أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ١٢
تأديب رحبعام ويهوذا
أولًا. مصر تهاجم مملكة يهوذا العاصية
أ ) الآية (١): خطية رحبعام وشعبه.
١وَلَمَّا تَثَبَّتَتْ مَمْلَكَةُ رَحُبْعَامَ وَتَشَدَّدَتْ، تَرَكَ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ.
١. تَرَكَ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ: فعل رحبعام هذا عندما كان قويًّا وآمِنًا. فقد اتكل على الله طالما أحس بالحاجة إليه. لكنه صار مستقلًّا عن الله بدلًا من الاعتماد عليه أكثر.
• تخبرنا ١ ملوك ١٤: ٢١-٢٤ أنه ترك شريعة الرب إلى حد السماح بوجود الأشخاص المنحرفين أو ’المأبونين‘ في البلاد، وبشكل خاص الأشخاص المرتبطين بعبادة الأوثان. ومن المحتمل أن التعبير المستخدم ’المأبونين‘ يشير إلى كل من الرجال والنساء في العبادة الوثنية. غير أن التعبير المستخدم في تثنية ٢٣: ١٧-١٨ للإشارة إلى العاهرات المرتبطات بالعبادة الوثنية.
٢. وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ: كان أسوأ جزء من خطية رحبعام أنه قاد المملكة كلها إلى الخطية معه.
• تصف ١ ملوك ١٤: ٢١-٢٤ ارتداد يهوذا هكذا: “وَعَمِلَ يَهُوذَا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَأَغَارُوهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ بِخَطَايَاهُمُ ٱلَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا.” لقد استفزت هذه الخطايا الله لأنها كانت بشكل أساسي خطايا مرتبطة بالعبادة الوثنية. لقد أدارت إسرائيل ظهرها لله الذي أحبها وفداها. وكزوجة خائنة، سعت وراء الزنا الروحي مع الأوثان.
ب) الآيات (٢-٤): مصر تهاجم يهوذا العاصية.
٢وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ خَانُوا الرَّبَّ، ٣بِأَلْفٍ وَمِئَتَيْ مَرْكَبَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ لِلشَّعْبِ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَ: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. ٤وَأَخَذَ الْمُدُنَ الْحَصِينَةَ الَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ.
١. شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ: “وهو معروف في التاريخ المصري باسم شيشونك الأول. وكان مؤسس السلالة الحاكمة الثانية والعشرين وفرعونها الأكثر نشاطًا. وقد وُثِّقت هذه الحملة العسكرية بالذات في قائمة المدن المغزوة والمحفورة حتى يومنا هذا على جدار معبد آمون في الكرنك، في طيبة.” باين (Payne)
٢. لِأَنَّهُمْ خَانُوا ٱلرَّبَّ: يمكن للمرء أن يعطي أي عدد من التفسيرات الجيوسياسية لسبب هجوم المصريين على يهوذا في هذا الوقت. لكن كاتب أخبار الأيام الثاني فهم أن يد الرب كانت هي التي تتحرك بسبب عصيان يهوذا.
• “إن كلمة ’خَانُوا‘ (حسب الترجمة العربية) مهمة جدًّا. والخيانة (أو عدم الأمانة تجاه الرب) تعبير مفتاحي يستخدمه كاتب أخبار الأيام. وهو لا يُستخدم في سفري الملوك الأول أو سفري صموئيل على الإطلاق. ويبيّن ورودها المنتظم اغتراب إسرائيل عن الله. وهي تتضمن حرمان الله من العبادة المستحقة له، وهي تأتي عادة على نطاق وطني. وهو السبب الرئيسي الذي يقدمه كاتب أخبار الأيام للسبي.” سيلمان (Selman)
٣. وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ ٱلْحَصِينَةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ: كان هذا تهديدًا جادًّا للمملكة الجنوبية بكاملها. وقد تهلك ضمن جيلين منذ داود.
ج) الآية (٥): كلمة الله إلى رحبعام ويهوذا.
٥فَجَاءَ شَمْعِيَا النَّبِيُّ إِلَى رَحُبْعَامَ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا الَّذِينَ اجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ وَجْهِ شِيشَقَ، وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ لِيَدِ شِيشَقَ».
