أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ١٠
حكم رحبعام
أولًا. رحبعام واجتماع الأمة في شكيم
أ ) الآيات (١-٥): شيوخ إسرائيل يقدمون عرش إسرائيل لرحبعام.
١وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. ٢وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ، وَهُوَ فِي مِصْرَ حَيْثُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، رَجَعَ يَرُبْعَامُ مِنْ مِصْرَ. ٣فَأَرْسَلُوا وَدَعَوْهُ، فَأَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَكَلَّمُوا رَحُبْعَامَ قَائِلِينَ: ٤«إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، فَالآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ». ٥فَقَالَ لَهُمُ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ». فَذَهَبَ الشَّعْبُ.
١. وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لِأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ: كان هذا استمرارًا طبيعيًّا لسلالة داود. إذ خلَف سليمان أباه داود على العرش، وها هو رَحُبْعَام يخلف سليمان ملكًا على إسرائيل.
• رحبعام هو الابن الوحيد لسليمان الذي نعرفه بالاسم. لقد تزوج سليمان من ألف امرأة، بينهن محظيّات. ويدل هذا على أن الخطية طريقة سيئة في بناء العائلة.
• “يصعب التصديق أنه لم يكن لسليمان أولاد آخرون. غير أن الحقيقة هي أن رحبعام هو الوحيد المذكور (١ أخبار الأيام ٣: ١٠).” ناب (Knapp)
• كانت شَكِيم مدينة ذات تاريخ غني. فهناك عبدَ إبراهيم، وهناك بنى يعقوب مذبحًا واشترى أرضًا (تكوين ٣٣: ١٨-٢٠). ودُفن يوسف هناك (يشوع ٢٤: ٣٢). وكانت أيضًا المركز الجغرافي لأسباط الشمال. وبشكل عام، فإن هذا يبيّن أن رحبعام كان في وضع ضعيف، حيث اضطر إلى أن يقابل أسباط الشمال العشرة في أراضيهم بدلًا من أن يطالب ممثليهم بأن يأتوا إلى أورشليم.
٢. وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ: سبق أن ذُكر يربعام في ١ ملوك ١١: ٢٦-٤٠. وقد أخبره الله أنه سيحكم على جزء من إسرائيل المنقسمة. وبطبيعة الحال، كان يربعام مهتمًّا بخليفة سليمان. وكان جزءًا من مجموعة الشيوخ التي خاطبت رحبعام.
٣. إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، فَٱلْآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ ٱلْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ ٱلثَّقِيلِ: كان سليمان ملكًا عظيمًا، لكنه أخذ الكثير من الشعب. فأراد الشعب إعفاء من الضرائب الباهظة والخدمة القسرية في عهد سليمان. وعرضوا الولاء له إذا وافق على مطالبهم.
• حذّر الله إسرائيل من هذا الأمر في ١ صموئيل ٨: ١٠-١٩ عندما تكلّم إليهم على فم النبي صموئيل حول ما يمكن أن يأخذه الملك من الشعب. ورغم ذلك التحذير، ظلوا يطالبون بملك. وها قد عرفوا الآن معنى أن يحكمهم ملك.
• من المؤسف أن شيوخ إسرائيل لم يقدّموا مطالب روحية لرحبعام. فعلى ما يبدو أن عبادة سليمان الوثنية الفظيعة وارتداده لم يزعجاهم على الإطلاق.
ب) الآيات (٦-٧): مشورة من مستشاري رحبعام الأكبر سنًّا.
٦فَاسْتَشَارَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ الشُّيُوخَ الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ قَائِلاً: «كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ؟» ٧فَكَلَّمُوهُ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ صَالِحًا نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ وَأَرْضَيْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَمًا حَسَنًا، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ الأَيَّامِ».
١. فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ: طلب رحبعام بحكمة مشورة الرجال الأكبر سنًّا وخبرة. إذ بدا أنهم قدموا نصائح جيدة لسليمان، ولهذا كان ملائمًا أن يطلب رحبعام نصيحتهم.
٢. إِنْ كُنْتَ صَالِحًا نَحْوَ هَذَا ٱلشَّعْبِ… يَكُونُونَ لَكَ عَبِيدًا كُلَّ ٱلْأَيَّامِ: عرف الشيوخ أن رحبعام لا يشبه سليمان، ولم يتوقعوا منه ما كانوا يتوقعون من أبيه سليمان. وكان على رحبعام أن يتواصل مع الشعب بناءً على هويته، لا بناءً على هوية أبيه. فإذا أظهر لطفًا وقلب خادم لهم، فسيحبونه وسيخدمونه إلى الأبد. فكانت هذه نصيحة جيدة.
ج) الآيات (٨-١١): مشورة من مستشاري رحبعام الأصغر سنًّا.
