سفر العدد – الإصحاح ٥
الانفصال عن الخطية
أولًا. الانفصال عن تَأثِيرَات الخطية
أ ) الآيات (١-٢): الأمر بنفي كلِّ من هو نجس طقسيًّا.
١وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٢«أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْفُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ كُلَّ أَبْرَصَ، وَكُلَّ ذِي سَيْل، وَكُلَّ مُتَنَجِّسٍ لِمَيْتٍ.
١. وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: تكرَّرت هذه العبارة ثلاث مرات في هذا الإصحاح (حيث وردت أيضًا في الآيتين ٥، ١١)، في بداية كلِّ قسم من أقسامه الثلاثة. ذكر ألن (Allen) على الأقل ثلاث دلالات مهمة لهذه العبارة:
• أن موسى كان بالحقيقة نبيًّا للرب.
• أن الوصايا التي قالها الله لموسى لم تكن إعلانات سرية، بل كان الهدف منها هو أن تنتشر في كل أرجاء جماعة إسرائيل.
• أن كلمات الله هذه كانت أوامر موثوقة وذات سلطة، وليس مجرد اقتراحات.
٢. أَوْصِ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْفُوا مِنَ الْمَحَلَّةِ: بينما كان شعب إسرائيل يستعدُّون للارتحال إلى أرض الموعد، كان ينبغي أن يعزلوا عنهم أولئك الذين يُحسَبون نجسين من الناحية الطقسية. وكان هذا يشمل الأَبْرَصَ (لاويين ١٣، وهذا الإصحاح يصف فعليًّا مجموعة كبيرة من الأمراض الجلدية)، وكلَّ ذِي سَيْلٍ (لاويين ١٥)، وأيَّ كاهن قد يلمس جثة ميت، عدا جثة أقرب أقربائه (لاويين ٢١: ١). فقد حان الوقت الآن لتنفيذ ما أمر به الله في سفر اللاويين.
• “ربما كانت هذه الوصية هي التي أوحت بالفكرة الأوَّلية عن المشفى، حيث يوضع جميع المصابين باضطرابات معدية في غرف خاصة تحت الرعاية الطبية.” كلارك (Clarke)
• كُلَّ ذِي سَيْلٍ: “يبدو أن المقصود هنا، على الأرجح، هو فقط الإفرازات طويلة الأمد، التي كانت تستلزم تقديم ذبيحة عند الشفاء منها.” وينهام (Wenham)
• وَكُلَّ مُتَنَجِّسٍ لِمَيْتٍ: “كانت الجثة هي العلامة الأساسية الملموسة على النجاسة في إسرائيل القديمة، لأن عمليات التحلل والاعتلال في الجسد الميت كانت ظاهرةً للجميع. وكان التلامس الجسدي مع جثة علامة أكيدة على النجاسة، وربما أيضًا مصدرًا للإصابة بالعدوى.” ألن (Allen)
٣. تَنْفُونَ… إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ: لم يكن هذا يعني أن أيًّا من تلك الأشياء هي التي تجعل الشخص خاطئًا سيء السمعة، أو تثبت أنه كذلك (مع أن هذا كان افتراضًا خاطئًا شائعًا)، إنما يعني أن البرص، أو السيل غير الطاهر، أو الجثث، هي بمثابة تذكِرةٍ بنتائج الخطية، التي كان على شعب إسرائيل أن ينفصلوا عنها فيما يستعدون للارتحال إلى أرض الموعد.
• نستطيع أن نحسب هذه المصادر الثلاثة للنجاسة رمزًا لطبيعة الإنسان الخاطئة التي ورثها من آدم. فإن الأبرص لا يختار البرص، لكنه يرثه. وبالمثل، ليست طبيعتنا الخاطئة من اختيارنا، لكننا ورثناها من آدم. فإننا نختار أفعال الخطية الفردية، أما طبيعتنا الخاطئة فهي موروثة.
