ملوك الأول ٢
تثبيت عرش سليمان
أولًا. أعمال الملك داود الأخيرة.
أ ) الآيات (١-٤): وصية داود لسليمان.
١وَلَمَّا قَرُبَتْ أَيَّامُ وَفَاةِ دَاوُدَ أَوْصَى سُلَيْمَانَ ابْنَهُ قَائِلاً: ٢«أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا، فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلاً. ٣اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ، إِذْ تَسِيرُ فِي طُرُقِهِ، وَتَحْفَظُ فَرَائِضَهُ، وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَشَهَادَاتِهِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، لِكَيْ تُفْلِحَ فِي كُلِّ مَا تَفْعَلُ وَحَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ. ٤لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي قَائِلاً: إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ طَرِيقَهُمْ وَسَلَكُوا أَمَامِي بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ، قَالَ لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ.
١. أَنَا ذَاهِبٌ فِي طَرِيقِ الأَرْضِ كُلِّهَا: لقد أدرك داود بن يسى – أعظم ملوك إسرائيل – باستثناء المسيح – أنه كان مجرد إنسان، وأنه يشارك نفس المصير مع كل البشر. عالمًا أنه سيرحل من هذه الحياة قريبًا، أعطى داود وصية أخيرة لسليمان.
• نجد تفاصيل وصية داود لسليمان في أخبار الأيام الأولى ٢٨ و ٢٩. وهي تشدد بشكل خاص على دور سليمان في بناء الهيكل.
٢. فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلًا: ربما استشعر داود بعض نقاط الضعف في سليمان. ربما علم أن سليمان سيمر باختبارات صعبة لم يختبرها من قبل. ومهما كان السبب تحديدًا، عرف داود أن سليمان بحاجة إلى القوة والشجاعة (فَتَشَدَّدْ وَكُنْ رَجُلًا). إذ تتطلب المسؤوليات الكبيرة قوة وشجاعة كبيرتين.
• نشعر من كلمات داود أن سليمان واجه تحديات كبيرة، سواء أعَرف ذلك أم لا. “استخدم الفلسطيون نفس العبارة في ١ صموئيل ٤: ٩ حيث شجعوا بعضهم بعضًا في معركتهم ضد ما افترضوا أنه خصم لا يمكن تخطيه.” باترسون وأوستل (Patterson and Austel).
٣. اِحْفَظْ شَعَائِرَ الرَّبِّ إِلهِكَ: “عرف داود أيضًا أن سليمان لا يمكن أن يكون قويًا أو شجاعًا من دون الشركة مع الله وطاعته. فمن خلال هذه الشركة المتسمة بالطاعة، سينجح سليمان في كل ما يفعل.
٤. لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنِّي: كان لدى داود سبب عام لحث سليمان على الطاعة، ولكن كان لديه أيضًا سبب محدد، وهو وعد محدد من الله. فقد وعد الله داود أنه طالما سار أبناؤه في طاعة الشريعة، فإنهم سيحتفظون بعرش إسرائيل.
• كان هذا وعدًا رائعًا. بغض النظر عما يمكن أن يفعله الأشوريون أو المصريون أو البابليون، فإن عاش أبناء داود بطاعة الله وتبعوا وصاياه بكل قلوبهم وأرواحهم، فإنه سيثبّت مملكتهم. الرب سيتكفل بباقي الأمور.
• قد نحسد أبناء داود على أن لديهم مثل هذا الوعد، ولكن لدينا وعدًا مماثلًا من الله. قال يسوع في إنجيل متى ٦: ٣٣ “لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” لقد وعد الله بأنه سيعتني بكل شيء إن وضعنا ملكوته أولًا.
ب) الآيات (٥-٩): نصائح في ما يتعلق بالتعامل مع الأصدقاء والأعداء.
