ملوك الأول ٢١
مقتل نَابُوت
أولًا. موت نابوت بسبب كرمه
أ ) الآيات (١-٣): رفض نابوت التخلي عن أرضه.
١وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّهُ كَانَ لِنَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ كَرْمٌ فِي يَزْرَعِيلَ بِجَانِبِ قَصْرِ أَخْآبَ مَلِكِ السَّامِرَةِ. ٢فَكَلَّمَ أَخْآبُ نَابُوتَ قَائِلاً: «أَعْطِنِي كَرْمَكَ فَيَكُونَ لِي بُسْتَانَ بُقُول، لأَنَّهُ قَرِيبٌ بِجَانِبِ بَيْتِي، فَأُعْطِيَكَ عِوَضَهُ كَرْمًا أَحْسَنَ مِنْهُ. أَوْ إِذَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ أَعْطَيْتُكَ ثَمَنَهُ فِضَّةً». ٣فَقَالَ نَابُوتُ لأَخْآبَ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي».
١. أَعْطِنِي كَرْمَكَ: يبدأ الإصحاح بمحاولة عمل صفقة عقارية. أراد أخآب أن يضُم كرم قريب من قصره في يزرعيل، ليحوله إلى بستان للخضروات. وكان مستعدًا لاستبداله بقطعة أرض أو بشرائه.
٢. «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي»: رفض نَابُوت العرض تمامًا. وكان رفضه للعرض المنطقي متجذرًا في فكرة الإسرائيليين القديمة عن الأرض. آمنوا بأن الأرض كانت ميراثًا من عند الرب، وقسمها لكل سبط وعائلة وفقًا لمشيئته. وبالتالي، لم تكن الأراضي تباع قط، بل كانت تؤجر فقط – ولكن في ظل أحلك الظروف فقط. وبالتالي، لم تزدهر أعمال مكاتب العقارات في إسرائيل القديمة كثيرًا.
• “لأن الرب منع صراحة، ولأسباب مختلفة وجيهة، من أن يبيع أحد الأسباط أو نسله الأرض التي قسمها لهم خارج ذلك السبط (لاويين ٢٥: ١٥، ٢٥: ٢٣، ٢٥: ٢٥، سفر العدد ٣٦: ٧، حزقيال ٤٦: ١٨).” بوله (Poole)
ب) الآيات (٤-٧): آخاب يقف عابسًا أمام إيزابل.
٤فَدَخَلَ أَخْآبُ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا مَغْمُومًا مِنْ أَجْلِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمَهُ بِهِ نَابُوتُ الْيَزْرَعِيلِيُّ قَائِلاً: «لاَ أُعْطِيكَ مِيرَاثَ آبَائِي». وَاضْطَجَعَ عَلَى سَرِيرِهِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَلَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا. ٥فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ إِيزَابَلُ امْرَأَتُهُ وَقَالَتْ لَهُ: «لِمَاذَا رُوحُكَ مُكْتَئِبَةٌ وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزًا؟» ٦فَقَالَ لَهَا: «لأَنِّي كَلَّمْتُ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيَّ وَقُلْتُ لَهُ: أَعْطِنِي كَرْمَكَ بِفِضَّةٍ، وَإِذَا شِئْتَ أَعْطَيْتُكَ كَرْمًا عِوَضَهُ، فَقَالَ: لاَ أُعْطِيكَ كَرْمِي». ٧فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابَلُ: «أَأَنْتَ الآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ قُمْ كُلْ خُبْزًا وَلْيَطِبْ قَلْبُكَ. أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ».
١. فَدَخَلَ أَخْآبُ بَيْتَهُ مُكْتَئِبًا مَغْمُومًا: بدت هذه صفة مميزة لأخآب. بدا ضعيف الشخصية، وعابسًا باستمرار كلما واجهته أية صعوبة.
• “يعكس المشهد صورة واقعية لأخآب النكد الذي يدير وجهه إلى الحائط ويرفض الأكل. كان كالطفل الذي يَحْرَد لأن الأمور لم تسر على طريقته.” ديلداي (Dilday)
• “يا للمسكين! كان يتحكم في عشر حصص من اثني عشرة حصة من أرض إسرائيل، لكنه أحس بالتعاسة لأنه لم يستطع إضافة كرم رجل فقير إلى كل ما كان يمتلكه.” كلارك (Clarke)
٢. الآنَ تَحْكُمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ… أَنَا أُعْطِيكَ كَرْمَ نَابُوتَ: كشفت طريقة كلام إيزابل هوية صاحب السلطة الحقيقي في القصر.