١. شَمْعِيَا ٱلنَّبِيُّ: كان هذا هو نفس النبي الذي ثبّط عزيمة رحبعام على مهاجمة أسباط إسرائيل العشرة التي رفضت قيادته وشكّلت مملكة إسرائيل الشمالية (٢ أخبار الأيام ١١: ١-٩). وكانت لديه الفرصة للتحدث إلى رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأنهم اجْتَمَعُوا بسبب غزو شيشق.
٢. أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضًا تَرَكْتُكُمْ لِيَدِ شِيشَقَ: كان هذا تقويمًا ملائمًا للإهانة. ولو أن يهوذا أصرّت على ترك الله، فستجد أنها متروكة في يوم احتياجها. فالخطر الكبير المتمثل في أن تقول لله ’اتركني وشأني‘ هو أنه ذات يوم سيستجيب للصلاة.
ثانيًا. يهوذا تتوب وتتذلل
أ ) الآية (٦): توبة رحبعام.
٦فَتَذَلَّلَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ وَالْمَلِكُ وَقَالُوا: «بَارٌّ هُوَ الرَّبُّ».
١. فَتَذَلَّلَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ وَٱلْمَلِكُ: كانت هذه توبة وطنية بدأها رؤساء المملكة. ومن ناحية تاريخية، نرى الحركات العظيمة لروح الله عندما يكون القادة متحمسين للتوبة والتذلل.
٢. بَارٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ: كان هذا تلخيصًا لاعترافهم بالخطية. فالاعتراف بأن الله بَارّ إقرار أيضًا بأننا لسنا كذلك. وبقولهم هذا، فهموا أنهم استحقوا محنتهم الحالية على يد شيشق.
ب) الآيات (٧-٨): إنقاذ مع تذكير.
٧فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلاً: «قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ النَّجَاةِ، وَلاَ يَنْصَبُّ غَضَبِي عَلَى أُورُشَلِيمَ بِيَدِ شِيشَقَ، ٨لكِنَّهُمْ يَكُونُونَ لَهُ عَبِيدًا وَيَعْلَمُونَ خِدْمَتِي وَخِدْمَةَ مَمَالِكِ الأَرَاضِي».
١. لَا أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلًا مِنَ ٱلنَّجَاةِ: استجاب الله لتوبة شعبه، فأعطاهم قَلِيلًا مِنَ ٱلنَّجَاةِ. فلن يسمح بإهلاكهم بشكل كامل، لكنه سيدعهم يختبرون بعض الشدائد.
٢. لَكِنَّهُمْ يَكُونُونَ لَهُ عَبِيدًا وَيَعْلَمُونَ خِدْمَتِي وَخِدْمَةَ مَمَالِكِ ٱلْأَرَاضِي: عندما ترك شعب يهوذا شريعة الرب، فكأنهم قدّموا أنفسهم عبيدًا لسيّد آخر. وسيسمح لهم باختبار بعض عواقب خدمة سيّد آخر.
• “سيُحفظون وسيخدمون أعدائهم ليعرفوا الفرق بين خدمة الله وخدمة الإنسان. فعندما كانوا أتقياء، وجدوا أن خدمة الرب كانت حرية كاملة. وعندما تركوا الرب، وجدوا أن الثمر عبودية كاملة. فحياة الإثم مكلفة ومؤلمة معًا.” كلارك (Clarke)
• “اعرفوا بالخبرة المؤلمة قيمة عملي وأجوري من خلال العوز والبؤس المقابل.” تراب (Trapp)
ج) الآيات (٩-١٢): ’قليل من النجاة‘ الممنوحة ليهوذا.
٩فَصَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، أَخَذَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. ١٠فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ السُّعَاةِ الْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ الْمَلِكِ. ١١وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَلِكُ بَيْتَ الرَّبِّ يَأْتِي السُّعَاةُ وَيَحْمِلُونَهَا، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ السُّعَاةِ. ١٢وَلَمَّا تَذَلَّلَ ارْتَدَّ عَنْهُ غَضَبُ الرَّبِّ فَلَمْ يُهْلِكْهُ تَمَامًا. وَكَذلِكَ كَانَ فِي يَهُوذَا أُمُورٌ حَسَنَةٌ.
١. وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ: ترك سليمان لابنه ثروة عظيمة في كل من بيت الرب والقصر. وبعد خمس سنوات فقط، ضاعت تلك الثروة إلى حد بعيد، حيث تَرَكَ رحبعامُ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ.
