ملوك الأول ٢٠
الرب ينصر إسرائيل على آرام مرتين
أولًا. بنهدد يحارب السامرة
أ ) الآيات (١-٦): مطالب بنهدد، ملك أرام.
١وَجَمَعَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكًا مَعَهُ، وَخَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَصَعِدَ وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ وَحَارَبَهَا. ٢وَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ بَنْهَدَدُ: ٣لِي فِضَّتُكَ وَذَهَبُكَ، وَلِي نِسَاؤُكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ». ٤فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ». ٥فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَقَالُوا: «هكَذَا تَكَلَّمَ بَنْهَدَدُ قَائِلاً: إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ قَائِلاً: إِنَّ فِضَّتَكَ وَذَهَبَكَ وَنِسَاءَكَ وَبَنِيكَ تُعْطِينِي إِيَّاهُمْ. ٦فَإِنِّي فِي نَحْوِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا أُرْسِلُ عَبِيدِي إِلَيْكَ فَيُفَتِّشُونَ بَيْتَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ، وَكُلَّ مَا هُوَ شَهِيٌّ فِي عَيْنَيْكَ يَضَعُونَهُ فِي أَيْدِيهِمْ وَيَأْخُذُونَهُ».
١. وَجَمَعَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكًا مَعَهُ: كان هذا هجومًا عسكريًا ضخمًا على إسرائيل. ورغم قوتهم الظاهرية سياسيًا وعسكريًا في عهد أخآب، إلا أنهم لم يكونوا أقوياء بما يكفي لردع مثل هذا الهجوم.
• “قد يكون بنهدد هو نفس الملك الذي جنده آسَا ضد بَعْشَا في ١٥: ١٨؛ أو قد يكون ابن ذلك الملك أو حفيده الذي يحمل نفس الاسم.” ديلداي (Dilday)
• “يمكن أن يشمل الاثنان والثلاثون ملكًا زعماء بعض القبائل الصغيرة.” وايزمان (Wiseman)
٢. «حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ»: كان رد أخآب على بنهدد مناسبًا تمامًا لشخصيته. كان أخآب رجلًا لا يهتم سوى بالرفاهية والمتعة. ولم يملك الشخصية للوقوف أمام هذا النوع من التهديد. استسلم أخآب لمطالب بنهدد من دون أي قيد أو شرط.
• اعتقد أخآب أنه ليس في وضع يسمح له بمقاومة بنهدد. لا شك أن قوة إسرائيل الوطنية والعسكرية قد ضعفت كثيرًا بسبب الجفاف والمجاعة التي دامت ثلاث سنوات ونصف السنة وانتهت للتو.
٣. فَيُفَتِّشُونَ بَيْتَكَ وَبُيُوتَ عَبِيدِكَ: كان هذا أكثر بكثير مما طلبه بنهدد في البداية. “عندما وافق أخآب على شروط بنهدد بكل سهولة، طالب بنهدد بالمزيد، وأمر بتفتيش إضافي غير محدود لكل القصر ولمنازل عبيد أخآب ليأخذ ما هو ثمين بنظره.” باترسون وأوستل (Patterson and Austel)
ب) الآيات (٧-٩): ينصح شيوخ الأرض أخآب بالمقاومة.
٧فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ شُيُوخِ الأَرْضِ وَقَالَ: «اعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّ هذَا يَطْلُبُ الشَّرَّ، لأَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيَّ بِطَلَبِ نِسَائِي وَبَنِيَّ وَفِضَّتِي وَذَهَبِي وَلَمْ أَمْنَعْهَا عَنْهُ». ٨فَقَالَ لَهُ كُلُّ الشُّيُوخِ وَكُلُّ الشَّعْبِ: «لاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تَقْبَلْ». ٩فَقَالَ لِرُسُلِ بَنْهَدَدَ: «قُولُوا لِسَيِّدِي الْمَلِكِ إِنَّ كُلَّ مَا أَرْسَلْتَ فِيهِ إِلَى عَبْدِكَ أَوَّلاً أَفْعَلُهُ. وَأَمَّا هذَا الأَمْرُ فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَهُ». فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَرَدُّوا عَلَيْهِ الْجَوَابَ.
١. فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ شُيُوخِ الأَرْضِ: كان من الحكمة أن يطلب أخآب مشورة شيوخ البلاد قبل أن يستسلم للسوريين. طلب أخآب مشورة الشيوخ في الفترة القصيرة بين رسالة الاستسلام وعملية التفتيش التي كان سيقوم بها بنهدد لأخذ النساء ونهب الممتلكات.
