ملوك الأول ١١
سقوط سليمان وموته
أولًا. خطايا سليمان
أ ) الآيات (١-٣): زيجات سليمان المُحرمة.
١وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ ٢مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. ٣وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ.
١. وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً: توجد مشكلتان واضحتان هنا. أولًا، أنه أحب نساء غريبات (أجنبيات) يعبدن آلهة أخرى، وجلب تأثيرات وثنية إلى إسرائيل. ثانيًا، أنه أحب نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً، رافضًا خطة الله للزواج من البداية: أن يلتصق الرجل بامرأته ويكونا جسدًا واحدًا (متى ١٩: ٤-٦، تكوين ٢: ٢٣-٢٤).
٢. مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ: أعطى الله تحذيرًا عامًا لكل شعب إسرائيل بعدم الاقتران بهذه الأمم، لأنهم بالتأكيد يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ. ومع كل حكمة سليمان العظيمة، لم يملك الحكمة لتطبيق هذه الوصية البسيطة على حياته.
• ربما فعل سليمان ما يفعله الكثيرون منا. ظن بطريقة ما أنه سيكون الاستثناء، وأنه سينجو من عواقب هذه الخطية، رغم رؤيته لتأثيرها في الآخرين. عرف سليمان – أو كان عليه أن يعرف – أنه لم يكن الاستثناء من هذه القاعدة.
٣. فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ: أراد سليمان في هذه المرحلة، الرومانسية والشبع الجنسي أكثر مما أراد الرب. ورغم حكمته، وقع فريسة الحب الرومانسي والشهواني أو الحسي. لم يفكر بجدية في أنه من الممكن أن تنجذب عاطفيًا وحسيًا إلى أشخاص ليس لدينا سبب أخلاقي أو صالح للانجذاب إليهم. وبمجرد وقوعه فريسة لقوة هذا الانجذاب، تَعَلَّقَ بِحُبِّهِنَّ بدلًا من تسليم تلك المشاعر للرب.
٤. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ: هذا عدد لا يُصدق من شريكات الزواج. تُعد زوجاته أميرات، لكن كانت الجاريات شريكات شرعيات لكن لم يتمتعن بمكانة الزوجات. وخلاصة القول هو أنه كان لسليمان زوجات أو شريكات زواج فاق اهتمام أي رجل – سواء أكان هذا في الاهتمام الجنسي أم في أي اهتمام آخر.
• بهذا المعنى كانت المحظية أو الجارية عشيقة شرعية. وقد كان لرجال بارزين كثيرين في العهد القديم محظيات. تشمل الأمثلة إبراهيم (تكوين ٢٥: ٦)، ويعقوب (تكوين ٣٥: ٢٢)، وكالب (١ أخبار الأيام ٢: ٤٦)، وشاول (٢ صموئيل ٣: ٧)، وداود (٢ صموئيل ٥: ١٣) ، ورحبعام (٢ أخبار الأيام ١١: ٢١). من الجدير بالملاحظة أن الكتاب المقدس لا يُظهر إطلاقًا أن الله يبارك هذا النوع من الحياة الأسرية.
• يمكننا القول إنه كان لسليمان شريكات كثيرات لأنه اتبع النموذج السيئ لوالده داود، الذي كان له العديد من الزوجات والمحظيات (٢ صموئيل ٥: ١٣-١٦).
• يمكننا القول إنه كان لسليمان شريكات كثيرات بسبب شهوته الجنسية. هذا مثل رائع للمبدأ التالي: إن لم يشبع الرجل من زوجته، فلن تكفيه ١٠٠٠ زوجة. فعندما يكون الرجل غير راضٍ عن المرأة التي أعطاها الله له، فالمشكلة تكمن به وليس في زوجته. وبالتالي لا تستطيع ١٠٠٠ امرأة إرضاء شهوة الرجل. كان يتوجب على سليمان أن يستمع إلى الآية في سفر الأمثال ٢٧: ٢٠ اَلْهَاوِيَةُ وَالْهَلاَكُ لاَ يَشْبَعَانِ، وَكَذَا عَيْنَا الإِنْسَانِ لاَ تَشْبَعَانِ.