• حتى هذه المرحلة من تقدُّم إسرائيل نحو أرض الموعد، كان الله هو الذي نظَّمهم. لكنهم الآن واجهوا تحديًا بأن يصيروا جماعة تقدِّر قيمة الطهارة. كان الله يريد أن يحوِّل شعب إسرائيل إلى “شعب أرض الموعد،” أي إلى شعبٍ طاهرٍ ومقدسٍ.
ب) الآيات (٣-٤): نطاق وسبب هذه الوصية.
٣الذَّكَرَ وَالأُنْثَى تَنْفُونَ. إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ تَنْفُونَهُمْ لِكَيْلاَ يُنَجِّسُوا مَحَلاَّتِهِمْ حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ». ٤فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ وَنَفَوْهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ. كَمَا كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ.
١. الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى تَنْفُونَ: كان ينبغي ألا يُستثنَى سواء الرجال أو النساء من هذه الوصية. فلا يمكن للتعاطف أو المكانة أن يعفيانا سواء من نتائج الخطية في العالم، أو من طبيعتنا الخاطئة.
• “لا يعني ذلك بالتأكيد أن الشعب كانوا يَترُكون هؤلاء وراءهم ليموتوا، بل يعني أنه لم يكن يُسمَح لهؤلاء بالمسير في مكانهم مع أسباط شعبهم.” مورجان (Morgan)
٢. حَيْثُ أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ: كان أهم سبب وراء هذه الوصية بالعزل هو أن الله ساكنٌ في وسط محلة إسرائيل، ولذلك كان ينبغي بذل جهدٍ للانفصال عن الخطية ونتائجها.
• “القضية الأساسية وراء كلِّ شرائع الطهارة في إسرائيل لم تكن تتعلق سواء بالسحر، أو الصحة، أو الخرافات؛ وإنما الحقيقة العظمى كانت تتعلَّق بحضور يهوه في وسط المحلة. فينبغي ألا توجد أيُّ نجاسة حيث يسكن الرب. والكلمات الأخيرة من الآية ٣ تسهم بشكل كبير في إبراز هذا المعنى: ’أَنَا سَاكِنٌ فِي وَسَطِهِمْ.‘” ألن (Allen)
• لا يقتصر اهتمام الله على أفعال الخطايا الفردية التي نرتكبها، لكنه يطالبنا بأن نتولَّى أمر طبيعتنا الخاطئة. وفقط في يسوع يمكن لطبيعتنا الخاطئة (الإنسان العتيق) أن تُصلَب، وأن نُعطَى طبيعة يسوع (الإنسان الجديد)، لنصير خليقة جديدة. فإن الله لا يقيم علاقة من المحبة والشركة مع الإنسان العتيق، بل مع الإنسان الجديد.
• أن تكون من “شعب أرض الموعد” معناه أن يُجرَى، بشكلٍ ما، التعامل مع نتائج الخطية والسقوط في حياتك. فإن شعب أرض الموعد ليسوا كاملين بلا خطية، لكنهم مع ذلك لا يسلكون بحسب طبيعتهم الخاطئة، كما يتمثَّل في أولئك الذين كانوا ينفَون خارج المحلة.
• إن أورشليم الجديدة، وهي الموضع النهائي لسكنى الله مع شعبه، لن يكون فيها أيُّ شيء نجس أو دنس (رؤيا ٢١: ٢٧).
ثانيًا. الانفصال عن الضرر الذي تسبِّبه خطايانا
أ ) الآيات (٥-٧): الأمر بالتعويض عن الخطأ.
٥وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ٦«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ، فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ. ٧فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا الَّتِي عَمِلَتْ، وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ، وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ، وَتَدْفَعْهُ لِلَّذِي أَذْنَبَتْ إِلَيْهِ.
١. إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الْإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ: كان هذا الكلام موجَّهًا على الأرجح إلى الشخص الذي يبرم عقدًا مع شخص آخر، ثم يخون هذا العقد. وخطية هؤلاء لم تكن موجَّهة فقط إلى الآخرين، لكنهم كانوا يخطئون أيضًا إلى الرَّبِّ.
