أخبار الأيام الثاني – الإصحاح ٢١
حكم يهورام الشرير
أولًا. خطايا يهورام
أ ) الآيات (١-٥): اغتيال إخوته
١وَاضْطَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَعَ آبَائِهِ فَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ يَهُورَامُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. ٢وَكَانَ لَهُ إِخْوَةٌ، بَنُو يَهُوشَافَاطَ: عَزَرْيَا وَيَحِيئِيلُ وَزَكَرِيَّا وَعَزَرْيَاهُو وَمِيخَائِيلُ وَشَفَطْيَا. كُلُّ هؤُلاَءِ بَنُو يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. ٣وَأَعْطَاهُمْ أَبُوهُمْ عَطَايَا كَثِيرَةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَتُحَفٍ مَعَ مُدُنٍ حَصِينَةٍ فِي يَهُوذَا. وَأَمَّا الْمَمْلَكَةُ فَأَعْطَاهَا لِيَهُورَامَ لأَنَّهُ الْبِكْرُ. ٤فَقَامَ يَهُورَامُ عَلَى مَمْلَكَةِ أَبِيهِ وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِالسَّيْفِ، وَأَيْضًا بَعْضًا مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. ٥كَانَ يَهُورَامُ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ.
١. وَمَلَكَ يَهُورَامُ ٱبْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ: كان الملك يهوشافاط التقي أبا يهورام. غير أن واحدًا من أسوأ الأشياء التي رتّبها يهوشافاط هو زواج ابنه يهورام من عثليا، ابنة الملك الشرير، أخآب وزوجته إيزابل (٢ ملوك ٨: ١٦-١٨؛ ٢٦).
٢. وَأَعْطَاهُمْ أَبُوهُمْ عَطَايَا كَثِيرَةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَتُحَفٍ مَعَ مُدُنٍ حَصِينَةٍ: اتّبع يهوشافاط نفس السياسة الحكيمة مع أبنائه، والتي سبق أن اتّبعها رحبعام (٢ أخبار الأيام ١١: ١٨-٢٣)، وهي تشتيت أبنائه في جميع أنحاء المملكة بعيدًا عن العاصمة لئلا يشكلوا أي تهديد مُرَكَّز لابنه الوحيد الذي سيخلفه، يهورام.
• “يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ – هكذا يُدعى، إما لأنه كان كذلك بموجب حقّه، أو لأنه كان ملكًا لا على يهوذا وبنيامين فحسب، بل أيضًا على عدد كبير من الذين أتوا واستقروا في مملكته، أو لأن جميع رعاياه كانوا إسرائيليين. ولهذا كان ملك إسرائيل رغم أنه لم يكن ملكها كلها. ويقول بعضهم إن نسّاخًا دس كلمة ’إسرائيل‘ في بعض النسخ بدلًا من ’يهوذا‘ كما كُتبت في الأصل.” بوله (Poole)
٣. وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِٱلسَّيْفِ، وَأَيْضًا بَعْضًا مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ: رغم سياسة يهوشافاط الحكيمة في تشتيت أبنائه، إلا أن يهورام عمِد إلى قتل إخوته لئلا يشكلوا أي نوع من التهديد لحكمه.
• “غير أن استجابة يهورام لصلاح الله لم تكن قتْل إخوته كلهم فقط بحد السيف، بل قتْل بعض كبار المسؤولين في يهوذا أيضًا. ولهذا، فإنّ كلمة ’تَشَدَّدَ‘ هنا تعني الإزاحة العنيفة لجميع المطالبين الآخرين المحتملين بالعرش.” سيلمان (Selman)
• لم يكن شر يهورام أمرًا مفاجئًا في ضوء سماحه بالتأثر ببيت أخآب. “ويسهب يوسيفوس في هذا الموضوع مشيرًا إلى أن يهورام ارتكب جرائم الاغتيال هذه بتحريض من عثليا.” ديلداي (Dilday)
• ربما ظنّ بعضهم أن المصاهرة بين العائلتين الملكيتين في يهوذا وإسرائيل سترفع مملكة إسرائيل روحيًّا. لكن الأمور لم تَسِرْ هكذا. وبدلًا من ذلك، جعلتْ مملكة إسرائيل تتدهور روحيًّا.
