رسالة رومية – الإصحَاح ٢
إثم المُثقف الأخلاقي واليهودي
أولاً. دينونة الله على المثقف الأخلاقي.
أ ) الآيات (١-٣): لائحة الاتهام ضد المثقف الأخلاقي.
١لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! ٢وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ. ٣أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا، أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟
- لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ: في الإصحَاح الأول من رسالة رومية أشار بولس إلى الخطاة (الوثنيين) الأكثر شهرة. والآن، يتحدث إلى أولئك المثقفين الذين يعيشون وفقاً لقيم أخلاقية معينة. ويعتقد بولس أنهم يهنئون أنفسهم بأنهم ليسوا مثل الوثنيين الذين وصفهم في الإصحَاح الأول من الرسالة.
- نجد مثال جيد لهذه الطريقة في التفكير في مثل يسوع عن الفريسي والعشار. فإذا أخذنا هاتين الشخصيتين من مثل يسوع، سنجد أن بولس قد تحدث إلى العشار في الإصحَاح الأول من رسالة رومية والآن هو يخاطب الفريسي (لوقا ١٠:١٨-١٤).
- كان العديد من أبناء الشعب اليهودي في أيام بولس يجسدون المثقفين الأخلاقيين، لكن يبدو أن كلماته في رومية ١:٢-١٦ لها تطبيق أكثر اتساعاً. فعلى سبيل المثال، كان هناك سينيكا (Seneca)، السياسي الروماني، معلم الأخلاق ومُرشد نيرون. وكان سينيكا متفقاً تماماً مع بولس فيما يتعلق بأخلاقيات معظم الوثنيين، لكن رجلاً مثل سينيكا سيقول في نفسه: “أنا مختلف عن هؤلاء الأشخاص الوثنيين.”
- لقد أعجب العديد من المؤمنين بسينيكا وبموقفه القوي تجاه ’الأخلاق‘ و’القيم الأسرية.‘ “لكنه في كثير من الأحيان كان يجيز لنفسه فعل الرذائل التي لا تختلف كثيراً عن تلك التي أدانها في الآخرين – والمثال الفاضح لذلك هو تستره على قتل نيرون لوالدته أغربينا Agrippina.” بروس (Bruce)
- لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ: بعد حصول بولس على موافقة المثقف الأخلاقي على حجته ضد الوثني، يحول بولس الآن نفس الحجة إلى المثقف الأخلاقي نفسه. وهذا لأنه في نهاية الأمر: الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا.
- بينما ندين شخصاً آخر، نحن نشير إلى معيار خارج ذواتنا – وهذا المعيار يدين الجميع، ليس فقط الخاطئ الظاهر جلياً. “بما أنك تعرف عدالة الله، كما يتضح من حقيقة أنك تدين الآخرين، فأنت بلا عذر، لأنك في دينونتك للآخرين قد أدنت نفسك.” موراي (Murray)
- تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا: لاحظ أن المثقف الأخلاقي لا يُدان من أجل حكمه على الآخرين لكن من أجل كونه آثم بفعله ذات الممارسات التي يدين بها الآخرين. وهذا أمر يعترض عليه المثقف الأخلاقي مدعياً (“أنا لست مثلهم على الإطلاق!)، لكن بولس سيُظهر إن هذا ليس صحيحاً.
- ذكر وييست (Wuest) مقتبساً من دييني (Denney) فيما يتعلق بالآية: لأنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا: “ليس أنك تفعل ذات الخطايا، لكن سلوكك يشبههم. فأنت أيها المثقف الأخلاقي، تخطئ في رفضك للنور. وهكذا كانت خطية اليهود، لا يرتكبون نفس الخطايا ولكن خطاياهم في جوهرها تشبه الوثنيين.”
- حَسَبُ الْحَقِّ: الفكرة هنا هي أنه ’وفقاً لحقائق القضية‘ سوف يحكم الله (ويدين) المثقف الأخلاقي على أساس الحقائق.
