سفر نحميا – الإصحاح ٣
بناء الأسوار
أولًا. سجّل البنائين
أ ) الآيات (١-٢): البناؤون قرب بَابَ الضَّأْنِ.
١وَقَامَ أَلِيَاشِيبُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ وَبَنَوْا بَابَ الضَّأْنِ. هُمْ قَدَّسُوهُ وَأَقَامُوا مَصَارِيعَهُ، وَقَدَّسُوهُ إِلَى بُرْجِ الْمِئَةِ إِلَى بُرْجِ حَنَنْئِيلَ. ٢وَبِجَانِبِهِ بَنَى رِجَالُ أَرِيحَا، وَبِجَانِبِهِمْ بَنَى زكُّورُ بْنُ إِمْرِي.
١. وَبَنَوْا….. بَنَى….. بَنَى: يتحدث كل الإصحاح الثالث من سفر نحميا عن العمل – وكيف شارك الأفراد وعملوا معًا بتنسيق وبقيادة من نحميا.
٢. وَبَنَوْا بَابَ الضَّأْنِ: إن العمل الذي يوصف هنا يتعلق بالأبواب التي بالسور. فالأبواب كانت هي نقاط الدخول والخروج الخطرة للمدينة، وهي الأماكن الأكثر عرضة لهجمات العدو. لذلك، بدأ العمل عند كل باب ومن هناك توسع.
• بَابَ الضَّأْنِ: سُمّي بهذا الاسم لأنه كان الباب الذي يأتي إليه الرعاة بقطعانهم من أجل بيعها. وحتى قبل بضع سنوات، كان هذا الباب يُستخدم لنفس الغرض في أورشليم.
٣. أَلِيَاشِيبُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ: كان هذا هو أول عامل يُذكر في قائمة من عملوا بالسور. لقد قَامَ بالعمل مع الكهنة الآخرين، وعملوا على إعادة بناء بَابَ الضَّأْنِ وجزء من السور القريب منه.
• أَلِيَاشِيبُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ: لقد تصرف كما يجب أن يتصرف القائد التقي. كان يقود العمل من الصفوف الأولى مقدمًا نفسه مثالًا وقدوة. لم يتصرف وكأن مستواه الروحي أعلى من أن يشارك في العمل الشاق الخاص بإعادة بناء الأسوار.
• إذا كنت قائدًا، فالآخرون ينظرون إليك بتمعن ويتبعون مثالك. إذا كنت مبطئًا في العمل، سيكونون كذلك؛ إذا كنت مملوءًا بالإحباط والشك، فسيتبعون هذا النموذج. هناك سبب وجيه وراء ذكر أَلِيَاشِيب أولًا، وسبب امتلاء بقية الإصحاح بأسماء أكثر من ٥٠ شخصًا آخر تبعوا مثاله في العمل.
• وبطريقة رائعة، يصبح الخادم أَلِيَاشِيب الْكَاهِنُ الْعَظِيم صورة جميلة للكاهن الأعظم الآتي والذي كان وما زال هو الخادم الأمثل: يسوع المسيح.
٤. هُمْ قَدَّسُوهُ: إن الفكرة وراء التقديس هي الاعتراف بأن هناك شيئًا ما خاص ومُفرز بشكل فريد لمجد الله ولخدمته. فأبواب المدينة هذه صُنعت خصيصًا لله. كان نحميا وأَلِيَاشِيب يعلمان أن الله يريد تخصيص كل شيء بشكل حصري له، بما في ذلك هذه الأسوار والأبواب.
• وبسبب أنه قد تم تكريس أول العمل خصيصًا لله، كان ذلك بمثابة طريقتهم لقول: “كل هذا العمل يخصك أنت يا رب. فهذا العمل الخاص إنما هو لأجلك أنت.”
• هذا هو السر العظيم للفرح والنجاح في الحياة، وهو القيام بكل شيء كما لو كان يُقدم للرب. وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ. (كولوسي ٣: ١٧)
٥. وَبِجَانِبِهِ بَنَى رِجَالُ أَرِيحَا: لقد كان عمل كل رجل هو عملًا مهمًا، وعلى الرغم من أن أولئك لم يعملوا في بناء الباب، إلا أنهم قاموا بالعمل المهم في بناء أسوار الحماية والأمان لأورشليم. لقد أُعطى كل شخص أو عائلة مسؤولية فردية خاصة بعملهم.
