سفر التثنية – الإصحاح ٢٤
قانون الطلاق وأحكام أخرى متنوعة
أولًا. الطلاق والزواج الثاني والزواج
أ ) الآية (١): شريعة الطلاق في إسرائيل القديمة.
١إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ.
١. كِتَابَ طَلاَق: بموجب هذه الشرائع، كان الطلاق مسموحًا به في إسرائيل، ولكن تم تنظيمه بعناية. وبموجب شريعة الله، لا يمكن فسخ عقد الزواج بمجرد رغبة أحد الشريكين في الانفصال؛ فيجب أن يكون هناك سبب لكِتَابَ الطَلاَق.
• وحتى مع وجود سبب، لم يكن من المفترض أبدًا أن يُنظر إلى الطلاق على أنه خيار مفضل أو سهل. إن الكلمة العبرية المترجمة ’الطلاق‘ تأتي جذورها من فكرة ’الشق والقطع‘ – وهي كلمة تعني البتر مما هو جسد واحد.
• “يرى معظم المسيحيين الطلاق بمثابة تقطيع في جسد حي، كنوع من العمليات الجراحية. ويرى البعض أن العملية عنيفة إلى درجة أنه لا يمكن إجراؤها على الإطلاق؛ ويعترف آخرون بأنه علاج يائس في الحالات القصوى. وقد اتفقوا جميعًا على أن الأمر أشبه بقطع ساقيك أكثر من مجرد حل شراكة تجارية أو حتى الفرار من كتيبة عسكرية.” سي إس لويس (C.S. Lewis)
٢. وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق: يأمر الله هنا أن أي طلاق لابد أن يُختم بكِتَابَ طَلاَق. وبعبارة أخرى، لم يكن يكفي أن يعلن الرجل لزوجته “قد تطلقنا.” كان لا بد من الاعتراف بالطلاق قانونيًا تمامًا كما كان الزواج قانونيًا، لذلك يجب إصدار كِتَابَ طَلاَق – وثيقة قانونية – تُعطى لها بشكل سليم (وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا).
٣. فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ: هذا يصف أسباب الطلاق ويشير إلى أنه لا يمكن كتابة كِتَابَ طَلاَق لمجرد أي سبب من الأسباب. وكان لا بد من تأسيس الطلاق على هذين الشرطين المهمين.
• يجب أن يوجد فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ. عرّف بعض معلمي اليهود كلمة ’عَيْبَ‘ بأنه أي شيء في الزوجة قد يثير غضب الزوج. وفي زمن يسوع، علَّم بعض معلمي اليهود أنه إذا أحرقت الزوجة إفطار زوجها، فيمكنه أن يطلقها.
• لكن يسوع عرّف بدقة وبشكل صحيح ما هو العَيْبَ المُشار إليه في تثنية ٢٤: ١. وقد قال “إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي” (متى ١٩: ٩). لقد فهم يسوع بحق أن ذلك العَيْبَ يشير إلى الزنا، وهو مصطلح واسع يشير إلى الخطية الجنسية، والتي تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، التواصل الجنسي مع شخص ليس زوجك. إن الكلمة العبرية المترجمة “نجاسة” في حد ذاتها تتضمن معنى الزنا؛ إن معناها حرفيًا “عُري الشيء.”
• لذلك، إذا وَجَدَ الزوج فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، فمن حقه أن يعطي زوجته كِتَابَ طَلاَق. لكنه غير مجبر على تطليقها. ويجب أن تكون الزوجة لَا تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ. بمعنى آخر، لا بد أن الزوج يكون منزعجًا للغاية من فساد زوجته الجنسي لدرجة أنه ببساطة لا يستطيع أن ينظر إليها ولَا تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ بعد الآن. فلا بد أن يكون عدم وجِودْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ هو بسبب أن فِيهَا عَيْبَ شَيْء (غير نقي).
