سفر عزرا – الإصحاح ٢
قائمة بأسماء المسبيين العائدين
أولًا. العائدون من السبي
أ ) الآيات (١-٢): أولئك المرتبطون مباشرة بزربابل.
١وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. ٢الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابِلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.
١. وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ: هنا تبدأ قائمة بأسماء العائلات والأفراد الذين عادوا إلى يهوذا وأورشليم والتي كانت الآن مقاطعة تابعة للإمبراطورية الفارسية.
• “وُصف المسبيون العائدون بأنهم ’بَنُو الْكُورَةِ‘ (عزرا ٢: ١) – أي كورة (مقاطعة) يهوذا الفارسية – وكان زعيمهم يحمل لقب حاكم فارسي (ترشاثا، عزرا ٢: ٦٣). وزربابل لم يكن موسى الجديد.” أديني (Adeney)
• كلمة كُورَة هي مدينة. “تعرضت تلك المدينة للقهر الشديد؛ حتى أن سكانها كانوا يدفعون ثمن الرؤوس التي يحملونها؛ مما أثر عليهم بشكل خطير، وجعلهم يكتبون مرثية جديدة، مثل أرميا، على أسرهم الكئيب.” تراب (Trapp)
٢. الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابِلَ: يوجد هنا أحد عشر اسمًا مذكورًا، ولكن ربما يجب أن تحتوي القائمة على اثني عشر اسمًا (مقارنة مع نحميا ٧:٧ وملاحظة محرقات الثيران الاثني عشر في عزرا ٨: ٣٥).
• “يوجد هنا أحد عشر اسمًا فقط، ولكن في نسخة نحميا تحفظ القائمة اسمًا آخر، وهو اسم نحميا (نحميا ٧:٧)، والذي من الواضح أنه قد أُسقط من هذه الآية أثناء النسخ. كان اختيار اثني عشر، مثل اختيار الرسل الاثني عشر، إعلانًا ضمنيًا بأن المجتمع الذي قادوه لم يكن مجرد شرذمة أو قلة، بل كان تجسيدًا لشعب إسرائيل.” كيدنر (Kidner)
• نَحَمْيَا… مُرْدَخَايُ: “ليس هو نحميا الشهير ولا مردخاي الشهير الذي تم الحديث عنه كثيرًا في سفر أستير، ولكنهم آخرون يحملون نفس الاسم.” تراب (Trapp)
٣. زَرُبَّابِلَ: كان زربابل هو الحاكم المُعيَّن على كورة (مقاطعة) يهوذا. وكان أيضًا من نسل آخر الملوك الحاكمة ليهوذا.
• “كان سليل البيت الملكي، وريث عرش داود. هذه هي الحقيقة الأكثر أهمية. وهذا يُظهر أن المسبيين قد احتفظوا ببعض الطبائع القومية الكامنة للعودة، على الرغم من أنه، وكما لاحظنا بالفعل، أن الهدف الرئيسي منها كان دينيًا.” أديني (Adeney)
• ربما هو نفس الشخص المذكور في عزرا ١: ٨ كشِيشْبَصَّر. يقول عزرا ٥ :١٦ أن شِيشْبَصَّر وضع أساس الهيكل. ويبدو أن عزرا ٣: ٨ ينسب هذا العمل إلى زربابل. مما يعزز فكرة أنهما كانا في الواقع نفس الشخص.
٤. يَشُوعُ: يذكر سفر حجي ٢: ١-٥ والعديد من المقاطع الأخرى من أسفار أنبياء ما بعد السبي هذا الشريك البارز مع زربابل.
• “يشوع رئيس الكهنة (زكريا ٣: ١)، الذي يكتب اسمه (باليونانية، ’يسوع‘) يشوع في حجي وزكريا، كان من رفاق زربابل القائد.” كيدنر (Kidner)
ب) الآيات (٣-٣٥): قائمة بأسماء العائلات العائدة إلى يهوذا وأورشليم.