٢. فَقَدْ أَذْنَبَتْ تِلْكَ النَّفْسُ: كان على قضاة إسرائيل أن يصدروا أحكامًا عادلة سواء بإدانة أو تبرئة المتهمين، وذلك وفقًا للأدلة المقدَّمة. وهذه الوصية تتعلَّق بالشخص الذي يثبت أنه مذنب (أَذْنَبَتْ).
٣. فَلْتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا: الخطوة الأولى من التعويض هي أن يقرَّ الشخص المذنب بذنبه، ويوافق عليه. وكان عليه أن يفعل ذلك أمام الله والجماعة.
٤. وَتَرُدَّ مَا أَذْنَبَتْ بِهِ بِعَيْنِهِ: إلى جانب الإقرار بالخطية، كان على الشخص المذنب أن يردَّ ما سلبه بالاحتيال. لم يكن الحل العادل هو وضع المذنب في السجن، بل أن يردَّ ما أخذه.
• بما أن التعويض وصيةٌ منصوص عليها، فإنه يشير إلى خطأ ارتُكِب في حق شخص آخر (مثل السرقة، لاويين ٥: ١٤-٦: ٧)، أو في بعض الأحيان عدم تسليم شيء ما لله هو له في الأساس.
• “الأهمية العملية لهذه الشريعة واضحةٌ جليًّا. فقد نُظِّم شعب إسرائيل في هيئة صفوف قتالية للارتحال نحو أرض الموعد. لكن اتحادهم كان من شأنه أن يتعرض للضرر إذا كانوا يتنازعون فيما بينهم، ويستخدمون اسم الله باطلًا. ومن خلال التعويض وتقديم الذبيحة، كان من الممكن استعادة السلام مع الله، والتآلف بين أفراد الأمة.” وينهام (Wenham)
٥. وَتَزِدْ عَلَيْهِ خُمْسَهُ: كان التعويض المنصوص عليه ينبغي أن يشمل غرامة قدرها ٢٠%. فقد كان على السارق أن يردَّ ما أخذه وأكثر.
• “لن يغفر الله خطية أحدهم دون تعويضٍ أو ردٍّ للمسلوب، في كلِّ الحالات الممكنة. فكيف يمكن لأي شخص ارتكب الاحتيال، ولا يزال ما لجاره أو قريبه في حوزته، أن يتوقع نوال رحمة من يديِّ الله القدوس والعادل؟” كلارك (Clarke)
ب) الآية (٨): كيف يقدَّم التعويض في حالة موت المجني عليه.
٨وَإِنْ كَانَ لَيْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِلَيْهِ الْمُذْنَبَ بِهِ، فَالْمُذْنَبُ بِهِ الْمَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ لأَجْلِ الْكَاهِنِ، فَضْلًا عَنْ كَبْشِ الْكَفَّارَةِ الَّذِي يُكَفِّرُ بِهِ عَنْهُ.
١. إِنْ كَانَ لَيْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ لِيَرُدَّ إِلَيْهِ الْمُذْنَبَ بِهِ: يفترض ذلك أنه إذا ارتُكِب الخطأ في حق شخص مات، فإن الطرف المذنِب يجب أن يدفع التعويض (ما أخذه بالإضافة إلى ٢٠٪) إلى وَلِيٌّ الميت الذي وقع عليه الضرر.
• لَيْسَ لِلرَّجُلِ وَلِيٌّ: “الكلمة العبرية المترجَمة إلى ’وليٍّ ‘هي (goel)، ومعناها الشخص الذي يحمي حقوق العائلة، وتترجَم في بعض الأحيان إلى ’الوليّ الفادي‘ (على سبيل المثال، راعوث ٤: ٣).” ألن (Allen)
٢. فَالْمُذْنَبُ بِهِ الْمَرْدُودُ يَكُونُ لِلرَّبِّ: فإذا لم يُعثَر على وليٍّ حيٍّ يمكن أن يحصل على المردود أو التعويض، فإن المردود يَكُونُ لِلرَّبِّ. كان دفع التعويض مهمًّا للمذنب بقدر أهميته للمجني عليه الذي يحصل عليه، إن لم يكن أكثر.
