أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٣٦
سقوط أورشليم
أولًا. آخر أربعة ملوك من ملوك يهوذا
أ ) الآيات (١-٤): حكم الملك يهوآحاز القصير.
١وَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ فِي أُورُشَلِيمَ. ٢كَانَ يُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ. ٣وَعَزَلَهُ مَلِكُ مِصْرَ فِي أُورُشَلِيمَ وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبِوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ. ٤وَمَلَّكَ مَلِكُ مِصْرَ أَلِيَاقِيمَ أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ. وَأَمَّا يُوآحَازُ أَخُوهُ فَأَخَذَهُ نَخُوُ وَأَتَى بِهِ إِلَى مِصْرَ.
١. وَأَخَذَ شَعْبُ ٱلْأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ: نُصِّب ابن يوشيا هذا ملكًا بإرادة الشعب. ويعني الاسم يَهُوآحَازَ ’الرب حازَ، أو امتلك، أو أمسك.‘ ومن المحتمل أنه كان اسمَ عرشٍ (أي اسمًا اتّخذه عندما صار ملكًا) لابن يوشيا هذا. ويبدو أن اسمه الحقيقي كان شلّوم (إرميا ٢٢: ١١؛ ١ أخبار الأيام ٣: ١٥).
• “توقفت الخلافة المنتظمة لعرش يهوذا مع يوشيا الذي ندبوه. فلم يكن يهوآحاز بكر يوشيا. إذ كان يوحانان ويهوياقيم أكبر منه (١ أخبار الأيام ٣: ١٥). وقد صار ملكًا بالاختيار الشعبي. فكان تفضيل الشعب، لا تعيين الله.” ناب (Knapp)
• “يبدو أنه بعد أن هزم نخو الملك يوشيا، واصل تقدُّمه إلى كركميش. وفي غضون ذلك، عندما مات يوشيا متأثرًا بجراحه، جعل الشعب ابنه ملكًا.” كلارك (Clarke)
• “أُغفِل اسم يهوآحاز بين أسماء أسلاف ربنا يسوع المسيح في متّى ١، ما يعني أن الله لم يعترف بيهوآحاز كسلف بالمعنى الحقيقي.” ناب (Knapp)
• تخبرنا ٢ ملوك ٢٣: ٣٢ أنه فعل الشر في عيني الرب. لقد كانت إصلاحات يوشيا رائعة، لكنها لم تكن نهضة طويلة الأمد. إذ لم يتبع ابنه يهوآحاز طرقه التقية.
٢. وَأَمَّا يُوآحَازُ أَخُوهُ فَأَخَذَهُ نَخْوُ وَأَتَى بِهِ إِلَى مِصْرَ: بعد هزيمة الملك يوشيا في المعركة، استطاع فرعون أن يهيمن على يهوذا ويجعلها مملكة تابعة له وعازلة أمام الإمبراطورية البابلية المتنامية. وفرض عليها جزية (غَرَّمَ الأَرْضَ)، ووضع عليها ملكًا دُمية، أخا يهوآحاز، أَلِيَاقِيمَ الذي غيّر فرعون اسمه إلى يَهُويَاقِيم.
ب) الآيات (٥-٨): حكم يهوياقيم وسبْيه.
٥كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ. ٦عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ، ٧وَأَتَى نَبُوخَذْنَاصَّرُ بِبَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهَا فِي هَيْكَلِهِ فِي بَابِلَ. ٨وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُويَاقِيمَ وَرَجَاسَاتُهُ الَّتِي عَمِلَ وَمَا وُجِدَ فِيهِ هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.
١. كَانَ يَهُويَاقِيمُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ: لم يكن يهوياقيم إلا ملكًا دُمْية يرأس مملكة تابعة خاضعة للمصريين. وفرض ضرائب باهظة على الشعب، ودفع الأموال لمصر كما هو مطلوب منه (٢ ملوك ٢٣: ٣٥).