• “يا للحسرة! ألم تكن هي المتحكمة حقًّا، وكانت تحكم بجرأة أكثر من أخآب، زوجها الدمية؟” ناب (Knapp)
ج) الآيات (٨-١٤): إيزابل تخطط لقتل نَابُوت.
٨ثُمَّ كَتَبَتْ رَسَائِلَ بِاسْمِ أَخْآبَ، وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ، وَأَرْسَلَتِ الرَّسَائِلَ إِلَى الشُّيُوخِ وَالأَشْرَافِ الَّذِينَ فِي مَدِينَتِهِ السَّاكِنِينَ مَعَ نَابُوتَ. ٩وَكَتَبَتْ فِي الرَّسَائِلِ تَقُولُ: «نَادُوا بِصَوْمٍ؟ وَأَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ الشَّعْبِ. ١٠وَأَجْلِسُوا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ تُجَاهَهُ لِيَشْهَدَا قَائِلَيْنِ: قَدْ جَدَّفْتَ عَلَى اللهِ وَعَلَى الْمَلِكِ. ثُمَّ أَخْرِجُوهُ وَارْجُمُوهُ فَيَمُوتَ». ١١فَفَعَلَ رِجَالُ مَدِينَتِهِ، الشُّيُوخُ وَالأَشْرَافُ السَّاكِنُونَ فِي مَدِينَتِهِ، كَمَا أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ إِيزَابَلُ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الرَّسَائِلِ الَّتِي أَرْسَلَتْهَا إِلَيْهِمْ. ١٢فَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَأَجْلَسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ الشَّعْبِ. ١٣وَأَتَى رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي بَلِيَّعَالَ وَجَلَسَا تُجَاهَهُ، وَشَهِدَ رَجُلاَ بِليَّعَالَ عَلَى نَابُوتَ أَمَامَ الشَّعْبِ قَائِلَيْنِ: «قَدْ جَدَّفَ نَابُوتُ عَلَى اللهِ وَعَلَى الْمَلِكِ». فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ. ١٤وَأَرْسَلُوا إِلَى إِيزَابَلَ يَقُولُونَ: «قَدْ رُجِمَ نَابُوتُ وَمَاتَ».
١. ثُمَّ كَتَبَتْ رَسَائِلَ بِاسْمِ أَخْآبَ، وَخَتَمَتْهَا بِخَاتِمِهِ، وَأَرْسَلَتِ الرَّسَائِلَ إِلَى الشُّيُوخِ وَالأَشْرَافِ: يبين هذا أن أخآب كان راضيًا على ما فعلته إيزابل وكان على دراية بمؤامرتها.
• “لقد ورطت إيزابل أخآب عندما استخدمت ختمه على الأوامر التي أُرسلت إلى القضاة المحليين. وكان استخدام ختم الملك، أو العائلة المالكة، أو ختم الحكومة، أو حتى الختم الشخصي يتطلب تواطؤ أخآب.” وايزمان (Wiseman)
• أشار ألكسندر ماكلارين (Alexander Maclaren) إلى ثلاثة أنواع من الشخصيات الخطرة في هذا الإصحاح: (١) أخآب الشرير والضعيف. (٢) إيزابل الشريرة والقوية. (٣) شيوخ يزرعيل الأشرار والخانعون.
٢. نَادُوا بِصَوْمٍ: والفكرة هنا أن شرًّا ما أو مصيبة أتى على إسرائيل، وكان لا بد من إيجاد كبش فداء لمنع وقوع الشر. أرادت إيزابل أن يكون نابوت هو كبش الفداء.
٣. وَأَجْلِسُوا نَابُوتَ فِي رَأْسِ الشَّعْبِ: كانت هذه خطة غادرة. أولًا، وضع نابوت في مكانة مرموقة، ثم تدميره بالأكاذيب من أفواه الأوغاد.