• ومن الجدير بالذكر أنه عندما يذهب المردود لِلرَّبِّ، فإنه يكون لِأَجْلِ الْكَاهِنِ. فقد كان الكاهن يأخذه نيابةً عن الرب. “فإن الكاهن هو ممثِّل الرب المُستَقبِل. وبالتالي، يجب أن تُدفَع العشور لخدام المسيح الأحياء، لأن هذه العشور من حقِّهم، وهؤلاء الخدام ينوبون عنه.” تراب (Trapp)
٣. فَضْلًا عَنْ كَبْشِ الْكَفَّارَةِ: كان الكبش جزءًا من ذبيحة الإثم الموضَّحة في لاويين ٥: ١٤-٦: ٧.
ج) الآيتان (٩-١٠): حق كلُّ إسرائيلي في المشاركة في التقدمات التي يأتي بها.
٩وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مَعَ كُلِّ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلْكَاهِنِ تَكُونُ لَهُ. ١٠وَالإِنْسَانُ أَقْدَاسُهُ تَكُونُ لَهُ. إِذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ شَيْئًا لِلْكَاهِنِ فَلَهُ يَكُونُ».
١. وَكُلُّ رَفِيعَةٍ مَعَ كُلِّ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلْكَاهِنِ تَكُونُ لَهُ: كان من المفترض إعادة جزءٍ (مثل قطعة لحم) من بعض الذبائح (مثل ذبيحة السلامة، المذكورة في لاويين ٣) إلى الشخص الذي قدَّمها. فقد كان بإمكان مقدِّم الذبيحة وعائلته أن يتناولوا وجبة شركة أمام الرب.
٢. وَالْإِنْسَانُ أَقْدَاسُهُ تَكُونُ لَهُ: تُذّكِّر هذه الوصية بالحق المُطلق لمقدِّم الذبيحة في أن يكون له نصيب في هذه الذبائح. كانت هذه وسيلة لإتاحة الفرصة لكل شخص في إسرائيل أن يتناول وجبة شركة مقدَّسة أمام الرب. فلم يكن من حق الكاهن أن يأخذ هذا النصيب لنفسه، وغير مسموح للملك أن يفرض عليه ضريبةً.
• في وسط هذا الإصحاح الذي يتحدث عن الانفصال عن الخطية، ذكَّر الله شعب إسرائيل بالهدف الأساسي من هذا الانفصال، ألا وهو الشركة مع الله. وهذا هو الهدف الأساسي للسعي إلى الطهارة. “طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ” (متى ٥: ٨).
ثالثًا. الانفصال عن شُبهة الخطية: شريعة الغيرة
أ ) الآيات (١١-١٤): الحالة التي تستدعي تطبيق شريعة الغيرة.
١١وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: ١٢«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُل وَخَانَتْهُ خِيَانَةً، ١٣وَاضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ، وَأُخْفِيَ ذلِكَ عَنْ عَيْنَيْ رَجُلِهَا، وَاسْتَتَرَتْ وَهِيَ نَجِسَةٌ وَلَيْسَ شَاهِدٌ عَلَيْهَا، وَهِيَ لَمْ تُؤْخَذْ، ١٤فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ نَجِسَةٌ، أَوِ اعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ لَيْسَتْ نَجِسَةً.
١. إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةُ رَجُلٍ وَخَانَتْهُ خِيَانَةً: يتناول هذا المقطع الفريد من نوعه مشكلة رُوحُ الْغَيْرَةِ في الزواج. فإن جزءًا من أساسيات الزواج هو توقُّع أحد الطرفين أن يكون شريك حياته مخلصًا له عاطفيًّا وجنسيًّا، وهذا التوقع ينشئ نوعًا مُبررًا من الغيرة. لكن، ربما تنشأ أيضًا غيرة لا أساس لها، يمكن أن تفسد العلاقة الزوجية. لذلك، يقدم هذا المقطع لشعب إسرائيل وسيلةً للتعامل مع رُوحُ الْغَيْرَة التي قد تكون أو لا تكون مبرَّرة.