• وهذا يساعدنا على فهم ما قاله يسوع في متى ١٩: ٨ “إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.” إذا لم يكن للمرأة قلب قاس، فلن ترتكب الزنا ضد زوجها أبدًا، ولن تكون هناك حاجة إلى الطلاق. إذا لم يكن لدى الزوج أي قسوة في قلبه، فيمكنه أن يغفر لزوجته ويظل ينظر إليها بنِعْمَةً، حتى لو كانت مذنبة بالزنا. ولكن لأن الله يعلم أن هناك قسوة في قلوبنا – سواء في الطرف المسيء أو المُساء إليه – فإنه يمنح الإذن بالطلاق.
• في أيام يسوع، علَّم القادة اليهود أنه من واجب الرجل التقي أن يطلق زوجته إذا أغضبته. ويوضح كل من موسى ويسوع أن الله يسمح بالطلاق في ظروف معينة، لكنه لا يوصي به أبدًا.
• ومع ذلك، إذا كان لدى شخص أسباب يقرّها الكتاب المقدس للطلاق (والتي، وفقًا لكورنثوس الأولى ٧: ١٥، تتضمن هجر الزوج غير المؤمن)، فمن المؤكد أن لديهم إذن بالطلاق، والله لا “يحسب ضدهم هذا الأمر” ما لم يكن قد أخبرهم على وجه التحديد بعدم الطلاق وهم خالفوا كلمته الخاصة في حياتهم.
٤. وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق: يعتقد معظم الناس أنه في إسرائيل القديمة، كان للأزواج وحدهم الحق في تطليق زوجاتهم، ولم يكن للزوجات حق الطلاق. لكن ما يقال هنا قد يراد به أن ينطبق على الزوج والزوجة على حد سواء. يقول يسوع في مرقس ١٠: ١٢ “وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي،” مما يشير بوضوح أنه في أيامه، كان للزوجة الحق في أن تُطلّق.
ب) الآيات (٢-٤): شريعة الزواج الثاني في إسرائيل القديمة.
٢وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، ٣فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ، أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَةً، ٤لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ. فَلاَ تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.
١. لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا: هذا قانون قوي، إذ يقول إنه إذا تزوجت المطلقة مرة أخرى، فلا يمكنها الرجوع إلى زوجها الأول، حتى بعد أن ينتهي زواجها الثاني سواء بالطلاق أو بوفاة الزوج. ويُعد خرق هذه الشريعة رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ.
٢. ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ: يبدو أنه قد يكون من الجيد أن يرجعا الزوجان الأولان معًا. ولكن هذه الوصية جاءت لأن الله أراد أن يُنظر إلى الزواج والطلاق على أنهما أمران جديان ودائمان. ولا يمكن للمرء أن يتزوج أو يُطلّق بشكل عرضي؛ فكان لا بد من التفكير في الأمر بعناية لأنه قرار دائم.
• وهذه الوصية تعزز أيضًا الزواج الثاني، وتثبيط الزوج الأول عن التفكير بأن يترك زوجته الثانية ويعود إلى زوجته الأولى.
ج) الآية (٥): شريعة تكريم الزواج.
٥إِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً جَدِيدَةً، فَلاَ يَخْرُجْ فِي الْجُنْدِ، وَلاَ يُحْمَلْ عَلَيْهِ أَمْرٌ مَّا. حُرًّا يَكُونُ فِي بَيْتِهِ سَنَةً وَاحِدَةً، وَيَسُرُّ امْرَأَتَهُ الَّتِي أَخَذَهَا.
١. حُرًّا يَكُونُ فِي بَيْتِهِ سَنَةً وَاحِدَةً: كانت هذه طريقة الله لتكريم ومباركة عهد الزواج، فأعفى الرجال المتزوجين حديثًا من الخدمة العسكرية أو غيرها من الخدمات الخاصة بالأمة لمدة عام واحد.
