سفر العدد – الإصحاح ٤
خدمات الكهنة
“في هذا الإصحاح، تبلغ حالة الترتيب الملحوظة بالفعل في هذا السفر ذروتها.” ألن (Allen)
أولًا. خدمة بَنِي قَهَات
أ ) الآيات (١-٣): المؤهَّلون للخدمة.
١وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: ٢«خُذْ عَدَدَ بَنِي قَهَاتَ مِنْ بَيْنِ بَنِي لاَوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٣مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلِّ دَاخِل فِي الْجُنْدِ لِيَعْمَلَ عَمَلًا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.
١. خُذْ عَدَدَ بَنِي قَهَاتَ: يرد إحصاء عام لرجال عشيرة قهات في سفر العدد ٣: ٢٧-٢٨، وكان عددهم ٨,٦٠٠ ذكرًا، من بَنِي قَهَاتَ. أما هذا الإحصاء الثاني، فكان ضروريًّا لمعرفة عدد بَنِي قَهَاتَ الذين يناسب سنهم الخدمة في خيمة الاجتماع.
• عندما ذُكِر بنو لاوي في سفر العدد ٣: ١٧، كان ترتيبهم كالآتي: جرشون أولًا، ثم قهات، وأخيرًا مراري، وكان هذا على الأرجح هو ترتيب ميلادهم. أما في سفر العدد ٤، فقد ذُكِر قهات قبل جرشون، وأُعطِي (على ما يبدو) خدمة أعلى مقامًا، ألا وهي حمل ونقل أقدس أمتعة خيمة الاجتماع.
• “يبدو أن ترقية الابن الثاني على أخيه الأكبر يرجع سببها إلى اختيار سيادي من الرب، وكذلك إلى الدور المميَّز الذي أعطاه الرب لهذه العشيرة بأن يكونوا قريبين من أقدس أمتعة المسكن.” ألن (Allen)
• يرفع الله من شأن الأشخاص المستبعَدين. فبحسب ثقافة العهد القديم، كان البكر يُفضَّل دائمًا على الابن الأصغر. لكن ليس الحال هكذا دائمًا عند الله. فطوال خطة الله، فضَّل إسحاق على إسماعيل، ويعقوب على عيسو، ويوسف على رأوبين، وموسى على هارون، وداود على إخوته. إن الله لا يخالف دائمًا توقعات الثقافة بشأن الشخص المفضَّل بحسب ترتيب ميلاده، لكنه يفعل ذلك أحيانًا.
٢. مِنِ ابْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً: من بين ذكور بني قهات، فقط الذين يتراوح عمرهم ما بين ثَلَاثِينَ إلى خَمْسِينَ سنة هم الذين سُمِح لهم بأن يعملوا عَمَلًا فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ.
• يُعتقَد من بعض النواحي أن السنوات ما بين عمر الثلاثين والخمسين هي ’الأفضل‘ في حياة الرجل (لأنها تجمع ما بين الحكمة والقوة الجسدية). فقد أراد الله الأفضل من بين بني قهات من أجل العمل فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ.
• يقول سفر العدد ٨: ٢٤ إن اللاويين كانوا يأتون ليتجنَّدوا للخدمة في عمر الخامسة والعشرين. ووفقًا لبعض المصادر، كانت الفترة بين ٢٥ و٣٠ سنة تُستغَل في التدريب. “يقول المعلِّمون اليهود إن اللاويين كانوا يبدأون في تعلُّم كيفية أداء خدمتهم من سن الخامسة والعشرين، وبعد تلقيهم التعليم والتدريب لمدة خمس سنوات، يبدأون خدمتهم العلنية في سن الثلاثين.” كلارك (Clarke)
• كان آدم كلارك (Adam Clarke) يرى أن هذا يشير، من حيث المبدأ، إلى وجود سنٍّ للتقاعد لرعاة الكنائس والخدام: “فإن الكارز الذي يكرِّس كلَّ وقته وقوَّته لخدمة كنيسة الله من سن العشرين إلى سن الخمسين أو الستين، يجب أن يُعفَى في وقتٍ ما من عمله الشاق هذا، ويُعال على نفقة المكان المقدس (الكنيسة). لن يكون هذا فقط بمثابة راحة كبيرة لخادم الله المنهك هذا، لكنه سيكون أمرًا نافعًا لعمل الخدمة أيضًا، الذي يستلزم أداؤه بأمانة وفاعلية كل قوى جسد وعقل الإنسان. صحيح أنه ينبغي أن يحظى الخدام الأمناء المتقدِّمين في العمر باحترام كبير لأجل ما يقدِّمونه من عملٍ، وأن يُزوَّدوا بكلِّ ضرورات الحياة ووسائل الراحة، لكن ما يمكن أن يسهموا به في الخدمة العامة للكلمة يتضاءل كثيرًا عندما تضعف أبصارهم، وتخور قواهم الجسدية، حتى وإن ظلوا على استعدادٍ للعمل!”