٣بَنُو فَرْعُوشَ أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. ٤بَنُو شَفَطْيَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ. ٥بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ. ٦بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ. ٧بَنُو عِيلاَمَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. ٨بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. ٩بَنُو زَكَّايَ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ. ١٠بَنُو بَانِي سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. ١١بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. ١٢بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. ١٣بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ. ١٤بَنُو بِغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. ١٥بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. ١٦بَنُو آطِيرَ مِنْ يَحَزَقِيَّا ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ. ١٧بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. ١٨بَنُو يُورَةَ مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ. ١٩بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. ٢٠بَنُو جِبَّارَ خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ. ٢١بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. ٢٢رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. ٢٣رِجَالُ عَنَاثُوثَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. ٢٤بَنُو عَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ. ٢٥بَنُو قَرْيَةِ عَارِيمَ كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُونَ. ٢٦بَنُو الرَّامَةِ وَجَبَعَ سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ. ٢٧رِجَالُ مِخْمَاسَ مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ. ٢٨رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. ٢٩بَنُو نَبُو اثْنَانِ وَخَمْسُونَ. ٣٠بَنُو مَغْبِيشَ مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ. ٣١بَنُو عِيلاَمَ الآخَرِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ. ٣٢بَنُو حَارِيمَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ. ٣٣بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ. ٣٤بَنُو أَرِيحَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. ٣٥بَنُو سَنَاءَةَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ.
١. بَنُو: وتتضمن هذه القائمة أسماء رؤوس العائلات، مع أعداد الرجال في تلك العائلات. وهذا يعني أن العدد الإجمالي للأشخاص سيكون أكثر، لأن كلمة ’بَنُو‘ تعود للذكور، لذلك فالأسماء المدرجة هنا لا تشمل النساء والأطفال – بل رؤوس العائلات فقط.
• “الآلاف من القادمين إلى الوطن ليسوا مجتمعين معًا، ولكنهم (بطريقة الكتاب المقدس المميزة) مرتبطون بتلك الدوائر المحلية والعائلية التي تضفي طابعًا إنسانيًا على المجتمع وتوجه الفرد. هذا هو طريق الله الذي ’يُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ‘ (مزمور ٦٨: ٦).” كيدنر (Kidner)
٢. بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ: وهذا يختلف عن السجل الموجود في نحميا ٧: ١٠، ويشير في كثير من الأحيان إلى الترابط الصعب بين المقطعين. والخطأ ربما يبدو أنه خطأ الناسخ، لكن آخرين اقترحوا حلولًا بديلة.
• “في نحميا ٧: ١٠، كانوا ستمائة واثنين وخمسين فقط. يبدو أن سبعمائة وخمسة وسبعين خرجوا من بابل، أو أعطوا أسماءهم على أنهم سيذهبون. لكن بعضهم ماتوا، والبعض الآخر غير رأيه، والبعض الآخر أعاقه المرض أو الإصابات الأخرى، التي ربما حدثت لهم أو لأقاربهم؛ وهكذا جاء ستمائة واثنان وخمسون فقط إلى أورشليم… وهكذا يُقال في مثل هذه الاختلافات؛ ويكفي التلميح مرة واحدة فقط.” بوله (Poole)
• “هناك العديد من الصعوبات في جدول الأسماء هذا؛ ولكن بما أن لدينا ما لا يقل عن ثلاث نسخ منه، واحدة موجودة هنا في عزرا ٢: ١-٦٧، وثانية في نحميا ٧: ٦-٦٩، وثالثة في عزرا ٥: ٧-٤٣، (كتاب عزرا الأول من الأبوكريفا)، عند فحصها بدقة، فهي تُصحح بعضها البعض.” كلارك (Clarke)
٣. فَرْعُوشَ… شَفَطْيَا… آرَحَ: تعكس هذه الأسماء التأثيرات المتنوعة التي أثرت على بني إسرائيل أثناء السبي. حيث ترتبط العديد من الأسماء بأفكار الكتاب المقدس، والبعض الآخر له صلات بثقافة السبي.
