ملوك الأول ٦
بناء الهيكل
أولًا. الأبعاد الأساسية والبنية
أ ) الآيات (١-٦): الأبعاد الأساسية للهيكل.
١وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ. ٢وَالْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلرَّبِّ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَسَمْكُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا. ٣وَالرِّوَاقُ قُدَّامَ هَيْكَلِ الْبَيْتِ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ، وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ قُدَّامَ الْبَيْتِ. ٤وَعَمِلَ لِلْبَيْتِ كُوًى مَسْقُوفَةً مُشَبَّكَةً. ٥وَبَنَى مَعَ حَائِطِ الْبَيْتِ طِبَاقًا حَوَالَيْهِ مَعَ حِيطَانِ الْبَيْتِ حَوْلَ الْهَيْكَلِ وَالْمِحْرَابِ، وَعَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا. ٦فَالطَّبَقَةُ السُّفْلَى عَرْضُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَالْوُسْطَى عَرْضُهَا سِتُّ أَذْرُعٍ، وَالثَّالِثَةُ عَرْضُهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ، لأَنَّهُ جَعَلَ لِلْبَيْتِ حَوَالَيْهِ مِنْ خَارِجٍ أخْصَامًا لِئَلاَّ تَتَمَكَّنَ الْجَوَائِزُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ.
١. فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ: يشير هذا إلى المدة التي عاشت فيها إسرائيل في أرض الموعد بلا هيكل. لقد خدمت خيمة الإجتماع الأمة بشكل جيد لمدة تزيد عن ٤٠٠ سنة. وكان الدافع وراء بناء الهيكل طاعة لتوجيهات الله وإرادته أكثر منه للضرورة المطلقة.
• يشير التاريخ المذكور في ١ ملوك ٦: ١ أيضًا إلى تاريخ خروج الشعب من مصر. ويعتقد كثيرون، أن عهد سليمان بدأ في ٩٧١ ق.م. وانتهى في ٩١٣ ق.م. (بدأت عملية بناء الهيكل في العام ٩٦٧ ق.م.). ويعني هذا أن الخروج حدثَ في سنة ١٤٤٧ ق.م.
٢. أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ: يشير هذا إلى بدء عملية تشييد الهيكل. بدأ سليمان على الأرجح في تنظيم العمل على الفور. وهنالك أدلة تشير غلى أن تجهيز الأخشاب للبناء القادمة من لبنان استغرق ثلاث سنوات. فإن كان سليمان قد بدأ في بناء الهيكل في السنة الرابعة من حُكمه، فمن المحتمل أنه بدأ في تنظيم عملية البناء في السنة الأولى من حكمه.
• غير أن تنظيم العمل والتخطيط حدث قبل أن يصبح سليمان ملكًا. تقول الآيات في سفر أخبار الأيام الأولى ٢٨: ١١-١٢ ما يلي: وَأَعْطَى دَاوُدُ سُلَيْمَانَ ابْنَهُ مِثَالَ الرِّوَاقِ وَبُيُوتِهِ وَخَزَائِنِهِ وَعَلاَلِيِّهِ وَمَخَادِعِهِ الدَّاخِلِيَّةِ وَبَيْتِ الْغِطَاءِ، وَمِثَالَ كُلِّ مَا كَانَ عِنْدَهُ بِالرُّوحِ لِدِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ وَلِجَمِيعِ الْمَخَادِعِ حَوَالَيْهِ، وَلِخَزَائِنِ بَيْتِ اللهِ وَخَزَائِنِ الأَقْدَاسِ.
• لا يخبرنا كاتب سفر ملوك الأول أين تم بناء الهيكل بالضبط، ولكن يخبرنا كاتب سفر أخبار الأيام الثاني أنه بني على جَبَلِ الْمُرِيَّا (٢ أخبار ٣: ١)، وهو نفس التلة التي قدم فيها إبراهيم إسحق، ونفس التلة التي سيموت عليها يسوع على الصليب (على جزء آخر من الجبل).
٣. وَالْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلرَّبِّ: يصف هذا الإصحاح بناء الهيكل ومرافقه. ونحن نرى وصفًا لأربعة مبانٍ رئيسية هنا.
• مبنى الهيكل الأساسي (الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ(، وكان مقسومًا إلى حجرتين (القدس، وقُدس الأقداس).
