سفر دانيال – الإصحاح ٦
في جب الأسود
لطالما كانت هذه قصة كتابية محبوبة. ولا عجب في هذا. إذ توجد فيها سمات درامية مثيرة – حسد مرؤوسين سياسيين، وغرور ملك، ونزاهة رجل، وقوة الله وحفظه، وحتى حيوانات برية، وعنف.
أولًا. كيف حُكم على دانيال بأن يُرسَل إلى جب الأسود
أ ) الآيات (١-٣): دانيال في إدارة داريوس.
١حَسُنَ عِنْدَ دَارِيُّوسَ أَنْ يُوَلِّيَ عَلَى الْمَمْلَكَةِ مِئَةً وَعِشْرِينَ مَرْزُبَانًا يَكُونُونَ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا. ٢وَعَلَى هؤُلاَءِ ثَلاَثَةَ وُزَرَاءَ أَحَدُهُمْ دَانِيآلُ، لِتُؤَدِّيَ الْمَرَازِبَةُ إِلَيْهِمِ الْحِسَابَ فَلاَ تُصِيبَ الْمَلِكَ خَسَارَةٌ. ٣فَفَاقَ دَانِيآلُ هذَا عَلَى الْوُزَرَاءِ وَالْمَرَازِبَةِ، لأَنَّ فِيهِ رُوحًا فَاضِلَةً. وَفَكَّرَ الْمَلِكُ فِي أَنْ يُوَلِّيَهُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ كُلِّهَا.
١. حَسُنَ عِنْدَ دَارِيُّوسَ: لا يوجد في التاريخ العلماني لهذه الفترة أي سجل لحاكم اسمه دَارِيُّوس في الفترة والمكان المحددين المدوّنين في دانيال الإصحاح ٦. وتوجد ثلاثة تفسيرات ممكنة لداريوس المذكور في دانيال ٦.
• ربما كان دَارِيُّوس اسمًا آخر لكورش الذي حكم إمبراطورية مادي-فارس أثناء تلك الفترة.
• ربما كان دَارِيُّوس هذا في واقع الأمر قمبيز بن كورش الذي خدم تحت أبيه كحاكم لبابل، وورث لاحقًا عرش الإمبراطورية كلها.
• ربما كان دَارِيُّوس هذا مسؤولًا قديمًا معروفًا باسم جوبارو في الوثائق القديمة، والذي عيّنه كورش حاكمًا على بابل فور الاستيلاء عليها. ويرى هذا المفسّر أن جوبارو هذا هو داريوس. وفي واقع الأمر، يمكن أن تكون كلمة ’داريوس‘ لقبًا تشريفيًّا يعني ’حامل الصولجان.‘
• تبيّن الوثائق القديمة أنه كانت لدى جوبارو السلطة لتعيين أشخاص في المناصب الرسمية، وتكوين جيش، وفرض الضرائب، وامتلاك قصور. فكان جوبارو الملك على بابل بمعنى حقيقي.
٢. فَفَاقَ دَانِيآلُ هَذَا عَلَى ٱلْوُزَرَاءِ وَٱلْمَرَازِبَةِ: كان دانيال أحد قادة ثلاث تحت داريوس مباشرة. وقد فاق على زميليه الآخرين لأن فيه روحًا فاضلة. وكانت له نظرة إيجابية تجاه العمل والحياة، فجعله هذا هدفًا للهجوم.
ب) الآيات (٤-٩): حبْك مؤامرة والمبادرة إلى تنفيذها.
