ٱلَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْداً لِلهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ٱلْإِنْسَانَ خَاطِئٌ». ٢٥فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَٱلْآنَ أُبْصِرُ».
- أَعْطِ مَجْداً لِلهِ: قد يكون طلبهم هذا إشارة للرجل لقول الحقيقة (كما في سفر يشوع ١٩:٧)، أو قد يكون طلباً منهم لإنكار حقيقة أن يسوع قد شفاه.
- “تستخدم هذه الكلمات كنوع من القسم لقول الحقيقة (انظر سفر يشوع ١٩:٧). وكأنهم يقولون: ’تذكر أنك في محضر الله وتتكلم باسمه.‘” آلفورد (Alford)
- “قيل للرجل أنه لم يكن صريحاً تماماً معهم حتى الآن. وأنه كان يخفي عنهم ما يثبت أن يسوع إنسان خاطئ.” موريس (Morris)
- نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ٱلْإِنْسَانَ خَاطِئٌ: قالوا هذا الكلام ليس لأن يسوع كسر شريعة الله المكتوبة في الكتب المقدسة العبرية، بل لأن يسوع لم يطع التقاليد التي كانت من صنع الإنسان. واتهموه بهذه التهمة على الرغم من عدم توفر الأدلة، وليس بسببها.
- إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَٱلْآنَ أُبْصِرُ: لم يعرف الأعمى كل شيء عن يسوع، ولكنه كان يعرف تماماً كيف لمس يسوع حياته. وفي تلك اللحظة، كان من الصعب دحض حجته. ولم يتمكنوا من الاعتراض على ما فعله يسوع في حياة هذا الرجل.
- “أخذوا موقفهم بناءً على أفكارهم المسبقة، أما الرجل فعلى الحقائق البسيطة التي يعرفها.” موريس (Morris)
- “شعر المدعون على يسوع بالاحباط لأنهم لم يتمكنوا من دحض أي من هذين التصريحين: فالتصريح الأول أكده الأهل بتقديم الأدلة، والحق في التصريح الثاني رأوه بأعينهم. فلماذا لم يقروا بالاستنتاج المقدم من هاتين الحقيقتين؟” بروس (Bruce)
- يواجه المؤمنون من وقت لآخر أسئلة تهدف إلى إحراجهم والسخرية منهم، أسئلة حول بعض القضايا العلمية أو الاجتماعية أو غيرها. ولا يتعين على المرء أن يكون خبيراً في كل هذه الأمور، مع أن المعرفة أمر جيد للغاية. والأفضل أن نقول بكل بساطة: “أنا لا أعرف عن هذا الكثير، وإِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَٱلْآنَ أُبْصِرُ.”
- نحن لا نبني إيماننا على اختبارنا الشخصي، بل على الحق الإلهي المعلن في الكتاب المقدس. ومع ذلك، اختبارنا الشخصي عن عمل الله في حياتنا هو دعم إضافي مهم لإيماننا وإيمان الآخرين. واستخدام حجة: ’كُنْتُ أَعْمَى وَٱلْآنَ أُبْصِرُ‘ هي سلاح قوي للغاية.
ب) الآيات (٢٦-٢٧): ردة فعل الأعمى
٢٦فَقَالُوا لَهُ أَيْضاً: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟». ٢٧أَجَابَهُمْ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضاً؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلَامِيذَ؟».
- فَقَالُوا لَهُ أَيْضاً: تشيرة النبرة إلى أن الاستجواب كان شديداً وقاسياً. فقد طلبوا بإجابات من هذا الرجل الذي صار يبصر الآن.
- قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا: أظهر الرجل الأعمى حكمة بسيطة وعميقة أثناء حواره مع القادة الدينيين المحترمين والمثقفين. فإذا استمروا في طرح نفس السؤال، فحتماً سيسمعون نفس الإجابة.
- “وكما أعطته رحمة الله نعمة البصر، هكذا علمته حكمة الله كيف يهرب من الكمين الموضوع لخرابه.” كلارك (Clarke)
- أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلَامِيذَ؟: لا نعلم إن كان هذا عن قصد أم لا، ولكن الأعمى سخر من رفضهم المتحيز ضد يسوع وأعلن نفسه كتلميذ ليسوع (أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلَامِيذَ؟).
