أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٧
الهيكل المكرس
أولًا. تكريس من الله والإنسان
أ ) الآيات (١-٣): الله يكرس الهيكل بنار من السماء.
١وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ، نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ. ٢وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَدْخُلُوا بَيْتَ الرَّبِّ لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ. ٣وَكَانَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَنْظُرُونَ عِنْدَ نُزُولِ النَّارِ وَمَجْدِ الرَّبِّ عَلَى الْبَيْتِ، وَخَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ عَلَى الْبَلاَطِ الْمُجَزَّعِ، وَسَجَدُوا وَحَمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ وَإِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ.
١. نَزَلَتِ ٱلنَّارُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلذَّبَائِحَ: هذا مثل من الأمثلة الرائعة في العهد القديم لقيام الله بإرسال نار من السماء لالتهام ذبيحة. فكان هذا دليلًا منظورًا مؤثّرًا على مصادقة الله. وبعد ذلك، مَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ.
• “ظلت هذه النار حيّة حتى السبي البابلي. وبعد ذلك، قيل إنها تجددت بشكل معجزي في أيام المكابيين.” تراب (Trapp)
٢. وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَدْخُلُوا بَيْتَ الرَّبِّ: يمثل هذا تكرارًا للمناسبة التي ذُكرت أولًا في ٢ أخبار الأيام ٥: ١٤.
٣. وَخَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ عَلَى الْبَلاَطِ الْمُجَزَّعِ، وَسَجَدُوا وَحَمَدُوا الرَّبَّ: استجاب الشعب بمزيج من التوقير والعبادة. وقد مجّد تسبيحهم الممتلئ بالخشوع صلاح الله ورحمته.
• قد يعتقد المرء أن النار الملتهِمة المرسلة من السماء ربما تذكرهم بقوة الله ودينونته. غير أن الموقف نفسه جعلهم أكثر وعيًا بصلاح الله ورحمته.
٤. لأَنَّهُ صَالِحٌ وَإِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ: هذه اللازمة مرتبطة بالمزمورين ١٣٦ و١١٨ و٢ أخبار الأيام ٥: ١٣. فعندما رأوا كل ما بوسعهم أن يروه من أعمال الله العظيمة، لم يملكوا إلاّ أن يركزوا بقوة على صلاح الله ورحمته.
ب) الآيات (٤-٥): الإنسان يكرس الهيكل بذبائح كثيرة.
٤ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ وَكُلَّ الشَّعْبِ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ الرَّبِّ. ٥وَذَبَحَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْغَنَمِ مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَدَشَّنَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ بَيْتَ اللهِ.
١. ثُمَّ إِنَّ ٱلْمَلِكَ وَكُلَّ ٱلشَّعْبِ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ: رغم روعة البرنامج والتسبيح، إلا أنهما لم يستطيعا أن يحلّا محل الذبائح. إذ كان ينبغي إكرام الله بالذبائح الدموية، سواء أكان للتكفير أم كإظهار للشركة مع الله.
٢. وَذَبَحَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ مِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَمِنَ ٱلْغَنَمِ مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا: هذا قدر مذهل – بل غريب تقريبًا من الذبائح. فكان لا بد أن يُذبح كل حيوان طقسيًّا، مع تخصيص قسم للرب، وقسم آخر للكهنة، وآخر للشعب. وكانت الكمية كافية لإطعام حشد كبير مدة أسبوعين.
ج) الآيات (٦-١٠): أيام الحمد والتسبيح والولائم لتكريس الهيكل.