ب) الآيات (٤-١٤): خدمة حَزم أمتعة وآنية خيمة الاجتماع.
٤هذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ. ٥يَأْتِي هَارُونُ وَبَنُوهُ عِنْدَ ارْتِحَالِ الْمَحَلَّةِ وَيُنَزِّلُونَ حِجَابَ السَّجْفِ وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ، ٦وَيَجْعَلُونَ عَلَيْهِ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ، وَيَبْسُطُونَ مِنْ فَوْقُ ثَوْبًا كُلُّهُ أَسْمَانْجُونِيٌّ، وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. ٧وَعَلَى مَائِدَةِ الْوُجُوهِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ، وَيَضَعُونَ عَلَيْهِ الصِّحَافَ وَالصُّحُونَ وَالأَقْدَاحَ وَكَاسَاتِ السَّكِيبِ، وَيَكُونُ الْخُبْزُ الدَّائِمُ عَلَيْهِ، ٨وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهَا ثَوْبَ قِرْمِزٍ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. ٩وَيَأْخُذُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَ مَنَارَةَ الضَّوْءِ وَسُرُجَهَا وَمَلاَقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا وَجَمِيعَ آنِيَةِ زَيْتِهَا الَّتِي يَخْدِمُونَهَا بِهَا. ١٠وَيَجْعَلُونَهَا وَجَمِيعَ آنِيَتَهَا فِي غِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ، وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْعَتَلَةِ. ١١وَعَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ، وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. ١٢وَيَأْخُذُونَ جَمِيعَ أَمْتِعَةِ الْخِدْمَةِ الَّتِي يَخْدِمُونَ بِهَا فِي الْقُدْسِ، وَيَجْعَلُونَهَا فِي ثَوْبِ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَهَا بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ، وَيَجْعَلُونَهَا عَلَى الْعَتَلَةِ. ١٣وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ الْمَذْبَحِ، وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ، ١٤وَيَجْعَلُونَ عَلَيْهِ جَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ الَّتِي يَخْدِمُونَ عَلَيْهِ بِهَا: الْمَجَامِرَ وَالْمَنَاشِلَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَنَاضِحَ، كُلَّ أَمْتِعَةِ الْمَذْبَحِ، وَيَبْسُطُونَ عَلَيْهِ غِطَاءً مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ، وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ.
١. هَذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ: يصف هذا المقطع (سفر العدد ٤: ٤-١٤) ما كان ينبغي على الكهنة (هَارُونُ وَبَنُوهُ) أن يقوموا به، قبل قيام بَنِي قَهَاتَ بعملهم.
٢. عِنْدَ ارْتِحَالِ الْمَحَلَّةِ: كانت خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ عبارة عن هيكلِ محمولٍ، أو بيت الله المتنقِّل. ولأن شعب إسرائيل كانوا مرتحلين عبر البرية، في طريقهم إلى أرض كنعان، كانوا بحاجة إلى هيكلٍ أو بيتٍ لله يمكن أن يتنقل معهم. لذلك، كانت خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ عبارة عن هيكلٍ داخل خيمة. وبالتالي، كانت أمتعتها المختلفة بحاجة إلى أن تُحزَم بشكل سليم لنقلها.
