إنجيل لوقا – الإصحاح ١٣
التوبة والدين المزيف والطريق الصحيح
أولاً. أهمية التوبة
أ ) الآيات (١-٥): يستخدم يسوع كارثتين وقعتا حديثاً ليشرح أهمية التوبة
١وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ خَلَطَ بِيلَاطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ. ٢فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلْجَلِيلِيِّينَ لِأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟ ٣كَلَّا! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ. ٤أَوْ أُولَئِكَ ٱلثَّمَانِيَةَ عَشَرَ ٱلَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ ٱلْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ ٥كَلَّا! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ».
- ٱلْجَلِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ خَلَطَ بِيلَاطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ: لا يوجد هناك أي سجل تاريخي حول الحادثة المذكورة هنا. ولكن وفقاً لباركلي (Barclay)، كانت هناك حادثة مماثلة قبل خدمة يسوع. تقول القصة أن بيلاطس أراد بناء قناة تمتد من برك سليمان إلى مدينة القدس، ولدفع نفقات البناء، طالب مالاً من خزانة الهيكل، أي المال المخصص لله – وهذا طبعاً أغضب الكهنة والشعب كثيراً. وعندما أرسل اليهود وفداً للتوسل من أجل اِستِرجاع أموالهم، قابلهم جنود بيلاطس متخفين بملابس عادية، وعند إشارة معينة أخرجوا خناجرهم وقتلوهم.
- لا يبدو أنها نفس الحادثة المذكورة هنا، ولكنها تُظهر كيف تتفق مع شخصية بيلاطس الذي أمر بذبح الجليليين وهم في طريقهم لتقديم الذبيحة للرب في أورشليم.
- أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلْجَلِيلِيِّينَ: ذكر يسوع كارثتين مشهورتين في يومه. الأولى من صنع البشر، والثانية تبدو أنها كانت كارثة طبيعية (أُولَئِكَ ٱلثَّمَانِيَةَ عَشَرَ ٱلَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ ٱلْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ).
- عادة ما نفكر أن هناك أشخاص صالحين وأشخاص طالحين، ومن السهل أن نعتقد أن الله يسمح بالأشياء الجيدة للطيبين والأشياء السيئة للطالحين. ولكن قام يسوع بتصحيح هذا الفكر.
- لم يقصد يسوع أن يقول أن الجليلين المعنيين كانوا أبرياء؛ بل أراد أن يقول أنهم ببساطة ليسوا أكثر ذنباً من الآخرين. فالجميع كانوا وما زالوا مذنبين.
- كتب سبيرجن (Spurgeon): “هل يمكن لرجل شرير أن يموت فجأة وهو يمشي في الشارع؟ وهل يمكن لخادم أن يموت فجأة وهو يعظ على المنبر؟ هل يمكن لقارب يحمل مجموعة من الرجال يوم الأحد هدفهم المتعة أن يرتطم فجأة ويسقط في قعر البحر؟ وهل يمكن لسفينة تحمل مؤمنين وخدام للكلمة أن ترتطم وتسقط في قعر البحر أيضاً؟”
- بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ: حول يسوع السؤال: “لماذا حدث هذا؟” إلى: “ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟” تحليلاً للموضوع.
- هذا يعني أننا قد نموت في أي وقت، لذا على التوبة أن تكون من أولوياتنا. أولئك الذين ماتوا في كلتا الحالتين لم يعتقدوا أنهم سيموتون يوماً، ولكنهم ماتوا، ويمكننا أن نفترض أن معظمهم كان غير مستعد.
- إِنْ لَمْ تَتُوبُوا … إِنْ لَمْ تَتُوبُوا: بملاحظة قواعد اللغة اليونانية القديمة، نرى أن يسوع ذكر نوعين من التوبة هنا، وكلاهما ضروري. فتصف الآية في لوقا ٥:١٣ (إِنْ لَمْ تَتُوبُوا) التوبة مرة واحدة وإلى الأبد. أما الفعل في لوقا ٣:١٣ (إِنْ لَمْ تَتُوبُوا) تصف التوبة المستمرة.
- كان تحذير يسوع: “إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ،” سيتحقق بشكل فوري ومخيف. ففي ذلك الجيل، وعندما دمرت أورشليم، هلك سكانها الذين لم يتوبوا ولم يقبلوا يسوع.
- كتب باركلي (Barclay): “لا يمكننا أن نؤكد ارتباط معاناة الفرد بالخطية، ولكننا نستطيع أن نؤكد ارتباط معاناة الأمة بالخطية. فالأمة التي تختار الطرق الخاطئة ستعاني في النهاية.”
ب) الآيات (٦-٩): يوضح يسوع بعض المبادئ فيما يتعلق بدينونة الله
٦وَقَالَ هَذَا ٱلْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. ٧فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلَاثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هَذِهِ ٱلتِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ ٱلْأَرْضَ أَيْضًا؟ ٨فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، ٱتْرُكْهَا هَذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلًا. ٩فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلَّا فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».
- فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا: بعد التحذير: “إنْ كُنتُم لا تَتوبونَ فستَهلكونَ كُلّكُم مِثلَهُم،” استخدم يسوع هذا المثل ليوضح مبادئ دينونة الله. وكانت النقطة الأولى بسيطة: يبحث الله عن الثمر.
- يُظهر الثمر في حياتنا أي نوع من الأشخاص نحن. فشجرة التفاح ستعطي تفاح حتماً، وليس بطيخ. إذا لمس يسوع المسيح حقاً حياتنا، فإن هذا سيظهر في الثمر الذي نحمله – حتى لو لم نأتي بالثمر مباشرة.