٤ثُمَّ إِنَّ الْوُزَرَاءَ وَالْمَرَازِبَةَ كَانُوا يَطْلُبُونَ عِلَّةً يَجِدُونَهَا عَلَى دَانِيآلَ مِنْ جِهَةِ الْمَمْلَكَةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ. ٥فَقَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ: «لاَ نَجِدُ عَلَى دَانِيآلَ هذَا عِلَّةً إِلاَّ أَنْ نَجِدَهَا مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلهِهِ». ٦حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ هؤُلاَءِ الْوُزَرَاءُ وَالْمَرَازِبَةُ عِنْدَ الْمَلِكِ وَقَالُوا لَهُ هكَذَا: «أَيُّهَا الْمَلِكُ دَارِيُوسُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! ٧إِنَّ جَمِيعَ وُزَرَاءِ الْمَمْلَكَةِ وَالشِّحَنِ وَالْمَرَازِبَةِ وَالْمُشِيرِينَ وَالْوُلاَةِ قَدْ تَشَاوَرُوا عَلَى أَنْ يَضَعُوا أَمْرًا مَلَكِيًّا وَيُشَدِّدُوا نَهْيًا، بِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ طِلْبَةً حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْمًا مِنْ إِلهٍ أَوْ إِنْسَانٍ إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، يُطْرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ. ٨فَثَبِّتِ الآنَ النَّهْيَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَأَمْضِ الْكِتَابَةَ لِكَيْ لاَ تَتَغَيَّرَ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لاَ تُنْسَخُ». ٩لأَجْلِ ذلِكَ أَمْضَى الْمَلِكُ دَارِيُوسُ الْكِتَابَةَ وَالنَّهْيَ.
١. فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلَا ذَنْبًا، لِأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا: كان دانيال رجلًا أمينًا حتى أن الذين راحوا يبحثون عن عيب في أفعاله أو معدنه الأخلاقي، رجعوا بخُفًّي حنين.
• غالبًا ما يوضع مرشح لمنصب سياسي اليوم تحت هذا النوع من الفحص الدقيق. لكن تخيّل أنك تتفحص بأقصى جهد موظفًا عموميًّا خدم في منصبه مدة خمسين عامًا من دون أن تجد فيه عيبًا. إذ لا توجد لديه حسابات مصرفية احتيالية، ولا فضائح، ولا معاملات تجارية مشبوهة، ولا رشاوى من جماعات الضغط، ولا اتهامات من موظفيه.
• وببساطة، لا توجد هياكل عظمية (آثار جرائم) في خزانة دانيال. فقد تفحّص أعداؤه حياته، فلم يجدوا ما يمكن أن يهاجموه عليه. فكان عليهم أن يختلقوا شيئًا ما.
٢. وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلَا ذَنْبٌ: لا يوحي هذا بأن دانيال كان بلا خطية. بل يوحي بأنه تمتع بقدر كبير من النزاهة. ويمكننا القول أيضًا إن دانيال كان بلا لوم على نحو خاص في سلوكه في حياته المهنية.
• عندما نظر سبيرجن (Spurgeon) إلى نزاهة دانيال، تحسَّر على مساوماتنا الحديثة: “بالنسبة للُّوْرْد صاحب الكلام اللطيف، واللورد الذي يغيّر مواقفه حسب الظروف السائدة، والسيد الذي لا يمثل أي شيء، والسيد السائر في طريقين متقابلين، والسيد صاحب اللسانين، وكل أعضاء ناديه، بمن فيهم السيد صاحب الغايات الأنانية… ستُكنَس شلّتهم بأكملها عندما يأتي الديّان مع مكنسة الدمار.”
• “لا ينادي دانيال هنا بفضيلته الشخصية، بل كان الروح القدس يتكلم على لسانه.” كالفن (Calvin)
٣. لَا نَجِدُ عَلَى دَانِيآلَ هَذَا عِلَّةً إِلَّا أَنْ نَجِدَهَا مِنْ جِهَةِ شَرِيعَةِ إِلَهِهِ: عرف هؤلاء الرجال دانيال جيدًا، وعرفوا أنه لا يمكن أن يُصطاد إلى الشر، لكنهم عرفوا أيضًا أنه سيكون أمينًا لإلهه تحت كل الظروف. وينبغي لكل مؤمن أن يضع في اعتباره إن كان الآخرون يمكن أن يقولوا عنه نفس الكلام.