ب) الآيات (٣-٥): البناؤون بالقرب من بَابُ السَّمَكِ.
٣وَبَابُ السَّمَكِ بَنَاهُ بَنُو هَسْنَاءَةَ. هُمْ سَقَفُوهُ وَأَوْقَفُوا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ. ٤وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ مَرِيمُوثُ بْنُ أُورِيَّا بْنِ هَقُّوصَ. وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ مَشُلاَّمُ بْنُ بَرَخْيَا بْنِ مَشِيزَبْئِيلَ. وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ بَعْنَا. ٥وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّونَ، وَأَمَّا عُظَمَاؤُهُمْ فَلَمْ يُدْخِلُوا أَعْنَاقَهُمْ فِي عَمَلِ سَيِّدِهِمْ.
١. بَابُ السَّمَكِ: سُمي هذا الباب بهذا الاسم بسبب سوق الأسماك القريب منه. قام بَنُو هَسْنَاءَة بعمل إعادة بناء الباب بينما ساعدهم آخرون.
٢. وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ: وفقًا لكيدنر (Kidner)، فإن كلمة ’رَمَّمَ‘ هي كلمة عبرية ’chazaq‘ وقد استُخدمت ٣٥ مرة في هذا الإصحاح وحده. وهي تحمل فكرة التقوية، التشجيع، أو جعل شيء قويًا. وهذه مبادئ لها تطبيقات أخرى تتخطى مجرد ترميم أبواب وأسوار مادية.
• يقول الكتاب المقدس أنه يجب أن نبني ونُرمم. وفي أفسس ٤: ١٢ يقول الرب أن غرض الكنيسة هو تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ. والفكرة وراء التَكْمِيلِ هي التجهيز، والتقوية، وجعل الشيء قابلًا للاستخدام. نحن نجتمع معًا كمؤمنين لتقوية بعضنا البعض، لنصير أشداء وقادرين على العيش من أجل يسوع وعلى خدمته خارج اجتماعاتنا بالكنيسة.
• إنه لأمر رائع أن يسوع نفسه كان بانيًا (مرقس ٦: ٣). فمن بين جميع المهن التي كان يمكن لابن الله اختيارها، اختار أن يكون بانيًا. ويشير لنا سفر نحميا إلى يسوع الذي يبني شعبه ليكون بناءً جميلًا لله (١ كورنثوس ٣: ٩، أفسس ٢: ٢٠-٢٢، ١ بطرس ٢: ٥).
٣. وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّونَ: قام التَّقُوعِيُّون بعملهم. لقد كان أهل مدينة تّقوع مستعدين للعمل – وَأَمَّا عُظَمَاؤُهُمْ فَلَمْ يُدْخِلُوا أَعْنَاقَهُمْ فِي عَمَلِ سَيِّدِهِمْ. لقد شارك معظم الناس في العمل – ولكن ليس الجميع. لقد اعتقد عُظَمَاء مدينة تّقوع هؤلاء أنهم فوق هذا العمل الشاق، لذا لم يشاركوا فيه.
• والفكرة الواضحة في الكلمة العبرية – حرفيًا – هي أنهم لم يخضعوا – لم يرغبوا في ’أن يحنوا رقابهم‘ لما أراده الرب منهم. كانت المسألة الحقيقية هي مسألة خضوع. ربما اعتقدوا أن لديهم خطة أفضل، أو لم يعجبهم طريقة نحميا في القيام بالأمر. وأيًا كانت أسبابهم، يمكنك أن تكون متأكدًا من أنهم ندموا لاحقًا لأنهم يُذكرون بالعار كونهم الوحيدين المذكورين في هذا الإصحاح الذين لم يشاركوا في العمل.
• ربما أراد نحميا تسجيل أسماء كل هؤلاء العظماء، لكن الرب أعطاه أن يكون رحيمًا بالإشارة إليهم بطريقة عامة فقط.