٦وَكَانَ الْكَهَنَةُ وَاقِفِينَ عَلَى مَحَارِسِهِمْ، وَاللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ غِنَاءِ الرَّبِّ الَّتِي عَمِلَهَا دَاوُدُ الْمَلِكُ لأَجْلِ حَمْدِ الرَّبِّ «لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ» حِينَ سَبَّحَ دَاوُدُ بِهَا، وَالْكَهَنَةُ يَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ مُقَابِلَهُمْ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. ٧وَقَدَّسَ سُلَيْمَانُ وَسَطَ الدَّارِ الَّتِي أَمَامَ بَيْتِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَرَّبَ هُنَاكَ الْمُحْرَقَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ، لأَنَّ مَذْبَحَ النُّحَاسِ الَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لَمْ يَكْفِ لأَنْ يَسَعَ الْمُحْرَقَاتِ وَالتَّقْدِمَاتِ وَالشَّحْمَ. ٨وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ الْعِيدَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ وَجُمْهُورٌ عَظِيمٌ جِدًّا مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ. ٩وَعَمِلُوا فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ اعْتِكَافًا لأَنَّهُمْ عَمِلُوا تَدْشِينَ الْمَذْبَحِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَالْعِيدَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ١٠وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ السَّابعِ صَرَفَ الشَّعْبَ إِلَى خِيَامِهِمْ فَرِحِينَ وَطَيِّبِي الْقُلُوبِ لأَجْلِ الْخَيْرِ الَّذِي عَمِلَهُ الرَّبُّ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ.
١. وَكَانَ ٱلْكَهَنَةُ وَاقِفِينَ عَلَى مَحَارِسِهِمْ، وَٱللَّاوِيُّونَ بِآلَاتِ غِنَاءِ ٱلرَّبِّ: في مثل هذه المناسبة الرائعة، يتوجب أن يهتم كل واحد بخدمته وعمله. فكان على الكهنة أن يقدموا ذبائح كثيرة لدرجة أنهم اضطروا إلى تخصيص المنطقة أمام الهيكل لتلقّي الذبائح، لأَنَّ مَذْبَحَ النُّحَاسِ الَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لَمْ يَكْفِ لأَنْ يَسَعَ الْمُحْرَقَاتِ.
٢. وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ ٱلْعِيدَ فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ: نفهم من تاريخ ٱلْعِيد ومدّته أن هذا كان عيد المظال الذي امتد إلى ما بعد أيامه السبعة المعتادة في هذه المناسبة الخاصّة.
• “يتمّ التعبير عن وحدتهم من منظور جغرافي، إضافة إلى وحدة في الروح. إذ يشير ’مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ‘ إلى أوسع مدى ممكن تحتله إسرائيل من الأرض الموعودة.” سيلمان (Selman)
٣. لِأَجْلِ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ وَلِإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ: تنتهي قصة تكريس الهيكل هذه من حيث بدأت قصة الهيكل – بداود، لا بسليمان. إذ يتذكر الكاتب أن قلب داود ورؤيته هما اللذان بدآ عمل الهيكل.
د ) الآية (١١): الخلاصة: أُنجز العمل بنجاح.
١١وَأَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ. وَكُلَّ مَا خَطَرَ بِبَالِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَعْمَلَهُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي بَيْتِهِ نَجَحَ فِيهِ.
١. وَأَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ: تقدّم ١ ملوك ٧ مزيدًا من التفاصيل حول قصر سليمان. ويبدو، بناءً على السنوات التي استغرقها العمل على بنائه، أنه كان أكثر روعة من الهيكل نفسه.
٢. وَكُلَّ مَا خَطَرَ بِبَالِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَعْمَلَهُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي بَيْتِهِ نَجَحَ فِيهِ: كانت هذه نهاية عمل أُنجز بشكل حسن، عمل بدأ بداود، أبي سليمان.
ثانيًا. الله يتراءى لسليمان مرة أخرى
أ ) الآيات (١٢-١٦): تأكيد الاستجابة للصلاة المرفوعة من الهيكل.
١٢وَتَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ، وَاخْتَرْتُ هذَا الْمَكَانَ لِي بَيْتَ ذَبِيحَةٍ. ١٣إِنْ أَغْلَقْتُ السَّمَاءَ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، وَإِنْ أَمَرْتُ الْجَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ الأَرْضَ، وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي، ١٤فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ. ١٥اَلآنَ عَيْنَايَ تَكُونَانِ مَفْتُوحَتَيْنِ، وَأُذُنَايَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَلاَةِ هذَا الْمَكَانِ. ١٦وَالآنَ قَدِ اخْتَرْتُ وَقَدَّسْتُ هذَا الْبَيْتَ لِيَكُونَ اسْمِي فِيهِ إِلَى الأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ الأَيَّامِ.
