أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٢٠
انتصار يهوشافاط
أولًا. صلاة يهوشافاط
أ ) الآيات (١-٢): أعداء شرسون يجتمعون ضد مملكة يهوذا.
١ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ. ٢فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ قَائِلِينَ: «قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ الْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ». هِيَ عَيْنُ جَدْيٍ.
١. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ: جاء هذا التهديد ليهوشافاط ومملكته بعد عودته إلى طلب الله، بعد أن أوشك على الموت عندما تحالف مع الملك أخآب، ملك إسرائيل.
٢. أَتَى بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ ٱلْعَمُّونِيُّونَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ: شكّل هذا الجمهور الهائل تهديدًا عظيمًا ليهوشافط الذي كانت آخر خبرة له في المعركة هي النجاة بأعجوبة من الموت.
ب) الآيات (٣-٤): اجتماع الأمة معًا لطلب الله.
٣فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. ٤وَاجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضًا مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ.
١. فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ: لا شك أنه هنالك معنى بموجبه خاف يهوشافاط من هذا الجمهور القادم عليه. غير أن المعنى هنا هو أنه خاف الرب وأحس بالهيبة من قوّته وجلاله أكثر من قوة أعدائه المدمِّرة.
• “خاف يهوشافاط جزئيًّا من الضعف البشري، وجزئيًّا من تذكُّر ذنبه وغضَب الله عليه بسبب ذلك (٢ أخبار الأيام ١٩: ٢).” بوله (Poole)
٢. وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ ٱلرَّبَّ: قدّم يهوشافاط في نفسه مثالًا شخصيًا في التكريس والعبادة. فلم يكن يطلب من شعب يهوذا أن يطلبوا الرب بطريقة لم يكن يفعلها هو.
• هذا موضوع متكرر في أخبار الأيام الثاني، حيث يطلب القادة الرب. ونحن نتوقع أن يفعل الرب أشياء عظيمة عندما يطلبه شعبه، ولا سيما قادته. ومن بين الأشخاص الذين طلبوا الرب في أخبار الأيام الثاني:
البقية الأمينة في إسرائيل (٢ أخبار الأيام ١٦: ١١)
شعب يهوذا تحت حكم الملك آسا (٢ أخبار الأيام ١٤: ٤؛ ١٤: ١٢-١٣)
يهوشافاط في الجزء المبكر من حكمه (٢ أخبار الأيام ١٩: ٣)
الملك حزقيا (٢ أخبار الأيام ٣١: ٢١)
الملك يوشيا (٢ أخبار الأيام ٣٤: ٣)
• “يتلخص موقفه في كلمة ’يطلب‘ التي ترد مرتين في النص العبري مع أنها تترجم بأشكال مختلفة. وهذه كلمة مفتاحية في حكم يهوشافاط حيث تحمل فكرة ’العبادة‘ الأساسية، لكنها تعني أيضًا اكتشاف إرادة الله. ويبيّن هذا أنه كانت ليهوشافاط ثقة أعلى بالله من موارده العسكرية.” سيلمان (Selman)
٣. وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا: دعا يهوشافاط الأمة إلى التعبير عن تواضعها واعتمادها الكلي من خلال صوم عام، أي الامتناع عن كل طعام لفترة من الزمن (عادة ليوم أو أكثر) مع شرب الماء فقط.
• شرح يسوع في مرقس ٩: ٢٨-٢٩ أن الصلاة والصوم معًا مصدر حيوي للقوة الروحية. وليس الأمر أن الصوم والصلاة يجعلاننا أكثر استحقاقًا للبركة أو القيام بعمل الله، لكنهما يقرباننا من قلب الله، ويجعلاننا أكثر انسجامًا معه. والصوم تعبير قوي عن اعتمادنا على الرب.
٤. وَٱجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ: يبيّن هذا عمل روح الله بين شعبه، ما دفعهم إلى الاستجابة للدعوة الصادرة عن يهوشافاط، ملكهم.
• “كان من الضروري أن يطلبوا هذه المساعدة للحصول عليها. ولكي يحصلوا على مثل هذه المساعدة الاستثنائية، كان عليهم أن يطلبوها بطريقة استثنائية. فعندما نادى يهوشافاط بصوم شامل، جاء جميع الشعب إلى أورشليم ليطلبوا الرب.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (٥-١٢): يهوشافاط يقود الجماعة في الصلاة.