ج) الآيات (٦-١٢): البناؤون قرب الْبَابُ الْعَتِيقُ.
٦وَالْبَابُ الْعَتِيقُ رَمَّمَهُ يُويَادَاعُ بْنُ فَاسِيحَ وَمَشُلاَّمُ بْنُ بَسُودِيَا. هُمَا سَقَفَاهُ وَأَقَامَا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ. ٧وَبِجَانِبِهِمَا رَمَّمَ مَلَطْيَا الْجِبْعُونِيُّ وَيَادُونُ الْمِيَرُونُوثِيُّ مِنْ أَهْلِ جِبْعُونَ وَالْمِصْفَاةِ إِلَى كُرْسِيِّ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ. ٨وَبِجَانِبِهِمَا رَمَّمَ عُزِّيئِيلُ بْنُ حَرْهَايَا مِنَ الصَّيَّاغِينَ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَنَنْيَا مِنَ الْعَطَّارِينَ. وَتَرَكُوا أُورُشَلِيمَ إِلَى السُّورِ الْعَرِيضِ. ٩وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ رَفَايَا بْنُ حُورٍ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ. ١٠وَبِجَانِبِهِمْ رَمَّمَ يَدَايَا بْنُ حَرُومَافَ وَمُقَابِلَ بَيْتِهِ. وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَطُّوشُ بْنُ حَشَبْنِيَا. ١١قِسْمٌ ثَانٍ رَمَّمَهُ مَلْكِيَّا بْنُ حَارِيمَ وَحَشُّوبُ بْنُ فَحَثَ مُوآبَ وَبُرْجَ التَّنَانِيرِ. ١٢وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ شَلُّومُ بْنُ هَلُّوحِيشَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ هُوَ وَبَنَاتُهُ.
١. وَالْبَابُ الْعَتِيقُ رَمَّمَهُ يُويَادَاعُ بْنُ فَاسِيحَ وَمَشُلاَّمُ بْنُ بَسُودِيَا: من بين الذين قاموا بترميم الْبَابُ الْعَتِيق والأسوار المجاورة له كان عُزِّيئِيلُ بْنُ حَرْهَايَا مِنَ الصَّيَّاغِينَ. بجانبه كان حَنَنْيَا مِنَ الْعَطَّارِينَ.
• كان هؤلاء الرجال يعملون بمهن مختلفة، فهم ليسوا من البنائين المحترفين، ولم يتدربوا على هذا النوع من العمل. كان من الممكن أن يكون لديهم عذرًا سهلًا لعدم القيام بأي شيء، لكنهم تقدموا وقاموا بالعمل، وتَرَكُوا أُورُشَلِيم رُغم أن الكثيرين قد يظنوا أن أولئك غير مؤهلين للعمل أو غير قادرين عليه.
• إن أكثر الأمور أهمية في عمل الرب هي أن تكون متاحًا. فالشخص الذي لديه قليل من المواهب والمهارات، لكن يمتلك الشغف والدافع لإتمام عمل الله سيحقق أكثر بكثير من شخص موهوب ومملوء بالمهارات وليس لديه الشغف والدافع للقيام بعمل الرب.
• فيجو أولسن (Viggo Olsen)، الذي ساعد في إعادة بناء عشرة آلاف منزل في بنغلاديش المُدَمرة بالحرب في عام ١٩٧٢، استمد إلهامًا غير متوقع من قراءة إصحاح في الكتاب المقدس عادةً ما يعتبر من أقل الإصحاحات إثارة للاهتمام ويقول: “لقد اندهشت… بأنه لم يُذكر أي بنائين متخصصين خبراء ضمن ’فريق بناء الأرض المقدسة.‘ لقد كان ضمن البناؤون كهنة، مساعدي كهنة، صاغة، صانعو عطور، ونساء، لكن لم يُذكر أي بنائين أو نجارين متخصصين.” ياماوتشي (Yamauchi)
٢. السُّورِ الْعَرِيضِ: اليوم يمكنك رؤية بقايا هذا السُّورِ الْعَرِيضِ في أورشليم – وهو عريض حقًا، أكثر من ٢٠ قدمًا (٦ أمتار) عرضًا. كان النُقاد ينكرون دقة تاريخ الكتاب المقدس، ولكن مجرفة عالم الآثار تؤكد باستمرار حقائق وصحة الكتاب المقدس.