• “ذاك الذي يُحْصِي عَدَدَ الْكَوَاكِبِ، ويَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ، لا يترك شيئًا في خدمته دون ترتيبٍ.” سبيرجن (Spurgeon)
٣. وَيُنَزِّلُونَ حِجَابَ السَّجْفِ وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ: كان تَابُوتَ العهد مقدَّسًا، لذلك كان مسموحًا للكهنة وحدهم بأن يغطُّوه ويجهِّزوه للنقل. وكان الكهنة يغطُّونه أولًا بالحِجَابَ الذي يفصل القدس عن قدس الأقداس، ثم يغطُّون الحِجَابَ بجِلْدِ تُخَسٍ، وأخيرًا بثَوْب كُلُّهُ أَسْمَانْجُونِيٌّ.
• وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ: كان ينبغي ألا يُمَس تابوت العهد بشكل مباشر من أيدي بشرية، لذلك كانت به حلقات على جانبيه توضع فيها العِصِيَّ. وكان التابوت يُحمَل من هذه العِصِيَّ (خروج ٢٥: ١٢-١٤). كانت هذه الطريقة لحمل التابوت بواسطة الحلقات والعصيِّ تُستخدَم أيضًا لحمل مائدة خبز الوجوه (خروج ٢٥: ٢٦-٢٨)، ومذبح المحرقة (خروج ٢٧: ٦-٧)، ومذبح البخور (خروج ٣٠: ٤-٥).
• “كلُّ هذه الاستعدادات توحي بأنه كان هناك برنامج تدريب صارم يجريه كاهن معيَّن قبل بدء العمل الفعلي.” ألن (Allen)
٤. مَائِدَةِ الْوُجُوهِ: هذه المائدة، وكلُّ أدواتها (الصِّحَافَ وَالصُّحُونَ وَالْأَقْدَاحَ وَكَاسَاتِ السَّكِيبِ)، كانت تغطَّى أولًا بثَوْبَ قِرْمِزٍ، ثم بغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ.
٥. مَنَارَةَ الضَّوْءِ: هذه المنارة، وكلُّ أدواتها (سُرُجَهَا وَمَلَاقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا وَجَمِيعَ آنِيَةِ زَيْتِهَا) كانت تغطَّى بثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ، ثم بغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ.
٦. مَذْبَحِ الذَّهَبِ: هذا المذبح (الذي يُعرَف أيضًا باسم مذبح البخور)، بالإضافة إلى أَمْتِعَةِ الْخِدْمَةِ الخاصة به، كان يغطَّى بثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ، ثم بِغِطَاءٍ مِنْ جِلْدِ تُخَسٍ. ورَمَادَ المذبح كان يُجمَع على ثَوْبَ أُرْجُوانٍ، مع جميع الأمتعة المتعلِّقة بمذبح البخور، ثم يغطَّى بجِلْدِ تُخَسٍ.
• “التوراة السامرية والترجمة السبعينية أضافتا المرحضة النحاسية إلى ختام الآية ١٤، والتي لم يرد ذكرها في النص المازوري [النص العبري].” كول (Cole)
ج) الآيات (١٥-٢٠): حمل أمتعة وآنية المسكن.
١٥وَمَتَى فَرَغَ هَارُونُ وَبَنُوهُ مِنْ تَغْطِيَةِ الْقُدْسِ وَجَمِيعِ أَمْتِعَةِ الْقُدْسِ عِنْدَ ارْتِحَالِ الْمَحَلَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ ذلِكَ بَنُو قَهَاتَ لِلْحَمْلِ وَلكِنْ لاَ يَمَسُّوا الْقُدْسَ لِئَلاَّ يَمُوتُوا. ذلِكَ حِمْلُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ١٦وَوِكَالَةُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ هِيَ زَيْتُ الضَّوْءِ وَالْبَخُورُ الْعَطِرُ وَالتَّقْدِمَةُ الدَّائِمَةُ وَدُهْنُ الْمَسْحَةِ، وَوِكَالَةُ كُلِّ الْمَسْكَنِ وَكُلِّ مَا فِيهِ بِالْقُدْسِ وَأَمْتِعَتِهِ». ١٧وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: ١٨«لاَ تَقْرِضَا سِبْطَ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ مِنْ بَيْنِ اللاَّوِيِّينَ، ١٩بَلِ افْعَلاَ لَهُمْ هذَا فَيَعِيشُوا وَلاَ يَمُوتُوا عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى قُدْسِ الأَقْدَاسِ: يَدْخُلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ وَيُقِيمُونَهُمْ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَحِمْلِهِ. ٢٠وَلاَ يَدْخُلُوا لِيَرَوْا الْقُدْسَ لَحْظَةً لِئَلاَّ يَمُوتُوا».