- ما نوع الثمر الذي يبحث عنه الله؟ علينا أن نبدأ من ثَمَر ٱلرُّوح المُشار إليه في غلاطية ٢٢:٥-٢٣ “مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلَامٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلَاحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ.”
- هُوَذَا ثَلَاثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا … ٱتْرُكْهَا هَذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيْضًا: يُمثل المزارع المذكور في المَثَل صبر الله فيما يتعلق بالدينونة. انتظر ثَلَاثُ سِنِينَ وأعطاها فرصة ثانية.
- المزارع الذي يمثل الله، لم يترك الشجرة بل قدم لها عناية خاصة. فعندما يُظهر الله عناية خاصة لشخص ما، يغذيه ويعده للثمر القادم.
- وَإِلَّا فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا: كان المزارع الذي يمثل الله، عادلاً أيضاً في حُكمه. فيوم الحساب حتماً قادم. فيوم الحساب لم يكن مجرد التهديدات لا حصر لها.
- كتب سبيرجن (Spurgeon): “هناك وقت لتقطيع الأشجار غير المثمرة، وهناك موسم معين لإلقاء الخاطي في النار.”
- وضع باركلي (Barclay) عدة نقاط تطبيقية لهذا الأمر:
- عدم المنفعة ينتج الندامة.
- من يأخذ ولا يعطي لا يعيش.
- الله هو إله الفرصة الثانية.
- هناك فرصة نهائية.
ثانياً. شفاء امرأة في المجمع
أ ) الآيات (١٠-١٣): شفاء امرأة في المجمع
١٠وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي ٱلسَّبْتِ، ١١وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ ٱلْبَتَّةَ. ١٢فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ دَعَاهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ!». ١٣وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي ٱلْحَالِ ٱسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ ٱللهَ.
- وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي أَحَدِ ٱلْمَجَامِعِ فِي ٱلسَّبْتِ: على الرغم من أن المقاومة ضد يسوع زادت، يبدو أنه وحتى وقت متأخر من خدمته، لاقى ترحيباً في بعض ٱلْمَجَامِعِ.
- رُوحُ ضَعْفٍ: يبدو أن مرض هذه المرأة كان سببه روحي (كَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ ٱلْبَتَّةَ). فمن الحماقة أن نعتقد أن الأمور الروحية هي السبب وراء كل الأمراض، ولكن من الحماقة أيضاً أن نعتقد بأن الأمور الروحية لا يمكنها أبداً أن تسبب الأمراض الجسدية.
- وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ ٱلْبَتَّةَ: علّقَ كلارك (Clarke): “حالة مؤلمة ومهينة على حد سواء؛ الإنحناء الذي لا تستطيع أن تصححه، والعار الذي لا تستطيع أن تخفيه.”
- كتب بايت (Pate): “فحص ج. ويلكنسون (J. Wilkinson) السبب وراء مرضها، وحدد أن سبب الشلل كان التهاب الفقار القسطي (التهاب مفصلي مزمن يصيب عادة مفاصل العمود الفقري)، والذي ينتج عنه اندماج في عظام العمود الفقري.”
- كانت على هذه الحالة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. علّقَ سبيرجن (Spurgeon): “لم تنظر إلى الشمس لمدة ثَمَانِي عَشْرَة سَنَة؛ ولم ترى بعينيها النجوم تتلألأ في السماء لمدة ثَمَانِي عَشْرَة سَنَة؛ فكان وجهها دائماً نحو التراب، وكل ضوء في حياتها قاتم: كانت تمشي وكأنها تبحث عن قبر، ولا شك أنها كانت ستشعر بالسعادة إن وجدت واحد.”
- تستخدم هذه المرأة أحياناً كمثال للمؤمن الذي يسكنه شيطان. فعلى الرغم من أنها قد تكون امرأة تقية، إلا أنها لم تكن مولودة ثانية من روح الله، لأن عمل يسوع لم يتم بعد على الصليب. نحن نؤمن أن المؤمنين لا يمكن أن يسكنهم الشيطان؛ ليس لأنهم أشخاص صالحين، أو لأنهم يذهبون إلى الكنيسة، ولكن لأنهم خليقة جديدة في يسوع المسيح، وليس للشيطان أي صلاحية ليملك المؤمن أو يحكمه.
- ويُعلّق سبيرجن أيضاً: “لا بد أنه ربطها بمكر حتى تصمد الربطة كل هذا الوقت، ولا يبدو أنه كان يملكها. نلاحظ من الأناجيل أن الرب لم يضع يده قط على شخص يمتلكه الشيطان. فالشيطان لم يكن يمتلكها، ولكنه عثر عليها في الماضي البعيد، أي قبل ثماني عشر سنة، وربطها كما يربط الرجال الوحش في الاسطبل، ومن وقتها لم تعد قادرة على الفرار.”
- يَا ٱمْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ: تكلم يسوع بكل تعاطف وبسلطان مع المرأة. كما وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، مُضيفاً إليها لمسة حنان وشفقة.
- واظبت المرأة في الذهاب إلى المجمع ١٨ سنة ومع هذا بقيت في سلاسل، إلى أن تقابلت أخيراً مع يسوع في المجمع.
- وَوَضَعَ عَلَيْهَا يَدَيْهِ، فَفِي ٱلْحَالِ ٱسْتَقَامَتْ وَمَجَّدَتِ ٱللهَ: أظهر يسوع سلطانه الكامل على المرض والضعف والتشوه، بغض النظر إن كان السبب روحي أم جسدي. فرحت المرأة لأنها قررت الذهاب إلى المجمع في ذلك اليوم.