- “تمتع بسرعة البديهة الساخرة وهي قدرة لم تظهر فيه حتى الآن.” بروس (Bruce)
- “لم يتوقع الرجل أن يغير هؤلاء الرجال الذين عارضوا يسوع أفكارهم. ولكنه كان مستعداً تماماً للإيقاع بهم.” موريس (Morris)
ج) الآيات (٢٨-٣٤): عزلوا الأعمى بعد أن جاوبهم بكل حكمة
٢٨فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلَامِيذُ مُوسَى. ٢٩نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ ٱللهُ، وَأَمَّا هَذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ». ٣٠أَجَابَ ٱلرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ فِي هَذَا عَجَباً! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. ٣١وَنَعْلَمُ أَنَّ ٱللهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي ٱللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهَذَا يَسْمَعُ. ٣٢مُنْذُ ٱلدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. ٣٣لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ ٱللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً». ٣٤أجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «فِي ٱلْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!». فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً.
- نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ ٱللهُ، وَأَمَّا هَذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ: لم يتمكن القادة اليهود من إخفاء كبريائهم واحتقارهم ليسوع… (وَأَمَّا هَذَا).
- إِنَّ فِي هَذَا عَجَباً!: قال الرجل هذا عن عدم إيمانهم، وليس عن معجزة يسوع. وكأنه قال للقادة اليهود: ’إن عدم إيمانكم وجهلكم رغم كل الأدلة أعجب من شفائي.‘
- إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ: “تحمل كلماته هنا بعض السخرية الخفية: ’أنتم أيها الخبراء لا تستطيعون حل مشكلة بسيطة كهذه؟‘” موريس (Morris)
- وَنَعْلَمُ أَنَّ ٱللهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ: إشعياء ١٥:١ والمزمور ١٨:٦٦ هي مقاطع تقول إن الله لا يستمع لصلاة الخطاة. بمعرفته للكتاب المقدس والتطبيق الصحيح، أثبت الرجل البسيط الذي ولد أعمى أن ادعائهم: ’وَنَعْلَمُ أَنَّ ٱللهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ‘ كان زائفاً.
- “كأي شخص يهودي تربى على الناموس، كان واضحاً بالنسبة له أن معجزة استجابة الصلاة ما هي إلا دليل على أن رافعها ليس إنساناً خاطئاً. فالله لا يستجيب لصلوات الخطاة المتخاذلين.” تاسكر (Tasker)
- كان بيان الرجل بشكل ما صحيحاً ومن ناحية أخرى خاطئاً. فمن المؤكد أن الله ليس ملزماً بسماع صلاة أشخاص يعيشون في تمرد ضده. ولكن في رحمته ولتحقيق مقاصده الحكيمة، قد يسمع لصلاة الخاطئ غير التائب.
- “ومع ذلك، كان تصريح الرجل صحيحاً تماماً بهذا المعنى: ’فإذا كان المسيح محتالاً فعلاً، فمن المستحيل أن يسمع الله لصلاته، ومن المؤكد أنه لن يعطيه السلطان والقدرة على فتح عيون الأعمى.‘” سبيرجن (Spurgeon)
- فِي ٱلْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!: احتقر هؤلاء القادة الدينيون عامة الناس، خاصة هذا الرجل. وكانوا غاضبين بشكل خاص لأنه كان محقاً وهم على خطأ.
- “الشخص المتواضع يرضى أن يتعلم من أي شخص، حتى أن الطفل الصغير يمكنه أن يقوده.” تراب (Trapp)
- فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً: تُبين هذه الكلمات أن حرمان الرجل الأعمى – رغم صعوبته – كان أمراً جيداً، لأنه قريباً سيكون مع يسوع.
- “يعني هذا أن الرجل حُرم من كل حقوقه الدينية في الهيكل والمجمع.” مورغان (Morgan)
- عامل القادة الدينيون هذا الرجل بشكل رهيب.
- أساؤوا إليه (فَشَتَمُوهُ).
- أهانوه (فِي ٱلْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ).
- رفضوه (فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً).
- “كان لديهم فيما بعد شركاء كثيرين في الجريمة. فالديانة الزائفة المدعومة من الدولة، أسكتت بالقوة والسيف أولئك الذين في النهاية قهروا خصومهم.” كلارك (Clarke)
د ) الآيات (٣٥-٣٨): إيمان الرجل الذي شُفي من عماه
٣٥فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ ٱللهِ؟». ٣٦أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لِأُومِنَ بِهِ؟». ٣٧فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». ٣٨فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ!». وَسَجَدَ لَهُ.