• ربما لا يعرف العالم تفاصيل العقيدة، أو الحميمية في عبادة الله. لكنهم يستطيعون أن يميزوا فقدان الأعصاب، أو الأنانية، أو الغرور، أو عدم الصدق عندما يرونها. “العالم ناقد سيئ لمسيحيتي، لكنه ناقد كافٍ لسلوكي.” ماكلارين (Maclaren)
٤. بِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ طِلْبَةً حَتَّى ثَلَاثِينَ يَوْمًا مِنْ إِلَهٍ أَوْ إِنْسَانٍ إِلَّا مِنْكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ: إن كان أعداء دانيال قد عرفوه، فقد عرفوا داريوس أيضًا. فكان بإمكانهم أن يدغدغوا كبرياءه ورغبته في توحيد المملكة.
• “بدا أن الأسلوب المقترح لإجبار كل الذين في أراضي المملكة البابلية السابقة على الاعتراف بسلطة فارس هو إجراء ضروري يتخذه رجل دولة لتوحيد الشرق الأوسط والشرق الأدنى. وقد بدت مهلة شهر واحد معقولة.” آرتشر (Archer)
• “أيّة ذريعة يمكن أن يستخدموها لحثّ الملك على إصدار مرسوم سخيف كهذا. ربما دغدغوا طموحه متظاهرين بأنهم يجعلونه إلهًا مدة ثلاثين يومًا، فتصلّي وتتضرع كل الإمبراطورية إليه وتقدّم له إكرامًا إلهيًّا. كان ذلك هو الطعم، لكن هدفهم الحقيقي كان القضاء على دانيال.” كلارك (Clarke)
• إِنَّ جَمِيعَ وُزَرَاءِ ٱلْمَمْلَكَةِ وَٱلشِّحَنِ وَٱلْمَرَازِبَةِ وَٱلْمُشِيرِينَ وَٱلْوُلَاةِ قَدْ تَشَاوَرُوا: عرف أعداء دانيال أيضًا أنه يمكن إقناع الناس بفعل أشياء لا يفعلونها في العادة إذا اعتقدوا أن كل شخص آخر يوافق على هذا الشيء.
• وبطبيعة الحال، كذبوا عندما قالوا إن جميع الولاة تَشَاوَرُوا معًا. إذ نعلم أن هذه كذبة لأن دانيال كان أحد الولاة، ولم تتم استشارته.
٥. لِكَيْ لَا تَتَغَيَّرَ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ: كان هذا مبدأ راسخًا ثابتًا في إمبراطورية مادي-فارس. فعندما كان يوقّع ملك مرسوم رسمي، فإنه يصبح ملزمًا إلى درجة أن الملك نفسه لا يستطيع تغييره.
• كانت مراسيم الملك الفارسي غير قابلة للتغيير، لأنه كان يُعتقد أنه كان يتكلم نيابة عن الآلهة التي لا يمكن أن تكون على خطأ، وأنها لا تحتاج إلى تغيير رأيها.
٦. لِأَجْلِ ذَلِكَ أَمْضَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْكِتَابَةَ وَٱلنَّهْيَ: “افترضْ أنه سُنّ قانون وأُعلن أنه يُمنع أن يصلّي أحد أثناء بقية هذا الشهر تحت طائلة عقوبة طرحه في جب الأسود. فكم أحدًا سيصلّي؟ أعتقد أنه سيكون الحضور في اجتماعات الصلاة قليلًا جدًّا، مع أنه قليل جدًّا بما يكفي الآن. لكن إذا كان هنالك جزاء بطرح المرء في جب الأسود، فإني أعتقد أن اجتماعات الصلاة ستؤجَّل مدة شهر لسبب أعمال طارئة وارتباطات متعددة من نوع ما.” سبيرجن (Spurgeon)
ج) الآيات (١٠-١٥): أمانة دانيال لله أوصلته إلى الحكم عليه بالإلقاء به إلى جب الأسود.