- كتب سبيرجن: “كان بإمكانه أن يدعوها من بعيد ويقول: “قد شفيتِ” ولكنه لم يفعل، بل أراد أن يُظهر تعاطفه مع هذه الحالة المحزنة.”
ب ) الآية (١٤): اِغتياظ رَئِيسُ ٱلْمَجْمَع
١٤فَأَجابَ رَئِيسُ ٱلْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ لِأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي ٱلسَّبْتِ، وَقَالَ لِلْجَمْعِ: «هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا ٱلْعَمَلُ، فَفِي هَذِهِ ٱئْتُوا وَٱسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ!».
- فَأَجابَ رَئِيسُ ٱلْمَجْمَعِ، وَهُوَ مُغْتَاظٌ: قد تتفاجأ كيف اغتاظ رئيس المجمع من معجزة رائعة كهذه، ولكن من المهم أن نتذكر مدى تمسك الشعب اليهودي بتقاليد وقوانين يوم السبت. كان غاضباً ً لِأَنَّ يَسُوعَ أَبْرَأَ فِي ٱلسَّبْتِ.
- كتب كلارك (Clarke): “يبدو وكأن الشيطان الذي ترك جسد المرأة قد دخل في قلب رئيس المجمع.”
- هِيَ سِتَّةُ أَيَّامٍ يَنْبَغِي فِيهَا ٱلْعَمَلُ، فَفِي هَذِهِ ٱئْتُوا وَٱسْتَشْفُوا، وَلَيْسَ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ!: م يملك رئيس المجمع القدرة أو السلطان ليشفي في أي يوم من أيام الأسبوع؛ ولكنه اعترض لأن يسوع فعل ذلك فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ.
- وَقَالَ لِلْجَمْعِ: علّقَ باركلي على هذه النقطة وقال: “لم تكن له الشجاعة الكافية لمواجهة يسوع مباشرة فوجه كلامه للجمع.”
ج ) الآيات (١٥-١٧): رد يسوع على رئيس المجمع الغاضب
١٥فَأَجَابَهُ ٱلرَّبُّ وَقَالَ: «يَا مُرَائِي! أَلَا يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ ٱلْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟ ١٦وَهَذِهِ، وَهِيَ ٱبْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا ٱلشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا ٱلرِّبَاطِ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟». ١٧وَإِذْ قَالَ هَذَا أُخْجِلَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ ٱلْجَمْعِ بِجَمِيعِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَجِيدَةِ ٱلْكَائِنَةِ مِنْهُ.
- يَا مُرَائِي!: لم يستجب يسوع بلطف. بل بكل سلطان واجه رئيس المجمع الذي أعطى قيمة أكبر للتقاليد ورفعها فوق عطف وقوة يسوع المُغيرة للحياة والقادرة على شفاء هذه المرأة التي كانت تعاني منذ زمن طويل.
- كتب كلارك: “يا مرائي الذي تريد أن تظهر بأنك تغار على مجد الله، بينما قلبك مليء بالخبث والقسوة والأنانية.”
- أَلَا يَحُلُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ ثَوْرَهُ أَوْ حِمَارَهُ مِنَ ٱلْمِذْوَدِ وَيَمْضِي بِهِ وَيَسْقِيهِ؟: كان رد يسوع بسيط. إذا كان بإستطاعتك مساعدة حيوان في يوم السبت، لماذا لا يمكنك أيضاً مساعدة شخص يعاني في يوم السبت؟
- كتب بايت (Pate): “تشير كلمة “يَحُلُّ” إلى فك الماشية من قيودها، ونراه في الآية ١٦ يستخدم نفس الكلمة: كَانَ يَنْبَغِي على المرأة أَنْ تُحَلَّ من مرضها.”
- أَمَا كَانَ يَنْبَغِي: أعطى يسوع عدة أسباب مقنعة لماذا كان من المناسب أن يظهر لها الرحمة، ولماذا كانت المرأة أهم من مساعدة حيوان في محنة.
- كانت امرأة – مخلوقة على صورة الله، ولأنها كانت امرأة وليس رجلاً، كانت تستحق المزيد من الرعاية والاهتمام.
- كانت ٱبْنَةُ إِبْراهِيمَ، أي أنها كانت يهودية، ولها صلة بعهد إبراهيم. وقد يشير أيضاً إلى أنها كانت مؤمنة، بسبب تواجدها الدائم في المجمع.
- قَدْ رَبَطَهَا ٱلشَّيْطَانُ: كانت مصابة لمدة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، عانت لمدة طويلة جداً وآن الأوان لتنال عطف يسوع والآخرين.
- كانت مصابة لمدة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، عانت لمدة طويلة جداً وآن الأوان لتنال عطف يسوع والآخرين.
- أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا ٱلرِّبَاطِ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ: استخدم يسوع كلمة قوية في اللغة اليونانية القديمة؛ فكلمة يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ أقوى بكثير من: يجب أن تُحل، فالجملة الأخيرة ليس فيها الإلتزام المطلوب.
- كتب سبيرجن: “لم يخبره أحد أنها كانت مربوطة لمدة ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، ولكنه كان يعرف كل شيء عنها: ماذا حدث بالضبط منذ البداية، وكيف عانت طيلة الوقت، وكم مرة طلبت الشفاء، وكيف أحناها المرض. في دقيقة واحدة كان قد قرأ كل تاريخها وفهم قضيتها.”
- أُخْجِلَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُعَانِدُونَهُ، وَفَرِحَ كُلُّ ٱلْجَمْعِ: كان واضحاً للجميع أن المرأة قد شفيت، وبأن رئيس المجمع كان على خطأ مما جعل الجميع يفرحون بانتصار يسوع.
ثالثاً. مثلين يحذران من الفساد في مملكوت الله
أ ) الآيات (١٨-١٩): مَثَل حبة الخردل
١٨فَقَالَ: «مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱللهِ؟ وَبِمَاذَا أُشَبِّهُهُ؟ ١٩يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا».
- مَاذَا يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱللهِ؟: التفسير التقليدي والمألوف لهذا المثل غالباً يصف نمو وانتشار تأثير الكنيسة. ولكن في ضوء كلٍ من المثل نفسه وسياق الأمثال السابقة واللاحقة، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنه يضع وصف آخر عن الفساد في مجتمع الملكوت.
- فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً: العديد من الناس أو حتى المعظم يرى في هذا المثل صورة جميلة لكنيسة تنمو بسرعة وتأوي العالم كله. ولكن حَبَّةَ الخَرْدَلٍ هذه والتي نمت بشكل غير طبيعي، أوت طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ وهذه الطيور، حسب الأمثال السابقة، كانت مُرسلة من الشيطان (متى ٤:١٣، ١٩).
- وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً: لا تنمو حَبَّةَ الخَرْدَلٍ عادة لتصبح شجرة، حتى وإن كبرت، فلن تكون كافية لتعشش الطيور فيها. فالشَجَرَةً الكَبِيرَةً التي نمت من حَبَّةَ خَرْدَل تصف شيئاً غير طبيعي.
- بالإضافة إلى ذلك، كانت الأشجار تستخدم أحياناً في الكتاب المقدس لوصف سلطات الحكم البشرية، وبالذات الشريرة منها. تذكرنا هذه الشجرة في الواقع، بالحُلمُ الذي رآه نَبُوخَذْناصَّرُ حَولَ الشَّجَرَة. (دانيال ١٠:٤-١٦).
- ويُعلّق كارسون (Carson): “دراسة وثيقة للطيور التي استخدمت كرموز في العهد القديم وخاصة في الأدب اليهودي تدل على أنها كانت تمثل الشر دائماً وتمثل حتى الشياطين أو الشيطان بذاته (راجع سنهدريم، ١٠٧ أ، ورؤيا يوحنا ٢:١٨).”
- يصف هذا المثل بدقة ما أصبح عليه مجتمع الملكوت في العقود والقرون التي اِعتنقت فيه الإمبراطورية الرومانية المسيحية. زاد نفوذ وسلطان الكنيسة بشكل غير طبيعي في تلك الفترة، وكانت عشاً لفسادٍ كبير. ويُعلّق مورغان (Morgan): “جملة: وَتَآوَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا، تشير على الأغلب إلى العناصرة الفاسدة التي كانت تلجأ لتختبئ تحت ظل المسيحية.”
ب) الآيات (٢٠-٢١): مَثَل الخميرة
٢٠وَقَالَ أَيْضًا: «بِمَاذَا أُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ ٢١يُشْبِهُ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ».
- يُشْبِهُ خَمِيرَةً: استخدم يسوع هنا صورة مثيرة للدهشة. الكثيرين، إن لم يكن المعظم، اعتبر أنها صورة جميلة تصف ملكوت الله الذي يؤثر على العالم كله. ومع ذلك، من المتعارف عليه أن الخَمِيرَةً كانت تستخدم دائماً كصورة عن الخطيئة والفساد (وخاصة في الحديث عن عيد الفصح في سفر الخروج ٨:١٢، ١٥:١٢-٢٠). كل من المحتوى والسياق يشيران إلى أن هذا كان وصفاً للفساد في مجتمع الملكوت.
- علّقَ باركلي (Barclay): “حتماً كانت صدمة عندما سمعوا التشبيه بين ملكوت الله والخميرة.”
- خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا ٱمْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلَاثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى ٱخْتَمَرَ ٱلْجَمِيعُ: كان هذا كمية كبيرة بالنسبة لوجبة واحدة. أعدت هذه المرأة كمية كبيرة جداً من الطعام، ومرة أخرى نرى هنا فكرة الحجم الهائل أو غير الطبيعي.
- ويُعلّق فرانس (France):”ثَلاثَةِ مَقادِيْرَ مِنَ الطَّحِينِ تعني ٤٠ كيلوغرام تقريباً، وتكفي لصنع خبز لـ ١٠٠ شخص، وهي كمية كبيرة جداً بالنسبة لِامرأة عادية.”
- وَخَبَّأَتْهَا:فكرة أنها خبأت الخميرة في ثَلَاثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ كانت مسيئة للمستمع اليهودي. بالتأكيد لم تكن هذه صورة للكنيسة التي تؤثر إيجابياً وبالتدريج على العالم كله. وكما قرأنا في الحادثة الأخيرة كيف كان الفساد الديني يعم المجمع، أعلن يسوع أن مجتمع ملكوته مهدد أيضاً بالفساد والنجاسة.
- كتب ج. شامبل مورغان (G. Campbell Morgan): “تمثل الخميرة “تأثير الوثنية” على الكنيسة.” ويُعلّق مورغان (Morgan): “يُعلم مَثَل الشجرة عن نمو الملكوت إلى أن يصبح قوة عظمى؛ ويعلم مثل الخميرة عن فساد ذلك الملكوت.”
