سفر أستير – الإصحاح ١٠
تعظيم مُرْدَخَاي
أولًا. الخاتمة
أ ) الآيات (١-٢): عَظَمَة حُكم الملك أَحَشْوِيرُوش.
١وَوَضَعَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجَزَائِرِ الْبَحْرِ. ٢وَكُلُّ عَمَلِ سُلْطَانِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَإِذَاعَةُ عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ؟
ب) الآية (٣): ارتقاء مُرْدَخَاي إلى المركز الثاني في المملكة.
٣لأَنَّ مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ كَانَ ثَانِيَ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَعَظِيمًا بَيْنَ الْيَهُودِ، وَمَقْبُولاً عِنْدَ كَثْرَةِ إِخْوَتِهِ، طَالِبًا الْخَيْرَ لِشَعْبِهِ وَمُتَكَلِّمًا بِالسَّلاَمِ لِكُلِّ نَسْلِهِ.
ثانيًا. ملاحظات حول سِفر أَسْتِير
أ ) يُظهر سِفر أَسْتِير كيف تتحرك يد الله بطريقة طبيعية وهي في نفس الوقت طريقة خارقة للطبيعة.
١. “لقد قيل بحق أن سفر أَسْتِير هو سِجل لعَجائِب بدون حدوث معجزة واحدة. وبالتالي، فعلى الرغم من أن السِفر يُظهر مجد الرب على نفس القدر، إلا إنه يقدمه لنا بشكل مختلف عن الذي رأيناه في إسقاطه لفرعون بقوة العجائب.” سبيرجن (Spurgeon)
٢. فكّر في كل ما رتبه الله في قصة أَسْتِير:
• رتّب الله عزل الملكة وَشْتِي من منصبها.
• رتّب الله مسابقة لاختيار ملكة جديدة لتحل محل وَشْتِي.
• رتّب الله لمشاركة أَسْتِير في المسابقة.
• رتّب الله أن تجد أَسْتِير نعمة أكثر من جميع العذارى.
• رتّب الله لمُرْدَخَاي أن يتمكن من الوصول إلى أَسْتِير ولرعاية شؤون المملكة.
• رتّب الله القرعة التي ألقيت لتعطي تحذيرًا قبل الإبادة المخططة بـ ١١ شهرًا (أستير ١٢:٣-١٣).
• رتّب الله المرسوم بقتل اليهود بأيدي أفراد، وليس جيش المملكة – وهو الأمر الذي كان من الصعب إيقافه.
• رتّب الله كبح هَامَان لغضبه، ومنعه من قتل مُرْدَخَاي على الفور (أستير ١٠:٥).
• رتّب الله أن تؤخّر أَسْتِير طلبها، وتطلب في المقابل عمل وليمة للملك ثم وليمة أخرى.
• رتّب الله أن يصل غضب هَامَان إلى ذروته في يوم محدد.
• رتّب الله أن يقضي الْمَلِك أَحَشْوِيرُوش ليلة بلا نوم.
• رتّب الله أن يطلب أَحَشْوِيرُوش كتابًا معينًا في ليلة أرقه.
• رتّب الله لأَحَشْوِيرُوش أن يستمع إلى المقطع الخاص بمُرْدَخَاي في ذلك الكتاب بالذات.
ب) إن يد الله العاملة في تاريخ البشرية لا تنفي مسئوليتنا للعمل. إن الأدوار التي قاما بها أَسْتِير ومُرْدَخَاي كانت أدوارًا محورية في الحفاظ على شعب الله.
١. إن إرادة الله تتحقق، ومع ذلك يظل الإنسان حرًا بالتمام. لقد فعل هَامَان ما يُسره، وعمل أَحَشْوِيرُوش ما أراده، وهكذا فعلا كلا من مُرْدَخَاي وأَسْتِير. ونحن لا نرى تدخلًا، أو إكراهًا لهم – إنهم جميعًا يفعلون ما يريدون، ويتحملون مسئولية ما يفعلوه بشكل كامل، ومع ذلك يُحقق الله خطته الأبدية للعصور من خلال كل ذلك.
٢. “ها هو الإنسان بالفعل حرًا، ومسئول عن أفعاله، ويكون حقًا مذنبًا عندما يفعل الشر، وسيُعاقب على ذلك بعدل أيضًا. وإذا ضل فإن اللوم يقع عليه فقط. ولكن، هناك الله يتسلط على الجميع، وهو يجعل أفعال الأشرار تخدم مقاصده المقدسة والصالحة دون أن يكون متواطئًا في خطيتهم. آمن بهاتين الحقيقتين وسوف تشهد انسجامهما العملي في الحياة اليومية، على الرغم من أنك لن تقدر أن تجعلهما متوافقين من الناحية النظرية.” سبيرجن (Spurgeon)
ج) بحكمته وعنايته الإلهية، يسمح الله لشعبه بأن يجتازوا امتحانًا – وأحيانًا يكون شديدًا. علينا ألا نفترض أن خدام الله سيكونون محميين من كل تجربة، لأن هذه التجارب جزء لا يتجزأ من تصميم الله.
١. كانت تجربة صعبة على مُرْدَخَاي؛ فقد رفض الانحناء لهَامَان، وكان سيدفع آخرون ثمن قراره.
٢. كانت تجربة صعبة على أَسْتِير؛ فعندما علمت بالمذبحة الوشيكة لشعبها وكان عليها أن تستجمع شجاعتها لتقترب من الملك وتتوسل من أجل حياتهم.
د ) “أخيرًا، ليبتهج كل أبناء الله لأن لنا وَلِيّ بقرب العرش. فكما وجد كل يهودي في شوشن الأمل بمعرفة أن الملكة كانت يهودية، وواحدة منهم، دعونا نفرح اليوم لأن يسوع قد تَمجّد.” سبيرجن (Spurgeon)