• “إن ممارسة إعطاء أسماء بابلية أو فارسية لليهود في السبي (أستير ٢: ٧؛ دانيال ١: ٧) موضحة بغنى من سجلات أرشيف موراشو (Murashu).” ياماوتشي (Yamauchi)
• والأسماء نفسها تعطي نكهة شخصية.
فَرْعُوشَ: يعني برغوث.
شَفَطْيَا: يعني أن الرب (يهوه) قد حكم.
آرَحَ: يعني الثور البري.
زَكَّايَ: يعني إما نقي أو هو شكل مختصر من زكريا.
بَانِي: هو شكل مختصر من بنايا، وهذا يعني أن الرب (يهوه) قد بنى.
بَابَايَ: يعني حدقة العين.
عَرْجَدَ: يعني قوي أو جبار.
أَدُونِيقَامَ: يعني أن ربي قد قام.
عَادِينَ: يعني المبهج للحواس.
آطِيرَ: يعني اليساري (الأعسر).
بِيصَايَ: هو شكل مختصر من بصلئيل ويعني في ظل الله.
يُورَةَ: يعني مطر الخريف.
حَشُومَ: يعني أنف عريض.
جِبَّارَ: يعني رجل قوي.
ج) الآيات (٣٦-٥٧): قائمة بأسماء الكهنة واللاويين وعمال الهيكل العائدين من السبي.
٣٦أَمَّا الْكَهَنَةُ: فَبَنُو يَدْعِيَا مِنْ بَيْتِ يَشُوعَ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ. ٣٧بَنُو إِمِّيرَ أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. ٣٨بَنُو فَشْحُورَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ. ٣٩بَنُو حَارِيمَ أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ. ٤٠أَمَّا اللاَّوِيُّونَ: فَبَنُو يَشُوعَ وَقَدْمِيئِيلَ مِنْ بَنِي هُودُويَا أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ. ٤١الْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ. ٤٢بَنُو الْبَوَّابِينَ: بَنُو شَلُّومَ، بَنُو آطِيرَ، بَنُو طَلْمُونَ، بَنُو عَقُّوبَ، بَنُو حَطِيطَا، بَنُو شُوبَايَ، الْجَمِيعُ مِئَةٌ وَتِسْعَةٌ وَثَلاَثُونَ. ٤٣النَّثِينِيمُ: بَنُو صِيحَا، بَنُو حَسُوفَا، بَنُو طَبَاعُوتَ، ٤٤بَنُو قِيرُوسَ، بَنُو سِيعَهَا، بَنُو فَادُونَ، ٤٥بَنُو لَبَانَةَ، بَنُو حَجَابَةَ، بَنُو عَقُّوبَ، ٤٦بَنُو حَاجَابَ، بَنُو شَمُلاَيَ، بَنُو حَانَانَ، ٤٧بَنُو جَدِيلَ، بَنُو حَجَرَ، بَنُو رَآيَا، ٤٨بَنُو رَصِينَ، بَنُو نَقُودَا، بَنُو جَزَّامَ، ٤٩بَنُو عُزَّا، بَنُو فَاسِيحَ، بَنُو بِيسَايَ، ٥٠بَنُو أَسْنَةَ، بَنُو مَعُونِيمَ، بَنُو نَفُوسِيمَ، ٥١بَنُو بَقْبُوقَ، بَنُو حَقُوفَا، بَنُو حَرْحُورَ، ٥٢بَنُو بَصْلُوتَ، بَنُو مَحِيدَا، بَنُو حَرْشَا، ٥٣بَنُو بَرْقُوسَ، بَنُو سِيسَرَا، بَنُو ثَامَحَ، ٥٤بَنُو نَصِيحَ، بَنُو حَطِيفَا. ٥٥بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: بَنُو سَوْطَايَ، بَنُو هَسُّوفَرَثَ، بَنُو فَرُودَا، ٥٦بَنُو يَعْلَةَ، بَنُو دَرْقُونَ، بَنُو جَدِّيلَ، ٥٧بَنُو شَفَطْيَا، بَنُو حَطِّيلَ، بَنُو فُوخَرَةِ الظِّبَاءِ، بَنُو آمِي.
