أعمال الرسل – الإصحاح ٢٨
بُولُسُ يصل إلى رُوما
أولاً. خدمة بولس فِي جَزِيرَةِ مالطَة
أ ) الآيات (١-٢): إحسان ولطف أهل مالطة ٱلْبَرَابِرَة
١وَلَمَّا نَجَوْا وَجَدُوا أَنَّ ٱلْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ. ٢فَقَدَّمَ أَهْلُهَا ٱلْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَانًا غَيْرَ ٱلْمُعْتَادِ، لِأَنَّهُمْ أَوْقَدُوا نَارًا وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَطَرِ ٱلَّذِي أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ ٱلْبَرْدِ.
- وَجَدُوا أَنَّ ٱلْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ: من المؤكد أن هؤلاء البحارة ذوي الخبرة كانوا يعرفوا جزيرة مالطة جيداً ولكنهم لم يعرفوها من هذا الجانب. تصل معظم السفن المتجهة إلى مالطة إلى الميناء الرئيسي الذي يقع على الجانب الآخر من الجزيرة ولهذا لم يميزوها من هذه الناحية.
- وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَطَرِ ٱلَّذِي أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ ٱلْبَرْدِ: شارك لوقا بطريقة تعتبر عن شخص اختبر لطف أهل الجزيرة واختبر معاناة الجو البارد والبلل من العاصفة. ويعني الاسم مَلِيطَةَ (مالطة) الملجأ (Refuge) وكان بالفعل اسم ملائم للغاية.
ب) الآيات (٣-٦): بولس ولدغة الحية
٣فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيرًا مِنَ ٱلْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى ٱلنَّارِ، فَخَرَجَتْ مِنَ ٱلْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ. ٤فَلَمَّا رَأَى ٱلْبَرَابِرَةُ ٱلْوَحْشَ مُعَلَّقًا بِيَدِهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لَا بُدَّ أَنَّ هَذَا ٱلْإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ ٱلْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ ٱلْبَحْرِ». ٥فَنَفَضَ هُوَ ٱلْوَحْشَ إِلَى ٱلنَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ ٦وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتًا. فَإِذِ ٱنْتَظَرُوا كَثِيرًا وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ، تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: «هُوَ إِلَهٌ!».
- فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيرًا مِنَ ٱلْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى ٱلنَّارِ: قام بولس الرسول بجمع الخشب ليضعه على النار المتقدة رغم وجد ربما العشرات من الركاب أو من الطاقم (الذي كان يبلغ عددهم ٢٧٦ شخصاً) أكثر ملاءمة لهذا العمل. كان قلب بولس الخادم جليٌ دائماً.
- فَخَرَجَتْ مِنَ ٱلْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ: عاش بولس كخادم أمين وصادق لله ولكن هذا لم يمنع عنه التجارب. فخدمته المتواضعة جلبت له أَفْعَى لم تلدغه فحسب بل التَفَّتْ عَلَى يَدِهِ (نَشِبَتْ فِي يَدِهِ).
- لم يسمح بولس لهذا أن يزعجه البتة ولم يصرخ: “لماذا يا رب؟ لم أعد أحتمل!” أو “ألا تراني أخدمك؟” ولم ينظر بولس إلى أولئك الذين يجلسون حول النار ويقول: “يا لكم من كسَالَى! لو قمتم أنتم بجمع الخشب بدلاً عني لما حدث هذا!”
- تصرف بولس بكل هدوء وطمأنينة وببساطة نَفَضَ الأفعَى مِنْ يَدِهِ وألقاها في النّارِ (نَفَضَ هُوَ ٱلْوَحْشَ إِلَى ٱلنَّارِ).
- لَا بُدَّ أَنَّ هَذَا ٱلْإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ ٱلْعَدْلُ يَحْيَا: قال أهل الجزيرة أن ٱلْعَدْلُ أخذ مجراه أخيراً. كان ٱلْعَدْلُ في الواقع إشارة إلى الإله ديكي (Dikee) إله العدالة اليونانية. افترض أهل الجزيرة أن بولس ارتكب جريمة كبرى لهذا كان أسيراً وأن إله العدل لن يسمح له أن يفلت دون عقاب.
- وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ: لم يحافظ الله على سلامة بولس من العاصفة ليموت من لدغة أفعى. كان بولس محمياً. ولأن الله وعده بالذهاب إلى روما (هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا – أعمال الرسل ١١:٢٣) فلن يقف في طريق بولس أي شيء وستتحقق مشيئة الله حتماً.
- كان بإمكان بولس أن يأخذ أمانة الله نحوه في الماضي ويتمسك بها كوعد جديد للبركة وللحماية في المستقبل.
- نرى أيضاً أن “العدالة الإلهية” كانت راضية بالكامل عن بولس بسبب موت يسوع على الصليب. لا يمكن للعدالة الإلهية أن تحكم على بولس ولا على أي شخص دفع يسوع ثمن خطيته على الصليب.
- وَقَالُوا «هُوَ إِلَهٌ!»: كانت ردة فعل الناس طبيعية للغاية. كان لأهل الجزيرة آراء متطرفة عن بولس: قالوا عنه شرير ثم قالوا عنه إِلَه. لم يكن بولس في الواقع مجرماً يستحق العقاب ولم يكن إِلَه. علينا أن نحذر من آراء الناس الجيدة منها أو السيئة.
ب) الآيات (٧-١٠): بولس يشفي والد بُوبْلِيُوسَ وآخرين
٧وَكَانَ فِي مَا حَوْلَ ذَلِكَ ٱلْمَوْضِعِ ضِيَاعٌ لِمُقَدَّمِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ بُوبْلِيُوسُ. فَهَذَا قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِمُلَاطَفَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. ٨فَحَدَثَ أَنَّ أَبَا بُوبْلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعًا مُعْتَرًى بِحُمَّى وَسَحْجٍ. فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ. ٩فَلَمَّا صَارَ هَذَا، كَانَ ٱلْبَاقُونَ ٱلَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي ٱلْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ. ١٠فَأَكْرَمَنَا هَؤُلَاءِ إِكْرَامَاتٍ كَثِيرَةً. وَلَمَّا أَقْلَعْنَا زَوَّدُونَا مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ.
- وَكَانَ فِي مَا حَوْلَ ذَلِكَ ٱلْمَوْضِعِ ضِيَاعٌ لِمُقَدَّمِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ بُوبْلِيُوسُ. فَهَذَا قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِمُلَاطَفَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: كان ما حدث معهم نعمة عظيمة كما كان يتناقض تماماً مع بؤس الأسبوعين السابقين في البحر. أعطى الله بولس ولوقا وأرِستَرْخَسُ موسماً من الإغاثة والتجديد.
- لِمُقَدَّمِ ٱلْجَزِيرَةِ (أحَدُ وُجَهاءِ تِلْكَ المِنطَقَةِ): علّقَ بويس (Boice) على هذا وقال: “هذا لقب دقيق لشخص يمثل روما في تلك المنطقة. نرى هنا مثل آخر على دقة معلومات لوقا الاستثنائية.”
- فَحَدَثَ أَنَّ أَبَا بُوبْلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعًا مُعْتَرًى بِحُمَّى وَسَحْجٍ: اعتقد البعض أن اسم المرض كان “حمى مالطة” التي تأتي من البكتيريا الموجودة في حليب الماعز المالطي. وعادة ما تستمر أعراضه حوالي أربعة أشهر.
- فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ: شفى الله هذا الرجل من خلال استعداد بولس وخدمته. صنع الله الشفاء من خلال بولس الذي كان مستعداً ومتوفراً لتحقيق هذا الشفاء.
- كَانَ ٱلْبَاقُونَ ٱلَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي ٱلْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ: سرعان ما انتقلت خدمة بولس إلى الآخرين. كلمة يُشْفَوْنَ هنا ليست الكلمة المعهودة للشفاء المعجزي بل تعني حرفياً “نوال العناية الطبية.” وربما قام لوقا (الذي كان طبيباً وفقاً لكولوسي ١٤:٤) بمعالجة هؤلاء المرضى في مالطة كطبيب مُبشر.