١. وَتَرَاءَى ٱلرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيْلًا: كان هذا في واقع الأمر الظهور الثاني العظيم لله لسليمان (١ ملوك ٩: ١-٢). ويوصف الظهور الأول في ١ ملوك ٣: ٥-٩. وكان أمرًا جيدًا أن يتراءى الله لسليمان في المرة الأولى. وكان أفضل أن يظهر له الله بشكل فريد في المرة الثانية.
• “أيها الإخوة، نريد ظهورات مجدَّدة، وإظهارات طازجة، وافتقادات جديدة من العُلى. وأنا أمتدح أولئك الذين منكم يواصلون الحياة بينما يشكرون الله على الماضي، وعلى افتقاداته لهم في أيامهم الأولى، وهم يسعون ويطلبون افتقادًا آخر من العليّ.” سبيرجن (Spurgeon)
• بعد أن بنى سليمان الهيكل وقصره، جاء إلى أخطر فترة من حياته بعد موسم من البركة العظيمة والإنجاز الكبير. وأعطى الله في كرمه سليمان إعلانًا جديدًا عن نفسه في تلك الفترة الخطرة.
• “تخاطبنا نحن أيضًا هذه الكلمات. فلا يوجد أي ارتفاع نبلغه، أو عمل ننجزه، أو بركة ننالها تكون كافية في حد ذاتها لضمان استمرارنا في رضا الله. فلا يستطيع أن يفعل هذا إلا الإخلاص المستمر.” مورجان (Morgan)
٢. قَدْ سَمِعْتُ صَلَاتَكَ: ما كانت صلاة سليمان العظيمة لتعني شيئًا لولا أن الله سمعها. فالمقياس الحقيقي للصلاة هو إن كان الله يستجيب لها.
• يبدو أن هذا الجواب جاء بعد سنوات كثيرة من التكريس الفعلي للهيكل. غير أن الله أعطى سليمان جوابًا فوريًّا بالمصادقة وقت تدشين الهيكل عندما أرسل نارًا من السماء لتلتهم الذبائح (٢ أخبار الأيام ٧: ١-٧).
٣. وَٱخْتَرْتُ هَذَا ٱلْمَكَانَ لِي بَيْتَ ذَبِيحَةٍ: كان البناء عمل سليمان الذي قام به بقوة الرب وبإلهامه. وكان تكريس البناء عمل الله. إذ كان بمقدور سليمان أن يبني بناية، لكن الله وحده هو الذي يستطيع أن يقدسها بحضوره.
• “ينبغي أن يكون الهيكل بيت صلاة و(حرفيًا) ’بيت ذبائح.‘ وهذا المزيج من وظائف الهيكل مذهل، وهو يمثل إحدى بعض الإشارات في ٢ أخبار الأيام ٥-٧ التي يُفهم منها أن الصلاة والذبيحة جانبان للعملة نفسها.” سيلمان (Selman)
• “من خلال طرح الهيكل كمكان تُقبَل فيه الذبائح والصلوات السليمة، يتم توفير فرصة لاستبدال ظروف إسرائيل القائمة الحالية بمستقبل أكثر إيجابية. فقد أتاح هذا فرصة لتغيير مسار تاريخ إسرائيل.” سيلمان (Selman)
٤. فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي ٱلَّذِينَ دُعِيَ ٱسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي: يأتي هذا الوعد الرائع في سياق وعد الله باستجابة الصلوات من الهيكل الذي اختار أن يقدسه بحضوره. لقد وعد الله إسرائيل بشيء خاص عندما تتواضع وتطلب وجهه.
• هنالك عنصر تواضع بشكل طبيعي في الصلاة الحقيقية، لأنها تدرك أن الأجوبة ليست موجودة فيها، بل في الله. ويَعِد الرب المصلّين المتواضعين بشيء خاص.
• طُبِّقت عبارة ’شَعْبِي ٱلَّذِينَ دُعِيَ ٱسْمِي عَلَيْهِمْ‘ لأول مرة على شعب إسرائيل عندما سكنوا في الأرض الموعودة. ومع ذلك، فإن نفس الإله الذي قطع هذا الوعد لإسرائيل ما زال يملك في السماء، وسيستجيب لشعبه المصلّي المتواضع اليوم.