٢. «لاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تَقْبَلْ»: رأى شيوخ إسرائيل بحق أن مثل هذا الاستسلام لبنهدد والسوريين هو الخطوة الأولى لفقدان إسرائيل سيادتها بالكامل. فإن أرادوا أن يبقوا مملكة، عليهم مقاومة هذا التهديد.
٣. وَأَمَّا هذَا الأَمْرُ فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَهُ: قال أخآب لبنهدد أنه سينفذ معظم مطالبه وليس كل مطالبه. ولكن رفض طلب واحد لطاغية يُعد رفضًا لكل مطالبه. توقع أخآب أن يكون رد فعل بنهدد عنيفًا.
ج) الآيات (١٠-١٢): بنهدد يهدد ويجهز جيشه.
١٠فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بَنْهَدَدُ وَقَالَ: «هكَذَا تَفْعَلُ بِي الآلِهَةُ وَهكَذَا تَزِيدُنِي، إِنْ كَانَ تُرَابُ السَّامِرَةِ يَكْفِي قَبَضَاتٍ لِكُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي يَتْبَعُنِي». ١١فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «قُولُوا: لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحُلُّ». ١٢فَلَمَّا سَمِعَ هذَا الْكَلاَمَ وَهُوَ يَشْرَبُ مَعَ الْمُلُوكِ فِي الْخِيَامِ قَالَ لِعَبِيدِهِ: «اصْطَفُّوا». فَاصْطَفُّوا عَلَى الْمَدِينَةِ.
١. هكَذَا تَفْعَلُ بِي الآلِهَةُ وَهكَذَا تَزِيدُنِي: أقسمت إيزابل قَسَمًا مشابهًا للانتقام من إيليا (١ ملوك ١٩: ٢).
٢. «لاَ يَفْتَخِرَنَّ مَنْ يَشُدُّ كَمَنْ يَحُلُّ»: رغم أنه كان خطابًا جريئًا بشكل غير معهود من أخآب، إلا أنه كان خطابًا رائعًا وممتلئًا بالحكمة. الفكرة هي أن تتباهى بعد المعركة وليس قبلها.
٣. فَاصْطَفُّوا عَلَى الْمَدِينَةِ: استعدت آرام وحلفاؤها للهجوم على إسرائيل، واستعدت مدينة السامرة لهذا الهجوم العنيف.
ثانيًا. نصرة إسرائيل
أ ) الآيات (١٣-١٥): وعد النبي بالنصرة.
١٣وَإِذَا بِنَبِيٍّ تَقَدَّمَ إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَلْ رَأَيْتَ كُلَّ هذَا الْجُمْهُورِ الْعَظِيمِ؟ هأَنَذَا أَدْفَعُهُ لِيَدِكَ الْيَوْمَ، فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». ١٤فَقَالَ أَخْآبُ: «بِمَنْ؟» فَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: بِغِلْمَانِ رُؤَسَاءِ الْمُقَاطَعَاتِ». فَقَالَ: «مَنْ يَبْتَدِئُ بِالْحَرْبِ؟» فَقَالَ: «أَنْتَ». ١٥فَعَدَّ غِلْمَانَ رُؤَسَاءِ الْمُقَاطَعَاتِ فَبَلَغُوا مِئَتَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ. وَعَدَّ بَعْدَهُمْ كُلَّ الشَّعْبِ، كُلَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، سَبْعَةَ آلاَفٍ.
١. وَإِذَا بِنَبِيٍّ تَقَدَّمَ إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: لا يبدو أن هذا النبي المجهول كان إيليا أو أليشع. كان من السبعة آلاف في إسرائيل الذي كانوا أوفياء للرب (يهوه).
• كان لدى آدم كلارك (Adam Clarke) فكرة مثيرة للاهتمام (رغم أنّ الأمر بعيد الاحتمال): “من الغريب أننا لا نسمع شيئًا عن إيليا أو أليشع في مثل هذه المناسبة. أليس من الممكن أن يكون هذا واحدًا منهما متنكرًا؟”
٢. هأَنَذَا أَدْفَعُهُ لِيَدِكَ الْيَوْمَ، فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ: كان هذا وعد الرب الكريم تجاه أخآب وإسرائيل. استحقوا بسبب عبادتهم للأصنام ورفضهم للإله الحقيقي أن يتخلى عنهم الآب السماوي. كان لله كل الحق في التخلي عنهم وتركهم يهلكون من دون مساعدته. غير أن الرب غني بالرحمة، فأظهر تلك الرحمة لأخآب وإسرائيل.