١. يَدْعِيَا… إِمِّيرَ… فَشْحُورَ… حَارِيمَ: تمثل هذه العائلات أربعة فقط من الأقسام الأربعة والعشرين للكهنوت التي أسسها الملك داود في ١ أخبار الأيام ٢٤: ٣. بقي معظم الكهنة في بابل.
٢. بَنُو حَانَانَ: “’حنان‘ (الله كريم) مشتق من الفعل حنان (’أن تكون كريمًا‘)، ومشتقاته هي مكونات العديد من الأسماء التي يحملها واحد وخمسون شخصًا في العهد القديم. وتشمل هذه بعل حنان، الحنان، حنانيل، حناني، حنانيا، حنة، حنون، حنداد، يهوحنان، وطحنان. ’يوحانان‘ (’الرب كريم‘) أعطانا اسم يوحنا. اسم المرأة حنة يعطينا آنا وآن ونان ونانسي.” ياماوتشي (Yamauchi)
• بَقْبُوقَ: تعني ’قنينة (جرة)‘ في إشارة إلى وعاء خزفي برقبة وجسم منتفخ. ربما يكون السيد بَقْبُوق قد حصل على لقبه من بطنه الكبير، أو لأن ثرثرته المستمرة بدت وكأنها صوت فقاقيع الماء الخارجة من جرة.
٣. اللاَّوِيُّونَ: كان العدد الإجمالي للاويين في الواقع أقل من عدد الكهنة العائدين. وهذا يعني أن نسبة اللاويين الذين عادوا من بابل كانت صغيرة بشكل ملحوظ.
• “إن فحص هذه القائمة رائع في المقام الأول من العدد القليل من اللاويين الذين عادوا. عاد من الكهنة إلى الأرض ما يقرب من عشرة أضعاف اللاويين. وهذا، بالطبع، كان على عكس النظام الأصلي.” مورغان (Morgan)
• يتكهن البعض بأن اللاويين استثمروا في العبادة بشكل خاص على المرتفعات المنتشرة على التلال في جميع أنحاء إسرائيل ويهوذا قبل السبي. ونيران السبي المطهرة أحرقت هذا الدافع الوثني، وبالتالي أراد عدد قليل من اللاويين العودة إلى أرض الموعد.
د ) الآية (٥٨): مجموعتان خاصتان عادتا من السبي.
٥٨جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ.
١. جَمِيعُ النَّثِينِيمِ: يبدو أن هؤلاء هم نسل الجبعونيين (يشوع ٩)، الذين جُعلوا خدامًا خاصين للاويين والكهنة في الهيكل.
• “هؤلاء هم الجبعونيون الذين، بعد أن أنقذوا حياتهم بالكذب، اُستخدِموا في نقل الماء إلى الهيكل كعقاب… فكان عملهم هو خدمة اللاويين.” تراب (Trapp)
• “يبدو على الأرجح أن المهام الوضيعة جدًا كانت تقع على عاتق هؤلاء الرجال. وقد يشير وجود بعض الأسماء الأجنبية في القائمة إلى أن بعض هذه المجموعات جاءت إلى إسرائيل من غزوات داود، سواء كمهاجرين أو ربما كأسرى حرب.” كيدنر (Kidner)
٢. بَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: يعتقد معظمهم أن هؤلاء هم الذين وظفهم سليمان والذين جاءوا من شعوب أخرى. جاءوا إلى إسرائيل كمهتدين حديثًا.
• “هؤلاء أيضًا كانوا غرباء، تم توظيفهم من قبل سليمان، وعندما آمنوا، تم دمجهم في شعب إسرائيل. سيمنح الله كل إنسان فرصة الحصول على البركات المتاحة من خلال خطة الخلاص.” تراب (Trapp)
هـ) الآيات (٥٩-٦٣): الذين بين الكهنة من ذوي الأنساب غير المؤكدة والذين عادوا من السبي.