• “جعله نخو نائبًا له، لمجرد رفع الضرائب وجمعها.” كلارك (Clarke)
• “وفي الوقت نفسه، كان يهوياقيم يهدر الموارد على بناء قصر له بالسخرة (إرميا ٢٢: ١٣-١٩).” وايزمان (Wiseman)
٢. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلَهِهِ: لم يتبع يهوياقيم، شأنه شأن أخيه يهوآحاز، مثال أبيه التقي، يوشيا.
• تصف إرميا ٣٦: ٢٢-٢٤ مدى فجور يهوياقيم الكبير، كيف أنه أحرق مخطوطة من كلمة الله. واستجابة لذلك، تلقّى إرميا هذه الرسالة من الله: وَقُلْ لِيَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتَ قَدْ أَحْرَقْتَ ذلِكَ الدَّرْجَ قَائِلًا: لِمَاذَا كَتَبْتَ فِيهِ قَائِلًا: مَجِيئًا يَجِيءُ مَلِكُ بَابِلَ وَيُهْلِكُ هذِهِ الأَرْضَ، وَيُلاَشِي مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ؟ لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلًا. (إرميا ٣٦: ٢٩-٣٠).
• “أضاف إلى جميع شروره السابقة شرًّا آخر، حيث قتل النبي أوريا (إرميا ٢٦: ٢٠، ٢٣).” تراب (Trapp)
٣. صَعِدَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ: كان نبوخذنصر، الإمبراطور البابلي، مهتمًّا بيهوذا بسبب موقعها الإستراتيجي في صلتها بالإمبراطوريتين مصر وأشور. ولهذ، كان من المهم له أن يغزوها ويجعلها مملكة تابعة له وموالية لبابل بشكل آمن.
• هجم نبوخذنصّر على أورشليم لأن فرعون مصر غزا بابل. وردًّا على ذلك، قام الأمير نبوخذنصّر بهزيمة المصريين في كركميش، ثم لاحق فلول جيشهم حتى سيناء. وفي طريقه إلى هناك (أو في طريق العودة)، أخضع أورشليم التي كانت موالية لفرعون مصر.
• حدث هذا في ٦٠٥ ق. م. وكانت هذه هي المواجهة الأولى (لكن ليست الأخيرة) بين نبوخذنصّر ويهوياقيم. إذ سيكون هنالك غزوان آخران لاحقان (٥٩٧ و ٥٨٧ ق. م.)
• توثِّق السجلّات البابلية هذا الهجوم. وهي مجموعة من الألواح التي اكتُشفت في عام ١٨٨٧، وهي محفوظة في المتحف البريطاني. ووجود نبوخذنصّر في يهوذا في عام ٦٠٥ موثّق وموضّح فيها. وعندما نُشرت السجلات البابلية أخيرًا في عام ١٩٥٦، قدّمت لنا معلومات سياسية وعسكرية مفصّلة من الدرجة الأولى عن السنوات العشر الأولى من حكم نبوخذنصّر. وقد أَعَدَّ ل. و. كينج (L.W. King) هذه الألواح في ١٩١٩، ثم مات. فأُهملتْ لمدة أربعة عقود.
• “كما توثّق الحفريات انتصار نبوخذنصّر على المصريين في كركميش في أيار أو حزيران من عام ٦٠٥ ق. م. وقد عثر علماء الآثار على أدلة على المعركة، وكميات هائلة من رؤوس السهام، وطبقات من الرماد، ودرع لمرتزق حارب إلى جانب المصريين.
• “قوطعتْ حملة نبوخذنصّر هذه فجأة عندما سمع بموت أبيه. فأسرع عائدًا لتأمين خلافته على العرش. فقطع ٥٠٠ ميل في أسبوعين. فكانت هذه سرعة لافتة للنظر في ذلك الزمن. ولم يكن لدى نبوخذنصر الوقت إلا لأخذ عدد قليل من الأسرى المختارين (مثل دانيال)، وبعض الكنوز، ووعدٍ بالخضوع من يهوياقيم.