- وضح بولس الفكرة هنا: إذا كان المثقف الأخلاقي مذنباً مثل الوثني فكيف سينْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟
- أَنْتَ هنا جاءت مؤكدة في السؤال،”هل تعتقد أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟” وتشديد بولس هنا يجعل القارئ يعرف أنه ليس مُستثنى من هذا المبدأ. فكان بولس يعرف كيف يصل إلى قلب قرائه. “يجب أن تكون تحذيراتنا مثل السهام المتشعبة لتخترق قلب الإنسان لا تجرحه فقط مثل السهام الأخرى.” تراب (Trapp).
- كتب لينسكي (Lenski) عن الأخلاقيين: “إن هدف بولس أعظم بكثير من مجرد إدانتهم بالإثم. فهو يريد أن يجردهم من أخلاقياتهم وعظاتهم عن الأخلاق لأنهم يعتبرون ذلك وسيلة للنجاة من غضب الله.”
ب) الآيات (٤-٥): قضاء الله مُعلن على الشخص الأخلاقي.
٤أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ ٥وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ.
- أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ: يشير بولس إلى أن الأخلاقي نفسه يستهين بلُطْف الله وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، والتي يتوجب عليها أن تقود الأخلاقي إلى التوبة المتضعة بدلاً من اتخاذه موقف المتعالي.
- لُطْفِهِ: يمكن اعتباره إحسان الله من نحونا فيما يتعلق بخطيتنا في الماضي. فقد أحسن الله إلينا لأنه لم يقاضينا بعد على الرغم من استحقاقنا لذلك.
- إِمْهَالِهِ: يمكن اعتباره إحسان الله من نحونا فيما يتعلق بخطيتنا في الحاضر. ففي هذا اليوم بالتحديد – في هذه الساعة – عجزنا عن تمجيده، ومع ذلك منع قضائه عنا.
- طُولِ أَنَاتِهِ: يمكن اعتبارها إحسان الله من نحونا فيما يتعلق بخطيتنا في المستقبل. فهو يعرف أننا سنخطئ غداً وبعد غَدٍ، ومع ذلك فهو يمنع قضاءه عنا.
- بالنظر إلى كل هذا، ليس من الغريب أن يصف بولس هذه الجوانب الثلاثة من إحسان الله من نحونا بأنها غِنى. ويمكن قياس غِنى نعمة الله بأربعة اعتبارات:
- عظمته – خطأ عظيم أن تُخطئ في حق رجل عظيم والله هو الأعظم على الإطلاق – رغم ذلك يظهر رحمته لنا.
- هو كُلِي المعرفة – إذا كان أحد يعرف كلخطايانا، هل كان سيُظهر لنا رحمة؟ لكن الله يظهر لنا رحمة.
- سلطانه – في بعض الأحيان نعجز عن الرد على الأخطاء لأنه خارج سلطتنا، لكن الله قادر على الرد على أي خطأ يُرتكب ضده – لكنه غني في الرحمة.
- موضوع رحمته هو الإنسان – هل نُظهر نحن رحمة تجاه نملة؟ ومع ذلك الله غني في الرحمة. ولأننا نعرف مدى عظمة إحسان الله، فنحن نخطئ خطية عظيمة عندما نستغل رأفة الله، ونعتقد ببساطة أننا نستحقها.
- إِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ: ينظر البعض إلى هذا على أنه ضعف من الله. فيقولون أشياء مثل: “إن كان هناك إله في السماء، فليرديني الرب قتيلاً!” وعندما لا يحدث ذلك، يقولون “ألم أقل لك، لا يوجد إله.” ويسئ البعض فهم إِمْهَال الله وَطُولِ أَنَاتِهِ ويرونها كتصديق منه على الخطية ويرفضون التوبة.
- “يخيل لي أنه في كل صباح عندما يستيقظ الإنسان وهو لا يزال غير نادِم ويجد نفسه خارج الجحيم، أن ضوء الشمس يخاطبه قائلاً: ’ها أنا أُشرق عليك يوماً آخر، فربما تتوب اليوم.‘ وعندما يستقبلك سريرك في الليل، أعتقد أنه يقول لك: ’سوف أعطيك ليلة راحة أخرى، حتى تحيا وترجع عن خطاياك وتثق في يسوع.‘ وكل لقمة من الخبز تأتيك على طاولة الطعام تقول: ’علي أن أسند جسدك حتى يتسنى لك الوقت لتتوب.‘ وفي كل مرة تفتح فيها الكتاب المقدس تقول لك صفحاته: ’نحن نتحدث معك لكي تتوب.‘ وفي كل مرة تسمع فيها عظة مبنية على الحق الكتابي، فهي تناشدك أن تتحول إلى الرب وتحيا.” سبيرجن (Spurgeon)
- غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ: كثير من الناس يسيئون فهم لُطْفَ اللهِ تجاه الأشرار. فهم لا يفهمون أن سبب ذلك هو أن يقتادهم إِلَى التَّوْبَةِ.