٨فَتَرَكَ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَاسْتَشَارَ الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ، ٩وَقَالَ لَهُمْ: «بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَابًا عَلَى هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُونِي قَائِلِينَ: خَفِّفْ مِنَ النِّيرِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ؟» ١٠فَكَلَّمَهُ الأَحْدَاثُ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ قَائِلِينَ: «هكَذَا تَقُولُ لِلشَّعْبِ الَّذِينَ كَلَّمُوكَ قَائِلِينَ: إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ عَنَّا، هكَذَا تَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي. ١١وَالآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيرًا ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ».
١. فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَٱسْتَشَارَ ٱلْأَحْدَاثَ: رفض رحبعام مشورة الشيوخ قبْل أن يستمع إلى الأحداث.
• هذه ظاهرة شائعة اليوم تُدعى ’تَسَوُّق المشورة.‘ والفكرة هي أنك تطلب نصائح من آخرين إلى أن تجد شخصًا مستعدًّا لأن يخبرك ما تريد أن تسمعه. وهذه طريقة غير حكيمة وغير تقية للحصول على مشورة. وإنه أفضل أن يكون لديك قلّة من المستشارين الموثوقين تستمع إليهم حتى عندما يخبرونك بما لا تريد سماعه.
٢. وَٱسْتَشَارَ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ: كان هؤلاء الأكثر احتمالًا أن يخبروا رحبعام بما كان يعتقده بالفعل. وقد بيَّنَ اللجوء إلى الأشخاص الأكثر احتمالًا أن يفكروا مثله أنه لم يطلب مشورة إلا من أجل المظاهر.
• تُظهر نصيحتهم غير الحكيمة الحاجة إلى الحكمة في طلب المشورة من أولئك الذين هم من خارج وضعنا وسياقنا. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يرى من هو من خارج الأشياء بشكل أكثر وضوحًا من الذين يشاركوننا نفس التجارب.
• “يرجّح أن ’الأَحْدَاث‘ الذين فضّلهم رحبعام كانوا بعضًا من أبناء سليمان الكثيرين الذين صاروا قساة وغير حسّاسين بسبب نشأتهم في البلاط الملكي المترف وجو الحريم في أورشليم.” باين (Payne)
٣. وَٱلْآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيرًا ثَقِيلًا وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ: قدّم الأحداث مشورة مناقضة لمشورة الشيوخ، واقترحوا مسارًا عدائيًّا يجعل رحبعام مخوفًا أكثر من سليمان.
• طلب سليمان الكثير من إسرائيل من حيث الضرائب والخدمة. لكن ليس لدينا الانطباع أن إسرائيل اتبعت سليمان بدافع من الخوف، بل بإحساس من الرؤية والقصد المشتركين. فقد آمنوا بما أراد سليمان أن يفعله، وكانوا على استعداد للتضحية من أجل تحقيقه. ولم يحتكم رحبعام إلى أي إحساس بالرؤية والقصد المشتركين. إذ أراد ببساطة أن يتبع الشعب أوامره خوفًا منه كطاغية.
• “حاول أن يستمر في سياسة أبيه في الاستبداد رغم افتقاره إلى صقل أبيه وقدرته على الإبهار.” مورجان (Morgan)
• “فتح هذا الدكتاتور الفاشل – ببضع كلمات متهورة – الباب أمام ٤٠٠ عام من الصراع، والضعف، وفي نهاية الأمر إلى دمار أمّة إسرائيل ككل.” ديلداي (Dilday)
• إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ مَتْنَيْ أَبِي. يترجم الترجوم اليهودي هذه العبارة إلى: “سيكون ضعفي أقوى من جبروت أبي.” كلارك (Clarke)
د ) الآيات (١٢-١٥): رحبعام يرد على يربعام وشيوخ إسرائيل بفظاظة.
١٢فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَمَا تَكَلَّمَ الْمَلِكُ قَائِلاً: «ارْجِعُوا إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». ١٣فَأَجَابَهُمُ الْمَلِكُ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ، ١٤وَكَلَّمَهُمْ حَسَبَ مَشُورَةِ الأَحْدَاثِ قَائِلاً: «أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ». ١٥وَلَمْ يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ، لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لِكَيْ يُقِيمَ الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ.
١. وَلَمْ يَسْمَعِ ٱلْمَلِكُ لِلشَّعْبِ: في هذه الحالة، كان من الواضح أنه كان على رحبعام أن يستمع إلى الشعب. ولا يعني هذا أنه ينبغي للقائد دائمًا أن يقود بالتصويت الشعبي، لكنه يحتاج إلى الحكمة لمعرفة متى يكون ما يريده الشعب هو الأفضل بالنسبة لهم.
• تصرف رحبعام بحماقة. ومن المفارقات أن أباه سليمان عبّر عن قلقه من فقدان كل ما عمله تحت خليفة أحمق: “فَكَرِهْتُ كُلَّ تَعَبِي ٱلَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ حَيْثُ أَتْرُكُهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَكُونُ بَعْدِي. وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيمًا أَوْ جَاهِلًا، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي ٱلَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ ٱلشَّمْسِ؟ هَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ” (جامعة ٢: ١٨-١٩).
