سفر عزرا – الإصحاح ٧
عودة عزرا من بابل
“في أورشليم، ربما تنبأ ملاخي قبل وقت قصير من مجيء عزرا، مما يعطينا، إن كان الأمر كذلك، نكهة خاصة لجو ومزاج العصر السائد في إصحاحاتنا ٧-١٠.” ديريك كيدنر (Derek Kidner)
أولًا. نظرة عامة عن عودة عزرا
أ ) الآيات (١-٥): سلسلة نسب عزرا الكاتب.
١وَبَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ فِي مُلْكِ أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ، عَزْرَا بْنُ سَرَايَا بْنِ عَزَرْيَا بْنِ حِلْقِيَّا ٢بْنِ شَلُّومَ بْنِ صَادُوقَ بْنِ أَخِيطُوبَ ٣بْنِ أَمَرْيَا بْنِ عَزَرْيَا بْنِ مَرَايُوثَ ٤بْنِ زَرَحْيَا بْنِ عُزِّي بْنِ بُقِّي ٥بَنِ أَبِيشُوعَ بْنِ فِينَحَاسَ بْنِ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ الرَّأْسِ.
١. وَبَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ: مرت حوالي ٦٠ سنة هادئة إلى حد كبير بين عزرا ٦ وعزرا ٧. كان حاكم بلاد فارس في نهاية تلك الفترة أَرْتَحْشَسْتَا، المعروف أيضًا في التاريخ باسم أرتحشستا لونجيمانوس، خليفة زركسيس، الملك الذي تزوج أستير. وقد وقعت أحداث سفر أستير بين عزرا ٦ و٧.
• “لا يمكن أن يكون هناك شك منطقي في أنه يشير إلى ابن وخليفة زركسيس – المعروف من قبل الإغريق باسم ُماكروشير‘ (Macrocheir)، ومن قبل الرومان باسم ’لونجيمانوس‘ (Longimanus) – أَرْتَحْشَسْتَا الذي يُلقب أيضًا بـ ’طويل اليد،‘ الذي وحده تمتع بفترة حكم ممتدة بما يكفي لتشمل كلًا من بدء عمل عزرا العلني والمشاهد اللاحقة في حياة نحميا التي يربطها المؤرخ بنفس الملك.” أديني (Adeney)
• “إذا كان هذا هو أَرْتَحْشَسْتَا الأول كما تؤكد وجهة النظر التقليدية، والتي نعتقد أنها صحيحة ، فقد وصل عزرا إلى فلسطين عام ٤٥٨ (٤٥٧)… تفترض وجهة النظر التقليدية وجود فجوة تقارب ستين عامًا بين أحداث الإصحاح ٦ والإصحاح ٧.” ياماوتشي (Yamauchi)
٢. بْنُ سَرَايَا بْنِ عَزَرْيَا… بْنِ صَادُوقَ… بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ الرَّأْسِ: هذه القائمة ليست شاملة (هناك بعض الأجيال المستبعدة). ورغم ذلك، فهي تُظهر أن عزرا كان من نسل هَارُونَ وأيضًا من سَرَايَا، الذي كان آخر رئيس كهنة قبل السبي.
• بْنِ صَادُوقَ: “كان صادوق كاهنًا في عهد داود وعيَّنه سليمان رئيس كهنة بدلًا من أبياثار الذي دعم المتمرد أدونيا (١ ملوك ١: ٧-٨؛ ٢: ٣٥). اعتبر حزقيال أن الصدوقيين كانوا أحرارًا من عبادة الأوثان (حزقيال ٤٤: ١٥-١٦). وكان الصدوقيون قد شغلوا منصب رئيس الكهنة حتى عام ١٧١ قبل الميلاد، وقد سمي الصدوقيون على اسم صادوق، وجماعة قمران كانوا يتطلعون إلى استعادة كهنوت الصدوقيين.” ياماوتشي (Yamauchi)
ب) الآية (٦): عزرا، كاتب ماهر.
٦عَزْرَا هذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ، وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلهِهِ عَلَيْهِ، كُلَّ سُؤْلهِ.