٤. قَدْ جَدَّفْتَ عَلَى اللهِ وَعَلَى الْمَلِكِ: اتُّهِم يسوع بجرائم مماثلة، بتهمة التجديف على الله وقيصر. وكان نابوت، شأنه شأن يسوع، بريئًا تمامًا من هذه الاتهامات، وقُتل من دون سبب. يُظهر رجم نابوت بسبب بستان للخضروات طبيعة إيزابيل وأخآب الوحشية وغير الأخلاقية.
• تشير ٢ ملوك ٩: ٢٦ إلى أن الجريمة كانت أسوأ من ذلك، إذ ربطوا قتل نابوت بدماء أولاده أيضًا. ومن المحتمل أن كل عائلة نابوت قتلت، فلم يبقَ أي وريث ليطالب بالممتلكات.
د ) الآيات (١٥-١٦): أخآب يستولي على أرض نابوت.
١٥وَلَمَّا سَمِعَتْ إِيزَابَلُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ رُجِمَ وَمَاتَ، قَالَتْ إِيزَابَلُ لأَخْآبَ: «قُمْ رِثْ كَرْمَ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ الَّذِي أَبَى أَنْ يُعْطِيَكَ إِيَّاهُ بِفِضَّةٍ، لأَنَّ نَابُوتَ لَيْسَ حَيًّا بَلْ هُوَ مَيْتٌ». ١٦وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ أَنَّ نَابُوتَ قَدْ مَاتَ، قَامَ لِيَنْزِلَ إِلَى كَرْمِ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ لِيَرِثَهُ.
١. قَامَ لِيَنْزِلَ إِلَى كَرْمِ نَابُوتَ الْيَزْرَعِيلِيِّ لِيَرِثَهُ: زاد هذا شرًّا إلى الشر. حتى مع موت نابوت، لا يحق لأخآب أو العائلة المالكة أن يرثوا الأرض. كانت الأرض من حق الورثة أو عائلة نابوت فقط. وربما طالب أخآب بالأرض كحق ملكي لأنه يحق للحكومة أن تستولي على أرض مجرم تم إعدامه.
• “يقول بعضهم إن أخآب كان قريبه التالي بعد أبنائه الذين ماتوا جميعًا. وهو ما يرونه مرجحًا، لأن أرضه كانت بجوار الملك.” بوله (Poole). “وبالتالي، يقول بعضهم إن نابوت كان عم أخآب، لكن هذا غير مؤكد.” تراب (Trapp)
ثانيًا. إيليا يواجه أخآب
أ ) الآيات (١٧-٢٤): الله يعلن دينونته على أخآب.
١٧فَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلاً: ١٨«قُمِ انْزِلْ لِلِقَاءِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ. هُوَذَا هُوَ فِي كَرْمِ نَابُوتَ الَّذِي نَزَلَ إِلَيْهِ لِيَرِثَهُ. ١٩وَكَلِّمْهُ قَائِلاً: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟ ثُمَّ كَلِّمهُ قَائِلاً: هكَذاَ قَالَ الرَّبُّ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا». ٢٠فَقَالَ أَخْآبُ لإِيلِيَّا: «هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟» فَقَالَ: «قَدْ وَجَدْتُكَ لأَنَّكَ قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. ٢١هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ، وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ. ٢٢وَأَجْعَلُ بَيْتَكَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا، لأَجْلِ الإِغَاظَةِ الَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ». ٢٣وَتَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ إِيزَابَلَ أَيْضًا قَائِلاً: «إِنَّ الْكِلاَبَ تَأْكُلُ إِيزَابَلَ عِنْدَ مِتْرَسَةِ يَزْرَعِيلَ. ٢٤مَنْ مَاتَ لأَخْآبَ فِي الْمَدِينَةِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْحَقْلِ تَأْكُلُهُ طُيُورُ السَّمَاءِ».
١. قُمِ انْزِلْ لِلِقَاءِ أَخْآبَ: ركض أخآب ليحصل على لعبته الجديدة (الأرض التي حصل عليها بالخيانة والكذب والقتل)، ولكنه قبل الوصول إلى الأرض تقابل مع نبي الرب.