٥فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ أَمَامَ الدَّارِ الْجَدِيدَةِ ٦وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ ٧أَلَسْتَ أَنْتَ إِلهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ؟ ٨فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنَوْا لَكَ فِيهَا مَقْدِسًا لاسْمِكَ قَائِلِينَ: ٩إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ، سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ، وَوَقَفْنَا أَمَامَ هذَا الْبَيْتِ وَأَمَامَكَ، لأَنَّ اسْمَكَ فِي هذَا الْبَيْتِ، وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ. ١٠وَالآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ، الَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ مَالُوا عَنْهُمْ وَلَمْ يُهْلِكُوهُمْ، ١١فَهُوَذَا هُمْ يُكَافِئُونَنَا بِمَجِيئِهِمْ لِطَرْدِنَا مِنْ مُلْكِكَ الَّذِي مَلَّكْتَنَا إِيَّاهُ. ١٢يَا إِلهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا».
١. فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ: احتاج هذا التجمع الكبير الذي مثَّل المملكة كلها إلى قائد. وكان يهوشافاط التقي القائد المنطقي ليوحّد الجماعة في الصلاة.
• وصف آدم كلارك (Adam Clarke) هذه الصلاة بأنها “واحدة من أكثر الصلوات عقلانيةً، وتقوى، وصحةً. وهي، في ما يتعلق ببنائها، أكثر الصلوات المرفوعة أناقةً في العهد القديم.”
• “كان جوستاف، ملك السويد الشهير، يصلي على ظهر السفينة، وعلى الشاطئ، وفي الحقول، وفي ميدان المعركة، كما لو أن الصلاة وحدها كانت أَضْمَن قطعة سلاح في سلاحه الكامل.” تراب (Trapp)
٢. أَنْتَ هُوَ ٱللهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَأَنْتَ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ: بدأ يهوشافاط صلاته العظيمة بالإقرار بقوة الرب على السماء وممالك الشعوب. لكن شعوبًا أخرى كانت تعتقد بآلهة محلية، كما لو أن للموآبيين إلههم الخاص، والفلسطيين إلههم الخاص، والعمونيين إلههم الخاص أيضًا. وأقر يهوشافاط بأن إله إسرائيل هو في الواقع إله كل الممالك، والشعوب، والأرض، والسماء نفسها.
٣. أَلَسْتَ أَنْتَ إِلَهَنَا ٱلَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هَذِهِ ٱلْأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ: صلّى يهوشافاط مقرًّا بأعمال الله العظيمة في الماضي لأجل شعبه. ومنطِقه واضح: فإن كان الله قد فعل أشياء عظيمة في الماضي من أجل شعبه، يمكن أن يناشَد القيام بأعمال مشابهة في لحظة الاحتياج الشديد.
٤. وَوَقَفْنَا أَمَامَ هَذَا ٱلْبَيْتِ وَأَمَامَكَ: وقف يهوشافاط على أرضية الصلوات السابقة والاستجابات السابقة لها. وهو يردد هنا صدى صلاة سليمان عند تدشين الهيكل. وهو يناشد الله أن يستجيب لا صلاته هنا فحسب، بل أيضًا صلاة سليمان (٢ أخبار الأيام ٦: ٢٠-٢٥).
٥. وَٱلْآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ، ٱلَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ: صلّى يهوشافاط بمعرفة وفهم معًا لكلمة الله. وتذكَّر أن الله لم يسمح لإسرائيل بالقضاء على هذه الشعوب عندما خرجت من مصر وجاءت إلى الأرض الموعودة (تثنية ٢: ٨-٩، ١٩). وبما أن الله لم يسمح لإسرائيل بالقضاء على هذه الشعوب عندئذٍ، فسيكون ظُلمًا أن يُسمح لهذه الشعوب بأن تقضي على يهوذا الآن. وصلى ضمنيًّا أن لا يسمح الله بأن يتألم شعبه نتيجة لطاعتهم السابقة.
• “أحب أن أدس يدي في وعود الرب، وعندئذٍ أجد نفسي قادرًا على الإمساك بقبضة مصممة بأمانة الرب القوية. إن التوسل القوي للغاية لدى الله هو ’افعل، يا رب، كما قلتَ.‘” سبيرجن (Spurgeon)
٦. لِأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هَذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا: هنا اعترف يهوشافاط أمام الملأ بأنه لا يملك الجواب. فكان الحل الوحيد هو الاتكال على الله والثقة بأن قوته وصلاحه سيحميان يهوذا عندما لا يجدي نفعًا أي شيء آخر.