ب) الآيات (٦-٧): لماذا أظهر الله رحمة ليهورام.
٦وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. ٧وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ بَيْتَ دَاوُدَ لأَجْلِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ دَاوُدَ، وَلأَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ وَبَنِيهِ سِرَاجًا كُلَّ الأَيَّامِ.
١. وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ: لم تكن هذه مجاملة. إذ بينما كانت مملكة يهوذا خليطًا من الملوك الأتقياء والأشرار، لم يكن في مملكة إسرائيل الشمالية غير ملوك أشرار رفضوا الله.
• “كانت هذه عثليا، ابنة أخآب وإيزابل، والتي اشتهرت بفظاعتها وقسوتها، شأنها شأن أمها الأكثر إفراطًا في هذا الأمر. ومن المحتمل أنها كانت السبب الرئيسي لقسوة يهورام ونجاسته.” كلارك (Clarke)
• كان أبوه يهوشافاط رجلًا صالحًا كانت لديه عادة سيئة خاطئة تمثّلت في تكوين علاقات تنطوي على المساومة. ولم تظهر أسوأ ثمار هذا الاتجاه إلا بعد موت يهوشافاط.
٢. وَلَمْ يَشَإِ ٱلرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ بَيْتَ دَاوُدَ لِأَجْلِ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ دَاوُدَ: إن التضمين هنا هو أن شر يهورام كان عظيمًا بما يكفي لتبرير مثل هذه الدينونة، لكن الله امتنع عن تنفيذها بسبب أمانة سلفه داود.
• “كان السراج أكثر من رمز للحياة والشهادة. إذ كان يذكِّر السامع بالعهد (مزمور ١٣٢: ١٧؛ انظر ٢ أخبار الأيام ٢١: ٧).” وايزمان (Wiseman)
• “عندما قطع الله هذا الوعد لداود لأول مرة، لم يكن يُدعى ’عهدًا‘ (١ أخبار الأيام ١٧، ٢ صموئيل ٧)، غير أن الوحي الإلهي دعاه عهدًا في وقت لاحق (٢ صموئيل ٢٣: ٥؛ مزمور ٨٩: ٣، ٣٤؛ مزمور ١٣٢: ١١-١٢).” باين (Payne)
ثانيًا. عواقب خطية يهورام
أ ) الآيات (٨-١١): مساومة يهورام الآثمة وثورة أدوم ولبنة.
٨فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكًا. ٩وَعَبَرَ يَهُورَامُ مَعَ رُؤَسَائِهِ وَجَمِيعُ الْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلاً وَضَرَبَ أَدُومَ الْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ الْمَرْكَبَاتِ. ١٠فَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ لأَنَّهُ تَرَكَ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِ. ١١وَهُوَ أَيْضًا عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جِبَالِ يَهُوذَا، وَجَعَلَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ، وَطَوَّحَ يَهُوذَا.
١. فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا: كانت أدوم لفترة ما مملكة عميلة ليهوذا، وكانت تدين لها بالجزية (الضرائب). وفي عهد يهورام، أحس قادة أدوم بضعف يهوذا وبأن لديهم الفرصة للتحرر منها.
• “لا نعرف شيئًا آخر عن مشكلة لبنة. وهي بلدة تقع في منطقة غير محددة من الحدود الغربية ليهوذا غير بعيدة عن لخيش.” سيلمان (Selman)
• “طالما ظل ملوك يهوذا أوفياء لولائهم لله، كانوا قادرين على إخضاع الشعوب المجاورة. لكن، بمجرد تمردهم على الله، كانت الشعوب تتمرد عليهم، وكأن قوة هبطت وحلّت فيها من مصدر كل قوة. فعندما كان ينكسر هذا الارتباط بينهم وبين الله، كان الارتباط بينهم وبين مرؤوسيهم ينكسر أيضًا.” ماير (Meyer)
• ينطبق هذا على رغباتنا القوية أيضًا. فعندما نخضع لله بشكل صحيح، تكون رغباتنا القوية خاضعة لنا بشكل سليم. وعندما نخرج عن طوع الله، غالبًا ما نجد أن رغباتنا القوية تلتهب بقوة ساحقة على ما يبدو. ويصِحّ هذا أيضًا على الممارسة السليمة للسلطة في أي مجال – البيت، والإدارة، والكنيسة، والمجتمع. وإنه لمن الأمان أن نخضع لأولئك الذين يخضعون لله بالفعل.