• “أُعطيت هذه الشريعة، من ناحيةٍ، بهدف ردع الزوجات عن ممارسة الخيانة الزوجية، ومن ناحية أخرى، بهدف حماية الزوجات من غضب أزواجهن القساة القلوب، الذين قد يقتلوهن، أو على الأقل يطلِّقونهن، بناء على مجرد شكوك.” بوله (Poole)
٢. فَاعْتَرَاهُ رُوحُ الْغَيْرَةِ وَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ: في بعض الأحيان، يكون للغيرة في الزواج ما يبرِّرها، لكن في أحيان أخرى، قد تكون هذه غيرة خاطئة. وفي كلتا الحالتين، أعطى الله شعب إسرائيل وسيلةً للتعامل مع رُوحُ الْغَيْرَةِ.
• في بعض الأحيان، قد يشعر الزوج أو الزوجة عن طريق الحدس بأن شريك حياته غير مخلِص له، وذلك من خلال تفسير عشرات المؤشرات الخفية. إلا أن هذا الحدس ليس معصومًا من الخطأ، بل قد يكون مخطئًا في بعض الأحيان. لذلك، يجب حسم الاتهامات بالخيانة الزوجية التي لا يمكن ’إثباتها‘ بطريقة صحيحة. وقد أعطى الله شعب إسرائيل هذا الإجراء الاستثنائي لحسم مثل هذه الأمور.
• هذه الشريعة الاستثنائية دليلٌ على أن الله لا يريد أن يعيش الأزواج في حالة من الغيرة المستمرة. لذلك، أعطى الرب طقسًا يحسم مشاعر الغيرة في الحياة الزوجية، عن طريق إثباتها أو نفيها.
• كان هذا الطقس يتعلق فقط بالزوجة الخائنة وليس الزوج. ويرجع السبب في ذلك إلى أن غالبية شرائع موسى كانت تتعلق بقانون ’الدعوى القضائية‘ (أي شرائع ظرفية تتعلق بحالات فردية). فلم يكن من المفترض أن تتوقع الشرائع كلَّ الحالات المحتمَلة، لكنها فقط قدَّمت أمثلة يمكن أن تشكِّل سابقة يُعتمَد عيها في الحالات الأخرى. ومن المحتمل، رغم عدم ذِكر ذلك صراحةً، أنه كان هناك طقس مماثل يمارَس إذا اشتبهت الزوجة في خيانة زوجها لها.
• ذكر ألن (Allen) اختبارًا مختلفًا كان البابليون يجرونه لتحديد ما إذا كانت زوجة متهمة بالخيانة الزوجية قد ارتكبت هذه الخيانة بالفعل أم لا. جاء هذا الاختبار في شريعة حمورابي، وهو يقول: “كان على المرأة التي يُشتبَه في خيانتها لزوجتها أن تخضع لاختبار موت، وذلك بأن تلقي بنفسها في نهر الفرات المقدس. فإذا كانت مذنبة، من المفترض أن تغرق؛ أما إذا كانت بريئة، فإنها ستنجو من هذا الاختبار، وستتسنَّى لها العودة إلى زوجها دون أن تلصق التهمة بها.”
ب) الآية (١٥): التقدمة اللازمة لحسم روح الغيرة.
١٥يَأْتِي الرَّجُلُ بَامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: عُشْرِ الإِيفَةِ مِنْ طَحِينِ شَعِيرٍ، لاَ يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا، لأَنَّهُ تَقْدِمَةُ غَيْرَةٍ، تَقْدِمَةُ تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا.
١. يَأْتِي الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ: كان هذا معناه أنه لم يكن للزوج الحق في أن يفعل بامرأته ما يحلو له، بل كان ينبغي أن يَأْتِي الرَّجُلُ بِامْرَأَتِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، وأن يحسم المسألة من خلال سلطةٍ أعلى منه. كان هذا أمرًا خطيرًا وجادًّا يجب أن يُعرَض على الْكَاهِنِ، لإبطال أيِّ اتهامات باطلة أو عبثية.