• هناك سخرية أدبية صغيرة في جملة: «فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». رأى أخآب انتصار الرب على الإله الوثني بعل على جبل الكرمل – ومع ذلك لم يقتنع تمامًا. ولأنه إله كريم، قرر أن يعطيه المزيد من الأدلة.
٣. فَقَالَ أَخْآبُ: «بِمَنْ؟»: نظر أخآب إلى جيشه وقادته العسكريين، وبشكل طبيعي تساءل كيف يمكن لله أن ينصرهم ضد عدو جبار. تساءل أخآب من سيقود المعركة، فأخبره الرب: “أنت.” أراد الرب أن يكسب هذا النصر باستخدام الأشخاص غير المتوقعين الذين كانوا مع أخآب.
• كلما كانت هناك خدمة للرب ينبغي أن تتم، كثيرًا ما نطرح نفس سؤال أخآب: ’من؟‘ عندما يسأل العديد من القادة المسيحيين هذا السؤال، فإنهم يتوقعون أن يجيبهم الرب بإحضار شخص جديد للمشهد، قائد أو بطل يمكنه القيام بالعمل أو على الأقل المساعدة فيه. إلا أن الرب يستخدم عادة الأشخاص الموجودين فعلًا مع القائد، حتى لو بدا أنهم أبعد ما يكون من أن يكونوا جيشًا.
• سيصنع الرب هذا العمل ضد آرام وبنهدد بجيش قوامه سبعة آلاف فقط. ومما لا شك فيه أن هؤلاء لم يكونوا نفس السبعة آلاف الذين ظلوا أوفياء للرب في إسرائيل، ولكن يبين التطابق في العدد أن الرب قادر أن يعمل، وسيعمل، من خلال كل مجموعة.
ب) الآيات (١٦-٢١): النصرة لإسرائيل.
١٦وَخَرَجُوا عِنْدَ الظُّهْرِ وَبَنْهَدَدُ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي الْخِيَامِ هُوَ وَالْمُلُوكُ الاثْنَانِ وَالثَّلاَثُونَ الَّذِينَ سَاعَدُوهُ. ١٧فَخَرَجَ غِلْمَانُ رُؤَسَاءِ الْمُقَاطَعَاتِ أَوَّلاً. وَأَرْسَلَ بَنْهَدَدُ فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «قَدْ خَرَجَ رِجَالٌ مِنَ السَّامِرَةِ». ١٨فَقَالَ: «إِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلسَّلاَمِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً». ١٩فَخَرَجَ غِلْمَانُ رُؤَسَاءِ الْمُقَاطَعَاتِ، هؤُلاَءِ مِنَ الْمَدِينَةِ هُمْ وَالْجَيْشُ الَّذِي وَرَاءَهُمْ، ٢٠وَضَرَبَ كُلُّ رَجُل رَجُلَهُ، فَهَرَبَ الأَرَامِيُّونَ، وَطَارَدَهُمْ إِسْرَائِيلُ، وَنَجَا بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ عَلَى فَرَسٍ مَعَ الْفُرْسَانِ. ٢١وَخَرَجَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَ الْخَيْلَ وَالْمَرْكَبَاتِ، وَضَرَبَ أَرَامَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً.
١. وَخَرَجُوا عِنْدَ الظُّهْرِ وَبَنْهَدَدُ يَشْرَبُ وَيَسْكَرُ فِي الْخِيَامِ هُوَ وَالْمُلُوكُ الاثْنَانِ وَالثَّلاَثُونَ الَّذِينَ سَاعَدُوهُ: إن نفس القلب الشرير الذي جعل بنهدد يهاجم إسرائيل جعله مخمورًا أيضًا. كانت هزيمته جزئيًا بسبب شخصيته الضعيفة.
٢. إِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلسَّلاَمِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَرَجُوا لِلْقِتَالِ فَأَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً: ربما قصد بنهدد أن يقول إنه إن جاء الرجال من إسرائيل للحرب، ينبغي مهاجمتهم وقتلهم. تكلم غالبًا تحت تأثير الكحول، معطيًا جنوده أوامر حمقاء.
٣. فَهَرَبَ الأَرَامِيُّونَ، وَطَارَدَهُمْ إِسْرَائِيلُ: بارك الرب جيش إسرائيل والقادة الذين كانوا مع أخآب، حتى إنه بارك قيادة أخآب للجيش. ورغم الصعوبات الكبيرة، انتصروا في المعركة.