٥وَأَنْتَ أَيْضًا تَعْلَمُ مَا فَعَلَ بِي يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ، مَا فَعَلَ لِرَئِيسَيْ جُيُوشِ إِسْرَائِيلَ: ابْنَيْرَ بْنِ نَيْرَ وَعَمَاسَا بْنِ يَثْرٍ، إِذْ قَتَلَهُمَا وَسَفَكَ دَمَ الْحَرْبِ فِي الصُّلْحِ، وَجَعَلَ دَمَ الْحَرْبِ فِي مِنْطَقَتِهِ الَّتِي عَلَى حَقَوَيْهِ وَفِي نَعْلَيْهِ اللَّتَيْنِ بِرِجْلَيْهِ. ٦فَافْعَلْ حَسَبَ حِكْمَتِكَ وَلاَ تَدَعْ شَيْبَتَهُ تَنْحَدِرُ بِسَلاَمٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ. ٧وَافْعَلْ مَعْرُوفًا لِبَنِي بَرْزِلاَّيِ الْجِلْعَادِيِّ فَيَكُونُوا بَيْنَ الآكِلِينَ عَلَى مَائِدَتِكَ، لأَنَّهُمْ هكَذَا تَقَدَّمُوا إِلَيَّ عِنْدَ هَرَبِي مِنْ وَجْهِ أَبْشَالُومَ أَخِيكَ. ٨وَهُوَذَا مَعَكَ شِمْعِي بْنُ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيُّ مِنْ بَحُورِيمَ، وَهُوَ لَعَنَنِي لَعْنَةً شَدِيدَةً يَوْمَ انْطَلَقْتُ إِلَى مَحَنَايِمَ، وَقَدْ نَزَلَ لِلِقَائِي إِلَى الأُرْدُنِّ، فَحَلَفْتُ لَهُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: إِنِّي لاَ أُمِيتُكَ بِالسَّيْفِ. ٩وَالآنَ فَلاَ تُبَرِّرْهُ لأَنَّكَ أَنْتَ رَجُلٌ حَكِيمٌ، فَاعْلَمْ مَا تَفْعَلُ بِهِ وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِالدَّمِ إِلَى الْهَاوِيَةِ».
١. وَلاَ تَدَعْ شَيْبَتَهُ تَنْحَدِرُ بِسَلاَمٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ: أراد داود من سليمان أن يبدأ حُكمه بالعدل، وأن يقتص من يوآب أولًا، الذي كان مذنبًا بقتل كل من ابْنَيْر، قائد جيش إسرائيل تحت حكم شاول (٢ صموئيل ٣ :٢٧) وعَمَاسَا، قائد في جيش داود (٢ صموئيل ٢٠: ٩-١٠).
• كان يوآب من أعقد الشخصيات في العهد القديم. كان شديد الولاء لداود، لكنه لم يكن مطيعًا بالكامل. لقد عصى داود عندما اعتقد أن ذلك في مصلحة داود، وكان ماكرًا وقاسيًا في تعزيز موقفه الشخصي.
• لم يذكر داود قتل يوآب لأبشالوم، مع أنه أمره بأن لا يفعل ذلك (٢ صموئيل ١٨). ربما أدرك داود في هذا الوقت أن أبشالوم كان يجب أن يموت بسبب خيانته ومحاولته لقتل داود.
• يعتقد كثيرون أن داود لم يأمر بإعدام يوآب أثناء مُلكه لأن يوآب كان يعرف سبب مقتل أوريا زوج بثشبع (٢ صموئيل ١١: ١٤-٢٥). والفكرة هنا هي أن يوآب استخدم هذه المعلومات لابتزاز داود. قد يكون هذا صحيحًا، ولكن يبدو أن آخرين عرفوا ما فعله داود مع بثشبع ومع أوريا أيضًا (مثل ناثان النبي والخدام في قصر داود). ويبدو أن ابتزاز يوآب كان سيكون فعالًا أكثر لو لم يعرف أحد غيره عن الموضوع.