• يجب النظر إلى هذه الشريعة في ضوء ما يماثلها في ثقافات العار والشرف القديمة (والحديثة أحيانًا). ففي بعض هذه الثقافات، من المعتاد أن يقتل الزوج الغيور زوجته ببساطة تحت مسمَّى الحفاظ على شرفه وشرف عائلته.
• دون شك، هذه الشريعة أنقذت الكثير من النساء البريئات اللواتي اتُّهِمن ظلمًا بسبب سخط زوج غيور.
٢. وَيَأْتِي بِقُرْبَانِهَا مَعَهَا: كان على الزوج الغيور أن يأتي بكمية معيَّنة من طَحِينِ شَعِيرٍ فحسب، دون أي زيت أو لُبان، وهما العنصران اللذان يصاحبان عادة تقدمة الدقيق.
٣. لَا يَصُبُّ عَلَيْهِ زَيْتًا وَلَا يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَانًا: كان ينبغي ألا يحتوي هذا القربان على زيت أو لُبان، وهما العنصران اللذان كانا يضافان إلى تقدمة الدقيق المعتادة لأجل تحليتها. فلم تكن هناك أيُّ حلاوة في هذه التَقْدِمَة، التي هي بمثابة تَذْكَارٍ تُذَكِّرُ ذَنْبًا. كانت هذه التقدمة مُرَّة، لا حلوة، لأنه من خلالها يتبيَّن إما أن الزوجة مذنبة بارتكاب الخيانة الزوجية، وإما أن الزوج مذنبٌ بالاتهام الباطل.
٤. تُذَكِّرُ ذَنْبًا: ليس المقصود بذلك أن الزوجة ربما قد ارتكبت الخيانة الزوجية ولم ’تتذكَّر‘ ذلك. فلم يكن الهدف من هذه التقدمة هو تذكير الزوج أو الزوجة، بل تذكير كلِّ جماعة إسرائيل ببشاعة الخيانة الزوجية أو ببشاعة اتهام الآخرين بالباطل.
ج) الآيات (١٦-٢٨): طقس التقدمة اللازم لتطبيق شريعة الغيرة.
١٦فَيُقَدِّمُهَا الْكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ، ١٧وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّسًا فِي إِنَاءِ خَزَفٍ، وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ، ١٨وَيُوقِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ، وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التَّذْكَارِ الَّتِي هِيَ تَقْدِمَةُ الْغَيْرَةِ، وَفِي يَدِ الْكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللَّعْنَةِ الْمُرُّ. ١٩وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: إِنْ كَانَ لَمْ يَضْطَجعْ مَعَكِ رَجُلٌ، وَإِنْ كُنْتِ لَمْ تَزِيغِي إِلَى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ، فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هذَا الْمُرِّ. ٢٠وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ، وَجَعَلَ مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. ٢١يَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ بِحَلْفِ اللَّعْنَةِ، وَيَقُولُ الْكَاهِنُ لِلْمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لَعْنَةً وَحَلْفًا بَيْنَ شَعْبِكِ، بِأَنْ يَجْعَلَ الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا. ٢٢وَيَدْخُلُ مَاءُ اللَّعْنَةِ هذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ الْبَطْنِ، وَلإِسْقَاطِ الْفَخْذِ. فَتَقُولُ الْمَرْأَةُ: آمِينَ، آمِينَ. ٢٣وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ، ٢٤وَيَسْقِي الْمَرْأَةَ مَاءَ اللَّعْنَةِ الْمُرَّ، فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ. ٢٥وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ تَقْدِمَةَ الْغَيْرَةِ، وَيُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقَدِّمُهَا إِلَى الْمَذْبَحِ. ٢٦وَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تَذْكَارَهَا وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَسْقِي الْمَرْأَةَ الْمَاءَ. ٢٧وَمَتَى سَقَاهَا الْمَاءَ، فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلَهَا، يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ، فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا، فَتَصِيرُ الْمَرْأَةُ لَعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا. ٢٨وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الْمَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَلْ كَانَتْ طَاهِرَةً، تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ.
١. يَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي الْمَاءِ: يصير هذا الماء مرًّا باستخدام الْغُبَارِ الَّذِي فِي أَرْضِ الْمَسْكَنِ. وبينما تحمل المرأة تقدمة الدقيق في يديها (تذكارٌ للشركة مع الله)، ينطق الكاهن بحلفٍ عليها.
• المقصود من عبارة ’يَكْشِفُ رَأْسَ الْمَرْأَةِ‘ في الآية ١٨ هو حلُّ وإسدال شعرها. “يُعَد حلُّ شعر المرأة تلميحًا آخر إلى اعتبارها نجسةً. فقد كان على المصابين بمرض ’البرص‘ أن يتركوا شعرهم متدليًا كعلامةٍ على نجاستهم.” وينهام (Wenham)
٢. وَيَسْتَحْلِفُ الْكَاهِنُ الْمَرْأَةَ وَيَقُولُ لَهَا: كان الكاهن يُعلن رسميًا، في حلَفِهِ، أنه إذا كانت المرأة بريئة من تهمة الخيانة الزوجية، فإنها ستكون بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللَّعْنَةِ هَذَا الْمُرِّ. أما إذا كانت مذنبة بالفعل بارتكاب الخيانة الزوجية، فإنها ستقع تحت وطأة هذه اللعنة.
• “إن وصف الماء المر بماء اللعنة، أي بالماء الذي يجلب اللعنة، يمثِّل إشكالية، حيث يمكن ترجمة العبارة العبرية أيضًا إلى ’الماء الذي يجلب لعنة المرارة.‘ فإن المقصود ليس فقط أن هذا الماء كان مرًّا، بل أن لديه القدرة أيضًا على حمل لعنة مريرة.” ألين (Allen)
• كان تأثير هذه اللعنة هو أن يصير فَخْذَكِ (وهو هنا بديل مخفَّف لكلمة الرحم) سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِمًا.
• بعدما ينطق الكاهن بهذا الحَلَف، كان على المرأة أن تجيب قائلة: آمِينَ، آمِينَ. فقد كان عليها أن توافق على أنها إذا كانت بريئة، فإنها تستحق أن تُبرَأ ذمتها، وإذا كانت مذنبة، فإنها تستحق عقوبة اللعنة. فإن الحكم ’مذنبة لكن لديها عذرٌ‘ لم يكن احتمالًا مطروحًا قط. فلم يكن هناك سوى احتمالان، إما بريئة وإما مذنبة، وذلك لأن الخيانة الزوجية كانت تُحسَب خطية.
٣. وَيَكْتُبُ الْكَاهِنُ هَذِهِ اللَّعْنَاتِ فِي الْكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي الْمَاءِ الْمُرِّ: بعد ترديد منطوق اللعنة، وسماع موافقة المرأة، كان الكاهن يكتب الحلف على لفافةٍ، ثم يمحو الحبر الجاف فِي الْمَاءِ الْمُرِّ.
• كان الماء يُجعَل مرًّا بطريقتين، الأولى أنه كان يحتوي على الغبار المأخوذ من أرض مسكن الله المقدَّس، والثانية أنه كان يحتوي على الحبر المأخوذ من اللفافة المكتوب عليها لعنة الله على الخاطئ. فإن المزيج الناتج عن رؤية قداسة الله، والعقوبة العادلة على الخطاة، هو مزيجٌ مُرِّ.
• “شبَّهت التفاسير اليهودية القديمة الشراب الذي صُنِع من رماد العجل الذهبي بالشراب الذي كان يُعطَى للزوجة المشتبَه فيها.” وينهام (Wenham)
٤. وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ … التَّقْدِمَةَ: بعد ذلك، كان الكاهن يقدِّم تقدمة الدقيق، التي تشير إلى الشركة مع الله وتقديم الشكر له، ثم تشرب المرأة المشتبَه فيها الماء المر.
٥. يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللَّعْنَةِ لِلْمَرَارَةِ: بمرور الوقت، سيتضح الحُكم الذي أصدره الله على المرأة. فإذا أصيبت بأيِّ نوع من الأمراض الباطنية، ولا سيما في رحمها، سيُعتَبَر ذلك دليلًا على كونها مذنبة. أما إذا لم تصب بأيِّ مرض، بل واصلت إنجاب الأولاد، فسيُعتبر هذا تبرئةً لها.