٥٩وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا، كَرُوبُ، أَدَّانُ، إِمِّيرُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا بُيُوتَ آبَائِهِمْ وَنَسْلَهُمْ هَلْ هُمْ مِنْ إِسْرَائِيلَ: ٦٠بَنُو دَلاَيَا، بَنُو طُوبِيَّا، بَنُو نَقُودَا، سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ. ٦١وَمِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَايَا، بَنُو هَقُّوصَ، بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخْذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ. ٦٢هؤُلاَءِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ، فَرُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ. ٦٣وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ.
١. هؤُلاَءِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ: هذا يدل على احترام مثير للإعجاب لشريعة الله فيما يتعلق بكهنوت إسرائيل. هؤلاء هم الذين كان لديهم بعض الادعاء بنسب كهنوتي لكنهم لم يتمكنوا من إثبات أَنْسَابِهِمْ. وبالتالي رُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ.
• “غير المكتوبين بين الأحياء في أورشليم في اليوم الأخير، يكونون غير مسجلين في سفر الحياة.” تراب (Trapp)
• “كان برزلاي اسمًا يحمل وزنًا كبيرًا؛ كان حامله يُعَد مؤيدًا قويًا لداود، ورجل ثروة (٢ صموئيل ١٩: ٣٢). وقد يكون في تبني اسم هذه العائلة (ليصبح وريثها)، فإن سلف هؤلاء المُدَّعين قد تخلى عن حقه في الولادة، أي الكهنوت.” كيدنر (Kidner)
٢. أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ: أولئك الذين لديهم أنساب مشكوك فيها لم يتم استبعادهم بشكل دائم؛ حيث تطلبت كل حالة المزيد من الوقت في البحث وطلب المعونة من الله.
• “الأوريم والتميم، جنبًا إلى جنب مع التابوت والحضرة الإلهية (Shekinah)، تم تسميتها من قبل معلمي اليهود من بين الأشياء الثمينة التي لن يتم استردادها أبدًا.” أديني (Adeney)
و ) الآيات (٦٤-٦٧): ملخص المسبيين العائدين.
٦٤كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعًا اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ، ٦٥فَضْلًا عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ، وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ. ٦٦خَيْلُهُمْ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ. بِغَالُهُمْ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ. ٦٧جِمَالُهُمْ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ. حَمِيرُهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ.
١. كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعًا: يُذكَر هنا أن حجم هذه المجموعة بأكملها يبلغ حوالي ٥٠,٠٠٠. ولكن، كانت هذه فقط الموجة الأولى من عائدي السبي البابلي إلى إسرائيل وتشمل فقط رؤوس العائلات. ربما كان المجموع التقريبي للمسبيين العائدين يتراوح بين ١٠٠,٠٠٠ و١٥٠,٠٠٠. لم تكن هذه سوى نسبة صغيرة من أولئك الذين تم سبيهم وذريتهم؛ بينما الغالبية العظمى بقيت في بابل.
• بشكل عام، كان لدى الإسرائيليين بعض الأسباب للشعور بالراحة في بابل. تم اكتشاف ألواح موراشو (Murashu) في عام ١٨٧٣ وهي سجلات من موراشو وأبنائه، المصرفيين الأثرياء والسماسرة في أواخر فترة السبي، الذين كانوا على ما يبدو يُقرضون أي شيء تقريبًا مقابل ثمن. “من بين عملائهم تم سرد حوالي ستين اسمًا يهوديًا من زمن أرتحشستا الأول، وأربعين من زمن داريوس الثاني. ويظهر هؤلاء كأطراف متعاقدة، ووكلاء وشهود وجامعي ضرائب ومسؤولين ملكيين. ويبدو أنه لم تكن هناك حواجز اجتماعية أو تجارية بين اليهود والبابليين. مما يفسر وضعهم المزدهر وسبب اختيار البعض البقاء في بلاد ما بين النهرين.” ياماوتشي (Yamauchi)
• في الواقع، كتب يوسيفوس: “بقي الكثيرون في بابل، لعدم رغبتهم في ترك ممتلكاتهم.” (Antiquities XI, 8).
