أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٣١
تدبير الكهنة
أولًا. في أعقاب فصح حزقيا
أ ) الآية (١): العمل ضد عبادة الأوثان.
١وَلَمَّا كَمَلَ هذَا خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ الْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَكَسَّرُوا الأَنْصَابَ وَقَطَعُوا السَّوَارِيَ، وَهَدَمُوا الْمُرْتَفَعَاتِ وَالْمَذَابحَ مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى أَفْنَوْهَا، ثُمَّ رَجَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ، إِلَى مُدُنِهِمْ.
١. خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَكَسَّرُوا ٱلْأَنْصَابَ: بعد الاحتفال بالفصح المجيد مزدوج الطول، نبذ الشعب كل عبادة وثنية بأقوى طريقة ممكنة.
• “والآن صار اهتمام حزقيا في الماضي بإزالة أدوات الأوثان (انظر ٢ أخبار الأيام ٢٩: ١٥-١٩؛ ٣٠: ١٤؛ ٢ ملوك ١٨: ٢٢) حركة شعبية.” سيلمان (Selman)
٢. مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينَ وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى: يبيّن هذا مدى اتساع العمل. إذ لم يشمل مملكة يهوذا فحسب، بل أيضًا أجزاء كبيرة من أسباط الشمال.
• “لم يتم تنفيذ هذا الإصلاح في يهوذا فحسب، لكنه نُفِّذ في إسرائيل أيضًا. ولا يمكننا أن نعرف إن تمّ هذا من خلال نقل الحماسة الدينية، أم بموافقة هوشع، ملك إسرائيل.” كلارك (Clarke)
ب) الآيات (٢-٣): استرداد العمل الكهنوتي ودعمه.
٢وَأَقَامَ حَزَقِيَّا فِرَقَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ، الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ لِلْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ، لِلْخِدْمَةِ وَالْحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ فِي أَبْوَابِ مَحَلاَّتِ الرَّبِّ. ٣وَأَعْطَى الْمَلِكُ حِصَّةً مِنْ مَالِهِ لِلْمُحْرَقَاتِ، مُحْرَقَاتِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، وَالْمُحْرَقَاتِ لِلسُّبُوتِ وَالأَشْهُرِ وَالْمَوَاسِمِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ.
١. وَأَقَامَ حَزَقِيَّا فِرَقَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ: لم يسمح حزقيّا بأن يكون الفصح الأخير حدثًا لمرة واحدة. إذ أتْبع ذلك بتأسيس وتنظيم للخدمة الكهنوتية المنتظمة.
• “التعبير العبري لقيام تعيين الكهنة حسب أقسامهم محدد. يقول النص العبري: وَأَقَامَ حَزَقِيَّا فِرَقَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ. فقد أعاد تأسيس الدورات الأربع والعشرين المتناوبة التي أقامها داود (١ أخبار الأيام ٢٥) لضمان عبادة منتظمة.” باين (Payne)
٢. لِلْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ ٱلسَّلَامَةِ، لِلْخِدْمَةِ وَٱلْحَمْدِ وَٱلتَّسْبِيحِ فِي أَبْوَابِ مَحَلَّاتِ ٱلرَّبِّ: يبيّن هذا بعض واجبات ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ. إذ شمل عملهم إدارة الذبائح، والخدمة العامة، والعبادة.
• فِي أَبْوَابِ مَحَلَّاتِ ٱلرَّبِّ: “أي أبواب الهيكل الذي يُشبّه هنا بمعسكر، لأن هنالك حراسة ونوبات من قِبل الكهنة، واجتماع الشعب هناك للقاء، والصلاة، وهي الخدمة الرئيسية في حربنا الروحية.” تراب (Trapp)
٣. وَأَعْطَى ٱلْمَلِكُ حِصَّةً مِنْ مَالِهِ: كان الملك حزقيا مكرّسًا لاسترداد الخدمة الكهنوتية السليمة حتى أنه دعم عملهم بحصة من ماله.
ج) الآيات (٤-٥): الأمر بالعشور وجمعها.