١. عَزْرَا هذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ: كان عزرا أحد اليهود اللاحقين الذين عادوا من السبي إلى يهوذا وأورشليم. على الرغم من أنه كانت هناك عودة أولى كبيرة (موصوفة في عزرا ١-٢)، إلا أنه كان هناك أيضًا الكثير غيرهم ممن عادوا في السنوات التالية.
• “يُدرج اسمه عاليًا جدًا في التقليد اليهودي، حيث أصبح ينظر إليه على أنه موسى الثاني، وبالفعل كان هو، أكثر من أي رجل آخر، الذي دمغ إسرائيل بطابعها الدائم كأهل كتاب.” كيدنر (Kidner)
٢. وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى: بالنسبة لنا، يبدو الكَاتِب وكأنه سكرتير مبجل، شخص يكتب ببساطة. ولكن هذه ليست فكرة هذا الوصف لعزرا. فبالنسبة للثقافة اليهودية في ذلك اليوم، كان الكَاتِب المَاهِر خبيرًا في شريعة موسى، وكأنه محام مدرب تدريبًا عاليًا في كلمة الله.
• “في حالته، يتم التأكيد عليه بكلمة ماهر، أو حرفيًا ’سريع‘ (راجع مزمور ٤٥: ١) – مما يشير إلى سرعة الفهم وسهولة الحركة وسط هذه المادة المعقدة التي كانت ثمرة الدراسة المكرسة الموصوفة في عزرا ٧: ١٠.” كيدنر (Kidner)
• كان الكتبة مهمين ومؤثرين، ويمكن للمرء أن يقول إن لديهم ثلاث مهام رئيسية: حَفِظ كلمة الله، وتعليم كلمة الله، وإدارة كلمة الله (بمعنى تفسيرها وتطبيقها).
• بحلول زمن يسوع كان هناك العديد من الكتبة وكانوا محترمين كخبراء في شريعة الله بين معظم اليهود في ذلك الوقت. ولكنهم، قد انحطوا كثيرًا عن المثل الأعلى الذي أسسه عزرا أصلًا، لدرجة أنهم كانوا معارضين نشطين للمسيح وخدمته، وكانوا أهدافًا لتوبيخه (متى ٧: ٢٩؛ متى ٢٣).
• “كرسل لإرادة الله، أخذوا مكان الأنبياء، مع الفارق التالي: بدلًا من تلقي إعلانات جديدة، شرحوا وطبقوا الاعلانات القديمة. بهذا الترتيب الجديد، كان عزرا هو المؤسس والرمز.” مورغان (Morgan)
• مع وجود نظريات نقدية في النمط منذ عصر التنوير، أصبح من الشائع القول إن عزرا، أو غيره في عصره، قاموا بالفعل بتجميع أسفار موسى الخمسة (أو أكثر) من مختلف التقاليد المكتوبة والشفوية التي جمعوها. لكن هذه الآية وحدها (الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ) تُظهر أن هذا خطأ. وكما لاحظ ديريك كيدنر (Derek Kidner): “بالمناسبة، لا تشترك هذه الآية في شكوك بعض الانتقادات الحديثة حول العصور القديمة (موسى) أو سلطة (رب) الناموس، ولا ترى عزرا كمنقح أو مترجم. بل ترى أنه مهتم بها كشيء معطى.”
٣. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ… كُلَّ سُؤْلهِ: نرى مرة أخرى نعمة الله تجاه أورشليم والشعب اليهودي بشكل واضح. والكرم العظيم للملك كان لأن يَدِ الرَّبِّ إِلهِهِ كانت عَلَيْهِ.
ج) الآيات (٧-١٠): وصول عزرا إلى أورشليم ومأموريته.
٧وَصَعِدَ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ وَالنَّثِينِيمِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لأَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ. ٨وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ. ٩لأَنَّهُ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ ابْتَدَأَ يَصْعَدُ مِنْ بَابِلَ، وَفِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الْخَامِسِ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَسَبَ يَدِ اللهِ الصَّالِحَةِ عَلَيْهِ. ١٠لأَنَّ عَزْرَا هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَالْعَمَلِ بِهَا، وَلِيُعَلِّمَ إِسْرَائِيلَ فَرِيضَةً وَقَضَاءً.
١. وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ: جاء عزرا إلى مدينة عاد الشعب اليهودي للسكن فيها بعد سبيهم لمدة ٦٠ عامًا تقريبًا.
• “رغم أن المسافة المباشرة بين بابل وأورشليم تبلغ حوالي خمسمائة ميل، إلا أن المسافرين كان عليهم اجتياز تسعمائة ميل، متجهين إلى الشمال الغربي على طول نهر الفرات ثم جنوبًا.” ياماوتشي (Yamauchi)
• مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ: “صعد معه بعض من بني إسرائيل؛ لأن الكثيرين اختاروا الاستمرار في أرض سبيهم، رغم أن الله بأنبيائه، والملك بإعلانه، نادوا: ’يا، يا، تعالوا اذهبوا‘ [وهكذا دواليك]. ’تَنَجَّيْ يَا صِهْيَوْنُ السَّاكِنَةُ فِي بِنْتِ بَابِلَ‘، زكريا ٢: ٦-٧.” تراب (Trapp)
٢. حَسَبَ يَدِ اللهِ الصَّالِحَةِ عَلَيْهِ: نسب عزرا الفضل في رحلته الناجحة (التي استمرت أربعة أشهر) إلى يَدِ اللهِ الصَّالِحَةِ في مباركته.
• “هذا الملخص الصغير للبعثة لا يُعطي أي تلميح لخيبة الأمل الأولية والتأخير، والصوم والصلاة، والمخاطر لمثل هكذا رحلة، والتي ستظهر في تفاصيل القصة الكاملة.” كيدنر (Kidner)
٣. لأَنَّ عَزْرَا هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ وَالْعَمَلِ بِهَا، وَلِيُعَلِّمَ: نرى هنا هدفًا ثلاثيًا عند عزرا. لقد جاء لِيَطْلُب، وَلِيَعْمَل، وَلِيُعَلِّمَ كلمة الله.
• هَيَّأَ قَلْبَهُ: “الآلة الموسيقية يجب ضبطها حتى يُمكن العزف عليها؛ والنبيذ الحامض يحتاج إلى تحلية جيدة.” تراب (Trapp)
• يمكننا القول أن هذا الهدف الثلاثي الأبعاد ضروري لأي شخص يريد أن يؤثر على الآخرين بكلمة الله.
أولًا، لِطَلَبِ شَرِيعَةِ الرَّبِّ. هذا يعني أن التأثير الكامل لكلمة الله يصنعه أولئك الذين يسعون لِطَلَبِ كلمة الله بجد والشركة معه في كلمته.
ثانيًا، الْعَمَلِ بِهَا. هذا يعني أن التأثير الكامل لكلمة الله يتم من قِبَل أولئك الذين ليسوا فقط سامعين للكلمة، ولكن عاملين فعليين بالكلمة. فالكلمة يجب أن نعيشها، وليس فقط أن نعرفها.
ثالثًا، لِيُعَلِّمَ. هذا يعني أن التأثير الكامل لكلمة الله يصنعه أولئك الذين يُعلّمونها للآخرين. فما تم تعلمه في السعي والبحث والعمل يجب أن يُفعَّل ويُطبق من خلال تعليم كلمة الله.
• “هذه صفات الشخصية الرائعة لخادم الله: إنه ُيجهز، يُثبِّت، ويهدف، ويُحدد، بقلبه – بكل قواه ومشاعره، ليطلب شريعة الله، وهو يفعل ذلك بنفسه، حتى يكون مؤهلًا بشكل صحيح لتعليم فرائضها وأحكامها لإسرائيل.” كلارك (Clarke)
• تُترجم نسخة كتاب الحياة (Living Bible) عزرا ٧: ١٠ على النحو التالي: لأن عزرا أخلص نيته لطلب شريعة الرب وممارستها، وتعليم الشعب فرائضها وأحكامها.
ثانيًا. رسالة أرتحشستا
أ ) الآيات (١١-١٦): يُكلِّف الملك مساعدين لعزرا، ويعطيه نسخة من الناموس، وهدايا للهيكل عند عودته إلى أورشليم.