١٠فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ الْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ. ١١فَاجْتَمَعَ حِينَئِذٍ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ فَوَجَدُوا دَانِيآلَ يَطْلُبُ وَيَتَضَرَّعُ قُدَّامَ إِلهِهِ. ١٢فَتَقَدَّمُوا وَتَكَلَّمُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ فِي نَهْيِ الْمَلِكِ: «أَلَمْ تُمْضِ أَيُّهَا الْمَلِكُ نَهْيًا بِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَطْلُبُ مِنْ إِلهٍ أَوْ إِنْسَانٍ حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْمًا إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ يُطْرَحُ فِي جُبِّ الأُسُودِ؟» فَأَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «الأَمْرُ صَحِيحٌ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ الَّتِي لاَ تُنْسَخُ». ١٣حِينَئِذٍ أَجَابُوا وَقَالُوا قُدَّامَ الْمَلِكِ: «إِنَّ دَانِيآلَ الَّذِي مِنْ بَنِي سَبْيِ يَهُوذَا لَمْ يَجْعَلْ لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ اعْتِبَارًا وَلاَ لِلنَّهْيِ الَّذِي أَمْضَيْتَهُ، بَلْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ يَطْلُبُ طِلْبَتَهُ». ١٤فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ هذَا الْكَلاَمَ اغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدًّا، وَجَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَاجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ. ١٥فَاجْتَمَعَ أُولئِكَ الرِّجَالُ إِلَى الْمَلِكِ وَقَالُوا لِلْمَلِكُ: «اعْلَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَنَّ شَرِيعَةَ مَادِي وَفَارِسَ هِيَ أَنَّ كُلَّ نَهْيٍ أَوْ أَمْرٍ يَضَعُهُ الْمَلِكُ لاَ يَتَغَيَّرُ».
١. فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ ٱلْكِتَابَةِ: واجه دانيال امتحان الولاءات. لقد كان مواليًا لملكه، غير أنه عرف أن ملك الملوك مستحق ولاء أعلى. ولهذا رفض دانيال أن يعطي الحكومة مقدار الطاعة التي تخص الله وحده.
• ربما يرى بعضهم أن من الخطر أن يصلّي دانيال كعادته. لكن دانيال عرف أن أسْلَم شيء له هو أن يطيع الله بشكل جذري.
• ليس صعبًا أن نفهم سبب كون الناس محبين لإرضاء الآخرين. إذ يبدو كما لو أن لدى الناس القوة على توظيفنا أو فصلنا، وكسر قلوبنا، والافتراء علينا، وجعل حياتنا تعيسة بشكل عام. وتأتي القدرة على طاعة الله والوقوف إلى جانبه من فهم راسخ أن الله مسيطر حقًّا.
• “ما لم تكن مستعدًّا لأن تكون ضِمن الأقلية، وأن يُطلق عليك بين الحين والآخر لقب ’ضيّق الفكر‘ أو ’متعصّب،‘ وأن يهزأ بك الناس لأنك ترفض أن تفعل ما يفعلونه، بل تمتنع وتقاوم، فإن هنالك فرصة ضئيلة من تحقيق الكثير من خلال مجاهرتك بالإيمان بالمسيح.” ماكلارين (Maclaren)
٢. صَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ: لم يسمح دانيال لمرسوم الملك بأن يغيّر أفعاله بطريقة أو أخرى. فلم يُصلِّ أقل أو أكثر. بل واصلَ حياة صلاته الممتازة.
• كان هنالك خطر في كلا الاتجاهين. كان من الممكن أن يكون من قبيل المساومة إذا صلّى أقل، وأن يكون من قبيل الكبرياء أن يصلّي أكثر. “لم يكن تصرفه هذا عمل شخص يحب الاستشهاد، بل كان استمرارًا لخدمة أمينة في الصلاة وسمت حياته كلها.” والفورد (Walvoord)
• ماذا كانت عادة دانيال في الصلاة؟
صلى في عليّة بيته. فكانت هذه صلاة خاصة بلا نيّة أن يثير إعجاب الآخرين.
صلى ونوافذه مفتوحة باتجاه أورشليم، متذكرًا مكان الذبيحة حتى مع عدم وجود ذبيحة.
