أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٢٩
حزقيا وتطهير الهيكل
أولًا. تطهير الهيكل
أ ) الآيات (١-٢): التقييم العام لحكمه.
١مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. ٢وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ.
١. مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً: اعتلى حزقيا عرش يهوذا في نهاية مملكة إسرائيل الشمالية. وبعد ثلاث سنوات من حكمه، فرضت الجيوش الأشورية حصارًا على السامرة. وبعد ثلاث سنوات، قُهرت إسرائيل.
• كان مصير المملكة الشمالية المحزن درسًا ثمينًا لحزقيّا. فقد رأى بنفسه ما حدث عندما رفض شعب الله إلههم وكلمته، وعبدوا آلهة أخرى.
٢. وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ: كان حزقيا من أفضل ملوك يهوذا، فكان حكمه بالتالي طويلًا ومبارَكًا في الغالب. ولا شك أن أمه، أبيّة، شكّلت تأثيرًا تقيًّا مهمًّا في حياته.
• “يرجح أن أمه أبيّة هي الشخص الذي أشار إليه النبي إشعياء كشاهدة أمينة (إشعياء ٨: ٢). وقد تفسر الصداقة المحتملة بين والدة حزقيا والنبي، إضافة إلى كونه تحت تأثير خدمة إشعياء، أعماله عند تولّيه الحكم.” مورجان (Morgan)
٣. وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ: كان حزقيّا من أكثر المصلحين غيرة في يهوذا، حتى أنه منع العبادة في المرتفعات (٢ ملوك ١٨: ٤). فقد سبق أن أقيمت هنالك مذابح شعبية للذبائح كما كان يشتهي العابد، لكن ليس وفقًا لتوجيهات الرب.
• “لم تكن هذه الممارسة ترضي الله على الإطلاق. لكن لم يجد أيٌّ من الملوك الصالحين الآخرين الجرأة على منعها. ففعل حزقيا ذلك.” ديلداي (Dilday)
• تقدّم ٢ ملوك ١٨: ٥-٦ هذه العبارة حول حزقيا: “عَلَى ٱلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ ٱتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلَا فِي ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. وَٱلْتَصَقَ بِٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ، بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى.”
ب) الآيات (٣-١١): حزقيا يحث على تطهير الهيكل واسترداده.
٣هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا. ٤وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى السَّاحَةِ الشَّرْقِيَّةِ، ٥وَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا لِي أَيُّهَا اللاَّوِيُّونَ، تَقَدَّسُوا الآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ، وَأَخْرِجُوا النَّجَاسَةَ مِنَ الْقُدْسِ، ٦لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفًا، ٧وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ الرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا السُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي الْقُدْسِ لإِلهِ إِسْرَائِيلَ. ٨فَكَانَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَالدَّهْشِ وَالصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ. ٩وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِالسَّيْفِ، وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي السَّبْيِ لأَجْلِ هذَا. ١٠فَالآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. ١١يَا بَنِيَّ، لاَ تَضِلُّوا الآنَ لأَنَّ الرَّبَّ اخْتَارَكُمْ لِكَيْ تَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدِمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ».
١. تَقَدَّسُوا ٱلْآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ إِلَهِ آبَائِكُمْ، وَأَخْرِجُوا ٱلنَّجَاسَةَ مِنَ ٱلْقُدْسِ: من المؤسف جدًّا أن حالة الكهنة واللاويين كانت سيئة جدًّا حتى أنهم بدوا عاجزين عن إصلاح أنفسهم من دون هذا الحث والدفع من الملك حزقيا.
٢. وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفًا: لقد فشلوا لأنهم أداروا ظهورهم للرب بدلًا من وجوههم. وربما يقول المرء إنه في كل فرصة للقاء الله، لدينا دائمًا الخيار أن نعطي وجوهنا للرب أو أن ندير له القفا.