• يمكننا القول إنه كانت لسليمان شريكات كثيرات بسبب شهوته للسلطة والمكانة. كان العدد الهائل للحريم في تلك الأيام رمزًا للمكانة. فكأن الشخص يقول لمن حوله: “انظروا كم زوجة وطفل يمكنني إعالتهم. انظروا كم من النساء اللاتي تحت سلطتي.” قادت رغبة سليمان في الحصول على المكانة الدنيوية إلى هذه الزيجات الشريرة.
• “حصل هذا جزئيًا بسبب شهوته، التي أراد إشباعها، لكنها أصبحت شهوة يستحيل إشباعها؛ وحصل ذلك جزئيًا بسبب كبريائه، لأنه عدَّ أن هذا شيئًا يعكس الشرف والعظمة.” بوله (Poole)
٥. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ: بالطبع فعلن ذلك. ووفقًا لسفر نشيد الأنشاد، يبدو أن سليمان عرف معنى أن يحب المرء امرأة واحدة فقط. ولكن يبين تاريخه اللاحق أنه ابتعد عن هذا المبدأ. فليس صحيحًا أن نقول: “سيبقينا الحب معًا.” وقد بين سليمان لنا أنه يمكننا أن نختبر الحب الحقيقي ثم نبتعد عنه. فمن الأفضل إذًا أن نقول: إن نعمة الله وقوته على الاستمرار في طاعته هما اللتان ستبقينا معًا.
• لا نعرف متى أضاف سليمان زوجته الثانية. ولكنه عندما فعل ذلك، كان من السهل عليه تبرير الأمر – ففي النهاية، كان لأعظم ملك لإسرائيل، والده داود، عدة زوجات ومحظيات. وبمجرد أن تبع مثال والده داود للخروج عن خطة الله للزواج منذ البداية (متى ١٩: ٤-٦ وتكوين ٢: ٢٣-٢٤)، كان من السهل عليه إضافة المزيد من الزوجات.
• وكلما أضاف زوجة، خالف الوصية المحددة التي أعطاها الله لملوك إسرائيل المستقبليين في سفر التثنية ١٧: ١٧ وَلاَ يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ. ضاعف سليمان عدد زوجاته بالفعل، وأدى ذلك إلى زوغان قلبه.
• “لم تكن هناك فائدة من الجدال مع سليمان بشأن الخوف من السير وراء الأوثان. “لأنه سيتمكن على الفور بحكمته أن يبطل كل حجج الإلحاد وأن يثبت وجود الله ووحدته. ولكن، خطوة بخطوة، قادته الحبال الحريرية ليصبح أسيرًا لعبادة آلهة أخرى.” ماير (Meyer)
• قصة الملك سليمان ممتلئة بأثمن العِبر. كانت حياته ممتلئة بالوعود، لكنها انتهت بالفشل والكآبة، لأن قلبه تحول بعيدًا عن الله عندما استجاب لإغراء الشهوات الطبيعية.” مورغان (Morgan)
ب) الآيات (٤-٨): زوجات سليمان يبعدونه عن الله.
٤وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. ٥فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. ٦وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. ٧حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. ٨وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ.
١. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى: العمر لم يجعل سليمان أكثر حكمة. بدا أنه أكثر حكمة في شبابه، ولكن تقدمه في السن قوّى الميول الخطأ التي كانت لديه في أيام شبابه. ويُفترض أن يجعلنا العمر والخبرة أكثر تقوى وحكمة، لكن هذا لا يحدث تلقائيًا.
٢. وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ: كان سليمان على النقيض من أولئك الذين اتبعوا الرب بالكامل. تُستخدم هذه العبارة بالمعنى الإيجابي لثلاثة رجال فقط في العهد القديم: يشوع وكالب (سفر العدد ٣٢: ١١-١٢، تثنية ١: ٣٦، يشوع ١٤: ٨-٩، ١٤) وهنا لداود. اشتهر سليمان كشخص لم يتبع الرب بالكامل.
٣. كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ: كان لسليمان غير زوجة، ولداود غير زوجة (خمس عشرة زوجة، حسب أخبار الأيام الأول ٣: ١-٩). نجا داود روحيًا من هذا الضعف، ولكن سليمان لم ينجُ منه.