٣. رَفَايَا بْنُ حُورٍ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ أُورُشَلِيمَ: عمل رَفَايا على هذا الجزء من السور. ها هو رَئِيسٌ آخر يعرف أن القيادة الحقيقية هي التقدّم والقيام بالعمل وأن تكون خادمًا، بدلًا من توقعك أن يقوم الآخرين بالعمل نيابة عنك.
٤. رَمَّمَ يَدَايَا بْنُ حَرُومَافَ وَمُقَابِلَ بَيْتِهِ: في عدة مواقع في الإصحاح الثالث من سفر نحميا، يُذكر أولئك الذين عملوا على الجزء الموجود مباشرةً أمام بَيوْتِهِم. فغالبًا ما نحتاج للانتباه إلى عمل الله في بيوتنا الخاصة. إذا كان هناك احتياج لإتمام عمل ما، فهو في بيوتنا.
• أسماء الرجال الذين قيل إنهم رَمَّمَوا َمُقَابِلَ بَيوْتِهِم هي قائمة مثيرة للاهتمام:
نحميا ١٠:٣ يُذكر يَدَايا، ومعنى اسمه ’الذي يدعو الله.‘ يجب أن تكون بيوتنا أماكن للصلاة، حيث تدعو العائلة الله.
نحميا ٢٣:٣ يُذكر بنيامين، ومعنى اسمه ’ابن يميني،‘ وهو يشير إلى من يحامي. يجب أن تكون بيوتنا أماكن للحماية والسلام.
نحميا ٢٩:٣ يُذكر صادوق، ومعنى اسمه ’العدالة.‘ يجب أن تكون بيوتنا أماكن للعدالة والنزاهة، وخاصةً فيما يتعلق بنزاهتنا في تعهداتنا الزوجية ووعودنا.
نحميا ٣٠:٣ يُذكر مَشُلاَّم، ومعنى اسمه ’مُكرس.‘ يجب أن تكون بيوتنا أماكن للتكريس والانفصال عن العالم لله.
٥. مَلْكِيَّا بْنُ حَارِيمَ: يُذكر هذا الرجل في سفر عزرا ١٠: ٣١ كأحد الرجال الذين قام عزرا بمواجهتهم بسبب خطية الزواج من امرأة وثنية. وقد كان ذلك قبل سنوات من هذا الحدث، لذا قام مَلْكِيَّا بتصحيح أموره مع الله والآن، بعد سنوات، صار يخدم الرب.
• يجب على المؤمن ألا يسمح لفشل في الماضي بأن يكون عائقًا أمام خدمته لله. تب، صحح الأمور، دافع عن البر – وواصل خدمة الرب.
٦. رَمَّمَ شَلُّومُ بْنُ هَلُّوحِيشَ… هُوَ وَبَنَاتُهُ: كل من كان بوسعه المساعدة ساهم في الترميمات.
• مع العدد الكبير من الأشخاص المختلفين الذين عملوا على الأسوار، كان من الأمر الحتمي أن يعمل الجميع بفكر واحد – وإلا لن تكون الأسوار واحدة ولن تمثل دفاعًا قويًا. ومع ذلك، كان كل قسم مختلفًا قليلًا لأن أشخاصًا مختلفين عملوا على كل قسم.
• بنفس الطريقة، في عائلة الله، يجب أن يتم العمل برؤية وبفكر مشترك – بفكر المسيح، كما وصفه بولس في ١ كورنثوس ٢: ١٦. عندما يعمل المؤمنون معًا بتوافق واحد، بينما يقدم كل منهم مواهبه المميزة، عندئذ يتم العمل الإلهي بطريقة مجيدة.
د ) الآية (١٣): البناؤون قرب بَابُ الْوَادِي.