رابعاً. الأول والأخير
أ ) الآيات (٢٢-٢٤أ): يسوع يجيب عن سؤال يتعلق بالخلاص
٢٢وَٱجْتَازَ فِي مُدُنٍ وَقُرًى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، ٢٣فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟». فَقَالَ لَهُمُ: ٢٤«ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ…».
- وَٱجْتَازَ فِي مُدُنٍ وَقُرًى يُعَلِّمُ وَيُسَافِرُ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ: يصف لوقا اقتراب يسوع من أُورُشَلِيمَ. ولكن يسوع لم يصل إلى أورشليم حتى الإصحاح ١٩، ولكنه استمر في الطريق نحو أورشليم.
- أَقَلِيلٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟: وكما سأل هؤلاء يسوع، يتسائل البعض عن خلاص الآخرين. ولكننا نرى أن يسوع يشير مرة أخرى في إجابته (ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ) إلى خلاص الشخص نفسه ويقول: “هل أنت نفسك مُخلص؟”
- علّقَ بايت (Pate): “يبدو أن السؤال يعكس نقاشاً كان قائماً بين اليهود في زمن المسيح.” ثم يقتبس بايت من معلمي اليهود، ويقول أن أحدهم قال أن الخلاص سيكون لكل الشعب اليهودي، وقال آخر الخلاص سيكون لقلة قليلة جداً. ومع ذلك لم يدخل يسوع في تلك المناقشة. فكان سؤاله الوحيد: “هل أنت شخصياً مُخلص؟”
- كتب كلارك (Clarke): “سؤال إما يدل على الوقاحة أو على الفضول، والإجابة لن تعود بالفائدة على أحد. ولكن السؤال الأهم: هل أستطيع نوال الخلاص؟”
- ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ: لأن الطريق ضيق فإن دخوله يتطلب مجهود وعزيمة. ولأن ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ فلا يمكننا إِحضار ما هو غير ضروري. لذلك، علينا أن نجتهد (تعني حرفياً “أن نناضل”) كي نتخلى عن كل ما هو غير ضروري وندخل. كتب بروس (Bruce): “الكلمة اليونانية ٱجْتَهِدُوا تحمل فكرة النضال أو المصارعة.”
- يأتي الكثيرون إلى البوابة، ولكنهم يقررون بعد ذلك أنها لا تروق لهم لسبب ما: واسعة جداً أو ضيقة جداً أو فخمة جداً أو عادية جداً. يمكنك اِنتِقاد البوابة كما تشاء، ولكنه أمر رهيب أن ترفض الدخول منها.
- كتب تراب (Trapp): ” ٱجْتَهِدُوا حتى الموت؛ كما كانوا يفعلون من للفوز بالإكْلِيلَ في الألعاب الأولمبية قديماً. ويبدو أن الكلمة اليونانية agonizomai المستخدمة هنا تُلمح إلى ذلك.”
- ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ: هذه ليست دعوة لخلاص نفسك من خلال الأعمال الصالحة. فالأعمال الصالحة ليست ٱلْبَابِ الصحيح. يمكن للمرء أن يسعى للدخول كل أيام حياته، ولكن إن لم يكن ٱلْبَابِ الصحيح، فما المنفعة. يسوع واقف على الباب؛ هو الباب.
- من الضروري أن نسعى جاهدين للدخول (ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا) لأن هناك العديد من العقبات في الطريق. فالعالم عقبة والشيطان عقبة ولكن أَسْوَأَ عقبة هي الجسد.
ب) الآيات (٢٤ب-٢٧): السبب وراء أهمية أن نجتهد للدخول
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلَا يَقْدِرُونَ ٢٥مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ ٱلْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ ٱلْبَابَ، وَٱبْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ ٱلْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! ٱفْتَحْ لَنَا. يُجِيبُ، وَيَقُولُ لَكُمْ: لَا أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ! ٢٦حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ: أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا، وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا! ٢٧فَيَقُولُ: أَقُولُ لَكُمْ: لَاأَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي ٱلظُّلْمِ!
- سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلَا يَقْدِرُونَ مِنْ بَعْدِ مَا يَكُونُ رَبُّ ٱلْبَيْتِ قَدْ قَامَ وَأَغْلَقَ ٱلْبَابَ: : ترجمة أخرى تقول: “كَثِيرِينَ سَيُحاوِلُونَ الدُّخُولَ، لَكِنَّهُمْ لَنْ يَقدِرُوا بَعدَ أنْ يَقُومَ رَبُّ البَيتِ وَيُغلِقَ البابَ.” والنقطة هنا أنه سيأتي وقت ستنتهي الفرصة للدخول؛ ولهذا السبب على المرء أن يسعى جاهداً للدخول الآن.
- ويُعلّق سبيرجن (Spurgeon): “سترى فرقاً كبيراً بين السعي والِاجتهاد. فالامر ليس مجرد سعي وراء الشيء، بل أن تعمل جاهداً وبجدية.”
- تكلم يسوع مسبقاً عن ٱلضَّيِّقِ؛ ويحذر هنا من أنه سيَغْلَقَ ٱلْبَابَ. كتب مورغان (Morgan): ” أظهر إلهنا أن هناك حدود للرحمة الإلهية، وأنه سيكون هناك أولئك الذين لن يتمكنوا من الدخول.”
- وَٱبْتَدَأْتُمْ تَقِفُونَ خَارِجًا وَتَقْرَعُونَ ٱلْبَابَ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! ٱفْتَحْ لَنَا: سيسعى الكثيرون إلى الدخول (بمعنى أنهم يتمنون الدخول)، ولكنهم لن يتمكنوا من ذلك. عندما يكون الباب مفتوحاً، فسيكون مفتوحاً؛ وعندما يُغلق، سيُغلق حتماً.