• مما نعرفه عن العالم القادم من قصة يسوع في لوقا ١٦: ١٩-٣١، يمكننا القول إن داود لم يصل إلى السماء بعد، ولكنه كان في مكان ملآن بالبركة والتعزية يُعرف باسم حضن إبراهيم. فإن كان بإمكان الشخص الجالس في حضن إبراهيم أن يرى الحياة على الأرض ويشعر بالأسف، فمن المؤكد أن داود كان حزينًا جدًا عندما رأى سليمان وخطيته. ولا شك أن داود كان يأمل أن يكون أبناؤه أفضل منه، وأن يجدوا المزيد من الانتصار في مجالات الحياة التي أزعجته. من المؤسف أن أبناء داود وجدوا نصرًا أقل في السيطرة على شهوة الجسد، وخاصة الشهوة الجنسية.
• لكن خطية داود لم تبعد قلبه عن الرب. من الممكن أن تشكل خطية معينة في حياة شخص عائقًا لقيامه بعمل أفضل، بينما تشكل في حياة شخص آخر سببًا لدماره. كان افتقار داود إلى الانضباط العاطفي والجنسي عائقًا له، ولكن افتقار سليمان لهذا الانضباط دمر حياته. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نحرص على عدم ارتكاب خطية أن نعثر أخًا أو أختًا (رومية ١٤، ١ كورنثوس ٨).
٤. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ… وَمَلْكُومَ… بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ… وَلِمُولَكَ: يبدو هذا غير معقول تقريبًا. وربما لن نصدقه إن لم يذكر في الكتاب المقدس. لقد تحول هذا الرجل ذو التراث العظيم والحكمة والبركة إلى عبادة أكثر آلهة الأمم الوثنية فسادًا.
• ربما لم ير سليمان في هذا إنكارًا للرب إله إسرائيل. ربما اعتقد أنه لا يزال يكرم الرب، لكنه أضاف ببساطة تكريم آلهة أخرى إلى تكريمه للرب. لكن هذا غير مقبول لدى الرب بتاتًا. فالرب يشترط أن يكون الإله الوحيد في حياتنا.
• هذا مثل مأساوي لقوة شهوة الجسد. فبسبب الشهوة، وجد سليمان نفسه في مكان لم يظن أنه سيجد نفسه فيه يومًا. وجد نفسه يحرق البخور على مذابح الآلهة الوثنية الفاسدة. ووجد نفسه عند المذبح الذي يقدمون عليه الأطفال كقربان للإله مولك. هذه هي قوة الشهوة – يمكنها أن تأسرنا وكأننا مسحورون بتعويذة، وتربكنا روحيًا حتى نقوم بأشياء لم نعتقد قط أننا سنفعلها.
• يجب على القارئ أن يفكر مليًا في ما يلي: إذا كان هذا حال أحكم رجل عاش على الإطلاق، فأيُّ أمل لك بمعزل عن اعتمادك المستمر على يسوع المسيح؟ دع نموذج سليمان يقدك إلى الاتكال الكامل على يسوع والثبات به.
• “’عَشْتُورَثَ‘ تشويه متعمد لعشتار، آلهة الخصوبة الكنعانية. حدث التغيير بناءً على كلمة ’عار.‘” باترسون وأوستيل (Patteson and Austel)
ج) الآيات (٩-١٣): يعلن الله دينونته.
٩فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، ١٠وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. ١١فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. ١٢إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. ١٣عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا».
١. فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ: كان لدى الله سبب خاص لغضبه من سليمان – فقد تراءى له مرتين، ومع ذلك سعى سليمان وراء آلهة أخرى. كانت خطية سليمان الجحود والتخلي عن امتياز روحي عظيم.
• نعتقد أحيانًا أن التجارب الروحية العظيمة ستمنعنا من الخطية وستبقينا أمناء لله. ولكن لم يحدث هذا مع أحكم رجل عاش على وجه الأرض، ولن يحدث هذا معنا أيضًا.
٢. فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ: وعد الله بأن يعطي نسل داود مملكة تدوم إلى الأبد، إن حفظوا وصاياه. ذكّر داود سليمان بهذا الوعد قبل وقت قصير من وفاته (١ ملوك ٢: ٤). ولكنهم لم يبقوا أمناء لجيل واحد.
• كانت مملكة سليمان مثالًا بارزًا للثروة والقوة العسكرية والمكانة المتميزة. ومع ذلك، فإن الأمن الحقيقي لإسرائيل لم يكمن في أي من هذه الأشياء. بل في بركة الله وفي طاعة ملكهم وأمانته.