• لا ينبغي للمرء أن يعتقد أنه لم تكن هناك حياة روحية بين اليهود المسبيين. يصف حزقيال (الذي ذهب إلى السبي بعد عام ٥٩٧ أو ٥٨٦ قبل الميلاد) ما يمكن أن نسميه “دراسة الكتاب المقدس في المنزل” في بيته مع شيوخ يهوذا (حزقيال ٨: ١). “بعد حرمانهم من الهيكل، شدد المسبيون بشدة على حفظ السبت، وعلى نواميس الطهارة، وعلى الصلاة والصوم. وقد اقتُرح في كثير من الأحيان أن تطوير المعابد اليهودية بدأ في بلاد ما بين النهرين خلال السبي.” ياماوتشي (Yamauch) وبالفعل، “في التلمود يقال أن القشور فقط عادت، بينما بقي القمح وراءها.” أديني (Adeney)
• عندما عاد المسبيون إلى يهوذا، وجدوا دولة أصغر بكثير مما كانت عليه زمن أجدادهم قبل غزو البابليين ليهوذا. تقول أحدى التقديرات المذكورة في ياماوتشي (Yamauchi) أن مقاطعة يهوذا بعد السبي كانت على بعد حوالي ٢٥ ميلًا من الشمال إلى الجنوب وحوالي ٣٢ ميلًا من الشرق إلى الغرب. كانت المساحة الإجمالية حوالي ٨٠٠ ميلًا مربعًا، والثلث منها تقريبًا صحراء غير صالحة للزراعة.
• “اعتمادًا على تقدير المرء لأعداد المبعدين وعدد المسبيين العائدين، لدينا تقديرات متباينة على نطاق واسع لعدد سكان يهوذا ما بعد السبي: ٢٠,٠٠٠ إلى ٥٠,٠٠٠ حسب أولبرايت (W.F. Albright)، و٦٠,٠٠٠ حسب هـ. كرسنغ (H. Kreissig)، و٥٠,٠٠٠ إلى ٨٠,٠٠٠ بحسب ج. د. فراين (J. de Fraine)، و٨٥,٠٠٠ بحسب ر. كاتل (R. Kittel)، و١٠٠,٠٠٠ بحسب س. موانكل (S. Mowinckel)، و١٥٠,٠٠٠ بحسب ج وينبرغ (J. Weinberg)، و٢٣٥,٠٠٠ بحسب أ. شالتز (A. Schultz). والتقدير ١٥٠,٠٠٠ هو على الأرجح الأكثر صحة من تقدير أولبرايت (W.F. Albright).” ياماوتشي (Yamauchi)
• “يظهر الرقم ٤٢,٣٦٠ كمجموع أيضًا في نحميا ٧: ٦٦ وعزرا الأول ٥: ٤١، ولكن العناصر الفردية تضيف ما يصل إلى ثلاثة مجاميع مختلفة، على النحو التالي: عزرا ٢٩,٨١٨؛ نحميا ٣١,٠٨٩; عزرا الأول ٣٠,١٤٣. كانت هناك محاولات لتفسير الآلاف من المفقودين: كأعضاء في الأسباط الشمالية، أو كنساء، أو كمراهقين. لكن الحديث يبقى صامتًا بشأن مثل هذه النقاط.” كيدنر (Kidner)
٢. خَيْلُهُمْ… بِغَالُهُمْ… جِمَالُهُمْ… حَمِيرُهُمْ: لم تعط هذه المجموعة لنا الكثير، لكنها بنفس الوقت لم ترجع لنا بدون شيء.
• “ذهبوا إلى السبي، جُردوا من كل شيء؛ وهم يعودون منه الآن، ويزخرون بأكبر الثروات… وهكذا نجد أن الله، في وسط الدينونة، ذكر الرحمة، وأعطاهم نعمة في أرض سبيهم.” كلارك (Clarke)
ثانيًا. المسبيون العائدون يقيمون وطنهم في أرض الميعاد
أ ) الآيات (٦٨-٦٩): التقدمات لإعادة بناء الهيكل.