• على الأقل، كان داود يعرف مدى تعقيد شخصية يوآب. عرف ولاء يوآب والتضحيات التي قدمها لداود على مر السنين، وعرف أيضًا عنفه وقسوته. “شعر داود وكأنه مديون ليوآب. ورغم عدم افتقار داود إلى الشجاعة على نحو مؤكد، إلا أنه لم يكن قادرًا على التعامل مع امتزاج ولاء يوآب مع أعماله الشريرة.” باترسون وأوستيل (Patterson and Austel)
٢. افْعَلْ مَعْرُوفًا لِبَنِي بَرْزِلاَّيِ الْجِلْعَادِيِّ: وطلب داود من سليمان أيضًا أن ينصف أولئك الذين ساعدوه في الوقت الذي كان فيه في أمس الحاجة إلى المساعدة.
• “كان تناول الطعام على مائدة الملك يعادل الحصول على معاش تقاعدي، حيث يتلقى المستفيد منحة ملكية منتظمة بدل الطعام والملبس، مع منزل وقطعة أرض لإعالته وأسرته.” وايزمان (Wiseman)
٣. شِمْعِي… وَأَحْدِرْ شَيْبَتَهُ بِالدَّمِ إِلَى الْهَاوِيَةِ: تعهد داود بأنه لن يقتل المتمرد البغيض، شمعي (٢ صموئيل ١٦: ٥-١٣). كان من الصواب أن يفي داود بنذره، لكن كان من الصواب أيضًا أن يتأكد من أن يأخذ شمعي جزاءه من دون أن يخلف داود وعده.
ج) الآيات (١٠-١٢): موت داود
١٠وَاضْطَجَعَ دَاوُدُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. ١١وَكَانَ الزَّمَانُ الَّذِي مَلَكَ فِيهِ دَاوُدُ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فِي حَبْرُونَ مَلَكَ سَبْعَ سِنِينٍ، وَفِي أُورُشَلِيمَ مَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً. ١٢وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدًّا.
١. وَاضْطَجَعَ دَاوُدُ مَعَ آبَائِهِ: ستصبح هذه الكلمات مألوفة جدًا في سفري الملوك الأول والثاني لوصف انتقال أي ملك من هذا العالم. انتقل داود فعلًا من هذه الحياة إلى الراحة الأبدية والمجازاة.
• هكذا انتهت حياة رجل كان من أعظم الرجال الذين ساروا على وجه الأرض على الإطلاق. فمات بشيبةٍ صالحة وقد شبع أيامًا وغِنى وكرامة (١ أخبار الأيام ٢٩: ٢٨). “لا نسمع كلمة واحدة عن خطية الزنا والقتل التي ارتكبها، لأنه تصالح تمامًا مع الله.” تراب (Trapp)
• “كان راعيًا، وجنديًا، وخارجًا عن القانون، وملكًا، وهاربًا، وخاطئًا، وقديسًا، وشاعرًا… كانت اختباراته عمل الله في حياته، ليصبح حسب قلب الله.” ريدباث (Redpath)
• “وبشكل عام عاش حياته بطريقة جيدة، ويبدو أنه مات أيضًا بطريقة جيدة. وكملك، وقائد جيش، وشاعر، وأب، وصديق، لم يكن له نظراء إلا قلّة، ولم يتفوق عليه أحد، من زمنه إلى يومنا هذا.” كلارك (Clarke)
٢. وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ: كان قبر داود معروفًا في زمن يسوع والرسل كما هو موضح في أعمال الرسل ٢: ٢٩. وأشار الكاتب المسيحي جيروم أن مكان القبر كان معروفًا في عصره. ومن المؤكد أن ما يُعرف حاليًا في أورشليم باسم قبر داود ليس القبر الحقيقي الذي كان معروفًا في العصور القديمة.