ثانياً. بولس في روما
أ ) الآيات (١١-١٥): الجزء الأخير من رحلة بولس إلى روما
١١وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي سَفِينَةٍ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ مَوْسُومَةٍ بِعَلَامَةِ ٱلْجَوْزَاءِ، كَانَتْ قَدْ شَتَتْ فِي ٱلْجَزِيرَةِ. ١٢فَنَزَلْنَا إِلَى سِرَاكُوسَا وَمَكَثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. ١٣ثُمَّ مِنْ هُنَاكَ دُرْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى رِيغِيُونَ. وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ حَدَثَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ، فَجِئْنَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي إِلَى بُوطِيُولِي، ١٤حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَهَكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ. ١٥وَمِنْ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعَ ٱلْإِخْوَةُ بِخَبَرِنَا، خَرَجُوا لِٱسْتِقْبَالِنَا إِلَى فُورُنِ أَبِّيُوسَ وَٱلثَّلَاثَةِ ٱلْحَوَانِيتِ. فَلَمَّا رَآهُمْ بُولُسُ شَكَرَ ٱللهَ وَتَشَجَّعَ.
- وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ: قضوا ثَلَاثَةِ أَشْهُر في مالطة يستجمعون قواهم وينتظرون انتهاء فصل الشتاء.
- فَنَزَلْنَا إِلَى سِرَاكُوسَا: كانت تلك المحطة الأولى من مالطة. كانت سِرَاكُوسَا مدينة مشهورة في العالم القديم كونها عاصمة جزيرة صقلية.
- عاش أرخميدس عالم الرياضيات الشهير في سِرَاكُوسَا. وعندما غزا الرومان الجزيرة وضع أحد الجنود خنجراً في حلقه بينما كان يعمل على حل مسألة رياضيات على الرمل. قال أرخميدس: “من فضلك توقف فأنت تزعج المعادلة الحسابية!” فقتله الجندي الروماني ساعتها.
- رِيغِيُونَ… بُوطِيُولِي… وَهَكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ: صرف بولس ومن معه بعض الوقت مع المؤمنين الذين التقوا بهم بينما كانوا متجهين شمالاً نحو شبه الجزيرة الإيطالية (حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ).
- لَمَّا سَمِعَ ٱلْإِخْوَةُ بِخَبَرِنَا، خَرَجُوا لِٱسْتِقْبَالِنَا إِلَى فُورُنِ أَبِّيُوسَ وَٱلثَّلَاثَةِ ٱلْحَوَانِيتِ: عندما وصلوا إلى روما أخيراً استقبلهم بعض الأخوة خارج مدينة روما. قدموا لبولس أعظم تكريم واستقبلوه كما يستقبلوا الأباطرة الرومان. قطعوا مسافة يوم كامل لاستقباله في سُوقِ أبِيُّوسَ (فُورُنِ أَبِّيُوسَ) (الذي يبعد حوالي ٤٣ ميلاً أو ٦٩ كيلومتراً عن روما).
- تلقى مؤمنون رومية رسالة بولس الشهيرة قبل بضع سنوات. ربما لهذا شعروا أنهم يعرفونه جيداً وأرادوا أن يكرموه. لا عجب أن بولس شَكَرَ ٱللهَ وَتَشَجَّعَ بسبب محبتهم وتكريمهم لهم.
- كتب بروس (Bruce): “لم يقدم لوقا أي مؤشر يقول أن بولس كان أول من جلب الإنجيل إلى روما… فوجود هؤلاء المسيحيين – الإخوة كما يدعوهم لوقا – ما هو إلا دليل على أن الإنجيل قد سبق ووصل إلى روما بالفعل.” كان من بين الحاضرين يوم الخمسين، أثناء عظة بطرس، بعضٌ من اليهود القادمين من روما (أعمال الرسل ١٠:٢) فربما كان هناك مؤمنين في روما منذ البداية.
- نستطيع القول بأنهم عاملوا بولس وكأنه ملك. كتب هورتن (Horton): “كان من الشائع أن يستقبل أهل المدينة الإمبراطور الزائر ويرافقونه داخل المدينة.”
- لم يعبر المؤمنون في روما عن محبتهم وتكريمهم لبولس (ربما لم يتمكنوا من فعل ذلك) أثناء حبسه في روما للمرة الثانية بل تُرِكَ وحيداً وكأنه مَنسيٌّ من الجميع (تيموثاوس الثانية ٩:٤-١٦).
ب) الآية (١٦): حالة بولس كسجين في روما
١٦وَلَمَّا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ سَلَّمَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلْأَسْرَى إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُعَسْكَرِ، وَأَمَّا بُولُسُ فَأُذِنَ لَهُ أَنْ يُقِيمَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْعَسْكَرِيِّ ٱلَّذِي كَانَ يَحْرُسُهُ.