• “رغم أن دعوة الله قُدمت في البداية لشعب الله (شعبي – ٢ أخبار الأيام ٧: ١٤)، إلا أن ٢ أخبار الأيام ٦: ٣٢-٣٣ أوضحت أن أي شخص يعترف باسم الله وسلطته، يمكنه أن يصلي بثقة بأنه سيُسمع له. ولهذا، فإن هذا النص يتوافق مع نصوص أخرى يتم فيها الدعوة صراحة إلى كل الذين يدعون باسم الرب.” سيلمان (Selman)
٥. وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ ٱلرَّدِيةِ: شمل هذا الوعد العظيم باستجابة الصلاة في ٢ أخبار الأيام ٧: ١٤ حالة التوبة. وعندما يتواضع شعب الله، ويصلّون، ويطلبون وجه الله، يتوجب عليهم أن يبتعدوا عن طرقهم الردية أيضًا. فلا يكفي أن يحوّلوا قلوبهم إلى الله. إذ يتوجب عليهم أن يقدموا حياتهم له.
٦. فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ: يَعِد الله ببساطة أن يستمع إلى صلاة شعبه المصلّي المتواضع التائب. وسيغفر لشعبه ويشفي أرضهم.
• “تُفهم هذه التعبيرات على أفضل وجه على أنها أربعة جوانب لنظرة (موقف) واحدة، وهي أنه ينبغي للخطاة أن يطلبوا الله نفسه في توبة وتواضع بدلًا من أربع خطوات منفصلة على طريق طويل نحو الغفران.” سيلمان (Selman)
يمكننا أن نرى ما يعنيه أن يتواضع المرء بالنظر إلى رحبعام (٢ أخبار الأيام ١٢: ٦ و ٧ و١٢)، وحزقيا (٢ أخبار الأيام ٣٢: ٢٦)، ومنسّى (٢ أخبار الأيام ٣٣: ١٢ و١٩ و٢٣).
يمكننا أن نرى ما تعنيه الصلاة بالنظر إلى حزقيا (٢ أخبار الأيام ٣٠: ١٨ و ٣٢: ٢٠)، ومنسى (٢ أخبار ٣٣: ١٣).
يمكننا أن نرى ما يعنيه الطلب أو السعي أو البحث بالنظر إلى الكهنة الأمناء العائدين (٢ أخبار الأيام ١١: ١٣-١٦)، ويهوشافاط (٢ أخبار الأيام ٢٠: ٣-٤).
يمكننا أن نرى ما يعنيه الابتعاد أو الرجوع بالنظر إلى حزقيا (٢ أخبار الأيام ٣٠: ٦، ٩).
• “يتضمن الشفاء عبر العهد القديم مزيجًا من التطبيقات الروحية والجسدية. فكان يعادَل الشفاء بالغفران أحيانًا (مثلًا، هوشع ١٤: ٤؛ إشعياء ٥٣: ٥؛ ٥٧: ١٨-١٩؛ مزمور ٤١: ٤). ويرتبط أحيانًا بالشفاء الجسدي (مثلًا، تكوين ٢٠: ١٧؛ سفر العدد ١٢: ١٣؛ ٢ ملوك ٢٠: ٥، ٨). وعندما يطبَّق على الأرض، كما هي الحال هنا، يمكن أن يشير إلى إرجاع المسبيين إلى الأرض الموعودة (إرميا ٣٠: ١٧؛ ٣٣: ٦-٧)، أو استرداد الأرض وشعبها إلى السلام والأمن (إرميا ٣٣: ٦؛ إشعياء ٥٧: ١٩).” سيلمان (Selman)
٧. اَلْآنَ عَيْنَايَ تَكُونَانِ مَفْتُوحَتَيْنِ، وَأُذُنَايَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَلَاةِ هَذَا ٱلْمَكَانِ: وعد الله بأن يولي اهتمامًا خاصًّا للصلاة المرفوعة من الهيكل الذي بناه سليمان بن داود. ويمكننا أن نكون أكثر ثقة باهتمامه بصلواتنا عندما نقدمها باسم يسوع. فهذه إمكانية أفضل للوصول إلى الله حتى من الهيكل.