• “تتمثل إستراتيجية المعركة في إرسال مجموعة صغيرة من الجنود المدربين جيدًا للاقتراب من معسكر الآراميين بهدوء، وبعد إطلاق إشارة معينة ينضم إليها باقي جيش أخآب القوي، ومعًا يشنون هجومهم فجأة على جنود العدو السكارى مسببين لهم الحيرة والارتباك. كانت الخطة أنجح مما تجرأ أخآب على تخيله.” باترسون وأوستل (Patterson and Austel)
ج) الآية (٢٢): النبي ينصح بالاستعداد.
٢٢فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبْ تَشَدَّدْ، وَاعْلَمْ وَانْظُرْ مَا تَفْعَلُ، لأَنَّهُ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ يَصْعَدُ عَلَيْكَ مَلِكُ أَرَامَ».
١. فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: جاء هذا النبي المجهول ثانية وقدم نصيحة لأخآب. ولكن لم يُنهِ الانتصار على بنهدد الصراع بين اسرائيل ومملكة أرام.
٢. اذْهَبْ تَشَدَّدْ، وَاعْلَمْ وَانْظُرْ مَا تَفْعَلُ: أمر الرسول أخآب بالاستعداد لهجوم آخر من ملك أرام في الربيع المقبل. فقد عرف النبي أن الرب يعمل من خلال الإعداد الجيد والدقيق لشعبه.
ثالثًا. انتصار ثان على أرام
أ ) الآيات (٢٣-٢٥): يقوم الآراميون بمحاولة أخرى.
٢٣وَأَمَّا عَبِيدُ مَلِكِ أَرَامَ فَقَالُوا لَهُ: «إِنَّ آلِهَتَهُمْ آلِهَةُ جِبَال، لِذلِكَ قَوُوا عَلَيْنَا. وَلكِنْ إِذَا حَارَبْنَاهُمْ فِي السَّهْلِ فَإِنَّنَا نَقْوَى عَلَيْهِمْ. ٢٤وَافْعَلْ هذَا الأَمْرَ: اعْزِلِ الْمُلُوكَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ، وَضَعْ قُوَّادًا مَكَانَهُمْ. ٢٥وَأَحْصِ لِنَفْسِكَ جَيْشًا كَالْجَيْشِ الَّذِي سَقَطَ مِنْكَ، فَرَسًا بِفَرَسٍ، وَمَرْكَبَةً بِمَرْكَبَةٍ، فَنُحَارِبَهُمْ فِي السَّهْلِ وَنَقْوَى عَلَيْهِمْ». فَسَمِعَ لِقَوْلِهِمْ وَفَعَلَ كَذلِكَ.
١. إِنَّ آلِهَتَهُمْ آلِهَةُ جِبَال: كانت فكرة الإله المحلي بارزة في العالم القديم. شعروا بأن لآلهة معينة سلطة على مناطق معينة. ولأن الانتصار الأخير كان على أرض جبلية، اعتقد عَبِيدُ مَلِكِ أَرَامَ أن إله إسرائيل كان إلهًا محليًا يملك سلطة على الجبال من دون السهول.
• تخيلوا أنه يمكن تشكيل إله وفقًا للصورة التي يختارونها أو يتفاعلون معها. “فن صناعة الإله شائع جدًا بين البشر. وبدلًا من الذهاب إلى الطبيعة ليتعرف على طبيعة الله ويؤمن به بتواضع عندما يكشف له عن ذاته، يجلس الإنسان ويفكر في نوعية الإله الذي يريده. وبذلك ليس أكثر حكمة من الإنسان الذي يصنع إلهًا من طين أو خشب أو حجر.” سبيرجن (Spurgeon)
• يعتقد كثيرون اليوم أن الله إله التلال/الجبال وليس إله السهول. ويعتقدون أن الله هو إله الماضي وليس إله الحاضر. ويعتقدون أن الله هو إله لمجموعة قليلة مُفضلة وليس إله كل الناس. ويعتقدون أن الله هو إله نوع معين من التجارب وليس كلها. “تأكد من هذه الحقيقة: بما أن الشيطان لم يستطع قتل الكنيسة بالزئير عليها كأسد، فهو يحاول الآن سحقها عن طريق معانقها كدُب. توجد حقيقة في هذا، ولكنها ليست كل الحقيقة. هل تعتقدون حقًا يا إخوتي، أن الله لا يستطيع أن يحفظ كنيسته في التجربة الخاصة التي تمر بها الآن؟ أهو إله جبال الاضطهاد، وليس إله أودية الرفاهية؟” سبيرجن (Spurgeon)
• “هل سيساعد الله ويتفيلد (الواعظ الشهير) ولن يساعد واعظًا محليًا فقيرًا يتكلم في الحقول؟ هل سيساعد الخادم الجاد الذي يخاطب الآلاف، ويترك الفتاة البسيطة التي تعلم عشرات الأطفال عن قصة الصليب القديمة جدًا؟ أهكذا يعمل الله، يرعى الخادم البارز ويهمل الوضيع؟ هل احتقر يسوع يومًا الأشياء الصغيرة؟” سبيرجن (Spurgeon)
٢. وَلكِنْ إِذَا حَارَبْنَاهُمْ فِي السَّهْلِ فَإِنَّنَا نَقْوَى عَلَيْهِمْ: كانت فكرتهم منطقية في ضوء فكرهم اللاهوتي. فقد وجه معتقدهم اللاهوتي أفكارهم وتصرفاتهم.