• مدخل القاعة (الدهليز/الدار الخارجية) على الجانب الشرقي من الهيكل (الرِّوَاقُ قُدَّامَ هَيْكَلِ الْبَيْتِ). كان عرضه ثلاثين قدمًا (١٠ أمتار) وعمقه خمسة عشر قدمًا (٥ أمتار)، أي بنفس ارتفاع مبنى الهيكل.
• الغرف الجانبية المكونة من ثلاثة طوابق والمحيطة (عَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا) للهيكل من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية.
• ساحة خارجية كبيرة محيطة بالمبنى كله (وهي الدَّارَ الدَّاخِلِيَّةَ في ١ ملوك ٦: ٣٦).
٤. طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَسَمْكُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا: إن افترضنا أن الذراع قديمًا كانت حوالي ١٨ بوصة (ربما نصف متر)، يعني هذا أن طول الهيكل الأساسي كان حوالي ٩٠ قدمًا (٣٠ مترًا) وعْرضه ٣٠ قدمًا (١٠ أمتار) وارتفاعه ٤٥ قدمًا (١٥ مترًا). لم يكن هذا بنفس حجم الهياكل قديمًا، ولكن مجد هيكل إسرائيل لم يكن بحجمه.
• وبوجود غرف خارجية للتخزين، والدهليز أو الرواق، وسماكة الجدران، نفترض أن طول الهيكل الإجمالي ربما يكون ٧٥ ذراعًا (١١٠ أقدام ، ٣٧ مترًا) وعرضه ٥٠ ذراعًا (٧٥ قدمًا، ٢٥ مترًا).
• تخبرنا أبعاد الهيكل أيضًا أنه بُني حسب نفس التصميم الأساسي لخيمة الاجتماع، ولكن بضعفي الحجم. ويعني هذا أن سليمان أراد للهيكل أن يكون استمرارًا لخيمة الاجتماع.
٥. وَعَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا: يبدو أنها كانت غرف جانبية متاخمة للهيكل، ولكنها لم تكن جزءًا منه. ترجمت النسخة الدولية الجديدة الآية في ١ ملوك ٦: ٥ كالتالي: وَبَنَى سُلَيْمَانُ صَفًّا مِنَ الحُجُرَاتِ حَوْلَ المَبْنَى الرَّئِيسِيِّ لِلهَيْكَلِ مُؤَلَّفًا مِنْ طَوَابِقَ ثَلَاثَةٍ. فَكَانَتِ الحُجُرَاتُ مَبنِيَّةً بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.
ب) الآيات (٧-١٠): تفاصيل تتعلق ببناء الهيكل.
٧وَالْبَيْتُ فِي بِنَائِهِ بُنِيَ بِحِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ مُقْتَلَعَةٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ بِنَائِهِ مِنْحَتٌ وَلاَ مِعْوَلٌ وَلاَ أَدَاةٌ مِنْ حَدِيدٍ. ٨وَكَانَ بَابُ الْغُرْفَةِ الْوُسْطَى فِي جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ بِدَرَجٍ مُعَطَّفٍ إِلَى الْوُسْطَى، وَمِنَ الْوُسْطَى إِلَى الثَّالِثَةِ. ٩فَبَنَى الْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ، وَسَقَفَ الْبَيْتَ بِأَلْوَاحٍ وَجَوَائِزَ مِنَ الأَرْزِ. ١٠وَبَنَى الْغُرُفَاتِ عَلَى الْبَيْتِ كُلِّهِ سَمْكُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَتَمَكَّنَتْ فِي الْبَيْتِ بِخَشَبِ أَرْزٍ.
١. وَلَمْ يُسْمَعْ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ بِنَائِهِ مِنْحَتٌ وَلاَ مِعْوَلٌ وَلاَ أَدَاةٌ مِنْ حَدِيدٍ: كانت الأحجار المستخدمة في بناء الهيكل تُقطع وتُجهز في موقع آخر. ثم يؤتى بها إلى موقع البناء لتُركّب معًا فقط.