٤. وَقَيَّدَهُ بِسَلَاسِلِ نُحَاسٍ: تخبرنا ٢ أخبار الأيام ٢٤: ١-٧ أن هذا حدث لأن يهوياقيم تمرد على نبوخذنصّر. ولم يبارك الله هذا التمرد، لأنه رغم أن يهوياقيم كان وطنيًّا بالنسبة ليهوذا، إلا أنه لم يكن رجلًا يخضع لله. فكانت هذه الذنوب من بين الأشياء التي وُجِدت ضده (وَمَا وُجِدَ فِيهِ).
• تخبرنا ٢ أخبار الأيام ٣٦: ٦ أن نبوخذنصّر نوى أن يأخذ يهوياقيم إلى بابل مقيدًا بسلاسل نحاسية. غير أن إرميا ٢٢: ١٩ تخبرنا أنه سيُدفن بشكل مخزٍ خارج أورشليم.
• “لا تشير الصياغة الختامية إلى دفن يهوياقيم الذي مات في كانون الثاني من عام ٥٨٩ قبل الاستيلاء الأول من نبوخذنصّر على أورشليم. وتوحي ٢ أخبار الثاني بأنه أُخذ إلى بابل. لكن إرميا ٢٢: ١٩ تروي لنا كيف أُلقي به خارج أورشليم من دون ندب، ربما من قبل مجموعة مؤيدة للبابليين دفنته دفنًا غير رسمي، كما يفعلون مع ’حمار.‘” وايزمان (Wiseman)
• “تقول ٢ أخبار الأيام ٣٦: ٦ إن نبوخذنصّر ’قَيَّدَهُ بِسَلَاسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ،‘ لكنها لا تقول إنه أخذه إلى هناك. فربما أُطلق سراحه بعد أن قطع وعدًا بالخضوع إلى غازيه.” ناب (Knapp)
ج) الآيات (٩-١٠): حكم يهوياكين واستدعاؤه إلى بابل.
٩كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. ١٠وَعِنْدَ رُجُوعِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْنَاصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ الثَّمِينَةِ، وَمَلَّكَ صِدْقِيَّا أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ.
١. كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ: تخبرنا ٢ ملوك ٢٤: ٨ أن يهوياكين كان في الثامنة عشرة من عمره عندما ملَك. ويرجح أن الاختلاف بين هاتين الروايتين يعود إلى خطأ الناسخ في أخبار الأيام.
• “تخبرنا ٢ أخبار الأيام ٣٦: ٩ أنه كان ابن ثماني سنوات عندما ملك. لكن بعض المخطوطات العبرية والسريانية والعربية تقول إنه كان في الثامنة عشرة. ولا بد أن هذا كان خطأ في النسخ.” ناب (Knapp)
• “يرجح أن اسم يهوياكين اسم عرش لياكونيا الذي اختُصر إلى كونيا.” وايزمان (Wiseman)
٢. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ: استمر في نفس تقليد ملوك يهوذا الأشرار.
• “قال إرميا عن يهوياقيم (أبي يهوياكين): ’لَا يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ‘ (إرميا ٣٦: ٣٠). وتعني كلمة ’جالس‘ هنا ’من يجلس بثبات، أو يسكن.‘ ومن المؤكد أن هذا انطبق على حكم يهوياكين القصير لثلاثة أشهر. وكان صدقيا أخا يهوياقيم، لا ابنه.” ناب (Knapp)
• “نحن نتعلم من إرميا ٢٢: ٢٤ أنه كان آثمًا مُهينًا لله بشكل جسيم. ويمكن للقارئ أن يعود إلى ذلك النص. ففي عقاب الرجل، انظر جرائمه.” كلارك (Clarke)
٣. أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ: قاد ملك يهوذا السابق (يهوياقيم) تمردًا على نبوخذنصّر. فجاء ملك بابل على رأس جيشه ضد أورشليم. وأمل يهوياكين أن يسترضيه بخضوعه، وعائلته، وقادته للملك البابلي. وسمح الله بأن يؤخذ يهوياكين أسيرًا مقيّدًا إلى بابل.