١١وَهذِهِ صُورَةُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَعْطَاهَا الْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا لِعَزْرَا الْكَاهِنِ الْكَاتِبِ، كَاتِبِ كَلاَمِ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ: ١٢«مِنْ أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ الْمُلُوكِ، إِلَى عَزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ الْكَامِلِ، إِلَى آخِرِهِ. ١٣قَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَرَادَ فِي مُلْكِي مِنْ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ وَكَهَنَتِهِ وَاللاَّوِيِّينَ أَنْ يَرْجعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَكَ فَلْيَرْجعْ. ١٤مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ مُرْسَلٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ وَمُشِيرِيهِ السَّبْعَةِ لأَجْلِ السُّؤَالِ عَنْ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ حَسَبَ شَرِيعَةِ إِلهِكَ الَّتِي بِيَدِكَ، ١٥وَلِحَمْلِ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ تَبَرَّعَ بِهِ الْمَلِكُ وَمُشِيرُوهُ لإِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ مَسْكَنُهُ. ١٦وَكُلُّ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ الَّتِي تَجِدُ فِي كُلِّ بِلاَدِ بَابِلَ مَعَ تَبَرُّعَاتِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ الْمُتَبَرِّعِينَ لِبَيْتِ إِلهِهِمِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ،
١. عَزْرَا الْكَاهِنِ كَاتِبِ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ: كان عزرا في الواقع أكثر من مجرد سكرتير أو ناسخ عظيم. لقد كان كَاتِب شَرِيعَة مُدرَّبًا جيدًا في كلمة الله.
٢. مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ مُرْسَلٌ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ وَمُشِيرِيهِ السَّبْعَةِ لأَجْلِ السُّؤَالِ عَنْ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ: هذا يخبرنا أن عزرا لم يذهب فقط إلى أورشليم، بل أُرْسِلَ من قِبَل أرتحشستا بالفعل لجمع المعلومات للْمَلِكِ وَمُشِيرِيهِ السَّبْعَةِ.
٣. كُلَّ مَنْ أَرَادَ… أَنْ يَرْجعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ: بهذا، كان أرتحشستا يأمل في تشجيع الآخرين على الذهاب مع عزرا لزيادة فرصة نجاحه وتقوية مقاطعة يهوذا.
٤. وَلِحَمْلِ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ: أذن أرتحشستا أيضًا بتقديم العديد من هدايا فِضَّة وَذَهَب للهيكل، مَعَ تَبَرُّعَاتِ الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ.
• “ربما كانت الآنية هي بعض الآنية التي تم تجاهُلها عندما أعاد كورش الآنية التي تم الاستيلاء عليها (عزرا ١: ٧ وما يليها)، ولكن من المحتمل أيضًا أنها كانت هدية حسن نية، تم تقديمها حديثًا.” كيدنر (Kidner)
ب) الآيات (١٧-٢٢): توفير نفقات الهيكل والقرابين.
١٧لِكَيْ تَشْتَرِيَ عَاجِلاً بِهذِهِ الْفِضَّةِ ثِيرَانًا وَكِبَاشًا وَخِرَافًا وَتَقْدِمَاتِهَا وَسَكَائِبَهَا، وَتُقَرِّبَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ الَّذِي فِي بَيْتِ إِلهِكُمُ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. ١٨وَمَهْمَا حَسُنَ عِنْدَكَ وَعِنْدَ إِخْوَتِكَ أَنْ تَعْمَلُوهُ بِبَاقِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، فَحَسَبَ إِرَادَةِ إِلهِكُمْ تَعْمَلُونَهُ. ١٩وَالآنِيَةُ الَّتِي تُعْطَى لَكَ لِخِدْمَةِ بَيْتِ إِلهِكَ فَسَلِّمْهَا أَمَامَ إِلهِ أُورُشَلِيمَ. ٢٠وَبَاقِي احْتِيَاجِ بَيْتِ إِلهِكَ الَّذِي يَتَّفِقُ لَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ، فَأَعْطِهِ مِنْ بَيْتِ خَزَائِنِ الْمَلِكِ. ٢١وَمِنِّي أَنَا أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ صَدَرَ أَمْرٌ إِلَى كُلِّ الْخَزَنَةِ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ أَنَّ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنْكُمْ عَزْرَا الْكَاهِنُ كَاتِبُ شَرِيعَةِ إِلهِ السَّمَاءِ فَلْيُعْمَلْ بِسُرْعَةٍ، ٢٢إِلَى مِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ وَمِئَةِ كُرّ مِنَ الْحِنْطَةِ وَمِئَةِ بَثٍّ مِنَ الْخَمْرِ وَمِئَةِ بَثٍّ مِنَ الزَّيْتِ، وَالْمِلْحِ مِنْ دُونِ تَقْيِيدٍ.