٦٨وَالْبَعْضُ مِنْ رُؤُوسِ الآبَاءِ عِنْدَ مَجِيئِهِمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ تَبَرَّعُوا لِبَيْتِ الرَّبِّ لإِقَامَتِهِ فِي مَكَانِهِ. ٦٩أَعْطَوْا حَسَبَ طَاقَتِهِمْ لِخِزَانَةِ الْعَمَلِ وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَخَمْسَةَ آلاَفِ مَنًا مِنَ الْفِضَّةِ، وَمِئَةَ قَمِيصٍ لِلْكَهَنَةِ.
١. تَبَرَّعُوا لِبَيْتِ الرَّبِّ: بسبب أهمية من قدَّم هذه التقدمات (رُؤُوسِ الآبَاءِ) والأولوية في هذا السجل، نرى مدى أهمية أن يُقدِّم القادة والشعب بسخاء لإعادة بناء الهيكل.
٢. حَسَبَ طَاقَتِهِمْ: أعطى هؤلاء بسخاء، بحَسَبَ طَاقَتِهِمْ. هذا أظهر القيمة العالية لبيت الله في أعينهم.
• يلاحظ كيدنر، “أن العبارة، حَسَبَ طَاقَتِهِمْ، تنسب الفضل إلى هؤلاء المتبرعين، وربما كان بولس يفكر بهذا عندما أوصى أهل كورنثوس أن يعطوا بما يتناسب مع مكاسبهم (١ كورنثوس ١٦: ٢).” ولكن بولس أشار أيضًا إلى أولئك الذين بذلوا أكثر من طَاقَتِهِمْ (٢ كورنثوس ٨: ٣).
ب) الآية (٧٠): استعادة الوجود الإسرائيلي الكبير في أرض الميعاد.
٧٠فَأَقَامَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَبَعْضُ الشَّعْبِ وَالْمُغَنُّونَ وَالْبَوَّابُونَ وَالنَّثِينِيمُ فِي مُدُنِهِمْ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ.
١. فَأَقَامَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ… فِي مُدُنِهِمْ: هذا يدل على أن أورشليم صارت مأهولة بالسكان مرة أخرى، على الرغم من أنها كانت بداية متواضعة.
• “سيكون هناك قريبًا ذبائح يومية لتقديمها، والكثير من المصلين، وعمل كثير للإشراف عليه.” كيدنر (Kidner)
• “في وقت لاحق، اضطر نحميا إلى نقل الناس بالقرعة لتعزيز سكان أورشليم، حيث عانت هذه العاصمة من أفدح الخسائر في الأرواح زمن الهجمات البابلية.” ياماوتشي (Yamauchi)
٢. فَأَقَامَ… فِي مُدُنِهِمْ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ فِي مُدُنِهِمْ: بعد جيلين من السبي، كان هناك مرة أخرى وجود كبير للشعب اليهودي في الأرض التي وُعِد بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب. كان هذا تحقيقًا رائعًا لوعد الله بإعادة إسرائيل من السبي.
• “لأنه خلال إقامتهم في بابل كانت اليهودية خَرِبة تمامًا وغير مأهولة. حافظت الأرض على سبوتها، مستريحة من الحراثة والفلاحة، والله، من خلال العناية الإلهية الرائعة، أبقى المكان فارغًا حتى عودة السكان الأصليين.” تراب (Trapp)
• “تقريبًا كل مجتمع السبي البابلي الذين بقوا في بابل رجعوا إلى هذا البلد بعد سنوات طويلة من دمار بابل – وكان عددهم ثلاثة أضعاف عدد أولئك الذين عادوا إلى صهيون في أيام عزرا ونحميا.” ديفيد بن غوريون (David Ben-Gurion)، مقتبس في ياماوتشي (Yamauchi) واصفًا الهجرة الحديثة لليهود من العراق إلى إسرائيل.