• يرى بوله (Poole) أن فكرة إدارة القفا لله يمكن أن تُفهم بشكل حرفي أيضًا. فحسب ٢ ملوك ١٦، في أيام آحاز، تم نقل المذبح وإقامة بديل له إلى الشرق على طريقة المذابح الوثنية بدلًا من الغرب كما أمر الرب. فكانت الفكرة أنه تحت هذه البدعة الخطيرة، كان على المرء أن يدير ظهره حرفيًّا إلى الهيكل وتابوت العهد ليقف أمام المذبح.
٣. وَأَغْلَقُوا أَيْضًا أَبْوَابَ ٱلرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا ٱلسُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُورًا وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً: حدث هذا في زمن آحاز، أبي حزقيا (٢ أخبار الأيام ٢٨: ٢٤). وعرف حزقيا أن الوقت حان لإعادة فتح الهيكل، وتطهيره، وبدء العمل على النحو المنشود.
٤. فَكَانَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ: أدرك حزقيا بشكل مذهل أن المصائب التي حلّت بيهوذا إنما جاءت بسبب عصيانهم. ويتطلب الأمر شخصًا حكيمًا وتقيًّا ليقرّ بهذا ويتصرف بشكل ملائم.
• “لم يحاول حزقيا أن يلوم الله على المصائب التي حلّت بالأمّة.” مورجان (Morgan)
٥. يَا بَنِيَّ، لَا تَضِلُّوا ٱلْآنَ لِأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱخْتَارَكُمْ لِكَيْ تَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدِمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ: ارتكزت دعوة حزقيا للكهنة واللاويين على الإحساس بالدعوة (لِأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱخْتَارَكُمْ). وكانت العودة إلى التركيز على دعوتهم وقصدهم المركزي (خدمة الله وإكرامه) أمرًا ضروريًّا. ويبيّن هذا الحث أنهم فقدوا هذا التركيز.
• ضرب حزقيا في نفسه المثل في هذه الخدمة المخصصة للرب، حتى أنه حطّم قطعة أثرية مهمة تعود إلى زمن الخروج، وهي الحية النحاسية المعروفة باسم (Nehushtan) (النحاسية) عندما صارت وثنًا (٢ ملوك ١٨: ٤).
ج) الآيات (١٢-١٩): تطهير الهيكل.
١٢فَقَامَ اللاَّوِيُّونَ: مَحَثُ بْنُ عَمَاسَايَ وَيُوئِيلُ بْنُ عَزَرْيَا مِنْ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ، وَمِنْ بَنِي مَرَارِي: قَيْسُ بْنُ عَبْدِي وَعَزَرْيَا بْنُ يَهْلَلْئِيلَ، وَمِنَ الْجَرْشُونِيِّينَ: يُوآخُ بْنُ زِمَّةَ وَعِيدَنُ بْنُ يُوآخَ، ١٣وَمِنْ بَنِي أَلِيصَافَانَ: شِمْرِي وَيَعِيئِيلُ، وَمِنْ بَنِي آسَافَ: زَكَرِيَّا وَمَتَّنْيَا، ١٤وَمِنْ بَنِي هَيْمَانَ: يَحِيئِيلُ وَشِمْعِي، وَمِنْ بَنِي يَدُوثُونَ: شِمْعِيَا وَعُزِّيئِيلُ. ١٥وَجَمَعُوا إِخْوَتَهُمْ وَتَقَدَّسُوا وَأَتَوْا حَسَبَ أَمْرِ الْمَلِكِ بِكَلاَمِ الرَّبِّ لِيُطَهِّرُوا بَيْتَ الرَّبِّ. ١٦وَدَخَلَ الْكَهَنَةُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِ الرَّبِّ لِيُطَهِّرُوهُ، وَأَخْرَجُوا كُلَّ النَّجَاسَةِ الَّتِي وَجَدُوهَا فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ إِلَى دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ، وَتَنَاوَلَهَا اللاَّوِيُّونَ لِيُخْرِجُوهَا إِلَى الْخَارِجِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. ١٧وَشَرَعُوا فِي التَّقْدِيسِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ الأَوَّلِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنَ الشَّهْرِ انْتَهَوْا إِلَى رِوَاقِ الرَّبِّ وَقَدَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَفِي الْيَوْمِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ انْتَهَوْا. ١٨وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِل إِلَى حَزَقِيَّا الْمَلِكِ وَقَالُوا: «قَدْ طَهَّرْنَا كُلَّ بَيْتِ الرَّبِّ وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ وَمَائِدَةَ خُبْزِ الْوُجُوهِ وَكُلَّ آنِيَتِهَا. ١٩وَجَمِيعُ الآنِيَةِ الَّتِي طَرَحَهَا الْمَلِكُ آحَازُ فِي مُلْكِهِ بِخِيَانَتِهِ، قَدْ هَيَّأْنَاهَا وَقَدَّسْنَاهَا، وَهَا هِيَ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ».
