سفر أستير – الإصحاح ٩
النصرة لليهود
أولًا. هَزَم اليهود أَعْدَائِهِم
أ ) الآيات (١-٥): النصرة بمساعدة الملك.
١وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، حِينَ قَرُبَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ مِنَ الإِجْرَاءِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ. ٢اجْتَمَعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى طَالِبِي أَذِيَّتِهِمْ، فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ. ٣وكُلُّ رُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ وَالْمَرَازِبَةُ وَالْوُلاَةُ وَعُمَّالُ الْمَلِكِ سَاعَدُوا الْيَهُودَ، لأَنَّ رُعْبَ مُرْدَخَايَ سَقَطَ عَلَيْهِمْ. ٤لأَنَّ مُرْدَخَايَ كَانَ عَظِيمًا فِي بَيْتِ الْمَلِكِ، وَسَارَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، لأَنَّ الرَّجُلَ مُرْدَخَايَ كَانَ يَتَزَايَدُ عَظَمَةً. ٥فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا.
١. فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ: من المؤكد أن اليهود كان لهم أعداء أرادوا إبادتهم. إلا أنه كان معهم شخص عظيم، وهو الملك، بكل موارده. وإن كان الملك معهم، فلا يهم من عليهم!
٢. فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ: ونحن أيضًا لدينا أعداء يجب التعامل معهم. ولكن بوقوف ملك الملوك إلى جانبنا، لا داعي للخوف – فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟ (رومية ٣١:٨)
ب) الآيات (٦-١٠): المدن التي ضربوا فيها أعدائهم.
٦وَقَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل. ٧وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، ٨وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، ٩وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، ١٠عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ، قَتَلُوهُمْ وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ.
ج) الآيات (١١-١٧): بدعوة من الملك، طالبت أَسْتِير بالقضاء على كل أعداء اليهود.
١١فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُتِيَ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى بَيْنِ يَدَيِ الْمَلِكِ. ١٢فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ: «قَدْ قَتَلَ الْيَهُودُ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل، وَبَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ، فَمَاذَا عَمِلُوا فِي بَاقِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ؟ فَمَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ بَعْدُ فَتُقْضَى؟». ١٣فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَدًا أَيْضًا لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ، وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى الْخَشَبَةِ». ١٤فَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَعْمَلُوا هكَذَا، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ. ١٥ثُمَّ اجْتَمَعَ الْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ أَيْضًا مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. ١٦وَبَاقِي الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ اجْتَمَعُوا وَوَقَفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. ١٧فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ. وَاسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ.
١. إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَدًا أَيْضًا لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ، وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى الْخَشَبَةِ: على الرغم من أن الكثيرين قد انتقدوا قرار أَسْتِير هذا، على أساس أنها تفتقر لمحبة أعدائها، إلا أنها في الواقع جسّدت مبدأ كثيرًا ما كان واضحًا في قيادة يَشُوع – فقد رفضت القبول بأي شيء أقل من النصرة الكاملة.
٢. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ: كان هامان وأبناؤه من نسل عَمَالِيق القدماء (قارن أستير ١:٣ مع ١ صموئيل ٨:١٥-٣٣). لقد أمر الله شَاوُل بْن قَيْس أن يُنفذ دينونته بالكامل ضد عَمَالِيق (١ صموئيل ٢:١٥-٣). وقد فشل شَاوُل في إنجاز هذه المهمة، ولكن مُرْدَخَاي، وهو سليل لاحق من سبط بنيامين وأيضًا ابن قَيْس (أستير ٥:٢-٦)، قد تمم في النهاية دينونة الله ضد عَمَالِيق.
• “والآن كان قصد الله أن يكون هذا هو الصراع الأخير بين إسرائيل وعَمَالِيق: فالصراع الذي بدأ مع يَشُوع في البرية كان سينتهي على يد مُرْدَخَاي في قصر الملك.” سبيرجن (Spurgeon)
ثانيًا. الاحتفال بعيد الْفُورِيم
أ ) الآيات (١٨-١٩): احتفال كبير ليهود الإمبراطورية الفارسية.
١٨وَالْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ اجْتَمَعُوا فِي الثَّالِثِ عَشَرَ وَالرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ، وَاسْتَرَاحُوا فِي الْخَامِسِ عَشَرَ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. ١٩لِذلِكَ يَهُودُ الأَعْرَاءِ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ الأَعْرَاءِ جَعَلُوا الْيَوْمَ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ لِلْفَرَحِ وَالشُّرْبِ، وَيَوْمًا طَيِّبًا وَلإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ.
ب) الآيات (٢٠-٣٢): تَأسِيس عيد الْفُورِيم.