٣. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا: أخر الله هذه الدينونة إلى ما بعد جيل سليمان بسبب الوعد الذي قدمه لداود. ولكن العصيان الذي جاء بالدينونة جاء في الجيل الأول.
٤. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي: حتى في هذا الدينونة العظيمة، كان لا بد لله أن يمزج الرحمة غير المستحقة بالدينونة المستحقة. أعلن الله أن المملكة ستنقسم إلى قسمين: قسم سيبقى مع نسل داود، وقسم سيكون مع سلالة مختلفة.
• تخبرنا العديد من المقاطع الأخرى في العهد القديم (مثل أخبار الأيام الثاني ١١: ١٢) أن المملكة الجنوبية كانت مكونة من سبطين، يهوذا وبنيامين. وفي عدة مناسبات في هذا الإصحاح تمت الإشارة إلى المملكة الجنوبية على أنها سبط واحد. وقد يكون السبب في أن سبط بنيامين انضم إلى سبط يهوذا، أو أن الفكرة كانت أن سبطًا واحدًا أضيف إلى يهوذا.
ثانيًا. خصمان لسليمان
أ ) الآيات (١٤-٢٢): هَدَدَ الأَدُومِيَّ.
١٤وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ، كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ. ١٥وَحَدَثَ لَمَّا كَانَ دَاوُدُ فِي أَدُومَ، عِنْدَ صُعُودِ يُوآبَ رَئِيسِ الْجَيْشِ لِدَفْنِ الْقَتْلَى، وَضَرَبَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. ١٦لأَنَّ يُوآبَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَقَامُوا هُنَاكَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ حَتَّى أَفْنَوْا كُلَّ ذَكَرٍ فِي أَدُومَ. ١٧أَنَّ هَدَدَ هَرَبَ هُوَ وَرِجَالٌ أَدُومِيُّونَ مِنْ عَبِيدِ أَبِيهِ مَعَهُ لِيَأْتُوا مِصْرَ. وَكَانَ هَدَدُ غُلاَمًا صَغِيرًا. ١٨وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتَوْا إِلَى فَارَانَ، وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالاً مِنْ فَارَانَ وَأَتَوْا إِلَى مِصْرَ، إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَعْطَاهُ بَيْتًا وَعَيَّنَ لَهُ طَعَامًا وَأَعْطَاهُ أَرْضًا. ١٩فَوَجَدَ هَدَدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ جِدًّا، وَزَوَّجَهُ أُخْتَ امْرَأَتِهِ، أُخْتَ تَحْفَنِيسَ الْمَلِكَةِ. ٢٠فَوَلَدَتْ لَهُ أُخْتُ تَحْفَنِيسَ جَنُوبَثَ ابْنَهُ، وَفَطَمَتْهُ تَحْفَنِيسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ. وَكَانَ جَنُوبَثُ فِي بَيْتِ فِرْعَوْنَ بَيْنَ بَنِي فِرْعَوْنَ. ٢١فَسَمِعَ هَدَدُ فِي مِصْرَ بِأَنَّ دَاوُدَ قَدِ اضْطَجَعَ مَعَ آبَائِهِ، وَبِأَنَّ يُوآبَ رَئِيسَ الْجَيْشِ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ هَدَدُ لِفِرْعَوْنَ: «أَطْلِقْنِي إِلَى أَرْضِي». ٢٢فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: «مَاذَا أَعْوَزَكَ عِنْدِي حَتَّى إِنَّكَ تَطْلُبُ الذَّهَابَ إِلَى أَرْضِكَ؟» فَقَالَ: «لاَ شَيْءَ، وَإِنَّمَا أَطْلِقْنِي».
١. وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ: كان حكم سليمان مجيدًا، لكن الله لم يسمح له بأن يكون خاليًا تمامًا من المشاكل. فأقام خصومًا مثل هَدَد ضد سليمان.
• “عندما طلب مساعدة حيرام في بناء هيكل الرب، استطاع أن يقول إنه لم يكن هناك شيطان (خصم) [١ ملوك ٥: ٤]… ولكن الآن بعد أن ابتعد عن الله ثار ضده ثلاثة شياطين في الحال، هَدَدَ ورَزُونَ ويَرُبْعَامُ.” كلارك (Clarke)
٢. كَانَ مِنْ نَسْلِ الْمَلِكِ فِي أَدُومَ: “سعى هَدَد إلى الانتقام لشعبه المهزوم. فوجد الملاذ والدعم في مصر.