- وَلَمَّا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ: وأخيراً تحقق وعد يسوع. في أعمال الرسل ٢١:١٩ ورومية ١٥:١ قرر بولس الذهاب إلى روما في بداية رحلته التبشيرية الثالثة وفي أعمال الرسل ١١:٢٣ وعده يسوع وهو في أورشليم بأنه سيصل إلى روما وكرر وعده في أعمال الرسل ٢٣:٢٧-٢٥ بينما كان بولس وسط البحر في العاصفة التي استغرقت أسبوعين.
- كتب بويس (Boice): “نرى في نهاية سفر أعمال الرسل وصول بولس إلى روما أخيراً ونرى تحقيق نبوة يسوع: أنهم سيكونون له شهوداً إلى أقصى الأرض.”
- كان عمر مدينة روما عندما وصل إليها بولس حوالي ٨٠٠ سنة. لم يتم بعد بناء المدرج الشهير ولكن كان فيها بعض المباني البارزة مثل معبد زيوس وقصور قيصر ومعبد مارس Mars (إله الحرب). كان عدد سكان مدينة روما في ذلك الوقت حوالي المليونين – مليون من العبيد ومليون من الأحرار. وكان المجتمع منقسم إلى ثلاث فئات تقريباً: فئة قليلة من الطبقة العليا وفئة كبيرة من الفقراء وفئة العبيد.
- سَلَّمَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلْأَسْرَى إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُعَسْكَرِ: كانت تلك لحظة سعيدة بالنسبة ليوليوس قَائِدُ ٱلْمِئَةِ لأنه نجح بنقل كل السجناء من قيصرية (أعمال الرسل ١:٢٧) إلى روما – بمساعدة بولس طبعاً.
- ٱلْعَسْكَرِيِّ ٱلَّذِي كَانَ يَحْرُسُهُ: لم يمكث بولس في سجن عادي بل سمحوا له أَنْ يُقِيمَ وَحْدَهُ في بيت استأجره لنفسه (أعمال الرسل ٣٠:٢٨) ولكنه كان مقيداً بسلاسل بجندي آخر. كان تغيير نوبة الحراس المستمر فرصة رائعة بالنسبة لبولس ليكلمهم عن يسوع.
- كتب بروس (Bruce): “ربطت يداه بسلاسل خفيفة بمعصم جندي… وكان الجندي يُعفى من عمله كل أربع ساعات تقريباً. كان هذا مريحاً للغاية بالنسبة لبولس.”
- كتب بولس في رسالته لأهل فيلبي بينما كان في الحبس الروماني وذكر فيها عن وصول رسالة الإنجيل لحراس القصر في روما (فيلبي ١٣:١). ورغم أنه كان سجيناً فقد كان لديه جمهور دائم.
ج) الآيات (١٧-٢٠): ناشد بولس المجتمع اليهودي في روما
١٧وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ٱسْتَدْعَى بُولُسُ ٱلَّذِينَ كَانُوا وُجُوهَ ٱلْيَهُودِ. فَلَمَّا ٱجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ ٱلْآبَاءِ، أُسْلِمْتُ مُقَيَّدًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِيِّينَ، ١٨ٱلَّذِينَ لَمَّا فَحَصُوا كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُطْلِقُونِي، لِأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِيَّ عِلَّةٌ وَاحِدَةٌ لِلْمَوْتِ. ١٩وَلَكِنْ لَمَّا قَاوَمَ ٱلْيَهُودُ، ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَرْفَعَ دَعْوَايَ إِلَى قَيْصَرَ، لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئًا لِأَشْتَكِيَ بِهِ عَلَى أُمَّتِي. ٢٠فَلِهَذَا ٱلسَّبَبِ طَلَبْتُكُمْ لِأَرَاكُمْ وَأُكَلِّمَكُمْ، لِأَنِّي مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهَذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ».
- ٱسْتَدْعَى بُولُسُ ٱلَّذِينَ كَانُوا وُجُوهَ ٱلْيَهُودِ: استمر بولس كعادته على توصيل رسالة الإنجيل إلى اليهود أولاً في كل مدينة يصل إليها كمبشر. وبعد ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فقط طلب بولس عقد اجتماع مع وُجُوهَ ٱلْيَهُودِ في روما.
- أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ: أرادهم بولس أن يعرفوا أنه لم يتخلى عن إسرائيل وأنهم ما زالوا إخوته. لهذا خاطبهم بنفس الطريقة التي خاطب بها الحشد في الهيكل في بداية هذه المحنة وقال: أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ (أعمال الرسل ٣:٢٢).
- أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئًا ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ ٱلْآبَاءِ: أراد بولس أن يعرفوا أنه بريء من التهم الموجهة إليه بأنه كان معادياً للناموس ولشعب جنسه.
- ٱلَّذِينَ لَمَّا فَحَصُوا كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُطْلِقُونِي: أراد بولس أن يعرفوا أن الرومان كانوا مستعدين للإفراج عنه.
- لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئًا لِأَشْتَكِيَ بِهِ عَلَى أُمَّتِي: أراد بولس أن يعرفوا أنه لم يقدم دعوى أو شكوى ضد القادة اليهود الذين اتهموه.
- لِأَنِّي مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهَذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ: أراد بولس أن يعرفوا أنه سجين بسبب إيمانه بمسيح إسرائيل… رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ.
- مع اقتراب العام ٧٠م بدأ الوقت ينفد على وقوع الكارثة الوطنية الرهيبة لشعب إسرائيل الذي رفض يسوع. وسيبدو واضحاً في غضون ١٠ سنوات تقريباً أن يسوع كان فعلاً رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ الذي رفضه الكثيرين.
د ) الآيات (٢١-٢٢): رد قادَةَ اليَهُود على كلام بولس
٢١فَقَالُوا لَهُ: «نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وَلَا أَحَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ. ٢٢وَلَكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى، لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ هَذَا ٱلْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ».
- نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ (لَمْ نَتَلَقَّ أيَّةَ رَسائِلَ مِنْ إقلِيمِ اليَهُودِيَّةِ عَنكَ): تدل هذه الكلمات على أن القادة الدينيين الذين اتهموا بولس في أورشليم والقيصرية كانوا يعلمون أن قضيتهم ضده كان ميؤوس منها ولهذا لم يبذلوا أي مجهود لإرسال رسائل مسبقة لدعم القضية ضده.
- وَلَا أَحَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ: أراد بولس أن يعرف إن سمع اليهود في روما أية معلومات عنه من أورشليم ولكنه اكتشف أنهم لم يسمعوا شيء.
- وَلَكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى، لِأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ هَذَا ٱلْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ: رغم أنهم لا يعرفون شيئاً عن بولس ولكنهم سمعوا أن مذهب المسيحية لا يحظى بشعبية بين البعض وأَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَان. علينا أن نمدحهم لأنهم أرادوا سماع القصة من بولس نفسه.
هـ) الآيات (٢٣-٢٤): المجتمع اليهودي في روما يسمع رسالة الإنجيل من بولس
٢٣فَعَيَّنُوا لَهُ يَوْمًا، فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ، فَطَفِقَ يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِدًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، وَمُقْنِعًا إِيَّاهُمْ مِنْ نَامُوسِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ، مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ. ٢٤فَٱقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا.
- فَطَفِقَ يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِدًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، وَمُقْنِعًا إِيَّاهُمْ مِنْ نَامُوسِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ، مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ: يبدو أنه كان وقتاً رائعاً. صرف بولس وقته في تعليمهم عن مَلَكُوتِ ٱللهِ وقدم دراسة مفصلة عن يسوع المذكور في العهد القديم مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ.
- شَاهِدًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ: تكلم بولس عن نفس مَلَكُوتِ ٱللهِ الذي تكلم عنه يسوع وقال أن الله أرسل من خلال يسوع ملكوت روحي ليتأصل في قلوب البشر أولاً قبل أن يزيل ممالك هذا العالم. كان معظم اليهود في زمن يسوع وزمن بولس يبحثون عن مملكة أرضية سياسية لا سماوية روحية.
- فَٱقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا: آمن البعض بيسوع ووضعوا ثقتهم به رداً على هذا التعليم الرائع الذي دام يوماً كاملاً أما البعض الآخر فلَمْ يُؤْمِنُوا. حتى أفضل تعليم من أفضل رسول في أفضل الظروف لا يمكنه إقناع أي إنسان.