١. فَقَامَ ٱللَّاوِيُّونَ: كان هؤلاء رجالًا متواطئين في إهمال الهيكل وإيصاله إلى حالة مزرية. غير أن كاتب أخبار الأيام لاحظ بحق هؤلاء الأشخاص بالاسم، لأنه عندما حثهم الملك على فعل الصواب في تطهير الهيكل وترميمه، فعلوا ذلك.
٢. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلْأَوَّلِ ٱنْتَهَوْا: يشير هذا إلى المدى المذهل للضرر الذي سبق أن أُلحق بالهيكل، حيث استغرق الأمر ١٦ يومًا لمجرد التخلص من القمامة التي تراكمت في الهيكل، بما في ذلك الجزء الداخلي من بيت الرب.
٣. وَجَمِيعُ ٱلْآنِيَةِ ٱلَّتِي طَرَحَهَا ٱلْمَلِكُ آحَازُ … قَدْ هَيَّأْنَاهَا وَقَدَّسْنَاهَا وَهَا هِيَ أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ: بعد الخطوة الأولى لإزالة المشكلة، صار بإمكانهم الآن إعادة ما تمت إزالته في عهد آحاز (٢ أخبار الأيام ٢٨: ٢٤؛ ٢ ملوك ١٦: ١٧-١٨).
ثانيًا. استرداد العبادة في الهيكل
أ ) الآيات (٢٠-٢٧): إعادة تنظيم الذبائح والعبادة
٢٠وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَجَمَعَ رُؤَسَاءَ الْمَدِينَةِ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. ٢١فَأَتَوْا بِسَبْعَةِ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ وَسَبْعَةِ خِرْفَانٍ وَسَبْعَةِ تُيُوسِ مِعْزًى ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنِ الْمَمْلَكَةِ وَعَنِ الْمَقْدِسِ وَعَنْ يَهُوذَا. وَقَالَ لِبَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ الرَّبِّ. ٢٢فَذَبَحُوا الثِّيرَانَ، وَتَنَاوَلَ الْكَهَنَةُ الدَّمَ وَرَشُّوهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا الْكِبَاشَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا الْخِرْفَانَ وَرَشُّوا الدَّمَ عَلَى الْمَذْبَحِ. ٢٣ثُمَّ تَقَدَّمُوا بِتُيُوسِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الْمَلِكِ وَالْجَمَاعَةِ، وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهَا، ٢٤وَذَبَحَهَا الْكَهَنَةُ وَكَفَّرُوا بِدَمِهَا عَلَى الْمَذْبَحِ تَكْفِيرًا عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الْمَلِكَ قَالَ إِنَّ الْمُحْرَقَةَ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ هُمَا عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ. ٢٥وَأَوْقَفَ اللاَّوِيِّينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِصُنُوجٍ وَرَبَابٍ وَعِيدَانٍ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَجَادَ رَائِي الْمَلِكِ وَنَاثَانَ النَّبِيِّ، لأَنَّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ الْوَصِيَّةَ عَنْ يَدِ أَنْبِيَائِهِ. ٢٦فَوَقَفَ اللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ دَاوُدَ، وَالْكَهَنَةُ بِالأَبْوَاقِ. ٢٧وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ الْمُحْرَقَةِ عَلَى الْمَذْبَحِ. وَعِنْدَ ابْتِدَاءِ الْمُحْرَقَةِ ابْتَدَأَ نَشِيدُ الرَّبِّ وَالأَبْوَاقُ بِوَاسِطَةِ آلاَتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.