٤وَقَالَ لِلشَّعْبِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنْ يُعْطُوا حِصَّةَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ لِكَيْ يَتَمَسَّكُوا بِشَرِيعَةِ الرَّبِّ. ٥وَلَمَّا شَاعَ الأَمْرُ كَثَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَوَائِلِ الْحِنْطَةِ وَالْمِسْطَارِ وَالزَّيْتِ وَالْعَسَلِ، وَمِنْ كُلِّ غَلَّةِ الْحَقْلِ وَأَتَوْا بِعُشْرِ الْجَمِيعِ بِكِثْرَةٍ.
١. وَقَالَ لِلشَّعْبِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنْ يُعْطُوا حِصَّةَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللَّاوِيِّينَ: لم يقدّم الملك حزقيا هذا كخيار لشعب يهوذا. فقد أمرهم بالوفاء بالتزاماتهم تحت شريعة موسى لدعم الكهنة من خلال العشور (سفر العدد ١٨: ٢١-٢٤).
• كما قال سفر العدد ١٨: ٢١ “وَأَمَّا بَنُو لَاوِي، فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ.” فالله أمر بالعشور (إعطاء عشرة بالمئة من دخل المرء) للاويين من أجل دعمهم. ويبيّن هذا الأمر المبدأ أن العشور تخص الله (قال الله، ’قَدْ أَعْطَيْتُ،‘ فالعشور له، وله الحق في أن يعطيها لمن يشاء)، لكنه أعطاها للاويين.
• عندما لم يكن إسرائيلي يدفع العشور، فإنه لم يكن يسلب اللاوي، رغم أن المال يفترض أن ينتهي إليه، بل كان يسلب الله (ملاخي ٣: ٨-١٠)، لأن الله كان يتلقّى العشور من المعطي، ويعطيه للاوي.
• يعتقد بعضهم أن العشور – بما أنها كانت تذهب لدعم اللاويين الذين كانوا بمعنى ما عاملين حكوميين في إسرائيل القديمة – مغطّاة بالضرائب الحكومية اليوم، وأن التركيز على العطاء الحر في العهد القديم يتوافق مع تركيز العهد الجديد على العطاء. ويمكننا القول إن العهد الجديد لا يأمر بشكل محدد بدفع العشور، لكنه يتحدث عنه بشكل إيجابي إذا تمّ بقلب سليم (لوقا ١١: ٤٢).
• من المهم أيضًا أن نفهم أن العشور ليست مبدأ معتمِدًا على الشريعة الموسوية، كما توضح عبرانيين ٧: ٥-٩. إذ كانت تمارَس لإكرام الله قبل موسى وشريعته.
• إن ما يتحدث عنه العهد الجديد بوضوح كبير هو مبدأ العطاء. إذ ينبغي أن يكون منتظَمًا، ومخططًا له، ومتناسبًا، وخاصًّا (١ كورنثوس ١٦: ١-٤). ويتوجب أن يكون كريمًا، ويُعطى بسخاء وسرور (٢ كورنثوس ٩).
• بما أن العهد الجديد لا يشدد على العشور، فلا داعي إلى تطبيقه بصراحة من جانب المؤمنين بالمسيح (رغم أن بعضهم يجادلون ضد العشور على أساس المصلحة الذاتية)، لكن بما أن العطاء يفترض أن يكون متناسبًا، ينبغي أن تُعطى نسبة مئوية ما، وعشرة بالمئة من الدخل معيار جيد ونقطة انطلاق! وبالنسبة لبعضهم، فإن عشرة بالمئة ليست كافية على الإطلاق. وبالنسبة لآخرين، في وقتهم الحالي، فإن خمسة بالمئة خطوة إيمان جبارة.
• “إن كان سؤالنا هو ’ما هو القليل الذي يمكن أن أعطيه ويبقى الله راضيًا؟‘ فإن قلبنا ليس في حالة سليمة مع الله على الإطلاق. بل ينبغي أن يكون لدينا نظرة بعض المؤمنين الأوائل الذين قالوا أساسًا: “لسنا تحت العشور، ولهذا يمكننا أن نعطي أكثر!” والعطاء والإدارة الروحية مسألة روحية، لا مالية فحسب (لوقا ١٦: ١١).