٢. وَيَسُرُّ امْرَأَتَهُ الَّتِي أَخَذَهَا: وهذه وظيفة مهمة لكل زوج. وكما هو الحال مع الرب، فإننا نجد حَيَاتَنا بإَضَاعَتها (متى ١٠: ٣٩)، كذلك فإن الزوج سيجد السعادة القصوى إذا كان يَسُرُّ امْرَأَتَهُ الَّتِي أَخَذَهَا.
• وكما تم وصف دور الزوج في أفسس ٥، نرى أن الله يؤكد على الوحدة الأساسية بين الزوج والزوجة. لا يمكن للزوج أن يجعل زوجته سعيدة دون أن يدخل السعادة في حياته أيضًا. وعلى العكس من ذلك، فهو لا يستطيع أن يجلب البؤس إلى حياة زوجته دون أن يجلب البؤس إلى حياته الخاصة.
• الزوجة السعيدة أساس البيت السعيد؛ الزوجة المريرة أو المثيرة للجدل تصنع منزلًا بائسًا. اَلْوَكْفُ الْمُتَتَابعُ فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ، وَالْمَرْأَةُ الْمُخَاصِمَةُ سِيَّانِ (أمثال ٢٧: ١٥). اَلسُّكْنَى فِي زَاوِيَةِ السَّطْحِ، خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ وَبَيْتٍ مُشْتَرِكٍ. (أمثال ٢١: ٩). اَلسُّكْنَى فِي أَرْضٍ بَرِّيَّةٍ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ حَرِدَةٍ (أم ٢١: ١٩).
ثانيًا. شرائع أخرى متنوعة
أ) الآية (٦): لا تتخذوا رزق أحد رهنًا.
٦لاَ يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحًى أَوْ مِرْدَاتَهَا، لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَرْهِنُ حَيَاةً.
١. لاَ يَسْتَرْهِنْ أَحَدٌ رَحًى أَوْ مِرْدَاتَهَا: كان حجر الرَحًى ضروريًا لحياة الأسرة، لذلك كان ممنوعًا أن يؤخذ كضمان لقرض.
• وفي هذا تحذير لإسرائيل من استغلال بعضهم البعض في أوقات الحاجة الشديدة. يجب أن نحرص على ألا نستفيد أبدًا بشكل غير عادل من فقر الآخرين أو الصعوبات التي يواجهونها.
٢. لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَرْهِنُ حَيَاةً: يمكن أن تَسْتَرْهِنُ الأشياء غير الضرورية. على الرغم من أنه لا يمكن تحصيل فائدة على القرض من إسرائيلي محتاج، إلا أنه يمكن أن يَسْتَرْهِنُ – ضمانة لضمان سداد القرض. إن هذه الوصية تُحرّم أخذ رهن من شأنه أن يحرم الرجل من قدرته على إعالة أسرته وتخليص نفسه من الديون.
ب) الآية (٧): عقوبة الخطف.
٧إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْسًا مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ ذلِكَ السَّارِقُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
١. إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْسًا مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: لم يكن يتم الخطف (سَرَقَ نَفْسًا) عادة في العالم القديم من أجل الحصول على مقابل وفدية مالية، بل من أجل بيع المختطف كعبد، تمامًا كما حدث مع يوسف على يد إخوته (تكوين ٣٧: ٢٨).
٢. يَمُوتُ ذلِكَ السَّارِقُ: كانت هذه الجريمة خطيرة بما يكفي أمام الله، لدرجة أنه فرض لها عقوبة الإعدام.
ج) الآيات (٨-٩): الوصية بالتصرف بعجلة عند تفشي ضربة البرص.
٨اِحْرِصْ فِي ضَرْبَةِ الْبَرَصِ لِتَحْفَظَ جِدًّا وَتَعْمَلَ حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُكَ الْكَهَنَةُ اللاَّوِيُّونَ. كَمَا أَمَرْتُهُمْ تَحْرِصُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ٩اُذْكُرْ مَا صَنَعَ الرَّبُّ إِلهُكَ بِمَرْيَمَ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ.