١. عِنْدَ ارْتِحَالِ الْمَحَلَّةِ، يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ بَنُو قَهَاتَ لِلْحَمْلِ، وَلَكِنْ لَا يَمَسُّوا الْقُدْسَ لِئَلَّا يَمُوتُوا: لم يكن مسموحًا للقهاتيين بلمس أيٍّ من أمتعة الْقُدْسِ. كان الكهنة وحدهم هم المسموح لهم بتجهيز جَمِيعِ أَمْتِعَةِ الْقُدْسِ، ثم يؤمَر بَنُو قَهَاتَ بحَمْلِها.
٢. وِكَالَةُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ: كانت هذه، على ما يبدو، جوانب من الخدمة الكهنوتية التي تؤدَّى تحت إشراف أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ. وتعتبَر الآية في سفر العدد ٤: ١٦ ملخصًا مثيرًا للاهتمام للعديد من واجبات الكهنة.
• زَيْتُ الضَّوْءِ: كان الكهنة يزوِّدون المنارات بالزيت، ويبقون سرجها موقَدةً.
• الْبَخُورُ الْعَطِرُ: كان الكهنة يجهِّزون ويوقِدون البخور الخاص بمذبح البخور.
• التَّقْدِمَةُ الدَّائِمَةُ: كان الكهنة يأتون بتقدمة يومية لتقديمها على مذبح المحرقة.
• دُهْنُ الْمَسْحَةِ: كان الكهنة يحتفظون بدُهْنُ الْمَسْحَةِ، ويستخدمونه لمسح الحُكَّام والكهنة، وغيرهم من المعيَّنين من قبل الله.
• وِكَالَةُ كُلِّ الْمَسْكَنِ وَكُلِّ مَا فِيهِ بِالْقُدْسِ وَأَمْتِعَتِهِ: كان الكهنة مسؤولين عن كلِّ ما في المسكن بصفة عامة. فالمسكن (أي بيت الله) لم يكن تحت سلطة قادة إسرائيل المدنيين (أي الملوك، أو القضاة، أو الشيوخ)، لكنه كان تحت إشراف كهنة إسرائيل.
٣. يَدْخُلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ وَيُقِيمُونَهُمْ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَحِمْلِهِ: كان للقهاتيين موقع خدمة دائم أمام الرب، ولأجل شعب إسرائيل. وكان ينبغي أن يُعيَّنوا بشكل فردي (يُقِيمُونَهُمْ كُلَّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ) لأداء خدمتهم. ومع أن خدمتهم اقتصرت على نقل أمتعة المسكن، كان يُنظَر إليها على أنها خدمة مهمة وذات قيمة عند الله، حتى أنها كانت تستحق تكليفًا أو تعيينًا خاصًّا.
٤. لِئَلَّا يَمُوتُوا: لم يكن مسموحًا للقهاتيين حتى بالنظر إلى الْقُدْسَ بينما يغطِّيه الكهنة ويجهزونه للتحرك. فقد كان لديهم دور محدَّد في خدمة الرب يجب أن يؤدُّوه، وكان عليهم ألا يتجاوزوا ذلك الدور. وعاقبة تجاوُز ما عيَّنه الله قد تصل إلى الموت.
ثانيًا. خدمة بني جرشون
أ ) الآيات (٢١-٢٣): المؤهَّلون من بني جرشون للخدمة.
٢١وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٢٢«خُذْ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ أَيْضًا حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، ٢٣مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ، كُلَّ الدَّاخِلِينَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَادًا، لِيَخْدِمُوا خِدْمَةً فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.
١. خُذْ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ: ورد إحصاء عام لجميع ذكور بني جرشون في سفر العدد ٣: ٢١-٢٢، وكان عددهم ٧,٥٠٠ ذكرًا، من بين بَنِي جَرْشُونَ. أما هذا الإحصاء الثاني، فكان ضروريًّا لمعرفة عدد بَنِي جَرْشُونَ الذين يناسب سنهم الخدمة في خيمة الاجتماع.