- يجب على الناس أن يروا لُطف الله ويفهموا:
- أظهر الله لهم إحسانه رغم عدم استحقاقهم.
- أظهر الله لهم إحسانه عندما تجاهلوه.
- أظهر الله لهم إحسانه عندما سخروا منه.
- الله ليس سيداً قاسياً وبإمكانهم أن يستسلموا له بأمان.
- الله يريد أن يغفر لهم.
- يجب أن يخدم الله كتعبير عن الامتنان.
- هل تنتظر أن يُجبرك اللهعلى التوبة؟ الله لا يعمل هكذا، الله يقتادك إلى التوبة. “لاحظ يا صديقي، أن الله لا يُجبرك على التوبة. فقايين أُبعد وأصبح هارباً ومشرداً عندما قتل أخيه البار هابيل. ويهوذا مضى وشنق نفسه بسبب وجع الندم لما فعله من خيانة لسيده. ولكن أفضل وأجمل توبة هي التي لا تأتي بالدفع بل بالجذب، اللهِ يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ.” سبيرجن (Spurgeon)
- “في العهد الجديد، نجد أن التوبة ليست فعلاً سلبياً. فالتوبة تعني التحول نحو حياة جديدة في المسيح، حياة خدمة نشطة لله. فلا يجب الخلط بينها وبين الندم الذي هو حزن عميق بسبب خطية لكن ينقصه النعمة الإيجابية للتوبة.” موريس (Morris)
- يجب على الناس أن يروا لُطف الله ويفهموا:
- تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ: بسبب الاستهانة برأفة الله، يحق لبولس أن يقول إن الأخلاقي يذخر لنفسه غضباً في يوم الغضب.
- يعتقد الأخلاقي أنه يذخر لنفسه استحقاقاً لدى الله لأنه يدين “الخطاة” من حوله. وفي الحقيقة، هو يذخر لنفسه فقط غضب الله. “كما يضيف الإنسان لكنز ثروته، هكذا تضيف أنت إلى كنوز عقابك.” بووله (Poole).
- عندما يذخر الإنسان غضب الله عليه، ما الذي يوقف طوفان هذا الغضب؟ الله ذاته! فهو يحجزه بسبب إمهاله وطول أناته! وتشبه الصورة حِملاً يحمله الله، بينما يزيده الإنسان أكثر فأكثر، مما يجعله أثقل وأثقل. والعجب كل العجب أن الله يحمله ولا يتركه ولا ليوم واحد، يحمله كله ولا يدعه ينهار على رأس الخاطئ.” لينسكي (Lenski)
- فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ: في مجيء المسيح الأول ظهرت شخصية الله المُحبة بشكلِ واضحِ جداً. وفي مجيئه الثاني ستظهر جلياً دينونة الله العادلة.
ج ) الآيات (٦-١٠): سوف يحكم الله على الأخلاقيين لأن أعمالهم لا ترقى أيضاً إلى مستوى الله الكامل.
٦الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. ٧أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. ٨وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ، ٩شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. ١٠وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ.
- الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ: يعد هذا فكراً مهيباً ومخيفاً، ويدين الأخلاقي مثلما يدين هو الوثني.
- بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة: إن فعل أحد الخير طوال الوقت، قد يستحق الحياة الأبدية من تلقاء نفسه – لكن لم ينجح أحد بذلك من قبل، لأن الجميع، بطريقة أو بأخرى، هم من أو سيكونون من أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ.
- سَخَطٌ وَغَضَبٌ، شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: عجز الجميع عن بلوغ مقياس صلاح الله الثابت، لهذا سيأتي غَضَبٌ الله على كل من يفعل الشر بلا أي اعتبار لكونه يهودياً أو أممياً.