٨. وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ: “إن فكرة أن يكون لله قلب فكرة نادرة للغاية في الكتاب المقدس، وتتحدث الإشارات الصريحة الأخرى عن وجع قلب الله بسبب شر البشر (تكوين ٦: ٦؛ انظر تكوين ٨: ٢١؛ ١ صموئيل ١٣: ١٤؛ أعمال الرسل ١٣: ٢٢). ويصعب التفكير في طريقة أكثر حميمية للإشارة إلى قرب الله، أو إلى تشجيع أكبر على الصلاة.” سيلمان (Selman)
ب) الآيات (١٧-٢٢): تحذير الله لسليمان.
١٧وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ، وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، ١٨فَإِنِّي أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ كَمَا عَاهَدْتُ دَاوُدَ أَبَاكَ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ يَتَسَلَّطُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. ١٩وَلكِنْ إِنِ انْقَلَبْتُمْ وَتَرَكْتُمْ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، وَذَهَبْتُمْ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدْتُمْ لَهَا، ٢٠فَإِنِّي أَقْلَعُهُمْ مِنْ أَرْضِي الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَهذَا الْبَيْتُ الَّذِي قَدَّسْتُهُ لاسْمِي أَطْرَحُهُ مِنْ أَمَامِي وَأَجْعَلُهُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ. ٢١وَهذَا الْبَيْتُ الَّذِي كَانَ مُرْتَفِعًا، كُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِهِ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ: لِمَاذَا عَمِلَ الرَّبُّ هكَذَا لِهذِهِ الأَرْضِ وَلِهذَا الْبَيْتِ؟ ٢٢فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمِ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذلِكَ جَلَبَ عَلَيْهِمْ كُلَّ هذَا الشَّرِّ».
١. وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ… فَإِنِّي أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ: كان لاستجابة الله لصلاة سليمان شرط كبير. فإذا سلك سليمان أمام الله في طاعة وأمانة، يمكنه أن يتوقع بركة على مُلكه ومُلك نسله، وستستمر سلالة داود الحاكمة إلى الأبد.
• لم يطالب الله بطاعة كاملة من سليمان. فمن المؤكد أن داود لم يسلك كاملًا أمام الرب. بل طلب الله من سليمان أن يسلك كما فعل أبوه داود. فلم يكن هذا الشرط بعيد المنال بالنسبة لسليمان.
٢. وَلَكِنْ إِنِ ٱنْقَلَبْتُمْ وَتَرَكْتُمْ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ… فَإِنِّي أَقْلَعُهُمْ: يُتبع الوعد الإيجابي بوعد سلبي. فإذا ابتعد سليمان ونسله عن الله، وتركوه وتركوا وصاياه، فإن الله يَعِد بأن يقوّم إسرائيل العاصية.
٣. وَهَذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي قَدَّسْتُهُ لِٱسْمِي أَطْرَحُهُ مِنْ أَمَامِي: لم تكن استجابة الله لصلاة سليمان وعدًا غير مشروط لمباركة الهيكل تحت أيّة ظروف. لقد بارك الله الهيكل وملأه بمجد حضوره، لكنه سيطرحه من وجهه إن ترك ملوك إسرائيل الرب.
• بوجود هيكل مجيد كهذا، ستجرَّب إسرائيل بترك إله الهيكل واتخاذ من هيكل الله وثنًا. وهنا عرّفهم الله أنه لن يستطيع أن يبارك هذه الضلالة.
٤. وَأَجْعَلُهُ مَثَلًا وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ… كُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِهِ يَتَعَجَّبُ: وعد الله بموجب العهد القديم بأن يستخدم إسرائيل ليمجد نفسه بين الشعوب بطريقة أو أخرى. فإذا أطاعت إسرائيل، فسيباركها إلى درجة أن الشعوب الأخرى ستدرك يد بركة الله على إسرائيل. وإذا عصت إسرائيل، فسيؤدبها بقسوة حتى تتعجب الشعوب من دينونة الله بين شعبه العاصي.
• “الطريقة التي تم بها القضاء على هؤلاء العصاة مدهشة. فلم تحظَ أية أمّة بفضل كبير كهذا مثل إسرائيل، ولن تعاقَب أية أمة من الأمم بمثل هذه القسوة المميزة.” كلارك (Clarke)