و ) الآيات (٢٥-٢٧): فسر بولس رفضهم للإنجيل مقتبساً من سفر إشعياء ٩:٦-١٠
٢٥فَٱنْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ ٱلنَّبِيِّ ٢٦قَائِلًا: ٱذْهَبْ إِلَى هَذَا ٱلشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ، وَسَتَنْظُرُونَ نَظَرًا وَلَا تُبْصِرُونَ. ٢٧لِأَنَّ قَلْبَ هَذَا ٱلشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَبِآذَانِهِمْ سَمِعُوا ثَقِيلًا، وَأَعْيُنُهُمْ أَغْمَضُوهَا. لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِأَعْيُنِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا، فَأَشْفِيَهُمْ».
- وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ: أي وقع جدال كبير بين الذين آمنوا والذين لم يؤمنوا.
- فَٱنْصَرَفُوا… لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: «إِنَّهُ حَسَنًا كَلَّمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ ٱلنَّبِيِّ: فهم بولس أن إشعياء تنبأ عن صلابة قلوبهم. كان بولس بالتأكيد سعيداً لأن البعض قبل رسالة الإنجيل، ولكنه كان حزيناً حتى لو رفض يسوع شخصاً واحداً.
- سَتَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ: وبشكل أساسي هذا ما قاله إشعياء في ٩:٦-١٠ “إذا رفضتم يسوع فمهما سمعتم لن تفهموا ومهما نظرتم لن تدركوا. وستصبح قلوبكم قاسية وستسد آذانكم وستغلق عيونكم لأنكم رفضتم الرجوع إلى الله والشفاء من خطاياكم.”
- هذه الرسالة صحيحة اليوم مثلما كانت صحيحة زمن إشعياء أو عندما اقتبسها بولس. كثيرون يسمعون ويرفضون ببساطة لأنهم لا يريدون أن يرجعوا إلى الله وأن يشفوا من خطاياهم.
ز ) الآيات (٢٨-٢٩): يعلن بولس أنه سيأخذ رسالة الخلاص للأمم
٢٨فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ أَنَّ خَلَاصَ ٱللهِ قَدْ أُرْسِلَ إِلَى ٱلْأُمَمِ، وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ!». ٢٩وَلَمَّا قَالَ هَذَا مَضَى ٱلْيَهُودُ وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ.
- فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ: إن رفض البعض خَلَاصَ ٱللهِ لا يعني هذا أنه أصبح بلا تأثير بل أن الله سيبحث عن آخرين سَيَسْمَعُونَ. بالنسبة لهذه الحالة كان السامعين هم الأمم.
- ترجى بولس أن يؤمن الرجال بيسوع ولكنه لم يفعل ذلك كمتسول. تألم بولس ليس من أجل نفسه بل من لأجل الذين رفضوا يسوع وحذرهم من العواقب.
- يُبشر خادم الإنجيل في الواقع برسالتين. الأولى رسالة حياة لكل من يستجيب بالإيمان والثانية مزيد من الدينونة لكل من يرفض يسوع. لِهَؤُلَاءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلِأُولَئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ ( كورنثوس الثانية ١٦:٢).
- وَلَمَّا قَالَ هَذَا مَضَى ٱلْيَهُودُ: تركت هذه المجموعة المختلطة (من آمن ومن لم يؤمن) بولس وهم يتجادلون فيما بينهم (وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ).
- في غضون سنوات قليلة وبعد توبيخ بولس لليهود الذين رفضوا يسوع، تعرض الشعب اليهودي لمجزرة ودمرت أورشليم بالكامل. كانت دينونة الله قادمة لا محالة وهذا ما جعل بولس يشعر بالإحباط.
ح ) الآيات (٣٠-٣١): بولس يقضي عامين في روما قبل مثوله أمام قيصر
٣٠وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ، ٣١كَارِزًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلَا مَانِعٍ.
- وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَينِ: قضى بولس أكثر من عامين في قيصرية بانتظار البت في قضيته (أعمال الرسل ٢٧:٢٤) وها هو الآن يصرف سَنَتَيْنِ كَامِلَتَينِ في انتظار رفع قضيته أمام قيصر.