١. لِكَيْ تَشْتَرِيَ عَاجِلاً بِهذِهِ الْفِضَّةِ: حمل عزرا معه أموالًا حكومية تهدف إلى تعزيز مصالح أرتحشستا. وكان من المقرر إنفاق هذه الأموال على الذبائح الحيوانية والترويج للعبادة في الهيكل الذي أعيد بناؤه في أورشليم.
٢. وَمَهْمَا حَسُنَ عِنْدَكَ: أُمِرَ عزرا أن ينفق المال بحذر، ولكن أُعطِي أيضًا حرية اتخاذ قراراته الخاصة حول أفضل طريقة لإنفاق المال الذي حصل عليه.
٣. وَبَاقِي احْتِيَاجِ بَيْتِ إِلهِكَ… فَأَعْطِهِ مِنْ بَيْتِ خَزَائِنِ الْمَلِكِ: كان أرتحشستا سخيًا جدًا مع عزرا ومع العمل في أورشليم، وسمح له بالاعتماد على بَيْتِ خَزَائِنِ الْمَلِكِ في كل ما يحتاجه.
• “كانت ’الوزنة‘ في نظام العد الستيني البابلي ٦٠ منًّا، والمَنى يساوي٦٠ شيكلًا. وتزن الوزنة حوالي ٧٥ رطلًا. والمائة وزنة كانت مبلغًا هائلًا، حوالي ٣ أطنان من الفضة. كل هذا المبلغ، مع وزنة من ذهب، كانت الجزية التي فرضها الفرعون نخاو الثاني على يهوذا (٢ ملوك ٢٣: ٣٣).” ياماوتشي (Yamauchi)
ج) الآية (٢٣): دافع أرتحشستا.
٢٣كُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ إِلهُ السَّمَاءِ فَلْيُعْمَلْ بِاجْتِهَادٍ لِبَيْتِ إِلهِ السَّمَاءِ، لأَنَّهُ لِمَاذَا يَكُونُ غَضَبٌ عَلَى مُلْكِ الْمَلِكِ وَبَنِيهِ؟
١. كُلُّ مَا أَمَرَ بِهِ إِلهُ السَّمَاءِ فَلْيُعْمَلْ بِاجْتِهَادٍ: في كل هذا، نرى أن أرتحشستا بذل قصارى جهده للترويج للعمليات التي كانت تتم في الهيكل في أورشليم.
• ” أسرع ولم يتوانى، دون تأخير ومباحثات.” تراب (Trapp)
٢. لأَنَّهُ لِمَاذَا يَكُونُ غَضَبٌ عَلَى مُلْكِ الْمَلِكِ وَبَنِيهِ؟: يظهر هذا دافع أرتحشستا. ومثل ملوك الإمبراطورية الفارسية الآخرين، أراد استرضاء آلهة الناس والمقاطعات التي يسيطرون عليها. إذ كان يعتقد أن هذه السياسة جيدة وآمنة لمملكته للقيام بها.
د ) الآيات (٢٤-٢٦): أُعْطِيَ عزرا السلطة القانونية لفرض شريعة الله.