- هذه الدينونة ستأتي على الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً. فإذا كان اليهود أو لمن وصلهم الإنجيل (رومية ١٦:١) وأول من نالوا المجازاة (رومية ١٠:٢)، إذاً هم أيضاً أول من ستأتي عليهم الدينونة.
- تأتي كلمة سَخَطٌ من فكرة ’الغليان‘ ومن ثم الشعور بالجيشان العاطفي. وتأتي كلمة غَضَبٌ من فكرة الانتفاخ الذي ينفجر في النهاية، وتنطبق أكثر على الغضب الذي ينبع من طبيعة الشخص.
ثانياً. دينونة الله على اليهودي
أ ) الآيات (١١-١٣): مبدأ عدم المحاباة عند الله.
١١لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ. ١٢لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. ١٣لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ، بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ.
- لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ: الكلمة المترجمة مُحَابَاةٌ تأتي من كلمتين يونانيتين قديمتين مجتمعتين معاً – أن يستقبل ويواجه. وهذا يعني الحُكم على الأشياء على أساس الظواهر والأفكار المُسبقة.
- عَلّم بعض معلمو اليهود بأن الله أظهر محاباة تجاه اليهود، وقالوا: “سوف يدين الله الأمم بمقياس يختلف عن المقياس الذي سيدين به اليهود.”
- لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ، بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ: لن تُحجب دينونة الله العادلة بسبب سماع أحدهم للناموس، لكنها ستُحجب فقط إن حفظ أحدهم الناموس حقاً.
- قد يظن الشخص اليهودي – أو الشخص المتدين – أنه مُخلص لأنه يمتلك الناموس، لكن هل حفظه؟ وقد يظن الأممي أنه مُخلص لأنه لا يمتلك الناموس، لكن هل حفظ إملاءات ضميره؟
- “سوف يدان الناس، ليس لأنهم يمتلكون الناموس أو لا يمتلكونه، بل لأنهم أخطأوا.” موريس (Morris)
- وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ: يمكن أن تأتي الدينونة على الخطية بالناموس أو بدون الناموس.
ب) الآيات (١٤-١٦): امتلاك الناموس لن يفيد اليهودي يوم الدينونة.
١٤لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ، مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ، ١٥الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً، ١٦فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
- فَهؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ: يشرح بولس لماذا يمكن إدانة الأمم بدون الناموس. فضَمِيرُهُمْ (الذي هو عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ) يكفي لإدانتهم – أو نظرياً، هذا الناموس الذي في قلوبهم يكفي لتبريرهم.
- مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ: أشار العديد من الكُتاب الوثنيين في أيام بولس إلى “الناموس غير المكتوب” الذي هو داخل الإنسان (أي الضمير). وكانوا ينظرون إليه كبوصلة توجه الإنسان للطريق الصحيح. وبالرغم من عدم وجوده في صورة قوانين مكتوبة، فهو في بعض الأحيان يكون أكثر أهمية من الناموس المكتوب.
- هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِم: لا يعني هذا أن هؤلاء “الأمميون المطيعون” قد صنعوا ناموسهم الخاص (كما نستخدم نحن تعبير “ناموس لأنفسهم”)، لكنهم كانوا طائعين للضمير، وعمل الناموس مستقر بداخلهم.
- “يُوضح بولس أن الجهل كان يستخدم من قبل الأمميين كعذر، لأنهم يُثبتون بأفعالهم أن لديهم بعض قواعد البر.” كالفين (Calvin)
- أَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً: من الناحية النظرية، يمكن أن يكون الإنسان مبرراً (“غير ملام”) بطاعته لضميره. ولكن للأسف، انتهك الإنسان ضميره (وحي الله الداخلي للإنسان) تماماً كما انتهك وحي الله المكتوب.
- بينما يقول بولس في رومية ١٤:٢ إن الأممقَد يفعلوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ، فهو حريص ألا يقول إن الأمم يمكنهم أن يفوا بمتطلبات الناموس بالطبيعة.
- رغم أن الله يعمل بداخل الإنسان (مما يُنتِج ضميراً)، يمكن للإنسان أن يُفسد هذا العمل، لذا فالضمير يختلف من شخص لآخر. وكما نعرف أيضاً إن ضميرنا قد يتلَف بسبب الخطية والتمرد، ولكن يمكن استعادته في يسوع.