٢٠وَكَتَبَ مُرْدَخَايُ هذِهِ الأُمُورَ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ، ٢١لِيُوجِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَالْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، ٢٢حَسَبَ الأَيَّامِ الَّتِي اسْتَرَاحَ فِيهَا الْيَهُودُ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَالشَّهْرِ الَّذِي تَحَوَّلَ عِنْدَهُمْ مِنْ حُزْنٍ إِلَى فَرَحٍ وَمِنْ نَوْحٍ إِلَى يَوْمٍ طَيِّبٍ، لِيَجْعَلُوهَا أَيَّامَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ وَإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ وَعَطَايَا لِلْفُقَرَاءِ. ٢٣فَقَبِلَ الْيَهُودُ مَا ابْتَدَأُوا يَعْمَلُونَهُ وَمَا كَتَبَهُ مُرْدَخَايُ إِلَيْهِمْ. ٢٤وَلأَنَّ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا الأَجَاجِيَّ عَدُوَّ الْيَهُودِ جَمِيعًا تَفَكَّرَ عَلَى الْيَهُودِ لِيُبِيدَهُمْ وَأَلْقَى فُورًا، أَيْ قُرْعَةً، لإِفْنَائِهِمْ وَإِبَادَتِهِمْ. ٢٥وَعِنْدَ دُخُولِهَا إِلَى أَمَامِ الْمَلِكِ أَمَرَ بِكِتَابَةٍ أَنْ يُرَدَّ تَدْبِيرُهُ الرَّدِيءُ الَّذِي دَبَّرَهُ ضِدَّ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَنْ يَصْلِبُوهُ هُوَ وَبَنِيهِ عَلَى الْخَشَبَةِ. ٢٦لِذلِكَ دَعُوا تِلْكَ الأَيَّامِ «فُورِيمَ» عَلَى اسْمِ الْفُورِ. لِذلِكَ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الرِّسَالَةِ وَمَا رَأَوْهُ مِنْ ذلِكَ وَمَا أَصَابَهُمْ، ٢٧أَوْجَبَ الْيَهُودُ وَقَبِلُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِهِمْ حَتَّى لاَ يَزُولَ، أَنْ يُعَيِّدُوا هذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ حَسَبَ كِتَابَتِهِمَا وَحَسَبَ أَوْقَاتِهِمَا كُلَّ سَنَةٍ، ٢٨وَأَنْ يُذْكَرَ هذَانِ الْيَوْمَانِ وَيُحْفَظَا فِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ وَعَشِيرَةٍ فَعَشِيرَةٍ وَبِلاَدٍ فَبِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. وَيَوْمَا الْفُورِ هذَانِ لاَ يَزُولاَنِ مِنْ وَسَطِ الْيَهُودِ، وَذِكْرُهُمَا لاَ يَفْنَى مِنْ نَسْلِهِمْ. ٢٩وَكَتَبَتْ أَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ بِنْتُ أَبِيحَائِلَ وَمُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ بِكُلِّ سُلْطَانٍ بِإِيجَابِ رِسَالَةِ الْفُورِيمِ هذِهِ ثَانِيَةً، ٣٠وَأَرْسَلَ الْكِتَابَاتِ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ، إِلَى كُوَرِ مَمْلَكَةِ أَحَشْوِيرُوشَ الْمِئَةِ وَالسَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ وَأَمَانَةٍ، ٣١لإِيجَابِ يَوْمَيِ الْفُورِيمِ هذَيْنِ فِي أَوْقَاتِهِمَا، كَمَا أَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مُرْدَخَايُ الْيَهُودِيُّ وَأَسْتِيرُ الْمَلِكَةُ، وَكَمَا أَوْجَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى نَسْلِهِمْ أُمُورَ الأَصْوَامِ وَصُرَاخِهِمْ. ٣٢وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ الْفُورِيمِ هذِهِ، فَكُتِبَتْ فِي السِّفْرِ.
١. وَكَتَبَ مُرْدَخَايُ هذِهِ الأُمُورَ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ، لِيُوجِبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَيِّدُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَالْيَوْمِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ: إن مبدأ تَذكُّر خلاص الله العظيم هو مبدأ جيد؛ ونحن كثيرًا ما ننسى أعماله العظيمة.
٢. وَأَمْرُ أَسْتِيرَ أَوْجَبَ أُمُورَ الْفُورِيمِ هذِهِ: اليوم، أصبح عيد الْفُورِيمِ أحد الأعياد اليهودية الأكثر شعبية، حيث يتميز بالأزياء والألعاب والاحتفالات المفعمة بالحيوية.