١. وَقَالَ لِبَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ: لم يكن حزقيا، في استعادته الجريئة لخدمة الهيكل، من الحماقة بحيث يتجاوز الأوامر الكتابية والتقليدية ويقدّم الذبائح بنفسه، كما فعل أبو جدّه، عزيا. فقد فعل عزيّا هذا، فاستحق الدينونة (٢ أخبار الأيام ٢٦: ١٦-٢٣).
• “اتّسم المشروع كله بالحرص على كل ما يطلبه الله، ولاسيما أن أمر الملك كان يُعد ’كلام الرب‘ (٢ أخبار الأيام ٢٩: ١٥).” سيلمان (Selman)
• “لكي تضع الجماعة أيديها على تيوس الخطية، كان من المفترض أن يحددوا هذه الحيوانات كبدائل لحياتهم، وينقلوا خطاياهم إلى تلك الحيوانات الذبيحة. وهكذا كانت هذه التيوس كأنواع أو رموز لموت المسيح بدلًا عن الخاطئ (٢ كورنثوس ٥: ٢١).” باين (Payne)
• كان اجتهاد حزقيا واضحًا في قيامه باكرًا ليفعل هذه الأمور. “جعلت غيرته على مجد الرب طاعته سريعة وحاضرة. فلم يكن ليرتاح حتى يكمل الإصلاح.” تراب (Trapp)
• ظهر هذا أيضًا في تقديم أكثر مما أمرت به الشريعة. “كان هذا أكثر مما اشترطته الشريعة (انظر على سبيل المثال لاويين ٤: ١٣). فقد أمرت بتقديم عجل أو ثور عن خطايا الشعب، وتيس عن خطايا الرئيس، لكن حزقيا قدّم هنا أكثر بكثير.” كلارك (Clarke)
٢. وَعِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱبْتَدَأَ نَشِيدُ ٱلرَّبِّ: حرص حزقيا في ترتيبه في استرداد خدمة الهيكل على تضمين كل من التقدمة والعبادة. فكل منهما تكرم الله بطريقة مهمة.
• “يقول النص العبري إنه ترنيمة الرب أو نشيد الرب، كما هو الحال في الترجمة العربية. ويوحي هذا بكتابة معيّنة، أي ربما شمل هذا المزامير القانونية المتاحة للاستخدام في العبادة.” باين (Payne)
• كان حزقيا حكيمًا في إعطائه العبادة مِثل هذه الأولوية. “يجب أن تكون أول أولويات كل إنسان هي الإقرار باستحقاق الله. فهذه، على سبيل المثال، الكيفية التي تبدأ بها الوصايا العشر (خروج ٢٠: ٣-٦)، وسبب طاعة يسوع حتى الموت، موت الصليب، والسمة الرئيسية لمجتمع السماء (رؤيا يوحنا ٤: ١-٥: ١٤؛ ٢٢: ١-٩).” سيلمان (Selman)
ب) الآيات (٢٨-٣٠): جماعة يهوذا تنضم إلى العبادة والاعتراف بالذبائح.