• “إن عبارة ’لَا نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا‘ أحد أكثر التعبيرات عن الثقة بالله في الكتاب المقدس تأثيرًا في النفوس.” سيلمان (Selman)
• “قالوا: ’نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا.‘ فماذا عنوا بهذا؟ عنوا بهذا: ’يا رب، إن جاء العون، فلا بد أن يأتي منك أنت. ونحن نتطلع إليك من أجل ذلك. ولا يمكن أن يأتي من مكان آخر، ولهذا نتطلع إليك. لكننا نؤمن بأنه سيأتي. فلن يتطلع الناس إلى ما يعلمون أنه لن يأتي. غير أننا على يقين من أنه سيأتي. لا نعرف كيف، ولهذا نتطلع إليك. لا نعرف متى، لكننا نتطلع. ولا ندري ما تريدنا أن نفعله، لكن كَمَا أَنَّ عَيْنَيِ ٱلْجَارِيَةِ نَحْوَ يَدِ سَيِّدَتِهَا، هَكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ ٱلرَّبِّ إِلَهِنَا. نحن نتطلع إليك.‘” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. الرب يستجيب صلاة يهوشافاط
أ ) الآيات (١٣-١٥): الوعد يعطى على لسان نبي.
١٣وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَاقِفِينَ أَمَامَ الرَّبِّ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ. ١٤وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا اللاَّوِيِّ مِنْ بَنِي آسَافَ، كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، ١٥فَقَالَ: «اصْغَوْا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، وَأَيُّهَا الْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ، لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ للهِ.
١. وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ: المعنى هنا هو أنه بعد صلاة يهوشافاط العظيمة، وقف الشعب صامتين هادئين أَمَامَ ٱلرَّبِّ منتظرين منه شيئًا من التوجيه أو التشجيع.
• “كان بإمكانك أن تسمع صوت الرياح بين الأشجار في ذلك الوقت، لأنهم كانوا هادئين وساكتين كما كنتَ للتو. فعندما تعرف أن الرب يقصد أن ينقذك، احنِ رأسك، وأعطه عبادة الروح الهادئة العميقة الجسور.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا… كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ: من بين هذه المجموعة الضخمة المجتمعة، حلّ روح الرب على رجل واحد ليخاطب الجماعة كلها. فكانت هذه رسالة نبوية عفوية جاءت بينما كان شعب الله ينتظرونه ويطلبونه.
٣. لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هَذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ، لِأَنَّ ٱلْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلهِ: كان التهديد حقيقيًّا. إذ كان هنالك جمهور كثير مصمم على القضاء على يهوذا. ومع ذلك، كان الأمر الإلهي هو: ’لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا‘ لأن الحرب هي للرب. إذ سيحارب عن يهوذا ضد هذا الجمهور الكثير.
ب) الآيات (١٦-١٧): الأمر بالوقوف والإيمان.
١٦غَدًا انْزِلُوا عَلَيْهِمْ. هُوَذَا هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ فَتَجِدُوهُمْ فِي أَقْصَى الْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ. ١٧لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ. قِفُوا اثْبُتُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَدًا اخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَالرَّبُّ مَعَكُمْ».
١. غَدًا ٱنْزِلُوا عَلَيْهِمْ: كان هذا أمرًا مهمًّا. إذ قد يظن المرء أنه بسبب الوعد في ٢ أخبار الأيام ٢٠: ١٥، لن تُضطر يهوذا إلى الذهاب إلى المعركة، وربما أرادهم الله أن يبقوا في أورشليم ويصلّوا. لكن الله أمره بالنزول لمحاربة الأعداء، وسيستخدم مشاركتهم هذه في المعركة.
٢. هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ: علِم الله بخطط الجيوش المهاجمة بشكل دقيق، ونقل هذه المعلومات إلى ملك يهوذا وشعبها.
٣. لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هَذِهِ: لم يكن يلزم أن تحارب يهوذا في هذه المعركة، غير أن هذا لم يعنِ أنه لم يكن لديها شيء لتفعله. كانت هذه خطوة إيمان كبيرة أن يقفوا هادئين مصدّقين أنهم سيرون خلاص الرب في وجه جيش مهاجم ضخم.
٤. غَدًا ٱخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ: كان هنالك عدد لا يُحصى من الطرق التي يمكن لله أن يهزم بها هذه الجيوش المحتشدة ضد يهوذا، لكنه عيّن طريقة تطلّبت مشاركة الإيمان من جانب يهوذا. فكان عليها أن تعمل في شركة إيمان مع الله.