- هناك فرق بين السعي للدخول والاجتهاد للدخول. فالرغبة العارضة للحصول على الخلاص ليست كافية، لأن هناك عقبات عدة في الطريق.
- حِينَئِذٍ تَبْتَدِئُونَ تَقُولُونَ: أَكَلْنَا قُدَّامَكَ وَشَرِبْنَا، وَعَلَّمْتَ فِي شَوَارِعِنَا: في الحديث عن أولئك المستبعدين من محضر الله، قال يسوع أنهم سيعترضون لأنهم عرفوا شيئاً عن يسوع وسمعوا جزءاً من تعاليمه.
- أَقُولُ لَكُمْ: لَاأَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي ٱلظُّلْمِ!: حذر يسوع من أنه ليس كافياً أن نعرف شيئاً عن يسوع ولدينا نوع من الشركة معه؛ فعليه أن يعرفنا هو ويعترف بنا.
- بكل تأكيد يعرفهم يسوع بمعنى أو بآخر؛ فقد كان يعرف من هم ويعرف كل شيء عن حياتهم. ولكنه لم يعرفهم بمعنى العلاقة التي تنبع من الإيمان الحي. كلماته تؤكد على أهمية العلاقة (لَا أَعْرِفُكُمْ) التي تؤثر على طريقة الحياة (يَا فَاعِلِي ٱلظُّلْمِ).
ج ) الآيات (٢٨-٣٠): مصير أولئك الذين لا يجتهدون للدخول.
٢٨هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ، مَتَى رَأَيْتُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ ٱلْأَنْبِيَاءِ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ، وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجًا. ٢٩وَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَمِنَ ٱلْمَغَارِبِ وَمِنَ ٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ، وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ. ٣٠وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ.
- هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ: في الحديث عن أولئك المستبعدين عن ملكوت الله، قال يسوع أنهم سيكونون في الجحيم (هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ)، وسيرون الآخرين يدخلون السماء.
- عندما تكلم الواعظ عن هذه الآية، احتجَّت إحدى السيدات وقالت أن ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ ن ينفع مع من فقدوا أسنانهم. فأجابها الواعظ بكل جدية: “لا تخافي، سنوفر لهم الأسنان!”
- ويُعلّق كارسون (Carson): “والأخطر من ذلك، أن أداة التعريف في كلمتي “ٱلْبُكَاءُ” وَ”صَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ” يؤكد رعب المشهد؛ البكاء يشير إلى المعاناة، وصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ إلى اليأس.”
- نرى أن يسوع لم يخاف من الحديث عن الجحيم، بل في الواقع، تكلم عنه أكثر من أي شيء آخر في الكتاب المقدس. كتب سبيرجن (Spurgeon): “هناك بعض الخدام الذين لا يذكرون شيئاً عن الجحيم. سمعت عن خادم قال مرة لشعب كنيسته: ’إذا كنتم لا تحبون الرب يسوع المسيح فإنه سيرسلكم حتماً إلى هذا المكان الذي لا يليق أن اذكر اسمه.‘ كان ينبغي ألا يُسمح له بالوعظ ثانية إذا كان غير قادر على استخدام كلمات واضحة.”
- وَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَمِنَ ٱلْمَغَارِبِ وَمِنَ ٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ، وَيَتَّكِئُونَ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ: قال يسوع لجمهوره المستغرب أن في ملكوت الله سيكون هناك الكثيرين ومن كل أنحاء العالم. كانت هذه صدمة للكثير من اليهود في يومه الذين تعلموا أن الخلاص هو لليهود فقط، وليس للأمم.
- كان هذا فكر متطرف (رديكالي) للعديد من اليهود في زمن يسوع؛ فهم يفترضون أن هذه المأدبة المسيانية العظيمة لن تحتوي على أي أممي، وأن كل اليهود سيكونون هناك. وهكذا قام يسوع بتصحيح تلك الأفكار الخاطئة.
- هذه الكلمات القليلة من يسوع تخبرنا شيئاً قليلاً عن السماء.
- إنه مكان للراحة. يَتَّكِئُونَ في السماء.
- إنه مكان للشركة الرائعة مع أشخاص رائعين؛ سنستمتع بصداقة إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَمِيعَ ٱلْأَنْبِيَاءِ في السماء.
- إنه المكان الذي سيجتمع فيه كل الناس من جميع أنحاء العالم؛ سيأتون مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَمِنَ ٱلْمَغَارِبِ وَمِنَ ٱلشِّمَالِ وَٱلْجَنُوبِ إلى السماء.
- إنه مكان محدد؛ قال يسوع أنهم سيَأْتُونَ. وعندما يقول يسوع أن هذا سيحدث، فسيحدث حتماً.
- علّقَ سبيرجن (Spurgeon): “ولكنك ستسمع تلك الأصوات المحببة مرة أخرى. وستسمع تلك الأصوات العذبة ثانية، وستعرف أن الذين تحبهم سيحبهم الله أيضاً. ألن تكون السماء كئيبة إن كنا لا نعرف أحداً ولا أحد يعرفنا؟ أنا شخصياً لا يهمني الذهاب إلى سماء كهذه. ولكني أعتقد أن السماء هي المكان حيث نستمتع بشركة القديسين، وسنعرف بعضنا البعض هناك.”