صلى حسب كلمة الله، لأن سليمان طلب من الله في ١ ملوك ٨ أن يوجّه انتباهًا خاصًّا إلى صلوات شعبه عندما يصلّون في اتجاه أورشليم والهيكل: وَٱسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هَذَا ٱلْمَوْضِعِ، وَٱسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَٱغْفِرْ (١ ملوك ٨: ٣٠).
جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وصلى كما فعل يسوع (لوقا ٢٢: ٤١)، واستفانوس (أعمال الرسل ٧: ٦٠)، وبطرس (أعمال الرسل ٩: ٢٠)، وبولس، وقادة آخرون في الكنيسة (أعمال الرسل ٢٠: ٣٦)، ولوقا (أعمال الرسل ٢١: ٥). “والركوع وضعية استجداء، ويتوجب علينا أن نأتي إلى الله وكأننا متسولون.” هسلوب (Heslop)
صلى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، عالمًا أن القليل من الصلاة أمر جيد، وأن الصلاة الكثيرة أفضل بكثير. ونحن نتذكر أيضًا أن دانيال كان واحدًا من ثلاثة ولاة على الإمبراطورية، لكن كان لديه وقت ليصلي. “لا يخبرنا هذا كم مرة كان يصلي، بل كيف كان في وضعية جسمية أثناء الصلاة. ولا شك أنه كان يصلي ٣٠٠ مرة كل يوم عند الضرورة. إذ كان قلبه في صلة متبادلة مع السماء. لكنه صلى ثلاث مرات صلوات رسمية كل يوم.” سبيرجن (Spurgeon)
صَلَّى وَحَمَدَ الله لأن صلاته العظيمة كانت ممتلئة بالشكر. “ينبغي أن تصعد الصلاة والحمد معًا إلى السماء، مثل ملاكين يصعدان سُلّم يعقوب، أو مثل شقيقين طموحين يرتفعان إلى أعلى، إلى العلي.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. إِنَّ دَانِيآلَ … ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ يَطْلُبُ طِلْبَتَهُ (من إلهه): وجدوا دانيال كما عرفوا أنهم سيجدونه، مستغرقًا بعمق في الصلاة، لأن صلاة دانيال كانت تواصلًا وشركة مع الله، والتماسًا أن تتحقق مشيئته في الوقت نفسه.
٤. دانيال… لَمْ يَجْعَلْ لَكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ ٱعْتِبَارًا: لم يكن هذا صحيحًا. لم يقصد دانيال أن يحتقر الملك، بل كان يقصد احترامًا أكبر لله.
٥. فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ هَذَا ٱلْكَلَامَ ٱغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدًّا: هنالك أشياء في داريوس تثير إعجابنا. ومن أحدها هو أنه اغتاظ من نفسه. فبدلًا من أن يلقي اللوم على الآخرين، كان يعلم أنه كان مخطئًا. ومن المؤكد أنه لم يكن سعيدًا بأعداء دانيال، لكنه عرف أنه هو المسؤؤل في نهاية الأمر.
• غالبًا ما تطاردنا قراراتنا الحمقاء، كما حدث مع داريوس. وغالبًا فإن ما يمكننا أن نفعله في هذه الحالة هو أن نصلي ونطلب من الله أن يتدخل برحمته وبشكل معجزي.
٦. وَٱجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ: يعني هذا أنه عمل لأطول فترة ممكنة حسب العادات الشرقية القديمة. إذ كان ينفّذ الإعدام مساء يوم توجيه الاتهام وثبوت صحّته.
ثانيًا. الرب يحفظ دانيال في جب الأسود
أ ) الآيات (١٦-١٨): وقت دانيال في جب الأسود.
١٦حِينَئِذٍ أَمَرَ الْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُ فِي جُبِّ الأُسُودِ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «إِنَّ إِلهَكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ». ١٧وَأُتِيَ بِحَجَرٍ وَوُضِعَ عَلَى فَمِ الْجُبِّ وَخَتَمَهُ الْمَلِكُ بِخَاتِمِهِ وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ الْقَصْدُ فِي دَانِيآلَ. ١٨حِينَئِذٍ مَضَى الْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِمًا، وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ.