ب) الآيات (٢٦-٢٨): الجيوش تحتشد والرب يعد بالنصرة.
٢٦وَعِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ عَدَّ بَنْهَدَدُ الأَرَامِيِّينَ وَصَعِدَ إِلَى أَفِيقَ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ. ٢٧وَأُحْصِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَتَزَوَّدُوا وَسَارُوا لِلِقَائِهِمْ. فَنَزَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُقَابِلَهُمْ نَظِيرَ قَطِيعَيْنِ صَغِيرَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى، وَأَمَّا الأَرَامِيُّونَ فَمَلأُوا الأَرْضَ. ٢٨فَتَقَدَّمَ رَجُلُ اللهِ وَكَلَّمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ الأَرَامِيِّينَ قَالُوا: إِنَّ الرَّبَّ إِلهُ جِبَال وَلَيْسَ إِلهَ أَوْدِيَةٍ، أَدْفَعُ كُلَّ هذَا الْجُمْهُورِ الْعَظِيمِ لِيَدِكَ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
١. فَنَزَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُقَابِلَهُمْ نَظِيرَ قَطِيعَيْنِ صَغِيرَيْنِ مِنَ الْمِعْزَى، وَأَمَّا الأَرَامِيُّونَ فَمَلأُوا الأَرْضَ: عندما جاء بنهدد للثأر لخسارته السابقة، جاء بقوة ساحقة. لم يرد بنهدد أن يتعرض لإذلال آخر.
٢. مِنْ أَجْلِ أَنَّ الأَرَامِيِّينَ قَالُوا: إِنَّ الرَّبَّ إِلهُ جِبَال وَلَيْسَ إِلهَ أَوْدِيَةٍ، أَدْفَعُ كُلَّ هذَا الْجُمْهُورِ الْعَظِيمِ لِيَدِكَ: اعتبر الله فكر الأراميين اللاهوتي الخطأ إهانة شخصية له. تحجب أفكارنا المعيبة والخطأ عن الله مجده وجلاله، ولا تضيف إليهما شيئًا.
• “يستاء الله من تجديفهم ويقرر معاقبتهم على ذلك. سيشعرون بالحيرة لأنهم سيرون الآن أن قوة الله تعمل في كل مكان، وأن كل هذا الجمهور العظيم لا يمثل شيئًا أمام قوته.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (٢٩-٣٠): انتصار ثانٍ لإسرائيل على أرام.
٢٩فَنَزَلَ هؤُلاَءِ مُقَابِلَ أُولئِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اشْتَبَكَتِ الْحَرْبُ، فَضَرَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَرَامِيِّينَ مِئَةَ أَلْفِ رَاجِل فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. ٣٠وَهَرَبَ الْبَاقُونَ إِلَى أَفِيقَ، إِلَى الْمَدِينَةِ، وَسَقَطَ السُّورُ عَلَى السَّبْعَةِ وَالْعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل الْبَاقِينَ. وَهَرَبَ بَنْهَدَدُ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ، مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ.
١. فَضَرَبَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَرَامِيِّينَ مِئَةَ أَلْفِ رَاجِل فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: من الواضح أنها كانت معجزة، ولكنها معجزة تمت من خلال الجيش الإسرائيلي الموجود، وليس من خلال أداة أخرى خارجية. أراد الله، رغم أن هذا بدا غير محتمل، أن يُظهر أنه يمكنه العمل من خلال هذه الأداة الخارجية الضعيفة وغير الفعالة.