• يتحدث هذا عن الطريقة التي يريد الله أن يتم بها عمله. كان لا بد من بناء الهيكل بأيدٍ بشرية. فالله لم ولن يرسل فريقًا من الملائكة لبناء الهيكل. ومع ذلك، لم يرد سليمان أن يسيطر صوت عمل الإنسان على موقع الهيكل. أراد أن ينقل للآخرين، قدر الإمكان، الرسالة أن الهيكل كان عمل الله، وليس عمل إنسان.
• يتحدث هذا عن الطريقة التي يعمل بها الله في شعبه. غالبًا ما تُنجز أعظم الأعمال في ملكوت الله بهدوء وصمت. ومع ذلك، كان سبب الهدوء في موقع بناء الهيكل هو كثرة الضوضاء والعمل الدؤوب في المحجر.
• يتحدث هذا يتحدث عن عمل الله في الكنيسة. “ولكن لماذا تم التشديد على هذه النقطة؟ أليس لأن الهيكل كان رمزًا لملكوت الله، وينبغي لأرواح البشر أن تكون مهيأة لهذا النوع من البركة؟ لا يوجد هناك (أي في السماء) وعظ، وتفسير، وتوبة، ودموع، وصراخ، ولا صلاة؛ على الحجارة أن تكون منحوتة وجاهزة هنا (أي على الأرض) لتوضع في مكانها الصحيح في أورشليم الجديدة.” كلارك (Clarke)
٢. وَسَقَفَ الْبَيْتَ بِأَلْوَاحٍ وَجَوَائِزَ مِنَ الأَرْزِ: كانت هذه الألواح بعضًا من أفضل مواد البناء المتاحة. والانطباع هنا أن المبنى كان رائعًا.
٣. وَبَنَى الْغُرُفَاتِ عَلَى الْبَيْتِ كُلِّهِ: يصف هذا الغرف الملاصقة للهيكل والتي كانت تحيط به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية. وقد بنيت هذه الغرف الجانبية على ثلاثة طوابق.
ثانيًا. وعد الله وبناء سليمان
أ ) الآيات (١١-١٣): الوعد الذي قطعه الله لسليمان.
١١وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلاً: ١٢«هذَا الْبَيْتُ الَّذِي أَنْتَ بَانِيهِ، إِنْ سَلَكْتَ فِي فَرَائِضِي وَعَمِلْتَ أَحْكَامِي وَحَفِظْتَ كُلَّ وَصَايَايَ لِلسُّلُوكِ بِهَا، فَإِنِّي أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ إِلَى دَاوُدَ أَبِيكَ، ١٣وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلاَ أَتْرُكُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».
١. إِنْ سَلَكْتَ فِي فَرَائِضِي: كان هذا وعدًا مشروطًا لسليمان ونسله. وكان يعتمد على طاعة سليمان ونسله.
٢. فَإِنِّي أُقِيمُ مَعَكَ كَلاَمِي… وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: وعد الله سليمان بأنه إن طاع الله فسيملك وينال البركة، محققًا بذلك الوعود التي قطعها الله لداود عن مُلكه (٢ صموئيل الثاني ٧: ٥-١٦). كما وعد أيضًا بحضوره الدائم مع إسرائيل كأمة.
• ربما نقول إنه لم يكن هناك أي جديد في هذا الوعد. فهذه هي في الأساس نفس الوعود التي قدمها العهد القديم لإسرائيل في سيناء. ولكن كان هذا تذكيرًا وتجديدًا مهمّين للوعود السابقة.
٣. وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: حرص الله على ألا يقول إنه سيسكن في الهيكل كما اعتقد الوثنيون أن آلهتهم تعيش في الهياكل. بل قال إنه سيسكن فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كان الهيكل المكان الخاص الذي يلتقي فيه الإنسان مع الله.
ب) الآيات (١٤-٣٨): الهيكل المُكتمل.