١. إِنَّ إِلَهَكَ ٱلَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا هُوَ يُنَجِّيكَ: كان لدى داريوس إيمان، لكن إيمانه ارتكز على ثقة دانيال بالرب. ولسان حال الملك هو: “يا دانيال، بذلت كل جهدي لأنقذك، لكني فشلت، والأمر متوقف على إلهك الآن.”
٢. تَعْبُدُهُ دَائِمًا: هذه شهادة رائعة عن دانيال. يُظهر كثيرون معدنهم الأخلاقي التقي وحكمتهم بين الحين والآخر أمام العالم. لكن هذا يلغي الخير الذين يفعلونه عندما يكونون سيئين بعد ذلك. وقد جاءت شهادة دانيال من خلال خدمته المستمرة.
٣. وَخَتَمَهُ ٱلْمَلِكُ: ربما كان هذا لحماية دانيال بقدر ما كان يهدف إلى التأكد من أن شخصًا لن ينقذ دانيال. إذ عرف داريوس أن لدانيال أعداء أقوياء قد يقتلونه إذا لم تفعل الأسود ذلك.
٤. وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ: من المؤكد أن دانيال كان ينعم بليلة راحة أفضل من الملك داريوس. ويمكننا التأكد من أن دانيال صلى في جب الأسود كعادته. فلم يكن محتاجًا إلى الصلاة في هذه المناسبة الاستثنائية، لأن عادة الصلاة كانت راسخة في حياته.
• عندما تتمحور حياتنا حول الله، يمكننا أن نترك الظروف بين يدي ذاك الذي نتكل عليه. ودائمًا ما يتأثر ما هو عَرَضيّ بما هو اعتيادي.” مورجان (Morgan)
• ربما صلى دانيال مزمور ٢٢: ٢١-٢٢: خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ ٱلْأَسَدِ … أُخْبِرْ بِٱسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ.
• “على أية حال، لا بد أنه قضى ليلة مجيدة. فبوجود الأسود والملائكة التي يرافقونه طوال الليل، كان يمضي ساعات الليل بطريقة أفخم من داريوس.” سبيرجن (Spurgeon)
ب) الآيات (١٩-٢٣): الملك يجد دانيال حيًّا بعد قضاء ليلة في جب الأسود.
١٩ثُمَّ قَامَ الْمَلِكُ بَاكِرًا عِنْدَ الْفَجْرِ وَذَهَبَ مُسْرِعًا إِلَى جُبِّ الأُسُودِ. ٢٠فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى الْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ لِدَانِيآلَ: «يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟» ٢١فَتَكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ الْمَلِكِ: «يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! ٢٢إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا». ٢٣حِينَئِذٍ فَرِحَ الْمَلِكُ بِهِ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُصْعَدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ. فَأُصْعِدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ، لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ.
١. بَاكِرًا عِنْدَ ٱلْفَجْرِ: بما أنه لم يستطع النوم، كان سهلًا أن ينهض باكرًا جدًّا. ويمكننا أن نتخيل أنه انتظر أول بصيص نور من الفجر ليرى ما حدث مع دانيال.
٢. فَتَكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ ٱلْمَلِكِ: عندما سمع داريوس صوت دانيال، عرف أنه نجا عبر تلك الليلة. فلم تستطع الأسود أن تلمس خادم الله هذا.
٣. إِلَهِي أَرْسَلَ مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ: لا نعرف إن كان دانيال رأى ملاكًا أم لا، لكن من المؤكد أنه عرف أن الله أرسل ملاكه لينقذه. تقول عبرانيين ١: ١٤ عن الملائكة: “أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لِأَجْلِ ٱلْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا ٱلْخَلَاصَ.” وقد أرسل الله ملاكًا ليخدم احتياج دانيال.