• “تشهد لوجوده في بابل بين ٥٩٢ – ٥٦٩ ألواح تذكر أنه كان يُخَصص له ولعائلته وأبنائه الخمسة زيت وشعير، مع تسميته ’يوكين، ملك يهوذا.‘” وايزمان (Wiseman)
٤. مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلثَّمِينَةِ: في هذا الهجوم الثاني على أورشليم، أخذ نبوخذنصّر ما تبقّى من الأشياء الثمينة في الهيكل والقصور الملكية في أورشليم.
• “لم يحدث سقوط أورشليم في معركة كارثية واحدة، بل على مراحل.” ديلداي (Dilday)
إخضاع نبوخذنصّر الأوليّ للمدينة في حوالي ٦٠٥ ق. م.
تدمير عصابات نبوخذنصّر المتجوّلة السلّابة من ٦٠١-٥٩٨ ق. م.
حصار أورشليم وسقوطها بقيادة نبوخذنصّر في ١٦ آذار ٥٩٧ ق. م.
عودة نبوخذنصّر لتدمير أورشليم بشكل كامل وإخلاء المدينة من السكان في صيف ٥٨٦ ق. م.
د) الآيات (١١-١٤): حكم صدقيا وتمرده على بابل.
١١كَانَ صِدْقِيَّا ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. ١٢وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ إِرْمِيَا النَّبِيِّ مِنْ فَمِ الرَّبِّ. ١٣وَتَمَرَّدَ أَيْضًا عَلَى الْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ الَّذِي حَلَّفَهُ بِاللهِ، وَصَلَّبَ عُنُقَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، ١٤حَتَّى إِنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ، وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.
١. كَانَ صِدْقِيَّا ٱبْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ: بما أن نبوخذنصّر أذلّ يهوذا تمامًا، وضع عليها ملكًا اعتقد أنه سيخضع لبابل، فاختار عم يهوياكين، والذي كان أخا يهوياقيم أيضًا.
• “ورث هذا الملك (٥٩٧-٥٨٧ ق. م.) بلدًا مختزلًا جدًّا، لأن النقب ضاعت من يهوذا (إرميا ١٣: ١٨-١٩)، وضعفت البلاد بفقدان أفرادها ذوي الخبرة. وكان هنالك عنصر مؤيد لمصر وأنبياء كذبة بين الناجين (إرميا ٢٨-٢٩؛ ٣٨: ٥).” وايزمان (Wiseman)
• تخبرنا ٢ ملوك ٢٤: ١٧ أن اسم صِدْقِيَّا كان في الأصل متّنيا. ويعني الاسم صِدْقِيَّا ’الرب بار.‘ وسرعان ما ستشهد يهوذا دينونة الله البارة.
٢. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلَهِهِ: ظهر شرّه على نحو خاص في أنه ’لَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ إِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ.‘ فبدلًا من أن يستمع إليه أو إلى رسل الله الآخرين، سخر منهم وتجاهل الرسالة.
• “تجاهل صدقيا أولًا رسائل إرميا (إرميا ٣٤: ١-١٠). وقد جاء هذا في الوقت الذي وجّه فيه استفساراته إلى هذا النبي (إرميا ٢١). وأخيرًا توسّل إليه من أجل العون (إرميا ٣٧). لكنه لم يخضع في أية مرحلة لشروط الرب التي ذكرها إرميا.” باين (Payne)
٣. تَمَرَّدَ أَيْضًا عَلَى ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ: يخبرنا إرميا أنه كان هنالك في تلك الأيام أنبياء كذبة وعظوا برسالة انتصار لصدقيا. فصدّقهم بدلًا من أن يصدّق إرميا أو أنبياء الله الأتقياء الآخرين، ولهذا تَمَرَّدَ أَيْضًا عَلَى ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ.
• على سبيل المثال، تخبرنا إرميا ٣٢: ١-٥ أن إرميا أخبر صدقيا بوضوح أنه لن ينجح في تمرده على بابل. فألقى الملك القبض عليه وسجنه بسبب ذلك. لكن النبي بقي على أمانته للرسالة التي ائتمنه الرب عليها.