٢. مِنِ ابْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً: نظير القهاتيين، كان عليهم أن يحصوا فقط الذين يتراوح عمرهم ما بين ثَلَاثِينَ إلى خَمْسِينَ سنة، وهؤلاء هم الذين كان مسموحًا لهم بالعَمَل فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ. فمن حيث العَمَل فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ، أراد الله من بين بني جرشون أفضل من يجمعون ما بين الحكمة والقوة الجسدية.
• كُلَّ الدَّاخِلِينَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَادًا: “المعنى الحرفي للتعبير ’لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَادًا‘ هو ’يقاتلوا في الحرب.‘” ماكلارين (Maclaren)
• ثمة مغزى من وراء التلميح إلى الحرب في هذا السياق. كانت خدمة هؤلاء اللاويين دنيوية نوعًا ما، لا روحية. فإنهم لم يقدِّموا ذبائح، بل ولم يكن مسموحًا لهم حتى بالنظر إلى أمتعة المسكن المقدَّسة. إلا أن خدمتهم وُصِفت بشكلٍ ما على أنها معركة أو حرب. وهذا يعبِّر عن حقيقةٍ يعرفها الكثيرون من خدام الله، وهي أن الحرب تبدأ عندما يبدأ الإنسان في خدمة الرب، وشعبه، والعالم المحتاج، باسم يسوع.
ب) الآيات (٢٤-٢٨): خدمة الجرشونيين.
٢٤هذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ مِنَ الْخِدْمَةِ وَالْحِمْلِ: ٢٥يَحْمِلُونَ شُقَقَ الْمَسْكَنِ، وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ وَغِطَاءَهَا، وَغِطَاءَ التُّخَسِ الَّذِي عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَسَجْفَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، ٢٦وَأَسْتَارَ الدَّارِ وَسَجْفَ مَدْخَلِ بَابِ الدَّارِ اللَّوَاتِي حَوْلَ الْمَسْكَنِ وَحَوْلَ الْمَذْبَحِ مُحِيطَةً، وَأَطْنَابَهُنَّ وَكُلَّ أَمْتِعَةِ خِدْمَتِهِنَّ. وَكُلُّ مَا يُعْمَلُ لَهُنَّ فَهُمْ يَصْنَعُونَهُ، ٢٧حَسَبَ قَوْلِ هَارُونَ وَبَنِيهِ تَكُونُ جَمِيعُ خِدْمَةِ بَنِي الْجَرْشُونِيِّينَ مِنْ كُلِّ حَمْلِهِمْ وَمِنْ كُلِّ خِدْمَتِهِمْ. وَتُوَكِّلُهُمْ بِحِرَاسَةِ كُلِّ أَحْمَالِهِمْ. ٢٨هذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي الْجَرْشُونِيِّينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَحِرَاسَتُهُمْ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنِ.
١. هَذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ الْجَرْشُونِيِّينَ: في حين كان القهاتيون مسؤولين عن حمل أمتعة المسكن، كان الجرشونيون مسؤولين عن حمل أغطية المسكن، التي تشمل الشُقَقَ، والسَجْفَ والأَطْنَاب، وَكُلَّ أَمْتِعَةِ خِدْمَتِهِنَّ.
• غِطَاءَ التُّخَسِ: تختلف بعض الترجمات معًا في ترجمة هذه الكلمة، حيث تُرجِمت في ترجمة RSV الإنجليزية إلى ’جلد الماعز،‘ في حين تُرجِمت في ترجمة NEB الإنجليزية إلى ’جلد الدلفين.‘ “الكلمة العبرية (tahas) التي تُترجَم في المعتاد إلى ’بقر البحر،‘ مماثلة في الشكل لكلمة ’تخس‘ في اللغة العربية، التي معناها ’دلفين.‘ وبالتالي، يبدو أن جلد الدلفين أو جلد بقر البحر هو الترجمة الصحيحة للكلمة.” ألن (Allen)
٢. حَسَبَ قَوْلِ هَارُونَ وَبَنِيهِ تَكُونُ جَمِيعُ خِدْمَةِ بَنِي الْجَرْشُونِيِّينَ: ونظير القهاتيين أيضًا، كان عمل الجرشونيين يُجرَى تحت إشراف الكهنة (هَارُونَ وَبَنِيه). وهنا، كان الأمر بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنِ.