- إذا كان ضميرنا يديننا بطريقة خاطئة، يمكننا أن نجد الراحة في فكرة أن الله أعظم من قلوبنا (يوحنا الأولى ٢٠:٣).
- شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ: أولئك الذين لم يسمعوا مطلقاً كلمة الله بطريقة مباشرة لا يزال لديهم بوصلة أخلاقية يتحملون مسؤوليتها – الضمير.
- “يصف الله كيف قام بتشكيل جميع البشر، فهناك “عمل” بداخلهم، مما يجعلهم واعين أخلاقياً.” نيويل (Newell)
- “لا يقول بولس إن الناموس مكتوب في قلوبهم، كما يقول الناس في كثير من الأحيان، ولكنه يقول إن عمل الناموس وما يتطلبه الناموس من الناس، هو مكتوب هناك.” موريس (Morris)
- الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ: في ذلك اليوم لن يفلت أي إنسان من دينونة الله بزعمه الجهل بوحي الله المكتوب. فانتهاك وحي الله الداخلي يكفي لإدانتنا جميعا.
- “لذلك سَيُدين الله جميع الأمم وفقاً لاستخدام أو لإساءة استخدام كلمته، سواء كانت مكتوبة في القلب أو مكتوبة على ألواح من الحجر.” كلارك (Clarke)
- حَسَبَ إِنْجِيلِي: لاحظ أن يوم الدينونة كان جزءاً من إنجيل بولس. فهو لم يكُف عن إعلانه لمسئولية الإنسان المطلقة أمام الله.
- “ألا يُظهر استخدام بولس لكلمة ’إنجيلي‘ شجاعته؟ فجملته هذه تشبه ما قاله سابقاً: ’لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن.‘ إنه يقول ’إنجيلي‘ مثل الجندي الذي يتحدث بفخر عن ملكه أو قائده. فهو قرر أن يحمل راية النصر وأن يخدم هذا الحَق المَلَكي حتى الموت.” سبيرجن (Spurgeon)
- يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ: هذه الفكرة هي فكرة مسيحية بشكل خاص. فقد علّم اليهود بأن الله الآب وحده هو الذي سيدين العالم، ولن يتعهد لأي شخص آخر بالدينونة – ولا حتى المسيا المنتظر.
ج ) الآيات (١٧-٢٠): تباهي الرجل اليهودي.
١٧هُوَذَا أَنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيًّا، وَتَتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ، وَتَفْتَخِرُ بِاللهِ، ١٨وَتَعْرِفُ مَشِيئَتَهُ، وَتُمَيِّزُ الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ، مُتَعَلِّمًا مِنَ النَّامُوسِ. ١٩وَتَثِقُ أَنَّكَ قَائِدٌ لِلْعُمْيَانِ، وَنُورٌ لِلَّذِينَ فِي الظُّلْمَةِ، ٢٠وَمُهَذِّبٌ لِلأَغْبِيَاءِ، وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ، وَلَكَ صُورَةُ الْعِلْمِ وَالْحَقِّ فِي النَّامُوسِ.
- هُوَذَا أَنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيًّا، وَتَتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ: كل “تفاخر” للرجل اليهودي في هذا النص يتعلق بامتلاكه للناموس. فقد كان الشعب اليهودي في أيام بولس فخوراً للغاية وشديد الثقة في حقيقة أن الله قد خصهم كأمة بناموسه المقدس. فكانوا يعتقدون بأن هذا يؤكد وضعهم كشعب مختار بصفة خاصة، وبالتالي يضمن خلاصهم.
- لَكَ صُورَةُ الْعِلْمِ: كان على اليهود أن يتسلموا الناموس بامتنان كعطية من الله، لكن بولس سيوضح هنا كيف أن مجرد امتلاك الناموس لا يبرر أحداً.
د ) الآيات (٢١-٢٤): لائحة الاتهام ضد اليهودي.