• “من خلال أعمال الخيانة تجاه سيده الإمبراطور، أطلق صدقيا بطريقة غير حكيمة تمردًا جلب انتقام البابليين على يهوذا وأورشليم، وبالتالي دُمِّرت الدولة والمدينة معًا.” باين (Payne)
٤. إِنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشَّعْبِ أَكْثَرُوا ٱلْخِيَانَةَ: كان آخر ملوك يهوذا جميعًا أشرارًا مستحقين الدينونة. لكنهم لم يكونوا وحدهم في خطيّتهم ورفْضهم لله. فجَمِيعَ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشَّعْبِ أيضًا أَكْثَرُوا ٱلْخِيَانَةَ، دافعين الله ونبوخذنصّر إلى نفاد الصبر.
ثانيًا. سقوط أورشليم والسبي البابلي
أ ) الآيات (١٥-١٦): رفْض الرسالة والرسل.
١٥فَأَرْسَلَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ مُبَكِّرًا وَمُرْسِلاً لأَنَّهُ شَفِقَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ، ١٦فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ اللهِ، وَرَذَلُوا كَلاَمَهُ وَتَهَاوَنُوا بِأَنْبِيَائِهِ حَتَّى ثَارَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ.
١. فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ إِلَهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ (تحذيرات): أرسل الله في عظمة رحمته إلى شعبه تحذيرات كثيرة، لكنها قوبلت بالرفض. وتتجلى عظمة رأفته تجاههم في تعبير: مُبَكِّرًا وَمُرْسِلًا.
• “يا لها من عبارة مؤثرة ونابضة بالحياة! إذْ تاق الله كثيرًا إلى هذه المدينة الآثمة المتمردة، وكأنه رجل قضى ليلة أرِقَة على صديقه أو ابنه، ثم نهض مع الفجر ليرسل خادمه حاملًا رسالة استفسار أو حب. فما أعظم تلهُّف الله إلى خلاص البشر!” ماير (Meyer)
٢. يَهْزَأُونَ… وَرَذَلُوا… وَتَهَاوَنُوا: ختم هذا الرفض الثلاثي لله ورسله مصير يهوذا. فقد رفضت الرسالة حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ، ولم يعد هنالك ما يردع دينونة الله.
• هنالك ثلاث شكاوى محددة. كانوا غير أمناء. وقاموا بتدنيس الهيكل. وسخروا بالإنبياء. وقد تكررت هذه الأفكار الرئيسية على مدى أخبار الأيام. ويبدو أنها تشكل ملخّصًا لهذا السفر.” سيلمان (Selman)
• حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ: “لأن الشعب رفضوا أن يتوبوا، وما كان الله ليغفر لهم.” بوله (Poole)
• “تضع خطايا البشر صواعق بين يدي الله.” تراب (Trapp)
• “أُرجِئت الكارثة التي تم التهديد بها منذ زمن آحاز (٢ أخبار الأيام ٢٨: ٩، ١٣، ٢٥؛ ٢٩: ٨، ١٠؛ ٣٠: ٨) بسبب إيمان بعض القادة الأفراد وتوبتهم (انظر ٢ أخبار الأيام ٢٩: ١٠؛ ٣٠: ٨-٩؛ ٣٢: ٢٥-٢٦؛ ٣٣: ٦؛٣٤: ٢١، ٢٥). والآن، لَمْ يَعُدْ شِفَاءٌ. وهذه عبارة تقشعر لها الأبدان، لأنه لا علاج للمشكلة. ويوحي هذا بإلغاء وعد الله بشفاء أرضه، وبالتالي ستكون الصلاة عديمة الفائدة تمامًا.” سيلمان (Selman)
ب) الآيات (١٧-١٩): أورشليم تُنهب وتُسَلَّم للدمار.