٢. لِكَيْ يَتَمَسَّكُوا (يكرسوا أنفسهم) بِشَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ: يذكّرنا هذا بواجب آخر من واجبات اللاويين بما يتجاوز ما ذُكر في ٢ أخبار الأيام ٣١: ٢، وهو دراسة شريعة الرب وتعليمها. وقد مكَّن الدعم المقدم من خلال العشور اللاويين بالقيام بهذا الواجب.
• هذا هو نفس المبدأ الذي كتب عنه بولس في ١ تيموثاوس ٥: ١٧-١٨ “أَمَّا ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُدَبِّرُونَ حَسَنًا فَلْيُحْسَبُوا أَهْلًا لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، لِأَنَّ ٱلْكِتَابَ يَقُولُ: «لَا تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا»، وَ«ٱلْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ».”
٣. وَلَمَّا شَاعَ ٱلْأَمْرُ كَثَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَوَائِلِ (العشور): كانت استجابة الشعب مثيرة للإعجاب. فبدلًا من التفكير في أسباب موجبة لعدم تطبيق الأمر عليهم، أو أعذار للتخلص من الواجب، جلبوا عشور كل شيء بوفرة.
• “كانت البواكير من حق الكهنة (سفر العدد ١٨: ١٢-١٣)، لكن العُشر، سواء أكان من المحاصيل والثمار أو القطعان، كان يقدَّم للاويين (سفر العدد ١٨: ٢١؛ انظر لاويين ٢٧: ٣٠-٣٣).” سيلمان (Selman)
ثانيًا. توزيع العشور والبركة
أ ) الآيات (٦-١٠): تلقّي العشور.
٦وَبَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا أَتَوْا هُمْ أَيْضًا بِعُشُرِ الْبَقَرِ وَالضَّأْنِ، وَعُشُرِ الأَقْدَاسِ الْمُقَدَّسَةِ لِلرَّبِّ إِلهِهِمْ، وَجَعَلُوهَا صُبَرًا صُبَرًا. ٧فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ ابْتَدَأُوا بِتَأْسِيسِ الصُّبَرِ، وَفِي الشَّهْرِ السَّابعِ أَكْمَلُوا. ٨وَجَاءَ حَزَقِيَّا وَالرُّؤَسَاءُ وَرَأَوْا الصُّبَرَ، فَبَارَكُوا الرَّبَّ وَشَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ. ٩وَسَأَلَ حَزَقِيَّا الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ عَنِ الصُّبَرِ، ١٠فَكَلَّمَهُ عَزَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ لِبَيْتِ صَادُوقَ وَقَالَ: «مُنْذُ ابْتَدَأَ بِجَلْبِ التَّقْدِمَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، أَكَلْنَا وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ عَنَّا بِكِثْرَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ شَعْبَهُ، وَالَّذِي فَضَلَ هُوَ هذِهِ الْكَثْرَةُ».
١. فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ ٱبْتَدَأُوا بِتَأْسِيسِ ٱلصُّبَرِ: كان إعطاء العشور وفيرًا حتى أن الأمر استغرق أربعة شهور لتلقّي العطايا. فلا عجب أن حزقيا والقادة بَارَكُوا الرَّبَّ وَشَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ عندما رأوا دليل العطاء السخي.
• “فَبَارَكُوا الرَّبَّ على كل من إعطائه لهذه التدبيرات الوفيرة لأرضه في هذه السنة، وعلى إعطائه شعبه مثل هذه القلوب التقية تجاه هذا العمل السخي.” بوله (Poole)
• لم يكونوا سعداء لأنه سيكون هنالك طعام وفير للكهنة واللاويين فحسب، بل لأن هذا بيّنَ أيضًا أن روح الله كان يعمل بقوة في شعب إسرائيل.