- وَأَنْتُمْ مَطْرُوحُونَ خَارِجًا: ذَكّرَ يسوع مستمعيه اليهود بأن الهوية العرقية للأمم لن تشكل حاجزاً لدخولهم الملكوت، تماماً كما أن هويتهم العرقية لن تكون الضمان لدخولهم الملكوت.
- علّقَ فرانس (France): “لا يمكن أن يكون هناك بيان أكثر تطرفاً من التغيير في خطة الله للخلاص التي أبتدئتها مهمة يسوع.”
- وَهُوَذَا آخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ، وَأَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ: ذكرهم يسوع أن أولئك الذين في الملكوت أو خارجه قد يكونون مختلفين عما يتوقعونه أو يتوقعه الآخرون. وهذا لا يعني أن هذه الآية ستصبح قانوناً عالمياً؛ فيسوع لم يقل أن: “كل من هو في الآخر سيكون الأول دائماً” أو “كل من هو في الأول سيكون في الآخر دائماً.” ومع ذلك، هذا ما سيحدث مع البعض، وهذا سيفاجئ الكثيرين.
- كتب باركلي (Barclay): “توجد مفاجآت حتماً في ملكوت الله. فالذين كانوا في الأوائل في هذا العالم قد ينحدرون إلى المؤخرة في العالم الآتي؛ وأولئك الذين لا يلحظهم أحد هنا، قد يكونوا أمراء هناك.”
د ) الآيات (٣١-٣٣): يسوع يستمر في خدمته رغم تهديد هيرودس
٣١فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ تَقَدَّمَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ لَهُ: «ٱخْرُجْ وَٱذْهَبْ مِنْ هَهُنَا، لِأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ». ٣٢فَقَالَ لَهُمُ: «ٱمْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا ٱلثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي ٱلْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أُكَمَّلُ. ٣٣بَلْ يَنْبَغِي أَنْ أَسِيرَ ٱلْيَوْمَ وَغَدًا وَمَا يَلِيهِ، لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ!
- تَقَدَّمَ بَعْضُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ … ٱخْرُجْ وَٱذْهَبْ مِنْ هَهُنَا، لِأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ: وهذا يدل على أنه ليس كل الفريسيين كان معارضين ليسوع. أراد هؤلاء حمايته من تآمر هيرودس.
- وفقاً لوليم باركلي (William Barclay)، وصف التلمود سبعة أنواع مختلفة من الفريسيين:
- فريسيو الكتف The Shoulder Pharisee: وهم الذين يرتدون علامة أعمالهم الصالحة والبر على أكتافهم ليراها الجميع.
- الفريسيون المنتظرون The Wait-a-Little Pharisee: الذي يقصد عمل الخير، ولكنه يجد الأعذار دائماً لتأجيل الأمر… “ليس الآن.”
- الفريسيون المرضوضون The Bruised or Bleeding Pharisee: وهم الأتقياء الذين يغمضون أعينهم كلما رأوا امرأة في الأماكن العامة، وبالتالي يرتطمون بالجدران ويتعثرون وتسيل منهم الدماء.
- الفريسيون المدققون (الحُدْب) The Hump-Backed Pharisee: أي الذين يسيرون في إنحناء متكلف وفي تواضع وإذلال، حتى تنحني ظهورهم مثل سنمة الجمل – كي يرى الجميع كم هو متواضع.
- الفريسيون دائمي العد The Always-Counting Pharisee: الذين يعددون حسناتهم ويؤمنون أن الله أصبح مديناً لهم بكل الخير الذي يفعلونه.
- الفريسيون الجبناء The Fearful Pharisee: الذين يخافون من غضب ودينونة الله إن لم يفعلوا الصالحات.
- الفريسيون الأتقياء The God-Fearing Pharisee: وهم الذين يحبون الله فعلاً ويفعلون الخير لإرضاء الله الذي يحبونه.
- ويُعلّق بايت (Pate): “ولكن يسوع، في الواقع، كان سيغادر الجليل، ليس لأنه كان خائفاً من هيرودس ولكن لأنه كان يتحرك وفقاً للجدول الإلهي.”
- وفقاً لوليم باركلي (William Barclay)، وصف التلمود سبعة أنواع مختلفة من الفريسيين:
- ٱمْضُوا وَقُولُوا لِهَذَا ٱلثَّعْلَبِ: وفقاً للبعض (مثل جيلدنهويس) كانت الفكرة من وراء دعوة شخص بالثَّعْلَبِ أنه كان “حاكم ماكر ولكن ضعيف.” وكان يقارن مع حيوان عريق مثل الأسد.
- كتب باركلي (Barclay): “كان الثعلب بالنسبة لليهودي يرمز لثلاثة أشياء. أولاً، كان يعتبر من أخبث الحيوانات. ثانياً، أكثرها تخريباً. وثالثاً، كان يمثل الرجل عديم القيمة والأهمية.”
- وكان هيرودس أيضاً مثالاً على أولئك الذين كانوا أَوَّلُونَ وسيَصِيرُونَ آخِرِينَ المذكورين في لوقا ٣٠:١٣. فهو يجلس الآن على العرش وبيده كل القوة والسلطة، ولكن هذا لن يدوم طويلاً.
- هَا أَنَا أُخْرِجُ شَيَاطِينَ، وَأَشْفِي ٱلْيَوْمَ وَغَدًا، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ أُكَمَّلُ: أراد يسوع من هيرودس أن يعرف أنه سيواصل خدمته حتى نهايتها. لم يكن يسوع خائفاً من هيرودس وأراده أن يعرف ذلك.