٣. «أَطْلِقْنِي إِلَى أَرْضِي»: لم يتم إخبارنا على وجه التحديد لماذا انزعج هَدَد أو كيف صار خصمًا لسليمان. وكل ما نعرفه أنه عاد لإزعاج سليمان بإذن من فرعون.
ب) الآيات (٢٣-٢٥): رَزُون، من الشمال.
٢٣وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ، الَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، ٢٤فَجَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالاً فَصَارَ رَئِيسَ غُزَاةٍ عِنْدَ قَتْلِ دَاوُدَ إِيَّاهُمْ، فَانْطَلَقُوا إِلَى دِمَشْقَ وَأَقَامُوا بِهَا وَمَلَكُوا فِي دِمَشْقَ. ٢٥وَكَانَ خَصْمًا لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ، مَعَ شَرِّ هَدَدَ. فَكَرِهَ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ عَلَى أَرَامَ.
١. وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: بصفته ملكًا، كان سليمان ناجحًا بشكل ملحوظ لكنه لم يكن رجلًا ذا إمكانيات خارقة. سمح الله بخصم من الجنوب (هَدَد، ١ ملوك ١١: ١٤-٢٢)، وأقام أيضًا خصمًا آخر ضد سليمان. علم الله بأن سليمان بحاجة إلى خصوم من نوع ما، وعرف أيضًا عدد الخصوم الذين يحتاج إليهم سليمان.
٢. رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ: جاء هذا الخصم من الشمال. سمح الله للخصوم بأن يأتوا ضد سليمان من الشمال ومن الجنوب. يتشكل الرجال والنساء أحيانًا من قبل خصومهم، ولا سيما من طريقة تجاوبهم مع هؤلاء الخصوم.
ثالثًا. يربعام – الخصم المميز
أ ) الآيات (٢٦-٢٨): يربعام، عبد سليمان.
٢٦وَيَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ مِنْ صَرَدَةَ، عَبْدٌ لِسُلَيْمَانَ. وَاسْمُ أُمِّهِ صَرُوعَةُ، وَهِيَ امْرأَةٌ أَرْمَلَةٌ، رَفَعَ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ. ٢٧وَهذَا هُوَ سَبَبُ رَفْعِهِ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى الْقَلْعَةَ وَسَدَّ شُقُوقَ مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ. ٢٨وَكَانَ الرَّجُلُ يَرُبْعَامُ جَبَّارَ بَأْسٍ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ الْغُلاَمَ أَنَّهُ عَامِلٌ شُغْلاً، أَقَامَهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ يُوسُفَ.
١. يَرُبْعَامُ بْنُ نَابَاطَ، أَفْرَايِمِيٌّ: كان يربعام مختلفًا عن خصمي سليمان المذكورين سابقًا، لأنه كان إسرائيليًّا.
٢. وَهذَا هُوَ سَبَبُ رَفْعِهِ يَدَهُ عَلَى الْمَلِكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى الْقَلْعَةَ وَسَدَّ شُقُوقَ مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ: لا يوضح النص على الفور لماذا تسببت مشاريع البناء هذه في التمرد على سليمان. تقول التقاليد اليهودية إنه عارض الاستخدام القمعي للعبيد أثناء عملية البناء. ونظرًا لأنه كان أحد الضباط المسؤولين عن القوى العاملة، فإن هذا العُرف المتناقل يبدو منطقيًا إلى حد ما.
• وفقًا لديلداي (Dilday)، يعني اسم يربعام ’يحيا الشعب.‘ ربما كان قائدًا شعبيًا.
• “رغم أنه تكلم نيابة عن الشعب فقط، ولكن من المحتمل أن يربعام لم يكن بلا دوافع شخصية، ولكن كسياسي ماهر، عمل وراء الكواليس حتى أصبح التاج المنشود ملكه.” ناب (Knapp)
٣. وَكَانَ الرَّجُلُ يَرُبْعَامُ جَبَّارَ بَأْسٍ: جعله هذا خصمًا أكثر خطورة لسليمان.
ب) الآيات (٢٩-٣٦): النبي أَخِيَّا يتكلم مع يربعام.