١٣بَابُ الْوَادِي رَمَّمَهُ حَانُونُ وَسُكَّانُ زَانُوحَ. هُمْ بَنَوْهُ وَأَقَامُوا مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَأَلْفَ ذِرَاعٍ عَلَى السُّورِ إِلَى بَابِ الدِّمْنِ.
هـ) الآية (١٤): البناؤون قرب بَابُ الدِّمْنِ.
١٤وَبَابُ الدِّمْنِ رَمَّمَهُ مَلْكِيَّا بْنُ رَكَابَ رَئِيسُ دَائِرَةِ بَيْتِ هَكَّارِيمَ. هُوَ بَنَاهُ وَأَقَامَ مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ.
و ) الآيات (١٥-٢٥): البناؤون قرب بَابُ الْعَيْنِ.
١٥وَبَابُ الْعَيْنِ رَمَّمَهُ شَلُّونُ بْنُ كَلْحُوزَةَ رَئِيسُ دَائِرَةِ الْمِصْفَاةِ. هُوَ بَنَاهُ وَسَقَفَهُ وَأَقَامَ مَصَارِيعَهُ وَأَقْفَالَهُ وَعَوَارِضَهُ، وَسُورَ بِرْكَةِ سِلُوَامٍ عِنْدَ جُنَيْنَةِ الْمَلِكِ إِلَى الدَّرَجِ النَّازِلِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. ١٦وَبَعْدَهُ رَمَّمَ نَحَمْيَا بْنُ عَزْبُوقَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ بَيْتِ صُورَ إِلَى مُقَابِلِ قُبُورِ دَاوُدَ، وَإِلَى الْبِرْكَةِ الْمَصْنُوعَةِ، وَإِلَى بَيْتِ الْجَبَابِرَةِ. ١٧وَبَعْدَهُ رَمَّمَ اللاَّوِيُّونَ رَحُومُ بْنُ بَانِي، وَبِجَانِبِهِ رَمَّمَ حَشَبْيَا رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ قَعِيلَةَ فِي قِسْمِهِ. ١٨وَبَعْدَهُ رَمَّمَ إِخْوَتُهُمْ بَوَّايُ بْنُ حِينَادَادَ رَئِيسُ نِصْفِ دَائِرَةِ قَعِيلَةَ. ١٩وَرَمَّمَ بِجَانِبِهِ عَازِرُ بْنُ يَشُوعَ رَئِيسُ الْمِصْفَاةِ قِسْمًا ثَانِيًا، مِنْ مُقَابِلِ مَصْعَدِ بَيْتِ السِّلاَحِ عِنْدَ الزَّاوِيَةِ. ٢٠وَبَعْدَهُ رَمَّمَ بِعَزْمٍ بَارُوخُ بْنُ زَبَّايَ قِسْمًا ثَانِيًا، مِنَ الزَّاوِيَةِ إِلَى مَدْخَلِ بَيْتِ أَلْيَاشِيبَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ. ٢١وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَرِيمُوثُ بْنُ أُورِيَّا بْنِ هَقُّوصَ قِسْمًا ثَانِيًا، مِنْ مَدْخَلِ بَيْتِ أَلْيَاشِيبَ إِلَى نِهَايَةِ بَيْتِ أَلْيَاشِيبَ. ٢٢وَبَعْدَهُ رَمَّمَ الْكَهَنَةُ أَهْلُ الْغَوْرِ. ٢٣وَبَعْدَهُمْ رَمَّمَ بِنْيَامِينُ وَحَشُّوبُ مُقَابِلَ بَيْتِهِمَا. وَبَعْدَهُمَا رَمَّمَ عَزَرْيَا بْنُ مَعْسِيَّا بْنِ عَنَنْيَا بِجَانِبِ بَيْتِهِ. ٢٤وَبَعْدَهُ رَمَّمَ بَنُّويُ بْنُ حِينَادَادَ قِسْمًا ثَانِيًا، مِنْ بَيْتِ عَزَرْيَا إِلَى الزَّاوِيَةِ وَإِلَى الْعَطْفَةِ. ٢٥وَفَالاَلُ بْنُ أُوزَايَ مِنْ مُقَابِلِ الزَّاوِيَةِ وَالْبُرْجِ، الَّذِي هُوَ خَارِجَ بَيْتِ الْمَلِكِ الأَعْلَى الَّذِي لِدَارِ السِّجْنِ. وَبَعْدَهُ فَدَايَا بْنُ فَرْعُوشَ.