• “وفقًا لسفر ملوك الثاني ١١: ١٠، تم حفظ أسلحة داود كآثار في الهيكل (المكان المقدس). ووفقًا ليوسيفوس، دفنت معه كنوز أخرى.” ديلداي (Dilday)
٣. وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَتَثَبَّتَ مُلْكُهُ جِدًّا: كتبت هذه الجملة لإظهار أن هذا كان تحقيقًا للوعد الذي قطعه الله مع داود في ٢ صموئيل ٧: ١٢-١٦. تحقق هذا الوعد في نهاية المطاف في يسوع، ابن داود؛ ولكن كان له أيضًا تحقيق جزئي ومحدد في سليمان.
• “كانت بداية مُلك سليمان، من بعض النواحي، أروع فترة في تاريخ شعب إسرائيل. إنما العظمة والفخامة كانت إلى حد كبير عقلية ومادية. أما الناحية الروحية فكانت غائبة بشكل ملحوظ.” مورجان (Morgan)
ثانيًا. سليمان يُثبت عرشه
أ ) الآيات (١٣-١٨): يطلب أدونيا من بثشبع أن تقدم التماسًا نيابة عنه.
١٣ثُمَّ جَاءَ أَدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيثَ إِلَى بَثْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ. فَقَالَتْ: «أَلِلسَّلاَمِ جِئْتَ؟» فَقَالَ: «لِلسَّلاَمِ». ١٤ثُمَّ قَالَ: «لِي مَعَكِ كَلِمَةٌ». فَقَالَتْ: «تَكَلَّمْ». ١٥فَقَالَ: «أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ الْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ صَارَ لَهُ. ١٦وَالآنَ أَسْأَلُكِ سُؤَالاً وَاحِدًا فَلاَ تَرُدِّينِي فِيهِ». فَقَالَتْ لَهُ: «تَكَلَّمْ». ١٧فَقَالَ: «قُولِي لِسُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَرُدُّكِ، أَنْ يُعْطِيَنِي أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ امْرَأَةً». ١٨فَقَالَتْ بَثْشَبَعُ: «حَسَنًا. أَنَا أَتَكَلَّمُ عَنْكَ إِلَى الْمَلِكِ».
١. «أَلِلسَّلاَمِ جِئْتَ؟»: كان هذا سؤالًا في مكانه. فقد حاول أدونيا أن يستولي على العرش ليصبح ملكًا على إسرائيل، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب تحذير ناثان وبثشبع للملك داود من محاولة الإنقلاب التي يقودها أدونيا. فكان لأدونيا سببًا للإنتقام من بثشبع.
٢. أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ: يبدو أن أدونيا كان يعاني من أوهام العظمة. وتخيل وجود دعم شعبي واسع ليحكم كملك. ولكن لم يدعمه، في الواقع، سوى عدد قليل من المتذمرين المؤثرين، وسرعان ما تخلوا عنه عندما كان واضحًا أن داود اختار سليمان (١ ملوك ١: ٤٩).
٣. أَنْ يُعْطِيَنِي أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ امْرَأَةً: يوجد احتمال قوي أن أبيشج كانت من حريم داود وبالتالي فهي مرتبطة بشكل شرعي به. لكن موت داود كسر تلك الرابطة، فأراد أدونيا أن يتخذ من الأرملة المحظية أبيشج زوجة.
• يمكننا أن نستنتج أن أدونيا أراد أكثر من مجرد جمال أبيشج (١ ملوك ١: ٣-٤). في ٢ صموئيل ١٦: ٢٠-٢٣، أكد أبشالوم، شقيق أدونيا، مطالبه باستلام عرش داود بأخذ سراري داود لنفسه. أراد أدونيا يعلن أو يبني حجته بالمطالبة بعرش سليمان من خلال اتخاذ زوجة داود الأرملة.
• توجد عدة أمثلة تاريخية تدعم هذا التصرف. في حضارة الفرس والعرب القديمة، كان الملك الجديد يأخذ حريم الملك السابق.
ب) الآيات (١٩-٢١): تقدم بثشبع الطلب إلى سليمان.