١٧فَأَصْعَدَ عَلَيْهِمْ مَلِكَ الْكِلْدَانِيِّينَ فَقَتَلَ مُخْتَارِيهِمْ بِالسَّيْفِ فِي بَيْتِ مَقْدِسِهِمْ. وَلَمْ يَشْفِقْ عَلَى فَتًى أَوْ عَذْرَاءَ، وَلاَ عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ، بَلْ دَفَعَ الْجَمِيعَ لِيَدِهِ. ١٨وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ اللهِ الْكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ وَخَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنِ الْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ أَتَى بِهَا جَمِيعًا إِلَى بَابِلَ. ١٩وَأَحْرَقُوا بَيْتَ اللهِ، وَهَدَمُوا سُورَ أُورُشَلِيمَ وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ قُصُورِهَا بِالنَّارِ، وَأَهْلَكُوا جَمِيعَ آنِيَتِهَا الثَّمِينَةِ.
١. أَصْعَدَ عَلَيْهِمْ مَلِكَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ: بعد أن رفضوا الرسالة ورسل رأفته (٢ أخبار الثاني ٣٦: ١٥)، أسلم الله يهوذا إلى قائد وشعب لَمْ يَشْفِقْ على شعبه.
• “وتأتي النهاية بسرعة لافتة للنظر، مثل طائر جارح ينقضّ فجأة بعد أن دار بشكل متكرر فوق ضحيته… وبالتالي فإن الانهيار النهائي تحت حكم صدقيا كان مجرد مرحلة أخيرة في عملية كانت حتمية طوال الوقت.” سيلمان (Selman)
٢. دَفَعَ ٱلْجَمِيعَ لِيَدِهِ. وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ ٱللهِ… جَمِيعَ قُصُورِهَا… جَمِيعَ آنِيَتِهَا ٱلثَّمِينَةِ: ينصبّ التوكيد هنا على طبيعة الدمار التام الذي جلبه البابليون على أورشليم وأهلها. فلم ينجُ شيء، لأن كل شيء دُمِّر.
• “الانطباع العام هو تدمير غير متقطّع. إذ يستخدم النص كلمة ’جميع‘ خمس مرات في الآيات ١٧-١٩، ما يثبّت، مع ’فَتًى أَوْ عَذْرَاءَ، وَلَا عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ… ٱلْكَبِيرَةِ وَٱلصَّغِيرَةِ وَخَزَائِنِ،‘ وأخيرًا ’أَهْلكُوا،‘ أنه لم تكن مهلة أو مفر.” سيلمان (Selman)
٣. وَأَحْرَقُوا بَيْتَ ٱللهِ: كانت هذه نهاية هيكل سليمان العظيم. إذ تحوّل ذلك الهيكل إلى خراب الآن. وسيبقى كذلك لسنوات طويلة إلى أن يعاد بناؤه في شكل متواضع على أيدي المسبيين العائدين في أيام عزرا.
• “يعلن التلمود أنه عندما دخل البابليون الهيكل، أقاموا هنالك وليمة مدة يومين لتدنيسه. وبعد ذلك، في اليوم الثالث، أشعلوا النار فيه. ويضيف التلموذ أن النار اشتعلت طوال ذلك اليوم واليوم الذي تلاه.” ديلداي (Dilday)
• “هكذا دُمِّر الهيكل في السنة الحادية عشرة لصدقيا، والتاسعة عشرة من حكم نبوخذنصر، وفي الأول من الأولمبياد الثامن والأربعين، وفي السنة المئة والستين الحالية من حقبة نبونصّر، وبعد أربع مئة وأربع وعشرين سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام من الوقت الذي وضع فيه سليمان حجر الأساس.” كلارك (Clarke)
٤. وَهَدَمُوا سُورَ أُورُشَلِيمَ: والآن هُدمت أسوار أورشليم التي مثّلت أمانها المادي. فلم تعد المدينة مكانًا للأمان والطمأنينة. وستبقى الأسوار هكذا إلى أن يعيد المسبيون العائدون بناءها في أيام نحميا.