• “لا يلزمنا أن نسأل كيف أن الملاك سدَّ أفواه الأسود، سواء أكان هذا من سطوع حضوره، أم من التهديد بإصبعه (سفر العدد ٢٢: ٢٧، ٣٣)، أم بإحداث قعقعة بينها مثل عربات فارغة تسير على الحجارة، أم من خلال تقديم نار خفيفة ترتعب منها الأسود، أم بإحداث إحساس بالشبع، أم العمل على خيالها.” تراب (Trapp)
٤. لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا: كسر دانيال شريعة الملك، لكنه لم يكن ضد الملك نفسه، أو ضد أفضل مصالحه. فدانيال نموذج للطاعة لما هو شرعي وكتابيّ، ونموذج للعصيان في كل ما هو غير شرعي وغير كتابي.
٥. لِأَنَّهُ آمَنَ بِإِلَهِهِ: لقد حُفظ دانيال بالإيمان. ورغم أن قضيته كانت بارة، وأنه اتُّهم ظلمًا، إلا أن هذه الأمور لم تحمِه أمام الأسود. إذ احتاج دانيال إلى إيمان ثابت بالله حتى في أصعب الظروف.
• “رغم أن الأسود كانت متوحشة ومتضوّرة جوعًا، إلاّ أن دانيال حُفِظ من مخالبها ومن فكوكها بقوة الله بالإيمان.” تراب (Trapp)
• هنالك درس مفيد هنا. لقد أرسلت قوة الله ملاكًا لحفظ دانيال استجابة لصلاة الإيمان القادمة من مسيرة ثابتة مستمرة.
• بسبب هذا الإيمان، يُعتَرف بدانيال في عبرانيين كشخص سدّ أفواه الأسود.
ج) الآية (٢٤): مصير الذين تآمروا على دانيال.
٢٤فَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا أُولَئِكَ ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَكَوْا عَلَى دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُمْ فِي جُبِّ ٱلْأُسُودِ هُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ. وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى أَسْفَلِ ٱلْجُبِّ حَتَّى بَطَشَتْ بِهِمِ ٱلْأُسُودُ وَسَحَقَتْ كُلَّ عِظَامِهِمْ.
١. فَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ: لم يطلب أحد هذا من داريوس. إذ كان مستعدًّا وراغبًا في تحقيق العدالة والاقتصاص من الذين تآمروا على دانيال، مع أولادهم ونسائهم.
• من الواضح أن هذا كان إجراءً قاسيًا، لكنه كان منسجمًا مع العادات القديمة بين الفُرس. إذ كتب كاتب قديم اسمه أميانوس عن الفُرس: “القوانين بينهم صعبة. فبسبب ذنب شخص واحد، كانت تهلك كل عشيرته.”
• لم يكن داريوس سعيدًا بهؤلاء الرجال. ويرجّح أنه كان سيُلقي بهم في جب الأسود حتى لو هلك دانيال هناك.
٢. وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى أَسْفَلِ ٱلْجُبِّ حَتَّى بَطَشَتْ بِهِمِ ٱلْأُسُودُ: يبيّن هذا أن حماية خارقة من ملاك هي التي أنقذت دانيال، وأنه لم يكن هنالك سبب طبيعي لعدم افتراس الأسود له. إذ هلك متّهِموه في المصيدة التي نصبوها له.
• يبيّن هذا عمل الصليب بشكل معكوس، حيث مات المذنبون مكان البريء.
• ويبيّن هذا مبدأ من مبادئ الحرب الروحية أيضًا. فالله سيجعل عدوّنا يَعْلَق بالشَّرَك الذي نصبه لنا (مزمور ٧: ١٤-١٦).
د ) الآيات (٢٥-٢٨): داريوس يأمر الجميع بإكرام إله دانيال.