٢٨وَكَانَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَالْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَالْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ. الْجَمِيعُ، إِلَى أَنِ انْتَهَتِ الْمُحْرَقَةُ. ٢٩وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الْمُحْرَقَةِ خَرَّ الْمَلِكُ وَكُلُّ الْمَوْجُودِينَ مَعَهُ وَسَجَدُوا. ٣٠وَقَالَ حَزَقِيَّا الْمَلِكُ وَالرُّؤَسَاءُ لِلاَّوِيِّينَ أَنْ يُسَبِّحُوا الرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ الرَّائِي، فَسَبَّحُوا بِابْتِهَاجٍ وَخَرُّوا وَسَجَدُوا.
١. وَكَانَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَٱلْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَٱلْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ: لعب كل شخص دوره في هذا التكريم الجماعي لله.
• “يحتوي هذا الإصحاح على مثل حول تطهير القلب الذي يُقصَد به أن يكون هيكلًا لله. لكن أبواب الصلاة غير مفتوحة، وسُرُج الشهادة غير مضاءة، ومحرقات التضحية بالنفس مهملة.” ماير (Meyer)
• “عندما تقول لي إنك لا تستطيع أن تنشد نشيد الرب، فإني أدرك أنك ذهبت إلى أرض الارتداد الغريبة. وعندما تقر لبعض الوقت بأنك لا تلتذ بالله أو بخدمته، فإني أتأكد أن هيكلك في حاجة ماسّة إلى التجديد.” ماير (Meyer)
• “موسيقى حياتك ساكنة، لأنك غير منسجم مع إرادة الله. لكن عندما يكون هنالك استسلام وتكريس، عندئذٍ يكون هنالك انسجام. وسيمتلئ قلبك بترانيم بلا كلمات، وبمحبة مثل المحيط بملء قوّته.” ماير (Meyer)
• إن وصف الآلات في هذا النص دليل مقنع على أنه ينبغي أن تُستخدم هذه الآلات اليوم في عبادة الله، لكن ليس الجميع مقتنعين بهذا. “لِتَغْرُبْ عنا هذه الحليّ والزخرفات الرخيصة الجميلة في عبادة الروح اللامتناهي الذي يطلب أتباعه أن يعبدوه بالروح والحق، لأن مثل هذه العبادة ليست صديقة لتلك الآلات.” كلارك (Clarke)
٢. وَقَالَ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَٱلرُّؤَسَاءُ لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ بِكَلَامِ دَاوُدَ وَآسَافَ ٱلرَّائِي: عبدوا الله بأفضل الكلمات التي أمْكنهم أن يجدوها – كلمات التسبيح العظيمة التي كتبها داود وآخرون.
ج) الآيات (٣١-٣٦): شكر وتقدمات سلامة وفرح ناتج.
٣١ثُمَّ أَجَابَ حَزَقِيَّا وَقَالَ: «الآنَ مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ. تَقَدَّمُوا وَأْتُوا بِذَبَائِحَ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ لِبَيْتِ الرَّبِّ». فَأَتَتِ الْجَمَاعَةُ بِذَبَائِحِ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ، وَكُلُّ سَمُوحِ الْقَلْبِ أَتَى بِمُحْرَقَاتٍ. ٣٢وَكَانَ عَدَدُ الْمُحْرَقَاتِ الَّتِي أَتَى بِهَا الْجَمَاعَةُ سَبْعِينَ ثَوْرًا وَمِئَةَ كَبْشٍ وَمِئَتَيْ خَرُوفٍ. كُلُّ هذِهِ مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. ٣٣وَالأَقْدَاسُ سِتُّ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. ٣٤إِلاَّ إِنَّ الْكَهَنَةَ كَانُوا قَلِيلِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَسْلُخُوا كُلَّ الْمُحْرَقَاتِ، فَسَاعَدَهُمْ إِخْوَتُهُمُ اللاَّوِيُّونَ حَتَّى كَمَلَ الْعَمَلُ وَحَتَّى تَقَدَّسَ الْكَهَنَةُ. لأَنَّ اللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ اسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ الْكَهَنَةِ فِي التَّقَدُّسِ. ٣٥وَأَيْضًا كَانَتِ الْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً بِشَحْمِ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ وَسَكَائِبِ الْمُحْرَقَاتِ. فَاسْتَقَامَتْ خِدْمَةُ بَيْتِ الرَّبِّ. ٣٦وَفَرِحَ حَزَقِيَّا وَكُلُّ الشَّعْبِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ اللهَ أَعَدَّ الشَّعْبَ، لأَنَّ الأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً.