٢. وَأَخَذَ أَتْرَاسَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ: تذكر ١ ملوك ١٠: ١٦-١٧ أنها كانت ٥٠٠ ترس، فكانت هنالك ٢٠٠ ترس كبير، و٣٠٠ ترس صغير. وكانت تمثل هذه الأتراس عروضًا جميلة في بيت غابة لبنان، لكنها لم تكن ذات فائدة في المعركة. إذ كان الذهب أثقل وألين من أن يُستخدم كترس فعال في الحرب. وهذا مثل لتوكيد الصورة على الجوهر، وهو ميل بدأ في أيام سليمان، وازداد سوءًا في أيام ابنه رحبعام.
• “عَمِلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ محاولًا بهذا، بطريقة مثيرة للشفقة، أن يحافظ على المظاهر السابقة. إنها مثل الأرواح التي – عندما يسلبها العدو نضارتها وقوّتها – تسعى جاهدة إلى الحفاظ على المظهر الخارجي للازدهار الروحي. أو مثل كنيسة ساقطة، مجردة من قوتها، كنيسة سُلبت طهارتها، تسعى إلى إخفاء عجزها وتغطية عريها ببهرجة الطقوس، والانتعاش الزائف، وأي شيء يَعِد بإعطاء شيء من المظهر.” ناب (Knapp)
• وفقًا لأسعار الذهب في عام ٢٠١٦ (١٢٦٩ دولار للأوقية)، ستبلغ قيمة الترس الكبير ١٥٢.٠٠٠ دولار، أي ٣٠ مليون دولار للأتراس الكبيرة. وستبلغ قيمة الترس الصغير ٧٦.٠٠٠ دولار، أي ٢٣ مليون دولار للأتراس الصغيرة. وستكون القيمة الإجمالية للأتراس حوالي ٥٣ مليون دولار مستثمرة في أتراس ذهب احتفالية. وقد صارت الآن في أيدي المصريين.
٣. فَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ: استبدال الذهب بالنحاس صورة معبّرة تمامًا عن الانحطاط في أيام رحبعام. وقد انحدرت سلالة داود من الذهب إلى النحاس في خمس سنوات.
• “تؤكد هذه الكلمات المدى الذي سقط إليه رحبعام في غضون سنوات قليلة. لقد ورث إمبراطورية. وبعد خمس سنوات، صار سيدًا لدولة صغيرة لم يستطع أن يحمي عاصمته إلا من خلال تجريد قصره من كنوزها. لقد احتقر بلاط سليمان الفضة، وكان على بلاط ابنه أن يكون قانعًا بالنحاس!” باين (Payne)
• “إن صورة استبدال رحبعام الذهب بالنحاس مثيرة للشفقة بشكل لا يوصف. لكن كثيرًا ما يتنكر شعب الرب وسط المحاكاة والتقليد، لأنهم فقدوا أشياء الذهب الخالص بسبب الخيانة والخطية.” مورجان (Morgan)
٤. وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ ٱلسُّعَاةِ ٱلْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ: كانت أتراس الذهب في أيام سليمان في بيت غابة لبنان (١ ملوك ١٠: ١٦-١٧). وتحت حكم رحبعام، كانت أتراس النحاس في غرفة محمية إلى أن يبرز احتياج لها في مناسبات الدولة.
٥. وَلَمَّا تَذَلَّلَ ٱرْتَدَّ عَنْهُ غَضَبُ ٱلرَّبِّ فَلَمْ يُهْلِكْهُ تَمَامًا: يوصف تذلُّل رحبعام العظيم هذا بعد تذلُّله المذكور في ٢ أخبار الأيام ١٢: ٦. ويبيّن هذا أن الله كان يعلم أنه كان على رحبعام أن يقدم مزيدًا من التذلل حتى بعد أن ذلّل نفسه. ورغم ذلك، كان هذا فضلًا ورحمة من الله، لأن رحبعام ومملكته كانا يستحقان ما هو أسوأ. فحسب مقياس العدالة وحده، كان لدى الله الحق في أن يُهْلِكْهُ تَمَامًا.
• “إذا كان بإمكان الله أن يُظهر نعمة لرجل مثل رحبعام الذي جسّد النظرة أو الموقف الذي أدى إلى انهيار يهوذا في النهاية، فإن هنالك دائمًا رجاءً لأولئك الذين يتواضعون أمام الله. ومن المؤكد أن الاهتمام بالشعب كان تشجيعًا مباشرًا لمعاصري كاتب أخبار الأيام على طلب الله بأنفسهم.” سيلمان (Selman)
• يتذلل كثيرون ممن هم في الخطية أمام الله على أمل أن لا يُذلّهم أكثر. غير أن الله يعرف مقدار التذلل الذي يحتاج إليه شخص ما. فإذا كانت هنالك حاجة إلى المزيد من ذلك، فسيحققه الله لا محالة.