٢١فَأَنْتَ إِذًا الَّذِي تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، أَلَسْتَ تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ الَّذِي تَكْرِزُ: أَنْ لاَ يُسْرَقَ، أَتَسْرِقُ؟ ٢٢الَّذِي تَقُولُ: أَنْ لاَ يُزْنَى، أَتَزْنِي؟ الَّذِي تَسْتَكْرِهُ الأَوْثَانَ، أَتَسْرِقُ الْهَيَاكِلَ؟ ٢٣الَّذِي تَفْتَخِرُ بِالنَّامُوسِ، أَبِتَعَدِّي النَّامُوسِ تُهِينُ اللهَ؟ ٢٤لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.
- فَأَنْتَ، إِذًا، الَّذِي تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، أَلَسْتَ تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟: الأمر يتعَلَق بهذا المبدأ: “أنت لديك الناموس، فهل تحفظه؟ تستطيع أن ترى كيف يكسر الآخرون الناموس، فهل ترى كيف تكسره أنت أيضاً؟”
- فسر كثيرون من معلمي اليهود في أيام بولس أنهم متبررين تماماً من خلال الناموس. ولكن يسوع كشف خطأ ذلك التفسير (متى ١٩:٥-٤٨).
- يطبق الله ناموسه على أفعالنا وتوجهاتنا. ولكننا أحياناً لا نرغب في أن يكون هناك من يقيم توجهاتنا ودوافعنا أو حتى أفعالنا. ولكن الله سيحاسبنا على كلٍ من دوافعنا وأفعالنا.
- “يستطيع المراؤون التحدث عن الدين، وكأن ألسنتهم تحفظ جملاً وأنماط محددة، فهم أساتذة عادلون، ولكنهم خطاة فاسدون. ومثلما كان الحال مع الكاردينال كريمنسيز (Cardinal Cremensis) ممثل البابا، الذي أُرسل عام ١١١٤ ميلادية لتحريم زيجات الكهنة وتم ضبطه مع زانية شهيرة، وكان عذره في ذلك أنه لم يكن كاهناً بل مصححاً للكهنة.” تراب (Trapp)
- الَّذِي تَسْتَكْرِهُ الأَوْثَانَ، أَتَسْرِقُ الْهَيَاكِلَ؟: يتحدث موريس (Morris) عن فكرة سرقة الهياكل. “من الواضح أن بعض الناس كانوا يعتقدون أن اليهودي يحق له أن يجني الأرباح من سرقة المعابد الوثنية، وربما كان بولس يضع ذلك في الحسبان.”
- اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ: يُذَكِر بولس الشخص اليهودي بما قاله الله في العهد القديم بأن فشل اليهودي في طاعة الناموس يتسبب في تجديف الأمم على الله.
هـ) الآيات (٢٥-٢٩): عدم أهمية الختان.
٢٥فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّيًا النَّامُوسَ، فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! ٢٦إِذًا إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ، أَفَمَا تُحْسَبُ غُرْلَتُهُ خِتَانًا؟ ٢٧وَتَكُونُ الْغُرْلَةُ الَّتِي مِنَ الطَّبِيعَةِ، وَهِيَ تُكَمِّلُ النَّامُوسَ، تَدِينُكَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْكِتَابِ وَالْخِتَانِ تَتَعَدَّى النَّامُوسَ؟ ٢٨لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا، ٢٩بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.
- فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ: يُدرك بولس أن اليهودي قد يحتج قائلاً إن خلاصه قائم على حقيقة أنه من نسل إبراهيم، والبرهان هو الْخِتَان. فيجيب بولس بحق أن هذا ليس له أهمية فيما يتعلق بالتبرير.
- آمن اليهودي بأن ختانه يضمن خلاصه. وقد يُعاقب في العالم الآتي، لكن لا يمكن أن يضل.
- في أيام بولس، علّم بعض المعلمين اليهود أن إبراهيم كان يجلس عند مدخل الجحيم ليتأكد من عدم ذهاب أي من نسله المختتن إلى هناك. وقام بعض المعلمين بتعليم “أن الله سوف يدين الأمم بمقياس واليهود بمقياس آخر” وأن “كل الإسرائيليين سيكون لهم نصيب في العالم الآتي.” باركلي (Barclay)
- الختان (أو المعمودية – أو أي طقس في حد ذاته) لا يخلص أحداً. ففي العالم القديم، كان المصريون أيضاً يختنون أولادهم لكن ذلك لم يجعلهم أتباعاً للإله الحقيقي. وحتى في أيام إبراهيم، تم ختان إسماعيل (ابن الجسد)، لكن هذا لم يجعله إبناً للعهد.