١٩فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ. ٢٠وَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَسْأَلُكَ سُؤَالاً وَاحِدًا صَغِيرًا. لاَ تَرُدَّنِي». فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «اسْأَلِي يَا أُمِّي، لأَنِّي لاَ أَرُدُّكِ». ٢١فَقَالَتْ: «لِتُعْطَ أَبِيشَجُ الشُّونَمِيَّةُ لأَدُونِيَّا أَخِيكَ امْرَأَةً».
١. فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ: كانت تعلم أن هذا طلب مشين، مع ذلك، وافقت على إحضاره إلى سليمان. ربما اعتقدت أنه أفضل أن يعرف سليمان نيّات أدونيا.
٢. إِنَّمَا أَسْأَلُكَ سُؤَالاً وَاحِدًا صَغِيرًا: علمت بثشبع أن هذا ليس التماسًا صغيرًا على الإطلاق. ربما استخدمت نبرة ساخرة قليلًا لتجعل طلب أدونيا يبدو أكثر إهانة بالنسبة لسليمان.
ج) الآيات (٢٢-٢٥): سليمان يأمر بإعدام أدونيا لمطالبته بالعرش.
٢٢فَأَجَابَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَقَالَ لأُمِّهِ: «وَلِمَاذَا أَنْتِ تَسْأَلِينَ أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ لأَدُونِيَّا؟ فَاسْأَلِي لَهُ الْمُلْكَ لأَنَّهُ أَخِي الأَكْبَرُ مِنِّي! لَهُ وَلأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ وَلِيُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ». ٢٣وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ الْمَلِكُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «هكَذَا يَفْعَلُ لِيَ اللهُ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ أَدُونِيَّا بِهذَا الْكَلاَمِ ضِدَّ نَفْسِهِ. ٢٤وَالآنَ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي، وَالَّذِي صَنَعَ لِي بَيْتًا كَمَا تَكَلَّمَ، إِنَّهُ الْيَوْمَ يُقْتَلُ أَدُونِيَّا». ٢٥فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِيَدِ بَنَايَاهُو بْنِ يَهُويَادَاعَ، فَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ.
١. فَاسْأَلِي لَهُ الْمُلْكَ (أيضًا): فهم سليمان الوضع تمامًا. وعرف أنها محاولة من أدونيا للمطالبة بعرش إسرائيل.
٢. وَالآنَ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي: كان سليمان مستعدًا تمامًا للحكم على أدونيا لأنه علم أن الله أعطاه عرش إسرائيل.
٣. إِنَّهُ الْيَوْمَ يُقْتَلُ أَدُونِيَّا: تصرف سليمان ببساطة وفقًا للأحكام ’الإفراج المشروط‘ الممنوحة لأدونيا في ١ ملوك ١:٥٢ «إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ». قدم أدونيا طلبًا متسمًا بالشر والغدر تسبب في موته في النهاية.
• نتساءل لماذا قدم أدونيا – بعد سماعه التحذير الذي وجهه سليمان في ١ ملوك ١: ٥٢ – مثل هذا الطلب المشين. ربما شعر أن سليمان كان صغيرًا جدًا، أو ليست لديه الخبرة الكافية، أو يخشى اتخاذ القرار الصحيح. ولكن سرعان ما اكتشف أن سليمان كان قائدًا حكيمًا وحاسمًا.
د ) الآيات (٢٦-٢٧): نفي أبياثار.
٢٦وَقَالَ الْمَلِكُ لأَبِيَاثَارَ الْكَاهِنِ: «اذْهَبْ إِلَى عَنَاثُوثَ إِلَى حُقُولِكَ، لأَنَّكَ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ، وَلَسْتُ أَقْتُلُكَ فِي هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّكَ حَمَلْتَ تَابُوتَ سَيِّدِي الرَّبِّ أَمَامَ دَاوُدَ أَبِي، وَلأَنَّكَ تَذَلَّلْتَ بِكُلِّ مَا تَذَلَّلَ بِهِ أَبِي». ٢٧وَطَرَدَ سُلَيْمَانُ أَبِيَاثَارَ عَنْ أَنْ يَكُونَ كَاهِنًا لِلرَّبِّ، لإِتْمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَيْتِ عَالِي فِي شِيلُوهَ.