٦. وَكَذَلِكَ كَانَ فِي يَهُوذَا أُمُورٌ حَسَنَةٌ: كتب لبوله (Poole) تعليقًا على هذه الجملة: “الفكرة هي إمّا أنه رغم فسادهم، كانت هنالك بقية من صلاح في يهوذا، ما جعل الله يحجز دينونته، أو أنه رغم الخسائر الفادحة التي تكبّدتها يهوذا أمام المصريين، كانت هنالك بقية من ازدهار في المملكة.
د ) الآيات (١٣-١٦): ملخص لحكم رحبعام.
١٣فَتَشَدَّدَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَلَكَ، لأَنَّ رَحُبْعَامَ كَانَ ابْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا الرَّبُّ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهَا دُونَ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْمُ أُمِّهِ نَعْمَةُ الْعَمُّونِيَّةُ. ١٤وَعَمِلَ الشَّرَّ لأَنَّهُ لَمْ يُهَيِّئْ قَلْبَهُ لِطَلَبِ الرَّبِّ. ١٥وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ، أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمْعِيَا النَّبِيِّ وَعِدُّو الرَّائِي عَنِ الانْتِسَابِ؟ وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ الأَيَّامِ. ١٦ثُمَّ اضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَبِيَّا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
١. فَتَشَدَّدَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَلَكَ: لقد نجا برحمة الله من تهديد شيشق، وحكم حتى مات ميتة طبيعية.
٢. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ لِأَنَّهُ لَمْ يُهَيِّئْ قَلْبَهُ لِطَلَبِ ٱلرَّبِّ: كان هذا جذر مشكلة رحبعام. إذ كانت علاقته بالله أدنى من علاقة أبيه سليمان به. إذ كان يطلب الله أحيانًا، لكن ليس بقلب مهيّأ على الإطلاق.
• “ترون كيف أن رحبعام ذهب بسهولة أولًا في اتجاه الله، ثم في اتجاه الأوثان، ثم عاد ثانية في اتجاه الله. فكان مستعدًّا على الدوام للانتقال والتغيير، ولم يقم بأية إصلاحات عظيمة في المملكة. ولا نقرأ أنه أقام فِصحًا عظيمًا كما فعل حزقيا، أو أنه أزال المرتفعات. لكنه أحس بالرضا التام فور رحيل شيشق. فلم يكن هنالك أي شيء أصيل ودائم في تديُّنه، ولم يُمسك به هذا التديُّن. لقد أمسك بالتديّن أحيانًا، لكن التديُّن لم يمسك به.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. ثُمَّ ٱضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ: يبدو أن كاتب أخبار الأيام كان أكثر اهتمامًا بحياة رحبعام من كاتب سفر الملوك الأول. ولعل السبب هو أن رحبعام مثّل نوعًا من النمط وتشجيعًا للمسبيين العائدين الذين كان عزرا يكتب إليهم.
• تتضمن نظرة أخبار الأيام إلى رحبعام إحساسًا مختلفًا تمامًا عن سفر الملوك. فرغم قبول أخبار الأيام لإخفاقات رحبعام الحقيقة كقائد، إلاّ أن هذا السفر يحرص على إظهار قيمة التوبة ومدى رحمة الله.” سيلمان (Selman)
• “يمثل رحبعام، كأول ملك ليهوذا، مثلًا لتعاملات الله مع سلالة داود بأكملها.” سلمان (Selman)
• ولهذا، فإننا نرى الموضوعات التالية في وصف أخبار الأيام لرحبعام:
طاعة للكلمة النبوية (٢ أخبار الأيام ١١: ١-٤).
تقوية المملكة من خلال أعمال البناء (٢ أخبار الأيام ١١: ٥-١٢).
أنشطة الكهنة، واللاويين، وطالبي الله (٢ أخبار الأيام ١١: ١٣-١٧).
عائلة ملكية آخذة في التوسع (٢ أخبار الأيام ١١: ١٨-٢١).
توبة وتواضع (٢ أخبار الأيام ١٢: ٥-١٢).