- الختان والمعمودية يقومان بنفس الشيء الذي يقوم به الملصق الموضوع على عُلبة. فإذا كان الملصق الخارجي لا يتطابق مع ما هو موجود في الداخل، فهناك خطأ ما! فإن كان هناك جَزَر داخل العلبة ووضعت أنت ملصقاً يقول “بازلاء” فهذا لن يغير حقيقة ما هو موجود داخل العلبة. فالولادة الثانية هي تغير ما بداخل العلبة، وبعد ذلك يمكنك وضع الملصق المناسب على الخارج.
- بالطبع هذه ليست فكرة جديدة. فناموس موسى نفسه يُعلم هذا المبدأ: “فَاخْتِنُوا غُرْلَةَ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ.” (سفر التثنية ١٦:١٠).
- إِذًا إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ: إذا كان الأممي يحفظ أَحْكَامَ النَّامُوسِ من خلال ضميره (كما في رومية ١٥:٢) ألن يتبرر بدلاً من اليهودي المختتن الذي لم يحفظ الناموس؟ والنقطة التي يؤكدها هنا هي كالتالي: إن امتلاك ناموس أو امتلاك شريعة ليس بكافٍ. فالله يطلب البر.
- قال موريس (Morris) مقتبساً من مانسون (Manson): “إذا كانوا مخلصين للخير الذي يعرفونه، فسيكونون مقبولين عند الله. ولكن كلمة “إذا” هذه واسعة جداً.”
- إِذاً إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ، ألا يدِينُكَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْكِتَابِ وَالْخِتَانِ تَتَعَدَّى النَّامُوسَ؟: هذا هو جواب الله للشخص الذي يقول: “ماذا عن الأقزام الأفارقة (قبيلة في أفريقيا) الذين لم يسمعوا الإنجيل مطلقاً؟” الإجابة: سيدينهم الله حسبما سمعوا وبالكيفية التي عاشوا بها وفقاً لما سمعوه. وبالطبع هذا يعني أنهم سيكونون مدانون أمام الله، لأنه ما من أحد عاش كاملاً بضميره أو استجاب بكمال لما يمكن أن يعرفه عن الله من خلال الخليقة.
- مشكلة “الأبرياء بالفطرة” هي أننا لا نستطيع العثور على برئ بالفطرة في أي مكان.
- سؤال: “ماذا عن الأقزام الأفارقة الذين لم يسمعوا بالإنجيل؟” لهو سؤال جيد، لكن هناك سؤالان أكثر أهمية بكثير: ماذا عنك أنت الذي سمعت بالإنجيل لكنك رفضته؟ ما هو عذرك في ذلك؟ ماذا عنك يا من أُمرت أن تذهب بالإنجيل إلى تلك القبيلة في أفريقيا (متى ١٩:٢٨)، لكنك رفضت أن تفعل ذلك؟
- الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ: جميع دلالات التَدَيُن الخارجي قد تُكسبنا مديح مِنَ النَّاسِ، لكنها لن تُكسبنا مديح مِنَ اللهِ. فدليل استقامتنا مع الله لا يضمن تصرفاتنا أو أعمالنا، وليس مضموناً بسبب بنوتنا، بل نتيجة عمل الله في قلوبنا الذي يُظهر نفسه في الثمَر.
- يلخص وليام نيويل (William Newell) الإصحَاح الثاني من رسالة رومية في “سبعة مبادئ عظيمة لدينونة الله” والتي يجدُر بنا ملاحظتها:
- دينونة الله هي حسَبُ الْحَقِّ (رومية ٢:٢).
- دينونة الله هي حسب الإثم المتراكم (رومية ٥:٢).
- دينونة الله هي حسب الأعمال (رومية ٦:٢).
- دينونة الله هي بلا محاباة (رومية ١١:٢).
- دينونة الله هي حسب الأداء وليس المعرفة (رومية ١٣:٢).
- دينونة الله تصل إلى أسرار القلب (رومية ١٦:٢).
- دينونة الله هي حسب الواقع، وليس الإعلان الديني (رومية ١٧:٢-٢٩).