١٤فَبَنَى سُلَيْمَانُ الْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ. ١٥وَبَنَى حِيطَانَ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى حِيطَانِ السَّقْفِ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِل بِخَشَبٍ، وَفَرَشَ أَرْضَ الْبَيْتِ بِأَخْشَابِ سَرْوٍ. ١٦وَبَنَى عِشْرِينَ ذِرَاعًا مِنْ مُؤَخَّرِ الْبَيْتِ بِأَضْلاَعِ أَرْزٍ مِنَ الأَرْضِ إِلَى الْحِيطَانِ. وَبَنَى دَاخِلَهُ لأَجْلِ الْمِحْرَابِ، أَيْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ. ١٧وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا كَانَتِ الْبَيْتَ، أَيِ الْهَيْكَلَ الَّذِي أَمَامَهُ. ١٨وَأَرْزُ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل كَانَ مَنْقُورًا عَلَى شِكْلِ قِثَّاءٍ وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ. الْجَمِيعُ أَرْزٌ. لَمْ يَكُنْ يُرَى حَجَرٌ. ١٩وَهَيَّأَ مِحْرَابًا فِي وَسَطِ الْبَيْتِ مِنْ دَاخِل لِيَضَعَ هُنَاكَ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ. ٢٠وَلأَجْلِ الْمِحْرَابِ عِشْرُونَ ذِرَاعًا طُولاً وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا عَرْضًا وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا سَمْكًا. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَغَشَّى الْمَذْبَحَ بِأَرْزٍ. ٢١وَغَشَّى سُلَيْمَانُ الْبَيْتَ مِنْ دَاخِل بِذَهَبٍ خَالِصٍ. وَسَدَّ بِسَلاَسِلِ ذَهَبٍ قُدَّامَ الْمِحْرَابِ. وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ. ٢٢وَجَمِيعُ الْبَيْتِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِلَى تَمَامِ كُلِّ الْبَيْتِ، وَكُلُّ الْمَذْبَحِ الَّذِي لِلْمِحْرَابِ غَشَّاهُ بِذَهَبٍ. ٢٣وَعَمِلَ فِي الْمِحْرَابِ كَرُوبَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ، عُلُوُّ الْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ. ٢٤وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الْوَاحِدُ، وَخَمْسُ أَذْرُعٍ جَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرُ. عَشَرُ أَذْرُعٍ مِنْ طَرَفِ جَنَاحِهِ إِلَى طَرَفِ جَنَاحِهِ. ٢٥وَعَشَرُ أَذْرُعٍ الْكَرُوبُ الآخَرُ. قِيَاسٌ وَاحِدٌ، وَشَكْلٌ وَاحِدٌ لِلْكَرُوبَيْنِ. ٢٦عُلُوُّ الْكَرُوبِ الْوَاحِدِ عَشَرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا الْكَرُوبُ الآخَرُ. ٢٧وَجَعَلَ الْكَرُوبَيْنِ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ، وَبَسَطُوا أَجْنِحَةَ الْكَرُوبَيْنِ فَمَسَّ جَنَاحُ الْوَاحِدِ الْحَائِطَ وَجَنَاحُ الْكَرُوبِ الآخَرِ مَسَّ الْحَائِطَ الآخَرَ. وَكَانَتْ أَجْنِحَتُهُمَا فِي وَسَطِ الْبَيْتِ يَمَسُّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. ٢٨وَغَشَّى الْكَرُوبَيْنِ بِذَهَبٍ. ٢٩وَجَمِيعُ حِيطَانِ الْبَيْتِ فِي مُسْتَدِيرِهَا رَسَمَهَا نَقْشًا بِنَقْرِ كَرُوبِيمَ وَنَخِيل وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ. ٣٠وَغَشَّى أَرْضَ الْبَيْتِ بِذَهَبٍ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ. ٣١وَعَمِلَ لِبَابِ الْمِحْرَابِ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ. السَّاكِفُ وَالْقَائِمَتَانِ مُخَمَّسَةٌ. ٣٢وَالْمِصْرَاعَانِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ. وَرَسَمَ عَلَيْهِمَا نَقْشَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيل وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ، وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ، وَرَصَّعَ الْكَرُوبِيمَ وَالنَّخِيلَ بِذَهَبٍ. ٣٣وَكَذلِكَ عَمِلَ لِمَدْخَلِ الْهَيْكَلِ قَوَائِمَ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ مُرَبَّعَةً، ٣٤وَمِصْرَاعَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّرْوِ. الْمِصْرَاعُ الْوَاحِدُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ، وَالْمِصْرَاعُ الآخَرُ دَفَّتَانِ تَنْطَوِيَانِ. ٣٥وَنَحَتَ كَرُوبِيمَ وَنَخِيلاً وَبَرَاعِمَ زُهُورٍ، وَغَشَّاهَا بِذَهَبٍ مُطَرَّق عَلَى الْمَنْقُوشِ. ٣٦وَبَنَى الدَّارَ الدَّاخِلِيَّةَ ثَلاَثَةَ صُفُوفٍ مَنْحُوتَةٍ، وَصَفًّا مِنْ جَوَائِزِ الأَرْزِ. ٣٧فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ أُسِّسَ بَيْتُ الرَّبِّ فِي شَهْرِ زِيُو. ٣٨وَفِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ فِي شَهْرِ بُولَ، وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّامِنُ، أُكْمِلَ الْبَيْتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَأَحْكَامِهِ. فَبَنَاهُ فِي سَبْعِ سِنِينٍ.