١. عِنْدَ جُنَيْنَةِ الْمَلِكِ: ألقى تشارلز سبيرجن (Charles Spurgeon) عظة جميلة حول هذا النص، حيث تحدث عن ست حدائق مختلفة للملك:
• عدن
• جثسيماني
• حديقة القبر
• القلب البشري
• الكنيسة ككل
• حديقة الفردوس في السماء
ز ) الآيات (٢٦-٢٧): البناؤون قرب بَابِ الْمَاءِ.
٢٦وَكَانَ النَّثِينِيمُ سَاكِنِينَ فِي الأَكَمَةِ إِلَى مُقَابِلِ بَابِ الْمَاءِ لِجِهَةِ الشَّرْقِ وَالْبُرْجِ الْخَارِجِيِّ. ٢٧وَبَعْدَهُمْ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّونَ قِسْمًا ثَانِيًا، مِنْ مُقَابِلِ الْبُرْجِ الْكَبِيرِ الْخَارِجِيِّ إِلَى سُورِ الأَكَمَةِ.
١. وَبَعْدَهُمْ رَمَّمَ التَّقُوعِيُّونَ قِسْمًا ثَانِيًا: شهد السور القريب من باب الماء خدمة مميزة. يبدو أن التَّقُوعِيُّونَ لم يكتفوا بالعمل الكبير الذي قاموا به من قبل – بل تابعوا ليقوموا بعمل أكثر. لم يكونوا على استعداد للسماح للمثال السيئ الذي قدمه عظماؤهم الذين لم يقوموا بأي عمل (نحميا ٣: ٥) بمنعهم من العمل بجهد أكبر من مجرد الواجب المطلوب.
ح) الآيات (٢٨-٣٠): البناؤون قرب بَابِ الْخَيْلِ.
٢٨وَمَا فَوْقَ بَابِ الْخَيْلِ رَمَّمَهُ الْكَهَنَةُ، كُلُّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ بَيْتِهِ. ٢٩وَبَعْدَهُمْ رَمَّمَ صَادُوقُ بْنُ إِمِّيرَ مُقَابِلَ بَيْتِهِ. وَبَعْدَهُ رَمَّمَ شَمَعْيَا بْنُ شَكَنْيَا حَارِسُ بَابِ الشَّرْقِ. ٣٠وَبَعْدَهُ رَمَّمَ حَنَنْيَا بْنُ شَلَمْيَا وَحَانُونُ بْنُ صَالاَفَ السَّادِسُ قِسْمًا ثَانِيًا. وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَشُلاَّمُ بْنُ بَرَخْيَا مُقَابِلَ مِخْدَعِهِ.
١. شَمَعْيَا بْنُ شَكَنْيَا حَارِسُ بَابِ الشَّرْقِ: يبدو أن الباب الموجود أمام بيته كان في حالة جيدة، لذا شارك وساعد في بَابِ الْخَيْلِ. كان تجرده وعدم أنانيته مثالًا رائعًا.
٢. وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَشُلاَّمُ بْنُ بَرَخْيَا مُقَابِلَ مِخْدَعِهِ: كلمة ’مِخْدَعِ‘ بالعبرية تُترجم فعليًا إلى غرفة مفردة. كان لدى مَشُلاَّم غرفة صغيرة واحدة فقط، ومع ذلك كان مكرسًا لله ولعمل إعادة بناء الأسوار. من الأفضل أن يكون المرء مكرسًا لله في غرفة صغيرة من أن يمتلك قصرًا ويكون قلبه باردًا تجاه الله.
ط) الآيات (٣١-٣٢): بناؤون قرب بَابِ الْعَدِّ (مَجمَع).