- فَوَجَدَهُ: رفض القادة الدينيون الرجل الذي شفاه يسوع. ولهذا بحث يسوع عنه وقَبِله. من المؤلم أن نُرفض من الآخرون، ولكن الله يمنحنا العزاء في شخص يسوع المسيح.
- “إن كان يبحث ويجد ويقبل، فما أهمية من رفضنا؟” مورغان (Morgan)
- “الذي يتمتع باستحسان ابن الله لن يرتعد مطلقاً عند عبوس السنهدريم.” سبيرجن (Spurgeon)
- أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ ٱللهِ؟: دعا يسوع الرجل إلى الإيمان الكامل، وهذا ما حصل بالفعل (أُومِنُ يَا سَيِّدُ!). وعندما أعلن الرجل ولاءه ليسوع بالإعتراف به وعدم إنكاره أمام القادة اليهود، كافأه يسوع بكشف المزيد له عن شخصه (قَدْ رَأَيْتَهُ، وَٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!).
- “السؤال: ’أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ ٱللهِ؟‘ هو دعوة للالتزام. فالضمير اليوناني (su) ‘أنت’ المستخدم مع الفعل يؤكد بشدة على السؤال، ويطالب باتخاذ قرار شخصي في مواجهة المعارضة أو الرفض.” تيني (Tenney)
- تعامل يسوع مع هذا الرجل بشكل مختلف عن الكثيرين. فسدد حاجته الجسدية أولاً، ثم سمح له بتحمل الاضطهاد، ثم دعاه إلى إيمان محدد. فمن الجيد أن نتذكر أن الله قد يعمل بطريقة مختلفة مع كل شخص.
- كتبت بعض المخطوطات’ابن الإنسان‘ بدلاً من ’ٱبْنِ ٱللهِ.‘ فكلا التعبيران يشيران إلى مسيح الله الذي علينا أن نؤمن ونثق به.
- وَسَجَدَ لَهُ: قال القادة الدينيون: “لا يمكنك أن تسجد معنا في الهيكل.” أما يسوع فقال: “سأقبل سجودك وعبادتك.”
- عندما سجد الرجل ليسوع، قَبِلَ يسوع عبادته. وهذا شيء لم يفعله أي إنسان أو ملاك في الكتاب المقدس. فحقيقة أن يسوع قَبِل السجود ليس إلا دليلاً آخر على أن يسوع هو الله وكان يعرف ذلك يقيناً.
- أظهر الرجل الذي كان أعمى المزيد من المعرفة والفهم عن يسوع.
- عرف أن يسوع إنسان (يوحنا ١١:٩)
- عرف أن يسوع نبي (يوحنا ١٧:٩)
- عرف أن يسوع هو السيد وأنه التلميذ (يوحنا ٢٧:٩)
- عرف أن يسوع من الله (يوحنا ٣٣:٩)
- عرف أن يسوع هو ابن الله (يوحنا ٣٥:٩-٣٨)
- عرف أنه يستطيع الوثوق بيسوع (يوحنا ٣٨:٩)
- عرف أن يسوع هو الذي يعبده (يوحنا ٣٨:٩)
هـ) الآيات (٣٩-٤١): يميز يسوع بين العمى والبصر
٣٩فَقَالَ يَسُوعُ: «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ، حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ». ٤٠فَسَمِعَ هَذَا ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضاً عُمْيَانٌ؟». ٤١قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ ٱلْآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ، فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ».
- لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ: سجل يوحنا كلمات يسوع هذه كجزء من موضوع أكبر في إنجيله، وهو أن العالم سينقسم بشأن يسوع، البعض سيقبله والبعض الآخر سيرفضه. وبهذا الأمر ذاته سيدين يسوع هَذَا ٱلْعَالَمِ، لكون الإيمان به هو محور هذه الدينونة.