٢. وَسَقَطَ السُّورُ عَلَى السَّبْعَةِ وَالْعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل الْبَاقِينَ: بعد الانتصار العظيم في ساحة المعركة، تحرك الله بطرق أخرى غير عادية لهزيمة الأراميين الذين شوهوا شخصيته بمفهومهم الخطأ عنه.
• “سيشمل عدد القتلى البالغ عددهم ٢٧ ألف شخص في أَفِيق كل شخص في المدينة مات عندما سقطت الجدران.” وايزمان (Wiseman)
د ) الآيات (٣١-٣٤): استعداد أخآب لمصالحة عدو الله.
٣١فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «إِنَّنَا قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ مُلُوكَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ هُمْ مُلُوكٌ حَلِيمُونَ، فَلْنَضَعْ مُسُوحًا عَلَى أَحْقَائِنَا وَحِبَالاً عَلَى رُؤُوسِنَا وَنَخْرُجُ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَعَلَّهُ يُحْيِي نَفْسَكَ». ٣٢فَشَدُّوا مُسُوحًا عَلَى أَحْقَائِهِمْ وَحِبَالاً عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَأَتَوْا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا: «يَقُولُ عَبْدُكَ بَنْهَدَدُ: لِتَحْيَ نَفْسِي». فَقَالَ: «أَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ؟ هُوَ أَخِي». ٣٣فَتَفَاءَلَ الرِّجَالُ وَأَسْرَعُوا وَلَجُّوا هَلْ هُوَ مِنْهُ. وَقَالُوا: «أَخُوكَ بَنْهَدَدُ». فَقَالَ: «ادْخُلُوا خُذُوهُ» فَخَرَجَ إِلَيْهِ بَنْهَدَدُ فَأَصْعَدَهُ إِلَى الْمَرْكَبَةِ. ٣٤وَقَالَ لَهُ: «إِنِّي أَرُدُّ الْمُدُنَ الَّتِي أَخَذَهَا أَبِي مِنْ أَبِيكَ، وَتَجْعَلُ لِنَفْسِكَ أَسْوَاقًا فِي دِمَشْقَ كَمَا جَعَلَ أَبِي فِي السَّامِرَةِ». فَقَالَ: «وَأَنَا أُطْلِقُكَ بِهذَا الْعَهْدِ». فَقَطَعَ لَهُ عَهْدًا وَأَطْلَقَهُ.
١. فَلْنَضَعْ مُسُوحًا عَلَى أَحْقَائِنَا وَحِبَالًا عَلَى رُؤُوسِنَا وَنَخْرُجُ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ: قبل ذلك بوقت قصير، هدد بنهدد أخآب ومملكة إسرائيل (ملوك الأول ٢٠: ١-٦). وها هو الآن، يذل نفسه قدر استطاعته لكسب الرحمة والرضا من ملك إسرائيل المنتصر وبشكل غير متوقع.
• “كان الحبل الذي يحيط بالرأس علامة على الاسترحام، والصورة للأسير الذي يُجر وراء عربة المنتصر.” باترسون وأوستل (Patterson and Austel)
• يجب أن يأتي الخطاة إلى الله الملك على غرار بنهدد. ويجب أن يأتوا بإخلاص، وبتواضع، وباستسلام، وبجدية، وبترقب لمعرفة إن كانت هناك أية علامة لرحمة قادمة.
٢. «أَهُوَ حَيٌّ بَعْدُ؟ هُوَ أَخِي»: شعر أخآب بوجود صلة قرابة مع هذا الملك الوثني الذي يملك أفكار مغلوطة تمامًا عن الله. ربما أراد أخآب أن يحظى بصداقة بنهدد وسوريا كحماية ضد الإمبراطورية الآشورية القوية والمهددة. وإن كان الأمر كذلك، فقد بحث عن أصدقاء في الأماكن الخطأ.
• “لم تكن هذه الكلمات مجرد مجاملة، بل كلمات تنم عن الحماقة. سيقوم الأخ بنهدد بشن حرب شنيعة على أخآب ولفترة طويلة بسبب عفوه عنه.” (١ ملوك ٢٢: ٣١). تراب (Trapp)
٣. «وَأَنَا أُطْلِقُكَ بِهذَا الْعَهْدِ»: لم يكن من حق أخآب أن يقطع هذه المعاهدة معه. الرب هو الذي انتصر وليس أخآب، فلم يكن يحق له التفاوض.