ج) الآيات (١٨-١٩): الاستجابة بالعبادة والتسبيح والحمد.
١٨فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ. ١٩فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي الْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدًّا.
١. سَقَطُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ: عرف كل من الملك والشعب أن الكلمة النبوية على لسان يحزيئيل كانت حقيقية من الله. وعندما قبلوها ككلمة من الله، سجدوا عابدين الرب الذي وعد بأن يخلّص شعبه من هذا التهديد الرهيب. فكانت هذه استجابة منطقية.
• “لقد سجدوا وعبدوا، لكن لماذا فعلوا ذلك؟ لم ينُقَذوا بعد، لكنهم كانوا متأكدين من أنهم سيُنقَذون. ولم يكن أعداؤهم موتى بعد. بل كانوا أحياء، لكن من المؤكد أنهم سيكونون موتى. ولهذا سجدوا عابدين، وقد نبعت عبادتهم من قلوب متكلة وشاكرة.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. فَقَامَ ٱللَّاوِيُّونَ مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي ٱلْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدًّا: عبدوا الله أولًا بوضعية أجسادهم وقلوبهم، ثم بترنيم قادة جوقة العبادة اللاوية.
د ) الآيات (٢٠-٢١): قيادة المعركة بعابدين مرنّمين.
٢٠وَبَكَّرُوا صَبَاحًا وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا». ٢١وَلَمَّا اسْتَشَارَ الشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ الْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: «احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ».
١. وَبَكَّرُوا صَبَاحًا وَخَرَجُوا: يبيّن هذا أنهم صدّقوا حقًّا نبوة يحزيئيل. إذ كانت المجاهرة بالإعلان بين جماعة متحمسة شيئًا، بينما كان الخروج الفعلي لملاقاة الأعداء شيئًا آخر.
٢. آمِنُوا بِٱلرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَتَأْمَنُوا: أظهر يهوشافاط بهذا الحضّ أنه يعُد الإيمان بأنبياء الله مساويًا للإيمان بالله نفسه. وما زال هذا أمرًا صحيحًا. فالإيمان بكلمة الله هو الإيمان بالله نفسه.
٣. وَلَمَّا ٱسْتَشَارَ ٱلشَّعْبَ: كان يهوشافاط حكيمًا وصالحًا بما يكفي ليعرف أنه بما أن تلك الأزمة وضعت الشعب كله في خطر، كان عليه أن يستشيرهم في بعض التفاصيل، بما في ذلك هوية الذين ينبغي أن يرنموا للرب.
• لا ينبغي أن نعتقد هنا أن النظام الملكي في إسرائيل صار ديمقراطيًّا في هذه اللحظة. وبدلًا من ذلك، حقّق هذا النظام الملكي ما كان ينبغي أن يكون على الدوام، أي أن يكون الملك على اتصال بالشعب ويتجاوب مع احتياجاتهم وآرائهم.
٤. أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ: لقداسة الله، أي انفصاله، جمال بديع متميز. وإنه لأمر جميل أن الله هو الله، وليس الإنسان، وأنه أكثر من أعظم إنسان أو أنه رجل خارق. ومحبته المقدسة، ونعمته المقدسة، وعدالته المقدسة، وجلالته المقدسة كلها جميلة.
٥. عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ ٱلْمُتَجَرِّدِينَ: من الواضح أن يهوذا توقعت معركة، لأنها أحضرت جيشها. غير أنها توقعت معركة خارقة، لأنها تركت المرنمين العابدين يسيرون أمام الجيش.
• من الواضح أن هؤلاء المرنمين والعابدين اتخذوا خطوة إيمان تنطوي على خطر. فلو حدث ما لا يمكن تصوُّره، ولم يتدخل الله، فسيكونون أول المذبوحين على يد عدو لا يرحم. فلا عجب أن الملك استشار الشعب حول من هم الذين ينبغي أن يكون هؤلاء المرنمون العابدون.
٦. قَائِلِينَ: «احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ»: كانت هذه لازمة ترنيمتهم. فلم يعتمدوا على مزاياهم الخاصة، أو حتى على مزايا إبراهيم، أو موسى، أو داود. فقد اتكلوا على رحمة الله الدائمة.
هـ) الآيات (٢٢-٣٠): الانتصار على العدو وسلبهم.