• “وهكذا ينتهي تاريخ شعب متقلب للغاية، وجَحود للغاية، وربما بشكل عام أكثر شعبٍ إثمًا عاش على هذه الأرض. لكن يا له من عرضٍ يقدّمه هذا عن قوة الرب، وأمانته، ورحمته، وطول أناته. فلم يكن هنالك شعب مثل هذا الشعب، ولا إله مثل إلههم.” كلارك (Clarke)
• “وفي النهاية، جاء السبي، لا لأن إسرائيل أخطأت، بل لأنها رفضت المصالحة.” سيلمان (Selman)
ج) الآيات (٢٠-٢١): السبعون عامًا من السبي البابلي.
٢٠وَسَبَى الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّيْفِ إِلَى بَابِلَ، فَكَانُوا لَهُ وَلِبَنِيهِ عَبِيدًا إِلَى أَنْ مَلَكَتْ مَمْلَكَةُ فَارِسَ، ٢١لإِكْمَالِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً.
١. وَسَبَى ٱلَّذِينَ بَقُوا مِنَ ٱلسَّيْفِ إِلَى بَابِلَ: كانت هذه هي الموجة الثالثة من السبي، حيث أُخذ من تَبَقّى من الشعب باستثناء مساكين الأرض.
• “لم يبقَ من رجال أورشليم البارزين إلا إرميا وجدليا (٢ ملوك ٢٥: ٢٢؛ انظر إرميا ٣٩: ١١-١٤). ولا شك أن موقف إرميا من المسألة البابلية كان معروفًا تمامًا.” ديلداي (Dilday)
٢. فَكَانُوا لَهُ وَلِبَنِيهِ عَبِيدًا: كان أسر دانيال ورفاقه جزءًا من تحقيق هذه النبوة. إذ كان دانيال من نسل الملك الذين أُخِذوا إلى قصر ملك بابل (دانيال ١: ١-٤).
• “جاء المسبيون إلى بابل حيث صاروا عبيدًا. لكن بعد فترة أوليّة من الإحباط (مزمور ١٣٧) والخدمة القمعية (انظر إشعياء ١٤: ٢-٣)، نال بعض اليهود على الأقل حظوة ومكانة في بابل (٢ ملوك ٢٥: ٢٧-٣٠؛ دانيال ١: ١٩؛ ٢: ٤٩؛ ٦: ٣).” باين (Payne)
٣. إِلَى أَنْ مَلَكَتْ مَمْلَكَةُ فَارِسَ: غزا الفُرس (مع الماديين) بابل في ٥٣٩ ق. م. ولم يُسمح لليهود بالرجوع إلى موطنهم الأصلي إلا بعد وصول الفرس إلى القوة.
• يقول المؤرخ القديم هيرودوتوس إنه بينما كان ملك بابل بيلشاصر يقيم حفلة طائشة، قام كورش بغزو المدينة بتحويل مجرى الفرات إلى مستنقع قريب، فانخفض منسوب النهر لتتمكن قواته من السير عبر الماء وتحت بوابات النهر. لكن ما كان لهم أن يتمكنوا من الدخول لولا أن البوابات النحاسية للأسوار الداخلية تُركت غير مقفلة لسبب غير مفهوم. لقد فتح الله أبواب مدينة بابل أمام كورش، ودوّن هذا قبل مئتي سنة من حدوث ذلك.
٤. لِإِكْمَالِ كَلَامِ ٱلرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى ٱسْتَوْفَتِ ٱلْأَرْضُ سُبُوتَهَا: سبق أن أمر الله إسرائيل بأن تحفظ السبت من أجل الأرض، سامحًا للأرض بأن ترتاح كل سبع سنوات (خروج ٢٣: ١٠-١١). وقد حرم شعب يهوذا الأرض من سبوتها على مدى ٤٩٠ سنة، ما يعني أنهم كانوا مدينين للأرض بسبعين سبتًا. ولإتمام السبعين سبتًا (سنة)، استرد الله هذه السنوات من خلال السبي.