ثالثًا. خدمة بني مَرَارِي
أ) الآيات (٢٩-٣٠): المؤهَّلون منهم للخدمة.
٢٩بَنُو مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ تَعُدُّهُمْ، ٣٠مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ، كُلَّ الدَّاخِلِينَ فِي الْجُنْدِ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ.
١. بَنُو مَرَارِي… تَعُدُّهُمْ: ورد إحصاء عام لذكور بني مَرَارِي في سفر العدد ٣: ٣٣-٣٤، وكان عددهم ٦,٢٠٠ ذكرًا، من بين بَنِي مَرَارِي.
٢. كُلَّ الدَّاخِلِينَ فِي الْجُنْدِ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ: كان هذا الإحصاء الثاني ضروريًّا لمعرفة عدد بَنِي مَرَارِي الذين يناسب سنهم الخدمة في خيمة الاجتماع، أي أولئك الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين ٣٠ إلى ٥٠ سنة.
• لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ: “إن عمل الخدمة ليس عمل الكسالى أو المتبطِّلين.” تراب (Trapp)
ب) الآيات (٣١-٣٣): خدمة بَنِي مَرَارِي.
٣١وَهذِهِ حِرَاسَةُ حَمْلِهِمْ وَكُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: أَلْوَاحُ الْمَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ، ٣٢وَأَعْمِدَةُ الدَّارِ حَوَالَيْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا وَكُلِّ خِدْمَتِهَا. وَبِالأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ أَمْتِعَةَ حِرَاسَةِ حَمْلِهِمْ. ٣٣هذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي. كُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ».
١. وَهَذِهِ حِرَاسَةُ حَمْلِهِمْ وَكُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ: كانت وظيفة بَنِي مَرَارِي تتمثَّل في حزم ونقل أَلْوَاحُ الْمَسْكَنِ، وأَعْمِدَتُهُ، وكل الأجزاء المتصلة بها من بنية المسكن وهيكله. كان هذا العمل صعبًا ومهمًّا. فإن هذه الألواح والأعمدة، والأجزاء الأخرى أيضًا، عادة ما تكون مغطاة بالمعادن الثمينة، وبالتالي فإن الوزن المقدَّر للمسكن كان يبلغ نحو ١٩,٠٠٠ رطلًا (أي ما يزيد على ٨,٦٠٠ كيلوجرامًا).
٢. وَبِالْأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ أَمْتِعَةَ حِرَاسَةِ حَمْلِهِمْ: كان هذا العمل منظمًا للغاية، حيث أُسنِدت كلُّ قطعة إلى رجل معيَّن، تحت إشراف إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ. تبيِّن هذه الدرجة العالية من الترتيب أهمية العمل المسنَد إليهم، حيث لم يُترَك شيء منه سواء للصدفة أو للرأي الشخصي للعاملين.
• وَبِالْأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ: “نظرًا لأن أمتعة حراسة بَنِي مَرَارِي كانت صغيرة وكثيرة العدد، كان كلُّ واحد منهم مسؤولًا عن قطعة واحدة محدَّدة، لئلا يُفقَد أيٌّ منها.” وينهام (Wenham)
• وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا: هذه أشياء بسيطة وعادية. ومع ذلك، “كان عمل هؤلاء لا يقل أهمية عن عمل أيِّ عشيرة أخرى، لأنه بدونه، لن يُنجَز عمل خيمة الاجتماع الأكثر جاذبية والأرفع مقامًا. ولذلك، حظي المراريون باهتمامٍ، حتى وإن اقتصر عملهم على وضع عمود أو أوتاد أو حبال… وذلك لأن عبادة الله لا يمكن أن تمارَس، ولا يمكن للمحلة أن ترتحل، إلا إذا أدَّى هؤلاء عملهم المقدَّس.” ألن (Allen)
رابعًا. ملخَّص تعداد اللاويين
أ ) الآيات (٣٤-٤٨): التعداد النهائي حسب عشائرهم.