٢٢وَلَمَّا ابْتَدَأُوا فِي الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ جَعَلَ الرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سِعِير الآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَانْكَسَرُوا. ٢٣وَقَامَ بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ عَلَى سُكَّانِ جَبَلِ سِعِير لِيُحَرِّمُوهُمْ وَيُهْلِكُوهُمْ. وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ سُكَّانِ سِعِير سَاعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِهْلاَكِ بَعْضٍ. ٢٤وَلَمَّا جَاءَ يَهُوذَا إِلَى الْمَرْقَبِ فِي الْبَرِّيَّةِ تَطَلَّعُوا نَحْوَ الْجُمْهُورِ وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ سَاقِطَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَلَمْ يَنْفَلِتْ أَحَدٌ. ٢٥فَأَتَى يَهُوشَافَاطُ وَشَعْبُهُ لِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَوَجَدُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالاً وَجُثَثًا وَأَمْتِعَةً ثَمِينَةً بِكَثْرَةٍ، فَأَخَذُوهَا لأَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَحْمِلُوهَا. وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ الْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً. ٢٦وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ اجْتَمَعُوا فِي وَادِي بَرَكَةَ، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ بَارَكُوا الرَّبَّ، لِذلِكَ دَعَوْا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ «وَادِي بَرَكَةَ» إِلَى الْيَوْمِ. ٢٧ثُمَّ ارْتَدَّ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَيَهُوشَافَاطُ بِرَأْسِهِمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ فَرَّحَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. ٢٨وَدَخَلُوا أُورُشَلِيمَ بِالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ وَالأَبْوَاقِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. ٢٩وَكَانَتْ هَيْبَةُ اللهِ عَلَى كُلِّ مَمَالِكِ الأَرَاضِي حِينَ سَمِعُوا أَنَّ الرَّبَّ حَارَبَ أَعْدَاءَ إِسْرَائِيلَ. ٣٠وَاسْتَرَاحَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوشَافَاطَ، وَأَرَاحَهُ إِلهُهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
١. وَلَمَّا ٱبْتَدَأُوا فِي ٱلْغِنَاءِ وَٱلتَّسْبِيحِ جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً… فَٱنْكَسَرُوا: كانت المعركة معركة الله كما سبق أن وعد، وانتصر نيابة عن يهوذا. ويمكننا القول إن تسبيحهم لم يكن هو الذي أحرز النصر في المعركة، بل كان إيمانهم. ومع ذلك، كان تسبيحهم دليًلا أكيدًا على إيمانهم. فعندما يؤمن المرء حقًّا بكلام الله ووعوده، فلا يسعه إلا أن يسبّحه.
• “إن شكل الكلمة العبرية المترجمة إلى ’أكمنة‘ غير معتادة إلى حد ما، وهي تعني ’كامنين.‘ وبما أن الله أرسلهم، يعتقد بعضهم أنهم وكلاء خارقون (ملائكة).” سيلمان (Selman)
٢. وَقَامَ بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ عَلَى سُكَّانِ جَبَلِ سَاعِيرَ لِيُحَرِّمُوهُمْ وَيُهْلِكُوهُمْ: يصف هذا كيف أن الله وضع أكمنة على أعداء يهوذا. إذ دفعهم هذا إلى القتال فيما بينهم، ولهذا هزموا بعضهم بعضًا. وكان كل ما على يهوذا أن تفعله هو أن تجمع الغنائم.
• “يفهم بعضهم هذا الكمين على أنه من ملائكة مقدسين أُرسِلوا فجأة ليقتلوهم. وأخطأ الأعداء فهم الأمر، وافترضوا أن رفقاءهم هم الذين هاجموهم، فقاموا عليهم. وهكذا أغمد بعضهم سيوفهم في أحشاء بعض.” تراب (Trapp)
٣. وَلَمَّا جَاءَ يَهُوذَا إِلَى ٱلْمَرْقَبِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ تَطَلَّعُوا نَحْوَ ٱلْجُمْهُورِ وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ: يبدو أن جيش يهوذا بقيادة العابدين المرنمين لم يشتبكوا فعلًا مع جيوش العدو. ربما نجّاهم الله لأنهم نجحوا في امتحان الإيمان. وبحلول الوقت الذي لاقوا فيه جيوش الأعداء فعلًا، كانوا أمواتًا، حيث لم ينجُ منهم أحد.
٤. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ… بَارَكُوا ٱلرَّبَّ: اجتمعوا معًا ليهتفوا لله لأجل خلاصه. وكان ملائمًا أن يجتمعوا معًا ليشكروه ويباركوا اسمه، لأن الرب فرّحهم بأعدائهم.