- كلمة أُكَمَّلُ في الواقع، تحمل فكرة “الوصول إلى الهدف.” عَلِمَ يسوع من قبل أنه سيصل إلى الهدف في اليوم الثالث – وأنه سينتصر بالقيامة.
- علّقَ كلارك (Clarke): “عندها سأكون قد أنجزت الغرض الذي لأجله أتيت إلى العالم، ولن أترك مقاصد الله لحياتي غير منتهية، سوف أُكَمَّلُ الكل.”
- ويُعلّق مورغان (Morgan): “نحن نعلم أن “اليوم الثالث” يعني طريق الصلب وكل ما صدر عنه.”
- لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ: يبدو أن يسوع كان يتكلم بسخرية هنا. بالطبع كانت هناك وقت مات فيها ا نَبِيٌّ خَارِجًا عَنْ أُورُشَلِيمَ، ولكن كان هناك سخرية خاصة في حقيقة أن مسيا إسرائيل سيرفض ويقتل في أُورُشَلِيمَ.
- علّقَ سبيرجن (Spurgeon): “ربما كان هذا مثلاً معروفاً يتداوله اليهود، واستخدمه مخلصنا وأيده. كانت أورشليم ولسنوات كثيرة ملطخة بدماء الأنبياء.”
- ويُعلّق مورغان (Morgan) هذه الكلمات: “كشفوا عن نظرته الهادئة لعمله، وعن جراءة تفانيه الصامت.”
هـ) الآيات (٣٤-٣٥): يسوع يرثي المدينة التي سترفضه
٣٤يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! ٣٥هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا! وَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ!.
- يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ: تكلم يسوع بمشاعر خاصة هنا، مُكرراً الاسم للتأكيد على مشاعره العميقة نحو المدينة. عندما يكرر الله اسماً مرتين، فهدفه إظهار المشاعر العميقة، ولكنها ليس بالضرورة مشاعر غضب (عندما قال: مارثا، مارثا – في لوقا ٤١:١٠؛ وشاول، شاول – في أعمال الرسل ٤:٩).
- كان يسوع يحب أورشليم كثيراً بالرغم من معرفته الكاملة بخطاياها: قَاتِلَةَ ٱلْأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا. وناشدها أن تتحول عن الدمار الوشيك.
- كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلَادَكِ كَمَا تَجْمَعُ ٱلدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا: أراد يسوع أن يحمي ويهتم ويرعى شعبه اليهودي، كما تفعل ٱلدَّجَاجَةُ مع فِرَاخَهَا.
- ويُعلّق فرانس (France): “استخدم العهد القديم مراراً كثيرة صورة الدجاجة (في اليونانية ’طير‘) التي تحمي فراخها لتشير إلى حماية الله لشعبه (مزمور ٨:١٧، ٤:٩١؛ إشعياء ٥:٣١… الخ).”
- وكتب كلارك (Clarke): “عندما ترى الدجاجة وحشاً قادماً، تُصدرُ صوتاً لتجمع فراخها حولها، وتغطيهم بجناحيها من الخطر. كان النسر الروماني على وشك الهجوم على الدولة اليهودية – ولا شيء يمكن أن يمنع هذا سوى تحولهم إلى الله من خلال المسيح – نادى يسوع في جميع أنحاء الأرض، ناشراً إنجيل المصالحة – ولكنهم لم يجتمعوا، وهكذا جاء النسر الروماني ودمرهم.”
- تخبرنا صورة ٱلدَّجَاجَةُ وفِرَاخَهَا الأمور التي أراد يسوع فعلها مع من رفضوه.
- أراد أن يجعلهم آمنين.
- أراد أن يجعلهم فرحين.
- أراد أن يجعلهم جزءاً من المجتمع المبارك.
- أراد أن يعضدهم وينميهم.
- أرادهم أن يعرفوا محبته.
- ولكن سيحدث كل هذا عندما يلبوا دعوته.
- أطلق ج. كامبل مورغان (G. Campbell Morgan) على هذه الصورة اسم: “قلب الله الحنون.”
- استخدم لوقا جملة كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ ببراعة كي يشير إلى أن يسوع قد زار أورشليم عدة مرات من قبل (كما نرى بوضوح في إنجيل يوحنا)، رغم أنه ذكر هذه الزيارة الأخيرة فقط.
- وَلَمْ تُرِيدُوا: ليست المشكلة في رغبة يسوع في إنقاذهم وحمايتهم؛ بل في أنهم لَمْ يُرِيدُوا. إذاً، الدمار الذي تنبأ عنه قادم لا محالة.
- هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا: علّقَ بايت (Pate): “يبدو أن هذه الكلمات تشير إلى الدمار القادم على أورشليم من الجيش الروماني عام ٧٠م.”
- لَا تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ: كشف يسوع هنا شيئاً عن الظروف المحيطة بمجيئه الثاني. فعندما يأتي يسوع ثانية، سيرحب به الشعب اليهودي كالمسيا ويقولون: مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ.
- علّقَ كلارك (Clarke): “إلى أن يأتي آخر أممي إلى الرب، ويرسل الله كلمة الحياة ثانية اليكم، ستفرحون وتباركون وتحمدون الآتي باسم الرب، وسيحصل خلاص كامل ونهائي لخراف بيت إسرائيل الضالة.”
- سوف يتطلب الأمر الكثير لتصل إسرائيل إلى هذه النقطة، ولكن الله سيحقق ذلك. فقد وعد بأن إسرائيل سترحب بيسوع مرة أخرى كما قال الرسول بولس في رومية ٢٦:١١ “وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ.”