٣١وَبَعْدَهُ رَمَّمَ مَلْكِيَّا ابْنُ الصَّائِغِ إِلَى بَيْتِ النَّثِينِيمِ وَالتُّجَّارِ، مُقَابِلَ بَابِ الْعَدِّ إِلَى مَصْعَدِ الْعَطْفَةِ. ٣٢وَمَا بَيْنَ مَصْعَدِ الْعَطْفَةِ إِلَى بَابِ الضَّأْنِ رَمَّمَهُ الصَّيَّاغُونَ وَالتُّجَّارُ.
ثانيًا. ملاحظات على نحميا ٣.
أ ) هذا الإصحاح يظهر احتياج المؤمنين للعمل معًا من أجل تحقيق شيء ما.
١. مسرّة الله أن يرى شعبه يعملون معًا في توافق واحد، بقلب واحد، بفكر واحد، وسوف يضعنا في مواقف لابد فيها من العمل معًا، ونتعلم كيف نقود، وكيف نتبع القادة، وكيف نعمل معًا بقلب وفكر واحد.
٢. كان السور متواصلًا. أي فجوة فيه تُعرض البناء بأكمله للخطر. لذلك، كان كل مكان في الجدار مهمًا – حتى لو لم يظن أحدهم ذلك. وكذلك، لا يمكن أبدًا للسور أن يكون قويًا إذا كان شخص ما يهدمه في قسم آخر.
ب) العمل الذي تم كان انعكاسًا على العائلة – تقريبًا كل شخص تم ذكره يُذكر كابن لشخص ما.
١. في العائلة يتعلم أطفالنا كيف يعملون، ويجب على الآباء الالتزام بتعليم أطفالهم كيف يكونوا عاملين جادين. في المعنى الروحاني، إن عملنا الشاق – أو عدمه – هو بمثابة انعكاس على عائلتنا الروحية. ويجب على كل مؤمن أن يكون انعكاسًا جيدًا لعائلته الروحية.
ج) الدليل على قيادة نحميا.
١. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه جعل كل رجل مسؤولًا عن عمله. كان لكل رجل جزء من الجدار يتحمل مسؤوليته، وكان معروفًا أنه مسؤول عنه. لم يرغب أحد في أن يُرى على أنه عامل ضعيف في قضية الله.
• من خلال إعطاء كل رجل شعور بالمسؤولية عن العمل، فقد ساعدوا بجد في ضمان إتمام العمل بشكل صحيح. وقد جعل ذلك من كل رجل شخصًا مسؤولًا.
٢. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه لاحظ من قام بالعمل ومن لم يقم به – والقائمة تُظهر ذلك.
٣. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه نظّم العمل لتحقيق أقصى درجات الكفاءة. فقد كان لكل شخص قسمه الذي يرممه، وتم تنظيم العمل حول البوابات – والأماكن التي كانت بحاجة ماسة للعمل.
٤. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه عرف من أين يبدأ. بدأ بالجانب الروحاني للعمل (يُذكر عمل الكاهن الأعظم أولًا)، وبتكريس كل شيء لله.
٥. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه جمع معًا “المرتفع” و”المنخفض” من الأشخاص في العمل الواحد. لقد عمل القادة ورئيس الكهنة معًا مع الرجل الذي يعيش في غرفة واحدة.
٦. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه كان مستعدًا للسماح للناس بتجربة أشياء جديدة – فأصبح صائغو الذهب والكهنة والعطّارون جميعًا عمال بناء.
٧. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه جعل الناس يركزون أولًا على بيتهم الخاص.
٨. كان نحميا قائدًا فعّالًا لأنه لم يستبعد الناس بسبب خطية ومساومة الماضي.
د ) رؤية يسوع في عمل البناء.
١. يسوع هو باني أعظم من نحميا (مرقس ٦: ٣؛ ١ كورنثوس ٣: ٩، أفسس ٢: ٢٠-٢٢، ١ بطرس ٢: ٥).
٢. يسوع هو الخادم ورئيس الكهنة، وهو أعظم من أَلِيَاشِيب.
٣. يسوع هو المسيح، الذي أصبح ميلاده ممكنًا بفضل عمل بناء الجدار وتأسيس الأمن لشعب الله الضعيف.