٢. وَقَامَ لَيْلًا وَضَرَبَ أَدُومَ ٱلْمُحِيطَ (الذين أحاطوا) بِهِ: لا يخبرنا النص عن الحصيلة الدقيقة لهذه المعركة. وربما كانت غير حاسمة. لكن بسبب تمرد أدوم المستمر على يهوذا، كان واضحًا أن يهوذا لم تفرض سيطرتها الكلية عليها، فبقيت مستقلة نوعًا ما.
٣. فَعَصَى أَدُومُ مِنْ تَحْتِ يَدِ يَهُوذَا إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ: هذا دليل على ضعف مملكة يهورام. لقد ظنّ أن تحالف الزواج مع أخآب ومملكة إسرائيل سيقوّي يهوذا، لكن عمل العصيان هذا أضعفها، لِأَنَّهُ تَرَكَ ٱلرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِ.
٤. وَهُوَ أَيْضًا عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ: كانت سياسة كل من أبيه يهوشافاط (٢ أخبار الأيام ١٧: ٦) وجدّه آسا (٢ أخبار الأيام ١٤: ١-٥) هي العمل ضد تلك المرتفعات. وبدلًا من ذلك، قام يهورام بتعزيزها والترويج لها.
• “إنه أول ملك في يهوذا قام ببناء مرتفعات فعلًا. ومن المحتمل أنها اشتملت على هيكل للبعل في أورشليم (انظر ٢ أخبار الأيام ٢٣: ١٧.” سيلمان (Selman)
٥. وَجَعَلَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ: شُبِّهت عبادتهم للأوثان بالزنا لسببين. أولًا، غالبًا ما كانت عبادة آلهة الجنس/الخصب وآلهاتها تتضمن انحلالًا جنسيًّا مع كاهن وثني أو كاهنة وثنية. ثانيًا، بما أن إسرائيل كانت ملزمة بأن تكون وفيّة للرب، كما أن الزوجة ملزمة بأن تكون وفيّة لزوجها، فإن عبادة الأصنام كانت مثل الزنا بمعنى روحي.
ب) الآيات (١٢-١٥): رسالة إيليا الموبّخة ليهورام.
١٢وَأَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا النَّبِيِّ تَقُولُ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، ١٣بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَتَلْتَ أَيْضًا إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، ١٤هُوَذَا يَضْرِبُ الرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وَكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. ١٥وَإِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ الْمَرَضِ يَوْمًا فَيَوْمًا».
١. وَأَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيِّ: كانت خدمة إيليا الرئيسية موجّهة إلى ملوك الأسباط في الشمال ومملكة إسرائيل. ومع ذلك، استخدمه الله أحيانًا في مخاطبة ملوك يهوذا. وقد فعل هذا هنا من خلال رسالة.
• “كيف يمكن أن يكون هذا بينما اختُطف إيليا إلى السماء في زمن يهوشافاط (٢ ملوك ٢؛ ٣: ١١)؟ والجواب هو: ١. إما أنه كان أليشع أو نبيًّا آخر يدعى إيليا، لأنه عمل بروح إيليا وقوته، وهي الخدمة التي دُعي إليها يوحنا المعمدان أيضًا. وإما أن ٢. هذه كانت رسالة كتبها إيليا الذي سبق أن رأى حكم يهورام وأعماله وتنبّأ عنه.” بوله (Poole)
• “غير أنه ربما رحل إيليا بحلول وصول هذه الرسالة. ولهذا، فإن من الممكن أنه كان لحكم الهلاك هذا قوة صوت قادم من الأموات.” باين (Payne)
٢. بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ: كانت هذه شكوى الله الرئيسية ضد يهورام. فقد رفض أن يتبع نموذج أبيه وجده. وبدلًا من ذلك، اتّبع نموذج حميه، أخآب.
٣. ٱلَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ: رأى الله إخوة يهورام أفضل وأجدر منه في الجلوس على عرش يهوذا.
٤. هُوَذَا يَضْرِبُ ٱلرَّبُّ… إِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ: وعد الله بأن يصاب يهورام بهذا المرض المؤلم عقابًا على خطاياه.