- “وبهذا المعنى، يشبه يسوع الخط الفاصل الذي تشكله جبال الروكي الصخرية في شمال أميركا، أي المكان الذي يحدد باقي المسار. فيسوع هو المحور الذي يتحدد عنده مصير الإنسان.” تيني (Tenney)
- “تصريحه بأنه جاء ليدين العالم يعني أنه سيكون الخط الفاصل، والذي سيحكم الله من خلاله.” مورغان (Morgan)
- حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ: أولئك الذين يعترفون بعماهم الروحي يمكن أن يبصروا من خلال يسوع. وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ أي أولئك الذين يزعمون كذباً أن لديهم بصيرة روحية سوف لَا يُبْصِرُونَ.
- “تعني جملة ’الذين لا يبصرون‘ أولئك الذين لا يملكون بصيرة روحية ولا يدركون حاجتهم لها. والذين ’يبصرون‘ تعني أولئك الذين يفترضون خطاً أنهم يملكون بصيرة روحية.” تاسكر (Tasker)
- وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ: “أولئك الذين يدركون عماهم ويحزنون بسببه سيشفون؛ أما أولئك المقتنعين بالنور الذي لديهم، فسيفقدونه.” دودز (Dods)
- “لا ينبغي أن نحزن إن هلك شخص لعَدَمِ معرفته بالإنجيل. فلا يمكننا أن نُعطي للناس عيون، ولكننا نقدر أن نمنحهم النور.” سبيرجن (Spurgeon)
- استخدم يسوع كلمة ’العمى‘ بالمعنى الروحي المجازي ليشير لأولئك الذين لا يرون نور وحقيقة الله، لا سيما في نور إعلان يسوع المسيح. ونستطيع القول أن هذا الأصحاح بأكمله يرسم صورة عن يسوع الذي يشفي الأروح التي لا تبصر.
- كلنا عُميان روحياً منذ الولادة
- أخذ يسوع المبادرة كي يشفينا من عمانا
- لا يقوم يسوع بإصلاحنا بل يخلق بداخلنا شيئاً جديداً
- علينا أن نطيع وصايا يسوع لكي يحدث هذا
- أوصانا يسوع أن نغتسل في ماء المعمودية
- نصبح غير معروفين للجميع لأننا تغيرنا تماماً
- نُظهر الولاء ليسوع عندما نُضطهد بسبب مجاهرتنا عن عمله في حياتنا ونربك الآخرين
- ننتقل من المعرفة البسيطة إلى معرفة أكبر، وهذا يجعلنا نعظمه ونمجده أكثر
- قد لا نعرف أبداً اسم ذلك الأعمى، لكن الأهم أن يسوع يعرفه. فالتلميذ الحقيقي يُفضل البقاء مجهولاً كي يتمجد سيده
- «أَلَعَلَّنَا نَحْنُ أَيْضاً عُمْيَانٌ؟»: سَخِر الفريسيون من يسوع لأنهم كانوا واثقين من رؤيتهم الروحية، ولكنهم في الواقع كانوا عُمياناً لأنهم لم يبصروا ابن الله الواقف أمامهم.
- “سأشارك معكم بهذا المثل عن نفسي: ترددت كثيراً في البداية قبل استخدام النظارات، لأني كنت أرى جيداً بدونها نوعاً ما، ولم أرغب أن أبدو كرجل عجوز بهذه السرعة. ولكني الآن لا أستطيع قراءة ملاحظاتي بدونها، فأضعها دون أن أتردد للحظة، ولا يهمني إن كنت تظنّني عجوزاً أم لا. وهكذا الحال عندما يشعر الإنسان بالذنب الشديد، فإنه لن يمانع الاعتماد على الله.” سبيرجن (Spurgeon)
- لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناً لَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ: إن اعترف الفريسيون بعماهم الروحي، لغفرت خطاياهم وصاروا أحراراً، ولكن ستبقى خطيتهم (فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ) لأنهم قالوا ’إِنَّنَا نُبْصِرُ.‘
- هناك فرق كبير بين الشخص الأعمى الذي يعرف ذلك عن نفسه، وبين الشخص الذي يُغلق عيناه عن قصد.
- “يا لها من حالة بائسة تلك التي يعيشها المرء الذي يخدع ذاته ويغلق عيناه عن النور. فالنور موجود ومتاح، ولكن الإنسان يرفض الاستفادة منه ويتجاهله عمداً، فكيف إذاً سيحصل على الاستنارة؟ إن ما قاله يسوع كان صحيحاً: سيبقى ذَنْبَ خطيته عليه.” بروس (Bruce)