١. ٱلْآنَ مَلَأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ. تَقَدَّمُوا وَأْتُوا بِذَبَائِحَ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ: حالما ضحّوا وطهّروا الهيكل وقلوبهم بشكل ملائم، تمت دعوة الجماعة إلى المجيء وجلب تقدماتهم الشخصية. وهكذا تم استرداد أحد الأغراض العظيمة للهيكل كمكان للذبائح الشخصية وعبادة المؤمن.
• “لا تكون الذبائح والتقدمات مقبولة إلا عندما يكون مقدّموها أنفسهم مكرسين للرب.” مورجان (Morgan)
• الذبيجة من أجل الخطية في العهدين القديم والجديد نقطة انطلاق للتسبيح (كولوسي ٣: ١٥-١٦؛ عبرانيين ١٣: ١٥)، وللشركة، أو وجبة الشركة (١ كورنثوس ١١: ٢٣-٢٦).” سيلمان (Selman)
٢. إِلَّا إِنَّ ٱلْكَهَنَةَ كَانُوا قَلِيلِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَسْلُخُوا كُلَّ ٱلْمُحْرَقَاتِ: كانت رغبة الشعب المكبوتة في التضحية وإكرام الله من خلال الذبائح عظيمة جدًّا حتى أنه عندما أُتيحت الفرصة لهم، لم يستطع الكهنة القليلون أن يواكبوا تقدماتهم.
• كان من الحكمة أن يساعدهم إخوتهم اللاويون حتى يكتمل العمل. فكان هذا مثلًا جيدًا لتعليق الوصية مؤقتًا بسبب الضرورة التقية.
• كان هذا ملائمًا أيضًا في تلك المناسبة لأن اللاويين كانوا أكثر اجتهادًا في تقديس أنفسهم من الكهنة. “فالإيمان الحقيقي يوجد أحيانًا بين المتواضعين. وعلى مر التاريخ، كان القادة الدينيون ’المحترفون‘ في أحيان كثيرة من بين الأشخاص الأقل استعدادًا للخضوع للمسيح وكلمته.” باين (Payne)
٣. وَفَرِحَ حَزَقِيَّا وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱللهَ أَعَدَّ ٱلشَّعْبَ: كانت استجابة الجماعة اللافتة للنظر دليلًا على أن الله أعد الشعب. ولا يمكن أن تكون هناك استجابة كهذه ما لم يكن الله عاملًا بين شعبه. فكان هذا دليلًا على مثل هذا العمل.
• “كان تعبيرًا عظيمًا جدًّا ومفاجئًا حتى أن الشعب الذين كانوا على استعداد لأن يمتثلوا لرغبات آحاز الشرير في وصفاته الوثنية وغير التقية صاروا الآن أحرارًا متحركين إلى الأمام في خدمة الله. فقد ظهر بوضوح أن هذا عمل الله القدير في تغيير قلوبهم بروحه القدوس.” بوله (Poole)
• “كانت هنالك نتيجتان عن هذه التقدمات. كانت الأولى هي الإقرار بأن الله وحده هو الذي جعل كل شيء ممكنًا (٢ أخبار الأيام ٢٩: ٣٦؛ انظر ١ كورنثوس ١٢: ٣؛ أفسس ٢: ١٨). وكانت الثانية أن الجميع فرحوا (٢ أخبار الأيام ٢٩: ٣٦)، في تناقض مع الوضع الذي كان سائدًا عندما بدأوا.” سيلمان (Selman)