١. لأَنَّكَ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ: استحق أبياثار الموت لأنه دعم أدونيا في محاولة استيلائه على العرش ولأنه تحدى إرادة الله وإرادة الملك داود (١ ملوك ١: ٧). كانت هذه خيانة لكل من الله وملك إسرائيل.
٢. وَلَسْتُ أَقْتُلُكَ فِي هذَا الْيَوْمِ: كان سليمان رحيمًا وحكيمًا مع أبياثار. أظهرت الرحمة لأبياثار بإبقائه على قيد الحياة في ضوء مكانته السابقة كرئيس للكهنة وداعمًا لداود. أظهرت الحكمة في نفيه والقول: “لَسْتُ أَقْتُلُكَ فِي هذَا الْيَوْمِ.” أخبر سليمان أبياثار أنه لا يزال من الممكن إعدامه.
٣. لإِتْمَامِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى بَيْتِ عَالِي فِي شِيلُوهَ: يشير هذا إلى النبوات الموجودة في صموئيل الأول ٢: ٢٧-٣٦ و ٣: ١١-١٤. بإزالة أبياثار من الكهنوت، حقق سليمان، بلا قصد، الوعد بدينونة الله على بيت عالي، قبل حوالي ١٠٠ عام من تولي سليمان العرش.
هـ) الآيات (٢٨-٣٥): اعدام يوآب.
٢٨فَأَتَى الْخَبَرُ إِلَى يُوآبَ، لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ، فَهَرَبَ يُوآبُ إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ. ٢٩فَأُخْبِرَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ يُوآبَ قَدْ هَرَبَ إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَهَا هُوَ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ. فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ قَائِلاً: «اذْهَبِ ابْطِشْ بِهِ». ٣٠فَدَخَلَ بَنَايَاهُو إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: اخْرُجْ». فَقَالَ: «كَلاَّ، وَلكِنَّنِي هُنَا أَمُوتُ». فَرَدَّ بَنَايَاهُو الْجَوَابَ عَلَى الْمَلِكِ قَائِلاً: «هكَذَا تَكَلَّمَ يُوآبُ وَهكَذَا جَاوَبَنِي». ٣١فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «افْعَلْ كَمَا تَكَلَّمَ، وَابْطِشْ بِهِ وَادْفِنْهُ، وَأَزِلْ عَنِّي وَعَنْ بَيْتِ أَبِي الدَّمَ الزَّكِيَّ الَّذِي سَفَكَهُ يُوآبُ، ٣٢فَيَرُدُّ الرَّبُّ دَمَهُ عَلَى رَأْسِهِ، لأَنَّهُ بَطَشَ بِرَجُلَيْنِ بَرِيئَيْنِ وَخَيْرٍ مِنْهُ وَقَتَلَهُمَا بِالسَّيْفِ، وَأَبِي دَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ، وَهُمَا أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِ إِسْرَائِيلَ، وَعَمَاسَا بْنُ يَثَرٍ رَئِيسُ جَيْشِ يَهُوذَا. ٣٣فَيَرْتَدُّ دَمُهُمَا عَلَى رَأْسِ يُوآبَ وَرَأْسِ نَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ، وَيَكُونُ لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ وَبَيْتِهِ وَكُرْسِيِّهِ سَلاَمٌ إِلَى الأَبَدِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». ٣٤فَصَعِدَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَبَطَشَ بِهِ وَقَتَلَهُ، فَدُفِنَ فِي بَيْتِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ. ٣٥وَجَعَلَ الْمَلِكُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ مَكَانَهُ عَلَى الْجَيْشِ، وَجَعَلَ الْمَلِكُ صَادُوقَ الْكَاهِنَ مَكَانَ أَبِيَاثَارَ.
١. وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ: دعم يوآب أدونيا في محاولته الإستيلاء على عرش داود. والآن قلد أدونيا في محاولته إيجاد مخرج لمشكلته بالتمسك بقرون المذبح (كما فعل أدونيا في ١ ملوك ١: ٥٠-٥٣).
• “لم يكن يعرف إلى أين يلجأ، إلا أنه هرب إلى قرون مذبح، الذي لم يقترب منه من قبل إلا نادرًا. على حد علمنا، لم يبدِ إلا القليل من الاحترام للدين طوال حياته. كان محاربًا قاسيًا، ولم يهتم كثيرًا بالله أو بخيمة الإجتماع أو بالكهنة أو بالمذبح. ولكن عندما تعرضت حياته للخطر، هرب نحو ما كان يتجنبه، ولجأ إلى ما كان يهمله.” سبيرجن (Spurgeon)
• “لم يُفد التمسك الفعلي بقرون المذبح، يوآب بشيء. هناك كثيرون – أوه، كم عددهم كبير! – يأملون في نوال الخلاص، لأنهم، كما يعتقدون، تمسكوا بقرون المذبح من خلال الطقوس الدينية.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. اذْهَبِ ابْطِشْ بِهِ: رغم أن أخذ مذبح مقدس كملجأ كان عادة معرفة في العالم القديم، إلا أن سليمان عرف أنها عادة قديمة لم تستخدم في إسرائيل لحماية رجل مذنب. وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ (خروج ٢١: ١٤). ولأن يوآب رفض ترك المذبح، أمر سليمان بإعدامه هناك.
• “كان من شأن عدم قتل يوآب أن يشكل إهانة للعدالة. كان داود مذنبًا في تأخير هذا الحُكم لفترة طويلة؛ لكن ظروف حكومته حينها لم تكن تسمح له بفعل هذا قبل ذلك.” كلارك (Clarke)
٣. وَيَكُونُ لِدَاوُدَ وَنَسْلِهِ وَبَيْتِهِ وَكُرْسِيِّهِ سَلاَمٌ إِلَى الأَبَدِ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ: لن يحدث هذا إن لم يتبع نسل داود الرب. لا يحدد أجدادنا مصيرنا، بل علاقتنا الحالية بالله.
• عزز داود هذا المبدأ مع سليمان في وقت سابق في هذا الأصحاح بتذكيره بما وعد به الرب: إِذَا حَفِظَ بَنُوكَ طَرِيقَهُمْ وَسَلَكُوا أَمَامِي بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ، قَالَ لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ عَنْ كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ (٢ ملوك ٢: ٤).
و ) الآيات (٣٦-٤٦): يصفي سليمان حسابات الماضي مع شمعي.
٣٦ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ وَدَعَا شِمْعِيَ وَقَالَ لَهُ: «اِبْنِ لِنَفْسِكَ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ، وَأَقِمْ هُنَاكَ وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ هُنَاكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَالِكَ. ٣٧فَيَوْمَ تَخْرُجُ وَتَعْبُرُ وَادِيَ قَدْرُونَ، اعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، وَيَكُونُ دَمُكَ عَلَى رَأْسِكَ». ٣٨فَقَالَ شِمْعِي لِلْمَلِكِ: «حَسَنٌ الأَمْرُ. كَمَا تَكَلَّمَ سَيِّدِي الْمَلِكُ كَذلِكَ يَصْنَعُ عَبْدُكَ». فَأَقَامَ شِمْعِي فِي أُورُشَلِيمَ أَيَّامًا كَثِيرَةً. ٣٩وَفِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ هَرَبَ عَبْدَانِ لِشِمْعِي إِلَى أَخِيشَ بْنِ مَعْكَةَ مَلِكِ جَتَّ، فَأَخْبَرُوا شِمْعِي قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَبْدَاكَ فِي جَتَّ». ٤٠فَقَامَ شِمْعِي وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ وَذَهَبَ إِلَى جَتَّ إِلَى أَخِيشَ لِيُفَتِّشَ عَلَى عَبْدَيْهِ، فَانْطَلَقَ شِمْعِي وَأَتَى بِعَبْدَيْهِ مِنْ جَتَّ. ٤١فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ شِمْعِي قَدِ انْطَلَقَ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى جَتَّ وَرَجَعَ. ٤٢فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَدَعَا شِمْعِيَ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا اسْتَحْلَفْتُكَ بِالرَّبِّ وَأَشْهَدْتُ عَلَيْكَ قَائِلاً: إِنَّكَ يَوْمَ تَخْرُجُ وَتَذْهَبُ إِلَى هُنَا وَهُنَالِكَ، اعْلَمَنَّ بِأَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ؟ فَقُلْتَ لِي: حَسَنٌ الأَمْرُ. قَدْ سَمِعْتُ. ٤٣فَلِمَاذَا لَمْ تَحْفَظْ يَمِينَ الرَّبِّ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا؟». ٤٤ثُمَّ قَالَ الْمَلِكُ لِشِمْعِي: «أَنْتَ عَرَفْتَ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي عَلِمَهُ قَلْبُكَ الَّذِي فَعَلْتَهُ لِدَاوُدَ أَبِي، فَلْيَرُدَّ الرَّبُّ شَرَّكَ عَلَى رَأْسِكَ. ٤٥وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ يُبَارَكُ، وَكُرْسِيُّ دَاوُدَ يَكُونُ ثَابِتًا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ». ٤٦وَأَمَرَ الْمَلِكُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ، فَخَرَجَ وَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ. وَتَثَبَّتَ الْمُلْكُ بِيَدِ سُلَيْمَانَ.
١. وَلاَ تَخْرُجْ مِنْ هُنَاكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَالِكَ: كان شمعي مواليًا لبيت الملك السابق شاول، وبدا مهددًا لبيت داود (٢ صموئيل ١٦: ٥-٨).
أوصى داود سليمان بأن لا يسمح لشمعي بأن يموت ميتة طبيعية (١ ملوك ٢: ٨). فبدأ سليمان في التعامل مع شمعي بوضعه رهن الإقامة الجبرية.
٢. حَسَنٌ الأَمْرُ: علم شمعي أن سليمان كان رحيمًا معه وكريمًا جدًا. لم يوافق فحسب، بل كان ممتنًا أيضًا.
٣. فَلِمَاذَا لَمْ تَحْفَظْ يَمِينَ الرَّبِّ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا؟: أظهر سليمان رحمته نحو شمعي، ولكن شمعي أساء إليها واستغلها. ويبدو أنها كانت أساسًا مسألة إهمال أو نسيان، ولكن إهمال عهد ملكي أو نسيانه كان يُعد جريمة.
٤. وَتَثَبَّتَ الْمُلْكُ بِيَدِ سُلَيْمَانَ: يوضح هذا الإصحاح أن عرش سليمان كان آمنًا منذ البداية، بخلاف حُكم كل من داود وشاول.
• كان هذا التحقيق للعدالة مهمًا بالنسبة لسليمان. “يبدو أنه فكر: إن بقي هؤلاء الأشرار من دون عقاب، فلن تزدهر الأمة يومًا. وأن تحقيق العدالة هو أمر من الرب كان عليه تنفيذه لكي يثبت مُلكه ويستمر.” كلارك (Clarke)
• “من المثير للاهتمام أن نقارن موقفه الآن مع موقف سلفيه، شاول وداود، في بداية حكمهما. تعرض كلاهما لقدر من الشبهات من الشعب والمقاومة، وقد تعامل كلاهما مع هذه المشاكل بإتخاذ إجراء حازم، مقرونًا بالتفاهم والتسامح. لكن قضى سليمان على أعدائه المحتملين بسرعة وبقسوة.” باين (Payne)
• “يا ليتنا نسرع في قتل المتمردين الرئيسيين في حياتنا، أي تلك الخطايا المتسلطة التي تهدد أرواحنا الغالية.” تراب (Trapp)