ج) الآيات (١٦-١٧): متاعب أخرى في حكم يهورام.
١٦وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ، ١٧فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَافْتَتَحُوهَا، وَسَبَوْا كُلَّ الأَمْوَالِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضًا، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرُ بَنِيهِ.
١. وَأَهَاجَ ٱلرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَٱلْعَرَبَ: كان جلب أعدء يهورام ضده ليزعجوا حكمه دينونة أخرى عليه.
٢. مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضًا، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ٱبْنٌ إِلَّا يَهُوآحَازُ أَصْغَرُ بَنِيهِ: كانت هذه دينونة ملائمة ليهورام. ففي محاولته حماية حكمه، قتل إخوته كلهم. ووجد في نهاية المطاف أن كل أبنائه، باستثناء واحد، سُبوا.
• “في تطبيق العدالة الإلهية، انتهى الأمر بالرجل الذي بدأ بذبح إخوته بفقدان أبنائه وزوجاته.” باين (Payne)
د ) الآيات (١٨-٢٠): نهاية يهورام المروّعة.
١٨وَبَعْدَ هذَا كُلِّهِ ضَرَبَهُ الرَّبُّ فِي أَمْعَائِهِ بِمَرَضٍ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ. ١٩وَكَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَحَسَبَ ذِهَابِ الْمُدَّةِ عِنْدَ نَهَايَةِ سَنَتَيْنِ، أَنَّ أَمْعَاءَهُ خَرَجَتْ بِسَبَبِ مَرَضِهِ، فَمَاتَ بِأَمْرَاضٍ رَدِيَّةٍ، وَلَمْ يَعْمَلْ لَهُ شَعْبُهُ حَرِيقَةً كَحَرِيقَةِ آبَائِهِ. ٢٠كَانَ ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَلكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ الْمُلُوكِ.
١. ضَرَبَهُ ٱلرَّبُّ فِي أَمْعَائِهِ بِمَرَضٍ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ: ومرة أخرى، كانت هذه دينونة ملائمة. هنالك معنى بموجبه كان يهورام متعفّنًا روحيًّا من الداخل. وهنا جعل الله حالته الجسمية متوافقة مع حالته الروحية. ولهذا مات في ألم شديد.
• “يبدو أن الترجوم يشير إلى أن يهورام كان يعاني من إمساك والتهاب في أمعائه. وفي النهاية، اندفعت أمعاؤه إلى الخارج.” كلارك (Clarke)
• على ما يبدو أنه عانى سنتين. “فكان هذا وقتًا طويلًا ليكون طريح الفراش بسبب مرض لا يطاق. ومع ذلك، لم يكن هذا إلا جحيمًا نموذجيًّا، مذاقًا مسبقًا للعذابات الأبدية، إلا إذا تاب.” تراب (Trapp)
• “تزيد مشكلات الترجمة من الصعوبة. فربما جاءت النهاية فجأة (في يومين – ’مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ‘) (انظر كيل ويلارد)، بدلًا من نهاية السنة الثانية.” سيلمان (Selman)
٢. وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ: لم يندب أحد هذا الملك المساوم والآثم عندما مات. “إنه واحد من أكثر ملوك يهوذا موضوعًا للكراهية. وقد أذله الرب لأن شره دفعه إلى قبر مهان.” ناب (Knapp)
• “كما عاش بشكل شرير، كذلك مات كما اشتهى.” تراب (Trapp)
• “كان مكروهًا في حياته، ومهملًا في موته. كان ظاهرًا أنه كان ملعونًا من الله، وممقوتًا بالضرورة من الناس الذين عاش ليفسد حياتهم ويقمعهم. ولا يُذكر أن أي مؤرخ بذل عناء كتابة أي سرد لحياته الحقيرة.” كلارك (Clarke)
• “ما أغرب قلب الإنسان حقًّا! فهو يتحول إلى الشر، ويلاحقه بإصرار. ومع هذا، فإن هذا القلب لا يحب حقًّا أولئك الذين يقودونه في طريق الشر. فالمحبة لا تستوحى إلا بالصلاح. والناس مستعدون أن يتبعوا أولئك الذين يقودونهم في طرق الفساد، لكن مثل هذا الاتّباع مستوحى من أنانية شريرة، لا من إعجاب أو محبة.” مورجان (Morgan)