• “كان رحبعام أحمق، وبسبب حماقته هذه خسر مملكته. وهو ليس المثل الوحيد لذلك. فقد خسرت سلالة ستيوارت مملكة إنجلترا بنفس الطريقة تقريبًا.” كلارك (Clarke)
• “يقول ليفي (Livy) إنه عندما تكون الدولة جاهزة للانهيار، فإن كل النصائح الصحية يتم تجاهلها بشكل مميت وأحمق.” تراب (Trapp)
٢. لِأَنَّ ٱلسَّبَبَ (انقلاب الأحداث) كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ: أدار الله هذه السلسلة الكاملة من الأحداث، لكنه لم يجبر رحبعام على اتخاذ هذا العمل الآثم وغير الحكيم. إذ ترك الله رحبعام وشأنه، وسمح له بارتكاب الأخطاء الفادحة التي أراد قلبه الآثم أن يرتكبها.
• “بدا الأمر كله كقطعة من الحماقة والرغبة الجامحة. لكننا نجد أنفسنا الآن في محضر الله ونُخبَر أنه تحت مؤامرات الإنسان ومخططاته، كان الله ينفّذ قصده الأزلي. فهو يجعل غضب الإنسان يحمده، وينسج عمل الشيطان الخبيث في خططه.” ماير (Meyer)
• “لاحظوا أيضًا، أيها الأصدقاء الأعزاء، أن الله موجود في أحداث ناتجة عن خطية بشر وغبائهم. فكان انقسام المملكة إلى قسمين نتيجة لخطية سليمان وحماقة رحبعام. وكان الله في هذا. ’لِأَنَّ ٱلسَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ.‘ يقول الله: ’هذا مني.‘ لم تكن لله علاقة بالخطية أو الحماقة. لكن بطريقة ما لا يمكننا أبدًا أن نفسرها، بطريقة غامضة ينبغي أن نؤمن بها من دون تردد، كان الله في ذلك.” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. ثورة ضد رحبعام
أ ) الآيات (١٦-١٧): يربعام يقود الذين ينشقّون عن رحبعام.
١٦فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، جَاوَبَ الشَّعْبُ الْمَلِكِ قَائِلِينَ: «أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ؟ وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى! كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ يَا إِسْرَائِيلُ. الآنَ انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ». وَذَهَبَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى خِيَامِهِمْ. ١٧وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ.
١. أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ: لم تدفع حماقة رحبعام إسرائيل إلى رفض رحبعام فقط، بل كل سلالة داود. رفضوا نسل أعظم ملوك إسرائيل.
٢. وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ: يشير هذا إلى انقسام الأسباط الاثني عشر إلى مملكتين، مملكة شمالية تتألف من عشرة أسباط، ومملكة جنوبية تتألف من يَهُوذَا وبنيامين.
ب) الآيات (١٨-١٩): إسرائيل تتمرد على بيت داود.
١٨ثُمَّ أَرْسَلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ هَدُورَامَ الَّذِي عَلَى التَّسْخِيرِ، فَرَجَمَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى الْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، ١٩فَعَصَى إِسْرَائِيلُ بَيْتَ دَاوُدَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
١. ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ هَدُورَامَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ، فَرَجَمَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ: على ما يبدو أن رحبعام لم يأخذ التمرد مأخذ الجد إلى أن حدث هذا. وعندما قُتل كبير جباية الضرائب، عرف أن الأسباط العشرة كانوا جادّين في تمردهم.
• كان خطأ إرسال هَدُورَام. إذ كان مشهورًا بسياسته الفظة في السخرة (١ ملوك ٦: ٤ و٥: ١٤). “ربما كان إحدى أكثر الشخصيات البغيضة في البلاد، حيث كان يجسّد القمع والظلم.” باين (Payne). ويرجّح أن رحبعام أرسله هَدُورَام للإيفاء بوعده بمعاقبة الذين يقاومونه. فلم تنجح سياسته المتشددة.
• “يمثّل رحبعام سعيًا مثيرًا للشفقة لاستعادة الوحدة، حيث يوضّح هذا فقر سياسته.” سيلمان (Selman)
٢. فَعَصَى إِسْرَائِيلُ بَيْتَ دَاوُدَ إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ: من هذه النقطة فصاعدًا من تاريخ إسرائيل، صار اسم ’إسرائيل‘ يشير إلى الأسباط الشمالية العشرة، بينما أشار اسم ’يهوذا‘ إلى مجموعة سبطي يهوذا وبنيامين.
• ساد توتر طويل الأمد بين الأسباط الشمالية العشرة وسبطي يهوذا وبنيامين. إذ كان هنالك تمردان سابقان على طول هذا الخط من التقسيم المحتمل في أيام تمرد أبشالوم (٢ صموئيل ١٩: ٤٠-٤٣)، والذي تطور إلى تمرد شبع (٢ صموئيل ٢٠: ١-٢).
• “كان يفترض أن يكون رحبعام ممتنًّا لأن محبة الله لداود تركت له سبطين.” ناب (Knapp)