١. اِحْرِصْ فِي ضَرْبَةِ الْبَرَصِ: يصف سفر اللاويين ١٣ و١٤ بتفصيل كبير كيف أراد الله فحص البرص ووضعهم في الحجر الصحي. ولأن البرص كان مرضًا مخيفًا، فأمرهم الله هنا أن يحْرِصْوا عند تفشي ضَرْبَةِ الْبَرَصِ، حتى لا يصبح وباءً في جميع أنحاء إسرائيل.
٢. اُذْكُرْ مَا صَنَعَ الرَّبُّ إِلهُكَ بِمَرْيَمَ: في سفر العدد ١٢، قادت مريم أخاها هارون في التمرد على موسى، فضربها الله بالبرص. وعلى الرغم من أن موسى صلى من أجل شفاءها، إلا أن الله تركها برصاء سبعة أيام قبل أن يشفيها، وحْجَزُت سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ، وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ (سفر العدد ١٢: ١٤). إذا تم عزل شخص بارز مثل مريم باعتباره مصابًا بالبرص، فهذا يوضح أن كل أبرص آخر في إسرائيل يجب أن يوضع في الحجر الصحي أيضًا.
د) الآيات (١٠-١٣): التعامل مع الرَهْن بشكل صحيح.
١٠إِذَا أَقْرَضْتَ صَاحِبَكَ قَرْضًا مَّا، فَلاَ تَدْخُلْ بَيْتَهُ لِكَيْ تَرْتَهِنَ رَهْنًا مِنْهُ. ١١فِي الْخَارِجِ تَقِفُ، وَالرَّجُلُ الَّذِي تُقْرِضُهُ يُخْرِجُ إِلَيْكَ الرَّهْنَ إِلَى الْخَارِجِ. ١٢ وَإِنْ كَانَ رَجُلًا فَقِيرًا فَلاَ تَنَمْ فِي رَهْنِهِ. ١٣رُدَّ إِلَيْهِ الرَّهْنَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، لِكَيْ يَنَامَ فِي ثَوْبِهِ وَيُبَارِكَكَ، فَيَكُونَ لَكَ بِرٌّ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ.
١. فَلاَ تَدْخُلْ بَيْتَهُ لِكَيْ تَرْتَهِنَ رَهْنًا مِنْهُ: عندما يتم أخذ رَهْنًا مقابل الحصول على قرض، كان لا بد من الحصول عليه بطريقة تحفظ كرامة الرجل الفقير.
• إن الله لا يدين مبدأ أخذ الرهن، بل يأمر فقط بأن يُؤخذ بطريقة إنسانية. إن فكرة أخذ ضمان مقابل القرض فكرة صحيحة لأنها تشجع الشعور بالمسؤولية الشخصية لدى الحاصل على القرض.
٢. فَلاَ تَنَمْ فِي رَهْنِهِ: بافتراض أن الرهن كان شيئًا لتدفئة الرجل (مثل ثوب أو بطانية، والذي غالبًا ما يكون الرهن الوحيد الذي يمكن أن يقدمه رجل فقير)، كان لا بد من إعادة الرهن لذلك الرجل حتى يمكنه استخدامه للتدفئة ليلًا.
• “لقد تصرف اليهود في عدة حالات بشكل مخالف لهذه القاعدة، ونجد النبي عاموس يوبخوهم على ذلك بشدة. (عاموس ٨).” كلارك (Clarke)
هـ) الآيات (١٤-١٥): الوصية بدفع أجور عُمالك.
١٤لاَ تَظْلِمْ أَجِيرًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا مِنْ إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ فِي أَرْضِكَ، فِي أَبْوَابِكَ. ١٥فِي يَوْمِهِ تُعْطِيهِ أُجْرَتَهُ، وَلاَ تَغْرُبْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ، لأَنَّهُ فَقِيرٌ وَإِلَيْهَا حَامِلٌ نَفْسَهُ، لِئَلاَّ يَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى الرَّبِّ فَتَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ.