٢٩وَكَانَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لَمَّا خَرَجَ يَرُبْعَامُ مِنْ أُورُشَلِيمَ، أَنَّهُ لاَقَاهُ أَخِيَّا الشِّيلُونِيُّ النَّبِيُّ فِي الطَّرِيقِ وَهُوَ لاَبِسٌ رِدَاءً جَدِيدًا، وَهُمَا وَحْدَهُمَا فِي الْحَقْلِ. ٣٠فَقَبَضَ أَخِيَّا عَلَى الرِّدَاءِ الْجَدِيدِ الَّذِي عَلَيْهِ وَمَزَّقَهُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ قِطْعَةً ٣١وَقَالَ لِيَرُبْعَامَ: «خُذْ لِنَفْسِكَ عَشَرَ قِطَعٍ، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ سُلَيْمَانَ وَأُعْطِيكَ عَشَرَةَ أَسْبَاطٍ. ٣٢وَيَكُونُ لَهُ سِبْطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَجْلِ عَبْدِي دَاوُدَ وَمِنْ أَجْلِ أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتُهَا مِنْ كُلِّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، ٣٣لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ إِلهِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ إِلهِ بَنِي عَمُّونَ، وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِي لِيَعْمَلُوا الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيَّ وَفَرَائِضِي وَأَحْكَامِي كَدَاوُدَ أَبِيهِ. ٣٤وَلاَ آخُذُ كُلَّ الْمَمْلَكَةِ مِنْ يَدِهِ، بَلْ أُصَيِّرُهُ رَئِيسًا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَفَرَائِضِي. ٣٥وَآخُذُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ يَدِ ابْنِهِ وَأُعْطِيكَ إِيَّاهَا، أَيِ الأَسْبَاطَ الْعَشَرَةَ. ٣٦وَأُعْطِي ابْنَهُ سِبْطًا وَاحِدًا، لِيَكُونَ سِرَاجٌ لِدَاوُدَ عَبْدِي كُلَّ الأَيَّامِ أَمَامِي فِي أُورُشَلِيمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتُهَا لِنَفْسِي لأَضَعَ اسْمِي فِيهَا.
١. خُذْ لِنَفْسِكَ عَشَرَ قِطَعٍ: من خلال هذه النبوة الرمزية، أظهر أخيا ليربعام أنه سيقود عشرة أسباط لإسرائيل المنقسمة بعد موت سليمان.
• “لقد كانت صدمة بالفعل بالنسبة لرحبعام وقبيلة يهوذا أن يتحولوا بين عشية وضحاها من أقوى قبيلة في مملكة عظيمة ذات شهرة عالمية إلى دولة صغيرة ستخسر سريعًا كل ثروتها.” باترسون وأوستيل (Patterson and Austel)
٢. لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي: وعد الله بتقسيم إسرائيل ووضع عشرة من الأسباط الاثني عشر تحت قيادة يربعام كدينونة لخطية سليمان وعبادته للأصنام. سيبقي الله سبطًا واحدًا تحت بيت داود، تحقيقًا لوعده لداود.
• هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن المملكة المنقسمة، والتي أصبحت تاريخ إسرائيل لمئات السنين بعد وفاة سليمان. نتوقع في هذا الوصف أن تكون الأسباط العشرة تحت قيادة يربعام أكبر وأعظم، وأنها ستدوم أكثر من السبط الوحيد المتبقي لبيت داود. ولكن كما نعرف، حدث العكس تمامًا، لأن الأسباط العشرة تركوا الرب، بينما بقي السبط الوحيد أكثر طاعة للرب.
ج) الآيات (٣٧-٤٠): فرصة يربعام العظيمة.
٣٧وَآخُذُكَ فَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ، وَتَكُونُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. ٣٨فَإِذَا سَمِعْتَ لِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ، وَسَلَكْتَ فِي طُرُقِي، وَفَعَلْتَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ عَبْدِي، أَكُونُ مَعَكَ وَأَبْنِي لَكَ بَيْتًا آمِنًا كَمَا بَنَيْتُ لِدَاوُدَ، وَأُعْطِيكَ إِسْرَائِيلَ. ٣٩وَأُذِلُّ نَسْلَ دَاوُدَ مِنْ أَجْلِ هذَا، وَلكِنْ لاَ كُلَّ الأَيَّامِ». ٤٠وَطَلَبَ سُلَيْمَانُ قَتْلَ يَرُبْعَامَ، فَقَامَ يَرُبْعَامُ وَهَرَبَ إِلَى مِصْرَ إِلَى شِيشَقَ مَلِكِ مِصْرَ. وَكَانَ فِي مِصْرَ إِلَى وَفَاةِ سُلَيْمَانَ.