٢. هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟: تحلى إيليا بالشجاعة وفعل ما لم يتمكن كثيرون من فعله – واجه هذا الملك الشرير والهمجي وغير الأخلاقي. واتهمه بوضوح بجريمتين: القتل وسرقة أرض نابوت.
• نلاحظ أن إيليا واجه أخآب (قَتَلْتَ) بسبب خطية إيزابل ورفاقها الأشرار. ومن الواضح أن الرب حمل أخآب مسؤولية هذه الخطية كزوج، وملك، وكالمستفيد الأول من هذه الجريمة.
• “أضيفت هذه الجملة لإظهار أن إغراءات الخطية ليست عذرًا للخاطئ.” بوله (Poole)
٣. فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ أَنْتَ أَيْضًا: كانت هذه نبوة قوية ومذهلة. ولكن أخآب لم يمت في ذلك المكان كما قالت النبوة، بل مات في السامرة ولحست الكلاب دمه هناك (١ ملوك ٢٢: ٣٨)، أما زوجته إيزابيل فماتت حيث قتل نابوت.
• أزعجت هذه النبوة التي لم تتحقق بعضهم بلا داع. وقد قدمت عدة تفسيرات، من ضمنها أن إيليا عنى منطقة عامة وليس مكانًا محددًا، أو أنه كانت هنالك برك أو أنهار حملت الدم من عربة أخآب إلى مياه يزرعيل، أو أن النبوة تحققت فعلًا في الدم الذي كان يجري في عروق يَهُورَام ابن أخآب (٢ الملوك ٩: ٢٥). ويقول بعضهم الآخر أنه بسبب حزن أخآب وتوبته في نهاية الإصحاح، تراجع الرب عن تلك الدينونة، لكنه أنزلها على ابن أخآب (في ٢ الملوك ٩: ٢٤-٢٦) كما قال إنه سيفعل في ١ ملوك ٢١: ٢٩.
• “وبالفعل تحققت النبوة المتعلقة بابنه حرفيًا. نقرأ في ٢ ملوك ٩: ٢٥ عن يَهُورَام الابن، الذي قُتل بسهم في قلبه، وكيف أُلقيت جثته في حقل نابوت اليزرعيلي. وبلا شك لعقت الكلاب دمه، وربما أكلت جسده.” كلارك (Clarke)
٤. «هَلْ وَجَدْتَنِي يَا عَدُوِّي؟»: رغم أن أخآب الملك لم يكن يعلم ذلك، إلا أن إيليا كان أعز أصدقائه، وإيزابل ألد أعدائه.” ماير (Meyer)
• “كان إيليا لأرملة صرفة ملاك نور؛ بينما كان لأخاب عدوًا… فحقيقتك ستحدد إن كان إيليا صديقك أم عدوك.” ماير (Meyer)
٥. قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ: “نقرأ نفس الكلمات تقريبًا في رومية ٧: ١٤ ’وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ.‘ فقد اصبح إبليس سيدك المطلق وأنت عبده المطيع.” كلارك (Clarke)
٦. وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ: (سَأقضِي عَلَيْكَ، وَسأقطُعُ مِنْ إسْرَائِيلَ كُلَّ ذَكَرٍ فِي عَائِلَتِكَ يَا أخآبُ): كان هذا حكمًا قاسيًا ضد أي إنسان، ولا سيما ملك. فإرث الملك عادة هو في نسله الذي سيتولى العرش من بعده، ويعلن الرب هنا نهاية سلالة عُمري (والد أخآب). وهكذا، وصلت سلالته إلى طريق مسدود، مثل سلالتي يربعام وبعشا.
• “لم يمتلك أخآب كرم نابوت فعلًا. حصل عليه ولكن أصبح الكرم له عذابًا. فمهما كانت الخمر جيدة، كان العنب بالنسبة له لاذعًا وسامًا. فما تم اكتسابه بالاحتيال لا يمكن امتلاكه أبدًا.” مورجان (Morgan)
٧. إِنَّ الْكِلاَبَ تَأْكُلُ إيزابل عِنْدَ مِتْرَسَةِ (سور) يَزْرَعِيل: مع أن الدينونة كانت موجهة لأخآب، إلا أنها لم تستثنِ إيزابل. وستكون نهايتها نهاية فظيعة ومخزية.
ب) الآيات (٢٥-٢٦): شر أخآب العظيم.