٢٥ثُمَّ كَتَبَ الْمَلِكُ دَارِيُّوسُ إِلَى كُلِّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ السَّاكِنِينَ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا: «لِيَكْثُرْ سَلاَمُكُمْ. ٢٦مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلهِ دَانِيآلَ، لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى. ٢٧هُوَ يُنَجِّي وَيُنْقِذُ وَيَعْمَلُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ. هُوَ الَّذِي نَجَّى دَانِيآلَ مِنْ يَدِ الأُسُودِ». ٢٨فَنَجَحَ دَانِيآلُ هذَا فِي مُلْكِ دَارِيُّوسَ وَفِي مُلْكِ كُورَشَ الْفَارِسِيِّ.
١. ثُمَّ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ دَارِيُّوسُ: يتّبع سفر دانيال نمطًا مألوفًا، حيث يصوّر شعب الله ثابتين في قناعاتهم، فيكرمهم الله ويحفظهم. وتجعل شهادة عمل الله الأشرار يرون عظمة الرب ويخبرون بها.
• وقف دانيال وأصدقاؤه الثلاثة ثابتين، ورأى نبوخذنصّر ثمرة ذلك (دانيال ١: ٢٠).
• فَسَّر دانيال حلم نبوخذنصّر بجسارة وحكمة، فأكرمه الملك والله (دانيال ٢: ٤٦-٤٧).
• وقف شدرخ وميشخ وعبدنغو ثابتين، وأعطى نبوخذنصّر المجد لله (دانيال ٣: ٢٨-٣٠).
• أخبر دانيال نبوخذنصّر الحقيقة بجسارة وتواضع، فتواضع الملك ومجّد الله. (دانيال ٤: ٣٤-٣٧).
• وقف دانيال ثابتًا، وأخبر بيلشاصر الحقيقة بجسارة، فأكرمه الملك (دانيال ٥: ٢٩).
النقطة واضحة. عندما نثْبُت راسخين في قناعاتنا التقية ونكرم الله، حتى عندما يكلفنا هذا شيئًا، سيرى الآخرون الشهادة ويتأثرون.
٢. إِلَهِ دَانِيآلَ: يساعدنا هذا بطريقة صغيرة في أن نشخّص حالة داريوس الروحية. فلا يكفي القول، ’إِلَهِ دَانِيآلَ.‘ فالإيمان المخلِّص يقول ’إله داريوس.‘
٣. نَجَحَ دَانِيآلُ هَذَا فِي مُلْكِ دَارِيُّوسَ وَفِي مُلْكِ كُورَشَ ٱلْفَارِسِيِّ: يرى بعضهم من هذا أن داريوس هو كورش الفارسي. وهذه واحدة من النظريات الثلاث حول هوية داريوس التي تناولناها سابقًا في هذا الإصحاح.
٤. نَجَحَ دَانِيآلُ: هذه هي الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة في هذا الإصحاح. إذ يمكننا أن نرى دانيال وهو يتقدم على هذا الطريق:
• وهو يُتآمر عليه.
• وهو يصلي.
• وهو يحمد الله.
• وهو يخدم بمثابرة.
• وهو يُضطَهَد.
• وهو يُحمَى.
• وهو يُحفَظ.
• وهو يفضَل.
• وهو ينجح ويزدهر.
٥. نَجَحَ دَانِيآلُ: إن واحدة من البركات الآتية من دانيال ٦ هي رؤية القصة وهي تتكشف مشيرة إلى يسوع المسيح. خذ مثلًا:
• رجل بلا لوم، أمين لله في كل طرقه، رجل معروف بالصلاة. وأُرسل إلى الموت بسبب حسد أعدائه الذين أرادوا منع ترفيعه وتمجيده.
• حُكم عليه بالموت بمؤامرات أعدائه وقانون البلاد، وأُلقي به في غرفة حجرية لتكون قبره.
• وُضِع حجر على الفتحة، لكن الموت بكل قوته وشراسته لم يلمسه.
• وذات صباح، رُفع الحجر، وخرج منتصرًا، ومُجِّد من الله، وأعطى الوثنيون المجد لله، ودِيْنَ أعداؤه.
• هذه قصة جيدة – قصة كل من دانيال ٦ ويسوع المسيّا.