١. وَآخُذُكَ فَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ، وَتَكُونُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ: وفقًا لتدبيره المسبق، قسم الله أسباط إسرائيل وعين يربعام ملكًا. لقد فعل هذا كدينونة – دينونة عظيمة – لسليمان بسبب عبادته للأصنام.
٢. أَكُونُ مَعَكَ وَأَبْنِي لَكَ بَيْتًا آمِنًا: كان هذا عرضًا رائعًا. وعد الله بأن يحفظ سلالة يربعام إن فعل الصواب في عيني الرب. أتيحت الفرصة ليربعام المطيع أن يؤسس سلالة موازية لبيت داود.
• لقد عين الله يربعام وداود ليملكوا بعد ملوك عصاة. انتظر داود الرب ليهيئ العرش، فبارك الله مُلكه. أما يربعام فلم ينتظر الرب، بل شق طريقه إلى العرش، فلم يبارك الله ملكه.
٣. وَطَلَبَ سُلَيْمَانُ قَتْلَ يَرُبْعَامَ: هذا دليل مذهل آخر على انحطاط سليمان. قال الله على وجه التحديد إن هذا سيحدث بعد وفاة سليمان كدينونة على ارتداد سليمان. لم يرد سليمان أن يسمع هذا، فسعى إلى قتل يربعام. اعتقد سليمان أنه يمكن أن يهزم إرادة الله في هذا الأمر، لكنه لم ينجح. ثبتت صحة كلام الله من خلال أخيا.
د ) الآيات (٤١-٤٣): موت سليمان.
٤١وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ؟ ٤٢وَكَانَتِ الأَيَّامُ الَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. ٤٣ثُمَّ اضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ رَحُبْعَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
١. وَكَانَتِ الأَيَّامُ الَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً: يعتقد مفسرون كثيرون أن سليمان بدأ حكمه عندما بلغ العشرين من عمره. ويعني هذا أن سليمان لم يعش عمرًا طويلًأ جدًا حسب الوعد المقطوع له في ١ ملوك ٣: ١٤ بسبب عصيانه.
• فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ (١ ملوك ٣: ١٤).
• “عندما نضع في اعتبارنا الإفراط أو تجاوز الحدود الذي عاشه سليمان، والرغبات التي دفعته إلى الزواج بالأف امرأه، وعبادته الوثنية وغير النقية، نجد أن عمره كان أطول من المتوقع.” كلارك (Clarke)
٢. ثُمَّ اضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ: لا يعني هذا بالضرورة أن سليمان مات كرجل مؤمن أو مخلّص. فهي عبارة استخدمت كثيرًا في سفري ملوك الأول والثاني (استخدمت ٢٥ مرة) في إشارة إلى ملوك أشرار مثل آخاب (١ ملوك ٢٢: ٤٠). وهي تعني ببساطة أن سليمان انتقل إلى العالم الآخر. ولا يمكننا القول على نحو اليقين أنه ذهب إلى السماء.
• تقودنا النظرة الأخيرة على حياة سليمان في الملوك الأول إلى الاعتقاد بأنه مات بعيدًا عن الله. لا توجد نهاية مبهجة للقصة هنا. “لا نعلم إن كان قد تاب فعلًا، ولكن صمت الكتاب المقدس في هذا السفر التاريخي لم يكن من غير أسباب حكيمة؛ في حين أن نهايته الأبدية غير معروفة، كالكثيرين، إلا أن نموذجه قد يكون له تأثير أكبر في تخويف وتحذير الخطاة في المستقبل.” بوله (Poole)
• ومع ذلك، ربما أظهر الرب رحمة خاصة لسليمان بسبب داود أبيه (كما في ٢ صموئيل ٧: ١٤-١٥، إن كان هذا الوعد ينطبق أيضًا على سليمان والمسيح). يعتقد بعضهم أيضًا أن سليمان كتب سفر الجامعة في نهاية حياته كشجب لسقوطه في حياة البُطل والتمحور على الذات.
• “ومن المؤكد أنه كان أفضل لسليمان أن يُدفن حيًا من أن يفشل في شيخوخته، بطريقة مهينة لله، ومسيئة لشعبه إسرائيل.” تراب (Trapp)