هـ) الآيات (٣٥-٣٨): يستعد النبي لمواجهة الملك.
٣٥وَإِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَالَ لِصَاحِبِهِ: «عَنْ أَمْرِ الرَّبِّ اضْرِبْنِي». فَأَبَى الرَّجُلُ أَنْ يَضْرِبَهُ. ٣٦فَقَالَ لَهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ لِقَوْلِ الرَّبِّ فَحِينَمَا تَذْهَبُ مِنْ عِنْدِي يَقْتُلُكَ أَسَدٌ». وَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ لَقِيَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ. ٣٧ثُمَّ صَادَفَ رَجُلاً آخَرَ فَقَالَ: «اضْرِبْنِي». فَضَرَبَهُ الرَّجُلُ ضَرْبَةً فَجَرَحَهُ. ٣٨فَذَهَبَ النَّبِيُّ وَانْتَظَرَ الْمَلِكَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَتَنَكَّرَ بِعِصَابَةٍ عَلَى عَيْنَيْهِ.
١. وَإِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ: يبدو أن هذا نبي مختلف عن النبي المذكور سابقًا في الإصحاح. وهذا تذكير آخر بأن السبعة آلاف المخْلصين للرب كانوا نشطين في إسرائيل.
• “رغم عدم ذكر اسمه، اعتقد يوسيفوس أن ’رجل الله‘ المجهول هو ميخا المذكور في الآية ٣٥ والذي يظهر بشكل بارز في القصة التالية. واقترح أن الملك وضعه في السجن انتقامًا منه بسبب نبوته.” ديلداي (Dilday)
• “هذه هي الإشارة الأولى إلى هذه المجموعة الخاصة من الأنبياء (٢ ملوك ٢: ٣-٧، ٢: ١٥، ٤: ١، ٤: ٣٨، ٥: ٢٢، ٦: ١، ٩: ١) الذين يظهرون خلال الفترة الحرجة لسلالة عُمْرِي، ولكن لولا ذلك، لا يمكننا إثبات هذا.” وايزمان (Wiseman)
٢. اضْرِبْنِي: بتوجيه من الرب، كان ينبغي للنبي أن يقف أمام أخآب الملك مضروبًا. ولكن، عندما رفض صاحب النبي طلبه، أعلن النبي عن دينونة قادمة عليه، وكانت الدينونة غير معتادة: سيُقتل من أسد (وبالفعل، لَقِيَهُ أَسَدٌ وَقَتَلَهُ).
• لم يكن صَاحِبِه مجرد رجل آخر في مملكة إسرائيل. تعني كلمة صاحب أنه مِنْ بَنِي الأَنْبِيَاءِ، أي زميل له. كان هو نفسه تابعًا أمينًا لله وحساسًا لعمل الله في الأنبياء. وبالتالي، كان عليه أنْ يكون أكثر حكمة من ذلك. رغم أن هذا ليس واضحًا تمامًا في ترجمة فاندايك العربية، إلا أنه أوضح في ترجمات أخرى مثل الترجمة العربية المبسطة: وَقَالَ نَبِيٌّ لِنَبِيٍّ آخَرَ.
• “يبدو أنه حُكم صعب بعض الشيء، ولكن كان هنالك سبب وجيه لهذا. كان هذا نبيًا من أبناء الأنبياء، وكان يعلم تمامًا أن مشورة الرب ربما تأتي بهذه الغرابة أحيانًا، فكان من المستحسن له أن يطيعها على الفور. فالضرب وفقًا لأمر الرب لم يكن شرًا بحد ذاته، لأنه لا يعبر عن غضب (أو إساءة) ضد زميله الذي طلب منه أن يضربه.” كلارك (Clarke)
٣. وَتَنَكَّرَ بِعِصَابَةٍ عَلَى عَيْنَيْهِ: انتظر النبي المضروب قدوم الملك أخآب لينقل رسالة الرب.
و ) الآيات (٣٩-٤٠): يقدم النبي درسًا عمليًا.
٣٩وَلَمَّا عَبَرَ الْمَلِكُ نَادَى الْمَلِكَ وَقَالَ: «خَرَجَ عَبْدُكَ إِلَى وَسَطِ الْقِتَالِ، وَإِذَا بِرَجُل مَالَ وَأَتَى إِلَيَّ بِرَجُل وَقَالَ: احْفَظْ هذَا الرَّجُلَ، وَإِنْ فُقِدَ تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، أَوْ تَدْفَعُ وَزْنَةً مِنَ الْفِضَّةِ. ٤٠وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «هكَذَا حُكْمُكَ. أَنْتَ قَضَيْتَ».