٣٤فَعَدَّ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ الْجَمَاعَةِ بَنِي الْقَهَاتِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٣٥مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلَّ الدَّاخِلِينَ فِي الْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ٣٦فَكَانَ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. ٣٧هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ، كُلُّ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. ٣٨وَالْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٣٩مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلُّ الدَّاخِلِينَ فِي الْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ٤٠كَانَ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلْفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ. ٤١هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ، كُلُّ الْخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. ٤٢وَالْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٤٣مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلَّ الدَّاخِلْينَ فِي الْجُنْدِ لِلْخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ٤٤كَانَ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَمِئَتَيْنِ. ٤٥هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. ٤٦جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ اللاَّوِيِّينَ الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ، ٤٧مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً، كُلُّ الدَّاخِلِينَ لِيَعْمَلُوا عَمَلَ الْخِدْمَةِ وَعَمَلَ الْحَمْلِ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. ٤٨كَانَ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ آلاَفٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ.
١. هَؤُلَاءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ الْقَهَاتِيِّينَ: من بين بني قهات، كان هناك ٢,٧٥٠ رجلًا يتراوح عمرهم ما بين ٣٠ إلى ٥٠ سنة، مؤهَّلين لخدمة خيمة الاجتماع.
٢. هَؤُلَاءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ: من بين بني جرشون، كان هناك ٢,٦٣٠ رجلًا يتراوح عمرهم ما بين ٣٠ إلى ٥٠ سنة، مؤهَّلين لخدمة خيمة الاجتماع.
٣. هَؤُلَاءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي: من بين بني مراري، كان هناك ٣,٢٠٠ رجلًا يتراوح عمرهم ما بين ٣٠ إلى ٥٠ سنة، مؤهَّلين لخدمة خيمة الاجتماع.
٤. جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ اللَّاوِيِّينَ: كان إجمالي عدد الرجال المتاحين لِيَعْمَلُوا عَمَلَ الْخِدْمَةِ وَعَمَلَ الْحَمْلِ فِي خَيْمَةِ الِاجْتِمَاعِ من بني قهات، وبني جرشون، وبني مراري هو ٨,٥٨٠ رجلًا.
ب) الآية (٤٩): تنظيم وترتيب اللاويين.
٤٩حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى عُدَّ كُلُّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَعَلَى حَمْلِهِ، الَّذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ.
١. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ… عُدَّ: كان هذا التعداد بأمرٍ من الله، وكان له قصد محدَّد في خطته.
٢. كُلُّ إِنْسَانٍ عَلَى خِدْمَتِهِ وَعَلَى حَمْلِهِ: كان كلُّ رجل مؤهل للخدمة من بين هذه العشائر الثلاثة يلعب دورًا في خدمة خيمة الاجتماع. لم يكن من الممكن لعشيرة واحدة أن تقوم بكلِّ العمل. فقد جعلهم الله معتمدين بعضهم على بعضٍ لإتمام العمل.
• “من الجدير بالذكر أن هؤلاء اللاويين، مع أنهم كانوا جميعًا مقدَّسين لله بالتساوي، لم يكلَّفوا بالعمل نفسه تمامًا. فإن الله ليس إله الوتيرة الواحدة. فصحيح أن لديه وحدة عجيبة في الخطة والتصميم في كلِّ ما يفعله، لكن لديه بالقدر نفسه أيضًا تنوُّع مذهل وعجيب.” سبيرجن (Spurgeon)
• في وقت لاحق، أوضح الله من خلال الرسول بولس أن الكنيسة يجب أن تعمل مثل جسد واحد (١ كورنثوس ١٢: ١٢-٣١). فنظير جسم الإنسان، الكنيسة مكوَّنة من العديد من الأعضاء، التي تبدو مختلفة في الشكل، وفي الوظائف التي تقوم بها، وكذلك في نوع الاحتياج الذي تلبِّيه. وبعض الأعضاء منظورة أكثر من غيرها، لكنَّ جميعها ضرورية ولا غنى عنها، وجميعها تحمل الشفرة الوراثية نفسها.
• تنشأ الكثير من المتاعب في خدمة الرب بسبب أولئك الذين يرغبون في أن تكون لهم دعوة مختلفة عن دعوتهم، أو يشعرون بالغيرة من الذين تختلف دعوتهم عنهم، أو يعلون من شأن دعوة ما ويحطون من شأن الأخرى. فلكلِّ واحد مكان ودور، ويمكن للجميع أن يختاروا ويقرِّروا أن يقوموا به.