٢٥وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ الَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، الَّذِي أَغْوَتْهُ إِيزَابَلُ امْرَأَتُهُ. ٢٦وَرَجِسَ جِدًّا بِذَهَابِهِ وَرَاءَ الأَصْنَامِ حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
١. وَلَمْ يَكُنْ كَأَخْآبَ الَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، الَّذِي أَغْوَتْهُ إيزابل امْرَأَتُهُ: تضاعفت خطية أخآب ليس بسبب الخطية نفسها فحسب، ولكن أيضًا لأنه سمح لزوجته بأن توقعه بالخطية (الَّذِي أَغْوَتْهُ إيزابل امْرَأَتُهُ).
• يذكرنا هذا بما قاله الله لآدم بعد الخطية في جنة عدن: لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ (تكوين ٣: ١٧). يبدو أن الرب سيحاسب الأزواج الذين يتبعون زوجاتهم في الخطية.
٢. حَسَبَ كُلِّ مَا فَعَلَ الأَمُورِيُّونَ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ: أعد الله، بتشبيهه خطية أخآب بخطيئة الأموريين، المسرح لطرد إسرائيل من أرض الموعد قريبًا. وكما طُرد الأموريون من كنعان لاستمرارهم في عبادة الأصنام ورفضهم لله، هكذا ستُطرد مملكة إسرائيل الشمالية.
ج) الآيات (٢٧-٢٩): أخآب يتواضع والرب يتراجع عن تنفيذ الدينونة في حياته.
٢٧وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هذَا الْكَلاَمَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ، وَصَامَ وَاضْطَجَعَ بِالْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ. ٢٨فَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلاً: ٢٩«هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ».
١. وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هذَا الْكَلاَمَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ: تلقى أخآب نبوة الدينونة تمامًا كما ينبغي له. لقد فهم أن نبوة الدينونة كانت في الواقع دعوة إلى التوبة، والتواضع، وطلب الرحمة من الرب.
• “لكن تذلُّل أخآب وتوبته كانا خارجيين وسطحيين، ومصدرهما خوفه من دينونة الرب. لم تكن توبته صادقة، أو جادة، أو نابعة من محبة الرب، أو إحساسًا حقيقيًا بالخطية، أو غرضها تعديل حياته، لأنه كما يبدو واضحًا هنا من تفاصيل توبته أنها كانت خارجية وطقسية فقط. لا توجد علامة واضحة على توبته الحقيقية، كأن يعيد الأرض لنابوت مثلًا، أو يوبخ زوجته الشريرة. ولكننا نجده في الإصحاح التالي يعود ثانية إلى قيئه السابق.” بوله (Poole)
• بعد ثلاث سنوات، توفي أخآب وهو تحت دينونة الرب. “سأجازي توبته المؤقتة بالنجاة المؤقتة.” تراب (Trapp)
٢. فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ: احترم الرب مبادرة أخآب. ويظهر هذا قوة كل من الصلاة والتوبة المتسمة بالتواضع. فلو لم يتواضع أخآب بهذه الطريقة لوقعت عليه الدينونة في أيامه. كما يظهر هذا أن الدينونة كانت دعوة إلى التوبة. وقد فتح الرب باب الرحمة عندما استجاب أخآب لهذه الدعوة بطريقة ملائمة.
• لا يوجد سجل لتواضع إيزابل أو توبة إيزابل. وبالتالي، يمكننا أن نتوقع أن دينونة الله ستأتي عليها تمامًا كما أعلنها سابقًا.
• “يلقى القلب التائب عين الله الرحيمة؛ وتحظى التوبة بتقدير كبير من أبي الرأفة، حتى عندما تكون ضحلة نسبيًا وقصيرة الأمد.” كلارك (Clarke)
• يبين هذا لنا صفة رحمة الله: تعطى لغير المستحقين. وبالطبيعة، لا يحتاج الأبرياء إلى الرحمة. كان أخآب شريرًا جدًا، لكنه نال رحمة عظيمة (في هذه الحياة) عندما انكسر وتاب. فلا يجب على الخاطئ أن يحرم نفسه من قبول رحمة الله، كل ما عليه فعله هو الاقتراب من الله في توبة حقيقية.