١. لاَ تَظْلِمْ أَجِيرًا: قد يتعرض الخادم للظلم بسبب عدم دفع أجرته له، أو بسبب ظروف العمل القاسية أو غير الآمنة. وهنا قد أمر الله أصحاب العمل أن يعاملوا موظفيهم والعاملين لديهم بالعدل واللطف.
٢. لِئَلاَّ يَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى الرَّبِّ: يسمع الرب صراخ المظلوم. يُحذر يعقوب ٥: ٤ الرجل الغني الذي يضطهد العاملين لديه: هوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ، الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ.
و) الآية (١٦): كلٌ يحمل خطيته.
١٦لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.
١. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ: أوصى الله أن يكون كل فرد مسئولًا عن خطيته. لا يمكن لوم الأب وتحميله مسئولية خطية أبنائه (الكبار)، ولا يمكن لوم الأبناء وتحميلهم مسئولية خطية والديهم.
• من الخطأ أن يلوم الوالدين أنفسهم تلقائيًا لأجل أطفالهم الضالين؛ وعلى الرغم من أنه قد يكون لهم دور في المشكلة، إلا أن الأمر ليس كذلك دائمًا.
٢. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ: هناك حالات يأمر فيها الله بمعاقبة عائلة بأكملها بسبب خطاياها، كما هو الحال مع عائلة عاخان في يشوع ١٦:٧-٢٦. عندما يتعامل الله مع عائلة بأكملها، فهذا يدل على أنه لا بد أن تكون هناك مؤامرة ما بين أفراد الأسرة، لأن كل واحد مسؤول في النهاية عن خطيته هو.
ز) الآيات (١٧-١٨): الوصية بالرحمة والعدل.
١٧لاَ تُعَوِّجْ حُكْمَ الْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ، وَلاَ تَسْتَرْهِنْ ثَوْبَ الأَرْمَلَةِ. ١٨وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي مِصْرَ فَفَدَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ أَنْ تَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ.
١. وَاذْكُرْ: إذا استمر شعب إسرائيل في تذكّر مقدار ما فعله الله لهم عند فدائهم من أرض مصر، فإن ذلك سيجعلهم أكثر رأفة وعدالة في التعامل مع الآخرين. يجب أن نتعامل دائمًا مع الآخرين ونتذكر كم باركنا الله وغفر لنا.
ح) الآيات (١٩-٢٢): اتركوا وراءكم بعض الحصاد للفقراء.
١٩إِذَا حَصَدْتَ حَصِيدَكَ فِي حَقْلِكَ وَنَسِيتَ حُزْمَةً فِي الْحَقْلِ، فَلاَ تَرْجعْ لِتَأْخُذَهَا، لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ تَكُونُ، لِكَيْ يُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدَيْكَ. ٢٠وَإِذَا خَبَطْتَ زَيْتُونَكَ فَلاَ تُرَاجعِ الأَغْصَانَ وَرَاءَكَ، لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ يَكُونُ. ٢١إِذَا قَطَفْتَ كَرْمَكَ فَلاَ تُعَلِّلْهُ وَرَاءَكَ. لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ يَكُونُ. ٢٢وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ أَنْ تَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ.
١. لِلْغَرِيبِ وَالْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ تَكُونُ: كان هذا أحد برامج الرعاية التي قدمها الله لإسرائيل، مما يثبّت حق الالتقاط. أمر الرب المزارعين بعدم حصاد حقولهم بالكامل، حتى يتمكن الفقراء الذين يعملون بجد لأنفسهم من جمعها.
٢. لِذلِكَ أَنَا أُوصِيكَ أَنْ تَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ: كانت هذه طريقة رائعة لمساعدة الفقراء. لقد أمرت الوصية المزارعين بأن تكون قلوبهم سخية، وجعلت الفقراء ينشطون ويعملون من أجل طعامهم. لقد أتاح لهم وسيلة لتوفير احتياجاتهم الخاصة بكرامة.