• وَعُشْرِ ٱلْأَقْدَاسِ: “ربما يشير هذا إلى العطايا التي قدّمها اللاويون للكهنة مما تلقّوه هم أنفسهم.” سيلمان (Selman)
٢. مُنْذُ ٱبْتَدَأَ بِجَلْبِ ٱلتَّقْدِمَةِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، أَكَلْنَا وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ عَنَّا بِكِثْرَةٍ: بعد هذا التجاهل الطويل للكهنة واللاويين، صار لديهم الآن طعام وفير.
ب) الآيات (١١-١٩): إدارة العشور.
١١وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِعْدَادِ مَخَادِعَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، فَأَعَدُّوا. ١٢وَأَتَوْا بِالتَّقْدِمَةِ وَالْعُشُرِ وَالأَقْدَاسِ بِأَمَانَةٍ. وَكَانَ رَئِيسًا عَلَيْهِمْ كُونَنْيَا اللاَّوِيُّ، وَشِمْعِي أَخُوهُ الثَّانِي، ١٣وَيَحِيئِيلُ وَعَزَزْيَا وَنَحَثُ وَعَسَائِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَيُوزَابَادُ وَإِيلِيئِيلُ وَيَسْمَخْيَا وَمَحَثُ وَبَنَايَا وُكَلاَءَ تَحْتَ يَدِ كُونَنْيَا وَشِمْعِي أَخِيهِ، حَسَبَ تَعْيِينِ حَزَقِيَّا الْمَلِكِ وَعَزَرْيَا رَئِيسِ بَيْتِ اللهِ. ١٤وَقُورِي بْنُ يَمْنَةَ اللاَّوِيُّ الْبَوَّابُ نَحْوَ الشَّرْقِ كَانَ عَلَى الْمُتَبَرَّعِ بِهِ لِلهِ لإِعْطَاءِ تَقْدِمَةِ الرَّبِّ وَأَقْدَاسِ الأَقْدَاسِ. ١٥وَتَحْتَ يَدِهِ: عَدَنُ وَمَنْيَامِينُ وَيَشُوعُ وَشِمْعِيَا وَأَمَرْيَا وَشَكُنْيَا فِي مُدُنِ الْكَهَنَةِ بِأَمَانَةٍ لِيُعْطُوا لإِخْوَتِهِمْ حَسَبَ الْفِرَقِ الْكَبِيرِ كَالصَّغِيرِ، ١٦فَضْلاً عَنِ انْتِسَابِ ذُكُورِهِمْ مِنِ ابْنِ ثَلاَثِ سِنِينَ فَمَا فَوْقُ مِنْ كُلِّ دَاخِل بَيْتَ الرَّبِّ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ فِي حِرَاسَاتِهِمْ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ، ١٧وَانْتِسَابِ الْكَهَنَةِ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَاللاَّوِيِّينَ مِنِ ابْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَسَبَ حِرَاسَاتِهِمْ وَأَقْسَامِهِمْ، ١٨وَانْتِسَابِ جَمِيعِ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي كُلِّ الْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُمْ بِأَمَانَتِهِمْ تَقَدَّسُوا تَقَدُّسًا. ١٩وَمِنْ بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ فِي حُقُولِ مَسَارِحِ مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ، الرِّجَالُ الْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ لإِعْطَاءِ حِصَصٍ لِكُلِّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ وَلِكُلِّ مَنِ انْتَسَبَ مِنَ اللاَّوِيِّينَ.
١. وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِعْدَادِ مَخَادِعَ (غرف مخازن) فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ: كان حزقيا حكيمًا بما فيه الكفاية ليعرف أهمية إدارة عطايا شعب الله السخية بشكل ملائم. فقد حرصوا على عمل كل شيء بأمانة، توقيرًا لله ولشعبه الذي أعطى بكرم.
٢. وَكَانَ رَئِيسًا عَلَيْهِمْ كُونَنْيَا ٱللَّاوِيُّ: وضع حزقيا رجالًا في مناصب المسؤولية والمحاسبة على هذه العشور. وعرف الملك أن الإدارة الأمينة ستتعزز عندما يكون الأشخاص تحت المساءلة كمشرفين.