- كتب بروس (Bruce): “سبب طول فترة إقامة بولس في روما يعود لإنشغال المحاكم. استغرق الأمر سنتين كاملتين قبل صعود قضيته للجلسة.”
- فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ: استمر بولس على الأرجح في عمله كصانع خيام لدفع إيجار بيته (كما في أعمال الرسل ١:١٨-٢ و٣٣:٢٠-٣٥). كان بولس مجتهداً دائماً في عمله.
- وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ: العبد الهارب أُنِسِيْمُس (فليمون ١٠) ما هو إلا نموذج لشخص استقبله بولس. جاء أنسيمس عند بولس في روما وآمن من خلاله ولكن في النهاية طلب بولس منه الرجوع إلى سيده فليمون.
- كَارِزًا بِمَلَكُوتِ ٱللهِ وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ: على الرغم من أن بولس لم يتمكن من السفر ولكنه استطاع أن يعلم ويكرز كل من جاء إليه. تمكن بولس من كتابة رسائل إلى أهل أفسس وأهل فيلبي وأهل كولوسي والفضل في ذلك يعود لتلك السنوات التي قضاها في سجن روما.
- لم تضيع هاتين السنتين هباءً ولم يضيع الله وقت بولس في روما. فمن المستحيل على الله أن يضيع وقتنا على الرغم من أننا قد نضيعه عندما لا نفهم غايته لحياتنا في الوقت الراهن.
- تمكن بولس أخيراً من الوقوف أمام نيرون القيصر وأعلن له بمجاهرة وبقوة رسالة الإنجيل تماماً كما وعده الله (أعمال الرسل ١٥:٩ و١١:٢٣).
- تخبرنا تقاليد الكنيسة الأولى أن بولس نال البراءة في النهاية وأصبح حراً لمدة أربع أو خمس سنوات أخرى إلى أن تم القبض عليه ثانية في روما ووضع في السجن وأُدِين وأُعدم بأمر من نيرون في العام ٦٦ أو ٦٧م.
- لم يسجل لوقا وقائع ظهور بولس أمام قيصر لأن هدفه من كتابة إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل كان لتوضيح تفاصيل قضية بولس أثناء محاكمته أمام قيصر.
- بِلَا مَانِعٍ: يعني هذا أنه لم يسمح لشيءٍ بأن يُعَطِّلَهُ ولم تشكل القيود أو الحبس أية مشكلة بالنسبة له. فلا شيء يقف أمام كلمة الله.
- تعرضت حياة بولس للتهديد أكثر من مرة أثناء رحلته إلى روما: البحر والجنود والثعبان ولكن الله خلصه منها كلها. أظهر الله من خلال بولس أن خادم الله الذي يعمل حسب مشيئة الله لا يمكن تعطيله مهما كانت الصعوبات التي قد تقف في طريقه.
- ليس هناك ما يعيق عمل الإنجيل حتى لو لم يؤمن بها بعض من اليهود أو أي شخص آخر. فالبشارة ستستمر إلى أن تجد من يؤمن بها.
- نجد أن الفقرة في إنجيل متى ١:٢٢-١٤ ما هي إلا صورة توضيحية للأحداث في سفر أعمال الرسل. قد أعد الله وليمة لشعب إسرائيل ودعاهم إليها (أثناء خدمة يسوع على الأرض) ولكنهم رفضوا دعوته ولم يأتوا. ثم أرسل دعوة أخرى عندما أصبحت الوليمة جاهزة ولكن المدعوين لم يهتموا بالأمر أيضاً بل قتلوا خدام الله الذين دعوهم للوليمة. وفي النهاية قام الله بدعوة كل من أراد أن يأتي بما في ذلك الأمم ولكن كان عليهم أن يلبسوا ثِيابَ يسوع إن أرادوا الاشتراك في الوليمة.
- بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلَا مَانِعٍ: لا توجد نهاية للقصة لأن تاريخ الكنيسة سيستمر في سرد أحداثها على مر العصور. كلمة الرب ستستمر في تغير النفوس لمجد الله دون أي معوقات حينما نستمر بوضع ثقتنا بيسوع والاعتماد على قوة الروح القدس وعلى إرشاد الآب. سفر أعمال الرسل هو قصة لا نهاية لها.
- كتب بوله (Poole): “وللقادر على مزاولة العمل دون أي معوقات كل المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور… آمين!”