• كان هذا وعدًا من الله لإسرائيل قبل مئات من السنين إذا عصت: حِينَئِذٍ تَسْتَوْفِي ٱلْأَرْضُ سُبُوتَهَا كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَسْبِتُ ٱلْأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا. كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا تَسْبِتُ مَا لَمْ تَسْبِتْهُ مِنْ سُبُوتِكُمْ فِي سَكَنِكُمْ عَلَيْهَا. (لاويين ٢٦: ٣٤-٣٥).
• تحدَّث إرميا عن سبعين سنة من السبي في موضعين هما إرميا ٢٥: ١١-١٣ وإرميا ٢٩: ١٠.
د ) الآيات (٢٢-٢٣): كورش يسمح للشعب اليهودي بالعودة إلى أورشليم.
٢٢وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لأَجْلِ تَكْمِيلِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَكَذَا بِالْكِتَابَةِ قَائِلاً: ٢٣«هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَ السَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ، الرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ».
١. وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ: أعطى الله الملك الفارسي إحساسًا بالإلحاح في هذا الأمر. وأُعطيت الراحة من السبي في السنة الأولى من مُلكه عندما نَبَّهَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ.
• أصدر كورش مرسومًا بموجبه أعطى عزرا المسبيين من بابل الحق في العودة إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل في عام ٥٣٨ ق. م. (عزرا ١: ١-٤؛ ٥: ١٣-١٧).
• “ثبّتت الآثار بشكل واضح سياسة كورش في التعاون مع الأديان المحلية وتشجيع المسبيين على العودة إلى بلادهم من خلال نقوش للملك نفسه (انظر على وجه الخصوص ’أسطوانة كورش‘ الشهيرة.” باين (Payne)
٢. إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَ ٱلسَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْأَرْضِ: ربما يتصل هذا الإقرار اللافت للنظر بيد الله على حياته بالنبوّات المذهلة المتعلقة بكورش في إشعياء ٤٤: ٢٨-٤٥: ٤.
٣. أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ: لم يأمر كورش بإعادة المسبيين فحسب، بل بإعادة بناء الهيكل أيضًا.
• “تشكل عبارة ’أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا‘ صدى متعمدًا للوعد الداودي (انظر ١ أخبار الأيام ١٧: ١١-١٢؛ ٢٢: ١٠؛ ٢٨: ٦؛ ٢ أخبار الأيام ٦: ٩-١٠). وبطبيعة الحال، فإن كورش لا يفكر إلا في البيت (الهيكل) في أورشليم، لكن هذه العبارة مرتبطة في ذهن كاتب أخبار الأيام ببيت داود، السلالة الحاكمة بناءً على العهد الداودي، إضافة إلى الهيكل.” سيلمان (Selman)
٤. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ، ٱلرَّبُّ إِلَهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ: يختم سفرا الأخبار الأيام الأول والثاني بهذا التشجيع على العودة وإعادة بناء أورشليم. إذ كان هذا تشجيعًا ضروريًّا ومفيدًا للقرّاء الأوائل لهذين السفرين، ما أتاح لهم رؤية ارتباطهم بخطة الله الأوسع للعصور.
• من المؤسف أن نسبة صغيرة فقط قررت العودة من السبي، لكن الذين عادوا احتاجوا إلى تشجيع ليعرفوا أنهم يقدّمون مساهمة قيمة في عمل الله.
• “إن أخبار الأيام، برسالته المركزية المتمثلة في الأحكام الأخلاقية الصارمة، على عكس سفر الملوك، موجود أساسًا كسفر رجاء قائم على نعمة ربنا المتسيّد، حيث يبيّن أن التاريخ عملية وليس تفككًا. إنه عملية غربلة، واختيار، وتطور.” باين (Payne)
• “ولهذا، وفي النهاية، تشكل النهاية نفسها بداية جديدة أيضًا. إذ تستمر وعود الله عبر ذلك الجيل وفي المستقبل.” سيلمان (Selman)