• “يوفر التخطيط الجيد لِبُنى الدعم الملائمة إطارًا يمكن أن تتم فيه عبادة قلبية ذات معنى. ولهذا، أعَدّ حزقيا مخازن لاستلام العطايا، وعيّن مسؤولين مختلفين لجمعها وتوزيعها.” سيلمان (Selman)
٣. لِيُعْطُوا … مِنْ كُلِّ دَاخِلٍ بَيْتَ ٱلرَّبِّ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ: استُخدمت العشور لدعم أولئك الذين كانوا يقومون بعمل الخدمة للرب وشعبه، وإعالة عائلاتهم أيضًا بطبيعة الحال.
• “يُزعَم أن هذا سبب لإعالة زوجاتهم وأبنائهم من الأقداس، لأنهم عزلوا أنفسهم عن الشؤون الدنيوية التي كان بإمكانهم إعالة عائلاتهم من خلالها (لو لم يكرسوا أنفسهم لخدمة الهيكل)، وخصّصوا أنفسهم كاملًا لإدارة المقدسات.” بوله (Poole)
• “أمر موسى اللاويين بأن لا يبدأوا خدمتهم إلى أن يبلغوا الثلاثين من عمرهم. لكن داود غيّر هذا الأمر، وألزمهم بأن يبدأوا عندما يبلغون العشرين من عمرهم.” كلارك (Clarke)
ج) الآيات (٢٠-٢١): تقوى حزقيا وازدهاره.
٢٠هكَذَا عَمِلَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ يَهُوذَا، وَعَمِلَ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ وَحَقٌّ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ. ٢١وَكُلُّ عَمَل ابْتَدَأَ بِهِ فِي خِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ وَفِي الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ لِيَطْلُبَ إِلهَهُ، إِنَّمَا عَمِلَهُ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَأَفْلَحَ.
١. عَمِلَ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ وَحَقٌّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَهِهِ: كانت تقوى حزقيا نموذجًا يُحتذى به بين ملوك يهوذا. إذ لم يكن اهتمامه في المقام الأول هو بالسلطة والهيبة السياسية، لكن بما هو صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ وَحَقٌّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وفضلًا عن ذلك، عندما كان يعمل شيئًا، إِنَّمَا عَمِلَهُ بِكُلِّ قَلْبِهِ.
• “أنهى حزقيا مهمته لأنه طلب الرب بكل قلبه. فامتثل بهذا لنصيحة داود (انظر ١ أخبار الأيام ٢٢: ١٩؛ ٢٨: ٩)، وتبِع نمط ملوك آخرين (انظر ٢ أخبار الأيام ١٥: ١٧؛ ٢٢: ٩؛ ٢ أخبار الأيام ١١: ١٦؛ ١٩: ٣).” سيلمان (Selman)
• “كان من كل ناحية رجلًا ممتازًا تمامًا. وقد رأى واجبه تجاه الله وشعبه، وأدّاه بحماسة واجتهاد ملائمين. فليت الله يرسل مثل هؤلاء الملوك لشعوب العالم ليبارَكوا بهم. وليت هذه الشعوب تكون مطيعة كما ينبغي لهم، شاكرين الله الذي أرسلهم.” كلارك (Clarke)
٢. وَأَفْلَحَ: كان فَلاحُه (ازدهاره، نجاحه) دليلًا على بركة الرب، ولا سيما في ما يتعلق بسخائه ووكالته الحكيمة.
• “تكشف هذه الكلمات قصده، وأسلوبه، ونتيجة ذلك. وهي تشكل إعلانًا للقيمة الدائمة لجميع المدعوين لأداء الخدمة الإلهية بأي شكل من الأشكال. إذ كان قصده هو أن يطلب إلهه. وهذا التعبير معادل للتعبير المألوف لدينا: ’اطلبوا ملكوت الله وبره أولًا.‘ وكان أسلوبه هو التفاني التام – بِكُلِّ قَلْبِهِ. وكانت نتيجة ذلك هي الازدهار، أي النجاح في كل عمل سعى إلى القيام به.” مورجان (Morgan)