٥. وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱللهِ عَلَى كُلِّ مَمَالِكِ ٱلْأَرَاضِي حِينَ سَمِعُوا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَارَبَ أَعْدَاءَ إِسْرَائِيلَ: كان الانتصار نفسه تحذيرًا للشعوب المجاورة. وقد أعطى هذا الملك يهوشافاط ومملكته راحة من كل جهة.
• نلاحظ أن هذا لم يصبح نموذجًا للحرب في يهوذا أو دعوة إلى الغزو بقيادة ’جيش لا يُقهر من التسبيح.‘ بل كان هذا استجابة مباشرة لكلمة معيّنة من الله. وسيكون العصيان خطية، لكن سيكون جعل هذه الحرب نموذجًا ثابتًا لجميع الحروب المستقبلية في يهوذا (لو فعلوا هذا) خطية.
• “ويظل مبدأ محاربة الله عن شعبه ومجد التسبيح الواثق قبل المعركة قائمًا. وستختلف الطريقة التي يريد الله من شعبه أن يشاركوا في المعركة من ظرف إلى آخر، حسب قيادة الروح القدس في وضعهم.
• وأهم من ذلك كله هو أنه يمكننا أن نسبّح الله ونحمده على أن يسوع المسيح خاض معركتنا من أجل خلاصنا، ومن أجل إنقاذنا من دينونة الله المستحَقة. ويجعلنا هذا أعظم من منتصرين في يسوع المسيح، لأنه يحارب معركتنا، ويهزم خصمنا، بينما نحن نشترك في الغنائم (رومية ٨: ٣٧).
و ) الآيات (٣١-٣٧): ختام حكم يهوشافاط.
٣١وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ عَلَى يَهُوذَا. كَانَ ابْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. ٣٢وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا وَلَمْ يَحِدْ عَنْهَا إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. ٣٣إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لَمْ يُعِدُّوا بَعْدُ قُلُوبَهُمْ لإِلهِ آبَائِهِمْ. ٣٤وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي الْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٣٥ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. ٣٦فَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ السُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. ٣٧وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلاً: «لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ». فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ السَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ.
١. وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا: كان آسا ملكًا صالحًا، وسار ابنه يهوشافاط في طريقه. إِذْ عَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ.
٢. إِلَّا أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ: لم يفعل يهوشافاط كل ما كان ينبغي له أن يفعله كملك. غير أن كاتب أخبار الأيام يخبرنا أن الخطأ لم يكن خطأ يهوشافاط، بل الشعب، لأنهم لم يوجهوا قلوبهم إلى إله آبائهم. لقد كان يهوشافاط مصلحًا، لكن الشعب لم يتم إصلاحه بشكل وافٍ.
• “لم يكن الخطأ خطأ يهوشافاط، بل خطأ الشعب الذين كانوا يعبدون الإله الحقيقي، إلا أنهم لم يقْصُروا عبادته على الهيكل. إذ اختاروا أن يعبدوا حسبما يلائمهم في المرتفعات، وحسبما اعتادوا أن يعبدوا قديمًا.” بوله (Poole)
٣. فَٱتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ: تخبرنا ١ ملوك ٢٢: ٤٨-٤٩ أن هذه الشراكة مع أخزيا، ملك إسرائيل، انتهت بكارثة عندما تحطمت السفن في عصيون جابر. وتخبرنا أيضًا أنه بعد التوبيخ من أليعزر بن دوداواهو، رفض الملك يهوشافاط عرضًا آخر لعقد تحالف مع أخزيا. إذ تعلَّم الدرس، ولم يُرِد أن يضيف خطأ إلى خطأ.
• “هنالك ترجمة تقول ’سفن تجارية‘ بدلًا من ’سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ،‘ لكن الترجمة العربية دقيقة للنص العبري. والفكرة هي أن هذه السفن كانت تنتمي إلى فئة السفن المخصصة للذهاب إلى ترشيش. وكانت وجهتها الفعلية هي أوفير (انظر التعليق على ٢ أخبار الأيام ٨: ١٨؛ ١ ملوك ٢٢: ٤٨).” باين (Payne)
٤. قَدِ ٱقْتَحَمَ ٱلرَّبُّ أَعْمَالَكَ: قد يبدو هذا عملًا قاسيًا من الله، لكنه كان في الواقع رحمة له. فقد منعه هذا من عقد تحالف شرير آخر. فقد كان الاستسلام لهذه التجربة قد أضرّ به من قبل.