١. خَرَجَ عَبْدُكَ إِلَى وَسَطِ الْقِتَالِ: على غرار الأنبياء الآخرين، نقل هذا النبي المجهول رسالة إلى الملك أخآب باستخدام قصة خيالية اختلقها بنفسه.
٢. وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ: تتكلم قصة النبي عن شخص طُلب منه حراسة أسير، ولكنه أثبت عدم أمانته. وكان عذر الرجل المذنب في القصة أنه كان مشغولًا بأمور كثيرة (وَفِيمَا عَبْدُكَ مُشْتَغِلٌ هُنَا وَهُنَاكَ)، ولكن لم يكن هذا عذرًا على الإطلاق. كان يتوجب عليه أن ينتبه أكثر للمهمة الموكلة إليه.
• “ربما حدث هذا في ساحة المعركة بالفعل. إذ لن يكون سهلًا أن تحرس أسيرك وتنشغل في نفس الوقت بأمور أخرى.” ماير (Meyer)
• تصبح القصة الخيالية التي اختلقها النبي حقيقة في حياة كثيرين، وخاصة العديد من خدام الإنجيل. “إذا دُعي رجل للكرازة بالكلمة، ولكنه انشغل بأكثر من مائة شيء بخلاف عمله الأساسي، فسيخسر فرصًا كثيرة للكرازة، وسيفشل تمامًا. فعلينا إذًا أن نتمم المهمة التي وضعها الرب أمامنا وعيننا لإنجازها. وإن فشلنا في ذلك، فإن حقيقة كوننا ’مشغولين هنا وهناك‘ بالقيام بأشياء مختلفة، لن تكون مجدية.” مورجان (Morgan)
• إِذَا هُوَ مَفْقُودٌ: وكما هرب السجين الوهمي، هكذا تفلت من أيدينا العديد من الفرص في الحياة المسيحية. “أريدكم جميعًا أن تتذكروا هذا الصباح أنه إذا لم ينفق أي جزء من الحياة في خدمة الرب، هُوَ مَفْقُودٌ. فالوقت الذي مضى قد فُقد. ولا يمكنك استعادته ثانية واحدة، ولا حتى اللحظة الأخيرة التي مررت بها الآن.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. «هكَذَا حُكْمُكَ. أَنْتَ قَضَيْتَ»: في قصة النبي، لم يكن الرجل أمينًا في حراسة شيء عُهد إليه. فكان حُكم أخآب صائبًا بأنه يتعيّن على الرجل أن يتحمل مسؤولية تقاعسه عن حراسة ما أوكل إليه.
ز ) الآيات (٤١-٤٣): توبيخ من الرب.
٤١فَبَادَرَ وَرَفَعَ الْعِصَابَةَ عَنْ عَيْنَيْهِ، فَعَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. ٤٢فَقَالَ لَهُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لأَنَّكَ أَفْلَتَّ مِنْ يَدِكَ رَجُلاً قَدْ حَرَّمْتُهُ، تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، وَشَعْبُكَ بَدَلَ شَعْبِهِ». ٤٣فَمَضَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِهِ مُكْتَئِبًا مَغْمُومًا وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ.
١. فَعَرَفَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ: يوضح هذا لماذا وجد النبي أنه من الحكمة أن يتنكر كجندي عاد مؤخرًا من المعركة، وأهمية أن يكون مضروبًا أو مجروحًا. فقد قصد أخآب أن يبتعد تمامًا عن الانبياء لتجنب مثل هذه الإعلانات.
٢. لأَنَّكَ أَفْلَتَّ مِنْ يَدِكَ رَجُلاً قَدْ حَرَّمْتُهُ، تَكُونُ نَفْسُكَ بَدَلَ نَفْسِهِ، وَشَعْبُكَ بَدَلَ شَعْبِهِ: أراد الله أن يدمر مملكة بنهدد تمامًا، وأن يستخدم جيش إسرائيل لتحقيق هذا. إذ كان الرب مهتمًا أكثر بالطريقة التي مات بها بنهدد أكثر من مجرد موته.
٣. فَمَضَى مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِهِ مُكْتَئِبًا مَغْمُومًا: كان أخآب حزينًا ومستاء، ولكنه لم يتب. كان حزينًا عالمًا أنه إنسان خاطئ ويعرف عواقب الخطية، ولكنه لم يحزن على الخطية نفسها.