٢٤وَنُعْلِمُكُمْ أَنَّ جَمِيعَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ وَالنَّثِينِيمِ وَخُدَّامِ بَيْتِ اللهِ هذَا، لاَ يُؤْذَنُ أَنْ يُلْقَى عَلَيْهِمْ جِزْيَةٌ أَوْ خَرَاجٌ أَوْ خِفَارَةٌ. ٢٥أَمَّا أَنْتَ يَا عَزْرَا، فَحَسَبَ حِكْمَةِ إِلهِكَ الَّتِي بِيَدِكَ ضَعْ حُكَّامًا وَقُضَاةً يَقْضُونَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي فِي عَبْرِ النَّهْرِ مِنْ جَمِيعِ مَنْ يَعْرِفُ شَرَائِعَ إِلهِكَ. وَالَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ فَعَلِّمُوهُمْ. ٢٦وَكُلُّ مَنْ لاَ يَعْمَلُ شَرِيعَةَ إِلهِكَ وَشَرِيعَةَ الْمَلِكِ، فَلْيُقْضَ عَلَيْهِ عَاجِلاً إِمَّا بِالْمَوْتِ أَوْ بِالنَّفْيِ أَوْ بِغَرَامَةِ الْمَالِ أَوْ بِالْحَبْسِ».
١. لاَ يُؤْذَنُ أَنْ يُلْقَى عَلَيْهِمْ جِزْيَةٌ: لتعزيز عمل الهيكل في أورشليم، أمر أرتحشستا بمنح الْكَهَنَة وغيرهم من الخدام في الهيكل الإعفاء من دفع الجزية.
• “أمر داريوس بإعفاء مماثل لخدّام عبادة أبولو.” كيدنر (Kidner)
٢. ضَعْ حُكَّامًا وَقُضَاةً: أعطى أرتحشستا عزرا سلطة كبيرة في الإدارة المدنية للمقاطعة (عَبْرِ النَّهْرِ).
• حَسَبَ حِكْمَةِ إِلهِكَ: “حكمة إلهك التي في يدك، أي التي جعلها الله في قلبك، والتي تظهر في أعمال يدك. فالحكمة تُنسب أحيانًا إلى اليدين، كما في المزمور ٧٨: ٧٢.” بوله (Poole)
٣. وَالَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ فَعَلِّمُوهُمْ: أعطى أرتحشستا عزرا السلطة لتعليم هذا الجيل من المسبيين العائدين. وأعطاه أيضًا السلطة – ربما الكثير من السلطة – لمعاقبة كُلُّ مَنْ لاَ يَعْمَلُ شَرِيعَةَ إِلهِكَ وَشَرِيعَةَ الْمَلِكِ.
• “تظهر النصوص اللاحقة أن عزرا كان في المقام الأول كاهنًا وعالمًا وليس إداريًا. ولكن، من المؤكد أن الله قد دعاه وفتح له الأبواب وهو الذي أعطى عزرا الشجاعة والقوة للقيام بهذه المهمة العظيمة.” ياماوتشي (Yamauchi)
هـ) الآيات (٢٧-٢٨): عزرا يُقدم الشكر.
٢٧مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِنَا الَّذِي جَعَلَ مِثْلَ هذَا فِي قَلْبِ الْمَلِكِ لأَجْلِ تَزْيِينِ بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. ٢٨وَقَدْ بَسَطَ عَلَيَّ رَحْمَةً أَمَامَ الْمَلِكِ وَمُشِيرِيهِ وَأَمَامَ جَمِيعِ رُؤَسَاءِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِينَ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ تَشَدَّدْتُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلهِي عَلَيَّ، وَجَمَعْتُ مِنْ إِسْرَائِيلَ رُؤَسَاءَ لِيَصْعَدُوا مَعِي.
١. مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِنَا: عرف عزرا أن مثل هذا الدعم السخي والواسع والسلطة لا يمكن أن يمنحهما إلا الله الَّذِي جَعَلَ مِثْلَ هذَا فِي قَلْبِ الْمَلِكِ.
• وكما حرك الله قلب داريوس (عزرا ٦: ١-١٢)، نرى أن الله أيضًا حرك قلب أرتحشستا. حقًا أن قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ. (أمثال ٢١: ١)
٢. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ تَشَدَّدْتُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلهِي عَلَيَّ: لقد تَشَدَّدَ عزرا بالتأكيد؛ ليس فقط من خلال دعم الملك، ولكن بالأكثر لأن كلها كانت دليلًا واضحًا على دعم الله وبركته. فقد وجد عزرا تشجيعًا عظيمًا في معرفة أن يَدِ الرَّبِّ كانت عَلَيَّه.