١. الْمِحْرَابِ (الحُجرَةَ الدَّاخِلِيَّةَ) عِشْرُونَ ذِرَاعًا طُولاً وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا عَرْضًا وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا سَمْكًا: تم إيلاء اهتمام خاص لقدس الأقداس، أي المكان الأكثر قداسة. فكان المِحراب عبارة عن مكعب طوله ثلاثون قدمًا (١٠ أمتار) مغطى بالذهب بشكل كامل. واحتوى على تمثالين كبيرين لكروبَين (ارتفاع الواحد منهما ١٥ ذراعًا أو ٥ أمتار) وقد غُشيا بالذهب.
• كانت هناك سلاسل من ذهب على الحجاب الذي يفصل بين القدس وقدس الأقدس. “عملت سلاسل الذهب الممتدة عبر أمام الدار الداخلية على تعزيز فكرة عدم إمكانية الوصول إلى هذا المكان المقدس.” باترسون واوستيل (Patterson and Austel)
• كَرُوبَيْنِ مِنْ خَشَبِ الزَّيْتُونِ: كان هذان التمثالان الكبيران الموجودان داخل قدس الأقدس يواجهان المدخل إلى الحجرة الداخلية، بحيث يواجه رئيس الكهنة هذين الحارسين العملاقين لحضور الله حالما يدخل قدس الأقداس.
• وَغَشَّى أَرْضَ الْبَيْتِ بِذَهَبٍ: كان هنالك ذهب في كل مكان في الهيكل. إذ كانت الجدران مغطاة بالذهب (١ ملوك ٦: ٢٠-٢٢)، وكانت الأرضية مغطاة بالذهب (١ ملوك ٦: ٣٠)، ودُقَّ الذهب في المنحوتات على الأبواب (١ ملوك ٦: ٣٢).
٢. وَجَمِيعُ حِيطَانِ الْبَيْتِ فِي مُسْتَدِيرِهَا رَسَمَهَا نَقْشًا بِنَقْرِ كَرُوبِيمَ وَنَخِيل وَبَرَاعِمِ زُهُورٍ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ: كان هذا على نمط خيمة الإجتماع التي ضمت تصاميم منسوجة للكروبيم على الغطاء الداخلي.
٣. وَبَنَى الدَّارَ الدَّاخِلِيَّةَ: كانت الدَّارَ الدَّاخِلِيَّةَ هي المكان المخصص للكهنة حيث يوجد المذبح والمرحضة وحيث تقدم الذبيحة. وفي الخارج، كانت هنالك الساحة الكبيرة حيث كان يجتمع فيها الناس للصلاة. وكان خارجها ساحة مخصصة للنساء، وخارجها ساحة أخرى مخصصة للأمم.
• يجب أن نتذكر دائمًا أنه بموجب العهد القديم، لم يكن يُسمح للشعب بدخول الهيكل. ولم يُسمح إلاّ للكهنة بأن يوجدوا هناك لخدمة الشعب. وكان الشعب يجتمعون ليعبدوا في الدار الخارجية.
٤. فَبَنَاهُ فِي سَبْعِ سِنِينٍ: كان المبنى النهائي للهيكل مذهلًا للغاية. كان من السهل على إسرائيل التركيز على هيكل الله بدلاً من إله الهيكل. ولكن من دون الاستمرار في الأمانة لله، سيتلاشى تلاشي مجد الهيكل سريعًا. تعرض هذا الهيكل الرائع للنهب بعد خمس سنوات فقط من موت سليمان (١ ملوك ١٤: ٢٥-٢٧).