• من الجدير بالذكر أنه إذا كانت المرأة مذنبةً، فإن العقاب لم يكن يوقع عليها بيد زوجها، أو بيد الجماعة؛ لكن وفقًا لشريعة الغيرة، كان الله وحده هو الذي يوقع العقاب على هذه المرأة. وإذا كانت المرأة بريئة، كان الأمر يُعرَف في الجماعة بأكملها.
• وفقًا لآدم كلارك (Adam Clarke)، قال بعض المعلِّمين اليهود أيضًا إنه إذا كانت المرأة مُذنبة، يصاب الرجل الذي خانت زوجها معه أيضًا بالمرض نفسه. لكنهم قالوا أيضًا إنه إذا كانت المرأة مُذنبة، وكان زوجها هو أيضًا مُذنبًا بارتكاب الزنا، فلن يكون للماء المر أيُّ تأثير عليها.
• لا يمكن لهذا الطقس أن يتمَّ إلا في وجود بعض العناصر الفائقة للطبيعة، لأن شرب الماء الممزوج بالغبار والحبر لا يسبِّب في المعتاد مرضًا باطنيًّا فقط لدى المذنبين بارتكاب الزنا. ومع ذلك، فإن الضغط النفسي الناجم عن إدراك الشخص بأنه مذنبٌ، وإقراره العلني بعدالة الحُكم الصادر بشأنه، لا يمكن أن يكون مفيدًا لصحة أيِّ شخص.
• على أقل تقدير، بما أن هذا الطقس كان طقسًا علنيًّا، فإنه كان ينبِّه الجماعة بأكملها إلى شر الزنا والخيانة الزوجية، وخطورة محاولة إخفاء خطيتهم. فإن وجود هذا الطقس في حدِّ ذاته كان حافزًا على الإخلاص في الزواج، وبالتالي فإنه كان نافعًا للأمة بأكملها.
• من المؤكَّد أن قداسة الله وكمال كلمته يشهدان ضدَّنا. فقد كان ينبغي أن نُجبَر على شرب كأسٍ مُرة من شأنها أن تُهلِكنا، لكنَّ يسوع شرب هذه الكأس عوضًا عنا.
د ) الآيات (٢٩-٣١): خاتمة شريعة الغيرة.
٢٩«هذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ، إِذَا زَاغَتِ امْرَأَةٌ مِنْ تَحْتِ رَجُلِهَا وَتَنَجَّسَتْ، ٣٠أَوْ إِذَا اعْتَرَى رَجُلًا رُوحُ غَيْرَةٍ فَغَارَ عَلَى امْرَأَتِهِ، يُوقِفُ الْمَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَيَعْمَلُ لَهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ. ٣١فَيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ تَحْمِلُ ذَنْبَهَا».
١. هَذِهِ شَرِيعَةُ الْغَيْرَةِ: كان هذا الطقس يهدف إلى حسم مسألة الغيرة. فإما أن يكون الزوج على حق في غيرته، وإما أن يكون مخطئًا. فإذا كانت زوجته قد خانته بالفعل، فإنه يكون على حق. أما إذا لم تكن قد فعلت ذلك، فإنه يكون مخطئًا. كان ينبغي حسم هذه المسألة، وكانت تلك هي الوسيلة التي أعطاها الله لإسرائيل القديمة لحسم الأمر.
• “إن وجود هذه الوصايا يبيِّن مدى اهتمام الله بأن تبقى الأمة بأكملها في قوة حقيقية، من خلال الحفاظ على حياة أسرية في أقوى حالاتها وأطهرها.” مورجان (Morgan)
٢. وَيَعْمَلُ لَهَا الْكَاهِنُ كُلَّ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ: كان تأثير هذه الشريعة هو التحفيز على الإخلاص في الزواج، وتحرير العلاقات الزوجية من غيوم الشك القاتمة.